ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=11571)

فجر العزة 21-05-2007 05:40 PM

نحن السبب في تأخر النصر؟؟
 
قد تستغرب و يستوقفك العنوان..و لكنها الحقيقة المرة الممزوجة بالآلام..
عندما نشاهد الظلم و العدوان يشتد في كل مكان .. و تتكالب علينا الأمم من كل حدب وصوب..
يعتصرنا الألم ونقول وبكل جرأة على الله : يا الله .. متى نصرك؟؟ بل و نستبطىء النصر!!

عجيب حالنا .. كثير منا يطلب النصر من الله .. ونتضرع إليه بكل خشوع أن ينصرنا.. ولكنا لم نسأل أنفسنا : ما أسباب النصر؟؟ وهل فعلا نستحق ان ينصرنا الله ؟؟
و نغفل عن أحداث غزوة أحد..جميعنا يعلم نتائجها.. فلقد كانت هزيمة قاسية .. فمن السبب فيها؟؟
أسباب الهزيمة و عدم الانتصار في تلك الغزوة .. في ذلك الدرس العملي لكل مسلم حي..ما هو إلا تكرار للموقف ذاته و إن اختلف الزمان و المكان و الكيفية ..
فلنتأمل حال أمتنا اليوم.. بل و حالنا كمسلمين.. إلى أين وصلنا ..بعدما كنا سادة العالم..ليس بما نملك من ترسانة نووية او سلاح جوي و بحري.. وقاذفات نووية ..
سدناه بالإيمان حزب الله الغالب.. فلقد درجت السنة الكونية في الحروب مع الطرف الضعيف عسكريا القوي إيمانيا انتصار الإيمان ..نعم الإيمان الذي نفتقده اليوم مع مرتبة الشرف و لكل أسف..
جميع انتصارات المسلمين تحققت على الارض و هو الطرف الأضعف من حيث العدة و العتاد.. ولكن النتيجة كانت ماذا؟؟ النصر ..
نصر صلاح الدين الذي نسأل الآن .. كيف تحقق؟؟
في أثناء مرور القائد العظيم لتفقد الجند في ساعات الليل المتأخرة وجدهم في الخيام بين قائم يصلي و آخر يتلو القرآن وآخر يذكر الله ..وعندما وجد أحد الخيام لا يعلوها صوت..ماذا قال؟؟
قال: من هنا أخشى الهزيمة..
و ماذا كانت النتيجة؟؟ نصر من الله مؤزرا..
أترككم الآن مع هذا الموضوع المنقول الذي حرك المشاعر الدفينة .. و أرجو لكم الفائدة غن شاء الله


أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة
عبدالكريم الكاتب

بينما كنت مهموما أتابع أخبار المسلمين وما أصابهم من مصائب، خاطبتني نفسي قائلة: يا هذا، أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة، بل وأنت سبب رئيس في كل البلاء الذي نحن فيه !
قلت لها: أيا نفسي كيف ذاك وأنا عبد ضعيف لا أملك سلطة ولا قوة، لو أمرت المسلمين ما ائتمروا ولو نصحتم ما انتصحوا ..
فقاطعتني مسرعة، إنها ذنوبك ومعاصيك التي ملّ وكلّ ملك الشمال في تدوينها، إنها معاصيك التي بارزت بها الله ليل نهار .. إنه زهدك عن الواجبات وحرصك على المحرمات ..
قلت لها: وماذا فعلت أنا حتى تلقين عليّ اللوم في تأخير النصر ..
قالت: يا عبدالله والله لو جلست أعد لك ما تفعل الآن لمضى وقت طويل، فهل أنت ممن يصلون الفجر في جماعة؟
قلت: نعم أحيانا، ويفوتني في بعض المرات ..
قالت مقاطعة: هذا هو التناقض بعينه، كيف تدّعي قدرتك على الجهاد ضد عدوّك، وقد فشلت في جهاد نفسك أولا، في أمر لا يكلفك دما ولا مالا، لا يعدو كونه دقائق قليلة تبذلها في ركعتين مفروضتين من الله الواحد القهار ..كيف تطلب الجهاد، وأنت الذي تخبّط في أداء الصلوات المفروضة، وضيّع السنن الراتبة، ولم يقرأ ورده من القرآن، ونسي أذكار الصباح والمساء، ولم يتحصّن بغض البصر، ولم يكن بارّا بوالديه، ولا واصلا لرحمه ؟
واستطردت: كيف تطلب تحكيم شريعة الله في بلادك، وأنت نفسك لم تحكمها في نفسك وبين أهل بيتك، فلم تتق الله فيهم، ولم تدعهم إلى الهدى، ولم تحرص على إطعامهم من حلال، وكنت من الذين قال الله فيهم: "يحبون المال حبا جما"، فكذبت وغششت وأخلفت الوعد فاستحققت الوعيد ..
قلت لها مقاطعا: ومال هذا وتأخير النصر؟ أيتأخر النصر في الأمة كلها بسبب واحد في المليار ؟
قالت: آه ثم آه ثم آه، فقد استنسخت الدنيا مئات الملايين من أمثالك إلا من رحم الله.. كلهم ينتهجون نهجك فلا يعبأون بطاعة ولا يخافون معصية وتعلّل الجميع أنهم يطلبون النصر لأن بالأمة من هو أفضل منهم، لكن الحقيقة المؤلمة أن الجميع سواء إلا من رحم رب السماء .. أما علمت يا عبدالله أن الصحابة إذا استعجلوا النصر ولم يأتهم علموا أن بالجيش من أذنب ذنبا .. فما بالك بأمة واقعة في الذنوب من كبيرها إلى صغيرها ومن حقيرها إلى عظيمها .. ألا ترى ما يحيق بها في مشارق الأرض ومغاربها ؟
بدأت قطرات الدمع تنساب على وجهي، فلم أكن أتصوّر ولو ليوم واحد وأنا ذاك الرجل الذي أحببت الله ورسوله وأحبببت الإسلام وأهله، قد أكون سببا من أسباب هزيمة المسلمين .. أنني قد أكون شريكا في أنهار الدماء المسلمة البريئة المنهمرة في كثير من بقاع الأرض ..
لقد كان من السهل عليّ إلقاء اللوم، على حاكم وأمير، وعلى مسؤول ووزير، لكنني لم أفكر في عيبي وخطأي أولا .. ولم أتدبّر قول الله تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }
فقلت لنفسي: الحمد لله الذي جعل لي نفسا لوّامة، يقسم الله بمثلها في القرآن إلى يوم القيامة .. فبماذا تنصحين ؟
فقالت: ابدأ بنفسك، قم بالفروض فصل الصلوات الخمس في أوقاتها وادفع الزكاة وإياك وعقوق الوالدين، تحبّب إلى الله بالسنن، لا تترك فرصة تتقرّب فيها إلى الله ولو كانت صغيرة إلا وفعلتها، وتذكر أن تبسّمك في أخيك صدقة، لا تدع إلى شيء وتأت بخلافه فلا تطالب بتطبيع الشريعة إلا إذا كنت مثالا حيا على تطبيقها في بيتك وعملك، ولا تطالب برفع راية الجهاد وأنت الذي فشل في جهاد نفسه، ولا تلق اللوم على الآخرين تهرّبا من المسؤولية، بل أصلح نفسك وسينصلح حال غيرك، كن قدوة في كل مكان تذهب فيه .. إذا كنت تمضي وقتك ناقدا عيوب الناس، فتوقّف جزاك الله خيرا فالنقّاد كثر وابدأ بإصلاح نفسك .. وبعدها اسأل الله بصدق أن يؤتيك النصر أنت ومن معك، وكل من سار على نهجك، فتكون ممن قال الله فيهم: { إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقداكم } .. واعلم أن كل معصية تعصي الله بها وكل طاعة تفرّط فيها هي دليل إدانة ضدّك في محكمة دماء المسلمين الأبرياء ..
فرفعت رأسي مستغفرا الله على ما كان مني ومسحت الدمع من على وجهي ..
وقلت يا رب .. إنها التوبة إليك .. لقد تبت إليك ..
ولنفتح صفحة حياة جديدة .. بدأتها بركعتين في جوف الليل .. أسأل الله أن يديم عليّ نعمتهما ..
ملاحظة ورجاء: أرجو أن يشارك قارئ المقالة بتعليق ليخبرنا هل هو فعلا يعاني مما عانيت منه؟
وهل سيعمل على اتباع العلاج الذي وصف؟ وهل يقترح علاجا آخر؟


