رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
رد الشبهات حول علم الأجنة في القراَن والسنة http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...18162df52e.jpgد. مصطفى عبد المنعم أستاذ علم الأجنة والتشريح كلية الطب-جامعة طيبة- المدينة المنورة بمشاهدة المناظرة الرائعة التي كانت قد عقدت عام 2000 بين الدكتور/ وليم كامبل والداعية المسلم الهندي الرائع الدكتور/ زاكر نايك عن الإعجاز العلمي في الكتب السماوية ثم بدراسة مقالة مطولة بنيت على دراسات للدكتور وليام كامل عن الإعجاز العلمي في القراَن الكريم ونشرت في موقع (www.bible.ca) اتضح أن المعلومات التي جاءت في كلٍ من المناظرة والمقالة بنيت على كتاب منشور للدكتور وليم كامبل في نفس الموضوع. وأن هناك عدداً من الشبهات التي تم إثارتها حول الإعجاز العلمي في علم الأجنة.. وإن كان بعضها لا يقتصر على علم الأجنة ولكنه ينسحب على مجمل مواضع الإعجاز العلمي في القراّن الكريم والسنة المطهرة.. بل على مجمل رسالة الإسلام. والواضح أن هذا يأتي في نطاق الحرب لمقاومة تغلغل الإسلام في ديار الغرب والتي بدت وكأنها تكرار لما حدث في هجمة التتار على ديار الإسلام حيث انتصروا عسكرياً ولكن تغلغل الإسلام فيهم روحياً فاستسلموا له كدين في واحدة من أعجب أحداث التاريخ وفي تطبيق مخالف للقاعدة التاريخية المتداولة من أن المهزوم يتبع المنتصر. ويمكن تلخيص الشبهات التي دارت حول علم الأجنة في النقاط الآتية: 1- يجب أن نفهم ألفاظ القراّن والسنة فقط بلغة قريش وكما فهم ألفاظها العرب في زمن الرسالة. 2- أن مواضع الإعجاز في علم الأجنة في القراّن والسنة هي معلومات مأخوذة من أبو قراط وأرسطو وجالين. 3- أن الرسول صلى الله عليه وسلم تلقى مواضع علم الأجنة من حارث بن كلدة والنضر بن الحارث. 4- أن معني العلقة هو الدم المتجمد وهو بذلك خطأ علمي صريح ولا يجوز استخدام المعاني التي يتوجه إليها علماء المسلمين مثل طفيل العلق أو الشيء الذي يتعلق بآخر.(Leach like- something to cling) 5- أن معنى المضغة هي قطعة اللحم وهو بذلك خطأ علمي صريح ولا يجوز تشبيهها بالقطعة الصغيرة في حجم ما يمضغ والتي تبرز علها علامات مشابهة لأثر الأسنان والتي تشبه في الجنين القطع الجسدية (somites). 6- أن كون العظام تخلق قبل اللحم ثم تكسى به هو خطأ فاحش وأنه من الناحية العلمية كلاهما يتكون معاً في نفس الوقت. 7- أن أحد الأحاديث النبوية الشريفة قد حدد مدة النطفة بأربعين يوماً والعلقة بأربعين يوماً والمضغة بأربعين يوماً. مما يعني أن العظام تتكون بعد 120 يوما أي بعد الشهر الرابع وهو خطأ علمي فاحش. 8- أن هناك آية كريمة توضح أن منشأ خلق الإنسان يكون من العظام وهو بذلك يماثل مفهوم إغريقي سابق خاطئ. 9- أن علماء المسلمين أنفسهم كانوا يربطون بين ما جاء في القراّن والسنة عن علم الأجنة وبين أقوال جالين. ونحن بحول الله تعالى نرد على هذه الشبهات الواهية ونورد أيضاً ما فيها من مخالفة للجانب الشرعي الإسلامي أو للمنهج العلمي..وقع فيها من ذكرها من باب الخطأ.. أو من باب الكذب المتعمد. وهو مع الأسف الأقرب في هذا المقام. الشبهة الأولى: يجب أن نفهم ألفاظ القراّن والسنة فقط بلغة قريش وكما فهم ألفاظها العرب في زمن الرسالة. هذه الشبهة تدعو إلى خداع ظاهر في ثوب براق لتجريد القراّن الكريم من أحد أهم مميزاته وهي عالميته وصلاحيته لكل زمان ومكان.بخلاف الرسالات السابقة التي كان يبعث فيها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى قومه خاصة. قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).(سورة الأنبياء/107) وهي آية كريمة تحدد نطاق رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم المكانية والزمنية. وقال تعالى: (لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) (سورة الأنعام/67).. مما يعني أن بعض الأنباء في القراَن الكريم لن يفهم معناها إلا في زمان يعلمه الله. وقال تعالى: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله).( سورة يونس/39). مما يعني أن فهم بعض الآيات لن يتضح إلا في زمان يعلمه الله تعالى. وأما في السنة المطهرة..فعن جابر رضي الله عنه أن النبي قال أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة وقال أنا سيد يوم القيامة وقال أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأنا أول من ينشق عنه القبر وأنا أول شافع ومشفع. رواه مسلم والنسائي وهذا المنهج لو طبق باضطراد لما كان هناك معنى لاجتهاد المفسرين على مر التاريخ في فهم القراّن الكريم حسب قواعد اللغة العربية في إطار قوله تعالى: (إنا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون) (سورة يوسف/2). فكان من تنافس المفسرين على مدار التاريخ الإسلامي حسن فهم النص القرآني وبالأساس في ضوء اللغة العربية. وكان هذا النهج على مدار التاريخ الإسلامي مفخرة للمسلمين ولم يثر أحد مثل هذه الفرية.بل هو في محل الإجماع على مدار التاريخ الإسلامي سواء قبل فترة الحديث عن جوانب الإعجاز العلمي في القراّن الكريم أو بعدها. بل إن القراّن الكريم هو الذي وجه علماء المسلمين بعد فهم النص من القراّن الكريم إلى الاستنباط من هذا النص.يقول تعالى(وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا) (سورة النساء/ 83) فالاستنباط منهج قراّني بل أمر رباني لاستعمال العقل البشري المسلم في فهم القراّن الكريم في ضوء الضوابط الشرعية. وبذلك فإن التسليم بهذه المقولة الباطلة يبطل في الحقيقة مزية الرسالة الخاتمة ومنهج القراَن الكريم وجهد آلاف العلماء على مدار التاريخ الإسلامي.ويخالف صريح القراّن الكريم وصحيح السنة النبوية الشريفة اللتان أمرنا بإتباعهما كما نهينا هن إتباع أهواء من لا يعلم الحق.قال تعالى: وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله إليك فان تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون الشبهة الثانية: أن مواضع الإعجاز في علم الأجنة في القراّن والسنة من معلومات مأخوذة من أبو قراط وأرسطو وجالين. سنأخذ كلمات الدكتور كامبل نفسها والتي ادعى من خلالها أن معلومات علم الأجنة في القراّن مأخوذة من هؤلاء العلماء السابقين: أولاً: أبو قراط ترجمتي نص كلام د. كامبل مراحل نمو ما قبل الولادة التنمية وفقا لأبو قراط المرحلة الأولى: الحيوان المنوي المرحلة الثانية: دم الأم ينحدر حول الغشاء المرحلة 3. اللحم ، يتغذى عن طريق السره 4 المرحلة. العظام ومن الواضح ان هذا يدل على انه 1000 سنة قبل القرآن كان نمو الجنين ينقسم إلى مراحل STAGES OF PRENATAL DEVELOPMENT ACCORDING TO HIPPOCRATES STAGE 1. sperm STAGE 2. mother's blood descends around the membrane STAGE 3. flesh, fed through umbilicus STAGE 4. bones Clearly this shows that 1000 years before the Qur'an the development of the embryo was divided into stages. ثايناً: سقراط ترجمتي نص كلام د. كامبل مراحل نمو ما قبل الولادة وفقا لأرسطو المرحلة 1. حيوانات منويه المرحلة 2. catamenia -- دم الحيض المرحلة 3. اللحم 4 المرحلة. العظام 5 المرحلة. حول نمو العظام اجزاء سمين STAGES OF PRENATAL DEVELOPMENT ACCORDING TO ARISTOTLE STAGE 1. sperm STAGE 2. catamenia -- menstrual blood STAGE 3. flesh STAGE 4. bones STAGE 5. around the bones grow the fleshy parts ثالثاًً: جالين ترجمتي نص كلام د. كامبل مراحل جالين لنمو ما قبل الولادة المرحلة 1. منى من الإثنين المرحلة 1b. بالاضافة الى دم الحيض المرحلة 2. لحم غير مميز الشكل المرحلة 3. العظام المرحلة 3 ب. نمو اللحم على وحول العظام GALEN'S STAGES OF PRENATAL DEVELOPMENT STAGE 1. The two semens STAGE 1b. plus menstrual blood STAGE 2. unshaped flesh STAGE 3. bones STAGE 3b. flesh grows on and around the bones رابعاً: القراَن الكريم ترجمتي نص كلام د. كامبل المراحل القراَنية لنمو الجنين فيما قبل الولادة المرحلة 1. nutfa -- المنى المرحلة 2. 'Alaqa -- جلطه المرحلة 3. mudagha -- قطعة من اللحم المرحلة.4: 'Adaam -- العظام المرحلة.5: كساء العظام بالعضلات QURANIC STAGES OF PRENATAL DEVELOPMENT STAGE 1. nutfa -- sperm STAGE 2. ‘alaqa -- clot STAGE 3. mudagha -- piece or lump of flesh STAGE 4. ‘adaam -- bones STAGE 5. dressing the bones with muscles وسنقبل مؤقتاً على سبيل الجدال المراحل التي افترضها د كامبل لتطور الجنين في القراَن الكريم .. ورغم هذا يمكن أن نقرر ما يلي: 1. يتميز القراَن الكريم في مجال الإعجاز العلمي عموماً بمزيتين أساسيتين.. أولها أن كل ما يذكر فيه من معلومات علمية صحيح وثانياً أنه لا يوجد به معلومة واحدة خاطئة ( قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض انه كان غفورا رحيما) (سورة الفرقان/6). 2- ليس من منهج القراَن الكريم مخالفة الآخرين لمجرد المخالفة قال تعالى في قصة شعيب: (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب) (سورة هود/88) وليس من منهج القراَن الكريم تسفيه ما يفعله الآخرون ولو كانوا كافرين قال تعالى: (يا أيها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون).(سورة المائدة/8 ). فليس هدفنا تسفيه أو إنكار ما حققه الآخرون ولو شابه ما قرره القراّن الكريم.وقد أقر القراّن الكريم في مواضع ما كان عليه الناس زمن الرسالة وأنكر عليهم ما هم عليه في مواطن أخرى. 3- الذي أغري الكاتب بعرض بهذه الشبهة وصف تطور الجنين على مراحل عند العلماء الذين ذكرهم (أبوقراط – أرسطو –جالين) وبعضهم كان يدون ملاحظاته على تطور جنين الدجاجة. ولا شك أن هذا المنهج العلمي في ذلك الوقت المبكر يحسب لهؤلاء العلماء. 4- أعرض الكاتب عن ذكر علماء سابقين اَخرين كانوا ينشرون أفكاراً أخرى مثل أن مني الرجل لا يشارك بذاته في تكون الجنين وإنما يتكون الجنين فقط بأثر الحيوان المنوي على دم الحيض. وهو بذلك يلبس أنه لم يكن متداولاً إلا أفكار هؤلاء العلماء الثلاثة. 5- حاول الكاتب أن يعرض اختصاره للوصف عند هؤلاء العلماء بصورة توحي بالشبه الشديد بينها وبين وصف القراَن الكريم رغم أن تفاصيل أعمالهم تحمل مخالفات لما جاء في القراَن الكريم.فأبوقراط جعل منشأ الجنين من دم الحيض وحده وأرسطو خالفه وجعله من دم الحيض ومني الرجل وجالين خالفهما وجعله من دم الحيض ومني الرجل ومني المرأة. فأي شبه بين ذلك وبين ما جاء في القراَن الكريم. 6- أعرض الكاتب عن توضيح مواضع الاختلاف البين بين القراَن الكريم ومن سبقوه وبصفة أساسية أن العلماء الثلاثة المذكورين أجمعوا على أن الجنين ينشأ من دم الحيض. بينما لم يأت في القراَن الكريم ولا السنة النبوية هذا الخطأ الفاحش. فلا ندري لماذا أعرض الكاتب عن هذا التوضيح. والأكثر من ذلك أنه قد كذب في إدعائه أن القراَن الكريم لم يسهم في تصحيح الأخطاء السابقة.. بينما استقام فهم المسلمين لهذا الأمر وأنكروا على من يدعي دور دم الحيض في تكون الجنين بناء على ما جاء في القراَن والسنة كما قال الأمام ابن حجر العسقلاني (وزعم كثير من أهل التشريح أن مني الرجل لا دور له في تكون الجنين إلا في عقده وأنه إنما يتكون من دم الحيض.. وأحاديث الباب تبطل ذلك).وتبين لنا هذه الجملة فقط تصحيح القراَن الكريم والسنة النبوية لمفهومين خاطئين أولها عدم مشاركة مني الرجل بذاته في تكون الجنين وثانيها تكون الجنين من دم الحيض. الشبهة الثالثة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم تلقى مواضع علم الأجنة من حارث بن كلدة والنضر بن الحارث. لقد أرهق الدكتور كامبل نفسه على مدار عدة صفحات ليوحي أن الحالة العلمية السائدة متمثلة في وجود مدرسة طبية باليمن وأخرى بالأسكندرية مع مرور القوافل من اليمن مروراً بمكة قد أتاح للرسول صلى الله عليه وسلم (هذه العلوم). لقد أثار كفار قريش شبهات مماثلة وتولى الله تعالى الرد عليها في القراَن الكريم: قال تعالى (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) (سورة النحل/103) ونسأل د/ كامبل .. الذي يظهر أنه بذل جهداَ كبيراً في دراسة تاريخ زمن النبوة ما يلي: 1. ألم تعلم من دراسة السيرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان معروفاً في قومه بالصادق الأمين. فهل كان يترك الكذب على الناس ويكذب على الله. 2. ألم تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلك كان نبياً أمياً لا يقرأ ولا يكتب؟ 3. ألم تعلم أنهما لو كان هذين عندهما علوم أرسطو أبو قراط وجالين حقاً فإنهما كان يحملان أيضاً أخطاؤهم مثل تقريرهم أن الجنين يتكون من دم الحيض وهو خطأ تناقلوه جميعاَ ومثل المبدأ المشهور عند أبي قراط من أن الجسم فيه أربعة سوائل.. وفي حالة الجسم السليم تكون هذه السوائل متوازنة وعند إختلال التوازن يحدث المرض ولا تعود الحالة الصحية للمريض إلا بعودة التوازن بين هذه السوائل. وسقراط تحدث عن العناصر الأساسية الخمسة للكون (الماء والنار والأرض والهواء والأثير) وقسم الكائنات حسب ما أسماه بسلم الحياة..وجالين ميز بين الشريان والوريد وقرر أن الوريد ينشأ من الكبد وأن الشريان ينشأ من القلب.. وغير ذلك الكثير جداً عند هؤلاء العلماء من معلومات باطلة وسط معلومات أخرى خالطها الصحة. فإذا كانا هما مصدر المعلومات لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. وحاشاه.. فكيف ميز الرسول صلى الله عليه وسلم بين يحملونه من أفكار متباينة فأخذ الصحيح وهو النادر وترك الباطل وهو الغالب. إن القراَن الكريم ليس كتاب علوم ولكنه كتاب آيات. ولكن شاءت إرادة الله تعالى أن يتضمن إشارات من باب الإعجاز العلمي. لم يكن لها أصلاً في زمن تنزيل القراَن الكريم أي أثر في نشر الدعوة ولم يكن لوجودها في ذلك الوقت أي ضرورة أو مساهمة في نشر الإسلام فيما نعلم. ولو لم يتضمنها القراَن الكريم ما كان لذلك أي أثر على قبول الناس للإسلام في ذلك الوقت. ولم ينقل إلينا أن أحد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أسلم من أثر الآيات التي نسميها الآن بمواضع الإعجاز العلمي في القراَن الكريم. إن كل من أسلم في زمن الرسالة كان بسبب ما جاء به الإسلام من عقيدة التوحيد الصافية النقية التي تخاطب الفطر السليمة وبما دعا إليه من أخلاق وآداب فاضلة (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) (سورة النساء/36) فلماذا يلجأ من يريد من الناس تصديقه إلى الانتقاء من بين معلومات متضاربة وتقديم معلومات للناس –بلا ضرورة- قد يثبت عقلاً خطؤها في يوم ما قريبا أو بعيدا؟ كنا نأمل أن يجلس د/ كامبل مع نفسه ليتفكر. لعل الله تعالى أن يهديه إلى الحق.( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد) (سورة النساء/46). الشبهة الرابعة: أن معني العلقة هو الدم المتجمد ولا يجوز استخدام المعاني التي يتوجه إليها علماء المسلمين مثل طفيل العلق أو الشيء الذي يتعلق بآخر.(Leach like- something to cling) هذه الشبهة مبنية على الشبهة الأولى من أنه لا يجوز فهم ألفاظ القراَن الكريم إلا كما فهمت وقت نزول القراَن الكريم. وقد فندناها وأوضحنا بطلانها.عند الرد على الشبهة الأولى. والحقيقة أن العلقة في اللغة العربية مثل كثير من الألفاظ العربية -لها عدة معاني وهذا ومن مميزات هذه اللغة كما هو معروف فاللفظ الواحد قد يكون له عدة معاني والمعني الواحد قد يعبر عنه بالعديد من الألفاظ. فمن معاني العلقة: 1. الدم المتجمد. 2. طفيل العلق. 3. شيء يتعلق بآخر. (شكل.1) رسم توضيحي يبين وجه الشبه بين المنظر الجانبي للجنين في مرحلة العلقة (الرسم الأعلى) وتمتد في حدود الأسبوعين الثاني والثالث من الإخصاب) وطفيل العلق في الأسفل. فإذا وضح لنا في هذا العصر ما لم يكن معروفا في السابق من تشابه في الشكل بين مرحلة من مراحل تطور الجنين وبين وصف القراَن الكريم لها وبما يوافق قواعد اللغة العربية التي نزل بها القراَن الكريم. فهل لا يحق لنا توضيح ذلك وبيانه؟ وأسأل الطاعنين وأستحلفهم بالله لو وجدوا العكس في القراَن الكريم- أي لفظة يحتمل أحد معانيها خلاف ما تم اكتشافه في العصر الحديث -وهيهات- ألم يكونوا ليقيموا الدنيا على ذلك؟.. وأستحلفهم بالله مرة أخرى.. وليكونوا على الأقل بينهم وبين أنفسهم في الخفاء من الصادقين..عسى الله أن يهديهم إلى الحق.. لو كانت هذه الآية في العهد القديم أو الجديد أما كانوا أيضاً أقاموا الدنيا لبيانها. وما كنا كمسلمين لنعترض أو نحزن لأننا نعلم أن العهدين القديم والحديث الموجودين حالياً فيهما من كلام الله تعالى كما أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى وكما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم. يتبـــــــــــــــــع |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
يتبــــــع الموضوع السابق رد الشبهات حول علم الأجنة في القراَن والسنة إن وجود اكتشاف حديث من أن المرحلة التالية للنطفة الأمشاج تأخذ شكل طفيل العلق (شكل.1) وتتعلق في رحم الأم بواسطة ساق اتصال للتغذى على دم الأم مثلما يفعل طفيل العلق حينما يتغذى على دم الشخص الذي يتعلق به لهو أمر لا مبرر لكتمانه وغض الطرف عنه عند ذوي الفطر السليمة. إن وصف العلقة بالدم المتجمد لا يثير غرابة من حيث مظهرها الخارجي أيضاً في هذه المرحلة.حيث يبدأ تكون الدم داخل أوعية دموية في النسيج الضّام الجنيني المحيط بكيس المح وذلك في الأسبوع الثالث للحمل بينما يبدأ دوران الدم في الأسبوع الرابع ولذلك فلا نكارة أن يمكن تشبيه المظهر الخارجي للجنين البشري الحي في هذه المرحلة بالدم المتجمد نظراً لتكون الدم مع عدم دورانه ومع استكمال الصورة من المعاني الأخرى التي يحملها معنى العلقة (شكل.2). بل إننا الذين يحق لنا أن نسأل.. هل كان أحد يظن أن الدم يتكون في الجنين في هذه المرحلة المبكرة. وأنه في فترة تكونه الأولى يظل ثابتاً في الأوعية الدموية بلا حراك في جنين حجمه أقل من المليمتر الواحد محاط بأغشية وكأنه دم متجمد.. سبحان الله عما يصفون. (شكل.2) يوضح الشكل مظهر خارجي للجنين في حدود اليوم 19 –وتظهر فيه الأوعية الدموية المتكونة في النسيج الضام الجنيني المحيط بكيس المح. الشبهة الخامسة: أن معنى المضعة هي قطعة اللحم ولا يجوز تشبيهها بالقطعة الصغيرة التي في حجم ما يمضغ والتي تبرز عليها علامات مشابهة لأثر الأسنان والتي تشبه في الجنين القطع الجسدية (somites). هذه الشبهة كسابقتها تعتمد على محاولة قصر معاني القراَن في إطار محدد بما يخالف منهج القراَن الكريم نفسه والسنة النبوية وإجماع علماء المسلمين على مدار التاريخ الإسلامي. إن المضغة لغة تحمل معاني متعددة منها: 1- صغار الأمور 2- شيء في حجم ما يمضغ. (شكل.3) صورة حقيقية لجنين بشري في الأسبوع الرابع (شكل.4) صورة حقيقية لجنين بشري في الأسبوع الخامس (شكل.5) رسوم توضيحية لجنين في الأسبوع الرابع توضح سرعة تغيره في الشكل وظهور القطع الجسدية. (شكل.6): رسم توضيحي لجنين بشري في الأسبوع الرابع في حدود اليوم السادس والعشرين وفي الأسفل أثر أسنان على قطعة من الصلصال قام به البروفسير كيث مور لبيان وجه الشبه في هذه المرحلة. إن كون المرحلة التالية لمرحلة العلقة تأخذ شكلاً يشبه الشيء الممضوغ نظراً لكثرة انبعاجاتها الخارجية الناجمة عن نشأة الأعضاء الداخلية وبخاصة الرأس والقلب والكبد والأطراف (شكل.3،4) . كما تتبدل شكلها سريعاً كما يتبدل شكل الشيء الممضوغ (شكل.5) ويتوافق ذلك مع ظهور القطع الجسدية somites) ) التي تظهر مثلما يظهر أثر الأسنان على الشيئ الممضوغ (شكل. 3-6). كل هذا مما لا يمكن إغفاله لدى العقلاء. الشبهة السادسة: أن كون العظام تخلق قبل اللحم ثم تكسى به هو خطأ فاحش وأنه من الناحية العلمية كلاهما يتكون معاً في نفس الوقت. وقد أوضح الدكتور كامبل هذه الشبهة في ثنايا كلامه قائلاً: There is no bone stage at which the limbs of the developing fetus are just bones around which muscles will later be placed. الترجمة:(لا توجد مرحلة توجد عندها أطراف الجنين مكونة فقط من العظام التي ستغطى لاحقاً باللحم.) شكل.7: تميز القطع الجسدية somites Sadler, 2000, pp:94 1- مرحلة نموذج النسيج الضام الجنيني (mesenchme model). 2- مرحلة النموذج الغضروفي. Cartilaginous model)). 3- مرحلة التعظم . وتمر العظام المفلطحة .. كالجمجمة مثلاً بمرحلتين فقط: 1- مرحلة نموذج النسيج الضام الجنيني (mesenchme model). 2- مرحلة التعظم . ولنذكر بصورة مبسطة تكون العمود الفقري والعضلات التي حوله. تنشأ كل من الخلايا الأولية المكونة للعظام (sclerotome) والخلايا الأولية المكونة للعضلات (dermatome) من القطع الجسدية .(somites) ولكن الخلايا الأولية المكونة للعظام تهاجر قبل الخلايا الأولية المكونة للعضلات التي تتلوها في الهجرة لتحيط بها وتكسوها، شكل (7،8،9). (شكل.8) توضح المرحلة (6) اكتمال المرحلة الأولى لنموذج النسيج الضام الجنيني وبداية المرحلة الثانية بتكون النموذج الغضروفي بينما لم تبدأ الخلايا الأولية للعضلات في الهجرة لتحيط به بعد. Gray's anatomy, 1989.)) (شكل.9) يوضح الشكل الأول إلى اليسار تكون نموذج النسيج الضام الجنيني وبداية تكون النموذج الغضروفي بينما لم تبدأ الخلايا الأولية للعضلات في الهجرة بعد.ويوضح الشكل الثالث والرابع إلى اليسار هجرة الخلايا الأولية المكونة للعضلات لكساء النموذج العظمي الأولي ).( Larsen,1993, pp: 72 أما الأطراف العلوية والسفلية فاكتفي هنا بنقل ما قرره بعض أشهر علماء علم الأجنة عام 1975: "Although it has been customary to describe a common osseomuscular condensation in the mesoderm of the limb, more recent studies on "cytochemical predifferentiation" predifferenciation cytochimiqe, Milaire, 1959, i.e., the histochemical detection and localization of certain substances prior to morphological differentiation) have indicated that, whereas the skeletal plastema appear (in the mouse) in the depth of the limb, the perichondrium, the muscles, and the tendons arise by centripetal migration from the superficial mesenchyme (Milaire, 1965) " (O’rahilly and Gardner, 1975). والترجمة: "على الرغم من أنه جرت العادة على وصف تكثف عظامي عضلي مشترك في طبقة النسيج الضام بالطرف، إلا أن دراسات أحدث اجريت على ما قبل التميز الخلوي الكيميائيpredifferenciation cytochimiqe، ) ميليير، 1959) بمعنى الكشف الخلوي الكيميائي والتحديد لأماكن مواد معينة قبل التمايز المورفولوجي أشارت لأنه في حين أن بدايةالهيكل العظمي تظهر (في فصيلة من فأران التجارب الصغيرة) في عمق الطرف، فإن الغشاء الغضروفي والعضلات،وأوتار العضلات تنشأ نتيجة الهجره الطرفمركزية من النسيج الضام الأولي السطحي. Milaire)، 1965)."(أورلي وجاردنر، 1975) إن الترجمة البسيطة المباشرة للفقرة السابقة هي أن العضلات الأولية تكسو العظام الأولية في الأطراف. لقد سقط الظن العلمي بأن العظام والعضلات يتشكلان في وقت واحد. إن كون النسيج الأولي للعظام يتشكل في موضع العظام أولاً ثم يأتي النسيج الأولي للعضلات لتحيط به لهو قاعدة أساسية مضطردة توضح أساس العلاقة بين العظام والعضلات منذ بداية نشأتها وتحسم قضية هذه العلاقة من جولتها الأولى سواء فيما يتعلق بعظام العمود الفقري وما حوله من عضلات أو بعظام الأطراف وما حولها من عضلات. لقد اتضح بجلاء أنه تكون العظام يسبق اللحم وصدق الله تعالى القائل (فكسونا العظام لحماً). الشبهة السابعة: أن أحد الأحاديث النبوية الشريفة قد حدد مدة النطفة بأربعين يوماً والعلقة بأربعين يوماً والمضغة بأربعين يوماً. مما يعني أن العظام تتكون بعد 120 يوما أي بعد الشهر الرابع وهو خطأ علمي فاحش. نورد الحديث المذكور ونتدارسه: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ هُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ في ذلك عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ في ذلك مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَ يُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَ رِزْقَهُ وَ أَجَلَهُ وَ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَ يَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ (أخرجه مسلم). الحديث لم يكرر لفظ أربعين يوما.. بل قال في مرحلتي العلقة والمضغة (في ذلك.. مثل ذلك) والمعنى أي في ذلك الوقت أي الأربعين يوماً علقة أو مضغة مكتملة النمو تامة الإحكام مثلما تكونت النطفة في نفس الأربعين مكتملة النمو وتامة الإحكام. لقد فهم كثير من شراح الحديث المسلمين معني الحديث فعلاً على أنها ثلاث أربعينات وذلك لاحتمال الألفاظ لذلك المعنى. ولكن ليس في النص ما يدل على ذلك الفهم. بينما ذهب اَخرون مثل ابن الزملكان الذي عاش في القرن السابع الهجري إلى ما ذكرنا. والذي عليه علماء المسلمين الاَن أن وصف النطفة ينطبق على الجنين على التقريب في الأسبوع الأول والعلقة في الأسبوعين الثاني والثالث والمضغة في الأسابيع الثالث والرابع والخامس. ولا يضير فهم سابق لبعض علماء المسمين مادام أن النص ليس مقطوع الدلالة.. وهم مأجورون إن شاء الله. إن الذي يؤيد هذا المعنى الذي ذكرناه حديث صحيح اَخر عن حذيفة بن أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب رزقه فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على أمر ولا ينقص حديث رقم: 797 في صحيح الجامع- الألباني فالحديث هنا لم يذكر شياَ عن العلقة والمضغة لأنها تكون قد تمت في مراحل سابقة. والتعبير عن المرحلة الأولى بالنطفة على الإجمال متكرر في القراَن والسنة على أنها أصل خلق الإنسان كما قال تعالى (من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره) فالقراَن الكريم هنا يتنقل بين مراحل من بداية التكوين إلى نهاية الحياة من غير ذكر جميع المراحل الوسطية . الشبهة الثامنة: أن هناك آية كريمة توضح أن منشأ خلق الإنسان يكون من العظام وهو بذلك يماثل مفهوم إغريقي سابق خاطئ. لا توجد مطلقاً مثل هذه الآية بهذا اللفظ ولكن قال تعالى : (فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب) والحديث عن مرحلة الخلق .. وهو ويعود بأصل خلق الإنسان إلى بداياتها حيث النسيج الذي سيشارك في تكوين أمشاج النسل الإنساني ما زال موجوداً بين الصلب (العمود الفقري) والترائب (عظام الصدر) . وحتى عندما تنزل الخصية إلى موضعها النهائي في كيس الصفن فإنها تظل طول العمر تحتفظ باتصالها بموضعها الأول بين الصلب والترائب في صورة الشريان المغذي والأوعية الليمفاوية الصادرة.(شكل 10 ، 11). (شكل.10) رسم تخطيطي يوضح تكون الخلايا المشيجية في الأسبوع الثالث من جدار كيس المح في المنطقة القريبة من ال (Allantois) ثم هجرتها لثصل في الأسبوع السادس إلى المنطقة التي تعرف باسم الإرتفاق الجنسي (Genital ridge) والموجودة بين العمود الفقري والأضلاع السفلية. رسم تخطيطي يوضح تكون الخلايا المشيجية في الأسبوع الثالث من جدار كيس المح في المنطقة القريبة من ال (Allantois) ثم هجرتها لثصل في الأسبوع السادس إلى المنطقة التي تعرف باسم الإرتفاق الجنسي (Genital ridge) والموجودة بين العمود الفقري والأضلاع السفلية. (شكل11) تهاجر الخصية إلى كيس الصفن ولكن تظل محتفظة طول العمر بأوعيتها الدموية وارتباطاتها العصبية وأوعيتها الليمفاوية من حيث مكانها الأول الذي نشأت منه.. بين الصلب والترائب تهاجر الخصية إلى كيس الصفن ولكن تظل محتفظة طول العمر بأوعيتها الدموية والليمفاوية من حيث مكانها الأول الذي نشأت منه.. بين الصلب والترائب. الشبهة التاسعة: أن علماء المسلمين أنفسهم كانوا يربطون بين ما جاء في القراّن والسنة عن علم الأجنة وبين أقوال جالين. أولاً:ان ذلك نادراً ما حدث رغم محاولة الكاتب للإيحاء باضطراد ذلك. ثانياً: أن ذلك كان يحدث للاستشهاد وتوضيح المعنى من واقع العلوم المتاحة في زمانهم. ثالثأ: إن علماء المسلمين كانوا وما زالوا يستشهدون بالإسرائيليات .وهي الروايات المنقولة عن بني إسرائيل من قبلنا.ولم يفهم أحد من علماء المسمين أبداً أن ذلك يعني تصحيح هذه الروايات.. وإنما بعض العلماء كان يستخدمها لمحاولة تقريب الفهم لا للدلالة على صدقها.. فالقاعدة الأساسية في الاسرائليات التي يعرفها المسلمون جميعاً هي قول الرسول صلى الله عليه وسلم لاتصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم). لأننا لا نثق في عدالتهم في النقل وفي كتبهم ماهو وحي.. وفيها ما هو محرف.. وفيها ماهو مكتوب بأيديهم. ثالثاً: أن أغلب مواضع الإستشهاد كانت في المسائل التى توافق ما صح في القراَن والسنة. وما زال علماء المسلمين إلى اليوم يعملون ذلك فيما يعرف أحياناً باسم التفسير العلمي للقراَن الكريم والسنة المطهرة. وفيه يجتهد العالم في توضيح بعض المسائل العلمية في القراَن والسنة. وهو في ذلك ينطبق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فأخطأ فله أجر واحد). فإصابته أو عدم إصابته للصواب له أو عليه. وإن كانت النصيحة العامة التي دائما ما يكررها كبار العلماء ضرورة تجنب الربط بين القراَن الكريم والنظريات التي لم تثبت. رابعاًً: أن الكاتب أعرض –عن عمد أو عن جهل- عن ذكر أمثلة لعلماء المسلمين الذين ردوا على المعارف التي كانت منتشرة في زمانهم ولكنها تخالف ما صح في القراَن والسنة مثل ماذكرنا عن ابن حجر العسقلاني في قوله: (وزعم كثير من أهل التشريح أن مني الرجل لا دور له في تكون الجنين إلا في عقده وأنه إنما يتكون من دم الحيض.. وأحاديث الباب تبطل ذلك). نكتفي بهذا القدر اليسير لعل فيه فائدة وفيه الداعي للمسلمين بأهمية استغلال هذه الفرصة الباهرة والتي يتطلع فيها بعض أبناء الغرب والشرق لمعرفة حقائق الإسلام. وهو ما حدا ببعضهم لما رأوا هذا الإقبال إلى محاولة التشويش على هذه الحقائق من كل وجه. ونقول كما قررنا سابقا في هذا المقال: 1- إن أول ما يدعو الناس إلى قبول الإسلام هو عقيدة التوحيد التي تخالط بشاشتها قلوب أصحاب الفطر السليمة والتي تدعوها فطرتها في كل وقت إلى البحث عن الإله الواحد الحق الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. 2- إن إظهار أخلاقيات الإسلام السامية في معاملة الوالدين والأقربين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل.. بل وعلاقته بالحيوان والنبات والجماد والكون لهو مما يبهر أصحاب القلوب وأولوا الألباب. 3- إن مما امتن الله علنا به هو اَيات الإعجاز في القراَن الكريم.مما كانت سبباً لأسلام البعض ممن جنبوا أهواءهم وحكموا عقولهم . وهو ما حدا بالبغضاء لإثارة الشبهات حول آيات الإعجاز العلمي مثلما أثاروا الشبهات حول القراَن الكريم والسنة المطهرة والرسول صلى الله عليه وسلم.. ولافرق (ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) وكلما أثار هؤلاء شبهة فأزالها أهلها العالمين بها كلما إزداد موضع الإعجاز بياناً وتألقاً . إن دورنا هو تقديم حقائق الإسلام بجميع جوانبه صافية نقية (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة وإن ربك لسميع عليم) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين يمكن إرسال آرائكم واقتراحاتكم حول المقالة على العنوان التالي: References: • Williams P., Warwick W., Dyson M. and Bannister L. Gray’s Anatomy. Churchill Livingstone.,37th ed.,1989. • Larsen J. William. Human Embryology. Churchill Livingstone. 1st ed., 1993. • Moore L. Keith . The developing human . Sanders Company.6th ed. 1998. • Moore L. Keith and Persaud T.V.N. Before we are born. Sanders Company.5th ed. 1998. • O’rahilly Ronan and Gardner Ernest, 1975. The timing and sequence of events in the development of the limbs in the human embryo. Anat., Embryol. 148, 1-23. • Sadler T.W. Langman's Medical Embryology. Lippincott Williams & Wilkins. 8th ed., 2000. |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
