ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشباب المسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=94)
-   -   تحت العشرين (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=286781)

ابوالوليد المسلم 04-06-2025 11:10 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين -1264


الفرقان




الشباب واغتنام مرحلة العمر
إن أمتنا الإسلامية أمة عزيزة منيعة، وشبابها يعرف قدر هذه المرحلة من العمر، لذلك ينبغي عليهم أن يحرصوا على اغتنامها في مرضاة الله -سبحانه وتعالى-؛ فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: جمعت القرآن فقرأته في ليلة، ولما علم رسول الله قال له مشفقًا عليه: «إني أخشى أن يطول عليك الزمان وأن تمّل، اقرأ به في كل شهر».
ولكن عبد الله يدرك أنه في هذه الفترة من العمر يستطيع أكثر من ذلك، فقال: أي رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي، فلم ينكر عليه رسول الله هذا العرض وحرصه على اغتنام هذه المرحلة من العمر، مرحلة القوة والنشاط في طاعة الله -سبحانه وتعالى-، فأعطاه توجيهًا آخر رحمة به وشفقة عليه، قائلاً: «اقرأ به في عشرين»، وما زال الحوار مستمرا وعبدالله يجيب بذلك الجواب حتى حدد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعًا شفقة عليه، هذا أنموذج من حياة الشباب في صدر الإسلام الذين حرصوا على اغتنام أوقاتهم في طاعة الله -سبحانه وتعالى-.
وهنا نوجه سؤالاً للشباب بهذه المناسبة: ما المدة الزمنية التي حددتها لنفسك لتختم فيها كتاب الله -سبحانه وتعالى-؟ هل تختم في كل عشرة أيام؟ هل تختم في كل عشرين؟ هل تختم في كل شهر؟ أرجو ألا يتجاوز الحد ذلك وأنت قوي نشيط في هذه المرحلة من عمرك، تستطيع أن تؤدي من الأعمال ما لا تستطيعه إذا كبرت سنك ووهن جسمك.
وهذا أنموذج آخر من شباب الصحابة في صدر الإسلام، ذلكم هو عبدالله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، حينما قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل» فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا؛ بمجرد توجيه بسيط من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان بعد هذا التوجيه يقضي أكثر ليله في صلاة.
حثُّ الشباب على تدبر القرآن
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الـله-: إني أحثُّ الشباب خصوصا، وغيرهم أيضًا على فهم كتاب الله، لا على أن يقرؤوه تعبُّدًا بتلاوته فقط، فإن الله يقول في كتابه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (ص: 29)، فلابد من التدبُّر، والتدبر هو تفهُّم المعنى، {وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} أي يتعظون به.
الرجولة الحقيقية
إنَّ شهود الصَّلاة مع الجماعة في بيوت الله ومساجد المسلمين، كما أمر بذلك ربُّ العالمين، وكما أمر بذلك رسوله الكَريم - صلى الله عليه وسلم -، شعيرةٌ عظيمَةٌ من شعائر الإسلام، ومَعلَمٌ عظيمٌ من معالم الرُّجولة الحقيقية، إنَّه مَعلَمٌ عظيم من معالم الرُّجولة بتبيان ربِّ العالمين؛ قال الله -تعالى-: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ < رِجَالٌ } هكذا قال رب العالمين {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ} (النُّور:36-37) ، فأين هذه الرُّجولة ممَّن يتخلَّف عن الصَّلاة مع الجماعة أو يهون من شأنها ويقلِّل من مكانتها ؟!.
من حفظ الله في شبابه حفظه الله عند الكبر
قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله-: متى نشأ العبد على شيء ففي الغالب يشيب عليه، ويموت عليه، سنة الله في عباده أنه -سبحانه- إذا وفق العبد في شبابه على الخير والاستقامة، فإن الله -سبحانه- يوفقه للثبات عليه، والوفاة عليه.
وقال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: من حفظ الله في شبابه حفظه الله عند شيبه، وحفظ الله في الشباب يعني: النشأة على الخير والطاعة، فلا يسفه في شبابه، فإن الله -سبحانه وتعالى- يحفظه عند المشيب، ويحسن له الخاتمة، وهذا شيء مجرب؛ لأن الذين لازموا الطاعة وحفظوا دين الله -سبحانه وتعالى- فإن الله يحفظهم عند الكبر وعند الوفاة، ويحسن لهم الختام، ويحفظهم من عدوهم الشيطان، جزاءً لعملهم الصالح.
دعائم قوية من الدين والأخلاق
قال الشيخ العلامة محمد العثيمين -رحمه الله- يرِد على قلوب الشباب من المشكلات الفكرية والنفسية ما يجعلهم أحيانًا في قلق من الحياة، ويجدون أنفسهم في ضرورة إلى رفع ذلك القلق، وكشف تلك الغمة، ولن يتحقق ذلك إلا بالدين والأخلاق اللذين بهما قوام المجتمع، وصلاح الدنيا والآخرة، وبهما تحل الخيرات والبركات وتزول الشرور والآفات. الشباب اليوم هم رجال الغد، وهم الأصل الذي ينبي عليه مستقبل الأمة؛ ولذلك جاءت النصوص الشرعية بالحث على حسن رعايتهم وتوجيههم إلى ما فيه الخير والصلاح، فإذا صلح الشباب وهم أصل الأمة التي ينبني عليها مستقبلها وكان صلاحه مبنيًا على دعائم قويه من الدين والأخلاق، فسيكون للأمة مستقبل زاهر، ولشيوخنا خلفاء صالحون إن شاء الله.
كن من هؤلاء السبعة
من وفقه الله -جل وعلا- لاغتنام شبابه في طاعة الله، فهو من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة ربه..»، قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وشاب نشأ في عبادة ربه»، أي نشأ مصاحبًا للعبادة، أو ملتصقًا بها.
الشباب وقتل الوقت!
يتضايق بعض الشباب من الوقت، ويعمل على تضييعه فيما لا يفيد، ولهذا تجد بعض الغافلين منهم يعبر بكلمة «قتل الوقت» كأنه عدو!، والوقت غنيمة وما ذهب منه لا يعود، والعاقل هو من يغتنم أوقاته ويحاذر من قتلها وتضييعها!.
استغلال فترة الشباب في طلب العلم النافع
عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: لما توفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت لرجل مِن الأنصار: هَلُمَّ نسأل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؛ فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام-؟! فترك ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو قائل، فأتوسد على ردائي على بابه، فتَسفي الريح عليَّ التراب، فيخرج، فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله، ألا أرسلت إليَّ فآتيك؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسألك، قال: فبقِي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليَّ، فقال: هذا الفتى أعقل مني، قال الحكيم الترمذي، -رحمه الله-: «صلاح الفتيان في العلم»، وقال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-: لقد تأملت نفسي فضلا عن عشيرتي الذين أنفقوا أعمارهم في اكتساب الدنيا، وأنفقت زمن الصبوة والشباب في طلب العلم، فرأيتني لم يفتني مما نالوه إلا لو حصل لي ندمت عليه، ثم تأملت حالي فإذا عيشي في الدنيا أجود من عيشهم، وجاهي بين الناس أعلى من جاههم، وما نلته من معرفة العلم لا يقاوم، وقال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد -رحمه الله-: الاشتغال بالعلم قراءة وإقراءً، ومطالعةً، وتدبراً، وحفظاً، وبحثاً، ولا سيما في أوقات الشباب ومقتبل العمر، ومعدن العاقبة، فاغتنم هذه الفرصة الغالية لتنال رتب العلم العالية.