فهذه دعوة اخرى من جديد لمحاسبة النفس.. علنا نجد عذرا امام الله عندما يسألنا مالذي قدمتموه للأمة لتستحقوا النصر!!؟
سؤال يحتاج إلى وقفة صادقة مع النفس فلا تحرم نفسك منها..
حفظكم الله و رعاكم

! ابــو أيهــم ! 21-05-2007 07:38 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوعكـــِ فى غايـــــــــــــــــه الروعه

وهذه مداخله لااضافه

بعض اوووووراق الخير

:_11: الى ورووودكــِ :_11: الرائعه

من بعض المصادر الاسلاميه


لقد تأخر النصر فما السبب
مسلم بن مسلم

الحمد الله رب العالمين معز الموحدين ومذل المشركين ناصر دينه نهى عن عبادة الأوثان وأمر بتوحيده ووعد من حققه أجزل الثواب وأتم الرضوان وتوعد بمن أشرك به بالهوان وأشد العذاب وأعظم العقاب أرسل رسوله بالهدى وتهديم الأصنام والأوثان وتحقيق التوحيد فلم يدع باب للشرك إلا سده ولا طريق إلى النار إلا بينه وحذر منه طاعةً لربه وامتثالا لأمره فنصح الأمة وبلغ الرسالة وأدا الأمانة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

وبعد: فحينما تنظر إلى كتاب الله تجد ربنا قد وعد عباده بالنصر فقال { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} وقال تعالى {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} وقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} وقال تعالى {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} وقال تعالى { وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} وقال { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} وقال تعالى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} وقال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} .

وتجد أن الله أنجز وعده لسلف هذه الأمة فقد انطلق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشرق والمغرب فاتحين منتصرين لم يضرهم أن عدوهم أكثر منهم عددا وعدة بل إنهم اتجهوا في وقت واحد إلى عدوين شديدين فهزموهما بإذن الله فأذن سبحانه بان تدخل تلك الشعوب تحت راية المسلمين فقد أنجز وعده ونصر من وحده وكذلك نجد وعد أخر في القران قال تعالى{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } وقال تعالى ({وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا} وقال تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} وقال {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ} انظر كيف تحققت هذه الوعود و اصبح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قادة العالم يجبى إليهم كل الخيرات وجاءتهم الدنيا صاغرة ولكنهم كانوا يريدون الآخرة فأعرضوا عن الدنيا وسيرهم ظاهرة .

ومن الوعود البيّنة في قوله تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} وقوله تعالى {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} وقوله تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} وهذا وعد جعله الله أية في صدر كل إنسان يعرف بها هل على حق هو فينشرح صدره أم على باطل فيكون صدره ضيقا حرجا ؟ نسأل الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابه .

فهذه الوعود من الله والله لا يخلف الميعاد قال تعالى { إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} لكن ما لنا لا نرى هذه الوعود تتحقق في بلاد المسلمين فليس السبب إلا منا نحن المسلمين وليس في الإسلام خلل ووعد الله حقا وإن الله لا يخلف الميعاد فعندما تتأمل حال كثير من المسلمين تجد الشرك ينتشر في بلادهم بأنواع مختلفة فهذا هو السبب في الهزائم وفي الذل وفي معيشة الضيق والفقر إذاً فلنغير ما بأنفسنا إلى ما يحب الله ويرضى فيغير حالنا في الدنيا ويجعل مآلنا إلى دار رضاه قال تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وقال { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} .