اعترافات القديس جيروم بتحريف الأناجيل صورة للوحة قديمة للقس جيروم بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة الفرنسية تعد وثيقة إعتراف القديس جيروم(Jerome) ، التى صاغها فى القرن الميلادى الرابع، أهم وثيقة فى التاريخ تثبت، بما لا يدع مجالا للشك، أن الأناجيل الحالية قد عانت من التعديل والتبديل والتحريف وسوء الترجمة بحيث لا يمكن إعتبارها بأى حال من الأحوال أنها نصوص منزّلة، فهي يقينا شديدة الاختلاف، ولا تمت بأي صلة إلى ذلك الإنجيل الذى أشار إليه القرآن الكريم بأن الله سبحانه وتعالى قد أوحاه للمسيح عليه الصلاة والسلام. وإنجيل السيد المسيح كان موجودا بالفعل، بدليل أن بولس يقول أنه كان يبشر به : " (...) حتى أنى من اورشليم وما حولها إلى الليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح " (إلى أهل رومية 15 : 19) !. إلا أن الأيادى العابثة فى المؤسسة الكنسية قد أخفته لتفرض ما نسجته عبر المجامع على مر العصور. وقد أشرت فى مقالين سابقين إلى هذا الخطاب، الذي لا يمكن الاختلاف حول أهميته، لإطاحته الأكيدة بمصداقية الأناجيل الحالية، ورغمها، فنظرا لكثرة التعليقات التى وصلتنى عليه من إخواننا المسيحيين وإتهامهم إياى بالكذب والافتراء، فلم أجد بدا من نشر صورة فوتوغرافية لطبعة الكتاب نفسه، الموجود في مكتبة فرانسوا ميتران بباريس، ليكف إخواننا الكرام عن إتهامى، خاصة وأننى أعربت أكثر من مرة أنه نظرا لحساسية المواضيع التي أتناولها دفاعا عن الإسلام، الذي يجاهدون لاقتلاعه ظلما وعدوانا، فلا يمكنني قول أى معلومة ما لم تكن وثيقتها عندي أو لدى صورة منها .. فبدلا من إتهامى والتدنى إلى مستوى لا أرضاه لا لهم ولا لأي أحد، خاصة في مثل هذه الموضوعات الجادة أو المصيرية، فمن الأفيد لإخواننا الكرام أن يقوموا بدراسة حقيقة تاريخ المسيحية الحالية ليعرفوا كيف تم نسج ما هم عليه من عقائد .. بدلا من الإنسياق وراء اللاعيب الغرب السياسية الرامية إلى إقتلاع الإسلام والمسلمين عن غير وجه حق. و لولا أن هناك عمليات تمويه وتعتيم ومعارك كبرى دارت حول أصول هذه الأناجيل لما قامت الكنيسة بمنع أتباعها من قراءتها حتى لا يكتشفوا ما يتم بها من تعديل وتغيير، بل لما احتاجت هذه المؤسسة، بكل جبروتها الراسخ، إلى أن تفرضها في مجمع ترانت، في القرن السادس عشر، ( أي أنه حتى ذلك الحين كان هناك من يعترض على ما بها ويرفضها) تفرضها على الأتباع على "ان الله هو المؤلف الحقيقي والوحيد لها"، ثم قررت أنه يمكن للأتباع قراءتها برفقة قس حتى يتصدى لأى سؤال قد يكشف ما بها .. ثم فى مجمع الفاتيكان الأول 1879، قررت الكنيسة أن الله قد أوحى للروح القدس الذى قام بدوره بإلهام الحواريين فى كتابتها، وهو ما يمثل تراجعا واضحا عن القرار السابق، ثم فى مجمع الفاتيكان الثانى 1965 إعترفوا بأن هذه النصوص "بها القديم والبالي، وإن كانت تمثل منهج تربوى إلهى حقيقى " .. واللهم لا تعليق ! وفيما يلى الصورة الفوتوغرافية لصفحة المقدمة-الإعتراف التى تتصدر الصياغة الحالية التى قام بها جيروم للأناجيل، ثم ترجمة الخطاب إلى العربية، ثم التعليق عليه : " المجلد الأول من أعمال الراهب جيروم بداية المقدمة حول مراجعة نصوص الأناجيل الربعة إلى قداسة البابا داماز، من جيروم، تحثنى على أن اقوم بتحويل عمل قديم لأخرج منه بعمل جديد، وتريد منى أن أكون حكماً على نُسخ كل تلك النصوص الإنجيلية المتناثرة في العالم، وأن أختار منها وأقرر ما هى تلك التى حادت أو تلك التى هى أقرب حقا من النص اليونانى. أنها مهمة ورعة، لكنها مغامرة خطرة إذ سيتعيّن عليّ تغيير أسلوب العالم القديم وإعيده إلى الطفولة. وأن أقوم بالحكم على الآخرين يعنى فى نفس الوقت أنهم سيحكمون فيه علي عملي. فمن من العلماء أو حتى من الجهلاء، حينما سيمسك بكتابي بين يديه ويلحظ التغيير الذي وقع فيه، بالنسبة للنص الذي اعتاد قراءته، لن يصيح بالشتائم ضدي ويتهمني بأنني مزور ومدنس للمقدسات، لأنني تجرأت وأضفت، وغيّرت، وصححت فى هذه الكتب القديمة ؟ وحيال مثل هذه الفضيحة، هناك شيئان يخففان من روعي، الأمر الأول : أنك أنت الذى أمرتنى بذلك ؛ والأمر الثانى : إن ما هو ضلال لا يمكن أن يكون حقاً. وهو ما تقره أقذع الألسنة شراسة. وإذا كان علينا أن نضفي بعض المصداقية على مخطوطات الترجمة اللاتينية، ليقل لنا أعداؤنا إيها أصوب، لأن هناك من الأناجيل بعدد الإختلافات بين نصوصها. ولماذا لا يروقهم أن اقوم بالتصويب إعتمادا على المصادر اليونانية لتصويب الأجزاء التى أساء فهمها المترجمون الجهلاء، أو بدلوها بسوء نية، أو حتى قام بعض الأدعياء بتعديلها. وإذا كان علينا دمج المخطوطات، فما يمنع أن نرجع ببساطة إلى الأصول اليونانية ونبعد بذلك عن أخطاء الترجمات السيئة أو التعديلات غير الموفقة من جانب الذين تصوروا أنهم علماء، أو الإضافات التي أدخلها الكتبة النعسانين ؟ أنني لا أتحدث هنا عن العهد القديم والترجمة السبعينية باللغة اليونانية التى لم تصلنا إلا بعد ثلاث ترجمات متتالية من العبرية إلى اليونانية ثم إلى اللاتينية. ولا أود أن ابحث هنا ما الذي سيقوله أكويلاّ أو سيماك، أو لماذا آثر تيودوسيان إختيار موقف الوسط بين المترجمين القدامى والحداث. لذلك سأعتمد على الترجمة التى يمكن أن يكون قد عرفها الحواريون. وأتحدث الآن عن العهد الجديد، المكتوب بلا شك باللغة اليونانية فيما عدا إنجيل متّى الذى كان قد استعان أولا بالعبرية لنشره فى منطقة اليهودية. إن هذا الإنجيل يختلف يقيناً عن الذى بلُغتنا نظرا لتعدد المصادر التى استعانوا بها لتكوينه. وقد آثرت أن ارجع إلى نص أساسي، فلا أود الاستعانة بترجمات المدعوان لوشيانوس أو هزيكيوس التي يدافع عنها البعض بضراوة عن غير وجه حق، واللذان لم يكن من حقهما مراجعة لا العهد القديم بعد ترجمة السبعين، إلا أن يقوما بمراجعة النصوص الجديدة. فالنصوص الإنجيلية التى وصلتنا بلغات شعوب مختلفة توضح مدى الأخطاء التى بها. وإذا كنت قد قمت بذلك بالنسبة للنسخ المكتوبة بلغتنا فلا بد وأن أعترف بأنني لم أستفد منها شيئاً. صورة للوحة قديمة للبابا داماسوس وهذه المقدمة المتواضعة تقترح أن يكون ترتيب الأناجيل الإسمى على النحو التالى :متّى، مرقس، لوقا، ويوحنا. وقد تمت مراجعتها من عدة مخطوطات يونانية قديمة. وهى لا تبعد كثيرا عن فحوى النسخ اللاتينية. فلم أقم إلا بتصويب الأجزاء التي بدت بعيدة عن المعنى الحقيقى وتركت الأجزاء الأخرى كما وصلتنا فى صياغتها البدائية و وضعت حرف (ب). أما الترجمات التى قام بها يوسبيوس من القيصرية، المقسمة إلى عشرة أجزاء، وفقا لأمونيوس السكندرى، فقد ترجمتها إلى لغتنا إلتزاما بالمعنى اليونانى فحسب. وإن كان هناك أي فضولي يود معرفة الأجزاء المتماثلة أو المتفردة أو التى تختلف تماما عن تقسيمة العشرة يمكنه معرفة ذلك. لأن الأخطاء قد تراكمت مع الوقت فى كتبنا، وهو لا يجعل إنجيل ما يتفاوت عن الآخر، وأشرت إليه بحرف (ح). لقد وقعت أخطاء عند محاولة التوفيق بينها، لذلك ترى خلطاً شديداً فى الترجمات اللاتينية. فأحد الكتبة قد قال أكثر وفى الآخر قد أضافوا إذا تصوروا أنه أقل. وأن مرقس فى أجزاء كثيرة ينقل عن لوقا ومتّى، وأن متّى ينقل عن يوحنا ومرقس، بينما كان كل إنجيل يحتفظ بما يخصه فحسب. فكل واحد منهم قد نقل عن الإنجيل الذى وقع فى يده. لذلك عند قراءة الكشف الذى أقترحه لن يكون هناك أى خلط وسيتم التعرف على المتشابه بينها وعلى ما يخص كل منها بعد أن أستبعدت الخلط والأخطاء. ففي الكشف الأول يوجد توافق بين الأناجيل الأربعة متّى ومرقس ولوقا ويوحنا. وفى الثانى لا يوجد توافق إلا بين متّى ومرقس ولوقا، وفى الثالث بين متّى ولوقا ويوحنا، وفى الرابع بين متّى ومرقس ويوحنا، وفى الخامس بين متّى ولوقا، وفى السادس بين متّى ومرقس، وفى السابع بين متّى ويوحنا، وفى الثامن بين لوقا ومرقس، وفى التاسع بين لوقا ويوحنا. وفى العاشر ستجد كل مل هو خاص بكل إنجيل ولا يوجد فى الأناجيل الأخرى. وفى كل إنجيل على حدة هناك أجزاء متفاوتة الطول كلما ابتعدنا عن التوافق. الرقم سيكون باللون السود، وسيتضمن رقماً آخر تحته بالأحمر، لكي يدل فى أي إنجيل يوجد ذلك الجزء المعنى. فعند فتح الكتاب ومحاولة معرفة أى فصل ينتمى لهذه الترجمة أو تلك فإن ذلك سيتضح فوراً من الرقم الذى اضفته من أسفل. وعند الرجوع إلى بداية الطبعة التى توجد فيها القوائم معاً وبفضل إسم الترجمة المحدد فى بداية كل إنجيل يتم العثور على رقم كاتبه مع العناوين المختلفة لكل منهم. ويوجد بجوار هذا الأخير أسماء الفقرات المماثلة. وهكذا يمكن الإطلاع على الأرقام الموجودة فى نفس الفصل. وما أن تتم معاينة هذه المعلومات يمكن التوصل إلى كل واحد مع مراعاة الأرقام التى تم تحديدها يمكن معرفة الأجزاء المتشابهة أو المتماثلة (ب). أرجو أن تكون بخير فى المسيح وألا تنسانى يا قداسة البابا ". ولو قمنا بأخذ أهم المقولات التي وردت بهذا الخطاب-المقدمة، لوجدنا ما يلي : * أن البابا داماسوس Pope Damasus I ، الذي ترأس البابوية لمدة ثمانية عشر عاما قد طلب من القديس جيروم(Jerome) أن يحوّل الكتب القديمة إلى كتب جديدة، وأن يحكم على قيمة تلك الأناجيل المتناثرة فى العالم ليستبعد منها ما حاد عن النص اليوناني، ـ والمعروف أن النص اليونانى ليس النص الأصلي للأناجيل، ولا حتى نص إنجيل يسوع الذى كانت لغته الأرامية . * خشية جيروم من إتهامه بأنه مزوّر ومدنس للمقدسات لأنه تجرأ وأضاف وغيّر وصحح فى الكتب القديمة ! * معرفته يقينا بأن ما قام به يعد فضيحة في نظر الأتباع، ـ وأي فضيحة ! * لكنه مطمئن، لا لأن البابا شخصيا هو الذى طلب منه القيام بهذا التغيير فحسب، ولكن لمعرفته يقينا : " أن الضلال لا يمكن أن يكون حقا " .. أى أن الكتب السائدة تعد ضلالا في نظره، وهو ما تقره أيضا أقذع الألسنة شراسة فى الهجوم عليه .. * وأن الترجمة اللاتينية السائدة بها أخطاء وإختلاف بين نصوصها .. * وأن من قام بالترجمة جهلاء، وبدلوا النصوص بسوء نية، وقاموا بتعديلها !.. * وأن نص إنجيل متّى المكتوب بالعبرية يختلف يقينا عن الذى باللاتينية نظرا لتعدد المصادر التى تمت الإستعانة بها لتكوينه .. * وأن نصوص الأناجيل الموجودة فى شعوب مختلفة توضح مدى الأخطاء والإضافات التى بها .. * وأن الترجمة اللاتينية التى قام بها القديس جيروم لا تبتعد كثيرا عن فحوى النسخ اللاتينية السابقة وأنه لم يقم إلا بتصويب الأجزاء التى بدت له بعيدة عن المعنى الحقيقي، وترك الأجزاء الأخرى فى صياغتها البدائية ! * وأن الأخطاء قد تراكمت في هذه الأناجيل، كما وقعت أخطاء عند محاولة التوفيق بينها، لذلك يوجد بها " خلطا شديدا " ننظرا لما أضافه الكتبة من عندهم .. ثم قام بعمل كشف بالأجزاء المتوافقة و المتشابهة فيما بين الأناجيل بين تعديلها ! فبعد هذا الإعتراف الشديد الوضوح هل يمكن لأحد الإدعاء بأن الأناجيل الحالية منزّلة من عند الله، أو الافتراء ظلما ومساواتها بالقرآن الكريم الذي لم يتبدل فيه حرفاً واحدا منذ أنزله الله سبحانه وتعالى حتى يومنا هذاً ؟!.. ولا يسعني، بعد تقديم هذا الدليل القاطع، إلا مناشدة كافة المسؤلين المسلمين وخاصة كافة اولئك الذين يشتركون فى مؤتمرات الحوار أن يقرأوا ليدركوا أن مساواتهم القرآن الكريم بنصوص الأناجيل الحالية أو الكتاب المقدس برمته يعد مساساً فادحا في حق الإسلام، لكي لا أقول " كفراً " .. فلا يمكن مساواة الحق بالباطل . وإلى إخواننا المسيحيين بكل فرقهم، لا يسعني إلا تكرار ما سبق وقلته من قبل : أنه لا توجد خصومة شخصية بيني وبين أي مخلوق، ولا أنتقد المسيحية كديانة في حد ذاتها، لكنني ضد عملية فرضها على العالم، ضد تنصير العالم وضد اقتلاع الإسلام والمسلمين، ليؤمن من شاء وليكفر من شاء، لكن تنصير المسلمين أمر مرفوض بكل المقاييس، فالدين عند الله هو الإسلام. وفيما يلى النص اللاتينى الكامل لخطاب القديس جيروم، ليقوم بمراجعة ترجمته من شاء من إخواننا الكرام : Sancti Hieronymi operum Tomus Primus Incipit praefatio Sti Hieronymi Presbyteri in Quatuor evangelia Beatissimo Papae Damaso Hieronymus Novum opus facere me cogis ex veteri : ut post exemplaria Scripturarum toto orbe dispersa, quasi quidam arbiter sedeam : & quia inter se variant, quae sint illa quae quum Graeca consentiant veritate, decernam. Pius labor, sed periculosa praesumtio, judicare de coeteris, ipsum ab omnibus judicandum : senis mutare linguam, & canescentem jam mundum ad initia retrahere parvulorum. Quis enim doctus pariter vel indoctus, cum in manus volumen assumserit, & à saliva quam semel imbitit, viderit discrepare quod lectitat ; non statim erumpat in vocem, me falsarium, me clamans esse sacrilegum, qui audeam aliquid in veteribus libris addere, mutare, corrigere ? Adversus quam invidiam duplex caussa me sonsolatur : quod & tu qui summus sacerdos es, fieri jubes : & verum non esse quod variat, etiam maledicorum testimonio comprobatur. Si enim Latinis exemplaribus fides est adhibenda, respondeant quibus : tot enim sunt exemplaria paene quot codices. Sin autem veritas est quaerenda de pluribus : cur non ad Graecam originem revertentes, ea quae vel à vitiosis interpretibus male edita, vel a praesumtoribus imperitis emendata perversius, vel à librariis dormitantibus aut addita sunt, aut mutata, corrigimus ? Neque vero ego de Veteri disputo Testamento, quod à septuaginta quid Aquila, quid Symmachus sapiant, quare Theodotion inter novos & veteres medius incedat. Sit illa vera interpretatio quam Apostoli probaverunt. De novo nunc loquor Testamento : quod Graecum esse non dubium est, excepto Apostolo Matttheo, qui primus in Judaea Evangelium Christi Hebraïcis litteris edidit. Hoc certe quum in nostro sermone discordat, & (a ) diversos rivulorum tramites ducit : uno de fonte quaerundum est. Praetermitto eos codices quos à Luciano & Hesychio nuncupatos, paucorum hominum asserit perversa contentio : quibus utique nec in veteri Instrumento post septuaginta Interpretes emendare quid licuit, nec in novo profuit emendasse : quum multarum gentium linguis Scriptura ante translata, doceat falsa esse quae addita sunt. Igitur haec praesens praefatiuncula pollicetur quattuor tantum Evangelia, quorum ordo est iste, Matthaeus, Marcus, Lucas, Johannes : codicum Graecorum emendata collatione, sed veterum. Quae ne multum à lectionis Latinae consuetudine discreparant, ita calamo ( b)temperavimus, ut his tantum quae sensum videbantur mutare correctis, reliqua manere pateremur ut fuerant. Canones quoque, quos Eusebius Caesariensis Episcopus Alexandrinum sequutus Ammonium, in decem numeros ordinavit, sicut in Graeco habentur, expressimus. Quod si quis de curiosis voluerit nosse, quae in Evangeliis, vel eadem, vel vicina, vel sola sint, eorum distinctione cognoscat. Magnus siquidem hic in nostris codicibus error inolevit, dum quod in eadem re alius Evangelista plus dixit, in alio quia minus putaverint, (c)addiderunt. Vel dum eumdem sensum alius aliter expressit, ille qui unum è quattuor primum legerat, ad ejus exemplum coeteros quoque aestimaverit emendandos. Unde accidit ut apud nos mixta sint omnia, & in Marco plura Lucae atque Matthaei, Rursum in Matthaeo plura Johannis & Marci, & in coeteris reliquorum quae aliis propria sunt, inveniantur. Quum itaque canones legeris qui subjecti sunt, consusionis errore sublato, & similia omnius scies, & singulis sua quaeque restitues. In Canone primo concordant quattuor, Mattheeus, Marcus, Lucas, Johannes. In secundo tres, Matthaeus, Marcus, Lucas. In tertio tres, Matthaeus, Lucas, Johannes. In quarto tres, Matthaeus, Marcus, Johannes. In quinto duo, Matthaeus, Lucas . In sexto, Matthaeus, Marcus. In septimo duo, Matthaeus, Johannes. In octavo duo, Lucas, Marcus. In nono duo, Lucas, Johannes. In decimo, propria (a) unusquisque quae non habentur in aliis, ediderunt. Singulis vero Evangeliis : ab uno incipiens usque ad sinem librorum, dispar numerus increscit. Hic nigro colore praescriptus, sub se habet alium ex minio numerum discolorem, quid ad decem usque procedens, indicat prior numerus, in quo sit canone requirendus. Quum igitur aperto codice, verbi gracia, illud sive, illud capitulum scire volueris cujus Canonis sit, statim ex subjecto numero doceberis, & recurrens ad principia, in quibus Canonem est distincta congeries, eodemque statim Canone ex titulo frontis invento, illum quem quaerebas numerum ejusdem Evangelistae, qui & ipse ex inscriptione signatur, invenies ; atque à vicino caeterorum tramitibus inspectis, quos numeros è regione habeant, annotabis : & quum scieris recurres ad volumina singolorum, & sine mora repertis numeris quos ante signaveras, reperies & loca in quibus vel eadem, vel vicina didixerunt (b). Opto ut in Christo valeas, & mei memineris Papa beatissime. (a) Ita MSS. omnes antiquiores ac melioris notae. Aliquot recentiores cum editis legunt, in diversos rivulorum tramites : vel, ad diversosos, G c. (b) Codices MSS. quamplures, imperavimus (c ) Consule quae in Prolegomenis nostris diximus de Latino Matthaei Evangelio usu recepto in Ecclesia ante Hieronymum, ubi exempla proposuimus additamentorum hujusmadi. تستقبل الدكتورة زينب عبد العزيز رسائلكم وتعليقاتكم على المقالة على الإيميل التالي: |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بين القبول والمعارضة http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...09512947_m.jpgإعداد الأستاذ الدكتور كارم السيد غنيم أستاذ علم الحشرات ـ جامعة الأزهر أمين عام جمعية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة نال الإعجاز العلمي والتفسير العلمي للقرآن الكريم القبول والتقدير، كما أنه تعرض للرفض والإنكار وذلك لا يقلل من أهميته ولا يهون من حقيقته أو ينال منها، إذ إن الاختلاف في الرأي والتباين في الفهم من ظواهر الفكر وسنن التفكير بين البشر، خاصة في الموضوعات التي يكون للعقل والمنطق فيها دور أكبر من دور الحس والمشاهدة. ومهما بلغت الأمور درجة اليقين، فغن بعض الناس يجادلون فيها، ولا أدل على ذلك من المراد والإنكار للألوهية ووجود الله سبحانه وتعالى الذي يصدر عن الملحدين بالرغم من وجود البراهين العقلية والحسية والسبب هو أن عقولهم لا تقتنع إلا بالمشاهد الملموسة وترفض الغيبي المعقول. ولهذا فإننا لا ننزعج من موقف المعارضين للإعجاز العلمي والتفسير العلمي للقرآن الكريم بشرط أن تكون نواياهم حسنة وأن يحاولوا معرفة الحقيقة وأن ينصاعوا لها، فالرجوع إلى الحق فضيلة. ونحن في هذا الموقف الخلافي بين المؤيدين والمعارضين نتذكر قول الله سبحانه وتعالى: ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) [سورة هود]. وقوله سبحانه وتعالى: (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ) [سورة الكهف] وفيما يلي نعرض لأهم نقاط الموضوع الحالي: المؤيدون للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والمؤيدون للإعجاز العلمي فئتان: - فئة المؤيدين للإعجاز العلمي لمجرد اعتقادهم بالإعجاز المطلق للقرآن الكريم وإيمانهم بأنه مجمع الحقائق وكنز المعارف المحتوي على أمثلة لكل العلوم، وللأسف فإن حظهم قليل من الإدراك الموضوعي للإعجاز العلمي وللفهم القائم على معرفة العلوم الكونية. ويمكن أن نطلق عليهم المؤيدون إيمانياً، وهم السلف من علماء المسلمين بسبب عدم توافر العلوم الكونية لديهم ولغيرهم من العلماء الذين عاشوا في هذه العصور. - وفئة المؤيدين للإعجاز العلمي إيماناً بمعجزة القرآن الكريم، بالإضافة لتوافر العلوم الكونية لديهم والتي فهموا بها مدلول الآيات القرآنية ذات الإشارات العلمية فهماً صحيحاً، وهم العلماء الذين عاشوا في عصور الاكتشافات الكونية وتفر المعارف عن أمور الفطرة سواء كانوا من المتخصصين في العلوم الطبيعية أم كانوا من علماء الدين الذين توافرت لديهم المعارف الكونية. ويمكن أن نطلق عليهم "المؤيدون إيماناً وعملاً" ولا شك أن المؤيدين من الفئة الثانية أكمل فهماً للإعجاز العلمي من الفئة الأولى، وذلك مصداقاً لقوله سبحنه وتعالى:(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)[سورة الزمر]. وينطلق التأييد للإعجاز العلمي من قناعات لدى المؤيدين نذكرها باختصار فيما يلي: 1- الإيمان بالإعجاز المطلق للقرآن الكريم وبوجهيه: البياني والموضوعي وبالإعجاز العلمي المتفرع عنها. 2- كل ما جاء بالقرآن الكريم حق وصدق والموجودات والظواهر والسنن الكونية تطابق الإشارات العلمية القرآنية وهي بتلك المطابقة تثبت وتأكّد مصداقية القرآن في حديثه عن الكون وكافة المخلوقات، كما تعطي للإعجاز استمرارية كلما تكشف أمر في الكون وكان مطابقاً للإشارة العلمية بالقرآن الكريم. 3- وبجانب الأدلة العقلية التي ذكرناها، توجد الأدلة النقلية من القرآن الكريم ممثلة في جملة من الآيات القرآنية نذكر بعضها في ما يلي: قوله سبحانه وتعالى: ( ما فرّطنا في الكتاب من شيء.... ) [سورة الأنعام] وقوله سبحانه وتعالى: (ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء.... ) [سورة النحل] هذا وقد سبق وتحدثنا عن الآيات التي تشكل دليلاً نقلياً على الإعجاز العلمي. مقتطفات من أقوال المؤيدين للإعجاز العلمي لقد تنوعت ثقافات وتخصصات المؤيدون للإعجاز العلمي كما تنوعت معتقداتهم مما يثبت أن الإعجاز العلمي انتشر بين العقول كحقيقة علمية واستقر على ساحة الفكر كمنهج علمي يقبل عليه العلماء ويقبلونه. وسنكتفي لعدد قليل من المؤيدين كما سنختصر أقوالهم، ونحيل إلى ما ذكرناه من المؤلفات وإلى غيرها مما لم نذكره، وهي حافلة بالأقوال والشواهد التي تؤكد حقيقة الإعجاز العلمي ونقدم أقوال المؤيدين فيما يلي: 1- يقول الدكتور / محمد إبراهيم الجيوشي (1): إن القرآن الكريم قد أسبغ الحديث في السور المكية عن إنشاء الله سبحانه وتعالى للمخلوقات إنساناً أو حيوناً أو نباتاً أو جماداً، ومزج هذا الاستدلال بكثير من الإشارات التي يستفيد منها العلماء في مجالات تخصصاتهم، سواء كانوا علماء أجنة أو نبات أو فلك.... الخ (2) ويقول أيضاً: كان مدار البحث في القرآن منصب على بلاغته وأسلوبه إلا أن الحقيقة أن التحدي بالقرآن لم يقتصر فقط على هذه الناحية البلاغية، بل شمل إلى جانب ذلك إخباره بالغيبيات واشتماله على النظم والقوانين التي يصلح عليها أمر الناس في معاشهم ومعادهم، واشتماله على النظم والقوانين التي يصلح عليها أمر الناس في معاشهم ومعادهم واشتماله على الحقائق الكونية التي تنكشف للناس بعض جوانبها يوماً بعد يوم كلما تقدمت المعارف الإنسانية وازدادت حصيلة البشر من العلوم الطبيعية والإنسانية... كل ذلك يكشف عن جانب من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، والذي لا شك فيه أن هناك جوانب كثيرة من جوانب الإعجاز ستنكشف للناس باتساع دائرة المعارف والعلوم والمكتشفات في حقائق الكون والحياة. 2- يقول الدكتور / محمد عبد المنعم القيعي:... وأصحاب العلوم الكونية على اختلاف تخصصاتهم يجدون في القرآن الكريم الإشارات اللماحة إلى بعض الحقائق من غير تعرض للتفصيل حتى لا يقفوا ببحوثهم عند نقطة معينة. 3- يقول الشيخ / محمد عبد العظيم الزرقاني: القرآن الكريم يحض على الانتفاع بالكون... إقرأ قوله سبحانه وتعالى: (ألم أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً ) [سورة النور] قل لي بربك ألا يمتلكك العجب حين تقرأ هذا النص القرآني الذي يتفق وأحدث الكشوف العلمية في الظواهر الكونية... اثبتوا العلم ثم اطلبوه في القرآن فإنكم لا شك يومئذ واجدوه. 4- يقول الشيخ / مصطفى المراغي: والزمان كفيل بتأييد قضايا الكتاب الكريم مهما طال عليها الأمد، وكلما تقدم العلم ذكر صدق ما أخبر به... 5- يقول حجة الإسلام / أبو حامد محمد الغزالي: العلوم كلها داخلة في أفعال الله وصفاته، وفي القرآن شرح ذاته وأفعاله وصفاته، وهذه العلوم لا نهاية لها، بل كل ما أشكل فيه النظار في النظريات والمعقولات ففي القرآن إليه رموز ودلالات عليه، يختص أهل الفهم بدركها. 6- كان فخر الدين الرازي ( 606 – 544 هـ) قد أعلن أن القرآن لا يعبأ لا بالعلوم الدينية، ورفض التفسير العلمي، ولكنه عندما انتقل إلى العلم التطبيقي أكثر من التفسير العلمي وقال: ربما جاء بعض الجهال والحمقى وقال: إنك أكثرت من تفسير كتاب الله من علم الهيأة والنجوم... 7- وأعلن محمد بن عبد الله، المعروف بابن أبي الفضل المرسي ( 655 – 570 هـ ) أن القرآن جمع علوم الأولين والآخرين...، ثم قال: وقد احتوى علوم مثل الهيأة والنجامة وفيه أصول الصنائع. 8- ويقول محمد بن أحمد الشربيني الخطيب ( 1570 – 977هـ ): لا نهاية لأسرار علوم القرآن، ففي كل زمن يكتشف منها جديد لم يعرفه السابقون. 9- وألف محمد بن أحمد الطبيب الاسكندراني ( 1306هـ ) عدة كتب تتناول الآيات الكونية، يستنبط من يقروها أن القرآن يحوي أسرار العلوم والكون وهو يقول في أحد كتبه:.... والقرآن تحدث بهذه العلوم في فروعها المختلفة ونظرياتها واكتشافاتها الحديثة قبل أن يعرفها العلم البشري وهذا من الإعجاز بالأخبار الغيبية. 10- وأعلن محمد بن عبد الله الآلوسي ( 1270 - 1217 هـ ): أن الله ذكر في القرآن جميع ما يحتاج إليه من أمر الدين والدنيا وعالج الألوسي في تفسيره كثيراً من المسائل العلمية والكونية، وذلك عند تفسيره للآيات القرآنية المتعلقة بهذه الموضوعات. 11- وألّف أحمد مختار باشا ( 1337 – 1253هـ ) كتاباً باللغة التركية سماه الرافعي ( سرائر القرآن ) بناه على سبعين آية فسرها بآخر ما انتهى إليه العلم الحديث في الطبيعة والفلك، وأعلن أن في القرآن إشارات وآيات بينات في مسائل ما برحت العلوم الطبيعية نحاول الكشف عن كنهها. 12- وقال الشيخ / محمد بخيت المطيعي: إن القرآن شامل لجميع العلوم الباحثة عن دقائق الأعيان الكونية في العوالم كلها، سماوية وأرضية وجوية وجسمانية... ولا شيء مما قاله علماء الهيئة يصادم شيئاً من الآيات والأحاديث، بل إن كلاً منها كما يتمشى ما قاله علما الهيئة القديمة، يتمشى مع ما قاله علماء الهيئة اليوم. وقد صرح بذلك في كتابين ألفهما وهما: ( تنمية العقول الإنسانية لما في القرآن من العلوم الكونية والعمرانية ) و ( وتوفيق الرحمن للتوفيق بني ما قاله علماء الهيئة وبين ما جاء في الأحاديث الصحيحة وآيات القرآن ). 13- وأعلن مصطفى صادق الرافعي ( 1356 – 1298هـ ) قائلاً القرآن الكريم معجزة في تاريخ العلم كله.. ولعله متحققاً بالعلوم الحديثة لو تدبر القرآن وأحكم النظر فيه وكان بحيث لا تعوزه أداة الفهم لاستخرج منه إشارات كثيرة تومئ إلى حقائق العلوم... 14- يقول الدكتور / عبد العزيز إسماعيل: حقاً إن القرآن الكريم ليس بكتاب طب أو هندسة أو فلك أو أي علم من العلوم الطبيعية، ولكنه يضم آيات تحتوي على كثير من الحقائق التي لم يعلمها العلماء إلا حينما كشف العلم الحديث عن معناها بعد مرور ألف سنة على ظهور الدين الإسلامي. وهناك آيات لم تتقدم العلوم لتفسيرها إلى الآن وستنكشف كلما تقدمت العلوم ويشير القرآن إلى سنن طبيعية، وبما أنه صادر من واضع السنن الطبيعية، سبحانه وتعالى وهو الواضع للسنن كلها، فإن جميع ما في القرآن حق، وإن لم يدرك ذلك وقت نزول القرآن إلى على طريق الإجمال أو التأويل. وقد خاطب القرآن الناس على قدر عقولهم، على أنه لم يقل إلاً حقاً.... ويقول الشيخ / محمد مصطفى المراغي معقباً لعله يكون لكتاب الدكتور / عبد العزيز إسماعيل تأثيراً عظيماً في التدليل على إعجاز القرآن من الناحية الطبية. 15- يقول الدكتور / محمد وصفي: ما زالت معجزات القرآن العلمية يكشفها العلم... وسنرى اليوم الذي ببحث فيه العالم في الكتاب الكريم عن بغيته ويحاول استخراج كنوز العلوم والفنون من بين كلماته ومعانيه. 16- ويقول الشيخ / محمد عبد الله دراز: إن القرآن استخدم الحقائق الكونية الدائمة في الدعوة إلى الإيمان وإلى الفضيلة، والقرآن في مسلكه بين مجالات اللوم لا يتأرجح أبداً، والحقائق التي يسوقها كانت وستظل لا تقهر. 17- يقول الدكتور / عبد الرزاق نوفل: الإعجاز العلمي للقرآن لا يقتصر على إيراد الآية للحقيقة العلمية قبل أن يجيء بها العلم بالمئات من السنين، ولكننا نجد أن الآية الواحد تحمل أكثر من حقيقة واحدة وتشير إلى أكثر من معنى واحد من المعاني العلمية – وهذا وجه من إعجاز القرآن العلمي. 18- ويقول الدكتور / محمد حسين الذهبي عن التفسير العلمي للقرآن الكريم: هو التفسير الذي يحكم الاصطلاحات العلمية في عبارات القرآن ويجتهد في استخراج مختلف العلوم والآراء الفلسفية منها. 19- ويقول الدكتور /عفيفي عبد الفتاح بارة: القرآن كتاب هداية وإرشاد... ومع ذلك لم تخل آياته من حقائق كثيرة في المسائل الطبيعية والطبية والجغرافية، عرف بعض أسرارها في العصر الحديث. 20- ويعلن الشيخ / محمد الغزالي بأن من أسرار إعجاز القرآن الكريم احتواؤه على أسرار علمية، لم تهتد العقل إليها بعد عصر القرآن إلا بمعونة الآلات والأدوات الدقيقة. 21- يقول الأستاذ الدكتور / محمد أحمد الغمراوي: العلم الكوني تفسير لآيات القرآن الكريم الكونية، وفي القرآن آيات تنطوي على حقائق علمية لم تثبت إلا حديثاً، وكل منها معجزة علمية قرآنية تثبت بالعقل والحس الملموس لا باللغة فقط... والقرآن بذلك سبق العلم الحديث إلى حقائق كونية... ويتوقف على فقه الآيات الكونية تيسير الدعوة إلى دين الله في هذا العصر، عصر العلم الحديث... والتفسير العلمي ليس بدعة ابتدعها أصحابها في هذا العصر، بل تجد بين قدامى المفسرين من ينتهجه مطبقين في عصرهم، ما يقابل العلم الحديث في عصرنا كالزمخشري وكذلك الفخر الرازي الذي يمتلئ تفسيره بالتفسير العلمي، وكالشيخ محمد عبده في تفسيره.... والإعجاز العلمي شمل كل ما عدا الناحية البلاغية، فهو يشمل الناحية النفسية وكيف اقتاد القرآن النفس ويقودها طبق قوانين فطرته، ويشمل الناحية التشريعية وكيف نزلت أحكام الفطرة طبق قوانين الفطرة للأفراد والجماعات، ويشمل الناحية التاريخية التي لم يكن يعلمها البشر وكشف عنها التنقيب، ثم يشمل الناحية الكونية، ناحية ما فطر الله عليه الإنسان والكائنات في الأرض، وما فطر عليه الأرض وغير الأرض في الكون، وهذا فهمنا للناحية العلمية على أوسع معانيها.... والواقع إن موضوع إعجاز القرآن لا يزال بكراً برغم كل ما كتبه فيه. يتبــــــــــــــــــــع |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
يتبــــع الموضوع السابق الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بين القبول والمعارضة 22- يقول الشيخ / عبد المجيد الزنداني: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هو علم الله الذي يصف أسرار الخلق في شتى الآفاق، يقرر البداية ويصف أسرار الحاضر ويكشف غيب المستقبل الذي ستكون عليه سائر المخلوقات، وعندما دخل الإنسان في عصر الاكتشافات العلمية، وامتلك أدق الأجهزة للبحث العلمي، وأخذ يبحث عن الأسرار المحجوبة في آفاق الأرض والسماء، وفي مجالات النفس البشرية، فإذا ما تكاملت الصورة وتجلت الحقيقة ظهرت المفاجأة الكبرى وبتجلي أنوار الوحي الإلهي الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل عشرات القرون بذكر هذه الحقائق في آية من القرآن أو في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم بدقة علمية معجزة وعبارات مشرقة إن التفسير العلمي هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجمت صحته من نظريات العلوم الكونية. أما الإعجاز العلمي فهو إخبار القرآن الكريم والسنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيراً وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.... وهكذا يظهر اشتمال القرآن الكريم أو الحديث النبوي على الحقيقة الكونية التي يؤول إليها معنى الآية القرآنية أو الحديث، ويشاهد الناس مصداقها في الكون، فيستقر عندها التفسير ويعلم بها التأويل، كما قال سبحانه وتعالى: ( لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون... ) [سورة الأنعام] وقد تتجلى مشاهد أخرى كونية عبر القرون تزيد المعنى المستقر وضوحاً وعمقاً وشمولاً، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلام، وكلمات القرآن تتعد معانيها... 23- وقال أحمد عبد السلام الكرداني: لا يجوز أدباً أن تحول الغيرة على القرآن الكريم – كما يزعم البعض – دون إظهار الإعجاز العلمي لآيات القرآن، بالمطابقة التامة بين ظاهر معناها الحرفي وبين الثابت اليقيني من حقائق العلم الحديث. 24- ويقول محمد إسماعيل إبراهيم: إعجاز القرآن – من ناحيته البيانية والعلمية – حقيقة كبرى يتجلى وضوحها لكل من درس علوم القرآن واستطاع أن يزداد بما وصل إليه العلماء المتخصصين في مباحث العلوم الطبيعية أو الاجتماعية أو النفسية. 25- ويقول الدكتور / عبد الله شحاته: من إعجاز القرآن إشاراته إلى علوم لم يعرفها السابقون... ورغم أن المقصود الاسمي منه هو الهداية فقد حوى مع ذلك أصول الإعجاز التشريعي والنفسي والبياني والعلمي... 26- يقول الدكتور / موريس بوكاي: تناولت القرآن منبهاً بشكل خاص إلى الوصف الذي يعطيه إلى حشد كبير من الظواهر الطبيعية لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه الظاهرات، والتي لم يكن ممكناً لأي إنسان في عصر محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون عنها أدنى فكرة، وأذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن نفس هذه الظاهرات. وقد قرأت إثر ذلك مؤلفات كثيرة خصصها كتاب مسلمون للجوانب العلمية في نص القرآن... إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه مثل هذا النص لأول مرة هو ثراء الموضوعات المعالجة: فهناك الخلق، وعلم الفلك وعرض لبعض الموضوعات الخاصة بالأرض، وعالم الحيوان، وعالم النبات، والتناسل الإنساني... وعلى حين نجد في التوراة أخطاء علمية ضخمة، لا نكشف في القرآن أي خطأ. وقد دفعني ذلك لأن أتساءل لو كان كاتب القرآن إنساناً، فكيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف العلمية الحديثة .... 27- يقول دكتور / روجيه جارودي: إنني تتبعت كل الآيات القرآنية التي لها ارتباط بالعلوم التطبيقية والطبية التي درستها منذ صغري وأعرفها جيداً، فوجدت هذه الآيات منطبقة كل الانطباق على معارفنا الحديثة... ولقد أسلمت لأنني تيقنت أن محمد صلى الله عليه وسلم أتى بالحق الصراح من قبل ألف سنة... ولو أن كل صاحب فن من الفنون أو علم من العلوم، قارن كل الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلم، كما فعلت أنا لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً خالياً من الأغراض. 28- ويقول الشيخ محمد محمد أبو شهبة: لو كان المسلمون فهموا واستفادوا مما جاء في القرآن لكان المسلمون أسبق الأمم إلى الكشوف العلمية والاختراع. الخلاصة: مما سبق عرضه من المؤيدين للإعجاز العلمي – وهم كما قلنا يختلفون في الثقافات ما بين تخصصات في العلوم الدينية وتخصصات في العلوم الكونية – نقدم التلخيص التالي: 1- القول بالإعجاز العلمي ممتد عبر التاريخ الإسلامي، وقام بالتفسير العلمي للقرآن الكريم بعض قدامى المفسرين، وهو مطلب معاصر يتفق عليه المتخصصون في العلوم الدينية والمتخصصون في العلوم الكونية، ويرون أن المكتشفات والمعارف العلمية الحديثة تعين على فهم وتفسير الآيات الكونية بالقرآن الكريم. 2- يتفق المؤيدون للإعجاز العلمي على أن القرآن الكريم كتاب هداية وليس بكتاب لتدريس العلوم الكونية، وما جاء به من إشارات علمية إنما هو من باب الاستيعاب للحقائق الكونية. وأن القرآن استخدم الحقائق الكونية في الدعوة إلى الإيمان والفضيلة وهذه الحقائق الكونية تقف شاهداً على صدق القرآن الكريم، ليظل حجة على الناس كلما انتشرت العلوم الطبيعية ويصبح ذلك من عناصر خلوده. المعارضون للإعجاز العلمي في القرآن الكريم فئات المعارضين: هم فئات ثلاثة، من حيث الدوافع إلى المعارضة: · الفئة الأولى: تخشى على مصداقية القرآن إذا ارتبط تفسيره بالعلوم الكونية وما بها من معلومات متغيرة، مما ينعكس على استقرار التفسير العلمي للقرآن الكريم، كما يخشون على تطويع معاني الكلمات ومدلول الآيات بما وصلت إليه العلوم الكونية، وهو ما يعرف عند المعارضين بـ ( لي أعناق الآيات القرآنية ) فهم يرفضون الإعجاز العلمي والتفسير العلمي إذن من باب الحرص على القرآن الكريم، ونطلق عليهم ( فئة المتخوفين ) · والفئة الثاني: لا ترى دليلاً على الإعجاز العلمي ولا ترى في كلمة ( الكتاب ) وكلمة ( شيء ) الواردتين بالآيات القرآنية دليلاً على عكس ما يراه المؤيدين فعندهم معنى الكتاب هو ( اللوح المحفوظ) أو ( أم الكتاب ) وتكتفي هذه الفئة بالإعجاز اللغوي والبياني... وتقول بأن القرآن كتاب هداية وتشريع... ونطلق عليهم ( فئة المعطلين ) · الفئة الثالثة: ترفض الإعجاز العلمي بسبب نظرتهم الإلحادية وكفرهم بالقرآن أو بسبب الحسد والحقد على القرآن لتفوقه على سائر الكتب الدينية وانفراده بالإعجاز الشامل ومنه الإعجاز العلمي، ونطلق عليهم ( فئة الجاحدين الحاقدين ) وبعد فإننا لا ننزعج من موقف المعارضين للإعجاز العلمي، كما قلنا من قبل، وسوف ندير حواراً معهم لنذكر أقوال بعضهم ونرد عليها. وعموماً، فإننا نحسن الظن بالفئة الأولى ولا نتهمهم ولا نقول لهم: ( قولكم حق أريد به باطل ) وأما الفئة الثانية فنقول لهم: لقد سبقكم من لم يكونوا مقتنعين بالإعجاز العلمي وبعد الدراسة والتأمل والاطلاع والرجوع إلى المتخصصين في العلوم الكونية أدركوا الصواب واقتنعوا بالإعجاز العلمي، فسيروا على نهجه لتصلوا إلى ما وصلوا إليه. وأما الفئة الثالثة فنقول لهم: أعملوا عقولكم وتخلوا عن الاعتراض والعناد وتخلصوا من الحسد والأحقاد وسوف تتجلى لكم الحقيقة وتدركون الصواب وتناولوا موضوع الإعجاز العلمي بتفكير علمي مجرد، كما فعل بعض مشاهير العلماء الغربيين غير المسلمين فأدركوا معجزة القرآن وآمنوا بأنه ليس من صنع البشر وأنه فوق قدرات البشر. مقتطفات من أقوال المعارضين حركة الرفض للتفسير العلمي والإعجاز العلمي، إحداها - أو كلها – هي كما قلنا، من قبيل الخلافات في الرأي التي هي من ظواهر التفكير البشري وربما بدأت بصورة واضحة من بعض المفسرين – في القرن السادس الهجري كرد فعل على ما فعله المفسر الفخر الرازي باستخدامه للمعارف الكونية في تفسيره للقرآن الكريم، وذلك باب من الاجتهاد والتوسع في شرح آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن آيات الله الكونية وربما وجد معارضوه في عمله هذا، ومن وجهة نظرهم خروجاً على منهج التفسير التقليدي الذي ألفوه، ووجدوا منه إسرافاً في استخدام المعارف العلمية في التفسير. ولقد تزعّم الشاطبي في أواخر القرن الثامن الهجري حركة الرفض، وكان اعتراضه على المبالغة والتجاوز، وفسره بالتوسع في استخدام المعارف الكونية في تفسير القرآن الكريم، واستمر الرفض إلى يومنا هذا من بعض العلماء المسلمين، وخاصة في مواجهة الإسراف والتهافت العلمي. ولا شك أن المؤيدون للإعجاز العلمي والتفسير العلمي يطالبون بوضع وإتباع منهج سلمي في التعامل مع كل ما يتعلق بدراسة القرآن الكريم ويرفضون كل تجاوز في التفسير العلمي وسوف نؤكد ذلك ونوضحه في الفصول اللاحقة... وفي هذه الفقرة نقدم مقتطفات من أقوال المعارضين ونعقب عليها، بل ونرد عليها من أقوالهم: 1- الشاطبي: هو إبراهيم بن موسى النجمي ( 790هـ ) وهو أشهر من حملوا لواء الرفض من القدامى للتفسير العلمي، وتأثر بأفكاره وتابعه في الرفض بعض من جاء بعده من العلماء، قدامى ومحدثين، حتى يمكن القول أنه مؤسس رابطة الرافضين. فقد أعلن أن كثيراً من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن وأضافوا إلهي كل علم من علوم الطبيعيات والمنطق وعلم الحروف وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها. وقال: إن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تلاهم كانوا أعرف بالقرآن وعلومه ولم يبلغا أن أحداً منهم تكلّم في شيء من هذا المدعى... ونردّ عليه بقولنا: إن الصحابة والتابعين فهموا القرآن الكريم فهماً دقيقاً في تشريعاته وعباداته وأخلاقياته، ولكنهم فهموا آيات القرآن الكونية فهماً إجمالياً وقوفاً عند المعاني اللغوية للكلمات، ولم يكونوا في حاجة إلى الدخول في تفاصيل المعارف الكونية لأنها لم تكن واردة في ثقافتهم ولم تكن معلومة لهم. وبالنسبة للإعجاز القرآني فقد كانوا يؤمنون بإعجازه المطلق وبإعجازه لغة وموضوعاً، ولم يتضلعوا في الإعجاز العلمي لغموض الإشارات العلمية عليهم وافتقارهم وافتقار العالم في عصرهم إلى العلوم الطبيعية القائمة على الكشوف والدراسات العلمية... ومن الملاحظ أن الشاطبي تمادى في تجريد القرآن من الإضافات الموضوعية بصفة عامة حتى زعم بأمية الشريعة وقال: إن القرآن تضمن علوماً هي من جنس علوم العرب... ولو كانت الشرعية غير ما يعهدون لم يكن القرآن عندهم معجزاً. ومن الردود عليه قول محمد الصادق عرجون: ذهب الشاطبي مذهباً غريباً لا يلائم منصبه في العلم، وقوله بأمية الشريعة الإسلامية متهافت إذ لا دخل لأمية النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور... كما رد على قوله بأن القرآن لو لم يكن على ما يعهدون لم يكن عندهم معجزاً. ومما سبق يتبين أن الشاطبي كان له فهم للجانب الموضوعي للقرآن يجعل من العسير عليه إدراك وجه الإعجاز العلمي ويجعله رافضاً للتفسير العلمي وربما يكون انشغاله بعلم القراءات وتفوّقه فيه جعله عازفاً عن إدراك الإعجاز الموضوعي للقرآن الكريم. وربما جاء موقف الشاطبي الرافض للتفسير العلمي بصفة خاصة – كما ذكرنا من قبل – منصباً على التجاوزات وكرد فعل ضد الإسراف الذي يراه قد يكون صدر من بعض المفسرين. وبسبب عدم وجود المنهج والضوابط، وبهذا لا يكون اعتراضه على المبدأ ولكن على سلبيات العلم، وفي هذه الحالة يكون متفقاً مع المؤيدين المحدثين الذين يحذرون من الإفراط في التفسير العلمي والإعجاز العلمي ويطالبون بالمنهج والضوابط والعلم والدراية. 