ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   رمضانيات (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=23)
-   -   رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=233428)

ابوالوليد المسلم 13-04-2022 09:28 AM

نحو رمضان مختلف
 



نحو رمضان مختلف (1)

لذة الحرمان


سعد الكبيسي




وسط عالم مادي يعج بالمتع والشهوات ونيل الحظوظ الدنيوية التي ترهق النفس والجسد معا، قبل وأثناء وبعد تحصيلها، يتراكم السيء من الآثار على العقل والقلب والروح والجسد على مدى شهور طويلة، لتأتي هنا محطة الاستراحة الربانية التي عنوانها الحرمان من خلال الصيام.

نعم، يكون الحرمان تربية وتهذيبا حيث تتزكى النفس بتقوية الإرادة لأخذ قرار الامتناع عن المألوف والمحبوب، وحيث يتزكى الجسد من خلال منح ماكنته قليلا من العطالة، ومنح القلب صفاء وتخففا ورقة مميزة.

في غير رمضان كان النهي النبوي عن أن نصوم الدهر بالتتابع، على عكس رمضان حيث نصومه كل يوم بالتتابع فهو هزة عنيفة تخرجك من مألوف العادات إلى شعائر جديدة ليلية ونهارية، تنقلك من حالة التراخي إلى حالة التحفز والسعي لتنال أعظم العطاء الروحي والنفسي والجسدي بالحرمان!!!

لقد ألفنا التعبد في العطاء بأن نصلي ونزكي ونحج ونذكر ونتحرك للعمل الصالح، لكن ان يكون التعبد هنا بالحرمان فهو أمر على عكس المألوف.

إنه حرمان لا يعلم صدقه وحقيته ودرجته الا الله، لذلك جعل ثوابه عنده.

إنه حرمان شامل عنوانه الحرمان من الطعام والشراب ومضمونه الحرمان من كل قول أوفعل مستنكر والا فلا حاجة لحرمان الجسد من حاجته، ما دامت النفس تقضى حاجتها بأن تنال ما تريد من محرم القول والفعل.

إنه حرمان مكروه لكنه ممزوج بلذة الظفر بنتائجه في تزكية الروح والجسد ليعلن الفرحة وشارة النصر مع أول تمرة تذهب الظمأ وتبل العروق.

إنه حرمان مؤقت لا أبدي من فجر الى مغرب ومن بداية شهر لآخره، فالمنع فيه وسيلة لا غاية، وأفضل الوسائل ما حقق الغايات بيسر وكمال، حيث التعسير غير مقصود ولا فضيلة فيه في تعاليم ديننا.

إنه حرمان يصاحبه التأمل في حر الأيام وعطش النهار بباب الريان المنتظر الذي أعلن احتكار دخوله لهم فحسب.

الناس في الحرمان مذاهب،

فهو حرمان إجباري عند قوم يعقبه عطاء مقبول ومرضي عندهم.


لكنه حرمان محبوب عند آخرين يعقبه عطاء جزيل وشكر عميق لهذا التوفيق.

إنه حرمان ليس من اختياراتنا وبطولاتنا فحسب، بل لأن الشياطين قد صدر الأمر بأن تصفد ودوافع الخير بأن تنتشر وتعين.

إنه حرمان كالنار تسري في الجسد تكويه لكنها تحرق كل ذنب مضى وكل كبيرة سلفت لتجعلها رمادا منثورا.

إنه حرمان وفي فهو يشفع لمن اختاره عند مالك الشفاعة والآمر بهذا الحرمان رب العالمين.

إن ذلك من عجائب التعبد أن يكون للحرمان لذة ....







ابوالوليد المسلم 13-04-2022 09:32 AM

رد: نحو رمضان مختلف
 



نحو رمضان مختلف (2)

علاقة جديدة


سعد الكبيسي




لقد تشرّف رمضان بإنزال القرآن فيه، وتشرفت ليلة التنزيل ليلة القدر منه بأن كانت خير الليالي، فالأزمنة والأمكنة المقدسة مهما بلغت قداستها فلن تكون بقداسة صفة من صفات الله تعالى، وكلامه سبحانه صفة من صفاته.

للقرآن في رمضان طعم آخر، لمن تلا وتدبر وعمل، فالشياطين مصفدة ومحبوسة، وملكات الفهم منطلقة ومتوقدة، وأدوات التفاعل والاستقبال في القلب جاهزة وراغبة، ودوافع العمل بالقرآن حاضرة وفاعلة، فلا تحرم نفسك من تلاوة تتدبر فيها، وتستقبل معاني القرآن لتعمل بها، وتتعلق بتلاوة سريعة سطحية لا تتيح فيها للسانك أن يتمهل، ولا لعقلك أن يتدبر، ولا لقبلك أن يتأثر، ولا لجسدك أن يعمل.