ابوالوليد المسلم 04-06-2025 11:12 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين -1265


الفرقان



الشباب واستثمار إجازة الصيف
موسم الإجازة الصيفيَّة من مَظانِّ الأزمان التي يَضِيع فيها جزءٌ من عمر الشباب دون فائدةٍ تَعُود عليهم، إلاَّ إذا تم استَثمار تلك الإجازة في شيءٍ يُفِيدهم، أو ينفَع أمَّتهم ومجتمعهم.
ومن أهم ما يجب أن تستثمر فيه الإجازة بدايةً طاعة الله -عزوجل-، من تلاوة للقرآن وحفظه، وطلب العلم، والمشاركة في الدورات الشرعية، والدعوة إلى الله، والمراكز الشبابية الصيفية، وزيارة العلماء والدعاة والصالحين والأقارب والأرحام، وزيارة إخوانك في الله؛ فعن أبي هريرة عن النبي -[- قال: «إنَّ رجلاً زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه قال له: أين تريد؟ قال: أزور أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أنِّي أحببتُه في الله - عز وجل - قال: فإنِّي رسول الله إليك، بأن الله قد أحبَّك كما أحببته فيه».
أبرز الأفكار لاستغلال الإجازة الصيفية
- تعلُّم مهاراتٍ جديدة وتطوير الهوايات من الوسائل الممتازة لاستغلال الإجازة الصيفية؛ نظراً لأن العطلة مدتها طويلة وبعيدة عن الجدول الدراسي المزدحم.
- ومن المهارات المفيدة التي يُمكن تعلّمها، لغة جديدة، والبرمجة التي تُعد استثماراً مهما في العصر الرقمي.
- كما تُعد الإجازة الصيفية فرصةً مثاليةً لممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على الصحة البدنية والعقلية، مثل ممارسة المشي والركض أو أيّ نوع آخر من التمارين الهوائية مدة ساعة واحدة مثلاً يوميا.
- كما يمكن المساهمة في الأنشطة التطوعية؛ حيث تُعد فرصة لتنمية المهارات الاجتماعية، واكتساب خبرات جديدة، وتكوين علاقات بناءة.
أهمية مطالعة كتب السيرة النبويَّة
السيرة النبويَّة هي سيرةُ خيرِ البريَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - بها يستَطِيع الشاب أن يقتَفِي آثار النبي -صلى الله عليه وسلم - وينتَهِج نهجَه في كلِّ صغيرة وكبيرة في شتَّي نشاطات الحياة؛ فكان لِزامًا عليهم أن يهتموا بهذا الجانب في حياتهم؛ حتى يصير الاتِّباع واقتِفاء آثار النبي -صلى الله عليه وسلم - وامتثالها في حياتهم كلِّها؛ فلا يحركوا ساكنًا إلا بسنَّة عن سيِّدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن الكتب الميسَّرة التي يستَطِيع الشباب قراءتها وفهمها في الإجازة بسهولة كتاب: (هذا الحبيب يا محبّ)؛ للشيخ أبي بكر جابر الجزائري، وكتاب (الرحيق المختوم) تأليف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
واجب اغتنام الأوقات
من القضايا المهمة التي يجب ألا يستهين بها الشباب وألا يغفلوا عنها، قضية الفراغ وطرائق اغتنامه؛ فهي قضيَّة عظيمة، ولا أدلَّ على ذلك من إشارة المولى إليْه في كتابِه، وحرص النبي -صلى الله عليه وسلم - وأمره باغتنامه وحثِّه على استغلاله؛ يقول - جلَّ وعلا -: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} (الشرح: 7-8)، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتَك قبل موتك، وصحَّتك قبل سقمك، وفراغك قبل شُغلك، وشبابك قبل هَرَمِك، وغناك قبل فقرك».
مفهوم خطأ عن الإجازة