2- رشيد رضا: صاحب تفسير المنار – رفض التفسير العلمي والإعجاز العلمي اعتماداً على ما قاله الشاطبي ولعله في ذلك معذوراً لما شاهده من الإسراف وعدم الانضباط الذي صدر عن بعض المفسرين القدامى ومع ذلك، لم يرفض الإعجاز العلمي وقال: ( إن القرآن أبان كثيراً من آيات الله في جميع أنواع المخلوقات من الجماد والنبات والحيوان والإنسان، وقد عجز الزمان عن إبطال شيء منه... واشتمل القرآن على كثير من المسائل العلمية والتاريخية التي لم تكن معروفة في عصر نزوله ثم عرفت بعد ذلك بما انكشف للباحثين والمحققين من طبيعة الكون وسنن الله في الخلق... ) 3- أمين الخولي: استند إلى رأي الشاطبي في رفض التفسير العلمي وأضاف إلى ذلك رأيه وأدلته وقال: ( هب هذه المعاني العلمية المدعاة كانت هي المعاني المرادة بالقرآن، فهل فهمها أهل العربية منه إذ ذاك وأدركوها ؟ وهل هو كتاب يتحدث إلى عقول الناس وقوهم العالمة عن مشكلات الكون وحقائق الوجود العلمية... وكيف يساير ذلك حياتهم ؟ وكيف تؤخذ جوامع الطب والفلك والهندسة والكيمياء من القرآن. وهي جوامد لا يضبطها اليوم أحد إلا بغير ضبط لها بعد يسير من الزمن أو كثير ؟ أما ما اتجهت إليه النوايا الطبية من جعل الارتباط بين كتاب الدين والحقائق العلمية المختلفة ناحية من نواحي بيان صدقه أو إعجازه أو صلاحيته للبقاء... الخ، فربما كان ضرره أكثر من نفعه. ثم يخفف من اعتراضه بما يشبه الموافقة فيقول: ( قد يبدو في تعبير القرآن ما يظهر متعارضاً مع شيء من المقررات العلمية، وإن أمكن التوفيق بينهما فلا بأس بشيء من هذا ولا فيه ضرر ) والمؤيدون يفعلون ذلك ولكنهم يعلنون قائلين: ( هذا هو الإعجاز العلمي، وهذا هو توضيح معاني الآيات الكونية بالقرآن الكريم ) ويظهر أن الخلاف في طريقة العرض وليس في المبدأ 4- محمد عبد العظيم الزرقاني: اتخذ موقفاً وسطاً فقد آمن بالإعجاز العلمي – كما سبق أن ذكرنا – وفي الوقت نفسه رفض التفسير العلمي، ولكن آراءه جاءت خليطاً فهو يقول: ( إن الأسلوب الذي اختاره القرآن في التعبير عن العلوم الكونية أسلوب بارع، جمع بين البيان والإجمال في سطر واحد، بحيث يمر النظم القرآني على سامعيه في كل جيل فإذا هو واضح فيما سبق له من هداية الإنسان، ثم إذا هو مجمل التفاصيل يختلف الخلق في معرفة تفاريعه ودقائقه باختلاف ما لديهم من مواهب ووسائل وعلوم... وهذه العلوم الكونية لم توضع لتخدم القرآن في شرح آياته أو بيان أسراره، وإنما ذكر منها ما ذكر للهداية... ولا تتوقف عظمة القرآن على أن ننتحل له وظيفة جديدة ما أنزل الله بها من سلطان فإن وظيفته في هداية العالم أسمى وظيفة في الوجود... وهكذا خلط الزرقاني بين القول بوجود حقائق كونية بالقرآن الكريم وبين القول بوظيفته في هداية العالم، وتصوّر أن هناك تضارباً بين القولين، وهكذا تتولد الدوافع الفكرية لدى المعارضين. 5- فضيلة الشيخ / محمود شلتوت وأنصاره يقولون عن التفسير العلمي: ( إنهم طائفة المثقفين الين أخذوا بطرف من العلوم الحديثة ثم نظروا في القرآن وتأوّلوا على نحو زين لهم أن يفتحوا في القرآن فتحاً جديداً، فأفسد ذلك عليهم أمر علاقتهم بالقرآن... هذه النظرة إلى القرآن خاطئة من غير شك، لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون وأنواع المعارف. وهي خاطئة – من غير شك - لأنها تحمل أصحابها على تأويل القرآن تأويلاً متكلفاً يتنافى مع الإعجاز، ولا يسبقه الذوق السليم... ونعقب نحن قائلين: إن القرآن كتاب هداية ولم ينزله الله سبحانه وتعلى لتعليم الناس بعض الأمور الكونية هذا صحيح، ولكن في الوقت نفسه تنزل القرآن الكريم وبه آيات تتحدث عن أمور كونية، فلابد أن يكون الحديث صادقاً ودقيقاً ومعبراً عن الحقيقة، وهذا بلا شك يتبعه وجود حقائق علمية في ثنايا الآيات القرآنية. 6- " عباس محمود العقاد " الربط بين القرآن والعلوم، وقال: ( فلا يطلب من كتب العقيدة أن تطابق مسائل العلوم كلما ظهرت مسألة منها لجيل من أجيال البشر ولا يطلب من معتنقيها أن يستخرجوا من كتبهم تفصيلات تلك العلوم كما تعرض عليهم في معامل التجربة والدراسة ) وقال: ( لا بأس بالاستفادة من النظريات العلمية في تصحيح معاني الكلمات القرآنية دون إقحامها على القرآن أو الذهاب إلى أنه مطالب بموافقتها كلما تغيرت ) وتعقيبنا على القول الأول – بأن فيه تعسف وسوء فهم لمفهوم الإعجاز العلمي لدى المؤيدين، وتعقيبنا على القول التالي – إنه مبهم المعنى ومضطرب الرأي، فهل هو مع الأخذ بالمعارف الكونية في فهم معاني بعض الآيات القرآنية وبهذا يوافق على استحياء التفسير العلمي ؟!! 7- " عبد الكريم الخطيب " يجمع في آرائه بين القبول والرفض للإعجاز والتفسير العلمي للقرآن الكريم، فهو تارة يؤيد فيقول: ( الآيات التي تنكشف للناس في هذا الوجود مما يطلعهم العلم عليها – تفتح الطريق إلى قولة الحق في كتاب الله، وعندئذ يرى الناس أن هذا القرآن هو الحق الأبدي، من عند الله... وإذا كان القرآن الكريم كتاب عقيدة وشريعة، فإن ذلك لا يمنع أن تكون وراء ذلك غايات أخرى يمكن أن يجدها من يطلبها... وماذا يضير القرآن إذا اشتمل في كيانه على دلائل إعجازه بما أودع الله فيه من أسرار وحقائق تحدث الناس عن آيات في كل عصر وفي كل جيل...) وتارة يعارض فيقول: ( أصحاب التفسير العلمي يتعسفون طريق الفهم لكتاب الله ويشطحون في تأويل آياته ليأخذوا حجة للقرآن على أنه اشتمل على جميع المعارف والعلوم، فهم لهذا يقتسرون المعاني اقتساراً ويخرجون بالألفاظ عن مدلولاتها ويحرفون الكلام عن مواضعه في أكثر أحوالهم ومحاولاتهم... وقد يكون لقائل أن يقول: إذا كان القرآن قد حوى أسرار هذا الوجود، فكيف غاب ذلك كله عن سلف هذه الأمة وهم الذين تلقوا القرآن غضاً... وإذا كانت تلك الحقائق قد انكشفت لهم، فلماذا لم ينتفعوا بها.. ولو كان من تدبير القرآن أن يكون كتاباً علمياً لما جاء على هذا الأسلوب ذي الرنين النفاذ من النظم، بل لجرى على ذلك الأسلوب العلمي الذي تبرز فيه الحقائق العلمية مضغوطة في قوالب من اللفظ أشبه بالأرقام الحسابية ) وتعليقنا على أقوال " عبد الكريم الخطيب " يتلخص في تردده بين القبول والرفض، وهذا موقف مشترك بين كثير من المعارضين للإعجاز العلمي، بسبب عدم وضوح الفكرة في أذهانهم... وما ساقه من مآخذ إنما هو من قبيل الجدال الواهي، فالمؤيدون للإعجاز العلمي يضعون المنهج والضوابط التي تلتزم بلغة القرآن ومعاني الكلمات. أما عن الإحاطة بما جاء في القرآن من الحقائق العلمية فإن معرفتها ليست وقفاً على من تنزل عليهم القرآن – بل هي معارف وعلوم يطلع الله عليها عباده – وهو الحكيم الخبير – بالقدر المناسب لهم... وقد عرف المسلمون الأوائل ما يناسب مداركهم وإمكاناتهم العلمية بالقدر الكافي للإيمان والهداية وادخر الله سبحانه وتعالى الأسرار والحقائق ليكشفها على فترات وليأخذ منها كل جيل ما يناسب زمنهم، وما يكفي لأن يكون برهاناً على قدرة الله وحجة لكتابه العظيم، وبهذا يظل القرآن متواصل العطاء دائم الإقناع مستمر الإعجاز، وكما اقتنع السابقون الأوائل بإعجازه البياني، فإنه يقنع من بعدهم بإعجازه العلمي. يتبــــــــــــــــــــع |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
يتبــــع الموضوع السابق الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بين القبول والمعارضة 8- " محمد الصادق عرجون " يقول: ( لا يجمل بنا أن نطلب من القرآن أن يشرح لنا نظريات العلم، والتحدث في تركيب الأشياء، وبيان جزيئاتها وأشكالها، وما يطرأ عليها من تغيير كيميائي أو طبيعي كما تتحدث كتب الكيمياء والفلك وطبقات الأرض، لأن القرآن كتاب عقيدة وهداية وعبر وتهذيب للنفوس وتطهير للأرواح والقلوب... فإذا عرض لشيء من الآيات الكونية فإنما يعرض لها باعتبارها مصدر هداية إلى عظمة الكون، لنصل على ضوئها إلى تعظيم الله خالق الكون ) ونقول تعقيباً على هذا القول: إن صاحبه لم يدرك على الوجه الصحيح مفهوم الإعجاز العلمي لدى المؤيدين، فهم لم يقولوا بما قاله ولا يتوهمون ما أشار إليه، ولكنهم يؤمنون بأن الآيات الكونية بالقرآن الكريم صيغت بدقة حتى تعبر عن الحقيقة وتسوق الحقائق العلمية، وذلك في معرض الهداية ومن أجل إقامة البرهان على مصداقية القرآن وأنه من عند الله 9- " محمد بسيوني فودة " يتابع بعض الرافضين للتفسير العلمي ولكنه قال: ( ولكن نأخذ المسائل العلمية التي وصلت إلى حقائق وربطها بآيات الله كتأكيد على دلائل قدرته وبديع صنعه فهذا أمر لا ينكر، ومن هنا قال جماعة من العلماء أن الآيات الكونية وجه من وجوه الإعجاز ) والموقف هنا بين الرفض والقبول وهو – كما قلنا – شأن كثير من المعارضين 10- " شوكت محمد عليان " يقول: ( إن إحاطة القرآن بالحقائق العلمية كانت ضمن إشارات غير مقصودة لذاتها، لما علمنا أن المحور الرئيسي لرسالة القرآن هو السعادة الأخروية ) ونعقب ونقول: إن القصد وعدمه لا يجرد القرآن من وجود هذه الحقائق العلمية، كما أن وجود الإشارات العلمية لا يتعارض مع رسالة القرآن وهي سعادة الإنسان. 11- " عبد الله عبادة " يقول: ( إن الربط بين القرآن والنظريات العلمية الحديثة خطأ يقع فيه بعض الباحثين بحسن نية ) وقال أيضاً: ( إن الأمور العلمية في القرآن ما كانت إلا عبرة أو وسيلة لتقريب المعنى العام في الآية أو السورة إلى أذهان المخاطبين )... في القول الأول يرمي الباحثين بالخطأ، وفي القول الثاني يقر بوجود أمور علمية بالقرآن. وبعد فهذه طائفة لمقتطفات من أقوال المعارضين، وقد قمنا بالتعليق المختصر عليها، ونكتفي بهذا القدر من الأقوال على أن نقدم ردوداً عامة على مزاعم المعارضين، وهي التي تشكل دعائم رفضهم للإعجاز العلمي والتفسير العلمي وذلك فيما يلي: ردود على المعترضين الاعتراض الأول: ويتمثل في قولهم: القرآن كتاب هداية وتشريع وليس كتاباً للعلوم والمعارف الكونية. كل المشتغلين بدراسة الإعجاز العلمي يؤمنون بأن القرآن الكريم كتاب عقيدة وتربية وتشريع، وهو بعيد كل البعد عن تناول العلوم بمنهجية التدريس، ويرون أن الآيات القرآنية في المسائل الكونية إنما جاءت لتلفت النظر إلى ملكوت السموات والأرض وتدعم الإيمان بالله المبدع الخالق القادر، وحيث أنها نزلت بالحق من لدن عليم خبير فلابد أن تكون حاملة لحقائق، فهي ليست مجرد عبارات إنشائية وصفية تناولت ظاهر الأمور. الاعتراض الثاني: ويتمثل في قولهم: الاهتمام بالإعجاز العلمي يصرف اهتمام الناس بعلوم القرآن التقليدية، والتفسير العلمي يتعارض مع منهج التفسير الإعجاز العلمي لا يخرج عن كونه وجه من وجوه الإعجاز القرآني، ودراسته تعتبر إضافة إلى علوم القرآن، والمشتغلون به فريق من العلماء يتعاونون مع سائر المشتغلين بدراسة علوم القرآن، وكل في مجاله يعمل دون أن يتطاول فريق على فريق، أو يتعالى حتى لا تتكرر ظاهرة التركيز المعرفي التي اختصت بها وحدة اللغة والبيان مما ترتب عليه حجب سائر وجوه الإعجاز، ومنها الإعجاز العلمي أما التفسير العلمي فلا تعارض بينه وبين التفسير التقليدي، بل هو إضافة إليه مما يزيد الاتساع في فهم القرآن، خاصة في الآيات الكونية التي كانت تدخل في دوامة التأويل والمجاز وأحداث الآخرة.... الخ. الاعتراض الثالث: ويتمثل في الاتهام بعدم التقيد بالمفهوم اللغوي الصحيح للنص القرآني، وإبعاد الكلمات القرآنية عن معانيها فيما يعرف "بلي أعناق الآيات" وهي عبارة يرددها المعارضون، بل ويكثرون من ترديدها والرد عليه: أنه من المعلوم أن هناك قواعد وضوابط ومنهج يجب أن يلتزم به المشتغلون بدراسة الإعجاز العلمي وبالتفسير العلمي للقرآن الكريم، ومن أهمها: احترام كافة الأمور اللغوية. ومن الضروري أيضاً أن يتعاون علماء الكونيات وعلماء الدين وعلماء اللغة معاً في تلك الدراسات القرآنية وفق منهج الدراسة المتفق عليه. وإذا كان هناك من يخرج عن تلك القواعد والضوابط فليس ذلك حجة على الملتزمين بمنهجية الدراسات القرآنية. الاعتراض الرابع: ويتمثل في الخوف من الربط بين تفسير القرآن وبين المعارف الكونية المتغيرة، مما يؤثر على مصداقية القرآن إذا أحسنا الظن بالمتخوفين المعترضين – ولا نقول عن تخوفهم ( حق أريد به باطل ) ولا نقول بأن ذلك التخوف ادعاء ماكر مقصود به صرف المسلمين عن جانب هام من جوانب الإعجاز تكشف لهم في عصر التقدم العلمي – سنعتبر التخوف حرصاً منهم على كتاب الله، سوف نرد بموضوعية وعقلانية على قولهم بأن المعارف الكونية – خاصة الفروض والنظريات – قابلة للتغيير، وهناك خطورة على معاني القرآن الكريم وتفسيره من الربط بتلك المتغيرات لأن ذلك سيؤدي إلى تبدل التفسير حسب ما يجد من المعارف العلمية.... ونقول لهم إن المشتغلين بالتفسير العلمي للقرآن الكريم حريصون على الاستعانة بالمعارف المستقرة التي وصلت إلى مرحلة الحقائق والقوانين واليقين أو كانت نظريات راجحة. وعلى فرض التغيير في تلك المعارف العلمية المستخدمة في التفسير، فلا ضير في ذلك حيث أن الأمر لا يعد أن يكون اجتهاداً في التفسير يمكن تصحيحه بتفسير آخر على ضوء المعارف العلمية. وسنجد أن النص القرآني استوعب تلك الكشوف الجديدة حيث جاءت النصوص بألفاظ جامعة تحيط بكل المعاني الصحيحة في مواقفها التي قد تتابع في ظهورها جيلاً بعد جيل، إما بالإضافة أو الزيادة وإما بالتعديل أو الحذف. واتساع مدلول دلائل الإعجاز القرآني البياني. علماً بأنه لا يمكن أن يقع ذلك التغيير إلا إذا كان هناك خلل في فهم النص القرآني أو خلل في قطعية العلم. والمشتغلون بعلوم القرآن يعلمون أن تفسير القرآن الكريم هو جهد بشري واجتهاد فكري، ولهذا نجد المفسرين يختلفون في تفسير بعض النصوص القرآنية بسبب تنوع معاني الكلمات، ومثال ذلك "البحر المسجور" فمعنى مسجور: مملوء، كما أن من معانيها الملتهب والاختلاف قد يكون بسبب القواعد النحوية، ومثال ذلك: ] فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ( فمن المفسرين من يعطف ( أرجلكم ) على ( وجوهكم ) ( وأيدكم ) فيرى غسل الرجلين، ومنهم من يعطف أرجلكم على رؤوسكم فيروا مسح الأرجل... وهناك أسباب كثيرة للاختلاف فيما بين وجهات نظر المفسرين، وينعكس هذا بوضوح عل التفاسير بحيث تظهر الخلافات فيما بينهم، وبالرغم من هذا لم توجه الانتقادات إلى المفسرين في اختلافاتهم ولم يطالب أحد بالتوقف عن تفسير الآيات القرآنية. المفسرون عند تفسير آيات القرآن الكريم الكونية يكتفون بذكر النص أو يلجؤون للتأويل والمجاز، أو إلى تفسيرها بمعلومات علمية ضحلة، فإذا جاء المتخصصون في العلوم الكونية وفهموا آيات القرآن على حقيقتها العلمية وفسروها دون تأويل ووضحوا معانيها بما يتناسب مع ثقافات العصر والانسجام الفكري والتحدي العلمي والقبول العقلي وقناعة الإنسان المعاصر الخاضع لسيطرة العلوم الكونية، هل ينظر إلى التفسير العلمي بعين الريبة وتوجه له الاعتراضات وتثار حوله المخاوف... ولمصلحة من كل هذه المعوقات نطمئن بأنه لا خوف من تغيير المعلومات الكونية المستخدمة في التفسير العلمي، ما دام النص القرآني ثابت ومحفوظ، وأي أخطاء في التفسير يجب أن ترد إلى المفسرين، دون أن يؤثر هذا على مصداقية القرآن الكريم ومرحلية التفسير وتبديله أمر وارد من أعمال البشر، فليس هناك تفسير مستقر يجمع عليه المسلمون في كل العصور إلا إذا كان قد صدر عن رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا لم يحدث، فإذا قام اعتراض وأثيرت المخاوف حول التفسير العلمي فليكن كذلك مع كل التفاسير ولتحذف جميعها وهذا أمر غير مقبول ولا معقول !! الاعتراض الخامس: ويتمثل في ادعائهم بأنه ليست هناك فائدة من وراء الإعجاز العلمي أو التفسير العلمي والرد عليها: هذا اعتراض في غاية السطحية حيث إن دراسة الإعجاز العلمي تتعلق بحقيقة يجب التعرف عليها وتقريرها وإظهارها، وهذا أمر مطلوب في كافة فروع المعرفة وعلى وجه الخصوص عندما تتعلق بالقرآن الكريم، ذلك الوحي الإلهي ومعجزة الإسلام... والفوائد من وراء معرفة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم كثيرة، وخاصة في مجال العقيدة والإيمان، وفي مجال الدعوة والإقناع في عصر الثقافات العلمية. أما عن التفسير العلمي للقرآن الكريم، فهو بلا شك توضيح وبيان لآيات القرآن الكونية، مما يحقق فهمها على حقيقتها، بعيداً عن متاهات التأويل وتسطيحات تفسير الآيات الكونية... وذلك يحقق مزيداً من الفهم السليم للقرآن الكريم، وهو أمر هام ومطلوب. الاعتراض السادس: ويتمثل في قولهم ليس هناك دليل على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم حيث يحتج بعض المعارضين في معارضتهم بعدم وجود ما يدل على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، لا عقلاً ولا نقلاً وبأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكر شيئاً عن ذلك: أما الدليل العقلي فهو من الوضوح بحيث لا يخفى على أحد ويتمثل في القرآن الكريم بما اشتمل عليه من الآيات القرآنية الكونية التي تحمل الحقائق والإشارات العلمية غير المسبوقة، والتي كانت مجهولة وقت نزول القرآن، وبعد مضي مات السنين - وفي العصر الحديث على وجه التحديد – أمكن لعلماء الكونيات – مسلمين وغير مسلمين – أن يتعرفوا على بعضها، وأكدوا مطابقة الاكتشافات لها وأعلنوا ذلك في مؤتمرات وندوات عالمية، وسجلوه في أبحاثهم وأصبح هذا الأمر معروفاً ومستقراً، وتحررت عنه عشرات الكتب التي تبحث في الإعجاز العلمي، فهل يحتج المعترضون بعدم وجود دليل عقلي ؟! وهناك دليل عقلي نقلي من منطلق الإيمان بمعجزة القرآن، فإذا كان القرآن معجزاً وإعجازه مطلق فلماذا يقصرونه على الإعجاز البياني، ويحجبون عنه الإعجاز الموضوعي ؟ وإذا سلموا بالإعجاز الموضوعي، فلماذا يكون قاصراً على جانب من المعارف دون الأخرى، ولماذا يحجبون عنه الحقائق المتعلقة بالكونيات ويصرفون عنه جانب الإعجاز العلمي ؟ وعلل في ذلك التسلسل المنطقي ما يشكل دليلاً عقلياً. أما الاحتجاج بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يذكر لصحابته شيئاً عن الإعجاز العلمي فمردود عليه بأنه صلى الله عليه وسلم أكد على معجزة القرآن والصحابة آمنوا بذلك وبأن القرآن مطلق الإعجاز، ولم يدخلوا في تفاصيل وجوه الإعجاز إلى أن جاء العلماء فيما بعد فقاموا بدراسات تفصيلية للقرآن الكريم، ومنها وجوه الإعجاز القرآني. أضف إلى ذلك أنه لم يكن من الحكمة أن يحدث الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته عن الإعجاز العلمي، ولم تكن ثقافتهم تستوعب ذلك بعد، وكانت المعارف الكونية والحقائق العلمية مجهولة للعالم أجمع في ذاك الزمن، ولو حدثهم بذلك لتصادم وعقولهم، وهو الحريص صلوات الله وسلمه عليه على مخاطبة الناس على قدر عقولهم. لهذا ترك الصحابة يفهمون الآيات الكونية الواردة في القرآن الكريم بالمعنى اللغوي وبالمفهوم العام، تاركاً البيان والوضوح العلمي والاكتشافات الكونية لتظهر وجه الإعجاز العلمي للقرآن في الزمن المناسب، وقد تحقق ذلك بعد مرور ما يزيد على ألف عام وصدق الله العظيم القائل في القرآن الكريم( ولتعلمن نبأه بعد حين ) [سورة صاد] الاعتراض السابع: ويتمثل في قولهم إذا كان الإعجاز العلمي للقرآن الكريم قد تكشف لغير المسلمين من علماء الكونيات، فلماذا لم يؤمن هؤلاء بالإسلام نرد على ذلك بأن العلماء غير المسلمين الذين تعرفوا على بعض الإشارات الكونية الواردة في القرآن الكريم ودرسوها على ضوء ما لديهم من المعارف العلمية قرروا بأن هذا الذي جاء به القرآن الكريم لا يمكن أن يكون معارف بشرية – وقت نزول القرآن، وأنه خارج عن القدرات العقلية لمن قال به وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم من توقف عند ذلك ولم يربط الإعجاز العلمي بالوحي الإلهي، لأن عقيدة الألوهية عندهم غير واردة، ولم ينتقلوا بهذا اليقين العقلي إلى الاستدلال على الوحي وصدق القرآن والإيمان بالإسلام، لأن هذه التداعيات الفكرية ليست سهلة وبسيطة بل هي متشابكة ومعقدة. والهداية أو الجحود والقبول أو الرفض، في العقيدة والإيمان بالله تخضع لأمور ترتبط بالوجدان الذي ينجذب نحو الغيبيات، والأمر أولاً وأخيراً مرده إلى توفيق الله... ولنتذكر قوله سبحانه وتعالى: ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) [سورة القصص] وقوله تعالى: ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً... ) [سورة النمل]... ولا ينفي هذا أن هناك من العلماء من أيقن بأن هذه الإشارات العلمية فوق قدرات البشر وآمن بأن القرآن وحي من عند الله سبحانه وتعالى، وأشهروا إسلامهم، سواء في مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن والسنة عبر السنوات الماضية، أم في غيرها... الاعتراض الثامن: ويتمثل في قولهم إذا كان القرآن الكريم كل هذه الإشارات العلمية، فلماذا لم يستفد منها المسلمون على مر العصور ؟ نرد على هذا الاعتراض في النقاط الآتية: 1- إذا كان المسلمون الأوائل قد آمنوا بالإعجاز المطلق للقرآن الكريم، فقد انصرفوا إلى الإعجاز اللغوي وانشغلوا بدراسته مما جعلهم لا يهتمون بالإعجاز الموضوعي بعامة، كما اكتفوا بفهم آيات القرآن الكونية فهماً لغوياً يكفيهم فهم المقصود منها كبراهين على قدرة الله سبحانه وتعالى. 2- الإشارات العلمية بآيات القرآن الكونية ليست من الوضوح بحيث يدرك مدلولاتها العلمية غير المتخصصين في العلوم الكونية الذين لم تتوفر لهم المعارف والحقائق والعلوم. ولم يكن من السهل على المسلمين الأوائل أن يتعرفوا عليها كإشارات علمية قابلة للبحث والاستقصاء العلمي. 3- المسار العلمي للتعرف على ما تحمله الإشارات العلمية للقرآن من معارف كونية لا يبدأ من النصوص القرآنية ثم يتجه إلى المعامل للبحث والتجريب، ولكنه يبدأ من الكشوف الكونية على أيدي العلماء – مسلمين وغير مسلمين – ثم يتجه إلى الآيات القرآنية لتطابقها وتوضحها وتشرحها، مصداقاً لقوله تعالى: ( ولتعلمنّ نبأه بعد حين ) [سورة صاد] وتمشياً مع سنن الله سبحانه وتعالى في إظهار آياته الكونية التي يشير إليه قوله سبحانه وتعالى: ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق... ) [سورة فصلت] فالبحث العلمي يبدأ من الكون المنظور، ثم يتجه إلى آيات الله المسطورة وهي القرآن الكريم ويشرح معانيها، فيما يعرف بالتفسير العلمي للقرآن الكريم. 4- لا بأس – إن أمكن – من السير في الاتجاه العكسي للمسار العلمي، حيث نبدأ من بعض الإشارات العلمية بالقرآن الكريم. وهذا يحتاج إلى إمكانات بحثية ضخمة ويحتاج إلى قناعة بجدوى ذلك المسار العلمي في الاتجاه المعاكس ويمكننا أن نسمي ذلك " التطبيق التجريبي للإعجاز العلمي " وأسهل منه في مجال الاكتشافات الكونية ذلك المسار الذي يتحرك من الاكتشافات الكونية ويتجه نحو الإشارات العلمية الواردة في القرآن الكريم لتنجلي وتنكشف الحقائق بالآيات القرآنية. وبهذا نسير أحد المسارين العلميين في خدمة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم الذي يقوم بدوره بدعم الإيمان بمعجزة القرآن ومصداقيته كوحي من الله سبحانه وتعالى نزل على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. الاعتراض التاسع: وهو أن القول بالإعجاز العلمي ينقصه شرط التحدي وينقصه أن يكون من جنس ما برز فيه الموجه لهم التحدي أما عن القول الأول، أي مجيء تحديه بالمثلية ( فأتوا بسورة من مثله...)[ سورة البقرة ] فإن الإعجاز العلمي يدخل في المثلية. كما أن المعجزة ليست قائمة على التحدي والمعاجزة فحسب، بل إنها تتحقق بمجرد تفردها عن المألوف بما يؤكد أنها من عند الله سبحانه وتعالى تأييداً لرسوله صلى الله عليه وسلم... والإعجاز العلمي حقق ذلك الغرض، خاصة في القرون التالية لعصر نزول القرآن، حيث أن القرآن جاء معجزة لكل الناس في كل الأزمان، والعرب وقت نزول القرآن كان تحديهم بالبلاغة والبيان، وهذا وجه من وجوه الإعجاز. وفي عصور التقدم في العلوم الكونية ظهر الإعجاز فيما يحمله القرآن من حقائق علمية غير مسبوقة، فالإعجاز العلمي إذ لم يأت ليتحدى من نزل فيهم القرآن فحسب، ولكن جاء لتشهد القرون من بعدهم على أنه وحي من عند الله، وذلك من مقاصد المعجزة كما قلنا. الاعتراض العاشر: يتمثل في قولهم المعارف الكونية الواردة بالقرآن هي من قبيل ذكر الظواهر الكونية التي يعرفها عامة الناس – كتعاقب الليل والنهار وحركة الشمس – وليس في ذلك إعجاز علمي. المعارف الواردة بالقرآن الكريم عن الظواهر الكونية تختلف تماماً عن تلك التي يعرفها عامة الناس بالفطرة، والتي هي من قبيل المعارف الظاهرية. وعلى سبيل المثال، يعرف الناس ظاهرة الليل والنهار وتعاقبهما، ولكن القرآن عندما يتناول هذه الظاهرة المألوفة للناس جميعاً فإنه يتحدث عنها بدقة علمية مستخدماً كلمات تكمن فيها الإشارات العلمية التي تكون مجهولة حتى للمتخصصين قبل اكتشافها. قال الله سبحانه وتعالى في شأن تعاقب الليل والنهار: ( يكوّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل ) [سورة الزمر] وقال تعالى: (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون... ) [سورة يس] وقال تعالى: ( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل... ) [سورة آل عمران] فالتكوير تعبير عن التفاف الليل على النهار والتفاف النهار على الليل في تعاقبهما. وفي ذلك إشارة علمية إلى كروية الأرض، وهذا ما فهمه العلماء من هذه الآية... و(نسلخ) وصف لتعاقب الليل والنهار بانتزاع النهار من الليل، وقد شاهد هذا المنظر في الواقع، رواد الفضاء عندما نظروا إلى الأرض وإلى الليل والنهار. ومثال آخر للمألوف من الظواهر الكونية وهو عن حركة الشمس الظاهرية، فالناس يدركون هذه الظاهرة منذ أن وجدوا، ولكن القرآن الكريم يصف حركة حقيقة للشمس في قول الله تعالى: ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) [سورة يس]. فالفعل (تجري) لا يدل على الحركة الظاهرية التي يراها الناس، وهي شروق الشمس وغروبها، بل هو يدل حركة حقيقة عظيمة المعدل تستق تعبير ( الجري )، وهذا ما توصل إليه العلماء في عصرنا الحاضر. ونلفت نظر المعارضين إلى ذلك التفاوت بين معارف العامة للظواهر الكونية وبين حديث القرآن عنها، حتى يدركوا مفهوم الإعجاز العلمي والإشارات الكونية بالقرآن الكريم. وما ذكرناه من أمثلة إنما هو عن الظواهر الكونية المألوفة للعامة، ولكن هناك الكثير والكثير بالقرآن الكريم عن المعارف الكونية التي يجهلها المتخصصون وجاءت كإشارات علمية بآيات القرآن الكريم، فليعلم المعارضون ذلك جيداً...!! يمكن إرسال التعليقات حول المقالة إلى فضيلة الدكتور كارم السيد غنيم |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
ندوة عيسى صورة لشعار معهد ويستار الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة الفرنسية يمثل عام 2007، وخاصة شهر فبراير منه، مرحلة من أهم مراحل أعمال "ندوة عيسى" الأربع،إذ سيخرج بعدها العلماء العاملين بها برؤية جديدة حول تاريخ "أصول المسيحية"، ليقدموا بناء على كل هذه الأبحاث والمراجعات تراثا مسيحيا جديدا، يعتمد على مراجعة الوثائق و الحقائق التاريخية التى يمكن إثباتها وليس إعتمادا على الأغراض السياسية والكنسية أو على فرض الإيمان بها قهراً.. فقد قام معهد ويسْتار( Westar Institute ) وموقعه بالولايات المتحدة الأمريكية( www.westarinstitute.org) بتنظيم حلقة بحثية ممتدة الأجل، اشتهرت فى العالم الغربى باسم "ندوة عيسى" (Jesus Seminar)، حتى وان اختلفت موضوعات الأبحاث، وذلك لتجديد فتح ملف البحث عن يسوع التاريخى، بمعنى : البحث عن حقيقة ما يكون قد قاله وعمله فعلا، فى الواقع، وليس كما تقدمه المؤسسة الكنسية منذ القرن الرابع الميلادى، ولتقديم نتائج هذه الأبحاث إلى اكبر قدر من القراء، بدلا من حجبها أو بدلا من أن تظل بين أيدى قلة من العلماء الباحثين فى اللاهوت وتاريخه.. وقد بدأت هذه الفكرة عندما قرر ثلاثون عالما، سنة 1985، قبول مهمة القيام بهذا العمل الضخم وكل ما يتضمنه من تحدٍ وعقبات. وسرعان ما انضم اليهم العديد من العلماء المتطلعين إلى معرفة الحقيقة فى هذا الموضوع التاريخى، من مختلف أنحاء العالم، ليصل عددهم إلى أكثر من مائتين من المتخصصين فى مختلف مجالات العلوم المسيحية. وذلك بسبب تزايد الأبحاث التى بدأت تؤكد، فى القرنين الماضيين، أن المسيح كما تقدمه الكنيسة لا سند تاريخى له.. وتتواصل هذه الحلقات البحثية منذ شهر مارس 1985 فى معهد ويسْتار، إلى جانب تبنّيه عدة مشاريع أخرى فى نفس هذا المجال، ومنها ندوة بولس، وندوة النصوص المعتمدة أو القانونية، وندوة أعمال الرسل. ومعهد ويسْتار ليس مؤسسة مناهضة للدين المسيحى وإنما هو مؤسسة غير ربحية للأبحاث الخاصة بالعلوم والنصوص المسيحية للتعريف بها وللحد من تواصل إنهيار البنيان العتيد للمؤسسة الكنسية فى الغرب. فذلك بات أمراً واقعاً لا يمكن إغفاله و يهز أركانها.. أى إن فكرة العاملين بالمعهد ليست إلغاء المسيحية، وإنما محاولة نزع ما تراكم عليها من فريات وتناقضات عبر المجامع على مر العصور.. وذلك لأنه حتى عهد قريب كانت الأبحاث الأكاديمية تظل حبيسة الجامعات والمعاهد، وعادة ما كانت تُمنع من النشر، بزعم أنها شديدة التخصص ولن يفهمها عامة الناس! كما كان البعض يخشى بطش المؤسسة الكنسية وما يتبعها من لجان تأديبية باترة صارمة، فكانوا يتناقلون المعلومات فيما بينهم، لكثرة الأساتذة ورجال الدين الذين تم نسفهم لمجرد الإقتراب من محاولة الفهم أو التغيير من الأوضاع القائمة ونشر آرائهم بناء على الإكتشافات الحديثة. وعلى الرغم مما فرضته المؤسسة الكنسية من سياج أشبه ما تكون بأيام محاكم التفتيش وظلماتها، وتعرُّض العديد من العلماء والباحثين إلى مؤاخذات و محاكمات على أنهم هراطقة وفقدوا مناصبهم الجامعية أو اللاهوتية، الأمر الذى أدى بالعديد منهم أن يؤثر الإحتفاظ بمعلوماته وانتقاداته.. إلا أن روح البحث العلمى والتدفق الفكرى قد تألقت وازدهرت فى أبحاث الكليات والجامعات والندوات رغم القمع. وما أن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى ترأس علماء النقد والبحث العلمى المراكز القيادية على المسرح الأكاديمى فى أوروبا وأمريكا. ولا ينتمى معهد ويسْتار إلى أية مؤسسة دينية ولا يدافع عن وجهة نظر بعينها، وإنما كل ما يتطلع إليه العاملون به هو البحث عن الحقيقة والتوصل إليها و نشرها على العالم.. ويلتقى أعضاء الندوة مرتين فى السنة لمناقشة الأبحاث العلمية التى توصلوا إليها ويكونوا قد تبادلوها للدراسة قبل إنعقاد الإجتماع الدورى. وتعتمد الركيزة الأولى فى هذا المبحث على أقوال عيسى، أى على تجميع أكثر من ألف وخمسمائة صياغة لما يقارب خمسمائة مقولة ليسوع، مسندة إليه فى مختلف الأناجيل المعتمدة والمحتجبة، ودراسة درجة إمكانية نسبها إليه لغويا وتاريخيا إضافة إلى ما تمثله من مضمون. المرحلة الأولى : 1985 - 1991 بدأت أعمال الندوة بالبحث عن الأقوال الصادقة ليسوع أو عن كل ما تم نسبه إليه، فى كافة الوثائق التى تمتد من القرن الأول حتى عهد قسطنطين، و إلى عام 313 م تحديداً، عندما تم إعلان الإعتراف بالمسيحية كديانة رسمية ضمن الديانات الأخرى الممارسة فى الإمبراطورية واعتبروا ذلك التاريخ حداً فاصلاً. وكان أعضاء الندوة يلتقون كل ستة أشهر لمناقشة الأبحاث لكى يتوصلوا إلي النتائج أولا بأول. وعند نهاية لقائهم كانوا يقومون بالتصويت على كل نقطة من النقاط التى تدارسوها، مستخدمين علامات ملونة لتحديد درجة مصداقية هذا القول أو ذاك. وقد بدأ روبرت فانك R. Funk، رئيس " ندوة عيسى" و التي انعقدت أولى دوراتها فيما بين 21 و24 مارس 1985، فى مدينة بيركلى بكاليفورنيا، موضحا أن كل ما يعنيهم هو البحث عن حقيقة يسوع، عما قاله فعلا، وعدم الإكتراث بما سوف ينتج عن ذلك العمل من عداوات أو إهانات من جانب المعترضين أو من أولئك الذين يحافظون بإصرار وشراسة على كل ما تم فى المسيحية من تحريف متراكم عبر العصور، وكل ما لا تزال تواصل وسائل الإعلام الموجّه كنسيا من فرضه على الأتباع وعلى العالم، موضحا أن هذا العمل الذى سيقومون به سوف يخدم ملايين الأتباع الذين يجهلون حقائق الدين الذى ينتمون إليه. وهو ما وصفه روبرت فانك قائلا : " أنه جهل يصل إلى درجة الأمّية ".. ويالها من حقيقة جد مريرة مهينة صادرة عن عالِم مؤمن ويدرك معنى ما يقوله !. ومن ناحية أخرى طالب كافة الزملاء العاملين فى هذه الندوة بمتابعة أهم المؤلفات التى صدرت قديما وحديثا فى هذا المجال ، وتلخيص أهم النقاط الواردة بها، حتى يكونوا على بيّنة بكل ما يتعلق بالموضوع الأساس. وذلك إضافة إلى عمل جرد شامل لكل ما يتعلق بتراث يسوع وتقييمه حتى يأتى هذا العمل الجماعى كبنيان مشيّد على أسس علمية بأقصى درجة من درجات الدقة والموضوعية و العلانية. الدافع إلى البحث عن يسوع التاريخى : يرجع الدافع إلى البحث عن يسوع التاريخى، إلى أن صورته الحقيقية أو ما يبدو منها من الوثائق و الأبحاث، يختلف تماما عما تقدمه المؤسسة الكنسية ونصوصها، و إلى أن تناقل أخباره أو كل ما يتعلق به فى المراحل الأولى لنشأة المسيحية قد تم شفاهة لمدة عقود بأسرها. وهو ما يسمح بالحيد عن الخط الرئيسى والغوص فى منحنيات غير دقيقة أو غير أمينة. كما أن لغة يسوع كانت الآرامية والأناجيل الحالية تمت كتابتها باليونانية. والتراث الشفهى لا أهمية بحثية أو تاريخية له إذا قورن بالمعطيات الناجمة عن الأبحاث العلمية الموثقة. كما تلاحظ نفس المآخذ من الناحية الزمانية أو التقويمية، إذ هناك فترة تمتد ما بين 20 إلى 40 عاما من "وفاته" إلى بداية صياغة أول نص. وكان أول هذه النصوص هو الإنجيل وفقا لمرقس، والثابت أنه لم يكتبه كشاهد عيان، فمن كتب صياغة ذلك الإنجيل الأول لم ير يسوع ولم يتبعه، والأناجيل الثلاثة وفقا لمرقس ومتّى ولوقا تختلف وتتناقض مع ما يقدمه الإنجيل وفقا ليوحنا. وقد نقل جميعم عن بعض وعمّا يُعرف باسم " الإنجيل الأصل " (و ليس الأصلى، لكن الأصل الذى تم النقل منه) ويشار إليه بعبارة "كويللى" (Quelle ) أى الأصل باللغة الألمانية ويختصرونها إلى حرف Q. وبخلاف هذه الملاحظة العامة، فإن نصوص الأناجيل مكونة من طبقات زمانية مختلفة ومتراكمة فوق بعضها بعضا عبر تطور التراث كنسيا وسياسيا. أى أنها ليست صياغة متصلة دفعة واحدة.