رمضان فرصة لبدء علاقة جديدة مع القرآن، فانكماش الشواغل المادية وتوافر المحفزات المعنوية يجعلنا نقرأ القرآن بنمط جديد، فلا نقصد التلاوة على حساب التدبر، ولا نقف عند التدبر إن تسنى لنا العمل بما تدبرناه، فالتلاوة والتدبر والعمل هي أركان الانتفاع التام بالقرآن، وإلا كانت الانتفاع قاصرا ومحدودا، فالله تعالى يعطيك الأجر على مقدار تحقيق هذه الثلاثة، وإن كان يعطي الأجر بكرمه سبحانه على التلاوة فقط بكل حرف عشر حسنات.

اقرأ معي قوله سبحانه: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ"، فاجعل تلاوتك على نية تحصيل الهدى والبينات والفرقان فهو المقصود النهائي والأكمل للانتفاع بالقرآن، فمن لم يحصل على الهدى والبينات والفرقان كان حظه من القرآن تلاوة حروفه دون تدبر معانيه والعمل بمقاصده ومراميه وفي كل ذلك خير.

لقد كان جبريل يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مرة كل عام في رمضان ويعرض أي يختم، وما ذلك إلا لكون رمضان شهر القرآن، فاقترب منه أكثر تلاوة وتدبرا وعملا، واجعل للقرآن أولوية ومزيد عناية.

ارفع شعار النوع لا الكم في رمضان هذا وأنت تتلو القرآن، وراجع ما حفظته من القرآن لتستعين به في قيام ليلك.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بآية فيها تسبيح سبَّح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ، ولا يتسنى ذلك إلا للمتدبرين العاملين بما تدبروا، أما الذين يتلونه دون تدبر فقد حرموا أنفسهم من هذا الخير وإن أثيبوا على التلاوة فقط.

"كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ".

وقد جاء رجل لابن مسعود رضي الله عنه، فقال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال ابن مسعود: "أهذّاً كهذِّ الشِّعر؟! إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع".

وقال الحسن البصري: "أنزل القرآن ليُعمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملاً".


إنه القرآن نور، وموعظة، وهدى، وبينات، ورحمة، وشفاء، وروح، وذكرى، وبشرى، وبشارة، ونذارة، ورحمة، وفرقان، ومحكم، وبصائر، وبينات، ومبارك، وميسر، ومعجز، وفيه تبيان وتفصيل كل شيء، فاتل كتاب ربك ناويا أخذ حظك من كل هذا فيه، ولا يكن حظك قصد التعبد والتلاوة فقط.

فمعاً نحو انتفاع مختلف بالقرآن ...







ابوالوليد المسلم 14-04-2022 11:09 AM

رد: نظرات نفسية في الصيام
 
نظرات نفسية في الصيام (7)



الدكتور محمد كمال الشريف






كتب الله علينا الصيام لنتدرب على التقوى ونزداد منها لا لنتعذب بالجوع والعطش، فالمبالغة في الجوع والعطش ليست مطلوبة ولم يرد أنها تزيد من أجر المؤمن على صيامه، ثم إن رحمة الله تتجلى في أن جعل الصيام لساعات محدودة كل يوم بحيث يبقى الليل لنا نأكل ونشرب ونتمتع بما أحل الله لنا ..

لقد كتب الله علينا الصيام حيث نصبر على الامتناع عما تشتهيه أنفسنا من طعام وشراب وشهوة حلال، فإذا ما غربت الشمس أبيح لنا كل ذلك وامتلأت أنفسنا بالرضى عن أنفسنا وبالثقة إذ اكتشفنا أننا قادرون على التحكم بأنفسنا إلى حد معقول، أما نبينا صلى الله عليه وسلم الذي كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً فقد سن لنا السحور وسن تأخيره، كما سن لنا التعجيل في الفطر عند الغروب، ونهانا عن الوصال في الصيام وهو أن يصل المؤمن صوم يوم بيوم يليه دون أن يفطر .. قال صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة" (رواه البخاري ومسلم)، وقال أيضــاً: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" (رواه البخاري ومسلم) .