فإن أعظم ما أمر الله به عباده التوحيد وأعظم ما نهى عنه هو الشرك وما أرسل الله من رسول إلا ليأمر بالتوحيد وينهى عن الشرك قال تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} بل لم يخلق الله الثقلين إلا ليوحدوه {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} قال بعض المفسرين ليعبدون أي ليوحدون وأعظم كلمة هي كلمة التوحيد (لا إله إلا الله ) قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ( رواه الترمذي. عن أبى هريرة رضي الله عنه قال "قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا اله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه" رواه البخاري. وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل } أخرجاه' وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: ( يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ ) ، فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: ( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا )، فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: ( لا تبشرهم فيتكلوا ) . أخرجاه في الصحيحين ومن فضل التوحيد العظيم ما أخبر الله عنه بقوله تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} وفي الصحيحين عن ابن مسعود لما نزلت "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه "يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم" ومما سبق يتضح فضل التوحيد وتقديمه على كل عمل فلا يصلح عمل مع الشرك قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار) رواه البخاري. ولمسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار). ولعظم أمر الشرك فقد خافه الأنبياء قال تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} ووفي مسند الإمام أحمد عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال: ( الرياء يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء.) وهذا يدل على أن الناصح لهذه الأمة يجب إن يكون خوفه عليها من الشرك أخوف من أي شيء والشرك أشكال مختلفة قد نبه عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأغلق كل الأبواب التي يلج منها الشيطان ليوقع الموحد في الشرك لذا وجب على المسلم تعلم العلم الحق علم القران والسنة للحذر والتنبه لأنواع الشرك الأكبر والأصغر المخرج من الإسلام وغير المخرج منه ثم الحذر من بقية الذنوب والمعاصي .

وهذا نقل من كلام إمام مبارك يبين أنواع من الشرك قال رحمه الله تعالى: (وأنواع العبادة التي أمر الله بها، مثل الإسلام، والإيمان، والإحسان، ومنه الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها، كلها.
والدليل قوله تعالى: { وَأنَّ المَسَاجِد لِلَّهِ فَلا تَدعُوا مَعَ اللَّهِ أحَداً}
فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر.
والدليل قوله تعالى: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
وفي الحديث: { الدعاء مخ العبادة }.[1]
والدليل قوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
ودليل الخوف قوله تعالى: فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
ودليل الرجاء قوله تعالى: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً
ودليل التوكل قوله تعالى: وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ، وقوله: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ .
ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ.
ودليل الخشية قوله تعالى: فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي.
ودليل الاستعانة قوله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ.
ودليل الاستغاثة قوله تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ .
ودليل الذبح قوله تعالى: لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ .
ومن السنة { لعن الله من ذبح لغير الله }.
ودليل النذر قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً.) انتهى[2]
اعلم ان الله امر بإخلاص العبادة كلها له قال تعالى ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ )

وهنا يتبين أن الضعف والهوان الذي أصاب المسلمين إنما هو بسبب إهمالهم لأمر التوحيد ووقوع الشرك وضعف إنكاره بل قد يصل الأمر إلى محاربة من ينكر الشرك في بعض البلاد فالواجب على المسلمين الأمر بالمعروف الذي أعظمه إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة والنهي عن المنكر الذي أخبثه الشرك حتى يفوزوا برضا الله وينجوا من عذابه ويعزهم الله في الدنيا ويذل أعداء التوحيد والجهاد إنما شرع لنشر التوحيد دين الأنبياء ورفع كلمة لا اله إلا الله عالية واعلم ان دين الله منصور وليس متوقف على فئة من الناس تنصره قال تعالى {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} ومن ينصر الدين فإنما ينفع نفسه والله غني عن العالمين فيا مجاهد في سبيل الله إن كنت تريد نصر الله فاعلم أن نصر الله مع توحيده بإخلاص العبادة له وتجنب الشرك ووسائله وسد جميع أبواب الشرك كما فعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا عليّ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) رواه أبو داود بإسناد حسن، ورواته ثقات. وفي رواية عن علي بن الحسين: أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، وقال: ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، وصلوا عليّ فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم) والدعوة للتوحيد هي ما أرسل به المرسلين وقال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} وقال تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} ومن دعا إلى التوحيد ونابذ الشرك وأهله فسيجد ما وجد الأنبياء من مشقة قال تعالى { كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ } أي شق عليهم وأنكروا ما تدعوهم إليه من التوحيد فإذا وجدها فعليه بالصبر لتكون الجنة مصيره فإن الدنيا قصيرة وقال تعالى {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ }

فإن عَلَمَ التوحيد وعمل به ودعاء إليه وصبر على الأذى في ذلك فليبشر بنصر الله وتمكينه قال تعالى {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} وليعلم المسلم ان أي قتال غير مبني على التوحيد فلن يدوم ولن يؤثر على مجريات الأمور بل سيكون سهل توظيفه ليكون ضد المسلمين اما اذا كان التوحيد هو الأساس والولاء للموحدين بأي مكان والبراءة من المشركين وان قربت أنسابهم فلا يولونهم أمر على المؤمنين فلن يستطيع اعداء الأمة وان كثرت حيلهم وتعددت خططهم وتفوقت تقنياتهم ان يفكوا لحمة الإيمان تأمل قوله تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} وقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا} وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} وقال تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وقال تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} تأمل كيف أمر الله بأن يتولى المؤمنون بعضهم بعض وينهاهم أن يتولوا المشركين أعداء الله تعالى وهذا نسف الجميع الروابط غير رابطة التوحيد بل أخبر الله أن تلك الروابط الفاسدة ستنقلب إلى عداوة وبغضاء عندما يقفون بين يديه تعالى قال تعالى {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ} ولا يبقى من روابط الدنيا يوم القيامة غير رابطة التوحيد أخي المؤمن اجعل حياتك لله قال تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} تعادي فيه وتحب فيه واحذر أن تعادي المؤمن لغرض دنيوي فإن ذلك مهلك فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) رواه البخاري وعن أبي أمامة رضي الله عنه من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان . رواه أبو داود وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ً : أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله . رواه الطبراني وحسنه الأرناؤط في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار) رواه البخاري ومسلم

واختم بوصية عظيمة وصانا الله تعالى فقال تعالى {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(151)وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}

اسأل الله أن يقر أعيننا بنصر عباده المؤمنين وان يوفقنا وإياهم لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه وسلم


------------------
[1] الألباني رحمه الله ضعف حديث "الدعاء مخ العبادة" وصحح حديث "الدعاء هو العبادة ثم قرأ {وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}" كما في جامع الترمذي طبعة بيت الأفكار الدولية
[2] وهناك تفصيلات أخرى كثيرة يمكن للمسلم ان يجدها في كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=81



فجر العزة 21-05-2007 10:14 PM

بارك الله فيك أخي الكريم معاذ
أكرمك الباري و رفع قدرك على هذه الإضافة الرائعة
لك كل التقدير و الاحترام

راجية الشهادة 22-05-2007 04:12 PM

السلام عليكم:جزاك الله خيرا اختى الكريمة زينب على ذلك الموضوع الرائع والمؤلم ففعلا نحن السبب بذنوبنا ومعاصينا وبعدنا عن شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
نسال الله ان يردنا اليه ردا جميلا وان يصححمسارنا
دمتى بكل خير وتقبلى فائق احترامى

أبــو أحمد 22-05-2007 04:27 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لن ياتي النصر ونحن نائمون عن اوامر الله في الارض

ونحن مقصرون عن ما انزله الله على سيدنا محمد صلى الله علية وسلم

جزاك الله خير اختي على هذا الطرح الطيب

والله يبارفيك وسكنك فسيح جنانه

كل الشكر والتقدير

فجر العزة 22-05-2007 04:49 PM

حياكما الله إخواني في الله
راجية الشهادة
أمير الروح
بوركتما على ما كتبتما من تعليق سديد
و الله يوفقكما إن شاء الله

الاميرة المجهوله 22-05-2007 09:58 PM

جزاااك الله خيراااا

اختي على الموضوع

فجر العزة 24-05-2007 03:17 PM

بارك الله فيك
أختي الأميرة المجهولة
سدد الباري خطاك

محبه للجنه 16-06-2007 12:57 PM

أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة وكيف يسترجع المسلمون عزتهم
 

بينما كنت مهموما أتابع أخبار المسلمين
وما أصابهم من مصائب، خاطبتني نفسي قائلة:
يا هذا، أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة،بل وأنت سبب رئيس في كل البلاء الذي نحن فيه !