وما توصل إليه الباحثون على اختلاف مشاربهم هو أن الإنجيل الذى يشار إليه بحرف Q مكون هو نفسه من ثلاث طبقات زمانية مختلفة، معروفة بين جميع المهتمين بهذا المجال بمسميات: Q1 و Q2 و Q3.. أما الملاحظة التى تدين ذلك التراث الكنسى فى نصوصه التى تمت صياغتها وفقا للأغراض الدينية واالسياسية، فهى أن المخطوطات الأصلية بكلها قد إختفت أو تم إخفاؤها عمدا، وإن أول فُتات باقية منها ترجع إلى عام 125 م، وأول أجزاء يمكن اعتبارها جزء من نصٍ يمكن الإعتماد عليه ترجع إلى حوالى سنة 200 م، و أول نسخة كاملة من الأناجيل ترجع إلى حوالى سنة 300 م ! كما لا توجد نسختان متشابهتان من الأناجيل، من بين كل تلك النسخ التى وصلت الى عصرنا، إلا ابتداء من سنة 1454 م.. وما يؤكده جميع العاملين بالندوة وغيرهم، أنه اثناء عمليات النقل، التى كانت تتم بمعرفة القساوسة والرهبان، فهم وحدهم الذين كان من حقهم ان يتعلموا القراءة والكتابة طوال عصر الظلمات ومحاكم التفتيش، فكانت تقع أخطاء إملائية من الناسخين إضافة إلى تعديل النص وتحريفه وفقا للأهواء. ولا يمكن لأى عالم من العلماء أياً كان توجهه، أن يجزم بأن النص اليونانى يُعد ترجمة أمينة للنصوص الأولى.. ويكفى ما كتبه القديس جيروم حول تغييره وتبديله فى النص عند صياغته للأناجيل الأربعة الحالية ! وهو ما كتبه بوضوح شديد فى المقدمة-الخطاب الذى وجهه للبابا داماز، الذى كان قد طلب منه القيام بهذه المهمة، وهو ما ينزع يقينا أية مصداقية عن هذه النصوص.. وأكثر ما يميّز أعمال "ندوة عيسى " أنها تتم بأسلوب جماعى علنى قائم على التعاون فيما بينهم، وليس على تسلط أحد الأفراد وتحكّمه فى الآخرين، كما أن المعهد يسمح بحضور زوار من خارج الأعضاء الرسميين ويتابعون المناقشات ومن حقهم الإسهام فيها فى ورش العمل التى تقام حولها . أما عن تقييم النصوص المكتوبة فى حد ذاتها، فيمكن تلخيص ما خرجوا به فيما يلى : أن من كتبوا الأناجيل قاموا بالتجميع وفقا لهواهم، وأحيانا كانوا يرتجلون أو يؤلفون ما لم يقله يسوع أو يضيفون إليه تعليقاتهم ليجعلوها تتمشى مع وجهة نظرهم الشخصية وبأسلوبهم. فمن الملاحظ مثلا أن نقدٍ ما يخص يسوع أو موجه ضده فى النصوص الأولى، سرعان ما يتحول إلى نقد ضد الحواريين فى النسخ التالية، كما أن الإستشهادات كثيرا ما تخون النص لتكشف عن الخلافات والصراعات المسيحية فى أوائل تكوينها. و صياغة بعض الوقائع بأسلوب " مسيحى" تؤكد أنها إضافات لاحقة.. فالمسيحية لم توجد أيام يسوع، ويسوع لم يكن مسيحيا وإنما يهوديا ! وهو ما بدأت الأبحاث الجديدة – حتى خارج "ندوة عيسى" تشير إليه بما فى ذلك المؤسسة الفاتيكانية، خاصة بعد المجمع الفاتيكانى الثانى سنة 1965 الذى برأت فيه اليهود من دم المسيح !.. كلمات يسوع و الإقتراع عليها : تركزت أعمال المرحلة الأولى من " ندوة عيسى" حول مختلف الصيغ التى وردت بها الأقوال المنسوبة إليه، عليه السلام، لتحديد قوة إحتمال أن يكون قد قالها فعلا. وكانت عملية التصويت تتم من جميع المشاركين على كل مقولة من المقولات بعد دراستها وتقييمها من كافة الأوجه البحثية. مدركين حقيقة أن الإجماع لا يعنى تحديد الحقيقة البحتة أو الحاسمة، وإنما يوضح أفضل حكم عليها أو أفضل تقييم لها من حيث المنطق والسند العلمى و التاريخي. وكانت أولى الخطوات تعتمد أولا على جرد وتبويب الكلمات والأقوال المنسوبة إلى يسوع فى القرون الثلاثة الأولى. وتم تقسيم الأقوال إلى أمثال وتشبيهات وحوارات وقصص تدخل فيها عبارات منسوبة إليه. وقد استبعد أعضاء الندوة كافة الحدود اللاهوتية التى فرضتها الكنيسة على مختلف مجالات البحث حول أية معلومات عن يسوع. كما رفضوا تقييم الكنيسة لإنجيلٍ بعينه أو استبعادها لآخر، مكتفين بتحكيم العلوم وأدواتها. كما اعتمدوا فى عملية التقييم على الإقتراع لتحديد مدى إمكانية المصداقية على أربع درجات، حدّدوها في أربعة ألوان التزموا بها حتى في الطباعة النهائية لكل ندوة، و معناها كالآتي : • الأحمر : يشير إلى أن يسوع قد قال هذه العبارة • البمبى : من المحتمل أن يكون قد قالها • الرمادى : لم يقل يسوع هذه العبارة وإن كانت الفكرة بها قريبة مما قاله • الأسود : لم يقل يسوع هذه العبارة إطلاقا وإن كانت شبيهة بتراث مغاير من مقدمة كتاب " الأناجيل الخمسة" : تم جمع نتائج الأبحاث الخاصة بأقوال يسوع والتى امتدت من عام 1985 إلى 1991، في كتاب بعنوان : "الأناجيل الخمسة " The five Gospels، صدر سنة 1993، بعد أن أضافوا إنجيل توما الذى كان قد عثر عليه فى نجع حمادى بصعيد مصر سنة 1945. إذ رأوا فيه ملامح شديدة الشبه بما يسمى بالإنجيل الأصل أو النبع، و الذى يرمز اليه بحرف Q. على أن النصين قد كتبا خلال فترة الأربعين عاما التي تقع بين "وفاة " يسوع وهدم المعبد سنة 70م. ونص "كويللى" من النصوص الأولى أو الأقدم والتي لا تتضمن عملية صلب السيد المسيح ولا بعثه.. مما يدل على أنها إضافة من الإضافات اللاحقة التى تمت لأغراض بعينها.. ويتضمّن إنجيل توما 114 مقولة بلا تدخل أى سرد روائي. وهو يمثل مرحلة سابقة لما تم طرحه فى الأناجيل المعتمدة، لذلك إعتبروه يمثل شهادة مستقلة وغير منحازة لتراث يسوع فى صياغاته القديمة. و هو يُعد من الأناجيل الغنوصية، لذلك استبعدته المؤسسة الكنسية. وهنا لا بد من وقفة نوضح فيها أن إنجيل توما هو مخطوطة من المخطوطات التى تم اكتشافها في نجع حمادي سنة 1945. وهى مجموعة من النصوص الدينية والفلسفية تم تجميعها وترجمتها إلى اللغة القبطية فى القرن الرابع الميلادى بمعرفة بعض المسيحيين الغنوصيين، ثم قام بترجمتها فى العصر الحديث نخبة من مشاهير العلماء فى الغرب. وصدرت الطبعة الأولى عام 1978، ثم طبعة منقحة مزودة بمقدمة لكل مخطوطة، عام 1988. والمقصود بكلمة غنوصية هو : التوصل الفورى إلى المعرفة الروحية ، أو بقول آخر : إرتقاء الإنسان إلى أن يصل إلى المعرفة الإلهية. وهو عكس ما تفرضه المؤسسة الكنسية من "أن الله قد نزل وتجسد بشرا " وتفرض هذا القول إعتمادا على ضرورة الإيمان الأعمى بها، بغض الطرف عن مردوده، وليس اعتمادا على العقل و المنطق. لذلك قامت بمحاصرة الغنوصية واقتلاع أتباعها. إلا ان الغنوصية قد تواصلت خافتة معتّم عليها وعلى أتباعها إلى أن تم اكتشاف مخطوطات نجع حمادى ليُلقى عليها الضوء من جديد.. ويفهم من المقدمة التى كتبها جيمس روبنصن كيفية تواصلها عبر الأحقاب المختلفة، ومدى تأثيرها فى العصور الوسطى ثم فى عصر النهضة ثم فى عصر التنوير و حتى أيامنا، بل و مدى أثرها فى الفلسفة وعلم اللاهوت والثقافة والفنون.. ويمثل كتاب "الأناجيل الخمسة" مخرجا دراميا بابتعاده عن الدراسات المعتمدة، التى لا منفذ منها ولا مخرج إلى الحقيقة. كما يمثل بداية عصر جديد من الأبحاث حول الأناجيل. فقد قرر المشتركون فى "ندوة عيسى" تحديث كل ما تم من دراسات وعمل تراث مسيحى جديد قائم على الدراسات النقدية التى تمت فى المائتين عاما الماضية. فبعد نشر أبحاث داروين عن أصل الأجناس عام 1859، وما تلاها من معارك وانزواء للعلماء العاملين فى الأبحاث الإنجيلية، خاصة فى أمريكا، سادت عقلية ولّدت مناخا أشبه ما يكون بمحاكم التفتيش، مع فارق المسميات والأساليب، واتُهمت آراء وأبحاث العلماء بالخطورة، وتعرض العديد منهم إلى المحاكمة، و اتُهموا بالهرطقة وعانوا من ضياع مناصبهم الأكاديمية.. إلا أن التحرر الفكرى الذى ساد فى القرن العشرين سرعان ما سمح بأن أعاد العلماء تنظيم أنفسهم فى الكليات والجامعات والندوات. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية عاد العلماء إلى تقلد مراكز القيادة فى الكليات والجامعات بطول القارة وعرضها. مما اضطر المؤسسة الكنسية إلى إنشاء معاهدها الخاصة بالدراسات الإنجيلية كمحاولة للتصدى لهذه الأبحاث الجديدة و لمواصلة نشر ما تفرضه بدأب وجبروت منذ القرن الرابع.. ومن أهم الصراعات الدائرة بين الجانبين، محاولة العلماء المنتقدين للأحداث والوقائع التاريخية وإصرارهم على مواصلة البحث بلا كلل ولا حرج، أى أياً كانت النتيجة، للتوصل إلى معرفة ما قد يكون يسوع قد قاله وعمله فعلا من كل ما نسب إليه فى الأناجيل المعتمدة والوثائق الأخرى، والتى يبدو فيها معارضا للتقاليد الدينية السائدة، كعدم مراعاة يوم السبت، أو إظهاره على عداء مع اسرته أو اتهامها إياه بالجنون.. بل حتى تلاميذه يبدون وكأنهم غير قادرين على فهم رسالته.. وذلك على سبيل المثال لا الحصر، فما أكثر النقاط التى لا تزال غامضة حتى يومنا هذا، الأمر الذى وضع يسوع علناً و بلا تردد على مائدة الخلاف بين العلماء من الجانبين. وقد نجم هذا الوضع من واقع أن يسوع المعتقادات والعقائد، الذي تم فرض صورته هذه بشراسة فى القرون الوسطى بالسلطة الكنسية العاتية وبالسيف، لم يعد بوسعها أن تتحكم فى عقليات أولئك الذين أصبحوا يتبنّون نظريات جاليليو وكيبلير و كوبرنيكوس، إذ أنهم قد أزاحوا الآلهة القديمة من عروشها بفضل ما أبدعوه من معدات وإنجازات.. وكانت الطفرة الشديدة التى تمت فى علم الفلك تمثل جزءا من الصحوة العلمية التجريبية، التى رأت إخضاع كل المعارف للعلم والتجريب. وفى مواكبة لهذه الطفرة العلمية أعيد النظر فى المعطيات التاريخية القديمة للتفريق بين ما هو واقعى وما هو من نسج الخيال.. وفى المجال الإنجيلي كان لا بد للعلماء من البحث فى العلاقة بين الإيمان و التاريخ والفصل بينهما. وهو ما تم فيما يتعلق بالبحث عن يسوع التاريخي. وبذلك أصبحت الوثائق والمعطيات التاريخية عبارة عن أدوات لا غنى عنها، فى العصر الحديث، للبحث والتفريق بين العالَم المتخيّل والعالَم الواقعى للتجربة الإنسانية. ولمعرفة الحقيقة حول يسوع، يسوع الإنسان الحقيقى، كان لا بد من العثور أولا على يسوع التاريخى الذى عاش فى الواقع، والبحث عما قاله وعما فعله فعلا وليس تلبيساً.. وما توصلت إليه أعمال الندوة بأبحاثها ومناقشاتها كان ما يلى : • أن يسوع لم يقل ان يؤمن أحدا بأن موته كان تكفيرا عن خطايا البشر • ويسوع لم يقل أنه المسيح • ويسوع لم يقل أنه الأقنوم الثانى من الثالوث • و يسوع لم يطالب الأتباع بعملية الإعتراف الدورى، والندم، أو الصيام • ولم يهدد أحداً بالجحيم كما لم يَعِد احداً بالسماء • ولم يقل يسوع أنه سيصحو من بين الموتى • ولم يقل أنه وُلد من عذراء ولم يطالب أحداً بالإيمان بذلك • ولم ينظر يسوع إلى النصوص على أنها معصومة من الخطأ أو أنها ملهمة من الله ! وهو ما أعلنه رسميا روبرت فانك رئيس الندوة فى صيف 1994.. المرحلة الثانية : 1991 – 1996 تركزت أعمال المرحلة الثانية لدراسة ما قد يكون يسوع قد عمله فعلا من خلال ما هو وارد بالأناجيل. و فى هذه المرحلة تمت دراسة 387 تقريراً يتناول 176 حدثا أو واقعة يُعد فيها يسوع الشخصية الرئيسية حتى وإن ورد فيها أسماء يوحنا المعمدان أو سمعان/بطرس أو شقيقه يعقوب الذى تولى كنيسة القدس من بعده. يتبــــــــــــــــــــــع |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
يتبــــع الموضوع السابق ندوة عيسى ومن بين الوقائع التى يبلغ عددها 176 الواردة بالأناجيل، تم الإتفاق على ان عشرة منها فقط هى التى تحتمل نسبة عالية من المصداقية. وثلاثون واقعة أخرى حصلت على درجة إحتمالية بعيدة الحدوث. وتم استبعاد باقى الأعمال المنسوبة إلى يسوع على أنها غير واقعية أو غيرمحتملة الوقوع. وبجمع المجموعتين توصلوا إلى رقم 29 واقعة واردة بالإناجيل هي التي تحتمل المصداقية من العدد الإجمالى لها وهو 176، أى بنسبة 16 % من الأعمال المنسوبة الى يسوع. وهى نسبة تقل قليلا عن نسبة ال 18 % من الأقوال التى حصلت على احتمال المصداقية. ويقول روبرت فانك إلى من لا يزالوا يؤمنون بأن الكتاب المقدس كلام الله،" أن نسبة ال 16 % من المصداقية تعد جد ساخرة أو مثيرة للسخرية "! والسبب فى استبعاد 84 % من الأعمال المسندة ليسوع فى الأناجيل ترجع إلى أصل تلك الأناجيل، التى يصل عددها إلى قرابة عشرين إنجيلا، وصلت من القرون الثلاثة الأولى سواء كاملة أو مجرد أجزاء، إعتمدت المؤسسة الكنسية منها أربعة فحسب وكوّنت منها ما يسمى بالعهد الجديد وأعدمت أو استبعدت العدد الباقى. وهذه الهشاشة التاريخية للأصول الكنسية او المسيحية ترجع إلى أن أول جزء ضئيل معروف من الأناجيل عبارة عن جزء منقول من نص آخر، أى أن أول أثر باق من تلك النصوص ليس نصاً أصلياً وإنما هو نص منقول يرجع إلى أكثر من مائة عام بعد "وفاة" يسوع. وأول أثر مادّى يمكن الإعتماد عليه نسبيا يرجع إلى آخر القرن الميلادى الثانى، أى إلى حوالى 170 عاما بعد يسوع.. لذلك أجمع العلماء فى معهد ويسْتار أنه فى غياب أية معلومات مؤكدة فإن من صاغ بدايات هذه النُسخ أشخاص يرجعون إلى الجيل الثالث فى الربع الأخير من القرن الأول، إعتمادا على ذكريات سمعية تُحكى شفاهة متناقلة بين الأجيال، مؤكدين أن هذه النصوص قد تمت صياغتها وإعادة صياغتها وتغيير حكاياتها وأحداثها بالزيادة والنقصان لأكثر من قرن قبل أن تصل تقريبا إلى شكلها الأخير- ولا يعنى ذلك شكلها النهائى. والمحصلة الناجمة عن هذه الأبحاث هى أن ما بقى من أعمال يسوع يمثل آثاراً لصورة جد باهتة ليسوع، زادت الخرافات والأساطير من التعتيم عليها، وهى صورة تتطلب عقلا متفتحا وصبراً شديداً لتلمس تلك الحقائق الخافتة.. على حد قول ما نطالعه فى المقدمة المرفقة بطبعة هذا المجلد الثانى والمعنون : "أعمال يسوع " الصادر سنة 1998. وبعد أكثر من عشر سنوات من الأبحاث التى قام بها ذلك الفريق الدولى للكشف عن حقيقة حياة ووفاة يسوع التاريخى، إنتهوا إلى أن صورته التاريخية تختلف تماما عما فى الصورة التقليدية التى تقدمها المؤسسة الكنسية. إذ يرون أن يسوع لم يمش على الماء، ولم يطعم الآلاف من البشر، ولم يحوّل الماء اإلى نبيذ، وأنه تم إعدامه كشخص يثير الشغب وليس لقوله أنه إبن الله ! وأن الذين أعدموه هم الرومان وليس اليهود.. أما عملية البعث فهى قائمة على تصورات لكل من بطرس وبولس ومريم المجدلية، فى نصوص تتناقض فيما بينها فى كل تفاصيلها، لذلك لم يعتدوا بها. المرحلة الثالثة : 1996 – 1998 ضمّت المرحلة الثالثة خطين متوازيين من الأبحاث، أحدهما يتناول " ملامح يسوع"، كما تبدو صوره المختلفة فى كل الأبحاث التي سبقت أعمال الندوة، من جهة، ومن جهة أخرى اعتمادا على النتائج التي تم التوصل إليها في المرحلتين السابقتين، والتي كانت الأولى منها عن " أقوال يسوع " والثانية عن " أعمال يسوع ". وقد تولى هذه المهمة خمسة عشر عالماً فى معهد ويسْتار، لإستخلاص أكبر قدر ممكن من الملامح المقنعة والتى من الممكن تصورها من مختلف الجوانب. وتم نشر هذه الأبحاث المستقلة فى كتاب جماعي تحت عنوان "ملامح يسوع "، سنة 2002، يطالع فيه القارىء ملامح مختلفة تماما غير تلك التى اعتادت ترويجها النصوص الرسمية المنسوجة عبر المجامع على مر العصور.. والسؤال الذى يطرح نفسه هو : هل يمكن لأقوال يسوع وأعماله كما خرجت بها الندوة أن تقدم قاعدة كافية لتصورات يمكن إضفاء المصداقية عليها لملامح يسوع ؟ ذلك هو التحدي الذي تولى القيام به نخبة من المساهمين فى هذا الكتاب.. أما الخط الثانى فكان متعلقا بالبحث فيما تتضمنه " أعمال الرسل" من حقائق يمكن الإعتماد عليها تاريخيا، و ما هى نسبة ما بها من حقائق ونسبة ما يستوجب إستبعاده منها مما هو وارد في الأناجيل. وتم نشر أعمال هذه المرحلة الثالثة من الدراسات فى سنة 1999. والغرض من هذه الدراسة هو عمل طبعة ملونة مثل الكتابين السابقين لأقوال يسوع وأعماله. وبذلك سيمكن لدارسى الكتاب المقدس أن يكونوا على دراية بأصول دينهم بصورة أكثر دقة، وأكثر مصداقية، اعتمادا على ما أمكن التوصل إليه من حقائق ثبتت صحتها. ومن المفترض أن" أعمال الرسل" تاريخيا هى المحاولة الأولى لسرد أصول المسيحية، وكان من المنطقي أن يبدأ بها العهد الجديد ولا يأتي وضعها بعد الأناجيل. وقد أتى هذا الترتيب لتثبيت صورة بعينها. وهى قصة مكتوبة بحيث يستمر أثرها – وإن كانت فى يومنا هذا قد فقد الكثير من معطياتها المصداقية التاريخية. ويرجع فقدان المصداقية هذا إلى إدراك و ثبوت تنوع أصول المسيحية فى بداية مشوارها. وما هو وارد بالأناجيل لا يعكس هذا التنوع وإنما يغفله عمدا ليفرض وجهة نظر مغايرة. ودراسة أعمال الرسل اليوم تؤكد أنها من آداب أعمال الخيال الدينى، لاستعراض مميزات تلك الحقبة وترسيخها، وهى معطيات لا يمكنها الصمود لآليات البحث العلمي والتاريخي، ولا يمكنها أن تظل فى المكانة التى تصدرتها لقرابة الفى عام. ويمكن تقسيم أبحاث " ندوة عيسى " حول أعمال الرسل إلى أربع فئات، هى : 1 ) - تصنيف نوعيتها، وقد تم ذلك على أنها كتابات تاريخية، إلا أن الأبحاث كشفت قرابة شديدة بينها وبين أعمال رسل أخرى استبعدتها المؤسسة الكنسية فى المسيحية الأولى. وهذا الأمر وحده يحتّم إعادة دراستها كما يحتّم اعتبارها جدّيا كأدبيات خيالية. 2 ) - تختص الفئة الثانية من التحليل باللاهوت وبأهداف أعمال لوقا. وقد تم إثبات أنه تمت صياغتها بدافع من التوجهات اللاهوتية. أى أنها جميعها تتبع جدولا لاهوتيا من أجل ترسيخ لاهوت بعينه وترسيخ معطياته التاريخية الموجّهة. 3 ) - تتناول الفئة الثالثة مصادر أعمال الرسل واستخدامها لأصول سابقة كمصدر لها، خاصة مصدر Q إضافة اإلى مصادر أخرى. 4 ) - أما الفئة الرابعة فتأخذ المصادر السابقة إلى خطوات أعمق فى دراستها وتحليلها. وحتى إن تم التوصل إلى هذه الأصول، فالسؤال هو : إلى أى مدى يمكن اعتبارها مصادر تاريخية حقيقية وليست مختلقة ؟.. وهو ما يتطلب مزيدا من البحث والتدقيق لكل معطى من معطياتها، خاصة وإن أعمال الرسل ظلت لفترة طويلة بعيدة عن مجهر الباحثين.. ومن الواضح أن ما توصلت إليه " ندوة عيسى " يختلف تماما عما آمن ويؤمن به المسيحيون على مر التاريخ، كما أنها فى تناقض واضح مع المعتقدات السائدة، إذ أنها استبعدت تماما فكرة أن تكون الأناجيل منزّلة من عند الله – وهو ما كان مجمع الفاتيكان الثانى قد أقرّه بالفعل، وإن كان بعبارات ملتوية، كما استبعدت الندوة أن يكون من كتبوها من الملهمين، أو حتى الأسماء التى هى معروفة بها. وإنما يعتبرونها وثائق آدمية ألفها كتبة ضمّنوها معتقداتهم الشخصية أو معتقدات من يوجهونهم. وذلك لكل ما بهذه النصوص من تناقضات فيما بينها من جهة، وفيما بينها وبين العقل والمنطق من جهة أخرى.. وإن كان هناك من لا يزال يؤمن بأن هذه النصوص منزّلة، فإن علماء "ندوة عيسى " ينظرون إليها من زاوية أخرى، موجزها : إن رسالة يسوع وكل ما يتعلق به قد مرت عبر فترة ممتدة من التراث الشفهى تصل إلى ما بين ثلاثين إلى خمسين عاما، وهو ما يسمح بتعديل وتبديل ملامح أية وقائع تاريخية أو حقيقية، فما من إنسان يحكى نفس الحدث بنفس الأسلوب، ولا بنفس الإنفعال، والأدهى من ذلك حين تتدخل الأغراض والأهواء.. المرحلة الرابعة : 2006 -.... بدأ العاملون فى " ندوة عيسى" المرحلة الرابعة من أبحاثهم بندوة حول " الأصول المسيحية "، يقومون فيها بكتابة تاريخ جديد للمسيحيات الأولى والكتابات المسيحية، مستعينين فيها بنفس الوسائل ونفس الأساليب العلمية المتّبعة فى الندوات السابقة. وتهدف ندوة دراسة " الأصول المسيحية " إلى الكشف عن التراث والتقاليد المتعلقة بيسوع من خلال رؤية أوسع للثقافة اليونانية - الرومانية، والمرحلة التالية لبناء المعبد وبداية ظهور اليهودية الحخامية، والتنوع الشديد بين أتباع يسوع وتطويرهم للتراث المسيحى حتى تم بتره تماما عن جذوره اليهودية، تلك الجذورالتى فتح مجمع الفاتيكان الثانى سنة 1965 الباب على مصراعيه للتراجع عن كل ما قام بنسجه عبر التاريخ، و ذلك بتبرأته اليهود من دم السيد المسيح، وهو ما يخالف الأناجيل مخالفة أقل ما يقال عنها أنها من الأسباب الرئيسية التى دفعت بالآلاف من الأتباع لمغادرة المؤسسة الكنسية، وإلى انتشار الإلحاد بينهم بصورة لا تغفلها عين. ومن المناطق المزمع البحث فيها على أرض الواقع، تسالونيكا، والجليل، و القدس، وإنطاقيا، وأديسا، والإسكندرية، وأفسوس، وفيليبّى، وكورنثيا وروما. إضافة إلى دراسة مجالات أخرى تعد مساندة، ومنها : دور المرأة، اليهود والوثنيين، والمسيحية اليهودية، والغنوصية، والمسيحية والإمبراطورية الرومانية. وقد بدأت هذه اللقاءات ببلدة تسالونيكا لتدارس أربعة محاور حول المسيحية لمعرفة هل هى بدأت مع يسوع، أو مع ابتداع فكرة البعث، أو مع ابتداع فكرة عيد الفصح، أو مع عمليات التبشير التى تولاها بولس وخرج بها جذريا عن تعاليم يسوع كما هي واردة في الأناجيل.. ويشهد عام 2007 العديد من النشاطات البحثية والندوات والمحاضرات العامة إلى جانب الموضوع الرئيسي وهو : "أصول المسيحية ". وتدور موضوعات هذه المحاضرات العامة حول الحياة والموت أيام يسوع، الأخلاق، التطور والمستقبل، بدايات المسيحية : تنوع وليست أصول، يسوع والقرن الواحد والعشرين، الحركات الدينية وكيف بدأت المسيحية، يسوع التاريخى ومستقبل الكنيسة. وكل هذه المحاضرات والندوات تمثل برنامجا مستقلا يعرف باسم : "ندوة عيسى على الطريق ". وذلك لأن العديد من الناس هناك لا يمكنهم حضور اللقائين الدوريين السنويين لبُعد المسافة، فقرر معهد ويسْتار أن يخرج عن نطاق جدرانه ويتجه إلى الجماهير فى مختلف البلدان الأمريكية لاشراكها فى أحدث ما توصلوا إليه. على هامش " ندوة عيسى " إن جهود " ندوة عيسى " من أجل استبعاد ما علق برسالته على مر العصور، أو من أجل محاولة استعادة الأتباع إلى الديانة التى فرّوا منها لسبب أو آخر، ليست بجديدة، فهناك العديد من المحاولات التى تمت نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : واحدة ترجع إلى مطلع القرن الثامن عشر، والأخرى إلى سنة 2005.. فقد سبق أن قام توماس جيفرصن، المواطن الوطنى – كما يطلقون عليه، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق، بنفس العمل سنة 1700، حينما أمسك بالمقص وراح يستبعد كل ما لا يقبله العقل والمنطق أو كل ما يتنافى مع قانون الطبيعة من نصوص الكتاب المقدس، ثم قام بلصق الأجزاء الباقية ليخرج بكتاب مقدس يمكن قراءته والأخذ بما به من حكايات وتعاليم.. وعندما انتهى من مشروعه بقى معه 82 عمودا فحسب من 700 عمود تمثل طبعة الكتاب المقدس المعروفة باسم الملك جيمس ( King James Version)، أى انه قد استبعد قرابة 90 % من محتويات الكتاب المقدس الأصلى، وأطلق على اختياراته تلك عنوان : "حياة وأخلاق يسوع ".. أما المحاولة الأخرى فقد قام بها القس مايكل هينتون بانجلترا، فى كاتدرائية كانتربرى. ففى 21 سبتمبر 2005 أعلنت محطة ال بى بى سى البريطانية عن صدور طبعة جديدة للكتاب المقدس، يقول صاحبها القس مايكل هينتون أنه يمكن قراءتها قي أقل من ساعتين أو بالتحديد في مائة دقيقة ! وأوضح أنه قام بالتركيز على يسوع، باعتباره الشخصية الرئيسية في الكتاب المقدس. وقد قام القس جون بريتشارد أسقف جارّو بالإشراف العام على الكتاب قائلا : لا اعتقد ان أغلب الناس يعرفون الكتاب المقدس جيدا، وهذه المحاولة مقصود بها لفت نظر القارىء قائلين : أنظر، لدينا قصة عظيمة هنا، دعنا نتوغل فيها وألا نتوقف عند الطرّهات، ولنقدم لك أهم ما بها ! وقد استغرق العمل من القس هينتون أكثر من عامين لاستبعاد ما بالإصحاحات الست وستين التى تكون الكتاب المقدس، ليصل إلى نص متماسك، به أشهر القصص أو أكثرها انتشارا إضافة إلى ما يتعلق بيسوع. وكلها محاولات تتم من أجل إضفاء مصداقية جديدة على تلك النصوص التى يتباعد عنها الأتباع ، فى الغرب المسيحى، يوما بعد يوم، لتشجيعهم على القراءة دون أن ينفّرهم منها كل مالا يتمشى مع العقل و المنطق. محاصرة ندوة عيسى ! وكالمعتاد، لم تنجو "ندوة عيسى" من المحاصرة التقليدية للمؤسسة الكنسية الفاتيكانية، التى سرعان ما راحت تستكتب فرقها من العلماء التابعين لها، ونشر مواقع إلكترونية متعددة، إضافة إلى الإستعانة بكافة وسائل الإعلام للحد من آثار أبحاثها على الأتباع.. ومن بين الإنتقادات التى صدرت من هذه الفرق ضد أعمال "ندوة عيسى" إستبعادها للرسائل الأخروية من أقوال عيسى وأعماله، ومحاولة إضفاء ملامح مختلفة قد حطّت من القيمة البحثية لما يقومون به، وإن النتائج التى توصلوا إليها خاصة بآراء العلماء المشاركين فى الندوة، وإن الآراء التى طرحوها مرتبطة بميولهم الشخصية وهى عبارة عن آراء مسبّقة ! وإن أربعة عشرة فقط من العلماء المشاركين فى الندوة يعتبرهم المعارضون من العلماء الضالعين فى مجال العهد الجديد أما باقى المائتين فيرون أنه لا ثقل علمى لهم !.. بل لقد تمادى البعض فى انتقاده للندوة على أن عملها عبارة عن " نقد هدّام " ، على حد قول دانييل آكين، فى جريدة "معمدانية الجنوب"، أما الجمعية التبشيرية الأصولية، وجمعية الحارس المفسّر،وجمعية الترسانة المسيحية، فقد اتهمت جميعها ندوة عيسى بأنها "أداة فى يد الشيطان لهدم المعتقدات المسيحية"! ولقد علّق جيمس هوايت قائلا : " لإعادة بناء المسيحية، كما يقولون، فإنه يتعيّن على العاملين فى الندوة التخلص من الأشياء الأساسية التى تقف أمامهم، وهى : الكنيسة، بكل ما بها من عقائد ومعتقدات، وخاصة ما تقدمه من معلومات حول المسيح. وبغض الطرف عن ضئالة ما تقدمه الصحافة من معلومات حول "ندوة عيسى" فإنها تقوم بحرب صليبية لبتر سلطة النصوص وتاريخية يسوع المسيح وأسس العقيدة المسيحية "! وأطرف ما يلفت النظر فى هذه المقولة الأخيرة هى عبارة الإشارة إلى " ضئالة " ما تقدمه الصحافة من معلومات حول ندوة عيسى ! فمن الواضح إن هذه "الضآلة " بلا شك هى نتاج ما تقوم به الفرق التابعة للمؤسسة الكنسية من قبيل منظمة " أوبس داى " (عمل الرب ) والعديد غيرها، من ضغوط لعدم التعريف بهذه الأعمال. و من مجرد تصفّح أسماء الجبهة المعارضة ووهن انتقاداتها يدرك القارئ مستوى ذلك النقد ودوافعه، خاصة وأنهم قد تفادوا أية مواجهة علمية أو مناقشة علمية، وإنما مجرد إنتقادات وتجريحات.. وهى جهود لا تأتى نتائجها عادة إلا فى البلدان النامية وتلك التى بها أقليات مسيحية متحكمة بصورة أو بأخرى.. وقد عاصرنا فى العامين الماضيين (2005-2006 ) نموذجا من تلك النماذج في محاصرة " شفرة دافنشى " لكل من الرواية والفيلم المأخوذ عنها. ورأينا كيف لم تنجح الجهود المضنية التي قامت بها الفرق الفاتيكانية المعارضة إلا في بلدان العالم الثالث وتلك التي بها أقليات مسيحية ( أوردنا تفاصيلها في مقال سابق ).. والسبب الرئيسي الذي يدفع تلك المؤسسة الكنسية لمحاربة واقتلاع كل من يخالفها هو : أن نشر هذه المعلومات بين الجماهير يضر بعمليات التبشير التي أصبحت تتم بجسارة متزايدة، بفضل مظلات سياسية وقوانين ردعية صيغت، بكل أسف، خصيصا لحمايتها.. وتكفى الإشارة هنا إلى أن كل ذلك الجهد العلمي الذى يقوم به معهد ويسْتار منذ عام 1985 وحتى يومنا هذا، لم تشر إليه وسائل الإعلام في مصر، على اتساع مجالاتها وتنوعها، إلا في مقال يتيم صدر بجريدة "الدستور" في 12 / 10 / 2005 ضمن موضوع آخر وكأن المسألة عرضية وليس الغرض منها التعريف بها تفصيلا ! وهو ما يعد، في حد ذاته، في مثل هذا المناخ المتواطئ، فى ميزان حسنات من كتبه. ولا يبقى بعد هذا العرض الخاطف لأعمال "ندوة عيسى " بمعهد ويسْتار، بالولايات الأمريكية، إلا أن ننتظر صدور نتائج آخر أبحاثها لا فيما يتعلق بأصول المسيحية فحسب وإنما بكل مكوناتها التى تمت صياغتها عبر المجامع على مر العصور.. وهو ما يمكن مراجعته و التأكد منه بقراءة الأناجيل المعتمدة، خاصة فى طبعاتها القديمة، قبل ان يتم تعديل الكثير بها من طبعة إلى أخرى، من أجل إضفاء شىء من المنطق عليها أو من أجل عمليات التبشير.. قال الله تعالى في كتابه العزيز : {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}[البقرة:79]. يمكن مراسلة المؤلفة : كشف المراجع Robert Funk & the Jesus Seminar : * The Five Gospels : the search for the authentic words of Jesus, 1993 * Acts of Jesus : What Jesus really do ? 1998 * The Gospel of Jesus, according to the Jesus Seminar, 1999 Jean-Yves Leloup : * L'évangile de Thomas, Albin Michel, 1986 * L'évangile de Marie, " " 1997 * L'évangile de Philippe, " " 2003 John Dominic Crossan : * Four other Gospels : Shadows on the Contours of Canon Robert J. Miller, editor : * The Complete Gospels : all twenty of the known Gospels www.wikipedia.org www.westarinstitute.org |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
أختلافات في تراجم الكتاب المقدس نسخة مخطوطة من الكتاب المقدس موجودة في أحد الأديرة في بريطانيا تعود إلى 1407ميلادية بقلم اللواء أحمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى نبدأ الحديث عن نصوص الكتاب المقدس بذكر قاعدة أصولية وضعها علماء الكتاب المقدس، الذين عكفوا على ترجمته إلى الفرنسية، وأخرجوا للناس ما يعرف باسم: الترجمة المسكونية للكتاب المقدس .[1]..ولقد جاءت هذه القاعدة عند الحديث على نص سفر أعال الرسل، إذ يقول نصها:" ومن أراد أن يطالع مؤلفا قديما، وجب عليه أن يثبت نصه" .[2].. نصوص العهد القديم: تقول دائرة المعارف الأمريكية .[3]. "لم تصلنا أي نسخة بخط المؤلف الأصلي لكتب العهد القديم، أما النصوص التي بين أيدينا فقد نقلتها إلينا أجيال عديدة من الكتبة والنساخ. ولدينا شواهد وفيرة تبين أن الكتبة قد غيروا بقصد أو بدون قصد في الوثائق والأسفار التي كان عملهم الرئيسي هو كتابتها أو نقلها. وقد حدث التغيير بدون قصد حين أخطأوا في قراءة أو سمع بعض الكلمات، أو في هجائها، أو أخطأوا في التفريق بين ما يجب فصله من الكلمات وما يجب أن يكون تركيبا واحدا. كذلك فإنهم كانوا ينسخون الكلمة أو السطر مرتين، وأحيانا ينسون كتابة كلمات، بل فقرات بأكلمها. وأما تغييرهم في النص الأصلي عن قصد فقد مارسوه مع فقرات بأكملها حين كانوا يتصورون أنها مكتوبة خطأ في صورتها التي بين أيديهم. كما كانوا يحذفون بعض الكلمات أو الفقرات، أو يزيدون على النص الأصلي فيضيفون فقرات توضيحية .. وهكذا لا يوجد سبب يدعو للافتراض بأن وثائق العهد القديم لم تتعرض للأنواع العادية من الفساد النسخي، على الأقل في الفترة التي سبقت اعتبارها أسفارا مقدسة ... لقد كتبت أسفار العهد القديم على طول الفترة من القرن الحادي عشر ق.م إلى القرن الأول ق.م وأخذ صورته النهائية في القرن الأول الميلادي .. وعلى مدى القرون الطويلة التي كتبت فيها أسفار العهد القديم نجد أن نصوصه قد نسخت مرارا وأعيدت كتابتها باليد. ولقد حدثت أخطاء في عملية النسخ، وكان يحدث أحيانا أن بعض المواد التي كتبت على هامش النص تضاف إليه ... ولقد أكد اكتشاف وثائق البحر الميت .عام 1947. ضرورة إدخال بعض التغييرات على النسخة العبرية الحديثة، في سفر أشعياء". &&& ويقول المدخل إلى العهد القديم .[4]. في ترجمة التوراة للكاثوليك تحت عنوان:تشويه النص.[5].: [لا شك أن هنالك عددا من النصوص المشوهة التي تفصل النص المسوري .العبري. الأول عن النص الأصلي. فمن المحتمل أن تقفز عين الناسخ من كلمة إلى كلمة تشبهها وترد بعد بضعة أسطر، مهملة كل ما يفصل بينهما. ومن المحتمل أيضا أن تكون هناك أحرف كتبت كتابة رديئةفلا يحسن الناسخ قراءتها فيخلط بينها وبين غيرها. وقد يدخل الناسخ في النص الذي ينقله، لكن في مكان خاطئ، تعليقا هامشيا يحتوي على قراءة مختلفة أو على شرح ما. والجدير بالذكر أن بعض النساخ الأتقياء أقدموا، بإدخال تصحيحات لا هوتية، على تحسين بعض التعابير التي كانت تبدو لهم معرضة لتفسير عقائدي خطير .[6].. وأخيرا، فمن الممكن أن نكتشف ونصحح بعض النصوص المشوهة، باللجوء إلى صيغ النصوص غير المسورية، في حال كونها أمنت من التشوه .. أية صيغة من النص نختار؟ وبعبارة أخرى، كيف الوصول إلى نص عبري يكون أقرب نص ممكن إلى الأصل؟ لم يتردد بعض النقاد في تصحيح النص المسوري، كلما لم يعجبهم، لاعتبار أدبي أو لاعتبار لاهوتي .[7]..وتقيد البعض الآخر، كرد فعل، بالنص المسوري، إلا إذا كان تشويهه واضحا، فحاولوا عندئذ أن يجدوا، بالرجوع إلى التراجم القديمة، قراءة فضلى. هذه الطرق غير علمية، ولا سيما الأولى منها، فهي ذاتية إلى حد الخطر .. لكن الحل العلمي الحقيقي يفرض علينا أن نعامل الكتاب المقدس كما نعامل جميع مؤلفات الحضارة القديمة .[8].أي نضع "شجرة النسب" لجميع ما نملكه من الشهود، بعد أن نكون قد درسنا بدقة فائقة مجمل القراءات المختلفة: النص المسوري، ومختلف نصوص .وادي. قمرا، والتوراة السامرين، والترجمات اليونانية السبعينية .مع مراجعاتها الثلاث المتعاقبة. وغير السبعينية، وترجمات الترجوم الآرامية، والترجمات السوريانية، والترجمات اللاتينية القديمة، وترجمة القديس ايرونيمس، والترجمات القبطية، والأرمنية ... إلخ. وبهذه المقارنات كلها نستطيع أن نستعيد النموذج الأصلي الكامن في أساس جميع الشهود. وهذا النموذج الأصلي يرقى عادة إلى حوالي القرن الرابع قبل المسيح. ولسوء الحظ، لم تنشر نصوص قمران كلها إلى اليوم، وهذا العمل النقدي يقتضي من الكفاءات والأبحاث ما يستغرق عشرات السنين] .[9].. &&& نصوص العهد الجديد:إذا كانت دقة النصوص مطلوبة دائما باعتبارها الأساس الذي تقوم عليه العقائد والأحكام المستقاة من كل كتاب مقدس، فإن تلك الدقة قد صارت في المسيحية من ألزم اللزوميات، نظرًا لتأثر مصادرها الأولى تأثرًا عميقاً بالفكر اليوناني وفلسفاته، وخاصة لفظ .اللوغس. ومدلولاته المتنوعة والغامضة. يقول المدخل إلى العهد الجديد .[10]. في ترجمة الكاثوليك تحت عنوان: بعض النظرات إلى العالم اليوناني الروماني: [أخذ الناس، قبل العهد المسيحي بقليل، ينظرون إلى الأباطرة نظرتهم إلى كائنات إلهية، أبناء الله، بل آلهة. وهذا التطور قد أثرت فيه تأثيرا كبيرا معتقدات الشعوب الشرقية، موافق لمنطق الأمور، فلما كانت الإمبراطورية واحدة، لزم أن تظهر العبادة أساسها الواحد. فضل طيباريوس وقلوديوس وسبسيانس أن يشجعوا عبادة الإمبراطور بعد موته فحسب، في حين أن قليغولا ونيرون ودوميطيانس تركوا الناس يعبدونهم في أثناء حياتهم. تلك بعض أهم صفات العالم الذي كان للمسيحيين الأولين أن يعيشوا فيه، والشهادة التي يعلنونها في إيمانهم هي أن المسيح هو وحده الرب وليس الإمبراطور، فله تجب الطاعة ولو تعرضوا لأن يخالفوا مخالفة صريحة الدين الذي يسود الحياة كلها في بيئتهم]. &&& لقد تكلم المسيح وتلاميذه الآرامية، بينما جاءتنا أسفار العهد الجديد مكتوبة جميعها بالإغريقية على مخطوطات بالية تختلف نصوصها اختلافا كبيرا.[ليس في هذه الكتب الخط .