اتَّسع مفهوم الإجازة عند بعض الشباب ليشمل إعطاء النفس الرَّاحة حتَّى من عبادة خالقها، وإفلاتها من أخلاقها، فأضْحت الإجازة عندهم محصورة في التجوُّل في البلدان والمصائف، والتخلُّص من المثل والقيم، والتفريط في الصَّلوات والعكوف على ألوان الملاهي والشهوات، وهم مع ذلك لا يجدون لذَّة للإجازة ولا متعة للفراغ، وهذا مصداق لتلك الدِّراسات والتقارير التي تكشف أنَّ أكثر النَّاس إصابة بالأمراض النفسيَّة هم المنفتحون على كل شيء، والمشاهدون لكلِّ شيء، والمستمعون لكلِّ لغو، والمتخفِّفون من تكاليف الشرع، فلم تزِدْهم تلك الغفلة والمؤانسة المنحرفة إلاَّ همًّا وكمدًا.
هكذا ينبغي لطلبة العلم
قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: أنصح جميع إخواني وأبنائي من طلبة العلم، أن يشتغلوا بالتفقه في الدين والعناية بالقرآن والاستكثار من تلاوته وتدبر معانيه، والعناية بمتونهم التي لديهم يحفظونها ويدرسونها، والعناية بالمكتبات التي عندهم يطالعون ويتفقهون ويتعلمون، كما أوصيهم بحضور حلقات العلم عند أهل العلم والاستفادة منها، هكذا ينبغي لطلبة العلم ولجميع المسلمين العناية بما ينفعهم والحذر مما يضرهم، ولا شك أن التفقه في الدين هو من أعظم الأسباب لحصول العلم والفائدة، وللنجاة في الدنيا والآخرة لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».
فرصة ذهبية لا تُعوّض
تُمثل العطلة الصيفية فترة انتظار وترقب للعديد من الشباب؛ فهي لا تقتصر على كونها مجرد استراحة من الدراسة والروتين اليومي، بل هي فرصة ذهبية لا تُعوّض للتفرغ للعبادة والقرب من الله، وتطوير المهارات، في عالم يتسارع فيه التطور وتتزايد فيه متطلبات سوق العمل؛ حيث يصبح استثمار هذه الفترة بكفاءة أمرًا بالغ الأهمية لتمهيد الطريق لمستقبل مشرق للشباب.
الشباب وعلوّ الهمة
لقد كان الشباب من أبناء أسلافنا يناطحون الكبار في هممهم، ويتطلعون إلى تبوء منازلهم، ولا يحقرون في المعالي أنفسهم، ويشغلون فراغهم فيما ينفعهم، قال عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله-: «إنَّ الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمرٌ تركوه ما قام دينٌ ولا دنيا»؛ ولذا ينبغي للمرء أن تكون طموحاته عالية وهمته كبيرة، مجافيًا للتواني والكسل قوي الثقة بالله في أن يبلغه ما يرجو وخيرًا مما يرجو.
ليس في أيام المؤمن عطلة
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: أنا لا أرى أن نسمي هذه الإجازة عطلة؛ لأنه ليس في أيام الإنسان المؤمن عطلة، نعم هي عطلة من الدراسة النظامية، لكنها إجازة مؤقتة في حياة الشباب؛ لذلك فإني أنصح الشباب أن يحرصوا على حفظ أوقاتهم، وألا يتعودوا الكسل والخمول، وأن يلزموا أهل الخير الذين يوجهونهم توجيها سليما، ويحفظون عليهم دينهم وأخلاقهم؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: «مثل الجليس الصالح كحامل المسك، إما أن: يحذيك، أو يبيعك، أو تجد منه رائحة طيبة! ومثل الجليس السوء كنافخ الكير، إما أن: يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة!»، ويروى عنه -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».
ساعة وساعة
من المهم استغلال الإجازة الصيفية لأخذ أوقات راحة واسترخاء، فليست كل الأنشطة المهمة والمفيدة تتطلب العمل، والحركة، وبذل الجهد، وإنّما يحتاج الجسم والعقل أيضًا إلى فرصةٍ للراحة والاسترخاء لتجديد الطاقة، ويُعد تجنب التكنولوجيا أو التقليل منها قدر الإمكان من الأمور التي تُحسّن الصحة العامة وتقلل الإجهاد العقلي والبصري، ويُمكن لأنشطة مثل القراءة والتأمّل أن تخفف من التوتر وتعزز الشعور بالهدوء.