قلت لها: أيا نفسي كيف ذا أكون أنا عبد ضعيف
لا أملك سلطة ولا قوة،
لو أمرت المسلمين ما ائتمروا ولو نصحتم ماانتصحوا ..



فقاطعتني مسرعة، إنها ذنوبك
ومعاصيك ، إنها معاصيك التي بارزتها الله ليل نهار ..
إنه زهدك عن الواجبات وحرصك على المحرمات ..




قلت لها:وماذا فعلت أنا حتى تلقين عليّ اللوم في تأخير النصر ..



قالت: يا عبدالله والله لو جلست أعد لك ما تفعل الآن لمضى وقت طويل،
فهل أنت ممن يصلون الفجر فيجماعة؟




قلت: نعم أحيانا، ويفوتني في بعض المرات ..




قالت مقاطعة: هذاهو التناقض بعينه،
كيف تدّعي قدرتك على الجهاد ضد عدوّك، وقد فشلت في جهاد نفسك أولا،
في أمر لا يكلفك دما ولا مالا، لا يعدو كونه دقائق قليلة تبذلها في ركعتين مفروضتين
من الله الواحد القهار ..
كيف تطلب الجهاد، وأنت الذي تخبّط في أداءالصلوات المفروضة، وضيّع السنن الراتبة،
ولم يقرأ ورده من القرآن، ونسي أذكارالصباح والمساء،
ولم يتحصّن بغض البصر ولن يترك الغيبة، ولم يكن بارّا بوالديه، ولا واصلا لرحمه؟
وأهمل عمله، واستمر في النظر الى المحرمات في صحف او شاشات
وادخل المفسدات وتلهى بالطرب وقصر في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والدعوة الى الله وانشغل بالتراهات


واستطردت: كيف تطلب تحكيم شريعة الله في بلادك،
وأنت نفسك لم تحكمها فينفسك وبين أهل بيتك،
فلم تتق الله فيهم، ولم تدعهم إلى الهدى، ولم تحرص على إطعامهم من حلال،
وكنت من الذين قال الله فيهم: { يحبون المال حبا جما} ،
فكذبت وغششت وأخلفت الوعد فاستحققت الوعيد ..



قلت لها مقاطعا:ومال هذا وتأخير النصر؟
أيتأخر النصر في الأمة كلها بسبب واحد في المليار؟



قالت: آه ثم آه ثم آه،
فقد استنسخت الدنيا مئات الملايين من أمثالك إلا من رحم الله..
كلهم ينتهجون نهجك فلا يعبأون بطاعة ولا يخافون معصية
وتعلّل الجميعأنهم يطلبون النصر لأن بالأمة من هو أفضل منهم،
لكن الحقيقة المؤلمة أن الجميع سواءإلا من رحم رب السماء ..
أما علمت يا عبدالله أن الصحابة إذا استعجلوا النصر ولمايأتهم علموا أن بالجيش من أذنب ذنبا ..
فما بالك بأمة واقعة في الذنوب من كبيرهاإلى صغيرها
ومن حقيرها إلى عظيمها ..
ألا ترى ما يحيق بها في مشارق الأرض ومغاربها؟



بدأت قطرات الدمع تنساب على وجهي،
فلم أكن أتصوّر ولو ليوم واحد وأنا ذاكالرجل الذي أحببت الله ورسوله
وأحبببت الإسلام وأهله،
قد أكون سببا من أسباب هزيمةالمسلمين ..
أنني قد أكون شريكا في أنهار الدماء المسلمة البريئة المنهمرة في كثيرمن بقاع الأرض ..