المخطوطات. كتاب واحد بخط المؤلف نفسه. وجميع أسفار العهد الجديد، من غير أن يستثنى واحد منها، كتب باليونانية. وأقدم الكتب الخط، التي تحتوي معظم العهد الجديد أو نصه الكامل، كتابان مقدسان على الرق يعودان إلى القرن الرابع. وأجلهما المجلد الفاتيكاني، سمى كذلك لأنه محفوظ في مكتبة الفاتيكان. وهذا الكتاب الخط مجهول المصدر، وقد أصيب بأضرار لسوء الحظ، ولكنه يحتوي على العهد الجديد ما عدا: الرسالة إلى العبرانيين9/14 – 13/25، والرسالتين الأولى والثانية إلى طيموتاوس، والرسالة إلى طيطس، والرسالة إلى فليمون، والرؤيا .[11].. والعهد الجديد كامل في الكتاب الخط الذي يقال له المجلد السينائي لأنه عثر عليه في دير القديسة كاترينا، لا بل أضيف إلى العهد الجديد: الرسالة إلى برنابا، وجزء من الراعي لهرمس. وهما مؤلفان لن يحفظا في قانون العهد الجديد في صيغته الأخيرة .[12].. &&& لقد أساء النساخ كثيرا إلى نصوص العهد الجديد وكان أكبر خطاياهم ما فعلته أيديهم من تغيير وتبديل.[ إن نسخ العهد الجديد التي وصلتنا ليست كلها واحدة، بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية، ولكن عددها كثير جدا على كل حال ... إن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التي تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت، مهما بذل فيها من الجهد، بالموافقة التامة للمثال الذي أخذت عنه. يضاف إلى ذلك بعض النساخ حاولوا أحيانا، عن حسن نية، أن يصوبوا ما جاء في مثالهم وبدا لهم أنه يحتوي أخطاء واضحة، أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد أن تكون كلها خطأ. ومن الواضح أن ما أدخله النساخ من التبديل على مرّ القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر، فكان النص الذي وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مثقلا بمختلف ألوان التبديل ظهرت في عدد كبير من القراءات ].[13].. ولقد تبين لعلماء المسيحية استحالة الوصول إلى النص الأصلي مهما بذلوا من مجهودات، ولم يبق، إذن، سوى صرخة حسرة تقول: يا سوء طالعنا! [ المثال الأعلى الذي يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يمحص هذه الوثائق المختلفة لكي يقيم نصا يكون أقرب ما يكون من الأصل الأول. ولا يرجى في حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه .. كان الآباء لسوء طالعنا يستشهدون به في أغلب الأحيان عن ظهر قلبهم .من الذاكرة. ومن غير أن يراعوا الدقة مراعاة كبيرة، فلا يمكننا والحالة هذه الوثوق التام في ما ينقلون إلينا] .[14].. لقد أصبح الحل الذي يراه آباء الكنيسة وعلماء المسيحية إزاء مشكلة النص، هو قبول الوضع الحالي بكل ما عليه من مآخذ، باعتباره أحسن ما استطاعت مجهوداتهم البشرية الوصول إليه. على أن يستمر هذا الوضع مقبولا إلى الوقت الذي تظهر فيه وثائق جديدة تساعد على إعادة النظر فيه وتطويره ليكون أقرب ما يكون إلى ذلك الأصل المجهول، بعد تنقيته من التحريف الذي لحق به! [ هدف أصحاب النقد الباطني أن يوضحوا بجلاء نوع التدخل الذي قام به الناسخ، والأسباب التي دعته إلى ذلك التدخل. فيسهل بعد ذلك الارتقاء إلى القراءة القديمة التي تفرعت منها سائر الروايات المحرفة. وبوسعنا اليوم أن نعد نص العهد الجديد نصا مثبتا إثباتا حسنا، وما من داع إلى إعادة النظر فيه إلا إذا عثر على وثائق جديدة] .[15].. إن الإنسان لا يجاوز الحقيقة إذا قال تعقيبا على هذه الأقوال التي جاءت من مصادر مسيحية موثوقة: إن العهد الجديد الحالي هو عهد جديد مؤقت! إنه معرض للتغيير والتبديل حسبما تأتي به الأيام! الإعجاز الغيبي: وإذا كان هذا هو ما آلت إليه آراء الذين أوتوا العلم من "أهل الكتاب" في كتابهم المقدس، فماذا قال القرآن منذ 14 قرنا؟ لقد قال في الذين استحفظوا كتاب الله ولم يراعوا أماناتهم وعهدهم: { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ}[المائدة: 13]. الحق إنها لمعجزة لمن لا يزال يطلب المعجزات سبيلا للإيمان بالله الواحد الأحد. إن "المدخل إلى العهد الجديد"لم يجد كلمة غير "التحريف"يصف بها ما أصاب نصوصه التي بين أيدي الناس. وهو ما تبينه الصورة الزنكغرافية المنشورة في الصفحة التالية. وبين القرآن أن منهم من كان يضيف إلى كلام الله وينقص منه ما شاء له هواه، ولقد رأينا ذلك رأي العين: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ}[البقرة:79]. {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 78]. ومنهم من كتب الكلام المقدس حسب ظنه، دون تثبت ويقين. {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}[النجم: 28]. {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ }[البقرة: 78]. حمل كتاب اختلافات في تراجم الكتاب المقدس وتطورات هامة في المسيحية قائمة تراجم الكتاب المقدس ورموزها الاصطلاحية (أ) تراجم عربية الرمز : الكتاب المقدس للكاثوليك. 2.الكتاب المقدس:دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط ـ طبعة العيد المئوي 1883/1983. الرمز الكتاب المقدس للبروتستانت. 3.كتب الشريعة الخمسة:دار المشرق ـ بيروت ـ 1984 ـ أعتماد بولس باسيم، النائب الرسولي للاتين. الرمز : التوراة للكاثوليك. 4.العهد الجديد:منشورات دار المشرق ـ بيروت ـ 1985 ـ الطبعة العاشرة. أعتماد : بولس باسيم، النائب الرسولي لاتين الرمز : العهد الجديد للكاثوليك. 5.العهد الجديد:منشورات المطبعة الكاثوليكية ـ بيروت ـ 1969 الطبعة الخامسة. الرمز : العهد الجديد للمطبعة الكاثوليكية. (ب) : تراجم انجليزي: 1.King James Version الرمز : ترجمة الملك جيمس 2.Revised Standard Version الرمز : الترجمة القياسية المراجعة. (ج) تراجم فرنسية 1.LA BIBLE : Louis Segond , Paris 1980. الرمز: لوي سيجو الفرنسية 2.TRADUCTION OECUMEIQUE de la BIBLE (TOB) Paris ,1986 الرمز : الترجمة الفرنسية المسكونية .[1].: المرجع رقم 2 في قائمة التراجم الفرنسية للكتاب المقدس..[2].: "pour lire undo œuvre ancienne, il faut établir son texte" .[3].:ENCYCLOPEDIA AMERICAN, 1959, Vol. 3, pp. 615-622. .[4].: المرجع رقم 3 في قائمة تراجم الكتاب المقدس. ص 52. .[5].: "Corruptions textuelles, II est sur qu'un certain nombre de corruptions séparent le texte proton – massorétique du texte original. - Par exemple, l'œil du copiste peut sauter d'un mot à un autre mot semblable placé quelques lignes plus bas, omettant tout ce qui les séparait. - De mémo certains lettres, surtout si elles avaient été mal écrites ….". يلاحظ هنا قصور في الترجمة العربية حيث أن: "Par exemple" لا يصح ترجمتها بقولهم: .من المتحمل.، وإنما: .مثلا، أو على سيل المثال.. .[6].: "Ou encore certains scribes pieux ont prétendu améliore par des corrections théologiques telle expression qui leur semblant susceptible d'une interprétation doctrinale, ment dangereuses". .[7].: "Certains critiques n'hésitaient pas 'corriger le texte massorétique chaque fois qu'il ne leur plaisait pas, soit pour un motif littéraire, soit pour un ,motif théologique". .[8].: "Ces méthodes ne sont pas scientifiques et, surtout la première, elles sont dangereusement subjectives .. Mais la solution vraiment scientifique consisterait à faire pour la Bible ce qui se fait pour l'édition de tous les ouvrage de l'antiquité". .[9].:"Malheureusement, le textes de Qumran ne sont pas encore tous publiés et ce travail critique exige de être réalise avant plusieurs décennies". .[10].: المرجع رقم 4 في قاتمة تراجم الكتاب المقدس. ص 1-17. .[11].: "Ce manuscrite de provenance inconnu, malheureusement mutilé; atteste le Nouveau Testament sauf …" .[12].: ''il s'y ajoute même l'épitre de Barnabé et une partie du pasteur de Hermas, ouvrages qui ne seront pas retenus par le canon définitif du Nouveau Testament". المفروض أن يقال: رسالة برنابا أو الرسالة لبرنابا، وليس الرسالة إلى برنابا كما تقول الترجمة، حيث أنها كانت من عمله، ولم يرسلها أحد إليه، مثلما أرسل بولس رسائله إلى طيطس وغيره. .[13].: "Ce faisant, ils ont introduit dans le texte des variantes. Il va de soi qu'au cours des stèles, les scribes se sont ajoutées les unes aux autres, aussi le texte finalement parvenu à l'époque de l'imprimerie est – il charge de diverses corruptions qui se traduisent par la présence d'un nombre très considérable de variantes". .[14].: " Il est de toute manière hors de question d'espérer remonter Jusqu' au texte original lui . mémo .. Malheureusement pour nous les Pères citaient le plus fréquent de mémoire et sans beaucoup de rigueur, en sorte qu'il n'est pas toujours possible d'avoir pleine confiance dans les renseignements qu'ils transmettent..". .[15].:" Cela établi il est ensuite relativement aisé de retenir comme leçon primitive celle qui est apparue comme étant à l'origine de toutes les leçons corrompues. Le texte du nouveau testament peut être considéré actuellement comme bien établi. Il ne saurait être sérieusement remis en question qua par la découverte de nouveau documents." |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
الرد على القاديانية ـ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ الأستاذ: محمد إسماعيل عتوكhttp://www.quran-m.com/firas/ar_phot...adf48fda34.jpgقال الله تعالى:﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾(الأحزاب:40)، فنفى سبحانه أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم أبا أحد من رجال المخاطبين، وأثبت كونه رسول الله، وخاتم النبيين. وقد جاء هذا النفي ردًّا على المنافقين واليهود، الذين قالوا: تزوج محمد حليلة ابنه زيد، وهي زينب- رضي الله عنها- التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن طلقها زيد بن حارثه، وهو ابنه بالتبني. وكان الهدف من هذا الزواج هو إبطال فكرة التبني، التي كانت سائدة في المجتمع الإسلامي وقتئذ.وقوله تعالى:﴿ وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾استدراكٌ، الغرضُ منه: بيانُ إجمال النفي قبله، ورفعُ ماقد يُتَوَهَّمُ مِن نفي أبوته عليه الصلاة والسلام، من انفصال صلة التراحم والبِّرِ بينه، وبين الأمة، فذُكِّروا بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو كالأب لجميع أمته في شفقته ورحمته بهم، وفي برِّهم وتوقيرهم إياه، شأن كل نبيٍّ مع أمته. وأنه خاتم النبيين؛ وذلك لأن النبي، الذي يكون بعده نبيٌّ، إن ترك شيئًا من النصيحة والبيان، يستدركه من يأتي بعده. وأما من لا نبيَّ بعده يكون أشفق على أمته، وأهدى لهم وأجدى؛ إذ هو كالوالد لولده، الذي ليس له غيره من أحد. فكونه عليه الصلاة والسلام { رَّسُولَُ اللَّهِ، وَخَاتَمَُ النَّبِيِّينَ }، يفيد أنه ليس بأب شرعي لأحد من رجالهم، وأنه أب للمؤمنين جميعًا، وأن الصلة بينه، وبينهم هي صلة النبي بأمته. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه لو كان عليه الصلاة والسلام أبًا لأحد من رجالهم، لما صحَّ أن يكون خاتم النبيين والمرسلين؛ لأنه لو ثبت أنه أبٌ شرعي لأحد منهم؛ كزيد بن حارثة مثلاً، لربما خلفه في النبوة، فلا يكون حينئذ خاتم النبيين والمرسلين. ومعنى كونه عليه الصلاة والسلام {خَاتَمَ النَّبِيِّينَ } أن النبوة ختمت بنبوته، فلا نبي بعده إلى أن تقوم السَّاعة. أي: أنه لا تبدأ نبوة، ولا تشرَّع شريعة بعد نبوته وشرعته، فهو آخر الأنبياء عليهم السلام. ويلزم من كونه صلى الله عليه وسلم {خَاتَم النَّبِيِّينَ }كونه { خَاتَم المُرْسَلينَ }؛ إذ لا رسالة إلا بنبوة. ولهذا يقال: كل رسول نبيٌّ، وليس كل نبيٍّ رسولاً. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، حين خلَّفه في أهله في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله ! تخرج، وأقعد مع النساء والولدان ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:«أما ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسى؛ إلا أنه لا نبيَّ بعدي». فرضي عليٌّ، رضي الله عنه. وثبت عنه أيضًا قوله:«أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر، الذي يُحشَر الناس على قدمي، وأنا العاقبُ، الذي ليس بعدي نبيٌّ». فذكر عليه الصلاة والسلام من أسمائه:{ العاقب }، وبيَّنه بقوله:«الذي لا نبيَّ بعده»، فدل بذلك على أنه آخر الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام؛ لأن كل رسول نبيٌّ، فلا يبعَث بعده، لا رسولٌ، ولا نبيٌّ. فمن ادَّعى النبوة والرسالة بعده، أو صدَّق مُدَّعِي النبوة بعده، فهو كافر بالله عز وجل، مكذب لله ولرسوله، ولإجماع المسلمين، ويجب أن يُقَصَّ عنقُه، إلا أن يتوب ويرجع. فإن قيل: إن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ينزل آخر الزمان وهو رسول. فالجواب: أنه لا ينزل على أنه رسول مجدِّد؛ بل ينزل على أنه حاكم بشريعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام؛ لأن الواجب على عيسى، وعلى غيره من الأنبياء- عليهم السلام- الإيمانُ بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ كما قال الله تعالى:﴿وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴾(آل عمران:81). وهذا الرسول المصدق لما معهم هو محمد صلى الله عليه وسلم؛ كما صحَّ ذلك عن ابن عباس وغيره. وروى نعيمٌ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرجَ دَجَّالُونَ، كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِن ثَلاَثِينَ، كُلُّهُم يَزْعَمُ أَنَّهُ نَبِيٌ، وَلا نَبِيَّ بَعْدِي». فأخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بظهور المتنبِّئين الكَذَبَة، الذين يدَّعون النُبُوَّة. وقد حصل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، وأول من ظهر في حياته صلى الله عليه وسلم اثنان: مُسَيْلِمةُ الكذَّابُ في اليَمامَة، والأسودُ العَنْسِيُّ في اليمن. أما الأسود العَنْسِيُّ فقد قتله المسلمون قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم. وأما مُسَيْلِمةُ الكذَّابُ فإنه قد تبعه قوم من أهل اليمامة، ولما بُويِع أبو بكر الصديق- رضي الله تعالى عنه- بالخلافة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم, جهَّز له الصدِّيق جيشًا من المسلمين من المهاجرين والأنصار بقيادة خالد بن الوليد. وحصل قتال شديد جدًّا، وقُتِلَ فيه من المسلمين، ومن أفاضلهم، ومن قُرَّاءِ القرآن العددُ الكثير؛ ولكن في النهاية قتل الله مُسَيْلِمةَ الكذَّابَ، وأراح الله المسلمين من شرِّه.ثم ظهر طُلَيْحةُ الأَسَدِيُّ، وادَّعى النُبُوَّةَ، وظهرت سَجَاحُ التميمية، وادَّعت النُبُوَّةَ؛ ولكن الله منَّ على طُلَيحَةَ، فتاب إلى الله عز وجل، وجاهد في سبيل الله، وتوفي على الإسلام. وكذلك سَجَاح تابت إلى الله عز وجل. ثم ظهر المختار بن أبي عُبَيْدٍ الثقفيِّ في خلافة عبد الملك بن مروان، وادَّعى النُبُوَّةَ، وقتله الله سبحانه وتعالى على أيدي المسلمين. وقال أبو حيان:” وكان في عصرنا شخص من الفقراء، ادَّعى النُبُوَّةَ بمدينة مالقة، فقتله السلطان ابن الأحمر، ملك الأندلس بغرناطة، وصلب إلى أن تناثر لحمه “. ولا يزال المتنبِّئون الكذَبَةَ يظهرون بين الحين، والآخر، إلى أن ظهر منذ سنين رجلٌ في الهند يسمَّى: ميرزا غُلامُ أحمد القادْيانيّ، ادَّعى النُبُوَّةَ، بحماية من الحكام الإنجليز، وبمساندتهم، وكان أول ما بدأ به أن كتب كتابًا، سمَّاه: البراهين الأحمدية، يرد فيه على اليهود والنصارى؛ ليوهم الناس أنه من المدافعين عن الدين. وبعد فترة ادَّعى أنه مجدِّدُ القرن. ثم ادَّعى أنه المهدي. ثم ادَّعى أنه المسيح. ثم ادَّعى النبوة بوضوح، وأنه رسول من عند الله. فلما مات عثِر على آثاره، وجمعت كتبه، فوجد فيها رسالة بعث بها إلى الحكومة الإنجليزية، وهي بخطه يقول فيها:” إنني قد كتبت في مدح، وتأييد الحكومة الإنجليزية، وحثِّ المسلمين في الهند على الولاء لها، ما يعادل، لو جمع، أكثر من خمسين خزانة.. وإني قد دعوتهم في كل مكان إلى أن يتركوا الجهاد، وأن يخلصوا الولاء لهذه الدولة حفظها الله، وحرسها “. واستطاع أن يجمع حوله شرذمة من الناس، عرفوا بالقادْيانيَّة، والأحمديَّة، نسبة إلى بلدة قاديان في ولاية البنجاب من بلاد الهند، وإلى مؤسسها: أحمد القادْيانيّ. وقد تحمَّس هؤلاء في تأييد صاحبهم؛ لجهلهم بأصول الدين، ولطمعهم في المكاسب من قبل المستعمر الإنجليزي، الذي كان يستعمر الهند. والقاديانية، أو الأحمديَّة هي إحدى فرق الباطنيَّة، وأحدثها عهدًا، وأقربها ظهورًا. ومن أهم أركان دينها إنكار الجهاد. وترجموا القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، وتُجمِع ترجماتهم للقرآن، ومنها ترجمة محمد علي اللاهوري، وترجمة ملك غلام فريد، وترجمة السير ظفر الله خان، على أن باب النبوة لم يُغْلَقْ. وتأولوا قوله صلى الله عليه وسلم:«لا نَبِيَّ بعدي» بقولهم: لا نَبِيَّ معي. وتأولوا قوله تعالى:﴿ وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ بأن المعنى: زينة النبيين، وليس آخرهم. وهذا التأويل لا يصحُّ إلا في لغة الأعاجم، وأما في اللغة، التي أنزل الله تعالى بها القرآن، فلا يصحُّ أبدًا؛ بل لا يجوز؛ لأنه تحريف للكلم عن مواضعه. ولا يقول: إن بعدي، بمعنى: معي، وأن{ الخاتَم } بمعنى:{ الزينة }، إلا جاهل بلغة العرب، أو متجاهل خبيث شرير، غرضه إثارة الشبهات، ووضع السمِّ في الدَّسَم، ولا يخفى ذلك إلا على ضعاف النفوس والإيمان. وفي الردِّ على هذه الشبهة الواهيَة أقول بعون الله وتعليمه إضافة إلى ما تقدَّم: الخاتَِم، بفتح التاء وكسرها، اشتقاقهما من الخَتْمِ. والختم- في اللغة-ينبئ عن إتمام الشئ، وبلوغ آخره. يقال: فلانٌ خَتَمَ عليك بابه، إذا أعْرَض عنك. وخَتَمَ فلانٌ لك بابَهُ، إذا آثرَك على غيرك. وخَتَم فلانٌ القُرآن، إذا أتمَّ قراءته، أو حفظه إلى آخره. وخاتِمة السورة: آخرها.واخْتَتَمَ الشيء نَقيض افتَتَحه. وخاتَم كل شيء، وخاتِمه، وخِتامه: عاقبتُه وآخرهُ. وخِتامُ الوادي: أقصاه. وقوله تعالى:﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ﴾(المطففين:26). أي: آخرُ ما يجدونه منه عند شربهم إياه رائحةُ المسك. ويقرأ:{ خَاتِمهُ مِسْكٌ }. أي: عاقبتُه ريحُ المسك. وخِتامُ كلِّ مشروبٍ، وخاتَِمُه: آخِرُه. وقال الفراء: قرأَ عليٌّ عليه السلام:{خَاتِمُه مِسْكٌ }، وقال: أَما رأَيتَ المرأَةَ تقول للعطَّار: اجعلْ لي خَاتِمَه مِسكًا. تريد: آخرَه ؟ وقال الفراء: والخاتِمُ والخِتامُ متقاربان في المعنى، إِلاَّ أَن الخاتِمَ: الاسمُ، والخِتام: المصدر. وحقيقةُ الخَتْمُ: السَّدُّ على الإناء، والغَلْقُ على الكتاب، بطين ونحوه، مع وضع علامة مرسومة في خاتَم؛ ليمنع ذلك من فتح المختوم. فإذا فُتِح علم صاحبه أنه فتِح، لفسادٍ يظهر في أثر النقش. وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتَمًا لذلك. وقد كانت العرب تختم على قوارير الخمر؛ ليصلحها انحباس الهواء عنها، وتسلم من الأقذار في مدة تعتيقها. والخَتْمُ: أَفواه خَلايا النَّحْل. والخَتْمُ أَن تَجمع النحلُ من الشَّمَع شيئًا رقيقًا، أَرقَّ من شَمَع القُرْص، فَتَطْلِيَه به. والخاتَم، بفتح التاء، الطين الموضوع على المكان المختوم. وأطلق على القالَبِ المنقوش فيه علامة، أو كتابة، يطبَع بها على الطين، الذي يُختَم به، بحيث لا يخرج منه شيء، ولا يدخل فيه شيء. والخِتام: الطين الذي يُخْتَمَ به على كتابٍ. ويقال: هو الخَتْم، يعني: الطين الذي يُختَم به. والخِتَامُ هو أن تُثار الأرضُ بالبَذرِ حتى يصير البذرُ تحتها، ثم يسقونها. وخَتْمُ البَذر: تغطيته؛ ولذلك قيل للزَّارِعِ: كافرٌ؛ لأنه يغطِّى البَذْر بالتراب. قال الله تعالى:﴿ خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ﴾(البقرة:7)، فجعل على قلوب الكافرين، وأسماعهم خَتْمًا؛ كختم الطين على الجرَّة؛ ليكون لها مانعًا، يمنعها من ألَّا يدخل فيها شيء، أو يخرج منها شيء. أما أبصارهم فجعل عليها غشاوة؛ لتكون مانعة لها من الرؤية منعًا، لا يكون معه إلا العمى؛ وذلك لأنهم لم يؤمنوا. وقال تعالى:﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ﴾(المنافقون:3)، فجعل على قلوب المنافقين طابعًا، يمنعها من الفهم والعقْل منعًا، لا يرقى إلى المنع بالختم، وبالغشاوة؛لأنهم آمنوا، ثم كفروا. وقوله تعالى:﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ﴾(يس:65). أي: نمنعهم من الكلام. والختم على الأفواه، والقلوب قريب معناه من القَفْل. والخَاتَم والخَاتِمُ: من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وسمِّي بذلك لأن الله تعالى ختم به الأنبياء والرسل، وتمَّمَهم به، بحيث لا يأتي بعده نبيٌّ، ولا يبعث ممَّن قبله نبيٌّ؛ كما يختم بالطين على الجرَّة، بحيث لا يدخل فيها شيء، ولا يخرج منها شيء، فليُتأمَّل ! ويدل على ذلك قراءة ابن مسعود رضي الله عنه:{ ولَكِنْ نَبِيًّا خَتَمَ النَّبَيِّينَ }. وجاء في تُحْفَةِ الأَحْوَذِيِّ:”الخاتِمُ، بكسر التاء. أي: فَاعِلُ الخَتْمِ، وهو الإِتْمَامُ، والبُلُوغُ إلى الآخر، وبفتح التاء، بمعنى الطَّابَعِ، ومعناهُ: الشيءُ الذي هو دليلٌ على أنه لا نَبِيَّ بعده. وقال القاضي البَيْضَاوِيُّ: خَاتِمُ النُّبُوَّةِ أَثَرٌ بين كتفيه، نُعِتَ به في الكتب المتقدِّمة، وكان علامةً يُعْلَمُ بها أنه النَّبِيُّ الموعود، وصيانةً لنُبُوَّتِهِ عن تطرُّق القدْح إليها صيانةُ الشيءِ المُسْتَوْثَقِ بالخَتْمِ. ذكره العَيْنِيُّ “. وفي المستدرك على الصحيحين، عن جابر بن سمرة، قال:” رأيت خاتمًا في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كأنه بيضة حمام“. وفي الصحيحين عن السائب بن يزيد قال:” ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجعٌ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ، فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، مثل زر الحجلة“.وزر الحجلة: بيضتها. والحجلة طائر كالحمام. وفي المستدرك على الصحيحين، عن علباءَ بن أحمرَ اليَشْكُرِيِّ، قال:” حدثني أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا زيد ! ادْنُ ، فامسحْ ظهري»، فمسحت ظهره، فوقعت أصابعي على الخاتم، فغمزتها. فقيل له: وما الخاتم؟ قال: شعر مجتمع عند كتفه“. والغمز: الإشارة، والجسُّ، والضغط باليد، أو العين. وفي الشمائل المحمدية للترمذي، عن أبي نضرة العوقي قال:” سألت أبا سعيد الخدري عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني: خاتم النبوة، فقال: كان في ظهره بَضْعةٌ ناشِزَةٌ“. والبَضْعةُ، بفتح الباء، قطعة لحم، وناشزة: مرتفعة من اللحم. وفي فيض القدير:” قال القرطبي: اتفقت الأحاديث الثابتة على أن الخاتم كان شيئًا بارزًا أحمرَ عند كتفه الأيسر، قدْرُه، إذا قلل كبيضة الحمامة، وإذا كثر جَمْعْ اليد. وفي الخاتم أقوال متقاربة، وعد المصنِّف وغيره جَعْلَ خاتم النبوة بظهره، بإزاء قلبه، حيث يدخل الشيطان، من خصائصه على الأنبياء، وقال: وسائر الأنبياء كان خاتمهم في يمينهم “. وقال الشيخ السهيلي رحمه الله:” وضِع خاتم النبوة عند كتفه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه معصوم من وسوسة الشيطان، وذلك الموضع يدخل منه الشيطان “. نسأل الله تعالى أن يلهمنا الصواب والسداد في القول والعمل، ونعوذ به من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، فمن يضلل الله فلا هادي له، ومن يهد فلا مضل له، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين. الباحث في الإعجاز اللغوي والبياني للقرآن |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
هذا الموضوع طويل شوي نقد نظريات التطور http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...darwin_ape.jpgرسم لتشارلز دارون بيد أحد معارضي نظرية التطور يظهر فيها على شكل قرد بقلم الدكتور محمد برباب يقول ألكس كاريل في كتابه الإنسان ذلك المجهول " إن نظريات النشوء والارتقاء هي مصدر كل الهموم الإنسانية وإنها ليست إلا حكايات خرافية وجدت من يحميها ومن يقدمها للجماهير بحلة خادعة لا يعرفها كثير من الناس " . ويعتبر أنه من الصعب أن نسمي خط سير الحضارة الغربية ـ المتأثرة بهذه النظرية ـ وتوصلها إلى إمكانية تدمير الحياة على سطح الأرض وإنهاء 3 ملايين سنة من تاريخ البشرية.. لا يمكننا أن نسمي ذلك بحال من الأحوال تقدماً.. وهو بذلك يشير إلى القنابل النووية التي اخترعتها الحضارة الغربية .. حتى أن منها من تفتك بالإنسان وتترك البنيان .. وكأن البنيان أشرف من الإنسان. إذن فهل هذه النظريات خيالية وجدت من يروج لها؟ أم أنها نظريات علمية قريبة من الحقائق العلمية؟ أم أنها اكتسبت صفة الحقيقة العلمية؟ . قبل الجواب على هذه الأسئلة أود أولاً أن أوضح نقطتين هامتين: ما هي النظرية؟ وما هو المنهج الأسلم لدراسة نظريات التطور؟ . مفهوم الفرضية: النظرية هي مجموعة من الفرضيات المتماسكة بعضها مع بعض، وتأتي هذه الفرضيات عن طريق مشاهدة أو ملاحظة ظاهرة ما، وتتطلب هذه الفرضيات لإثباتها القيام بتجارب ناجحة، أو المشاهدة المباشرة التي تبرهن على صحة الفرضية، فإذا كانت إحدى الفرضيات التي تنتمي إلى النظرية لا يمكن إثباتها لا عن طريق التجربة ولا عن طريق المشاهدة المباشرة فإن النظرية كلها يعاد فيها النظر. أفضل منهج لتدارس هذه النظريات: فإذا كانت الدراسات القديمة في هذا الميدان لم تعتمد إلا على الصفات الخارجية للأنواع الحية ـ من مظهر وطول ولون جلد، فإن الدراسات الحالية تعتمد على معطيات جديدة كعلم المناعة وعلم الكيمياء الحياتية أو علم الفصائل الدموية أو علم الوراثة وهذه الدراسات التي برزت في العشرين سنة الأخيرة أعطت نتائج قلبت معطيات علم الأنتروبولوجيا القديمة، وذلك بشهادة جل مراكز البحث المختصة عالمياً فأقل ما يمكنه أن يقال عن فترات ظهور نظريات التطور أن الوسائل المستعملة في ميدان العلوم الطبيعية آنذاك، وسائل بدائية إلى حد كبير، ومن هنا نستنتج أن أحسن منهج لدراسة نظريات التطور هو دراستها في قالبها التاريخي، لأنه يبين مدى موافقة أو تعارض هذه النظريات مع الحقائق العلمية المتجددة. ظاهرة التشابه التصاعدي تتفق جميع نظريات التطور على أن كل أنواع الكائنات الحية قد نشأت عن نوع سابق لها في الوجود والنوع السابق يكون دائماً أبسط ممن يليه في التركيب وهكذا، فانطلاقاً من الكائنات الوحيدة الخلية ومروراً بالأعقد فالأعقد من النباتات والحيوانات وانتهاء بالإنسان، حيث تصر هذه النظريات على أن الكائنات نشأت بعضها من بعض وأصلها يعود إلى الكائنات الوحيدة الخلية. كيف ظهرت الكائنات الوحيدة الخلية ؟ التفسير الأول: للعالم السويسري (إرينيوس) (1) الذي يقول بأن الكائنات الوحيدة الخلية مصدرها كائنات مجهرية توجد في فضاء الكون منذ الأزل حيث انسلت إلى الأرض ثم تطورت صدفة فأعطت حيوانات ونباتات صدفة وعن طريق التطور. التفسير الثاني: (لأرنست هيكل ) الذي يقول بأن الكائنات تطورت من جماد بمعنى أنه في فترة ما من الزمن الماضي تحولت مواد غير عضوية إلى مواد عضوية صدفة ثم أعطت أحماض أمينية التي تحولت بنفسها صدفة إلى بروتينات ثم إلى صبغيات صدفة فأعطت كائنات ذات خلية واحدة صدفة ثم تكونت النباتات والحيوانات وهكذا.. نقد نظرية التطور التصاعدي ظاهرة التشابه التصاعدي: هذه الظاهرة حقيقة ثابتة منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا لا يسع العين إنكارها فضلاً عن العقل والفكر، وقد أشار إلى هذا ابن مسكويه في كتابه (الفوز الأصغر ) وكذلك ابن خلدون في المقدمة حيث يقول: ((ثم انظر إلى عالم التكوين كيف ابتدأ بالمعادن ثم النباتات ثم الحيوانات )) فهذه حقيقة وصفية مشاهدة قائمة كما هي منذ أقدم العصور التي وعاها الإنسان؛ ولكن هذه الظاهرة – التشابه التصاعدي في الكائنات – لا علاقة لها بدعوى نشأتها من أصل واحد، فصفاة الكائنات تمكننا من تصنيفها نعم ولكن لا تمكننا من معرفة أصلها وإلا فمن أين أتى حيوان منقر البط (Ornithorynque)(2) الذي يتميز بكونه حيوان برمائي، زاحف ذو كفين، له وجنة لها تجعدان وجنة القرد ومنقار بط وقدم ثعلب الماء، وناب أفعى وذنب السمور أو القندس وهو يرضع صغاره من غير ثدي ويضع بيضاً وحرارة جسمه غير ثابتة كالتي عند الثديات: فهذا الحيوان يمكننا مثلاً تصنيفه وبصعوبة أما معرفة مصدره وإلى أي حيوان ارتقى فهذا مستحيل. وكمثال آخر فإن ذئب (Tasmanie) مثلاً يشبه كثيراً الذئب المعروف: نفس الجهاز العظمي، نفس الأسنان نفس الجمجمة، إلا أن الأول كيسي ( له جيب بطني ) والثاني مشيمي (Placentaire) فهذا يعني أن الأحياء المتشابهة لا تنتمي حتماً لنفس الفصيلة. الحفريات لا تفسر بل تزيد تعقيداً.. والحلقات الوسطية مفقودة (3): حسب نظرية داروين فإن التغييرات تتعاقب ببطء، وتسفر في النهاية على الانتقال من نوع إلى نوع آخر.. وإذا كان هذا صحيحاً – يقول دنتون – فيجب أن نعثر على الحلقات الوسطية.. مثلاً: عام: 1900 عثر علماء الحفريات على حفرية لدودة (Poganaphora) (عملاقة) ليس لها فم ولا أنبوب هضمي، فعوض أن تتموضع هذه الحفرية بين نوعين سابقين، كونت نوعاً مستقلاً بحد ذاته ( مضيفة تعقيداً جديداً للتفسيرات السابقة). وفي 1909 عثر الباحث الأمريكي (Charles Doolithes) على حفرية حيوانية ترجع إلى 500 – مليون سنة لها نفس التعقيدات.. وفي 1947 عثر جيولوجي استرالي في أرض بلاده على حفريات أخرى (700 – م س ).. والحالتين معاً تمثلان حفريات لكائنات حية غير معروفة تماماً، ولم تمثل أية منها الحلقة الوسطية المنتظرة.. وعوض أن تنتظم شجرة التطور – يقول دنتون – تشعبت وتعقدت مع مرور السنين.. حقيقي أنه توجد استثناءات، فحفرية: (Archaeopteryx) (مجنح أثري ) تمثل حلقة وسطية محتملة بين الزواحف والطيور، لأنه يحتفظ بالكثير من خصائص الزواحف ( تموضع عظام الجمجمة، وجود أسنان، رقبة طويلة، غياب المنقر... الخ ). صورة لحفرية Archaeopteryx أما المتحجرات العائدة لسلسلة الحصان فلم يعثر عليها في الفترات والأحقاب التي كانت تستوجب نظرية التطور، فهناك فجوات بين فترات ظهور الأنواع الرئيسية منها حيث أنها ظهرت دون حالات انتقالية. وهناك تناقضات ملفتة للنظر في نمو وتكون الهياكل العظمية لهذه السلسلة: Eohippus: عدد الأضلاع: 18 زوجاً. Orohippus: عنده فقط: 15 زوجاً. Pliohippus: عدد الأضلاع: 19 زوجاً. صورة لحيوان الكنغر Eouus Scotti: عدد الأضلاع: 18 زوجاً مرة أخرى.الكيسيات مثل الكنغر.. عظمة في حلق التطوريين: فلنفترض اختفاء الكيسيات (4) من فوق سطح الأرض، وأن الوسيلة الوحيدة التي عثرنا عليها للتعرف عليهم هي جهازهم العظمي، فكيف يمكننا أن نعرف بأن لها جيباً ًبطنياً بالاعتماد فقط على هيكلها العظمي ؟ وكيف يمكننا إذاً معرفة بأن طريقة الحمل (المرحلة الجنينية ) عندهم تختلف عن باقي الحيوانات الثدية المشيمية: Placentaire يبدأ النمو الجنيني عند الكنغر في مشيمة الأم ويتم النمو في جيب بطني والذي يحتوي على ثدي الإرضاع ) ؟. سمكة السيلاكانت.. امتحان في عام 1935، بينما كان أحد الصيادين يبلل شبكاه في قناة موزمبيق في الشاطئ الإفريقي على ساحل المحيط الهندي اصطاد سمكة السيلاكانت (Coelacanth)، واعتبر هذا الصيد بمثابة (معجزة) لأنه كان في الاعتقاد أن هذه السمكة اختفت منذ ما يقرب من 100 مليون سنة وقد مكن هذا الصيد من اختبار مصداقية تكوين شكل الكائن الحي بالاعتماد فقط على البقايا الصلبة من جسمه، ولكن الخيبة كانت كبيرة عندما تبين أن الشكل الخيالي الذي افترض كان بعيداً عن حقيقة الأمر.. وألغي القول بأنها وسطية بين السمك والفقريات البرية. الحقيقة صورة لسمكة السيلاكانت إن علم الحفريات يبين أن أي نوع ما من الكائنات الحية يعيش فترة معينة فينقرض بعدها ويظهر نوع آخر أكثر تطوراً منه، بحيث لا توجد أي حلقة وسطية (5) بين النوع الأول والنوع الثاني، وهذا يخص عموم الكائنات الحية وبدون استثناء، فالحلقات الوسطية لا توجد بتاتاً على سطح كوكبنا لا بين الإنسان وغيره من الأحياء ولا بين الكائنات الأخرى.لقد كانت عصور ما قبل الكمبيري Precambrian خالية من المتحجرات وعوض أن تظهر الكائنات الوحيدة الخلية كما يزعم التطوريون، ظهرت الملايين من الكائنات الحية في العصر الكمبيري Cambrian كلها من الأشكال المتطورة (مفصليات، لا فقريات، مرجان، ديدان، قناديل البحر ) ظهرت بدون أي تطور تدريجي فأين 1.500 مليون سنة التي زعم التطوريون أن الكائنات الحية الوحيدة الخلية احتاجتها للتطور. ومن هنا ظهرت مدرسة في الغرب تسمى مدرسة الخلق المباشر (creationism) تلح بأن الخالق سبحانه هو الذي يخلق النوع الجديد مباشرة بعد انقراض النوع السابق الذي يكون قد أنهى مهمته. (ورسالته ) في خدمة الحياة أو أنهى التهييء لهذه الخدمة ليتسلمها النوع الجديد... وهذه المدرسة تستند على الأدلة التالية: -التشابه التصاعدي ليس مصحوباً حتماً بتطور في القوى العاقلة عند الكائنات، فالعصفور مثلاً – أذكى وعقله أكثر تطوراً من عقل قرد وإدراك القرد ليس أرقى من إدراك الكلب إلا قليلاً.. والحمار لا يزال حماراً منذ أن عرفته البشرية.. - عدم وجود الحلقات الوسطية بين الأنواع. -عدد الصبغيات ثابت عند كل نوع من الأنواع الحية وأي تغيير فيه يؤدي إلى تشوه النوع لا إلى تحوله لنوع آخر. مشكلة تفسير ظهور الحياة: أهم ما يمكن أن نسجل هنا هو عجز العلوم بجميع تشعباتها عن تفسير ظهور الحياة، يقول العالم الروسي الشيوعي أوبارين: ( إن كيفية ظهور الخلية إلى الوجود تشكل أظلم ركن في نظرية التطور مع الأسف) (6) ولهذا السبب اعتمد العلماء، على خيالهم في تفسير ظهور الحياة أكثر مما اعتمدوا على معطيات علمية، فكان التفسيران المقترحان اللذان ذكرتهما...، ولكنهما ما لبثا أن اصطدما مع الواقع العلمي. يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــع |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
يتبـــــــــع الموضوع السابق