وقد وردت الأحاديث التي تؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخر سحوره إلى قبيل الفجر، فقد قال زيد بن ثابت رضى الله عنه: " تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نمنا إلى الصلاة. قيل: كم كان بينهما؟ قال: خمسون آيــة" (متفق عليه)، إذن كان الوقت بين سحورهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاتهم الفجر مقدار قراءة أحدنا لخمسين آية من القرآن الكريم لا أكثر، وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان للفجر، فكان بلال رضى الله عنه يؤذن الأذان الأول قبيل الفجر بدقائق قليلة، إذ ما أن ينزل بلال من على السطح الذي كان يـؤذن منه، ويرقى المؤذن الثاني وهو ابن أم مكتوم حتى يكون الفجر قد طلع ويؤذن ابن أم مكتوم الأذان الثاني، ولنتأمل رحمة الله ورسوله بنا إذ قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ بلالاً يؤذن بليلٍ فكلوا واشربوا حتى يُؤَذِّنَ ابن أم مكتوم" ويقول ابن عمر رضي الله عنهما وهو يروي هذا الحديث: "ولم يكن بينهما إلاّ أن ينزل هذا ويرقى هذا" (رواه البخاري ومسلم) .

والذي بينه علم وظائف الأعضاء (الفيزيولوجيا) المعاصر حول المعاناة التي يمكن أن يسببها الجوع يتلخص في أن المعدة بعد أن تفرغ من الطعام الذي كان فيها، ويمضي على فراغها عدة ساعات تبدأ فيها تقلصات قوية تسمى "انقباضات الجوع" تترافق مع الإحساس النفسي بالجوع والرغبة في تناول الطعام، وهذه الانقباضات في المعدة تكون أشد ما تكون في الشباب والشابات ذوي الصحة الجيدة حيث المعدة لديهم نشيطة. كما إن انخفاض سكر الدم نتيجة الصيام يزيد من انقباضات الجوع هذه كثيراً ليحث الإنسان على تناول الغذاء وتأمين ما يحتاجه الجسم.. فإذا طال جوع الإنسان صارت انقباضات الجوع هذه انقباضات مؤلمة وصار اسمها "عضات الجوع"، وهي تظهر عادة بعد (12 – 24) ساعة من آخر وجبة، وهذا يختلف من شخص إلى آخر كعادة الأجسام في الاختلاف.. أما في حالة المجاعة أو الصيام المتواصل فإن عضات الجوع تشتد لتبلغ أقصاها في اليوم الثالث أو الرابع ثم تضعف تدريجياً في الأيام التالية ويتلاشى معها الإحساس بالجوع مع أن الإنسان لم يذق طعاماً، ويكاد يموت مـن الحرمان من الغذاء.

إن الجوع هو الإحساس الذي يدعو الكائن الحي إلى تناول الطعام، وقد وجد العلماء في الدماغ لدى البشر ولدى الحيوانات مركزاً صغيراً جداً إذا ما تنبه أحس الكائن بالجوع وأقبل على الطعام، وإذا ما خربه المرض أو استأصله الجراح فقد الإنسان أو الحيوان أي رغبة في الطعام فقداً نهائياً ومات جوعاً رغم أن الطعام الوفير أمامه .


إن بركة السحور وتعجيل الفطر يقللان من بلوغ الصائم مرحلة عضات الجوع المؤلمة، وتؤكدان أن المشقة ليست مطلوبة بحد ذاتها وأن الصائم لا ينقص أجره إن تسحر سحوراً جيداً يعينه على الصيام بأقل قدر من المشقة.



ابوالوليد المسلم 14-04-2022 11:12 AM

رد: نظرات نفسية في الصيام
 

نظرات نفسية في الصيام (8)



الدكتور محمد كمال الشريف

"وبالأسحــار هم يستغفــرون"




في بداية الدعوة الإسلامية كان قيام الليل فريضة على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وبعد أن حقق القيام والقرآن الذي يتلى فيه الغرض الذي فرض من أجله، وقام بغسل قلوب الكوكبة الأولى من الصحابة من أدران الجاهلية لتكون النـواة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي فيما بعد، بعد هذا خفف الله عن المؤمنين وصار قيام الليل سنة، ورمضان موسم من مواسم هذه السنة الرائعة.. قال صلى الله عليه وسلـم: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه).

ولكن في عصرنا الحالي كثرت الدراسات الطبية والنفسية على نوم الإنسان وأهمية الهجوع والسكن كل ليلة لصحة الإنسان العقلية والجسدية، فلو حرم إنسان ما من النوم حرماناً تاماً عدة أيام لأصابه إرهاق ذهني شديد جداً وقد يبلغ به الأمر حد الهلوسة والتوهم .

أما من الناحية الجسدية فإنه أثناء النوم يتم ترميم ما اهترأ من جسم الإنسان خلال النهار، وأثناء النوم وبخاصة نوم الليل يتم النمو، إذ تزداد في الليل الهرمونات التي تحرض النمو والترميم في الجسد، وتزداد في النهار الهرمونات التي تنشط الجسم من أجل العمل والحركة واليقظة، وفي النهار يغلب معدل الاهتراء في الجسم معدل الترميم والبناء ليكون تعويض ذلك أثناء النوم في الليل.. قال تعالى: "ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون" (القصص 73) .