ابوالوليد المسلم 30-06-2025 12:40 PM

رد: تحت العشرين
 


تحت العشرين -1266


الفرقان



الإفلاس الحقيقي
عرَّف نبينا - صلى الله عليه وسلم - الإفلاس الحقيقي بأنه ليس إفلاس المال والمادة بل هو إفلاس الخلق والتصرف، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟»، قَالُوا: «الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ «، قَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَيَامٍ وَصَلاَةٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ».
لماذا حسن الخلق يا شباب؟
  • حسن الخلق هو امتثال لأمر الله -عز وجل-، وطاعة للرسول -صلى الله عليه وسلم -، قال الله -عز وجل-: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف:199)، فلقد جمع الله -سبحانه وتعالى- مكارم الأخلاق في هذه الآية، وأمر بالأخذ بها، والتحلي بما ورد فيها، وكذلك فإن التحلي بالأخلاق الكريمة طاعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -، قال -صلى الله عليه وسلم -: «وخالق الناس بخلق حسن».
  • حسن الخلق عبادة عظيمة، وقد يفوق ثوابها كثيرا من العبادات المعروفة، فمثلا التبسم في وجه المسلم عبادة، والكلمة الطيبة عبادة، وزيارة الأخ في الله عبادة، وعيادة المريض عبادة، ومصافحة المسلم عبادة، وصلة الرحم عبادة، وقضاء حوائج الناس عبادة، وكف الأذى عن الآخر عبادة.
  • حُسن الخلق من أعظم الأسباب الداعية لكسب القلوب؛ فهو يحبب صاحبه للبعيد والقريب، فالناس على اختلاف مشاربهم يحبون ويقدرون محاسن الأخلاق، ويألفون أهلها، ويرغبون في مجالستهم، ويبغضون مساوئ الأخلاق، وينفرون من أهلها، ويرغبون عن مجالستهم ومخالطتهم، قال الله -عز وجل-: {بِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159).
الأخلاق العالية هي روح الإسلام
اعلموا يا شباب، أنَّ الأخلاق العالية هي روح الإسلام ولبه، وأساسه وغايته؛ لأن الدين ليس عبادات فقط؛ بل هو معاملة أيضا، فالمعاملة الحسنة للناس قد يفوق ثوابها كثيرًا من العبادات المعروفة، ويوضح ذلك رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - حينما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: «تقوى الله وحسن الخلق».
أثر العبادة في بناء الشباب
للعبادة أثر كبير في بناء الشباب إيمانيًا ونفسيا وأخلاقيا واجتماعيا، فهي تدريب عملي على الإخلاص والإتقان والإجادة والتميز، فالعبادة شعور دائم بوجود الله، وإيقاظ مستمر للضمير والوجدان، وللعبادة آثار وقائية، وأخرى علاجية، تتمثّل في إنقاذ المتعبِّد من التعقيد واليأس والشعور بالذنب وتفاهة الذات؛ لأن وقوف الإنسان بين يدي الله -تعالى-، يشـعره بقربه من مالك الوجود، وحبِّه له، وعطفه عليه، كما يشعره بقيمته الإنسانية، وعلو قدره.
الصلاة من أعظم وسائل تزكية النفوس
الصلاة أهم أركان الإسلام بعد توحيد الله -تعالى- وهي من أعظم وسائل تزكية النفوس، قال -تعالى-: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت:45)، فحقيقة الصلاة أنها تزكية للنفس وتطهير لها من الأخلاق الرديئة والصفات السيئة؛ لذا حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن يتخذ منها فرصة للتدريب على السلوكيات الطيبة والأخلاق الحسنة، فلقد كان - صلى الله عليه وسلم - يحرص على أن تكون صفوف الصلاة منتظمة، وأن يقف المسلمون في الصلاة متكاتفين متساويين، وأن يلين كل واحد لأخيه، ولا يتركوا بينهم فرجة للشيطان، عَنْ عبداللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلاَئِكَةِ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ وَلاَ تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ»، وينبغي أن يكون ذلك التدريب على النظام والتلاحم والتواصل لا يكون داخل الصلاة أو داخل المسجد فقط، بل لا بد أن يمتد أثره خارج الصلاة وفي العلاقات والمعاملات.
تعظيم المحرمات والسلامة منها

قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: يعين العبد على تعظيم المناهي والمحرمات والسلامة منها كما أفاده ابن القيم -رحمه الله- خمسة أمور:
  • الحرص على التباعد من مظانها، وأسبابها وكلِّ ما يدعو إليها.
  • مجانبة كلِّ وسيلة تقرب منها كاجتناب الأماكن التي فيها الصور التي تقع بها الفتنة خشية الافتتان بها.
  • ترك مالا بأس به حذرًا مما به بأس.
  • مجانبة الفضول من المباحات خشية الوقوع في المكروهات.
  • مجانبة من يجاهر بارتكاب المحرمات ويحسنها ويدعو إليها ويتهاون بها ولا يبالي ما ركب منها.
أهمية التقاء الشباب

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: التقاء الشباب وطلبة العلم والتقاء الحريصين على الدعوة في البلاد الإسلامية والبلاد العربية وأهل الجوار بخصوصهم فيه فوائد كثيرة -غير الفوائد الشرعية المعروفة-؛ ففيه تقوية الصلة بما فيه تكاتف الجهود في الدعوة الواحدة؛ لأنّ الأصل في المؤمنين أن يكونوا جسدا واحدا، وهذا الجسد الواحد يقوم بالمهمة فيه كل عضو من أعضائه، فنحن ننظر إلى الدعوة إلى الله -جل وعلا- على منهج السلف الصالح على أنّ أهلها فيها سواء، في المملكة، أو في الكويت، أو في الهند، أو في المغرب، أو في الشمال، أو في الجنوب، فالكل فيها سواء من جهة وحدة الهدف ووحدة المنهج.
التأثير السلبي لوسائل التواصل على الشباب
هناك عدد من السلبيات لوسائل التواصل عل الشباب، وإذا لم يتم التعامل معها بوعي ستؤثر بقوة على الشباب، ومن هذه السلبيات ما يلي:
  • القلق والاكتئاب ونقص الثقة بالنفس الناتجة عن المقارنات الاجتماعية التي يجريها الشباب.
  • الإدمان على تلك الوسائل؛ ما يؤثر سلبًا على قدرة الشباب على التفاعل مع الواقع وممارسة الأنشطة المهمة.
  • التعرض للمحتوى العنيف أو غير المناسب؛ ما يدفع هؤلاء الشباب إلى تقليد هذه المشاهد.
  • التأثير السلبي على المستوى الدراسي؛ فكثرة استخدام هذه الوسائل يؤدي إلى تشتيت انتباه الشباب وشغل أوقاتهم بالمحتويات التافهة.
  • التأثير على السلوك الاجتماعي، كالعزلة أو المشكلات في العلاقات الشخصية؛ حيث يفضل الشباب التفاعل مع الأشخاص عبر الإنترنت بدلاً من التفاعل الاجتماعي المباشر.
نماذج لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم من الأخلاق التي اتصف بها النبي -صلى الله عليه وسلم -: تواضعه في بيته وطعامه، وصبره على الجاهل، وقبوله الدعوة دون تفرقة من أحد، وحبه التيسير في الأمور، وحبه للعفو والصفح عن المخطئ، وحبه مجالسة الفقراء، والجود والكرم والشجاعة، وكان -صلى الله عليه وسلم - أشد الناس حياءً، وكرهه أن يتميز على أحد، وكان -صلى الله عليه وسلم - لا يحقر من شأن أحد، ورحيم بالصبيان، ويؤدي الأمانات إلى أهلها، وسماه الله -تعالى- رؤوفًا رحيمًا، لا يفتخر على أحد، ويحب رد الجميل، وكان -صلى الله عليه وسلم - لا يقف مواقف التهم والريبة.



ابوالوليد المسلم 10-07-2025 12:25 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين -1267