نقد نظريات التطور العلوم الحديثة.. تكذب فالعالم (إرينيوس ) لم يكن يعلم بظروف الفضاء، ولذلك قال بوجود الكائنات الحية المجهرية في الفضاء الخارجي للكرة الأرضية، ولكن تقدم الأبحاث العلمية أثبتت وجود درجة الصفر المطلق في الفضاء التي لا تستطيع الكائنات المجهرية العيش فيه، وتتغير الحرارة في كواكب مجموعتنا الشمسية حسب قربها وبعدها عن الشمس فقد تتراوح ما بين 300 – ليلاً و+430 نهاراً وحتى إن استطاعت العيش (وهذا مستحيل ) فإنها لا تستطيع مقاومة الإشعاع الكثيف للموجة القصيرة القاتلة وعوامل أخرى كثيرة كالضغط وغيره.. ومن هنا تصادم التفسير الأول وتعارض مع معطيات العلوم الحديثة. -أما تفسير (أرنست هيكل ) وقوله بأن المواد الغير العضوية تحولت يوماً ما إلى مواد عضوية صدفة ثم أعطت أحماض أمينية صدفة ثم تكونت بروتينات صدفة وأعطت آلاف الأجزاء البروتوبلاسمية صدفة وأعطت آلافاً من السلاسل A.D.N صدفة ثم في الأخير أعطت خلية حية صدفة.. هذا التفسير يتعارض مع معطيات العلوم الحديثة فأي نظرية يجب أن تخضع للمشاهدة أو للتجربة حيث يجب أن يتبين صحتها. أما هذه النظرية فلم تثبت مشاهدتها ويستحيل الحصول عليها عن طريق التجربة، فالمواد العضوية التي ادعى (هيكل) أن الحياة الأولى قد انبثقت عنها انبثاقاً كيماوياً تلقائياً هي موجودة بين أيديهم ورغم ذلك لم يستطيعوا توليد الحياة وبالطريقة التي دعوا فالاتحاد السوفيتي المنهار، كان المروج الأكبر لهذا الطرح في غياب الموضوعية العلمية.. وأوبارين العالم الطبيعي الشيوعي السوفيتي هو – أحد خلفاء داعية الإلحاد (أرنست هيكل) - صاحب النظرية – أوبارين هذا، جوبه في موسكو بالسؤال التالي: هل التفاعل الكيميائي في المادة غير العضوية قادر وبالطريقة التي ذكر ( أرنست هيكل) على بعث الحياة كما انبعثت منذ ملايين السنين وعلى الصورة التي ادعى (أرنست هيكل). فأجاب ( أوبارين) بأن هذا ممكن ولكن في كواكب أخرى غير كوكبنا هذا – يعني الأرض – ومع الأسف نجد مثل هذا الجواب في فكر كثير من الباحثين الغربيين ولا يخفى على عاقل ما في هذه الإجابة من مراوغة وتمصل لأن هذا الشيوعي لو قال أن هذا ممكن على ظهر الأرض لوجه له السؤال: -لِمَ لمْ تقوموا بهذا الأمر ؟! ومثله في ذلك مثل الذين يقولون بإمكان حدوث تحول المادة العضوية فوق سطح الأرض ولكن يجب أن تمر الملايين من السنين، فإن كان مرور الوقت يريدون به تبرير مرور مجموعة من العوامل التي تتدخل في تلك الفترة الزمنية فحالياً وفي المختبرات الحديثة حيث جميع الإمكانيات متوفرة، يمكننا أن نتدخل بجميع العوامل كالحرارة وأنواع الأشعة وأنواع المواد الكيميائية وغيرها، كل هذا ممكن في المختبر ولكن لم تستطع البشرية تجريبياً تحويل المادة الغير العضوية إلى مادة عضوية وخلق حياة. إذن فلكي ينجو هؤلاء الملاحدة – الذين لا علاقة لهم بالعلم – من الوقوع في ورطة هذا السؤال المحرج فإنهم يحيلون السائل إلى الكواكب الأخرى أو إلى عامل الوقت الخارجين عن إرادة الإنسان وطاقته مؤمنين في ذلك بالغيب الذي يدعون عدم الاعتقاد به، وحيث يجد السائل نفسه أمام درب مسدود أمامهم.. وتذكرنا هذه الإجابة المضحكة من الملحدين بجحا المشهور بالإجابات السريعة المضحكة، فقد سأله أحد الناس: كم عدد نجوم السماء ؟ فقال: خمسون ألفاً، فقيل له: ولكن كيف عرفتها وأنت في بغداد والسماء محيطة بالأرض كلها ؟ فأجاب: هذه حقيقة أعرفها وأجزم بها وأصر عليها ومن لم يصدق فليصعد إلى السماء وليحصها.. إن القول بأن الكائنات الحية (حيوانية أو نباتية) نشأت من خلية واحدة، يتعارض – بالإضافة إلى ما سبق – مع معطيات علم الوراثة لأنه كان يجب أن تصبح كل كائنات عصرنا متشابهة ومتجانسة ومتناظرة، فإذا قيل بتدخل عوامل أخرى أثرت على الكروموزمات ( وذلك بالاعتماد على نظرية أخرى) فهذا ما سنناقشه عند استعراض باقي النظريات. الأبحاث الحالية.. تُكَذّب حسب السيناريو الذي تفترضه نظرية التطور عن تحول المواد الغير العضوية إلى مواد عضوية، فإن المحيطات البدائية احتوت خلال ملايين من السنين على أرضية غنية بالمواد العضوية. هذه المواد التي يجب أن نجدها في الصخور الرسوبية التي تكونت آنذاك في قاع المحيطات، ولكن وكما يقول Denton، حتى الآن لم نعثر على أي أثر لهذه المواد.. مع العلم أنه عثر في جنوب Greenland كريلاندا على أقدم صخور في القشرة الأرضية يرجع تاريخها إلى 3.9 مليار سنة، علماً أن عمر الأرض لا يتجاوز 5 إلى 6 مليارات سنة. ومن جهة أخرى، عثر الباحثون الأستراليون في أحجار تاريخها 3.5 مليار سنة، على طحالب مجهرية، وهذا يدل على أن توقيت ظهور الحياة المزعوم من طرف التطوريين خاطئ، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المدة التي يعطونها لبرودة المواد المنصهرة فوق الأرض وتكون المحيطات الأولى. لن نكتفي بهذا فقط، فالشكل المقترح من طرف التطوريين لتفسير تكون مواد الحساء الأولي (Soupe primtive) خاطئ لأنه يعني أن الفضاء الأولي لم يكن به أوكسجين وإلا فإن المواد العضوية الأولى كانت ستتعرض بسرعة إلى التلف (Oxydation et Degradation) وهذا ضرب من الخيال الأحمق، لأن عدم وجود الأوكسجين يعني عدم وجود غشاء الأوزون الفضائي مما سيكسر كل الاتصالات الكيميائية التي ستحاول المواد العضوية القيام بها ويجب أن لا ننسى بأنه لهذا السبب تفسر الآن عدم وجود هذه المواد العضوية فوق أرضية كوكب مارس. وقبل استعراض باقي النظريات أريد أن أوضح مفهوم (الصدفة) الذي ترتكز عليه هذه النظريات والذي طالما ظن الكثير من الناس أنه لا يخضع لأي قانون رياضي ولا منطقي. فصل عن المصادفة إن نتائج المصادفة مقيدة بقوانين رياضية وذلك مثل كون 1 زائد 1 يساوي 2. وكمثل على ذلك خذ كيساً به مائة (100) قطعة رخام 99 بيضاء وواحدة سوداء. - إن نسبة سحب القطعة السوداء من الكيس مرة واحدة هي بنسبة واحد إلى المائة (100:1). -أما سحبها مرتين متواليتين فهي بنسبة: (10.000:1) ونسبة جلبها ثلاث مرات متتالية هي: (1.000.000:1) وهكذا نلاحظ أنه كلما تكاثرت الأعداد المنتظمة أصبحت الصدفة أمراً مستحيلاً، وضرباً من الخيال الأحمق، خصوصاً إذا ما حاولنا أن نفسر بها نشأة الظواهر الكونية الهائلة، والقوانين المتينة التي تربط بين عناصرها، فالحياة فوق أرضنا ترتبط بشروط جوهرية عديدة، فهل توفر هذه الشروط التي لا يحصى عددها جاءت من محض المصادفة ؟ والأمثلة على هذا لا تعد ولا تحصى، فوجود الماء، والهواء، والشمس، والقمر، والسهول، والجبال، والأودية... ما هو إلا توفير للحياة وخدمة لها مما يجعل التكلم عن المصادفة في هذا المجال، أمراً صبيانياً.. وإلا لماذا لم تجعل المصادفة الأرض تدور حول نفسها (أربع وعشرين ساعة ) بسرعة 100 ميل بدل 1000 ميل ؟ عندئذ يكون ليلنا ونهارنا أطول مما هما عليه فتحترق النباتات كل يوم أو تتجمد في الليل فتستحيل الحياة، والقمر هو المسؤول عن المد والجزر وهو يبعد عن الأرض بـ: 240.000 ميل فلو أن قمرنا يبعد عنا بـ: 51.000 ميل فإن المد كان يبلغ من القوة بحيث يدمر جبال الأرض كلها.. ولو أن الهواء أصبح سائلاً لغطى الكرة الأرضية إلى عمق 35 قدم والأمثلة في هذا المجال لا يمكن أن تستوعبها كتب الدنيا كلها... إن البحث العلمي النزيه يقتضي إيجاد نظريات بعيدة عن إستراتيجية جهة من الجهات لأن الزمن لا بد أن يكشف عن الحقيقة إذ كيف يعقل مثلاً أن تصبح الخلية حيواناً، وأخرى نباتاً، بالصدفة ؟ فلماذا لم تجعل المصادفة الحياة كلها حيوانية ؟ إذاً لاستنفذ الأوكسجين ولما بقيت الحياة كلها نباتية، لاستهلك النبات ثاني أكسيد الكربون، ولما بقيت الحياة، إن هذه الترهات الفكرية وغيرها، جوانب لا تمت إلى العلم بصلة. وفي هذا الشأن أكد العالم الفرنسي (ألكونت دي تواي) أن الكون والفضاء اللانهائي، وكمية المادة التي يتطلبها تكوين جزئية بروتينية عن طريق الصدفة، هي أكبر بكثير من المادة والفضاء الموجودين حالياً. فمن أجل إيجاد جزيء بروتيني يمنح الحياة تقدر الصدفة برقم به 243 صفراً أمام 10 بلايين(7). فكيف لنظرية تعجز عن تفسير ظهور جزئية بروتينية لا ترى بأحدث أجهزة التكبير أن تفسر ظهور مليون نوع من الحيوانات و200.000 نوع من النباتات مع ارتباطاتها فيما بينها ؟ -إن الحياة فوق كوكبنا ترتبط بحسابات تنظم حتى مستقبل البشرية وأرزاقها إلى غير ذلك، ففي الوقت الذي تعطي فيه خلية ملتوية أربع حيوانات منوية لإنتاج ملايين الحيوانات المنوية تعطي المنسلية البيضاء عند المرأة أربع خلايا في كل شهر ولكن واحدة منها فقط صالحة للإخصاب ولو أن الخلايا الأربعة تخصبت جلها، لأنجبت كل امرأة على الأقل أربعة أولاد في كل مرة وتخيل آنذاك مصير البشرية فوق كوكبنا. نظرية لامارك(8) إن مضمون هذه النظرية، هو أن عدم ثبات الأنواع على حالها يعود أساساً إلى الظروف المختلفة (مثلاً كتأثير المناخ والغذاء وطراز الحياة.. ). التي تؤثر على ثبات الأنواع، وتدفعهم حتماً للتغيير وبمعنى آخر فإن الكائنات نشأت عن غيرها من أخرى، غير متشابهة لها في عملية تطور متعددة عبر أزمان طويلة، كان التغيير فيها أو في بعض أعضائها وفقاً لظروف البيئة الخارجية، ثم انتقلت هذه التغييرات المكتسبة إلى الجيل التالي له بالوراثة. واستدل لامارك بقانونين هما: -أولاً: قانون الاستعمال والإهمال: يعني أن بعض أعضاء الكائن الحي، تتغير بالضمور، أو الزيادة، أو الضعف، أو القوة نتيجة لإهماله أو كثرة استعماله، ثم ضرب عدة أمثلة أهمها: أ-نمو واستطالة رقبة الزرافة نتيجة لمحاولتها المستمرة للوصول إلى غذائها من أوراق الأشجار العالية بعد تعرية الفروع التي هي أدنى منها. ب-نمو سيقان الطيور التي تعيش في المستنقعات والبحيرات واستطالة مناقرها ورقابها لاصطياد الأسماك منها. ج- الفقاريات التي تتغذى بدون مضغ، تضمر أسنانها وتصبح خفية في اللثتين مثلاً: الحوت، وآكل النمل. د-والخلد، الذي يعيش في الظلام، له عينان صغيرتان جداً لا تكاد تنهضان بوظيفة. -ثانياً: توريث التغييرات المكتسبة: يعني أنه بعد ظهور المتغيرات الجديدة التي اكتسبها الأفراد، يتم توريثها للجيل الجديد. يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــع |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
يتبـــــــــع الموضوع السابق نقد نظريات التطور نقد (اللاماركية) أولاً: - نقد فرضية توريث التغييرات المكتسبة: لقد فندت نتائج بحوث العالم (جريجول مندل) (1822 - 1884) ما جاء بهذه النظرية اللاماركية التي ادعت إمكانية توريث الأجيال التالية لتلك الصفات التي اكتسبها أسلافهم وكذلك العالم (طوماس مورجان). فختان أبناء المسلمين، وأبناء اليهود، لم تورث أية طائفة لنسلها هذه الخصائص، ويقال نفس الشيء بالنسبة لتلك الأطواق التي تمسكت بها نساء (بورما) لإطالة أعناقهن، وكذلك أحذية نساء الصين الصغيرة.. ونشير لما قام به الباحث (وايزمان) في تجربة طويلة الأمد كان خلالها يقطع ذيل الفئران مباشرة بعد ولادتها، وبعد توالد هذه الأنواع لم يحصل على فئران بدون ذيل. ثانياً – نقد قانون الإهمال والاستعمال: إن نوع الزرافات التي ضرب بها (لامارك) المثل على صحة هذا القانون ما زال موجوداً، وما تزال إناثه تحمل رقاباً قصيرة فلماذا لم تمت إناث هذه الزرافات ذات الرقاب القصيرة وقت فناء الزرافات القصيرة الأعناق بسبب جوعها نتيجة لارتفاع مأكلها عن متناول أفواهها؟. كذلك يجب أن نذكر بأن صغار الزراف تبقى قصيرة الرقاب بعد مرحلة الفطام لمدة طويلة لا تتمكن من الوصول إلى تلك الفروع – فلماذا لم تمت تلك الصغار ؟ وبذلك يختفي هذا النوع من الحيوانات من على وجه الأرض إطلاقاً..؟ ومن البديهي أن الأشجار الطويلة التي تنمو على مدار السنة تبدأ بالنمو الطبع قصيرة، إذاً فكل حيثيات المسألة ضد فكرة (لامارك). أما صغر أعين الخلد وضمور أسنان بعض الفقاريات فذلك راجع إلى الصفات الوراثية الكامنة في الصبغيات (أو الناسلات) فهذه صفات تكون موجودة قبل الالتقاء مع الظروف الخارجية وكمثال على ذلك: اختلاف سمك الجلد عند المولود في أخمص قدميه وليونته في الوجه مثلاً. ومن جهة أخرى لو كان قانون الإهمال والاستعمال يعمل لصالح الأنواع لما انقرضت بعض الحيوانات مثل الديناصور عندما تغيرت ظروفها، وهكذا فإن فقر هذه النظرية (اللاماركية) وتعارضها مع نتائج علم الوراثة، كان سبباً في تناسبها والاعتماد على نظرية أكثر ( تماسكاً ) منها وهي نظرية (داروين).. الذي تبنت الكثير من أفكار لامارك. التطور عند ( جورج كوفييه) (9) يرى هذا الباحث أن ظهور الأصناف والأنواع يأتي عقب حدوث الكوارث التي كانت تبيد وتفني بعض أنواع الأحياء، لتظهر بدلاً منها أنواع جديدة. وبتكرار الكوارث، يتكرر خلق الكائنات الحية في كل مرة. نقد هذه النظرية لقد تجاوز العلماء هذه النظرية لأنه لا يمكن أن تترك الكوارث أحياء إلا بتدخل عوامل خارجية لا دخل للناجين فيها. ولو افترضنا أن الكوارث تركت أحياء فما هي القدرة الذاتية التي استطاع بها الناجون أن يقاوموا دون غيرهم ممن ماتوا ؟ إن الدارس والمتمعن للكوارث التي حدثت هنا وهناك في أنحاء المعمورة منذ آلاف السنين وأبادت ملايين الأحياء لم ير أي أثر لحدوث أي نشوء أو ارتقاء بعد حدوث الكوارث. ولو افترضنا أن الكوارث أسفرت عن نشوء وارتقاء بعض الأحياء، فإن أبحاث العالم (منديل) وغيرها تدل على أنه يستحيل توريث هذه الخصائص المكتسبة للأجيال القادمة، لأن الخصائص التي تورث للأجيال عند نوع ما، سواء كان نباتاً أو حيواناً، هي فقط تلك التي تكون مسجلة في كروموزومات أفراد ذلك النوع وهكذا تجوزت هذه النظرية. الداروينية (10) تقوم نظرية (داروين) على مجموعة القوانين التالية: أ- قانون البقاء للأصلح أو ( تنازع البقاء ) وقانون الانتخاب الطبيعي، حيث يفترض (داروين) أنه عندما يدخل الأفراد في صراع مع الطبيعة من أجل الحياة يجري اصطفاء طبيعي يؤدي إلى بقاء أشد الأفراد كفاءة بما يمتاز به من صفات. (وهذه الصفات، قد لا تكون ذات أهمية في الظاهر). وكمثال على ما يقول، فإن أنثى الفيل تضع خلال حياتها ستة صغار، في حين كان يجب أن يصبح نتاج كل ذكر وأنثى واحدة بعد 75 – عاماً عدد أكبر بكثير من هذا العدد لأن، فترة الحمل عند أنثى الفيل حوالي عامين، وواضح أن الواقع الطبيعي بعيد كل البعد عن هذا الحساب، وذلك أنه إذا افترضنا وجود سرب من الفيلة تسير في غابة متحدة كعادتها لطلب الغذاء، فإذا رأت مرعى تزاحمت عليه، فالقوي منها يفوز بأطايب هذا المرعى، فيزداد قوة على قوته، أما أضعفها فيزداد ضعفاً على ضعفه، ومع مرور الزمن، يزداد القوي قوة واكتمالاً، ويزداد الضعيف ضعفاً إلى ضعفه، فلا يزال يتناقض حتى يتلاشى … مما يمكن من اختفاء الأنواع الضعيفة وهذا ما يسمى بقانون البقاء للأصلح عند ( داروين). ب- قانون الإهمال والاستعمال. ( تم الكلام عنه ). ج – قانون توريث التغييرات المكتسبة، ( تم الكلام عنه كذلك ). د – فيما يخص الإنسان يعتبر (داروين) الإنسان واحداً من فرق الحيوانات البسيطة، كان من حظه امتلاكه لمجموعة من الصفات تقدم بها صعداً خلال التسابق من أجل البقاء. ويقول: بأن الإنسان والقرد يعودان إلى أصل واحد مشترك ومجهول سماه ( الحلقة المفقودة) التي حدث لها تطور خاص، وتحولت إلى إنسان، (ولم يقل كما يظن بعض السفهاء: إن القرد جد الإنسان). واعتبر (داروين) الجنين ونموه في الرحم طريقة ممثلة لكل الأشكال الحيوانية التي مر بها الإنسان في بدء التاريخ وليست الزائدة الدودية إلا عضواً زائداً عن الحاجة، وهي من بقايا الكرش الحيواني، وستؤول إلى الانقراض. نقد الداروينية أولاً: إن الواقع الذي نشاهده يتنافى مع ما أسماه (داورين) بالبقاء للأصلح فالأرض بما قطعته من مراحل في عمرها المديد، تعج (بالأصلح وغير الصالح) من شتى أصناف الحيوانات، ولو كان قانونه صحيحاً، لكان من أبسط مقتضياته الواضحة: أن يتجاوز موكب السباق بين الكائنات الحية نقطة البدء على أقل تقدير مهما فرضنا حركة التطور بطيئة، ولكن ها هي ذي نقطة البدء لا تزال تفور بكائناتها الضعيفة المختلفة، ولا تزال تتمتع بحياتها وخصائصها كما تمتعت بها الكائنات الحية السابقة مثلاً بمثل، وعلى العكس من ذلك نجد حيوانات عليا كالديناصورات، انقرضت بينما ظلت الحشرات الدنيا كالذباب والبرغوث باقية، وبقي من هم أضعف من هؤلاء، يقول البروفسور الفرنسي (Etienme Rebaud) في كتابه: (هل يبقى الصالح أم غير الصالح ) ص 40، لا وجود للانتخاب الطبيعي في صراع الحياة بحيث يبقى الأقوياء ويزول الضعفاء فمثلاً: ضب الحدائق يستطيع الركض بسرعة لأنه يملك أربعة أرجل طويلة، ولكن هناك في نفس الوقت أنواع أخرى من الضب لها أرجلاً قصيرة حتى لتكاد تزحف على الأرض وهي تجر نفسها بصعوبة... وهذه الأنواع تملك البنية الجسدية نفسها حتى بالنسبة لأرجلها وتتناول الغذاء نفسه. وتعيش في البيئة نفسها فلو كانت هذه الحيوانات متكيفة مع بيئتها لوجب عدم وجود مثل هذه الاختلافات بين أجهزتها. وعلى عكس مفهوم الانتخاب الطبيعي فإن كل هذه الأنواع ما تزال حية وتتكاثر وتستمر في الحياة، وهناك مثال الفئران الجبلية التي تملك أرجلاً أمامية قصيرة وهي لا تنتقل إلا بالطفر في (حركات غير مريحة)، ولا تستطيع كثير من الحشرات الطيران رغم امتلاكها لأجنحة كبيرة، فالأعضاء لم توجد في الأحياء كنتيجة لتكيف هذه الأحياء مع الظروف بل على العكس فإن ظروف حياتها هي التي تتشكل وفقاً لهذه الأعضاء ووظائفها. ثانياً: إذا كان التطور يتجه دائماً نحو الأصلح، فلماذا لا نجد القوى العاقلة في كثير من الحيوانات أكثر تطوراً وارتقاءً من غيرها، ما دام هذا الارتقاء ذا فائدة لمجموعها ؟ ولماذا لم تكتسب القردة العليا من القوى العاقلة بمقدار ما اكتسبه الإنسان مثلاً ؟ فالحمار منذ أن عرف إلى الآن ما زال حماراً... لقد عرض (داروين) لهذه المشكلة في كتابه، ولكنه لم يجب عليها وإنما علق بقوله ( أصل الأنواع ) ص 412: (إننا لا ينبغي لنا أن نعثر على جواب محدود ومعين على هذا السؤال إذا ما عرفنا أننا نعجز عن الإجابة عن سؤال أقل من هذا تعقيداً). ثالثاً: وقد ثبت لدى الدراسة أن كثيراً من نباتات مصر وحيواناتها لم تتغير عن وضعيتها خلال قرون عديدة متطاولة، ويتضح ذلك من الأنسال الداجنة المنحوتة في بعض الآثار المصرية القديمة، أو التي حفظت بالتحنيط وكيف أنها تشبه كل الشبه الصور الباقية اليوم بل ربما لا تكاد تفترق عنها بفارق ما. والأمثلة كثيرة في هذا الموضوع. رابعاً: هذه النظرية لا تخضع لتجربة أو مشاهدة: المشاهدة الإنسانية لم ترصد أي ارتقاء أو أدنى اعتلاء.. لم ترصد البشرية في أي وقت عبر الزمن أي كائن ما قد تحول إلى كائن آخر بالترقي أو بالتطور، خاصة وأنه يوجد العلماء المتخصصون الذين يراقبون أدنى تغيير حديث في المظهر الخارجي لتلك الكائنات أو تركيبها الداخلي (انظر كتاب الأسترالي Denton... ). يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــع |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
يتبـــــــــع الموضوع السابق نقد نظريات التطور فيها يخص الإنسان ثانياً: لا يجب الاعتماد فقط على البقايا الصلبة من الجسم لتشييد وتشكيل الحالة الصحيحة الأصلية، وذلك لأنه – كما ذكر – تبين أن الشكل النظري المقترح لسمكة السيلاكانت بعيد كل البعد عن حقيقة أمرها. ولقد ذكرت أنه يستحيل معرفة أن للكنغر كيس بطني فقط من خلال هيكله العظمي، وأن المشاهدة المباشرة هي الوحيدة الكفيلة بإعطاء معالم الجسم التامة، فالهيكل العظمي للكنغر يشابه الهيكل عند الديناصور أو الكومودو (11).. وزيادة على ما سبق فإننا إذا أعطينا جمجمة واحدة وقدمناها لعدة باحثين لا يرى بعضهم بعضاً، فإن تصورهم لتشكيل وتغليف الجمجمة سيختلف حتماً الواحد عن الآخر. ثالثاً(12): إضافة إلى هذا توجد 4 نظريات (أساسية) أخرى كلها متناقضة مع بعضها البعض في تفسيرها لأصل الإنسان: 1-فرضية (وايت) وجوهنسون white et johanson. 2-شجرة (طويباس) Tobias. 3-شجرة (ليكي) Leaky. 4-شجرة (كوبنس).Coppens فليس من النزاهة العلمية في شيء الجزم في موضوع كله افتراضات وافتراضات مضادة. وقد اعتبر بعض الداروينيون ما أطلقوا عليه اسم Ramapithecus هو الإنسان – رسم لما زعم أنه إنسان Ramapithecus والذي تبين أنه كان عبارة عن قرد القرد وقد صدر هذا الحكم استناداً على بعض أسنان وقطع وشظايا من فك لا غير، وهذا هو كل ما يملكونه من متحجرات (عظيمة)! وكتب الدكتور Dr. Jolley في تقرير له أن أنواعاً من قرود البابون التي تعيش في أثيوبيا تملك نفس خصائص أسنان وفك Ramapithecus إذن فهذه الخصائص ليست خصائص إنسان وقد اتفق رأي علماء متحجرات آخرون أن Ramapithecus لم يكن ببساطة إلا قرداً. - كان Dart أول من اكتشف ما أطلق عليه اسم Australopithecus سنة 1924 وأشار إلى عدة أوجه شبه لهذه الجمجمة مع هيئة وقسمات القرود، وسجل في الوقت نفسه اعتقاده أن أسنان هذه الجمجمة تشبه أسنان الإنسان، كان حجم الدماغ يبلغ ثلث حجم دماغ الإنسان المعاصر، أما طول هذا المخلوق فقد يبلغ 4 أقدام فقط. وقد قام Rchard leaky بنشر مقالة تشير إلى أن Australopithecus لم يكن سوى قرداً بأيد طويلة وأرجل قصيرة مشابهة للقرود الإفريقية: أي أن هذا المخلوق لم يكن سوى قرداً كبيراً Ape. جمجمة Australopithecus والتي تبين فيما بعد أنها لا تبعد أن تكون جمجمة لقرد -بالنسبة لإنسان (جاوا) فقد استدل عليه عند العثور على عظمة فخذ مع قحف وثلاثة أضراس، وقد اكتشفت هذه العظام ضمن مسافة 50 قدم وفي فترة امتداد سنة كاملة، وقد كتم Dr.Dobois لمدة ثلاثين عاماً حقيقة هامة وهي أنه وجد بالقرب من هذه العظام وفي نفس المستوى من الطبقة الأرضية جماجم بشرية عادية، وقبيل وفاته أعلن عن الحقيقة وقرر أن إنسان (جاوا) ربما كان قرد Gibbon وليس مخلوقاً شبيهاً للإنسان على الإطلاق.أما ما يسمى (بإنسان بيكن) فيعتد العلماء (الأنتروبولوجيون) البارزون أنه لم يكن إلا قرداً ضخماً. يبقى أن أذكر باكتشاف Rchard leaky لجمجمة بشرية عمرها 2.5م س في حين لا يزيد العمر الذي أعطي لما سمي (إنسان افا) و(إنسان بكين) عن بضع آلاف من السنين وتم اكتشاف مماثل في شهر يناير 2001 بأستراليا تداولته وسائل الإعلام الدولية. رابعاً: أين الحلقة المفقودة بين القرد والإنسان ؟ إننا قبل أن نتساءل عن الحلقة، يجب أن نعرف أولاً أننا لن نجد في هذا الكوكب من يجيب أو يستطيع حتى التلميح لهذا الموضوع، لماذا لم يبق لها أي وجود أو أي أثر ؟ ولماذا لم تبق كما بقيت تلك القردة ؟ لماذا هنا البقاء لغير الأصلح ؟ أما كانت هي الأحق أن تبقى لأنها كانت هي الأقوى والأفضل والأحسن، ألم تكن هي أحسن من النسانيس التي هي أدنى في الرتبة؟. خامساً: لماذا وقف التطور عند الشكل الإنساني ؟ عجيب حقاً أن تمر آلاف السنين ولم نر أي تطور ما قد حدث في جسم الإنسان ؟ أو حتى أي بادرة تشير إلى تغيير في أي عضو فيه، بل يجب أن نتساءل أو نتخيل: ما هو الطور الذي سيلي طور الإنسان بالرغم من أن المتغيرات حوله زادت لصالحه ؟ سادساً(13): اكتشاف العلماء لعظام بشرية ترجع لملايين السنين: نشرت (صحف العالم) في أوائل نوفمبر 1972 عن وكالات الأنباء العالمية في واشنطن: أن العالم رتشارد ليكي أحد أقطاب العالم الأنتربولوجي، الذي احتل منصب المدير العام للمتحف الوطني في (كينيا) قد تمكن من اكتشاف بقايا جمجمة يرجع تاريخها إلى مليونين ونصف مليون عام، وهذا الاكتشاف يقلب كل ما قبل عن النظريات بشأن تطور الإنسان عن أجداده فيما قبل التاريخ. سابعاً(14): بعد دراسة L`AND mitochondriale تبين حديثاً أن قردة الشامبانزي والغوريلا ظهرت بعد ظهور الإنسان على سطح الأرض.. وهذا الاكتشاف يقلب كذلك كل ما قيل عن النظريات بشأن تطور الإنسان عن أجداده فيما قبل التاريخ. ثامناً: إن الزائدة الدودية لن تنقرض، لأنها موجودة عند الحيوانات الأخرى، وأثبت لها العلم الحديث فوائد منها: المساعدة على الهضم لم يكن يعرفها (داروين) وإلا فهل وجود الثدي عند الرجل يجعل أصل الذكور إناثاً ؟ وإن كان شعر الصدر عن الرجل من بقايا الحيوان، فلماذا لم يوجد عند الإناث ؟ لعل أنصاره يقولون بخروج الرجل إلى الصيد، وبقاء المرأة في الكهف، ويعود الرد من جديد: ولماذا بقي الشعر في الرأس والعانة عند المرأة؟ -بالنسبة لـ (إنسان Neanderthalien) فهو يملك بنية هيكل عظمي شبيه تماماً لإنسان المعاصر، وسعة جمجمته تزيد على مثيلتها لدى الإنسان المعاصر، ويعتقد جميع علماء الأنتربولوجيا حالياً أنهم كانوا أناساً عاديين مثلي ومثلك. -بالنسبة لإنسان ( كرومانيوم) وجد أن حجم دماغه كان أكبر من حجم دماغ الإنسان الحالي ولو كان حياً اليوم ومشى في الشارع بملابس العمل لما جلب انتباه أحد. الداروينية الجديدة كان للانتقادات الكثيرة التي وجهت إلى نظرية (دارون) أثر كبير في أن تتهاوى ويمر عليها عهد من السقوط والتردي، ولكن طائفة من الباحثين عادوا فشيدوا من أنقاضها نظرية أخرى جديدة، أطلق عليها فيما بعد اسم: (الداروينية الجديدة) اعتبرت بمثابة نسخة مصححة لنظرية (داروين).وقد تزعم هؤلاء الباحثين (هوجودي فريس) ثم دعمه طائفة من علماء الحياة، أكثرهم إنجليزيون وأمريكيون وأهم ما ينهض عليه هذا المذهب الجديد ويعتبر فارقاً يمتاز به عن نظرية (داروين) هو أن التطور إنما يقوم على أساس الطفرة التي تحدث فجأة وبالمصادفة لا على أساس انتخاب الأصلح كما يقول (داروين). ويقولون إن التغيرات بعد أن تتم فجأة وعلى سبيل الطفرة التي لا يستبين فيها سبب غائي، تتسجل فوراً في الذخيرة الوراثية، إذاً فالمصادفة لها الدور الأساسي في تكون الأنواع وتكاثرها، مع الاعتراف بما للوسط الذي ينشأ فيه الحيوان من أثر ثابت على كمية التغيير ونوعيته. نقد الداروينية الجديدة إن هذه النسخة المصححة لمذهب (داروين) لم تجب على جميع الانتقادات التي وجهت للداروينية – فالحشرات لم يتغير شكلها منذ أن وجدت فوق سطح الأرض إلى يومنا هذا وسمك ( السلاكانت ) يعيش في المحيط الهندي، ولم يحدث عليه تغيير منذ أربعة مائة مليون سنة مما جعل العلماء يطلقون عليه اسم (الحفرية الحية)، وتوجد أمثلة كثيرة للحفريات الحية، مثل ألزاحف النيوزبلاندي: (سيفنودون) والرخوي البحري: (نيوبيلينا) والشجرة اليابانية (جينجيكو)، وطائر (الكزوار)، و(حيوان الأكوندون)، وهذا النوع من الحفريات أوقع الداروينية الجديدة في ما يسمى بأزمة الداروينية الجديدة، خصوصاً وأن هذه الأخيرة تلح على أن جميع الأنواع النباتية والحيوانية تتطور وبدون استثناء، ومن الانتقادات الأخرى لهذه النظرية أذكر: أولاً: إن التطور المفروض الذي هو أصل البحث، تطور تقدمي ولا ريب، إذ هو التفسير المقترح لتدرج أصناف الحيوانات على ضوئه، فهل من شأن الطفرة أن تنطوي على هذا التطور التقدمي المطرد ؟. المعروف أن الطفرة إنما تنطوي دائماً على صفات الانتقاص والاضطراب... فكيف يفسر التطور التصاعدي بالطفرة التراجعية ؟ ولماذا لا تتوجه الطفرة يوماً ما في سيرها بالركب الحيواني نحو الانتكاس إلى الخلف بدلاً من الصعود الشاق الدائب إلى الأمام ؟؟؟ وإلا فإنها طفرات مبرمجة إلى الأمام ؟! لا ريب أن اعتماد أي إجابة علمية موضوعية على هذه الأسئلة، كفيل بأن يؤدي إلى انهيار هذه النظرية الجديدة من أساسها. ثانياً: إذا كانت الطفرة هي التي تتحكم فيما يطرأ على الكائن الحي من تغير وتطور، فأي موجب يبقى لافتراض نشأة الكائنات الحية من أصل واحد، إذ من المعلوم أن هذا الافتراض إنما لاقى القبول من أصحابه بناء على ما لاحظوه من التشابه التصاعدي الملموس بين أصناف الأحياء، وعندئذ لا يبقى لافتراض وحدة الأصل الحيواني أي وجه مقبول وهكذا فإن القول بالطفرة يحمل في طواياه عوامل التدمير لفكرة التطور من أساسها. ثالثاً: إن القول باحتضان قانون الوراثة للدفع الطفري، الذي يفترض انه ساق الكائن الحي في وقت ما من عمره النوعي أو (السلالي) إلى قفزة تطورية دون الإشارة إلى أي ما قد يعتبر شبه دليل على هذه القفزة، ليس أكثر من ستر لضعف هذا الرأي وراء نظام الوراثة، إذ من الطبيعي أن يتساءل الباحث عن أي معلمة من المعالم التي بإمكانها أن تشير لنا ولو عن بعد إلى أي حقبة تاريخية ظهرت فيها طفرة ما، لحيوان ما، أي قبل أن تختفي في مكنون الغيب الوراثي. يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــع |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
يتبـــــــــع الموضوع السابق نقد نظريات التطور خلاصة أولية: فرضية، لا حقيقة علمية ثابتة أولاً: فكرة التطور وما يتبعها من انتخاب للأصلح لم تتجاوز بعد مرحلة الفرضية، وكل ما قيل أو كتب فيها، لا يعدو أن يكون محاولات مبتورة تثير مزيداً من مشكلاتها أكثر مما تحل شيئاً من معضلاتها. ثانياً: وبناء على ذلك، فإنه لا يجوز إقامة أي حكم علمي على شيء من هذه البحوث والآراء، ولا يجوز أن نعتبرها بحد ذاتها حقيقة علمية تجاوزها العقل بالقناعة والقبول، وإن في استمرار سلسلة النقض والنقد التي تلاحقها لأبلغ شاهد على ذلك، وإنه لمن الأسف أن يقوم بعض من مدرسينا في الثانويات والجامعات بتقديم النظريات للطلبة والباحثين على أساس أنها حقائق علمية ثابتة، والغريب أن بعض الأساتذة خصوصاً ممن توافدوا علينا من فرنسا يقدمون لنا الفرضية دون نقدها ويتعصبون لإحداها ويعادون من يعارضهم فتصبح قاعة الدرس كقاعة الاستخبارات الكاجيبي KGB في روسيا....! ومما سبق نستنتج كذلك ما يلي: -الظهور الفجائي لجل الأحياء دون وجود الحلقات الوسطية مع أسلافها يعني الخلق المباشر لجل هذه الكائنات وبنفي القول بالتطور ونشأة الكائنات الحية بعضها من بعض. -عدم وجود هذه الحلقات الوسطية دفع بالداروينيين للجوء للغش والتزوير فظهرت قضية إنسان (بلتدوان) وإنسان (نبرسكا)... وما يسمى بـ: نيودبرطال وكرومانيوم ليسا إلا أناس عاديون مثلي ومثلك، أصبغ عليهم الداروينيون صفات كاذبة تقربهم من القرود والبشر. العنصرية النتنة لقد كانت جل مدارس البيولوجيين ( ومن بينهم داروين) متفقة على أن وجود ثلاثة أنواع من الجنس البشري (أبيض ، أصفر، أسود) ليس إلا دليلاً على حركة التطور التي أعطت النوع الأبيض مكانة النوع الأكثر تطوراً (العرق الأسمى)، وداروين بالذات كان متزعم هذا الاتجاه الذي كانت ترتكز عليه العنصرية بجنوب إفريقيا وبالدول المصنعة، إذ يزعم أن الإنسان المتحضر انحدر من القردة العليا مروراً بإنسان ما قبل التاريخ البدائي homme primitif ثم الإنسان المتوحش (15) واعتبر داروين بأن جميع الأجناس البشرية التي لا تنتمي لأوربا هي أجناس بشرية متوحشة لأن قمة الحضارة هي أوربا (16). فماذا حصل لهذه الرؤية الخيالية للإنسان ؟ إننا نقرأ الآن في مصادر البحث الغربية المختصة أن مفهوم الجنس البشري الراقي لا معنى له من الوجهة العلمية. فهذه عنصرية أعطت للإنسان الغربي آنذاك.. تبريراً لاستعباد الإنسان الإفريقي (المتوحش) وأمثاله... تدخل الصهاينة وهنا أشير إلى ما قاله ألكس كاريل في كتابه (الإنسان ذلك المجهول) ص 158: (( إن نظريات النشوء والارتقاء هي مصدر كل الهموم الإنسانية، وإنها في الحقيقة ليست إلا حكايات خرافية وجدت من يحميها ومن يقدمها للجماهير بحلة خادعة لا يعرفها كثير من الناس )). وهو بذلك يشير إلى الأيدي الصهيونية التي تعتبر بأن شعوب الأرض كلها حمير، وأنه على شعب الله المختار – يعني اليهود – أن يركبها ( كتاب التلمود). وألكس كريل يشير هنا إلى ما يوجد ببروتوكلات حكماء صهيون حيث نجد النصين التاليين: -إن داروين ليس يهودياً ولكنا عرفنا كيف ننشر آراءه واستغلالها في تحطيم الدين. -لقد رتبنا نجاح داروين وماركس ونيتشه بالترويج لآرائهم، وأن الأثر الهدام للأخلاق الذي تنشأ علومهم في الفكر غير اليهودي واضح لنا بكل تأكيد. وهكذا استغل اليهود الثلاثة ماركس وفرويد ودور كايم هذه النظرية وكل حسب اختصاصه... فقال فرويد في كتابه: Tom an Toboo ص: 50 إن الولد يكره أباه لأنه ينافسه في أمه جنسياً، لقد شوه فرويد مصادر الأساس البشري ولست أدري كيف يمكنه أن يفسر حب الإنسان للقمر والطبيعة وللرياضيات جنسياً. ص: 50 والفتاة تكره أمها، والزوجة تكره زوجها وتتمنى له الموت. ص: 60 إن حزن الأهل على ميتهم ليس شعوراً خالصاً بالحزن الحقيقي لمفارقته، ولكنه مداراة للفرحة الخفية التي يحس بها الأقارب عند التخلص من هذا الشخص الذي كانوا يكرهونه ويودون لو يموت.. وانطلق ماركس بنفس الأسلوب الذي يأباه الحيوان ولكن في علم الاقتصاد ودور كايم في علم الاجتماع.. فكانت المصيبة التي يعيشها العالم في عصرنا هذا. والمصيبة كذلك أننا في العالم الثالث مستهلكون من الدرجة الأولى لهذه الأفكار في أدبياتنا كما نستهلك الكوكا كولا. (1) إرينيوس (Irinius) حائز على جائزة نوبل في الكيمياء (1903). (2) أونيطو رانك (Ornithorynque) من الثديات الأولية، يعيش باسترايلا (3) مقتطف من كتاب (أزمة نظريات التطور ) للعالم الاسترالي (Micheal Denton) نشر بمجلة العلم والحياة الفرنسية ص: 39 عدد 834 مارس 1987، والكتاب ذو قيمة علمية عالية، ومن أحسن المراجع في الموضوع. (4) Marsupiaux: حيوانات ذات كيس بطني مثل الكنغر وغيره. (5) تكون في تكوينها مكملة للنوع الأولى كي يطابق النوع الثاني (6) كتاب أصل الحياة (Origin of - lif) ص: 156. (7) Humain destiny P: 30-36. (8) لامارك باحث فرنسي ولد سنة 1848م درس علم الطبيعيات من بين كتبه: ( علل أهم الوقائع الطبيعية ) (النبات الفرنسي ).. (فلسفة الحيوان). (9) عالم روسي سخر داروين من نظريته هذه واعتبرها من الحماقات. (10) تشارلز روبرت داروين: باحث بريطاني شهير، بعد أن أكمل دراسته في سلك اللاهوت (11) العلم والحياة عدد 834: ص: 40. (12) هناك تناقض كبير في نظرية داروين فهو يقول بالبقاء للأصلح ويقول بأنه بين الإنسان والقرد حلقة مفقوة كانت أكثر تطوراً من القرد ولكنها اختفت... فلماذا اختفت وهي الأصلح وبقيت القردة الأقل تطوراً منها كان يجب حسب (البقاء للأصلح) أن تبقى الحلقة المفقودة وتختفي القردة. (13) مجلة Medecine Digest يناير 1985 ص: 32. (14) مجلة البحث العلمية الفرنسية عدد 155 ص: 656. (15) C.Darwin: la descendance de l`homme. ed. comp 1981 (16) مجلة الأبحاث العلمية الفرنسية عدد 155 ص 658. |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