هل يعني هذا أن قيام الليل يكون على حساب صحة الإنسان العقليـة والجسديــة ؟
والجواب المتوقع هو: لا بالطبع، إذ لم يشرع الله لنا إلاّ الطيبات وما فيه صلاحنا ولم يحرم علينا إلاّ الخبائث وما فيه الضرر لنا.. ولكن أين تكمن المنفعة العاجلة في قيام الليل ؟

لقد كشفت دراسات الأطباء النفسيين في السنوات الأخيرة أن حرمان المريض المصاب بالاكتئاب النفسي من النوم ليلة كاملة وعدم السماح له أن ينام في النهار الذي يليها حتى يأتي الليل من جديد، هذا الحرمان من النوم له فعل عجيب في تخفيف الاكتئاب النفسي عند الإنسان وفي تحسين مزاجه حتى لو كان من الذين لم تنفع فيهم الأدوية المضادة للاكتئاب.


ثم تلا ذلك دراسات أخرى بينت أنه لا داعي لحرمان المريض من النوم ليلة كاملة كي يتحسن مزاجه، إنما يكفي حرمانه من النوم النصف الثاني من الليل ليحصـل على القدر نفسه من التحسن، والنصف الثاني من الليل هو الذي يكون فيه السحر الذي أثنى الله على من ينفقه في الاستغفار والقيام.. قال تعالى: "إن المتقين في جنات وعيون، آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون" (الذاريات 15- 18) .

فسبحان الذي جعل لنا في قيام الليل والتهجد في الأسحار جائزة فورية قبل الثواب الأخروي، وهي اعتدال المزاج وتحسنه لدى القائمين والمتهجدين، وعافية نفسية تجعلهم أكثر سعادة في الدنيــا قبل الآخــرة.




ابوالوليد المسلم 14-04-2022 11:14 AM

رد: نظرات نفسية في الصيام
 
نظرات نفسية في الصيام (9)



الدكتور محمد كمال الشريف
"الصــوم التــــزام"






لا يكون البقاء بلا طعام أو شراب أو شهوة من الفجر إلى الغروب، لا يكون صوماً ما لم ترافقه نية الصيام، وفي صوم الفريضة اشترط الفقهاء أن تسبق النية بداية الصوم، أي أن تكون قبل طلوع الفجر، إذ الأعمال بالنيات، ثم إن النية تجعل الصيام التزاماً يلتزم به المؤمن فيمتنع عن الطعام والشراب والشهوة من تلقاء نفسه ولا يحتـاج إلى رقيب عليه يتأكد من صيامه.

والقدرة على الالتزام والمحافظة على هذا الالتزام من علامات نضج الشخصية لدى الإنسان، كما إن الالتزام المتمثل بنية الصيام يجعل الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة ابتغاء مرضاة الله أهون على النفس مما لو كان البقاء دون أكل وشرب ناتجاً عن مانع من خارج النفس، كأن يمنعك شخص من الوصول إلى الطعام والشراب مثلاً، إذ في هذه الحالة يكون الجوع والعطش أشد، وهذا ما بينته الاختبارات النفسية حيث وجدت أن "الالتزام يغير الدافــع"، وهي عبارة من علم النفس تعبر عن نتيجة لدراسات عديدة، في إحداها حضر الأشخاص الذين ستتم عليهم التجربة دون أن يأكلوا أو يشربوا لعدة ساعات قبل مجيئهم وذلك بناء على ما طلبه الباحثون منهم، ثم بعد وصولهم طلب الباحثون من بعضهم أن يبقى دون طعام أو شراب فترة أخرى -دون أي مقابل مالي أو غير مالي- وقبل هؤلاء أن يلتزموا بذلك، فكان صومهم عن الطعام والشراب لساعات أخرى التزاماً منهم وقراراً اتخذوه بحرية وإن كان استجابة لطلب من الباحثين، لكن كان لهم الحرية في أن يرفضوا ولا يلزموا أنفسهم بذلك.. أما بـاقي الأشخاص المجرب عليهم فلم يطلب منهم الالتزام بالبقاء دون طعام وشراب إنما تركهم الباحثون دون طعام وشراب وجعلوا الأمر يبدو لهم وكأنه غير مقصود. وفي نهاية التجربة أجريت على الجميع اختبارات نفسية لمعرفة شدة الجوع والعطش لديهم، فوجد أن الذين التزموا بالامتناع عن الطعام والشارب التزاماً كـانوا أقل جوعاً وأقل عطشاً من الذين تمت مماطلتهم بحيث صاموا الساعات نفسها لكن دون التزام منهم بذلك، كما تمت معايرة "الحموض الدسمة الحرة" في دمائهم جميعاً، وهي مواد تزداد في الدم كلما اشتد الجوع عند الإنسان، فوجد أنها كانت أقل ازدياداً عند الذين التزموا بالصيام التزاماً.. وهكذا كان للالتزام بالصوم أثـر حتى على رد فعل أجسامهم الفيزيولوجي نتيجة بقائهم دون طعام أو شراب الساعات الطويلة.