الفرقان





الشباب وإصلاح النفس
أهم قضية ينبغي للشاب الاهتمام بها، أن يهتم بإصلاح نفسه من خلال الطرح الآتي: كيف أزيد من إيماني وطاعتي لله -سبحانه وتعالى-؟ وكيف أنمي في نفسي الخوف من الله -عز وجل-، ومحبته، ورجاءه، والتوجه إليه، والرغبة والرهبة، إلى غير ذلك من عبادات القلب، وكيف أصرفها لله -سبحانه وتعالى-؟
كيف أربي في نفسي الحرص على الصلاة، وعلى تلاوة كتاب الله -سبحانه وتعالى-، وعلى ذكر الله، ثم كيف أنتصر على المعاصي؟ كيف أضبط شهواتي؟ كيف أضبط نفسي عما حرم الله -سبحانه وتعالى-؟ ثم كيف أتخلص من داء البخل الذي قد يكون حاجزاً بيني وبين الإنفاق في سبيل الله؟ وكيف أتخلص من داء الكسل الذي يكون عائقًا بيني وبين الكثير من التطلعات التي أرنو إليها؟ فقد يكون الكسل عائقاً بيني وبين عبادة الله -سبحانه وتعالى-، وبين طاعة الله -عز وجل-، وبين طلب العلم، وبين الدعوة، إلى غير ذلك من المجالات التي يجب أن أسلكها. ومن أهم سبل إصلاح النفس تحصيل العلم الشرعي؛ فلذلك ينبغي أن يحتل هذا الأمر مكانة بين قائمة اهتماماتك: فالعلم الشرعي هو سبيلٌ أساسي لإصلاح النفس وتهذيبها؛ لأنه يزود المسلم بالمعرفة اللازمة لتمييز الحق من الباطل، والخير من الشر، ويهديه إلى الطريق المستقيم، كما أن طلب العلم الشرعي يساهم في تصفية القلب وتزكيته، ويساعد على تحقيق التقوى والخوف من الله؛ ما ينعكس إيجابًا على سلوك الفرد وأخلاقه.
مجاهدة النفس على طاعة الله -تعالى-
إن مجاهدة الشاب لنفسه على طاعة الله -تعالى- واجتناب معاصيه، هي السبيل إلى مرضاة الله -تعالى-، ودخول جنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت، ولا خَطَرَ على قلب بَشَرٍ، وليعلم الشاب أن مجاهدة النفس على الطاعات واجتناب المحرمات، هو سبيل المؤمنين الصادقين، فيسلكه مقتديًا بهم، ومِنْ مجاهدة النفس الحرص على تلاوة القرآن الكريم، وقيام الليل بالصلاة وذِكْرِ الله -تعالى-؛ قال اللهُ -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} (فاطر).
المثل الأعلى في مجاهدة النفس
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى قام حتى تتفطر رجلاه فقلت: يا رسول الله، هذا وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال: يا عائشة، أفلا أكون عبداً شكوراً؟!»، وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم - ليلة فلم يزل قائمًا حتى هممت بأمر سوء. قلنا: وما هممت؟ قال: أن أقعد وأذره».
هموم القلب الصحيح
يقول ابن القيم: القلب الصحيح هو الذي همّه كله في الله، وحبّه كله له، وقصده له، وبدنه له، وأعماله له، ونومه له، ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث، وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابه، والخلوة به آثر عنده من الخُلطة؛ إلا حيث تكون الخلطة أحب إليه وأرضى له، قرة عينه به، وطمأنينته وسكونه إليه، فهو كلما وجد من نفسه التفاتًا إلى غيره تلا عليها: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} (الفجر).
التخلق بخلق الإحسان
الإحسان خلقٌ عالٍ، رغب إليه الإسلام، ويشمل الإحسان في كل شيء، وجاء في حديث جبريل -عليه السلام- المشهور الذي رواه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «قال:... فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، والعبادة كما هي معروفة: اسم جامع لكل ما يحبُّه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة؛ ولذلك ينبغي للمسلم التخلُّق بخلق الإحسان في أقواله وأفعاله الظاهرة والباطنة، وغرس هذا الخلق في أولاده وأسرته وكل من حوله؛ فالأخلاق الفاضلة التي تصل إلى درجة الإحسان لها تأثير إيجابي كبير في الآخرين وفي صلاح الفرد والمجتمع والأمة، فضلًا عن الأجر العظيم الذي أعدَّه الله -تعالى- لهم في الدنيا والآخرة.
شُعَب الإيمان
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: الإيمان له شعب كثيرة، وأعمال وفيرة، وطاعات متنوعة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ»، وقد دل هذا الحديث العظيم على أن من الإيمان ما يقوم بالقلب، ومنه ما يقوم باللسان، ومنه ما يقوم بالجوارح؛ فكلُّ واحد من هذه الأمور لابد أن ينال نصيبه من الإيمان.
عشرة أخطاء يقع فيها الشباب
هناك مجموعة من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الشباب، تجعلهم لا يستفيدون الكثير من هذه الفترة في حياتهم، وأهم هذه الأخطاء كما يلي: 1- انتظار الفرصة المثالية بدلًا من صناعة الفرص. 2- ‏الاندفاع في اتخاذ القرارات دون دراسة الخيارات المتاحة. 3- ‏عدم التعامل مع العلاقات المحيطة بما يتناسب معها؛ فكل علاقة تتطلب تعاملا يتناسب مع طبيعتها. 4- ‏إغفال دور الأصدقاء والبيئة المحيطة. 5- ‏سرعة الاستسلام وعدم استمرار المحاولة. 6- ‏الخجل من السؤال. 7- ‏تفضيل الطرائق المختصرة والسهلة. 8- ‏الاستهانة بخبرات كبار السن ونصائحهم. 9- ‏البحث عن نتائج مادية وتجاهل المردود المعنوي، كالأعمال التطوعية والخيرية على سبيل المثال. 10- الخوف من المحاولة وارتكاب الأخطاء.
من أحسن فيما أمره الله به
قال العلامة السعدي -رحمه الله-: «إن من أحسن فيما أمره الله به، أعانه الله، ويسَّر له أسباب الهداية، وإن من جدّ واجتهد في طلب العلم الشرعي، فإنه يحصل له من الهداية والمعونة على تحصيل مطلوبه أمورٌ إلهية خارجة عن مدرك اجتهاده، فإن طلب العلم الشرعي من الجهاد في سبيل الله؛ بل هو أحد نوعي الجهاد الذي لا يقوم به إلا خواصُّ الناس، وهو الجهاد بالقول واللسان للكفار والمنافقين، والجهاد على تعليم أمور الدين، وعلى ردِّ نزاع المخالفين للحق ولـو كانـوا مسلمـين».
فن معالجة الأخطاء
من المهارات المهمة التي يجب على الشباب إتقانها هو فنون معالجة الأخطاء؛ فلابد أن يدركوا أهميتها، ويحاولوا أن يتبعوا قواعدها ويلتزموها؛ كي تكتسب أنفسهم مناعة بتعاملهم مع ما يصادفهم من تحديات ومضايقات ومنغصات، وحتى يستطيعوا تصحيحها أو تخفيف آثارها السلبية، والتعلم منها لتجنب تكرارها.
اهتمامات الشباب
يتعامل الإسلام مع اهتمامات الشباب من خلال توجيههم نحو القيم الأخلاقية والاجتماعية التي تعزز بناء مجتمع قوي ومتماسك؛ فالإسلام يركز على أهمية العلم والعمل الصالح، ويدعو الشباب إلى التمسك بتعاليم الدين الحنيف واجتناب ما يضرهم في الدنيا والآخرة، كما يولي اهتمامًا خاصا لتنمية قدرات الشباب وتأهيلهم ليكونوا قادة في مختلف المجالات.