جزيء البروتين يتحدى نظرية التطور بقلم الكاتب التركي هارون يحيى .1. النويّة 2. النواة 3. الجسيم الريبي 4. حويصلة 5. الشبيكة الهيولية الخشنة 6. جهاز غولجي 7. الغشاء الخلوي 8. الشبيكة الهيولية الملساء 9. الحبيبة الخيطيّة 10. فجوة 11. الهيولى 12. الجسيم الحالّ 13. المريكز صورة خلية حيوانية، تظهر مختلف مكوناتها قال تعالى : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)(الروم:8). وقال الله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ )[سورة الحج:73]. تقتضي نظرية التطور أن الحياة بدأت بخلية واحدة تشكلت بالمصادفة تحت شروط أرضية بدائية، لذلك لنفحص تركيب الخلية ببعض المقارنات لكي نبين كم هو سخيف ولا عقلاني أن ننسب وجود الخلية لظواهر طبيعية ومصادفات، ذلك أن الخلية ما زالت تحتفظ بأسرار في كثير من خصوصياتها وحتى في الوقت الذي دخلنا فيه القرن الحادي والعشرين ووضعنا قدمنا فيه. الخلية الحية ليست أقل تعقيداً من مدينة، فلها أنظمة عمل وأنظمة اتصالات ونقل وإدارة، وتحتوي محطات طاقة (قدرة ) تنتج طاقة وتستهلك من قبل الخلية، كما تحتوي مصانع لصنع الأنزيمات والهرمونات الأساسية للحياة وبنك معلومات، حيث يسجل فيها كل المعلومات الضرورية عن المنتجات التي يجب إنتاجها. كما تضم نظماً معقدة للنقل وأنابيب لحمل المواد الخام والمحاصيل من مكان لآخر مختبرات متقدمة ومصافي لتحليل المواد الخام المستوردة داخل الأقسام المستفيدة منها، وكذلك تحتوي بروتينات تخصصية في الغشاء الخليوي لضبط دخول وخروج المواد في الخلية .. هذا جزء صغير مما يتضمنه هذا النظام المعقد الذي لا يصدق. بعيداً عن كون أن تشكل الخلية قد تم تحت شروط أرضية بدائية ومتذكرين مدى تعقيد تركيبها وآلياتها، فإننا نقول : إنه لا يمكن تركيبها حتى في أعظم وأعقد المختبرات وأكبرها تقدماً والموجودة في أيامنا هذه، حتى ولو استخدمنا الحموض الأمينية، التي هي القطع البناءة للخلية، فليس بالإمكان إنتاج حتى عُضية واحدة من الخلية مثل جسيم ميتاكندوري، أو الريبوزوم .. وأي منها هو أقل من الخلية بكثير، والادعاء بأن الخلية نتجت بمصادفة تطورية تشبه لحد ما قصة اختراع خيالية . البروتينات تتحدى المصادفة: رسم يبين أنزيم معين مكون من آلاف جزئيات البروتينات ليست هي الخلية فقط التي لا يمكن إنتاجها، أي: إن تشكيلها تحت شروط نظامية مستحيل، حتى ولا بروتين واحد من ألوف جزيئات البروتينات التي تشكل بنية الخلية . البروتينات: هي جزيئات عملاقة تحتوي حموضاً أمينية مرتبة بتتابع خاص مميز وبكميات وتركيبات معينة، وتلك هي القطع البناءة للخلية الحية، وأبسطها مكون من خمسين حمضاً أمينياً، لكن يوجد بعض البروتينات مكونة من ألوف الحموض الأمينية، ومن المعروف أن حذف أو إضافة أو استبدال حمض أميني واحد في تركيب البروتين في الخلايا الحسية يؤدي لتغيير كامل في وظيفة البروتين الخاصة ليصبح ذلك البروتين خردة جزيئية لا جدوى منه. وعند تلك النقطة فإن مؤسسي نظرية التطور غير قادرين على توضيح تشكل الحموض الأمينية بالمصادفة، لكننا نستطيع نحن أن نشرح بسهولة وباستخدام حسابات الاحتمال البسيطة بحيث يستطيع أي إنسان أن يفهمها، وهي أن التركيب الوظيفي للبروتينات لا يمكن أن يأتي بأية وسيلة بالمصادفة. يوجد عشرون حمضاً أمينياً مختلفاً، فإذا فرضنا أن حجم جزيء البروتين الوسطي مكون من (288) حمضاً أمينياً فيوجد(30010 ) تركيب مختلفة لهذه الحموض . ومن كل هذه السلاسل الممكنة يوجد فقط شكل واحد في الجزيء البروتيني المرغوب، أما الحموض الأمينية الأخرى فهي إما غير نافعة تماما ً أو ربما حملت بداخلها ضرراً للكائنات الحية. وبكلمة أخرى فإن احتمال أن يحدث هذا بالمصادفة هو واحد في (30010 ) أي احتمال أن يحدث هذا هو واحد في عدد فلكي يحتوي واحداً متبوعاً بثلاثمائة صفر، وهذا يكافئ الصفر عملياً، وبالتالي ليس من الممكن حدوثه والأكثر من ذلك أن لهذا البروتين (288) حمضاً أمينياً وعلى الأغلب هو جزيء متوسط إذا ما قورن بالجزيئات العملاقة التي تحتوي ألوف الحموض الأمينية، فعندما تطبق حسابات احتمال متشابهة على تلك بالجزيئات العملاقة فإننا نرى أنه حتى كلمة مستحيل هي غير كافية. إذاً كان التشكل المصادف حتى الواحد من هذه البروتينات غير ممكن فهذا أكثر ببلايين المرات مستحيل لحوالي مليون من هذه البروتينات لتأتي بالمصادفة معاً في زخرفة منتظمة وتصنع خلية بشرية تامة، والأكثر من ذلك فالخلية ليست مجموعة من البروتينات فقط بل بالإضافة لذلك فهي تتضمن حموضاً نووية وكربوهيدرات وليبيدات وفيتامينات وكثيراً من الكيماويات الأخرى مثل الكهرليتات، إن كلاً من هذه المكونات مرتب بتناسق وبتصميم ذي نسب محددة في النوع والتركيب والوظيفية، بحيث يكون لكل منها عمله كقطعة بناء أو كعنصر في العضيات المختلفة والمتعددة . وهكذا نرى أن التطور غير قادر على تفسير التشكل حتى لبروتين واحد من ملايين وذلك ضمن الخلية الواحدة، فكيف يمكن تفسيره لكامل الخلية ؟ الأستاذ الدكتور (علي ديمر) وهو واحد من مفكري هيئة التطور في تركيا ناقش في كتبه (الوراثة والتطور) احتمال التشكل بالمصادفة لأحد الأنزيمات الضرورية للحياة وهو (ستوكرون -سي ). الدكتور علي ديمر وقال : " إن احتمال تشكل سلسلة (سيتوكروم، سي ) تشبه الصفر وتماثله، أي : إن الحياة إذا تطلبت تتابعاً (سلسلة ) ما فمن الممكن القول : إن احتمال حدوث ذلك يماثل إطلاق طلقة في كل هذا الكون ليصيب هدفه دون خطأ، وإلا (بطريقة أخرى ) يوجد قدرات خلف طبيعية (ميتافيزيائية ) وهي خلف قدراتنا، هي التي يجب أن تعمل في تشكيلها، ولقبول الأخير فهذا غير مناسب للعلم وأغراضه، لذلك يجب أن نبحث في الفرضية الأولى . [1] بعد تلك السطور فإن(ديمرسوي ) قبل هذا الاحتمال بسبب كونه أكثر ملائمة لإغراض العلم رغم أنه غير حقيقي. " إن احتمال الحصول على سلسلة حمض أميني معين (لسيتوكروم – سي ) يماثل إمكانية قرد يكتب تاريخ البشرية على آلة كاتبة وبشكل عشوائي " [2] إن احتمال الحصول على سلسلة حمض أميني معين (لسيتوكروم – سي ) يماثل إمكانية قرد يكتب تاريخ البشرية على آلة كاتبة وبشكل عشوائي. إن التتابع الصحيح للحموض الأمينية الملائمة هي ببساطة ليست كافية لتشكل جزيء بروتين واحد والموجود في شيء حي، بالإضافة لذلك يجب أن تكون كل النماذج المختلفة لعشرين من الحمض الأميني والموجودة في تركيب البروتين يسارية، فمن الناحية الكيميائية يوجد نموذجان مختلفان من الحموض الأمينية تدعى يسارية ويمينه، فمن الناحية الكيمائية يوجد نموذجان مختلفان من الحموض الأمينية تدعى يسارية يمينية ،والاختلافات بينهما هو التناظر المرأي لتركيبهما الثلاثي الأبعاد، وهذا يشابه حالتي اليد اليمنى واليد اليسرى عند الإنسان ويوجد نموذجاً من هذه الحموض الأمينية بأعداد متساوية في الطبيعة، وهما قادران على الترابط معاً بشكل جيد وكل واحد مع الآخر، وعلاوة على ذلك،اكتشفت الأبحاث حقيقة مذهلة، وهي أن جميع البروتينات الموجودة في تركيب الأشياء الحية مكونة من حموض أمينية يسارية وحتى الحموض الأمينية الواحد اليميني المرتبط بتركيب بروتيني فإنه يكون هزيلاً عديم الجدوى. دعنا نفرض للحظة أن الحياة أتت للوجود بالمصادفة كما يزعم التطورين ففي هذه الحالة يتشكل في الطبيعة حموض أمينية يسارية ويمينية وبأعداد متساوية تقريباً، والسؤال الآن هو كيف تستطيع حتى واحد من الحموض الأمينية اليمني أن تصبح محتواة في عملية الحياة ؟ وهذا شيء مازال يربك التطوريين. في الموسوعة البريطانية يوجد دفاع متحمس عن التطور، فقد كتب المؤلفون فيها وبينوا أن الحموض الأمينية لكل العضويات الحية على الأرض وكذلك القطع البناءة للبولوميرات المعقدة مثل البروتينات لها التناظر اليساري ذاته، وأضافوا أن ذلك يساري ويقابل عملية قذف قطعة نقدية في الهواء مليون مرة ودائماً تأتي على الصورة نفسها، وفي الموسوعة نفسها صرح المؤلفون أنه ليس بالإمكان فهم لماذا الجزيئات تصبح يسارية أو يمينية ؟ وأن ذلك الاختيار ساحر ( فاتن ) ويتعلق بمصدر الحياة على الأرض [3] ليس كافياً على الحموض الأمينية أن تترتب بأعداد صحيحة وبتتابع صحيح وبالأشكال الثلاثية الأبعاد المطلوبة، لكن تشكيل البروتين يتطلب أيضاً أن تكون جزيئات الحمض الأمينية التي لها أكثر من ذراع واحد أن تترابط مع بعضها البعض بأذرع معينة بالضبط، وتدعى مثل تلك الرابطة (بالرابطة الببتيدية )، والحموض الأمينية تستطيع أن تصنع روابط مختلفة مع بعضها بعض، لكن البروتينات تشمل فقط الحموض الأمينية التي تنظم مع بعضها بروابط ببتيدية . بينت الأبحاث أن (50%) فقط من الحموض الأمينية تتحد بشكل عشوائي وبرابطة ببتيدية والباقين يرتبطون بروابط ليست موجودة في البر وتينات، ولكن تعمل بشكل أنسب فإن كل حمض أميني يدخل في صناعة البروتين يجب أن يتصل بحموض أمينية أخرى بروابط ببتيدية كما لو أنه يتم اختيارها من بين اليساريات فقط، وبدون أية تساؤلات لا توجد آليات تحكم لاختبار وترك الحموض الأمينية اليمنى وأن تتأكد بذاتها أن كل حمض أميني يصنع رابطة ببتيدية مع غير. تحت هذه الظروف فإن الاحتمال لامتلاك جزيء بروتيني متوسط لخمسمائة حمض أميني ترتب نفسها بكميات وبتتابعات صحيحة، بالإضافة لتلك الاحتمالات يجب أن تكون الحموض الأمينية يسارية فقط وتتحد معاً بروابط ببتيدية فقط ويكون ذلك الاحتمال لوجوده في التتابع الصحيح (الملائم ): =1/50020=1/65010. احتمال وجوده يسارياً : =1/50020=1/15010 احتمال اتحاده مستعملاً الرابطة الببتيدية: =1/4992=1/15010. الاحتمال الكي: =1/95010أي هو احتمال واحد من 95010. وكما ترى في الأعلى فإن احتمال تشكل جزيء بروتين واحد يحتوي خمسة حموض أمينية هو واحد مقسوم على عدد مكون بوضع (950) صفراً بعد الواحد، وهو رقم غير مدرك لعقل الإنسان، وهذا فقط احتمال على ورق لكن عملياً فإن مثل ذلك الاحتمال هو الصفر مصادفة حقيقية، وفي الرياضيات الاحتمال الأقل من واحد على (5010) يعتبر صفراً حقيقة . بينما الاحتمالية لتشكل جزيء مصنوع من خمسة حموض أمينية يصل لمثل هذا المدى، ونحن نستطيع أن نتقدم أكثر وأن ندفع حدود العقل لسويات أعلى من الاحتمالية، ففي جزيء الهيموغلوبين وهو بروتين نشط فعال ويضم خمسمئة وأربعة وسبعين حمضاً أمينياً وهو أكبر بكثير من عدد الحموض الأمينية التي شكلت البروتين المذكور في الأعلى، ولنعتبر الآن ما يلي : يحتوي جسمك على بلايين الكريات الحمراء، وفي الكرية الواحدة من تلك الكريات الحمراء يوجد 280000000أي ( 280مليون ) جزيء هيموغلوبين، فالعمر الوسطي الافتراضي للأرض سوف لن يكون كافياً ليتحمل تشكل حتى بروتين واحد وبطريقة التجربة والخطأ، فكيف من أجل كرية دم حمراء واحدة، والاستنتاج من كل هذا هو أن التطور فشل وسقط في هاوية رهيبة من الاحتمالية وبالضبط في مرحلة تشكل بروتين واحد فقط . مصدر الصور : [1]Ali Demirsoy.Kalitim ve evrim (inheritance and evolution).ankara:Meteksan Yayinlari 1984.p.61 [2] Ali Demirsoy.Kalitim ve evrim (inheritance and evolution).ankara:Meteksan Yayinlari 1984.p.61 [3] Fabbri Britannica Science Encylopaedia.Vol.22.p.519 |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ وردنا السؤال التالي من أحد الأخوة الكرام ننقله كما هو ثم الإجابة عليه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي العزيز فراس جزاك الله كل خير على عملك العظيم وجهدك الجبار الذي تبذله في موقع الإعجاز العلمي، وأرجو أن يجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة، وأن يجمعنا وإياك مع النبي الكريم وصحابته الأخيار في أعلى عليين.. أما بعد: فسؤالي عن لمسة بيانية في سورة الكهف أرجو إيضاحها لي، ولرواد الموقع ؛ وذلك في قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح، حيث قال تعالى:(.. فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه.. ). لماذا جعل الله سبحانه وتعالى صفة الإرادة في الجدار، ونحن نعلم أن الجدار جماد، لا يملك إرادة ذاتية، أو روحًا، أو حياة. فعندما يقع الجدار، أو أي جماد لا يقع من ذاته ؛ وإنما بفعل قوة خارجية تؤثر فيه. وشكرًا لك، ولكل من يساهم معك في خدمة الموقع والإسلام عمومًا. والسلام عليكم ورحمة الله أخوك في الله حسام الشيخ من سوريا =================================== يجيب عليها فضيلة الأستاذ محمد إسماعيل عتوك أستاذ اللغة العربية والمتخصص في الإعجاز البياني واللغوي في القرآن ثانيًا- الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، وبه الاستعانة، وعليه التكلان.. أما بعد: فالإرادة هي طلب النفس حصول شيء، وميل القلب إليه، ولا تكون إلا من الأحياء ؛ ولهذا اختلف علماء العربية في معنى قوله تعالى:﴿ فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ﴾(الكهف: 77) على ثلاثة أقوال: أحدها: أن الإرادة محمولة على غير حقيقتها ؛ لأن الجدار ليس له إرادة ولا للأموات، فاستعيرت الإرادة للمداناة والمشارفة للدِلالة على المبالغة في ذلك، ومثِّل الجدار بشخص له إرادة، فتكون نسبة الإرادة إلى الجدار مجازٌ، وهو شائع جدًّا. وعليه يكون المعنى: فوجدا جدارًا قارب السقوط لميلانه، أو كاد أن يسقط. ر وهذا قول الجمهور، واختاره الزمخشري، وقال:« استعيرت الإرادة للمداناة والمشارفة ؛ كما استعير الهمّ والعزم لذلك.. وسمعت من يقول: عزم السراج أن يطفأ، وطلب أن يطفأ. وإذا كان القول والنطق والشكاية والصدق والكذب والسكوت والتمرد والإباء والعزة والطواعية، وغير ذلك مستعار للجماد ولما لا يعقل، فما بال الإرادة ؟ ». الثاني: أن الإرادة صدرت من الخضر ؛ ليحصل له، ولموسى عليه السلام ما ذكره من العجب. فالمريد على هذا القول ليس هو الجدار ؛ وإنما هو الخضر. وهو تعسفٌ كبيرٌ، وقد أنحى الزمخشري على هذا القائل إنحاءً بليغًا جدًّا، فقال:« ولقد بلغني أن بعض المحرفين لكلام الله تعالى ممن لا يعلم، كان يجعل الضمير للخضر؛ لأنّ ما كان فيه من آفة الجهل وسقم الفهم، أراه أعلى الكلام طبقة أدناه منزلة، فتمحل ليردّه إلى ما هو عنده أصحّ وأفصح، وعنده أن ما كان أبعد من المجاز كان أدخل في الإعجاز ». الثالث: أن الإرادة محمولة على حقيقتها، وهو قول من أنكر المجاز مطلقًا، أو في القرآن خاصة، فتأوَّلوا الآية على أن الله سبحانه خلق للجدارِ حياة وإرادة ؛ كالحيوانات. قال الراغب الأصفهاني:« والإرادة قد تكون بحسب القوة التسخيرية والحسية ؛ كما تكون بحسب القوة الاختيارية ». وقال صاحب أضواء البيان: « هذه الآية الكريمة من أكبر الأدلة التي يستدل بها القائلون: بأن المجاز في القرآن. زاعمين أن إرادة الجدار الانقضاض لا يمكن أن تكون حقيقة، وإنما هي مجاز. وقد دلت آيات من كتاب الله على أنه لا مانع من كون إرادة الجدار حقيقة ؛ لأن الله تعالى يعلم للجمادات أرادات وأفعالا وأقوالاً لا يدركها الخلق ؛ كما صرح تعالى بأنه يعلم ذلك ما لا يعلمه خلقه في قوله جل وعلا:﴿ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾(الإسراء: 44)، فصرَّح بأننا لا نفقه تسبيحهم، وتسبيحهم واقع عن إرادة لهم يعلمها هو جل وعلا، ونحن لا نعلمها. وأمثال ذلك مثيرة في القرآن والسنة. فمن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى:﴿ وَإِنَّ مِنَ الحجارة لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنهار وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المآء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ الله ﴾(البقرة: 74). فتصريحه تعالى بأن بعض الحجارة يهبط من خشية الله دليل واضح في ذلك ؛ لأن تلك الخشية بإدارك يعلمه الله، ونحن لا نعلمه. وقوله تعالى:﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأمانة عَلَى السماوات والأرض والجبال فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسان ﴾(الأحزاب: 72). فتصريحه جل وعلا بأن السماء والأرض والجبال أبت وأشفقت دليل عن أن ذك واقع بإرادة وإدراك يعلمه هو جل وعلا، ونحن لا نعلمه. ومن الأحاديث الدالة على ذلك ما ثبت في صحيح مسلم: أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:« إني لأعرف حجرًا كان يسلم عليَّ بمكة »، وما ثبت في صحيح البخاري من حنين الجذع الذي كان يخطب عليه صلى الله عليه وسلم جزعًا لفراقه. فتسليم ذلك الحجر، وحنين ذلك الجذع كلاهما بإرادة وإدراك يعلمه الله، ونحن لا نعلمه ؛ كما صرح بمثله في قوله:﴿ ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾(الإسراء: 44). وزَعْمُ من لا علم عنده أن هذه الأمور لا حقيقة لها، وإنما هي ضرب أمثال، زَعْمٌ باطل ؛ لأن نصوص الكتاب والسنة لا يجوز صرفها عن معناها الواضح المتبادر إلا بدليل يجب الرجوع إليه. وأمثال هذا كثيرة جدًّا. وبذلك تعلم أنه لا مانع من إبقاء إرادة الجدار على حقيقتها ؛ لإمكان أن يكون الله علم منه إرادة الانقضاض، وإن لم يعلم خلقه تلك الإرادة، وهذا واضح جدًّا كما ترى.. والعلم عند الله تعالى ». بقلم: محمد إسماعيل عتوك |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
وبئر معطلة وقصر مشيد صورة لبئر معطلة الســــــــؤال: أريد أن اسأل سؤالاً ، وأرجو الرد. السؤال هو في سورة الحج آية 45 "... وبئر معطلة وقصر مشيد " كلمة ( معطلة ) تعود على البئر ، أم على مياه البئر ؟ أرجو منك الرد والسلام عليكم ورحمة الله. الجــــــــواب: كلمة ( معطلة ) وردت وصفًا للبئر وفيه الماء ؛ وذلك في قول الله تعالى: ﴿ فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ﴾(الحج: 45). وهي تعود على البئر بما فيه من الماء. والبئر ( المعطلة ) هي المتروكة بموت أهلها ، وكذلك القصر المشيد هو الرفيع الخالي بموت أهله. وهما معطوفان على القرية. وقوله تعالى:( كأين ) يقتضي التكثير ، فدل ذلك على أنه لا يراد بكل من قرية ، وبئر ، وقصر معين ، وإن كان الإهلاك إنما يقع في معين ؛ لكن من حيث الوقوع لا من حيث دلالة اللفظ ، كما قال أبو حيان في البحر المحيط.. ولفظ ( البئر ) مشتق من: بأرتُ. أي: حفرت. وهي مؤنثة على وزن: فِعْلٌ ، بمعنى: مفعول. وقد تذكر على معنى: القليب. وتجمع على: آبار. فمعنى ( المعطلة ): أنها عامرة ، فيها الماء ، ويمكن الاستقاء منها ؛ إلا أنها عطلت. أي: تركت لا يستقى منها لهلاك أهلها. وتعطيل الشيء في اللغة: إبطال منافعه. والمعنى: وكم من بئر عامرة في البوادي بمياهها عطلت ، لا يستقى منها ، لهلاك أهلها. أي: تركت بلا وارد يردها ويستقي منها.. والله تعالى أعلم ! محمد إسماعيل عتوك لمزيد من الاستفسار يمكن إرسال ايميل |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
وسطية الإعجاز العلمي بين الإفراط و التفريط بقلم الدكتور محمود عبد الله إبراهيم نجا مدرس مساعد بقسم الفارماكولوجيا الاكلينيكيه - كلية طب- جامعة المنصورة - مصر ضاعت وسطية الإعجاز العلمي, بالرغم من كل ما قدمه في زماننا الحاضر من مُعجزات مشرقة هدت العقول و القلوب إلى معرفة طريق ربها، فالذي يريد بناء الإعجاز العلمي على غير أساس سليم يقول (دعونا نفسر كل شيء في القرآن و السنة بالعقل و نظريات العلم الحديث, و لا اعتبار عندهم لأقوال السلف الصالح لأنها تعارض أفكارهم)، و الذي يريد الهدم لكل بناء و إن كان على أساس سليم يقول (الإعجاز العلمي بدعة و لا حجة لها)، فأين الوسطية في الطرح يا أمة الوسط ؟. فالناظر إلى مُجمل أبحاث الإعجاز العلمي يرى تفاوت ملحوظ في قوة الطرح، فهناك من تمسك بقواعد العلوم الشرعية, فأبدع و أفاد, و هناك من تجاوز القواعد العلمية المتفق عليها من قبل علماء الشريعة وعلماء الإعجاز العلمي، فأفرط و قال على الله و رسوله بغير علم. و من المؤسف أن هناك كتابات و أراء غير حيادية غضت طرفها عن الصحيح الجاد من أبحاث الإعجاز العلمي, فقامت بنسف جهد العاملين فى الإعجاز العلمي ببضع كلمات أطلقتها الألسن أو كتبتها الأقلام بدون دراسة جادة لقضية الإعجاز العلمي, فكان التفريط. وما بين أهل الإفراط و التفريط, وقف العاملون المخلصون في قضايا الإعجاز العلمي صامدون صمود أهل علم الحديث الذين لا يهنأ لهم بال إلا بإظهار الصحيح من السقيم، و بالرد المفحم على كل من أنكر الإعجاز العلمي لمجرد انه لا يفهم طبيعة هذا العلم. * بعض مظاهر الإفراط من بعض مظاهر الإفراط الخروج بمعنى النص عن مدلوله اللغوي الواضح إلى معاني مبالغ فيها لا يحتملها النص من أي وجه, بدعوى أن في النص استعارات مكنية ظهرت للباحث فقط و لم يفقهها السابقون الأولون, و ذلك كتأويل النجم الثاقب بأنه الحيوان المنوي يثقب البويضة,في قول الله تعالى {و السَّمَاء وَالطَّارِقِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ. النَّجْمُ الثَّاقِبُ. إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ. فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ} 1-6 الطارق، مع أن سياق الآيات و أقوال كل المفسرين تقول بأنه أحد نجوم السماء الموصوفة بالطرق و الثقب, و لا علاقة بين النجوم و ذكر خلق الإنسان من الماء الدافق كما هو واضح من سياق الآيات. ومن صور الإفراط أيضا الافتتان بعلوم الغرب حتى و لو كانت نظريات في إطار التجريب, و كأن العلم الغربي حق لا مراء فيه, مما أدى إلى اعتقاد بعض المسلمين في هذه النظريات التي لم تثبت بعد على أنها حقائق تصلح لتفسير الآيات أو الأحاديث. ومن أمثلة ذلك المسارعة في تفسير الفتق بالانفجار في قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا}الأنبياء30، لمحاولة التقريب بين الآية و نظرية الانفجار الكبير (Big bang)، مع أن كلمة الفتق من الناحية اللغوية لا تعنى أبدا الانفجار و لم تستخدم كلمة الفتق في القرآن أو السنة بهذا المعنى، ثم أن كلمة الانفجار تؤدى إلى الفصل الكامل بين أجزاء الشيء الواحد مع الهدم و العشوائية في البناء, أما قوله تعالى (ففتقناهما) فتعنى التحكم التام من الله لخلق عالم منظم لا عشوائية فيه، و لو كانت كلمة الانفجار من الناحية العلمية صحيحة لذكرها القرآن بجلاء بدلا من كلمة الفتق فيقول الله (كانتا رتقا ففجرناهما) بدلا من (ففتقناهما)، حيث أن لفظة الانفجار لها مشتقات في القرآن كما في قوله تعالى {وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ}يس34. ثم أننا إذا سألنا العاملين في دراسة نشأة الكون عن نظرية الانفجار الكبير لقالوا بمنتهى الوضوح أن ما وصل إليه العلم حتى الآن غير كافي لتفسير كيفية إيجاد السماوات و الأرض، و أن نظرية الانفجار الكبير لازلت في حاجة إلى كثير من الإصلاحات و التعديلات حتى تصل إلى فهم قريب من الحقيقة. وقد وردت هذه الحقائق في عدد مايو- يونيو 2009 من مجلة العلوم الأمريكية في مقالة بعنوان النشاط الجديد في الكوسمولوجيا (علم الكون) لكاتبها د. باتريك بيتر (Patrick peter)، مدير المعهد الوطني للأبحاث العلمية بفرنسا، و قد أبدع هذا العالم في هذه المقالة في التفريق بين ما هو قطعي الثبوت و ما هو ظني في تحليل علمي دقيق لنظرية الانفجار الكبير. ثم أخذ كاتب المقال في مناقشة الأمور التي مازالت ظنية في النظرية و منها الحالة التي كان عليها الكون قبل الانفجار و هل نشأ من لا شيء أم انه كان يسبقه كون آخر أسماه بالكون السابق للانفجار الأعظم. كما أن كاتب المقال بدأ يميل إلى رفض كلمة الانفجار و طرح بدلا منها سيناريو آخر واعتبره أكثر احتمالا و هو أن الكون الذي نعيش فيه نشأ كمنطقة متجانسة و صغيرة جدا في كون آخر فائق الكثافة، ثم أخذت هذه المنطقة الصغيرة في الانتفاخ و التوسع, مع العلم بأن د. باتريك بيتر لم يجزم بهذا النموذج الجديد بل فتح الباب لظهور نماذج أخرى ربما تكون أكثر علماً و دقة. و من أمثلة الافتتان بعلوم الغرب أيضا المسارعة في تفسير نشأة الإنسان والكائنات الحية بنظرية التطور الدارونية مع محاولة التوفيق بين بعض آيات القرآن الكريم وبين أقوال التطوريين, مع أن الدارونية في ثوبيها القديم والجديد لم ترقى بعد أن تنتقل من الفرضية إلى النظرية لغياب الدليل العلمي الذي يدعمها, ولوجود خلاف كبير بين المشتغلين بها, بين مؤيدين ومعارضين. وليس العجب هنا في اختلاف علماء التطور حول صحة تلك النظرية, فهذا هو حال العلم الذي يقوم على الفرضيات والجدليات حتى يصل إلى حقائق ومسلمات, ولكن العجب كل العجب ممن يسارع في نسبة فرضية إلى القرآن الكريم بالرغم من المعارضة الصريحة بين القرآن وهذه الفرضية, فصريح القرآن والسنة وما فهمه سلف الأمة, على أن الله خلق آدم بيديه من الطين و بلا ذكر للتطور, كما حكى المولى تبارك وتعالى عن خلق باقي الكائنات الحية بالخلق الخاص في أزواج, وأنه جعل لكل زوج الذرية الخاصة به والهداية الخاصة لكيفية المعيشة, وكل ذلك بلا ذكر للتطور. إذا أيها المسلمون وسطية منهج الإعجاز العلمي تُحتم علينا التوقف أمام هذه الظنيان، فلا ينبغي أبدا أن نأخذ الظني من أي نظرية ونقارنه بكتاب الله، فالذي نؤمن به إيماناً قاطعاً أن وصف القرآن هو أدق وصف لأنه من عند الله تعالى موجد هذا الكون (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) 14 الملك، فلا يمكن تأويل حقائق القرآن إلا بعلم يقيني قطعي الثبوت وحتى يقترب العلم في ألفاظه من الألفاظ الدقيقة للقرآن, لا نملك إلا أن نقول كما قال الأولون {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7. ومن صور الإفراط أيضا القول بقدرة بعض العبادات على الشفاء الجزئي أو المطلق لكثير من الأمراض بدون وجود نص من القرآن أو السنة يثبت العلاقة الصريحة بين تلك العبادة والشفاء من الأمراض, كما هو الحال في العسل مثلا الذي نص الله على قدرته الشفائية بنص صريح لا يقبل الإنكار {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ}النحل69. بل إن بعض من أفرطوا في هذا الاتجاه استدلوا ببعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة لإثبات أقوالهم، ومن ذلك حديث (صوموا تصحوا)في باب الصيام، وفي باب الصلاة استدلوا بحديث (صلى فان في الصلاة شفاء) أو (الصلاة شفاء لكل داء) أو وصف قيام الليل بأنه (مطردة للداء عن الجسد)، مع العلم بأن أغلب الروايات التي ذكرت أن قيام الليل مطردة للداء قد ضعفها أهل العلم، وحتى الرواية التي يصح سندها وهي (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد ) قال عنها الألباني في كتاب الجامع الصغير وزيادته, الحديث صحيح إلا جملة (مطردة للداء عن الجسد) فهي ضعيفة. ومبدأ الوسطية في الطرح يفرض علينا الجمع بين النصوص الصحيحة لنصل إلى القول الأمثل في علاقة أي عبادة بالنواحي الصحية, فلا مانع أبدا من أن تكون هناك حكم صحية من وراء بعض العبادات, ولكن إظهارها يستلزم الدليل الصحيح والصريح. ولا شك أن ربط العبادة بالأمور الصحية بلا دليل صريح, هو مسلك خطير لأنه يُخرج العبادة عن أسمى معانيها وهو الطاعة المطلقة لأمر الله, إلى معنى دنيوي بحت وهو وصف هذه العبادات بالرياضات الروحية والجسدية، وفي هذا الفعل تقليل كبير من شأن العبادة، فقد يدعى أحد الكفار بأنه يمارس نوع معين من الرياضات البدنية أو الروحية تحقق له نتائج صحية أفضل بكثير مما هو موجود في عبادات المسلمين، وهذا هو المشاهد في العالم الغربي فنجد عندهم ارتفاع في نسبة الممارسين للرياضة ونسبة الأصحاء ونسبة كبار السن، وما حدث هذا إلا كنتيجة طبيعية للأخذ بالأسباب والسنن الربانية التي لا تحابى أحد. وإذا ادعى النصراني أو اليهودي أو أصحاب الديانات الروحية أن العبادة عندهم تريح أبدانهم وأرواحهم، فهل هذا دليل على صدق ديانتهم، أم دليل على أن اطمئنان النفس والرياضات البدنية من الأمور التي تريح البدن. فهل يعقل أن نتخذ من الرياضات البدنية أو الروحية عبادات لكونها تحقق من الصحة ما لا تحققه بعض العبادات الإسلامية، فلا شك إذا في أن القول بأن العبادة رياضة وصحة أمر مبالغ فيه، وغير منصوص عليه في صريح القرآن والسنة. كذلك أيضا كان لإقحام الإعجاز العلمي في أمر الغيبيات, من الإفراط الذي شغل الناس عن رؤية آيات الله في خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة، فصاروا يلهثون وراء فهم أحداث القيامة والجنة والنار من الناحية العلمية مع أنها من الغيبيات التي مهما تخيلناها فحقيقتها بخلاف ما تخيلنا، ووقعها على الأنفس بخلاف ما تحكى الألسن، ولذا لم تكن الغيبيات مما وعد الله بان يريه للعباد على سبيل المعجزات فقال تعالى {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53، فالله وعد بان يرينا آيات مرئيات خاضعة للدراسة في الأفاق والأنفس، أي في مقارنة العلم المكتشف في الكون المنظور بالعلم المسطور في القرآن والسنة. يتبـــــــــــــــــــع |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
يتبـــع الموضوع السابق وسطية الإعجاز العلمي بين الإفراط و التفريط من مظاهر التفريط وكرد فعل قوى في مقابلة الإفراط المُشاهد في قضايا الإعجاز العلمي, ظهر أصحاب القول بوجوب الابتعاد عن التفسير العلمي للقرآن الكريم، حتى أن بعضهم يعتبر ذلك بدعة، وذلك بزعم الحفاظ على القرآن والسنة من التأويلات الباطلة أو الاصطدام بنظريات علمية غير ثابتة، وأن القرآن كتاب هداية وإرشاد وليس بكتاب علم. وحتى لا نخرج عن الوسطية في النقاش فسوف نفترض أن هذا الرأي صدر من قلب غيور على القرآن والسنة, يخشى الخطأ في فهم النص الإسلامي، وهذا رأي ينبغي أن يوضع في الاعتبار فلا ينبغي أن يدخل ميدان الإعجاز العلمي للقرآن والسنة إلا العالم المؤهل، أما الجاهل الذي لم يصل إلى مستوى يؤهله إلى ذلك، فيجب أن يكف عما هو فيه من لهو التفكير في القرآن بالعقل دون النقل, ويعكف على مزيد من الدراسة ليصل إلى المستوى المطلوب. وبالرغم من وجاهة رأى المعارضين للإعجاز العلمي، إلا أن المسألة ليست بهذه البساطة والسطحية، لأننا إذا تعمقنا في التفكير قليلا لوجدنا أن دعوة هؤلاء تخدم أعداء القرآن أكثر مما تخدم القرآن نفسه، لأن التطور العلمي الحديث أثبت للعالم وجود تعارض بين ما جاء في كتب السابقين (التوراة والإنجيل) وبين حقائق العلم المكتشفة حديثاً، ولكنه عجز عن ذلك أمام القرآن، مما جعل أهل الأديان القديمة يُناصبون الإعجاز العلمي للقرآن العداء. فماذا فعل أعداء الإسلام لإخفاء نور العلم في القرآن الكريم، ولصرف أنظار الناس في عصر العلم الحالي عن الأخطاء العلمية في كتبهم؟ لقد أوعز هؤلاء الأعداء للمفكرين المسلمين بدعوى ظاهرها البراءة وفي باطنها الخداع، أن القرآن كتاب مقدس ولا يجب أن تتطاول عليه علوم البشر التي تخطئ في كثير من الأحوال، ولكل مجاله، وبذلك ضربوا عصفورين بحجر واحد. وللأسف خُدع بعض المفكرين المسلمين بهذه الدعوى الخبيثة، وساروا وراءها، بل قاموا يدعون إليها, ظناً منهم أنهم يدافعون عن القرآن، وما علموا أنهم بذلك يخدمون أعداء القرآن. وإذا كان القرآن الكريم ليس بكتاب علوم بمفهوم تلك التفاصيل العلمية الدقيقة التي يتعلمها الطالب في المجامع العلمية، إلا أنه أكثر وأهم من ذلك، لأنه يحمل إشارات نورانية إلى منتهى الحقائق العلمية الدالة على سنن الله الكونية في خلقه، وذلك من خلال ما تحمله الآيات القرآنية من إشارات علمية دقيقة إذا أحسنا تدبرها والبحث فيها واستنباط أسرارها العظيمة. فالقرآن يحث الإنسان على النظر في الكون وتدبره، ولا يشل حركة العقل في تفكيره، أو يحول بينه وبين الاستزادة من العلوم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وليس ثمة دين من الأديان السابقة يكفل حق العقل في التدبر بمثل ما يكفله الإسلام. وينبغي هنا أن نشير إلى أن للعلم المادي مراحل في الوصول إلى حقائق الأمور, أولها الفرضية ثم التجريب وقد تكون الفرضية أصعب من التجريب لعدم القدرة على المشاهدة كما هو الحال في علم الروح، فيسقط التجريب ولا يصح إلا الخبر عن العليم الخبير، والتجارب قد تنجح أو لا تنجح، وأحيانا يتم تعديل الفرضيات ثم تتم دراسات جديدة ويظل العلم في نظريات حتى تتضافر الأدلة على ثبوت نظرية معينة تؤكدها كل الشواهد بدرجة لا تخضع للشك، عند هذه المرحلة نصل إلى المقابلة الصحيحة بين علوم القرآن والسنة وبين العلم المادي، فعلوم القرآن والسنة لا تمر في ذكرها للخبر العلمي بمراحل كما يمر بها العلم المادي ولكن علوم القرآن والسنة تذكر من العلم المادي الحقيقة المطلقة التي لا خلاف حولها بل إن وصف القرآن والسنة للعلم المادي يفوق وصف البشر لأنه من لدن العليم الخبير. ومن ادعى أن كل المعارف العلمية ظنية فقد افترى فلابد لكل علم حقيقي من قواعد ثابتة يقوم عليها، اتفق على ثبوتها أهل التخصص وهناك أيضا أمور ظنية معلومة عند أهل التخصص هي محل بحث ونقاش، ولولا الحقائق لما قامت الحضارات فلا داعي لإضاعة الإعجاز العلمي بدعوى أن العلوم ظنية فهذا قول مجانب للصواب. فالقرآن والسنة يمثلان سقف متجدد لكل العلوم فكلما ارتقى العلم المادي خطوة في وصف العلوم اقترب من سقف القرآن والسنة حتى يصل العلم المادي في وقت من الأوقات إلى مقاربة سقف القرآن والسنة فتتجلى عندها آيات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وحتى نصل إلى هذه الدرجة هناك مراحل عديدة من مقابلة العلوم الحديثة مع علوم القرآن والسنة وهذه يقوم بها مشكورين أغلب العاملين في مجال الإعجاز العلمي، وقد يخطأوا في بعض المراحل حتى يهدى الله من يشاء إلى الحق الذي لا لبث فيه ولا غموض، ولولا هذه المحاولات الجادة مع بعض الأخطاء البسيطة والغير متعمدة ما وصلنا يوما إلى أي أعجاز علمي ولا كشفنا عن الآيات التي قال عنها تعالى (سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)، وأنا هنا لا أشجع الخطأ كما قد يتوهم البعض ولكنني أشدد على الالتزام بمنهج البحث العلمي الذي أسسه علماء الشريعة مع علماء الإعجاز العلمي في كيفية مقابلة النص الشرعي بالعلوم المختلفة مع مراعاة الفرق بين ما هو إعجاز علمي وما هو تفسير علمي فليس كل تفسير علمي بإعجاز علمي، فالخطأ مع العالم اجتهاد له أجره, بعكس الخطأ مع الجاهل فقد يدخل صاحبه العذاب المهين لأنه قال على الله وعلى نبيه بغير علم. فالإسلام كما انه دين هداية إلى صراط الله المستقيم إلا انه أيضا دين علم و معرفة، ويكفى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب الزيادة في القرآن إلا مرة واحدة, طلبها في العلم {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} 114 طه، والقرآن أبدا لن يكون كتاب إعجاز بلاغي وفقط أو كتاب تشريع وفقط ، أو كتاب عقيدة وفقط، أو قصص قرآني وفقط، فالقرآن يشمل كل ذلك وهو أيضا معجزة الله الخالدة لكل خلقه في كل زمان ومكان ، ولو فرضنا جدلا أن معجزاته قاصرة على البلاغة والتشريع، فقد ولت البلاغة مع من ولى من بلغاء وفصحاء العرب، وإذا حدث وتم ترجمة القرآن لأي لغة أعجمية فساعتها سوف نجد أن معجزة البلاغة قد سقطت، فكيف تكون حجة الله على خلقه إلا إذا كان في القرآن إعجاز شامل يغطى كل جوانب الحياة بما فيها ذكر بعض العلوم الحديثة التي لم تكن معروفة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ظهرت في العصر الحديث فكانت دليل صدق للنبوة الخاتمة. ولنا في قول الله تعالى{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53, الدليل القاطع على صحة الإعجاز العلمي فالسين للاستقبال (أي المستقبل), والرؤية في الأفاق والأنفس ثبت يقينا أنها تقوم على العلم وأقصد هنا العلم الحديث، فكيف لنا أن نصل إلى عمق الآفاق والأنفس بدون أدوات مساعدة كالميكروسكوبات والمناظير والتلسكوبات وغيرها الكثير ما اكتشفه العلم الحديث فكان فاتحة الخير على الإسلام والمسلمين حيث ظهرت لهم الكثير من الآيات التي وعد الله بإظهارها لتكون لهم ولغيرهم آية, فيكون القرآن والسنة معجزة صالحة لكل الأزمان. وينبغي أن ننتبه أيضا إلى أن نصوص القرآن والسنة هي التي أثارت العقول لتبدأ قضية الإعجاز العلمي وذلك بعرضها لقضايا غريبة عن واقع الناس فى زمن الوحي, تحث العقول السليمة على البحث والتدبر والتفكر. ففي أول آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال له جبريل اقرأ (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق)1-2 العلق, يقول صاحب التحرير والتنوير حول هذه الآيات, (فيها إيماء إلى أن أمة النبي صلى الله عليه وسلم ستصير إلى معرفة القراءة والكتابة والعلم, كما أن فيها توجيه للنبي صلى الله عليه وسلم إلى النظر في خلق الله, وخاصة خلقه الإنسان خلقا عجيبا مستخرجا من علقة فذلك مبدأ النظر....انتهى بتصرف), فالنظر في خلق الله المنظور لهو من أكبر الآيات الدالة على ربوبية رب العالمين، ولنا أن نعجب لماذا أُمر الله النبي صلى الله عليه وسلم بالنظر إلى خلق الإنسان من علق في أول سورة تنزل عليه، إلا لعلم الله بأن قضية خلق الإنسان هي من القضايا العلمية الغيبية الهامة التي شغلت فكر البشرية قديما وحديثا، وبالتالي فذكر الحقائق العلمية المتعلقة بهذه القضية في القرآن والسنة بطريقة لا تخالف ما توصل إليه العلم الحديث يعد دليلا على ربوبية رب العالمين واستحقاقه للطاعة والعبودية, كما يعد أبين دليل على وجود الإعجاز العلمي في كتاب ربنا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فان أحدا لم يسال النبي عن مراحل خلق الإنسان, وحتى وإن سألوه, فكيف السبيل إلى التحقق من صحة أقوال النبي صلى الله عليه في زمن لم يعرف العلم بعد. وإذا نظرنا لثاني آية في فاتحة القرآن (الحمد لله رب العالمين) 2 الفاتحة, نجد بلاغة القرآن واضحة جلية في هذه الافتتاحية التي تحمل حمد الله المطلق على أنه الرب المدبر المتفضل على الخلق بكل آلائه التي لا تعد ولا تحصى، ولنا أن نتعجب في هذه الآية من كلمة العالمين, ولماذا أبلغ النبي عن وجود هذه العوالم المتعددة التي لم يرى منها إلا القليل في بيئته، وهل العالمين هي ما في الأرض والبحار وجو السماء من مخلوقات فقط, أم أنها تمتد لتشمل عوالم خفية في السماوات السبع التي لا نعلم عنها شيء، سؤال مطروح يحاول أن يجيب عنه العلم كل يوم بمحاولاته المستمرة للكشف عن حياة خارج الكرة الأرضية, ولتحقيق هذا الهدف بدأ العلم يفكر في الكشف عن كيمياء جديدة وطرق بحث جديدة ليستطيع التوصل إلى عوالم خفية عن الإمكانيات المتاحة والتي لا تبصر إلا القليل من عوالم رب العالمين القائل عن ملكه (فلا اقسم بما تبصرون وما لا تبصرون) 38-39 الحاقة، وقد صدقوا في فكرهم لأن ذرات ملك الله لا يعلم مدى تنوعها إلا الله, والتعرف عليها لا يكون إلا باكتشاف هذه الذرات بوسائل جديدة لم تكن معروفة من قبل. وكما أشار الله في قرآنه إلى حقائق خلق الإنسان وتعدد العوالم التي لا نرى منها إلا القليل, أشار أيضا إلى بعض الحقائق الكونية التي تثبت وجود الإله الواحد القادر، ومن ذلك قول الله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) 30 الأنبياء، ففي هذه الآية يثير المولى تبارك وتعالى مسألتين غيبيتين في غاية الغرابة لم يكن للناس بهما علم في زمن نزول القرآن، الأولى أن السماوات والأرض كانتا رتقا، أي ملتصقتين ببعضهما ثم فصل الله بينهما، والثانية أنه جعل كل حياة لا تنفك عن احتياج للماء. فإذا كان القرآن كما يزعم البعض منزه عن ذكر خبايا العلوم المادية كما يزعم البعض, فلماذا أشار الله إلى هذه الغيبيات التي لا يمكن للنبي ولا لأصحابه أن يدرسوها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم, إلا إذا كان الله يعلم بأنه سيأتي زمان على الناس يتناولون دراسة أصل الكون وأنهم سوف يمتلكون الأدوات المؤهلة لذلك، فوضع المولى تبارك وتعالى هذه الآية في كتابه، فكانت غيبا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم, ولكنه ما لبث أن بدأ يخرج من الغيب إلى الشهادة في زمن الرؤية بالعلم, فكانت الموافقة بين علوم القرآن والسنة وبين علوم الإنسان معجزة حقيقية تقود العقول إلى الإيمان بعلام الغيوب. وإذا كانت هداية العقول إلى الله بسيطة في كثير من الأحوال, بالخطاب العقلي البسيط {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة21, {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }الطور35, إلا أن الهداية أيضا في كثير من الأحوال تحتاج إلى الآيات البينات (المعجزات), وإذا كان من حق الناس في زمن النبي أن يروا معجزة مادية، فهذا الحق لا يزول بموت النبي وانتهاء معجزاته المادية, فلابد للمعجزة أن تستمر على مدار الزمان، ولذا فكان لا بد من معجزة باقية لا تزول إلى يوم القيامة إلا وهي التوافق التام والعجيب بين ما هو مسطور في كتاب رب العالمين وسنة سيد النبيين، وبين ما هو ثابت من العلوم التي تبحث في كون الله المنظور، والذي عرف حديثا بالإعجاز العلمي، وهذا هو ما وعد به رب العالمين من أن رؤية الكافر للأفاق والأنفس سوف تنقلب عليه آيات واضحات تدله على الحق كما قال تعالى (سنريهم آياتنا...........) و(أو لم يرى الذين كفروا........). فالإعجاز العلمي يكاد يكون هو اللغة الوحيدة التي يفهمها ويقتنع بها غير المسلمين، فما من مناظرة تتم بين مسلم وغير مسلم إلا وللمعجزة فيها دور كبير, فالذي يستطيع أن يأتي بمعجزة حقيقية من قبل الله, فله الغلبة بإذن الله, ولله الحمد أن جعل لنا في الثابت الصحيح من الإعجاز العلمي المعجزة المنشودة والقادرة على حسم النقاش بالحكمة والموعظة الحسنة, لذلك فإن دعوى الابتعاد عن التفسير العلمي لبعض ما جاء في القرآن الكريم اعتماداً على حقائق العلم الثابتة دعوى يطرب لها أعداء الإسلام، وتنزل على قلوب الملحدين برداً وسلاماً. وإلى الذين يخافون ويحرصون على الدين من إفراط بعض الباحثين في قضايا الإعجاز العلمي، أقول لكم احرصوا مع البحث عن الحقيقة، أما أن نحرص فنقعد عن العمل فهذا ضياع لأمور الدين وخلط للحابل بالنابل، فنحن مأمورون بالتفكر والتدبر في كتاب الله، فلماذا التفكر والتدبر إن لم يكن هناك جديد يمكن الوصول إليه. وكما تجتهدون في الفقه والعقيدة وغيرها فاجتهدوا في كشف سُبل جديدة لهداية الكافرين الذين لا يؤمنون إلا بالعلم المادي فسُبل الهداية متعددة {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69. وإذا كان الإفراط قد حدث من جانب بعض المحبين للإعجاز العلمي كظاهرة غير صحية دافعها العاطفة الزائدة، فذلك يستلزم التصدي لها بكل قوة من خلال الضوابط المعتمدة للإعجاز العلمي في القرآن والسنة حتى لا يضيع الهدف الأسمى للإعجاز العلمي كأحد جوانب الهداية في القرآن والسنة. ولو تركنا علم الحديث لأجل المدلسين نترك علم الإعجاز العلمي, ولكن الأولى أن يدخل العلماء المعترضون بكل علمهم في فحص المنشور من الإعجاز العلمي وتحقيقه بما يرضى الله لا أن يحجموا ويرفضوا فالله سائلهم عما علموا يوم القيامة. كما أنصح كل مسلم بالعمل بحديث النبي صلى الله عليه والسلم (الدين النصيحة) أخرجه مسلم, فأناشد كل قراء الإعجاز إذا ظنوا أن هناك خطأ ما في أي مقالة من مقالات الإعجاز العلمي, أن يراسلوا صاحب المقالة ويبينوا له هذا الخطأ, فربما أقام الحجة على صحة قوله وخطأ ظنهم, أو ألزموه الحجة الصحيحة فلا يعود ثانية إلى خطأه, وبذلك يخاف كُتاب الإعجاز العلمي من النقد العلمي طالما أن بعضهم لا يخاف الله, وبهذا يفكرون ألف مرة قبل نشر أي كلمة لأنهم على علم بأن هناك من يراقب أقوالهم. ولكن أرجو أن لا نتطاول على العلماء بحجة الدفاع عن الإسلام فهدفنا توحيد الصف وليس تقطيعه, وأن نُعلى من قيمة الإعجاز العلمي وقيمة العاملين فيه لأننا في زمان الإعجاز العلمي وما أحوجنا إلى المعجزة لمواجهة الباطل. يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي: المراجع 1. القرآن الكريم 2. تفسير التحرير و التنوير 3. صحيح الجامع للألباني 4. المنهج العلمي في دراسة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة: أ.د. أحمد شوقي إبراهيم 5. الإعجاز العلمي في القرآن: فضيلة الشيخ / مصطفى البصراتي http://www.quranway.net/index.aspx?function=Item&id=1052&lang 6. الإعجاز العلمي طريق للهداية: أ.د. جمعة علي عبد القادر 7. الإعجاز العلمي بين المؤيدين والمتحفظين 8. النشاط الجديد في الكوسمولوجيا (علم الكون): د. باتريك بيتر (Patrick peter)، عدد مايو- يونيو 2009 من مجلة العلوم الأمريكية . |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