وفي دراسة أخرى: درس العلماء أثر الالتزام على العطش، فوجدوا أن العطش عند من التزم من تلقاء نفسه بالامتناع عن الماء كان أقل حتى في الاختبارات النفسية التي تكشف مدى انشغال النفس اللاشعوري بالعطش وبالرغبة في الماء.

إن الصوم صبر، والصبر في جوهره التزام ورضا بالحال التي يضعنا الله فيها، وبالصبر تهون المعاناة وتقل، لأن الرضا حتى بالمصائب يشبه الالتزام بها، كالذي منع نفسه من الطعام والشراب لأنه يريد الصيام لله تعالى، والذي ابتلاه الله بالفقر والمرض أو بفقد عزيز فصبر، فإنه امتنع عما حرمه الله منه امتناعاً عن رضاً وتسليم، وهو امتناع يشبه امتناع الصائم وإن كان الفرق بينهما في أن رفض المصاب وسخطه لا يغير من الواقع شيئاً بينما للصائم الحرية في أن يتم صومه احتساباً أو أن يقع في معصية الله فيفطر دون عذر، والامتناع الراضي يكون أقل إيلاماً للنفس مما لو تلقى المصيبة بتذمـر وسخط وغضب.

وهكذا يكون في صيامنـا كل عام في رمضان تدريباً لنا على الالتزام وزيادة لنا في النضج النفسي.





ابوالوليد المسلم 14-04-2022 11:18 AM

رد: نحو رمضان مختلف
 
نحو رمضان مختلف (3)

سعد الكبيسي

ريح مرسلة



لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان فهو كالريح المرسلة؟ كما وصفه ابن عباس رضي الله عنه فقال: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ" رواه البخاري ومسلم.

والريح المرسلة هي الريح السريعة المنطلقة التي لا يوقفها شيء، ويعني التشبيه أن جوده صلى الله عليه وسلم كان سريعا مستمرا غير محدود، فيعطي قبل السؤال، ولا يتأخر عنه بعد السؤال، سواء كان هذا العطاء كميا أو نوعيا.

ما علاقة الجود برمضان؟ ولماذا كان الجود الأكبر فيه؟ لعل السبب في جملة أمور:

أولا: إن رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، والصدقة والجود والإنفاق سبب لنيل ذلك.

ثانيا: إن رمضان تعظم فيه الأجور والمثوبة، فهذا يدفع لمزيد من الجود.

ثالثا: إن القرب من القرآن في رمضان يحرك لتحقيق معاني القرآن وأوامره في الجود ورعاية المحتاجين.

رابعا: إن الجود في رمضان يجبر النقص المتوقع من الصيام، فقد يبتلى المسلم ببعض القول أو الفعل المنافي لمقاصد الصيام، فيأتي الجود هنا ليكمل النقص ويجبر المنكسر، كما تجبر صلاة النافلة صلاة الفريضة.

خامسا: إن رمضان مظنة وقت الحاجة والجوع المحتمل للصائمين من الفقراء، خصوصا أن هناك عيدا يعقب رمضان، والعيد فرحة وتوسعة، فسد حاجتهم في هذا الشهر أولى وأكثر طلبا.

سادسا: إن النفس في رمضان تتخفف من ذنوبها ومن كثرة طعامها وشرابها، فتزكو هذه النفس وتشف وترق وتصبح أكثر استعدادا للبذل والعطاء والجود.

سابعا: لأن الشياطين مصفدة في رمضان فإن نوازع الخير والجود تكون أسهل وأكثر فاعلية، فتنكمش خصال الأثرة والشح والبخل والخوف من الفقر وحب المال.

ثامنا: لا يقتصر الجود في رمضان على المال، بل الجود بالوقت والجهد والمعونة والشفاعة ورفع المعاناة والحاجة عن الناس، فالجود صور متعددة.

تاسعا: إن كرم الله على العبد بأن أتاح له أن يبلغ الشهر الكريم وأن يصومه ويقومه قويا صحيحا، يناسب مقابلة هذا الجود والكرم الرباني بجود العبد وكرمه وشكره.


عاشرا: إن رمضان شهر مميز في كل شيء في قرآنه وصلاته وصيامه وذكره ودعاءه، فناسب أن يكون مميزا في جوده وإنفاقه وكرمه.