ابوالوليد المسلم 16-07-2025 03:59 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين -1268


الفرقان





صفات الشاب المسلم
من أهم الصفات التي ينبغي للشاب المسلم الاتصاف بها: أن يكون مُهذَّبًا في أقواله، حليمًا في أفعاله، ليس بفظٍّ ولا مُنفِّر، لقول الله -عزوجل- لنبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران:159).
كما إنه يتجنب الغضب؛ وذلك عملاً بوصية النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَا تَغْضَب»، وهو متواضع؛ لأنه يعلم أن التواضُع من شِيَم الكِبار، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ»، وإذا تكلَّم لا يتكلم إلا بالحقِّ والصِّدْق؛ لقول الله -عز وجل-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق:18)، فلا يقابل السيئة بالسيئة؛ وإنما يقابلها بالحسنة؛ لأنه يريد أن يكون من ذوي الحظ العظيم؛ كما قال الله: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت)، ولا يرفع صوته على أبٍ أو أمٍّ؛ لقوله -تعالى-: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء:23)، ولا يرفع صوته على شيخ مُسِنٍّ، ولا ضعيف مسكين، ويعفو ويصفح، ويُسامح ويكرم، ويغفر ويرحم؛ لقوله -تعالى-: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (النور:22)، فهذه هي صفاته وتلك هي أخلاقه التي يتخلَّق بها، وآدابه التي يتأدَّبُ بها، اقتداءً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ عملا بقول الله -تعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} (الأحزاب:21).
تأثير الصديق
جاء في الأثر: «قل لي من تُصاحب أقل لك من أنت»؛ بعض الشباب قد يصاحب أصدقاء لا دين لهم ولا أخلاق، فيترتَّب على ذلك كثير مِن المفاسد؛ فالصديق السُّوء له أثرٌ سيِّئ على صاحبه؛ ولا شك أن مجالسة الأصدقاء الصالحين ومرافقتَهم هي خيرُ وسيلةٍ للتحلي بالأخلاق الفاضلة، إذا اقتدى بهم في أقوالهم وأفعالهم، فللأصدقاء تأثيرٌ كبير على أقرانهم؛ من أجل ذلك حثنا نبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - على حسن اختيار الصديق فقال: قال: «إنما مَثَل الجليس الصالح والجليس السَّوء، كحاملِ المسك، ونافخ الكِير، فحاملُ المسك، إما أن يُحذِيَك -أي: يعطيك مجانًا-، وإما أن تبتاع - أي: تشتري منه، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يُحرِقَ ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة».
اقتداء الشباب بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
الشابُّ المسلم يتأسى برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويتخلَّق بأخلاقه؛ لأنه القدوة الحسنة، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - خُلُقه عظيمًا بشهادة الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)، وكان - صلى الله عليه وسلم - خُلُقُه القرآن، كما قالت أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ».
احذروا طَيْشَ النّفس!
من أهم الأمور التي يجب على الشباب الحذر منها «الطيش»؛ فإن من يتصفون بهذه الصفة لا يُعملون عقولهم ولا ينظرون في العواقب؛ بل يندفعون اندفاعًا بلا تعقُّلٍ، فيوردهم ذلك المهالك؛ ولهذا شبهت النفس في طيشها بكُرة من فخار وُضعت على منحدر أملس؛ فلا تزال متدحرجةً ولا يُدرى في نهاية أمرها بأيِّ شيء ترتطم! وكم هي تلك المآلات المؤسفة والنهايات المحزنة التي يؤول إليها أمر الطائشين ممن لا يتأملون في العواقب ولا ينظرون في المآلات!
أيها الشاب: أنت حسيب نفسك
قال الحسن البصري: يا ابن آدم، بسطت لك صحيفتك، ووكل بك ملكان كريمان، أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك، فاعمل ما شئت، أقلل أو أكثر، حتى إذا متّ طُويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك، حتى تخرج يوم القيامة كتابًا تلقاه منشورًا {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.
المرء بأصْغَريه..