لقد كان من السهل عليّ إلقاء اللوم، على حاكم وأمير، وعلىمسؤول ووزير،
لكنني لم أفكر في عيبي وخطأي أولا .. ولم أتدبّر قول الله تعالى
: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}



فقلت لنفسي: الحمد لله الذي جعل لي نفسا لوّامة،
يقسم الله بمثلهافي القرآن إلى يوم القيامة .. فبماذا تنصحين ؟



فقالت: ابدأ بنفسك، قم بالفروض فصل الصلوات الخمس في أوقاتها
وادفع الزكاة وإياك وعقوق الوالدين،
تحبّب إلى الله بالسنن، لا تترك فرصة تتقرّب فيها إلى الله ولو كانت صغيرة إلا وفعلتها،
وتذكر أن تبسّمك في وجه أخيك صدقة،
لا تدع إلى شيء وتأت بخلافه
فلا تطالب بتطبيق الشريعة إلا إذا كنت مثالا حيا على تطبيقها في بيتك وعملك،
ولا تطالب برفع رايةالجهاد وأنت الذي فشل في جهاد نفسه،
ولا تلق اللوم على الآخرين تهرّبا من المسؤولية، بل أصلح نفسك وسينصلح حال غيرك،
كن قدوة في كل مكان تذهب فيه ..
إذا كنت تمضي وقتك ناقدا عيوب الناس، فتوقّف جزاك الله خيرا فالنقّاد كثر وابدأ بإصلاح نفسك
.. وبعدها اسأل الله بصدق أن يؤتيك النصر أنت ومن معك،
وكل من سار على نهجك، فتكونممن قال الله فيهم: { إن تنصروا اللهينصركم ويثبت أقداكم} ..

واعلم أن كل معصية تعصي الله بها وكل طاعة تفرّطفيها
هي دليل إدانة ضدّك في محكمة دماء المسلمين الأبرياء ..



فرفعت رأسي مستغفرا الله على ما كان مني
ومسحت الدمع من على وجهي ..
وقلت يا رب ..
إنهاالتوبة إليك ..
لقد تبت إليك ..



ولنفتح صفحة حياة جديدة ..
بدأتها بركعتين فيجوف الليل ..
أسأل الله أن يديم عليّ نعمتهما ..

طبعا منقول للفائدة

ملاحظة ورجاء:
أرجو أن يشارك قارئ المقالة بتعليق ليخبرنا هل هو فعلا يعاني مما عانا منه هذا الشخص؟
وهل سيعمل على اتباع العلاج الذي وصف؟ وهل يقترح علاجا آخر؟

للحديث بقية بإذن الله ارجوا التفاعل









راجية الشهادة 16-06-2007 02:31 PM

موضوع فى وقته تماما فشكرا لك
 
السلام عليكم:جزاك الله خيرا اختى الحبيبة
محبة للجنة
على ذلك الموضوع الرائع الذى طرحه فى وقته تماما حتى نتعلم ان نشير باصابع الاتهام الى انفسنا قبل ان نشير بها الى الآخرين
وطبعا ليس منا من يخلو من ذنوب ومعاصى ولكن نحاول ان نسرع بالتوبة والعودة الىالطريق الصحيح
ولندعو الله ان يستر فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليه
وتلك النقاط التى ذكرتها من صلاة الفجر وبر الوالدين ارجو ان نجعلها ورقة عمل نبدا من خلالها فى تغيير انفسنا وليقوم كل واحد منا بطباعتها او كتابتها وتعليقها امام عينه ليلتزم بالبنود التى ذكرت فيها ويعمل بها
حتى يعمنا الله بنصره وفرجه القريب
واتمنى ان نقرا نصيحتك الغالية بقلوبنا وليس باعيننا فقط
دمتى بكل خير وحفظك الله


الساعة الآن : 06:56 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 42.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 42.32 كيلو بايت... تم توفير 0.46 كيلو بايت...بمعدل (1.07%)]