تلك عشرة كاملة، فيا من أكرمك الله ببلوغ رمضان لا تحبس عطائك عن مستحقيه، ودع الناس تستقبل جودك كالريح المرسلة بصادق الدعاء والثناء ...







ابوالوليد المسلم 14-04-2022 11:21 AM

رد: نحو رمضان مختلف
 
نحو رمضان مختلف (4)

سعد الكبيسي

صلوات خاشعة



الخشوع لبُّ الصلاة ومن أهم مقاصدها العظيمة {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}.

ويتحقق هذا المقصد في رمضان بشكل أكبر وبمعينات أكبر من خلال التنبه للآتي:

أولا: في ليل رمضان صلاة وقيام، والليل موطن السكون والخلوة والتأمل، وكل هذه توفر إمكانا أكبر لخشوع أكثر كمالا وجمالا وعمقا.

ثانيا: في نهار رمضان صلاة وصيام حيث يتخفف الجسد مما يثقله ويصرفه عن كمال الخشوع، ففي النفس إقبال وفي الجسد انكسار وفي القلب راحة، توجه الملكات للاستغراق في خشوع أفضل وأتم.

ثالثا: رمضان شهر القرآن وطعم القرآن المختلف في الصلاة يخلق طعما مختلفا للخشوع فيها، فعلى قدر التدبر في القرآن في الصلاة سيكون قدر الخشوع المتحصل منها.

رابعا: ثمة هدية عظيمة من رب العزة والجلال أن تزاح الشياطين من طريق التعبد والصلاة والخشوع في رمضان، لتفسح المجال أمام الملائكة بأن ينفردوا بالتأثير على ملكات ونوازع الخير في النفس وسد منافذ الوسوسة.

خامسا: إن طمع المسلم أن يكون ممن يشمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" سيكون حافزا عظيما نحو توجيه البال وحصر الهم وتكثيف الانشغال بالتوجه والإنابة والخشوع في هذا القيام، ليكون القيام أكمل والمغفرة أتم وأعظم.

سادسا: إن الخشوع لذة من لذات الصلاة ولذة من لذات النفس، حيث تلقي النفس أثقالها وهمومها وغمومها بين يدي ربها، فتكون الصلاة حينئذ محط راحة لا أداء واجب فحسب.

سابعا: قد نسقط الفريضة بأداء صلاة من حركات رتيبة، لا إقبال فيها ولا توجه، لكننا لن نقطف ثمراتها بدون وجود خشوع يحقق مقاصدها وآثارها، وهذا خطأ يقع فيه بعض العابدين فيغلبون الكم على النوع، ويحرصون على كثرة من الركعات دون أن يحرصوا على الخشوع فيها وتحقيق أهدافها ومقاصدها.

لنقرأ سوية قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ((إنَّ الرجل لينصرف وما كُتِب له إلاَّ عُشر صلاته، تُسعها، ثُمنها، سُبعها، سُدسها، خُمسها، رُبُعها، ثُلُثها، نِصفها)).


لنجعل رمضان هذا شهر الصلوات الخاشعة ما استطعنا الى ذلك سبيلا







ابوالوليد المسلم 14-04-2022 06:51 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
فرحة الصائم


فاطمة الأمير




كنتُ أَوَدُّ أن أُطيل بي وبكم في رحاب هذا الشهر المبارك، ولكنه أزمع على الرحيل، ومع رحيله بكيت وفرِحت معًا، شعور لا يعرِفه غير مَن ذاق السعادة الحقيقية في شهر رمضان، وعاش فيه أجمل ثلاثين يومًا.