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: كثيرٌ من النَّاس يهتمُّ بصورته الخارجيَّة ومظهره المشاهَد ولا يهتمُّ بالمخْبَر؛ ولهذا يكون منه أنواع من الزَّلل، ولا يبالي بذلك؛ مما يخرِم مكانته ويضعف منزلته، ويوقعه مواقع الذُّل والهوان، بينما إذا عُنيَ المرء بهذين العضوين -اللِّسان والقلب- عنايةً تامَّة وحافظ عليهما واعتنى بإصلاحهما وتقويمهما في ضوء هدي الشَّريعة وآدابها القويمة صَلَحت حاله كلُّها. وفي الدُّعاء المأثور عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: «وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا» فجمَع -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- في هذا الدُّعاء بين هذين العضوين الخطيرين العظيمين.
لماذا نحبّ الصحابة؟
محبة الصحابة -رضوان الله عليهم- من محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنهم خير القرون في جميع الأمم؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُ الناس قرْني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، وهم الواسطة بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين أمَّته، فعنهم تلقَّت الأمةُ الشريعة، وعلى أيديهم تمت الفتوحات الواسعة العظيمة، وهم من نشروا الفضائل بين الأمة؛ من الصِّدْق والنُّصْح والأخلاق والآداب، التي لا توجد عند غيرهم، قال -تعالى مُثنيًا عليهم-: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة:100)، وقال -تعالى-: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا} (الفتح:29).
من أفضل الأعمال
إن من أفضل الأعمال التي دعا إليها الشرع ورغَّب فيها: حسن الخلق؛ فهو من أعظم هبات الله لعباده؛ قال -تعالى-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)، وقال -تعالى-: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البقرة:83)، ومن الأخلاق الفاضلة: المروءة، والحياء، والصدق، والوفاء، والكرم، والشجاعة، وغيرها من الأخلاق الكريمة التي دعا إليها الإسلام ورغَّب فيها.
أخلاق يبغضها الله -تعالى-
من الأخلاق التي يبغضها الله -تعالى-: الْكِبْرُ، وَالْفَخْرُ، وَالْخُيَلَاءُ: فَالْكِبْرُ: هُوَ إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ؛ بِأَنْ يَرَى نَفْسَهُ أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِ، وَالْفَخْرُ: هُوَ الْمُبَاهَاةُ فِي الْأَشْيَاءِ الْخَارِجَةِ عَنِ الْإِنْسَانِ؛ كَالْمَالِ وَالْجَاهِ، وَالْخُيَلَاءُ: هِيَ التَّكَبُّرُ؛ بِأَنْ يَتَخَيَّلَ الْإِنْسَانُ فَضِيلَةً تَرَاءَتْ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ. وَالْخُيَلَاءُ وَالْمَخِيلَةُ مِنَ الْكَبَائِرِ الْمُحَرَّمَةِ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا بِقَوْلِهِ: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (لُقْمَانَ:18)؛ أَيْ: مُخْتَالٌ مُعْجَبٌ بِنَفْسِهِ، فَخُورٌ عَلَى غَيْرِهِ، فَهَذَا الصِّنْفُ مِنَ النَّاسِ لَا يُحِبُّهُمُ اللَّهُ، وَلَا يَرْضَى عَنْهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ مُتَكَبِّرُونَ عَلَى النَّاسِ؛ وَلِذَا يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ -تعالى-؛ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الِاخْتِيَالُ الَّذِي يُبْغِضُ اللَّهُ -عزوجل-: الْخُيَلَاءُ فِي الْبَاطِلِ»، وَهَذِهِ الصفات تَسْلُبُ صَاحِبَهَا الْفَضَائِلَ، وَتُكْسِبُهُ الرَّذَائِلَ، وَهِيَ مِنَ الْكَبَائِرِ.
من أدب الحديث
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي -رحمه الله-: «ومن الآداب الطيبة إذا حدَّثك المحدِّث بأمر ديني أو دنيوي، ألا تنازعه الحديث إذا كنت تعرفه؛ بل تصغي إليه إصغاء من لا يعرفه ولم يَمُرَّ عليه، وتريه أنك استفدته منه، كما كان أَلِبَّاءُ الرجال يفعلونه، وفيه من الفوائد: تنشيطُ المحَدِّث، وإدخالُ السرور عليه، وسلامتك من العجب بنفسك، وسلامتك من سوء الأدب؛ فإن منازعة المحَدِّث في حديثه من سوء الأدب».



الساعة الآن : 10:46 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 52.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.61 كيلو بايت... تم توفير 0.30 كيلو بايت...بمعدل (0.57%)]