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "قلوب المتقين إلى هذا الشهر تَحِن ومن ألَمِ الفراق تئنُّ"، وإنما فرحتي كانت بما خرجت به من شهر العطايا متطيبة متعطرة بنفحاته، خرجت بقلب جديد نقي أبدلَته العبادة من حال إلى حال.
ها هو الشهر قد مضى بكل ما فيه من خير وعطايا، وها هي الفرحة أتتك لتتوِّج قلوب الطائعين، وتقر أعين الدامعين الذين صاموا وقاموا وركعوا، وعددوا الختمات، وأخرجوا الصدقات، واجتهدوا في التقرب من ربِّ البريات، فصاموا وتعبدوا ثلاثين يومًا، وكوفِئوا بفرحة الصائم.
إخوتي في الله، يا مَن صامت جميع جوارحهم قبل صيام البطون، ها هي الفرحة أتت لتعانق أرواحنا وتملأها سكينةً وتزيدها طهرًا ونقاءً، سنشعر بعد آخر إفطار لنا بفرحة وسعادة تروي أنفسنا، وسنشعر أن أجسادنا كريشة خفيفة تُحلق عاليًا تريد أن تلامس أبواب السماء.
ومن شدة هذه الفرحة سنجد أنفسنا تسجد شكرًا لله أن أعاننا على الانتصار على أنفسنا، وأنه أنعم علينا بحسن العبادة هذا العام.
سنتساءل جميعًا عن هذا الشعور الذي لا تستطيع الكلمات وصفه، أهذه فرحة الصائم التي حدثنا عنها رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه؟
صِدقًا إنها فرحة الصائم بفطره، فلم أتخيَّلها بهذه الصورة، ولم أعهدها بهذا الجمال.
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " «وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه تبارك وتعالى فرح بصومه» "؛ (رواه البخاري ومسلم).
قال ابن رجب رحمه الله: أما فرحة الصائم عند فطره، فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشربٍ ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أُبيح لها في وقت آخر، فرِحت بإباحة ما منعت منه؛ فإن النفوس تفرح بذلك، وأما فرحه عند لقاء ربه، فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخرًا، فيجده أحوج ما كان إليه؛ كما قال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا } [المزمل: 20]
على عكس مَن فارقة رمضان وهو ما زال داخل غيبوبة جسدية وعقلية، ففي صبيحة يوم العيد سترى أناسًا وقد حفرت الغفلة والخزي خارطة طريق على وجوههم، معلنة عن شدة الندم، والأسف على ما فرطوا من أداء العبادات، فلقد مرَّ بهم الشهر بسرعة البرق، وكأن صبيحة يوم العيد هي أول أيام رمضان الذي كان بالأمس، فكان ما كان بينهما من تضييع العبادات.
أخي الصائم، أختي الصائمة، لن تنتهي العبادة بانتهاء شهر رمضان، ولن نودِّعه، بل سنجعل منه بداية حياة جديدة لنا.
انظروا إلى أحوال القلوب كيف تبدَّلت عند ابتداء شهر رمضان، وكيف استمرَّت على العبادة طيلة ثلاثين يومًا، أرأيتَ كيف كانت مجاهدة النفس فيها؟! وكم تركنا من أشياء كنا نفعلها، فجاء شهر رمضان؛ ليبدِّد ظلام القلوب ويمحو الشهوات، ويجذبنا نحو خالقنا أكثر.
أيعقل أن يكون الجسد الذي عبد ربه، وانقلب حاله فيه من الأسوأ إلى الأفضل في ثلاثين يومًا لا يقدر على أن يستمر في التذلل والخشوع والقُرب مِن الله إلى ما بعد رمضان!
لنستمر في صلاتنا فرائض ونوافلَ، ولنحافظ على جميع صلواتنا في المسجد، ولنعدد من الختمات، فلا نجعل من أنفسنا هاجرين للقرآن، ونحذر من أن نجعل مصحفنا يزين جزءًا من المنزل بوضعه وكأنه كقطعة ديكور، بل لنزين به قلوبنا وأرواحنا، ونجعله دائمًا من أولويات بداية يومنا، فخير ما نستفتح به يومنا هو وِردنا من القرآن، ولنحافظ على قيام الليل، فكلما افتقدنا وقوفنا لصلاة التراويح والتهجد، وكم كنا نطيل في السجدات - أسرعنا للوقوف بين يدي الله في قيام الليل، ولنكثر من إخراج الصدقات؛ فنحن أشد احتياجًا في إخراجها من آخذها، ولنجعل اللسان لا يتكلم إلا بالذكر، والتسبيح، والاستغفار، ولنصم آذاننا، ونُغلق أعيُننا، ولنُلجم ألسنتنا عن القيل والقال، ولنترك التجمعات التي تكثُر بها الغيبة والنميمة، فكلما سحبتنا رياح الفتن، ركبنا سفينة رمضان، واسترجعنا نفحاته الربانية، وكيف كنا فيه صائمين قولًا وفعلًا، ولنذكر أنفسنا أننا كنا من المجاهدين في شهر العطايا، فلا ننصاع لهواجس النفس والشيطان.

هيَّا نجعل رمضان هذا العام هو بداية حياة، وسبيلًا لتغيير أنفسنا، وتطهيرها من الأحقاد، والشهوات والأهواء.










ابوالوليد المسلم 14-04-2022 06:54 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
ميتة رمضان



ما من حي إلا وسوف يُدركه الموت، وما من عاقلٍ إلا ويحلم بحُسن خاتمته، فتلك الخاتمة هي التي سيجني منها سعادة الأبد، وما أحلى أن يختمَ الله لنا الحياة في رمضان ونحن نطيع الله، وما أجمل أن يختم عملك وأنت صائمٌ، وما أعظم الأجر الذي يناله صاحبُ تلك الخاتمة الجميلة، ففي الحديث الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه قال: أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري، فقال: «من قال: لا إله إلا الله ختم له بها، دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاء وجه الله ختم له به، دخل الجنة، ومن تصدَّق بصدقة ابتغاء وجه الله، ختم له بها، دخل الجنة»؛ (رواه أحمد).
فأي فضلٍ ذلك الذي يحصل عليه من فاز بميتة رمضان؟

أعلمُ وتعلم أنه ليس كل أحد يُمكنه أن يحصل على تلك الهبة العظيمة وتلك الميتة الكريمة، فلتكن من عباد الله الصالحين المحافظين على تقوى الله في رمضان وخارج رمضان؛ لتكون أهلًا للفوز بتلك الأعطيات العظيمة.

واحذَر فقد مات عابثون ولاهون كُثر في رمضان وهم يعصون الله في أعظم أوقات الطاعة في العام، فمن تارك للصلاة، ومن مفطر، ومن زان، ومن سارق، ومن مدمن، ومن مشاهد للخبائث والفواحش، ومن لاهٍ وغافل، لم يراعوا لذلك الشهر العظيم حُرمته، فقبَضهم الله على شر أعمالهم، بينما الناس في خَلوتهم مع الله يبكون ويتضرعون طلبًا لعتق رقابهم، كان هؤلاء الغاوون يعبثون مع شياطين الإنس والجان، فاحذَر أن تكون واحدًا من هؤلاء؛ فتشقى شقاء الأبد.

_____________________________________________
الكاتب: هيام محمود











ابوالوليد المسلم 14-04-2022 06:57 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
أنت جميل



حين ترمي كل ألمٍ وراء ظهرك، ناظرًا إلى الأمام، واثقًا بالله أنه لن يخذلك؛ فأنت جميل.

حين تدعو الله بأن يخلصك من الذنوب، ويردك إليه ردًّا جميلًا؛ فأنت جميل.

حين تبتسم للناس بوجه طلق بشوش، فيه الرفق واللين؛ فأنت جميل.

حين تُسعد من حولك بالكلمة الطيبة، ولا ترد الإساءة بالإساءة؛ فأنت جميل.

حين تبادر بالتسامح والعفو؛ فأنت جميل.

حين تتفقد جارك المسكين باتصال أو زيارة، تتفقد حاله وأحواله؛ فأنت جميل.

حين تعمل بجدٍّ واجتهاد، ولا تغشُّ؛ فأنت جميل.

حين تقع عينك في الطريق على امرأة لا تحل لك، فتغض طرفك؛ فأنت جميل.

حين تكون قويًّا، ولا تعلق قلبك بغير الله؛ فأنت جميل.

حين يقع حب فتاة في قلبك، فتتقي الله فيها، وتأتي البيوت من أبوابها؛ فأنت جميل.

حين يوليك الله أمرَ قوم، فترفق بهم؛ فأنت جميل.

حين تقود سيارتك، وتجد أُناسًا في شمس حارة، لا يجدون ما يوصلهم إلا أنت؛ فأنت جميل.

حين يظلمك أحد، فتعفو وتُوكِل أمرك لله؛ فأنت جميل.

حين تود الزواج، وتبحث عن ذات الدين والخلق؛ فأنت جميل.

حين تكون زوجًا صالحًا تخاف الله في زوجتك؛ فأنت جميل.

حين تقرأ القرآن فتدمع عيناك من خشية الله؛ فأنت جميل.

حين تبادر تُدْخِل السرور على مسلم؛ فأنت جميل.

حين تنشر الود والخير؛ فأنت جميل.

حين تصلح بين الناس ناشرًا المودة؛ فأنت جميل.

حين ترى امرأة كبيرة في السن، أو رجلًا كبيرًا في السن واقفًا في إحدى المركبات العامة وأنت جالس في مقعد، ثم تقوم له لتجلسه في مكانك احترامًا وتقديرًا وأخلاقًا؛ فأنت جميل.

نعم، أنت جميل بالأخلاق؛ فكل الجمال في هذا الدين الإسلامي الحنيف، فجمال القلب وتمسكه بالفضائل والقيم الجميلة نابع من تمسكك بهذا الدين القيم.

أوَلَا تود أن تكون جميلًا؟!

إنك جميل بقيم الإسلام؛ فأحيوا القيم الفاضلة، فإن الإسلام قد جعلنا بهذا الدين أجمل الأمم؛ لأن قيم الإسلام أجمل قيم، فكن ذا قيم جميلة يا جميل.

أسأل الله أن يردنا إليه ردًّا جميلًا، وأن يحسن أخلاقنا.

__________________________________________________ _


الكاتب: أمل محمد












الساعة الآن : 02:10 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 50.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.37 كيلو بايت... تم توفير 0.50 كيلو بايت...بمعدل (0.98%)]