عنصرية الغرب وتخاذل المسلمين : حول مسالة المآذن صورة عن شعار الحملة الإعلامية التي كانت في سويسرا من أجل منع المآذن في سويسرا بقلم أ. د. زينب عبد العزيز في يوم الأحد الموافق 29 نوفمبر 2009 تلقى مسلمو العالم ضربة ضارية على وجوههم، ضربة تم الإعداد لها من قَبل محاضرة بنديكت 16 فى راتسبون عام 2006، التى لم تكن فى الواقع سوى خطوة تنفيذية لهجوم معلن من قبل أيضاً. وقد أتت النتيجة مباشرة لدعاية تم الإعداد لها بإخراج مسرحى تفوح منه رائحة الممجوج. ففى نفس عام 2006، عام محاضرة راتسبون التى سب فيها البابا الإسلام والمسلمين عمدا متعمدا، بدأ الإعداد لمسألة المآذن وتم طرح مبادرة الإستفتاء عام 2007، وكان المطلوب الحصول على مائة الف توقيع حتى يمكن تغيير البند رقم 73 من الدستور السويسرى لتحريم إقامة مآذن، غير الأربعة القائمة فعلا.. فتم جمع 540و113 الف توقيع، اودعت فى يوليو 2008 ولم يتم استخدامها إلا منذ أيام. ومن الملاحظ أيضا أنه فى نفس ذلك اليوم 29/11/2009، تم إستفتاء آخر فى سويسرا حول تحريم بيع أسلحة للبلدان الأجنبية.. ومن الكاشف للأوضاع والضمائر والأهداف معرفة أنه تم رفض قرار تحريم البيع بأغلبية 68% من الأصوات لأن تجارة الأسلحة تدر على سويسرا مكاسب تتعدى الخمسمائة مليون يورو فى العام، واللهم لا تعليق.. ونقطة إنطلاق هذه الموجة المتعصبة لمنع بناء المآذن ترجع شكلا إلى أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 التى بدأت بصيحة وحشية من الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دابليو بوش، معلنا حربه الصليبية على الإسلام، ـ الذى بات يحمل رسميا منذ ذلك التاريخ وصمة الإرهاب، وراح ضحيتها حتى الآن أكثر من عشرة ملايين مسلما تفحموا أو تطايرت أشلائهم لكى لا نقول شيئا عن ضياع حضارتها وتلويث أراضيها ونهب ثرواتها. وهى صيحة تذكرنا بتلك التى أطلقها البابا أوربان الثانى عام 1095، معلنا أول حرب صليبية على الإسلام باسم المسيح، بعد أن أطلق على المشاركين فيها عبارة "جنود المسيح"، فارضا عليهم وضع علامة الصليب على كل شئ من ثياب وعتاد ومعدات.. وإذا ما عدنا قليلا إلى الوراء، حتى مجمع الفاتيكان الثانى (1965) لرأينا أن من أهم قراراته : اقتلاع اليسار فى عقد الثمانينات ؛ واقتلاع الإسلام فى عقد التسعينات حتى تبدأ الألفية الثالثة وقد تنصر العالم ؛ وتكوين مجلسين تابعان للبابا أحدهما للحوار مع الديانات الأخرى ؛ والآخر لتنصير الشعوب. وحينما لم يتم تنصير الشعوب مع مطلع الألفية الثالثة قام مجلس الكنائس العالمى فى يناير 2001 باسناد هذه المهمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أصبحت القوة العسكرية المتفردة. وبعد عدة أشهر، فى لوحة زيتية قديمة للبابا كليمنت الخامس الحادى عشر من سبتمبر 2001 دوّت أحداث تلك المسرحية الأمريكية الصنع، القائمة على استخدام نظرية الهدم تحت السيطرة، الذى لا يمكن لأى فرد أن يقوم بها إلا إذا امتلك أدق التفاصيل السرية للمبنى المراد هدمه. وإذا ما عدنا إلى الوراء أكثر، إلى مجمع فيينا المنعقد فيما بين 1311-1312 الذى دعى إليه البابا كليمنت الخامس، سيشعر القارئ بالنفور وبحقيقة موقف الغرب من الإسلام عند مطالعة البند 25 من قرارات المجمع الذى يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها خطة تتوارث ومنفذون يتتابعون فى محاولتهم إقتلاع الإسلام والمسلمين : " نظرا لإهانة إسم الرب والعار المنعكس على الإيمان المسيحى فى بعض مناطق العالم الخاضعة لحكام مسيحيين، يقوم المسلمون الذين يعيشون وسط المسيحيين أو فرادى، بالدعاء والإعلان باسم محمد من مساجدهم، حيث يجتمع المسلمون لعبادة محمد المخادع، وذلك كل يوم، فى ساعات محددة، منذ مطلع النهار ويرددون ما يؤذى سماع المسيحيين (...)، وبما أن هذه الأمور لا تروق للرب فلا يجب أن نتحملها من بعد الآن، لذلك نعلن باسم المجمع أننا نمنع بكل شدة أن تتكرر هذه الأمور من الآن داخل الآراضى المسيحية (...)، ونحث كل الحكام الكاثوليك الذين يعيش المسلمون تحت حكمهم، ألا تتكرر هذه الأمور وأن يقتلعوا تماما ذلك العار الذى يجلبه عليهم ما أشرنا إليه (...) كما نمنع تحديداً أى إنسان خاضع لسلطتهم أن يغامر أو يتم تشجيعه على الدعاء أو أن يمارس عبادته رسميا كما قلنا، لإسم محمد الدنس أو أن يقوم بالحج. ومن سيجرؤ على مخالفة ذلك سيتم تقويمه باسم الرب بحيث أن الأخرين سيرتعدون مما وقع عليه وسيبتعدون تلقائيا " (المجامع المسكونية ج 2** صفحة 380). ندرك من هذا الإستشهاد أن المطلوب إلغاؤه ليس المآذن فحسب وإنما المساجد والصلاة والحج وخاصة تحريم ذكر اسم "محمد الدنس الغدار" كما يصفه البابا كليمنت الخامس، وذلك من كافة البلدان التى يحكمها مسيحيون !! وهنا أمتنع أيضا عن أى تعليق وأترك للقارئ ممهمة وصف "أمانة" هؤلاء القادة المسيحيون الذين يصرون على فرض عنصريتهم واقتلاع الإسلام بهذا التعنت. لذلك لم يكن بغريب أن يتم قبول الإقتراع الحاصل على 5و57 % من الأصوات، وأنه فى نفس ذلك اليوم يقوم كل من المجلس الإتحادى والبرلمان بقبول هذه النتيجة، التى تناقض إتفاقيات دولية ملتزمة بها الحكومة السويسرية، وأنه فى اليوم التالى تقوم كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا والمانيا وأيرلندا الشمالية بالتضامن مع هذه المهزلة المهينة، بينما أعلن وزير الداخلية الأمانى عن تفكيره فى طرد أئمة المساجد. وترتفع الأصوات صاخبة محملة بالعديد من التعليقات الكاشفة من جانب مختلف المستويات، نورد منها بعضا مما يكشف عن أن كل هذه المسألة مرتبة مدبرة خاصة إذا علمنا ان منها تصريحات لوزراء رسميين : "إن المآذن تصدم الهوية المسيحية لتفرض تعددية دينية لا نقبلها" ؛ "إنها ليست المآذن وحدها وإنما المساجد أيضا" ؛ "إن فرنسا ليست أرضا للإسلام" ؛ "إن الإسلام يدفع إلى القلق لأنه دين غزوات" ؛ "إنها (المآذن) رمز شديد الوضوح" ؛ "إنها علامة إستفزازية" ؛ "لا بد من الحفاظ على هويتنا المسيحية" ؛ "لا بد من إنقاذ الجذور المسيحية لأوروبا" ؛ "سوف يلتهمنا عشرة ملايين من المهاجرين" !! وهو نفس الرفض ونفس الموقف الذى يتواصل منذ قرون.. والأيادى الخفية هنا من الوضوح بحيث تكفى الإشارة إلى عبارة "علامات إستفزازية" التى أطلقها جاك شيراك، الرئيس الفرنسى الأسبق أيام حربه على الحجاب، أو إلى عبارة "الهوية المسيحية" و "الجذور المسيحية لأوروبا" التى أعلنها البابا بنديكت 16، لكى ندرك بوضوح كواليس هذه الهجمة العنصرية بكل وضوح. وإذا أضفنا إلى ما تقدم الإجتماعات البالغ عددها 260 إجتماعا عاماً التى ستتم فى فرنسا حتى آخر يناير 2010 تحت إشراف وزارة الهجرة ليتم طرح عبارة "أنت لا تتمشى مع النموذج المطلوب، تفضل بمغادرة البلاد" ! فذلك يكشف عما ينتظر المسلمين فى فرنسا، وهم أكبر جالية فى أوروبا إذ يبلغ عددهم عشرة ملايين مسلم ومسلمة. أفلا تستخق هذه الملايين وغيرها من القيادات الدينية والسياسية المسلمة وقفة أكثر إلتزاما وقوة، وأكثر غيرة على الإسلام والمسلمين من ذلك التراخى المهين لهم بكل المقاييس قبل أن تمتد مهانته إلى آخرين ؟ وحينما يتأزم الوضع ويصل إلى هذه الحدة فلا بد من التساؤل حول المعنى العميق للأحداث وأسبابها. وفى هذه القضية تحديداً ترتفع أربعة محاور أساسية سنتناولها تباعا باختصار، وهى : الإستعمار، المسيحية، المهاجرون، الإسلام : ما من إنسان يجهل العواقب المأساوية للإستعمار، الذى على الرغم من مقولة إنتهاء عصره فهو يتواصل من خلال الأنظمة العسكرية العميلة التى يقيمها قبل مغادرته الشكلية للبلدان المستعمَرة. والحديث عمّن تم إستعمارهم يعنى الإشارة إلى البؤس الإنسانى والإجتماعى والإقتصادى والسياسى والتقنى والثقافى والعبادى والحضارى لعدد لا يحصى من الشعوب التى يُفرض عليها أن تظل قابعة تحت حزام الفقر بحكم الأوضاع المطلوبة. ومن المعروف أيضا أن كل البلدان الأوروبية المسيحية مارست وتمارس خزى الإستعمار الفاضح لأكثر من خمسة قرون، بكل ما يترتب عليها، بلا أى شعور بالخجل، لإنتزاع خيرات وثروات المستعمرات وفرض عملية غرس الإنجيل بكافة الوسائل، بصورة متوارية فى البداية ثم بتلك الصورة العلنية الفجة تحت مسمى "عملية تنصير العالم" .. فما يدور اليوم فى العالم الإسلامى لم يعد بخافياً. وما من إنسان يجهل التاريخ الدموى للكنيسة منذ اولى خطواتها حتى يومنا هذا، ليس للقضاء على كل ما يعترى إنتشارها فحسب، ولكن لفرض عقائدها التى تم إختلاقها عبر المجامع. وذلك عن طريق ترسانة من الأسلحة والمؤسسات والمنظمات التى حصدت فى طريقها عشرات وعشرات الملايين من البشر طوال مسيرتها. ومثل هذه الوحشية الدموية لم يتم كشف النقاب عنها بصورة منهجية إلا منذ عصر التنوير، - حتى وإن كان لها مقدمات ترجع إلى صراعات نشأتها، لكنها وصلت فى القرن العشرين إلى أبحاث معهد ويستار بأمريكا الذى أعلن بالوثائق الرسمية أن 82 % من الأقوال المنسوبة ليسوع فى الأناجيل لم يتفوه بها، و86 % من الأعمال المنسوبة إليه فيها لم يقم بها. أى أن جميع هذه الأقوال والأعمال عبارة عن فريات تمت إضافتها على مر القرون.. لذلك يتحدثون الآن فى فرنسا وغيرها عن " تزايد موجة العولمة وإنحصار المسيحية بصورة مؤسفة حيث تبدو فى حالة وهن غير مسبوقة" .. أى أن ما أصاب المسيحية والمسيحيين ليس بسبب وجود الإسلام والمسلمين وإنما بسبب كل ما تم الكشف عنه من تحريف وتعديل وتزوير حتى بات عدد هذه المآخذ يتعدى عدد كلمات الأناجيل نفسها ! لذلك يشعرون بالحرج والقلق من الإسلام لأنه يبهر ببساطته ومنطقه وكتابه الذى أنزله الله عز وجل ولم يتعرض لكل ما تعرضت له الأناجيل. وتاريخ المهاجرين سواء فى فرنسا وأوروبا أو فى كل البلدان الإستعمارية معروف أسبابها وعواقبها، وتكفى الإشارة إلى الجريمة اللا إنسانية لجلب الأيادى العاملة التى تذكرنا بتجارة العبيد، فهى قائمة على استجلاب آلاف مؤلفة من المهاجرين كأيدى عاملة بنصف الأجر بالنسبة للعرف المتّبع فى البلد أو أقل منه بكثير، وتكديسهم فى ظروف مخزية وحرمانهم من اقل إمكانيات الراحة، ولا نقول شيئا عن عدم وجود المساجد إذ لم يجدوا أمامهم سوى الهناجر والبدرونات القذرة ليقيموا فيه الصلاة، وهو ما يكشف عن لؤم بغيض وعنصرية غير مقبولة تدين العقلية الغربية المتعجرفة. فلم تتم بناء المساجد القائمة حاليا إلا بفضل جهود مضنية وبمساعدة بعض الأصوات الغربية الأمينة الخجلة من تصرفات مسئوليها. والتحدث عن الإسلام يعنى تناول التوحيد المطلق لله. فما من أحد بات يجهل أن اليهود قد حرفوا نصوصهم وظلوا يصيغونها ويبدلونها حتى القرن العاشر الميلادى، وقتّلوا الأنبياء وتخلوا عن التوحيد بعودتهم للعجل. لذلك أتى يسوع عليه السلام معلنا بوضوح : "وما أتيت إلا من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة" (متّى 15 : 24).. وهى نفس النصيحة التى قالها لحوارييه : "هؤلاء الإثنى عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا : "إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل إذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متّى 10 : 5 و 6). وهو ما يثبت من ناحية أن كل رسالة يسوع تنحصر فى أنه قد أتى من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة لإعادتها إلى التوحيد بالله، كما تكشف من ناحية أخرى أن هذه الجملة تلغى تماما فكرة "تنصير العالم" التى تقودها المؤسسة الفاتيكانية لتفرضها بكل جبروت على شعوب العالم من أجل أهداف سياسية بحتة قبل أن تكون دينية. وعندما حادت المؤسسة الكنسية عن رسالة التوحيد وأشركوا بالله بجعل يسوع إبنه ثم جعلوه "ربنا يسوع"، أتى محمد ا عليه الصلاة والسلام ليعيد الجميع إلى رسالة التوحيد. ومما تقدم ندرك أن مسألة محاربة المآذن والمساجد فى أوروبا أكثر قدما وأكبر حجما وأهمية، فهى تشير إلى برنامج محدد لإقتلاع الإسلام والمسلمين مع نهاية هذا العقد، أى مع أواخر عام 2010 وفقا لما هو معلن فى وثائقهم .. لذلك لا بد من مواجهة الموقف بصورة أكثر وعيا وأكثر حزما بدلا من التراخى المخزى الذى يخيّم على مختلف المسئولين فى البلدان الإسلامية والعربية والذى بسببه ضاعت فلسطين والقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى الذى لم يجد من إخوانه سوى عبارات من قبيل نشجب ونعترض و نرفض ولا نقبل ونحذر .. وكلها عبارت خائنة بكل المقاييس. ولم يختلف الوضع من حيث التعليقات والعبارات فى مسألة تحريم المآذن عنه فى القضية الفلسطينية . لذلك لا يبقى إلا أن تتحرك الشعوب المسلمة فى موجهة دولة أو دول لا تفهم إلا مصالحها المادية فحسب، لتمسك بزمام حياتها ودينها ووجودها فى هذا العالم الذى هو ملكٌ للجميع، وإتخاذ خطوات فعالة فى مسألة المآذن اقلها : • سحب الأرصدة من البنوك السويسرية • إلغاء حجوزات المصايف المستديمة وغيرها • وقف التعامل مع الشركات السويسرية لكافة المنتجات • وقف رحلات الطيران • رفض تفريغ البضائع فى المطارات والموانى • فرض نفس المعاملة فيما يتعلق بالمآذن على الأقليات المسيحية فى البلدان الإسلامية؛ ومنع دق أجراس الكنائس مثلما يمنعون الأذان؛ ومنع إذاعة القداس من التليفزيون ؛ وإلغاء الإحتفال بعيد ميلاد ربنا يسوع كعيد قومى . ويبقى تساؤل لا بد منه : ترى ما يكون الحال لو احتذينا بسويسرا وبنسبة الأربعة مساجد لكل نصف مليون مواطن وطبقناها فى كافة البلدان الإسلامية ؟ مجرد سؤال متعلق بالحق و بالديمقراطية، أطرحه على المتشدقين بها فى بلداننا الإسلامية قبل أن اوجهه إلى البلدان الغربية المسيحية الإستعمارية بكل جبروتها . 8 / 12 / 2009 يمكن التواصل مع الدكتور زينب على الإيميل التالي: |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
في الرد على منكر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم النتيجة الحتمية للجهل بالآيات القرآنية وإنكار المعجزات الإلهية أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى أستاذ علوم النبات في الجامعات المصرية عندما تفتح المصحف الشريف على أول سورة فيه تجد قول الله تعالى: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2}) (الفاتحة /2) و(رَبِّ الْعَالَمِينَ): أي مربيهم ومالكهم ومدبر أمورهم .(كلمات القرآن تفسير وبيان حسنين مخلوف). ولا يقال الرب مطلقا إلا لله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات نحو قوله تعالى: (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ{15}) (سبأ / 15).(مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني، باب الراء). و(رَبِّ الْعَالَمِينَ): هو المربي لجميع العالمين، وهم سوى الله (تعالى) بخلقه لهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة، التي لو فقدوها لم يكن لهم البقاء، فما بهم من نعمة فمنه تعالى (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبدالرحمن بن ناصر السعدي، تفسير سورة الفاتحة). وبذلك عرفنا الله تعالى بذاته في القرآن الكريم أنه الذي خلق المخلوقات، وأنعم عليهم بالنعم العظيمة، التي من دونها لا بقاء لهم، فمن خلق الشمس التي تمد الأرض بالطاقة؟ ، ومن خلق على الأرض النبات بما فيه من بلاستيدات خضراء ويخضور أو كلوروفيل وجعله يقتنص الطاقة الشمسية ويحولها من طاقة ضوئية إلى طاقة كيميائية في الروابط بين المنتجات النباتية؟ هذه النعمة وحدها إن غابت من الأرض غابت الحياة عن الأرض، فمن أوجد هذه النعمة الكبرى غير رب العالمين سبحانه وتعالى؟ وإلى الآن لم يدع مدع من الخلق انه الذي خلق الشمس بخصائصها المعجزة، أو خلق النبات والتركيب العلمي الدقيق والمبهر للبلاستيدات الخضراء، وعمليات البناء الضوئي المعجزة والخارقة، ولكن الله سبحانه وتعالى وحده أنبأنا وأخبر بأنه رب العالمين، وأنه خالق الشمس، وخالق النبات، وبين في قرآنه الكريم العلاقة الوطيدة والعلمية بين الشجر الأخضر والطاقة الحرارية (النار) فقال تعالى في إعجاز معجز: (الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ{80}) (يس / 80). وفي الصفحة التالية لصفحة سورة (الفاتحة) من القرآن الكريم عرف الله تعالى بكتابه القرآن فقال سبحانه: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{5}) (البقرة/2-5). والهداية نوعان: هداية البيان، وهداية التوفيق، فالمتقون حصلت لهم الهدايتان وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق، وهداية البيان بدون توفيق العمل ليست هداية حقيقية (المرجع السابق تفسير سورة البقرة). وأول صفة وردت للمهتدين بالقرآن (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة/3). والغيب: كل ما غاب عن الحاسة، وعما يغيب عن علم الإنسان بمعنى الغائب، قال: (وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ{75}) (النمل/ 75). ويقال للشيء: غيب وغائب باعتباره بالناس لا بالله تعالى، فإنه لا يغيب عنه شيء، كما لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وقوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) (الأنعام/73) أي ما يغيب عنكم وما تشهدونه، والغيب في قوله تعالى: (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة/3) ما لا يقع تحت الحواس ولا تقتضيه بداهة العقول، وإنما يعلم بخبر الأنبياء عليهم السلام وبدفعه يقع على الإنسان اسم الإلحاد، (مفردات ألفاظ القرآن مرجع سابق(باب غيب) ). ويدخل في الإيمان بالغيب الإيمان بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلية وأحوال الآخرة وحقائق أوصاف الله، وكيفيتها وما أخبرت به الرسل من ذلك، فيؤمنون بصفات الله ووجودها ويتيقنوها لأنه سبحانه وتعالى أخبر بها وإن لم يفهموا كيفيتها (تيسير الكريم الرحمن)، (مرجع سابق) (بداية تفسير سورة البقرة). فمن لا يؤمن بما أخبر الله تعالى به مما غاب عنا في الماضي والمستقبل، فهو غير مهتد بالقرآن، والذي ينكر الآيات الواضحات والغيب الوارد في كتاب الله دخل في الإلحاد كما قال الراغب الأصفهاني سابقا. إذاً عندما يقول أحد الكتاب :( ولكن (وهنا مربط الفرس) من حقنا أن نطرح سؤالا مهما ونحن نناقش مسألة ربط الآيات القرآنية بمعطيات العلم ومحاولة إثبات إقرار العلم بهذه الآيات التي اندهش منها العلماء كما يدعي أصحاب الإعجاز العلمي في القرآن. والسؤال أو التساؤل هو ماذا عن الآيات القرآنية التي تتحدث عن أمور لا يمكن العلم أن يقر بها أصلا؟ منها مثلا: حكاية النبي نوح وسفينته , وحكاية النبي موسى وعصاه، وحكاية حمل السيدة العذراء مريم بالطفل هو النبي عيسى، بدون المعاشرة الجنسية، وحكاية هاروت وماروت، وحكاية يأجوج ومأجوج وحكاية الإسراء والمعراج... الخ ) (من مقال بعنوان: هل يوجد فعلا إعجاز علمي في القرآن الكريم؟ المنشور يوم السبت 14-11-2009م بصفحة الثقافي، أخبار الخليج – مملكة البحرين). ونحن نجيب عليه فنقول : وإذا كان حق السؤال مكفولا ومشروعا فإن حق احترام معتقدات الآخرين الدينية بالذات , والتكلم عنها بالحسنى مطلوب، واختيار الكلمات اللائقة وغير الجارحة مع المرسلين واجب، فالفقرة السابقة حوت كلمات تؤلم المؤمنين، وخرجت عن آداب السؤال منها كلمة (حكاية) التي تكررت قبل كل معجزة، وكلمة (المعاشرة الجنسية). كان يجب عليه أن يتأدب بأدب القرآن ويقول كما قال الله تعالى: (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) آل عمران (47) , فالحديث عن الأنبياء والرسل والصالحين والعلماء له أسلوب غاب عن صياغة السؤال السابق. وللإجابة عن السؤال (مربط الفرس) كما يقول الكاتب أقول وبالله التوفيق : هذه المعجزات من الغيبيات التي يؤمن بها من آمن بالقرآن، وينكرها من ألحد في آيات الله، فإن ألحد بها ملحد فهذا شأنه، لأن من لا يؤمن بالله والقرآن ويكذب بآياته لا يصعب عليه أن يشكك وينكر ويستهزئ بسفينة نوح، وعصا موسى، وولادة السيدة مريم للسيد المسيح عليهم السلام، والمعجزات خوارق لنواميس الله في الخلق يسوقها الله تعالى على يد عباده من الأنبياء والمرسلين للبيان العملي المادي لمن يراها على صدقهم، وقدرة من بعثهم سبحانه وتعالى، وأن نواميس الكون بيده سبحانه يغيرها ويبدلها متى شاء وكيف شاء لمن شاء. السؤال عن فعل عصا سيدنا موسى، وميلاد السيد المسيح عليهما السلام والإسراء والمعراج سؤال في غير محله لأنه خارج عن نطاق البحث العلمي التجريبي، وهذه مسلمة لا تحتاج إلى سؤال. أما قول الكاتب في المقال: (إن الدين يتعامل أساسا مع عالم الغيب عالم الجن والملائكة، عالم ما بعد موت الإنسان، عالم البرزخ ويوم القيامة من القبور وعالم الجنة والنار... الخ، وهي كلها أمور لا يقر بها العلم إطلاقا فهو يتعامل مع العالم الواقعي المادي الموضوعي بكل ما فيه من أنواع وأشكال لا حصر لها ولا عد من أصغر المواد وأدقها كالذرات ومكوناتها إلى أكبر المواد وأضخمها كالكواكب والنجوم والمجرات) انتهى (من المقال السابق). القول السابق لكاتب المقال لا ينطبق على الإسلام لأن الإسلام تعامل مع عالم الغيب وتعامل أكثر مع عالم الشهادة، عالم العلم الكوني المادي الواقعي الموضوعي بكل ما فيه من مخلوقات وتنوع وعمليات حيوية وكيميائية وفيزيائية ورياضية لا حصر لها. فالقرآن تعامل مع الشمس وبين أهميتها في أكثر من (32) آية بين فيها ماهيتها وحركتها، ونظامها الدقيق، وضوءها، وحرارتها، وربطها بالبناء الضوئي، والليل والنهار، وتسخيرها ومصيرها. والقرآن تعامل مع الحيوان وسمى بعض سوره بأجناس الحيوان وأنواعه وسلالاته: (سورة البقرة، سورة الأنعام، سورة النحل، سورة النمل، سورة العنكبوت، سورة العلق، سورة العاديات (الخيل)، سورة الفيل). وذكر الله تعالى الخيل والبغال والحمير والنمل والنحل والهدهد والبعوضة والإبل والناقة والجياد والذئب والكلب والذباب والجراد والعنكبوت والأفاعي والحيات والأسود والجوارح والحوت واللؤلؤ والمرجان والقردة والخنازير ولغة النمل والهدهد، والقمل والضفادع والدم , وكيف يطير الطير، وضعف بيت العنكبوت، والفيل ودواب الأرض , وما تحت الثرى منها وكلها مخلوقات من عالم الشهادة، فالقول أن الدين لا يتعامل معها قول باطل، الإسلام تعامل مع العالم المادي الواقعي التجريبي الموضوعي أكثر من تعامله مع الغيب. وفي عالم النبات تعامل القرآن مع الإنبات والنمو والاخضرار وشيخوخة الأوراق والنبات وتساقطهما وخروج الإثمار واختلاف ألوانها وطعمها، والبناء الضوئي، وتعامل مع النخل والعنب والتين والزيتون والرمان واليقطين والأثل والأب والأكمام والأعلاف والبصل والثوم والبقل والجذع والحب والنوى (وفرق بينهما تفريقا واضحا)، والخمط، والدهن والرطب واليابس والريحان والزرع والسنبلة والساق والجذر والنباتات الجارية والزاحفة (النجمية) والشجر والفسائل والعدس والعرجون والقطمير والفتيل والكافور والجنات المعروشات وغير المعروشات , وماء الري وتخطيط الحدائق والحوليات وهشيم النبات وحطام النبات وتحطيمه. وكل هذا يبين اهتمام الدين بعالم الموجودات بطريقة واضحة. وحوى القرآن آيات عن الجبال وألوانها وفوائدها والماء وأهميته للحياة والنجوم في آيات عدة لا يتسع المقام لذكرها. أما عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فهذه حقيقة علمية وأنا من المؤمنين بأهمية التخصص الدقيق (لا يقل عن الماجستير والدكتوراه في التخصص) عند الكتابة في الإعجاز العلمي بالذات، أما التفسير العلمي فيمكن أن يتحدث فيه حامل الدرجة العلمية الأولى (البكالوريوس والليسانس) في المجال الذي يتكلم فيه، أما الهواة وأنصاف المتعلمين والجهلاء والملحدون فلا مكان لهم في كتاب الله وتفسير آياته لأن القلب الفاسد والفكر الفاسد لابد أن ينعكس في كتابة صاحبهما ويفسدها. وبصفتي من المختصين في عالمي النبات والكائنات الحية الدقيقة أقول هناك مئات الآيات المعجزة في القرآن الكريم في عالم النبات، وكلها تقع تحت مجال العلم التجريبي منها قول الله تعال: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ{5}) (الحج/5). وقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{39}) (فصلت/39). والإعجاز في الآيتين السابقتين يقع في عملية الاهتزاز وعملية الربو وترتيبهما في الآيتين، فلو قيل (ربت واهتزت) لاختل المعنى العلمي، وتصادمت الآيات القرآنية مع الحقائق العلمية، والربط بين الماء والاهتزاز والربو وإحياء الأرض وإنبات الزوج الكريم معجزة علمية قابلة للدراسة العلمية، (وهذا ما فصلته في كتبي في مجال الإعجاز النباتي في القرآن الكريم والمنشورة على موقعي www.nazme.net). ومن العجيب والمعجز أن الله تعالى قال بعد الآية الـ (39) السابقة من سورة (فصلت) قال: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا) (فصلت/40).لأن علام الغيوب عندما أنزل هذه الآية علم أن هناك من بني آدم من سيلحد فيها ويكفر بها ويشكك فيها وفي إعجازها العلمي (وهذه معجزة قرآنية). وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{99}) (الأنعام /99). فالماء ينزل، وهو شرط أساس للحياة والإنبات والخروج، فتخرج الكائنات الحية من مكامنها ويخرج معها النبات، الذي يخرج منه اليخضور أو الخضر، وبعد ذلك يخرج الحب المتراكب كحبوب القمح والشعير والذرة وغيرها، وتخرج الثمار المختلفة (انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{99} ) (الأنعام/99).وهذا ما فصلناه في موقعنا . فالمؤمنون يؤمنون بعالم الشهادة، عالم الواقع المذكور في الآية، عالم النبات والبناء الضوئي، ويؤمنون بعالم الغيب الوارد في القرآن الكريم من الملائكة والجن ومعجزات الأنبياء السابقين. فالله جعل للإيمان به طريقين: طريق الوحي وطريق العقل، الوحي للدلالة على لغيبيات والتنبيه إلى الآيات الكونية، والعقل لدراسة الآيات الكونية وما فيها من اتزان ودقة وتدبر في الخلق. والذي ينكر عالم الغيب ويحصر نفسه في عالم الشهادة والمحسوس فقط، يجد نفسه في مأزق مع علم النفس، ومسارات التفكير في العقل البشري، والحب والكره والذاكرة والتذكر، وكلها أشياء وظواهر وعمليات يصعب على العلم التجريبي الوصول إلى ماهيتها ومع ذلك يعترف العلماء بوجودها ولها مناهج في الجامعات وكليات الطب والتربية. الإعجاز العلمي في القرآن الكريم حقيقة علمية , والإشارات العلمية في القرآن الكريم حقائق قرآنية ولا تتصادم حقيقة علمية مع حقيقة قرآنية إذا اتبعنا المنهاج العلمي في التفسير وفهم الآيات، وانضبطنا بالضوابط التي وضعها العلماء لتفسير آيات القرآن الكريم . وعلى العموم فإن التفسير عمل بشري، والمفسر بشر يخطئ ويصيب وللمجتهد المتخصص المصيب أجران والمخطئ أجر، ومعجزات الإسراء والمعراج وولادة سيدنا عيسى وعصا سيدنا موسى معجزات آنية لقوم معينين في وقت محدد ومكان محدد، أما القرآن فهو المعجزة العلمية المحسوسة الباقية، ومن استطاع تحدي القرآن والإتيان بمثله فالمجال مفتوح والتحدي قائم منذ ألف عام ونصف ألف إلا قليلا. وفي النهاية نقول: إن الإعجاز العلمي من المختصين العلميين أزعج الملحدين والشيوعيين والعلمانيين (بفتح العين) لأنه يخاطب الناس في أيامنا بلغة العلم والعصر وهذا يهدم عليهم معتقداتهم التي عاشوا فيها سنين طويلة، فهم يؤمنون بخرافة نظرية التطور، وقد تحديناهم سابقا أن يأتوا بدليل علمي واحد واضح وصريح يثبت ذلك ولم نر منهم شيئا. وهم يؤمنون بان الحياة أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكهم إلا الدهر، ولكن للأسف تخطاهم الدهر وانهزم الإلحاد والشيوعية والعلمانية التي فشلت في تحقيق أهدافها، وعاد الناس إلى دين الله أفواجا، فلا تنزعجوا من كتاباتهم فقد بارت بضاعتهم وكسدت سوقهم وما نقراه لهم هو كتابات النزع الأخير لهم. والحمد لله رب العالمين عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم. أ.د. نظمي خليل أبو العطا موسى |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
سؤال بخصوص تطور الإنسان http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...77beaac81d.jpg صورة لخلية بشرية حية وردنا السؤال التالي من الأخ عادل سلطاني: ماذا نستطيع ان نقول حول ما نراه في التلفاز او ما نقرؤه في المجلات العلمية المتخصصة حول وجود بشر يعود تاريخهم الى مئات الألوف او ملايين السنين؟ و هل وجدوا قبل ادم عليه السلام ؟ و هل هناك خطر على عقيدة المسلم من هذه الاشياء؟ شكرا و السلام عليكم أجاب عليه مشكورا فضيلة الدكتور محمد دودح: وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد: مستعينا بالله العلي القدير أجيب على مقولة التطور ذاتيا بفعل الطبيعة بلا تقدير والعثور على هياكل أشباه الإنسان سائله تعالى التوفيق والسداد: ارتبط موضوع أصل الحياة والإنسان في تاريخ العلوم بالداروينية نسبة إلى دارون في كتابه "أصل الأنواع" الذي صدر في منتصف القرن التاسع عشر وقال فيه بتطور أنواع الأحياء بآليات افترضها مضمونها الصدفة، وخالفته الكشوف العلمية لاحقا، فغير أنصاره الملامح تحت اسم الداروينية الجديدة مع استمرار الحفاظ على مضمون الصدفة، ولكن التدرج والتنويع ليس بالضرورة تطورًا، وكل ميادين العلم ترفض فلسفة الحدوث ذاتيا صدفة مهما كانت كيفية تقدير الخلق كما يكشفها البحث. وقد أعلن مندل عن اكتشاف قوانين الوراثة عام 1865 فمهد لولادة علم الوراثة Genetics في أوائل القرن العشرين، وقبل نشوء علم الوراثة ومعرفة دور الجينات في الحفاظ على صفات النوع وراثيًا رأى لامارك Lamarck عام 1809 أن أفراد الكائنات الحية تنقل السمات التي اكتسبتها في حياتها إلى الأبناء، فالزرافة مثلا تطورت عن طريق إطالة أعناقها شيئاً فشيئاً عندما كانت تحاول الوصول إلى الأغصان الأعلى، ولم يدرك دارون كذلك آلية الحفاظ على توريث صفات النوع وإن تنوعت الأفراد فافترض تغيره ذاتيا صدفة لأسباب خارجية عزاها إلى الطبيعة، ولكنها لا تمتلك إرادة واعية لتقرر ما ينفع وتنسق العمل بين الأعضاء وبين الذكر والأنثى فلا بد إذن من قوة عليا مدبرة، ومن المسلمات عند العقلاء أن البيت المرتب الأثاث لا يبني نفسه وينظم أثاثه ذاتيا، وأنه لا بد من إرادة واعية بنته ورتبته، ولكن الفلسفة المادية Materialism أفرزت نظرية التطور عام 1859 مخالفة أبسط المسلمات عندما ادعت افترضت الفوضى Chaos صانعة للنظام، وأن الترتيب يمكن أن يوجد ذاتيا صدفة، فجوهرها في تفسير معجزة تنوع الأحياء هو إبداعات الصدفة، ولذا من الأولى كشف القناع بتسميتها "نظرية الصدفة"، ولكن أدى اكتشاف تركيب الحمض النوويDNA البالغ التعقيد ليحافظ على سمات أسلاف كل نوع ويورثها للنسل إلى نقض قواعد نظرية دارون من الأساس، ومع ذلك استمر ترويجها مما يعكس غرضا عقائديا أكثر من كونها اهتمامات علمية بحتة. وتدّعي الداروينية Darwinism أن الحياة بدأت بخلية تكونت صدفة من مركبات غير عضوية في ظروف أولية للأرض، ولكن لم ينجح أبداً أي شخص في تكوين تركيب خلوي واحد من مواد بسيطة ولا حتى في أكثر المختبرات تطوراً، والخلية أكثر تعقيدا وروعة في أداء وظائف الحياة مما كان يظن دارون في القرن التاسع عشر، فهي تحتوي على محطات لتوليد الطاقة ومصانعَ مدهشة لإنتاج الإنزيمات والهرمونات اللازمة للحياة ونظم نقلٍ وخطوطَ أنابيب معقدة لنقل المواد الخام والمنتجات ومختبرات بارعة ومحطات تكرير تحلل المواد الخام إلى أجزائها الأبسط وبروتينات حراسة متخصصة تغلف أغشية الخلية لمراقبة المواد الداخلة والخارجة وبرنامج بالمعلومات الضرورية لتنسيق الأعمال في وقتها، فهل يُبني هذا كله ذاتيا صدفة!. وقد رأى البعض بحساب الاحتمالات أنه أيسر لقرد يعبث بمفاتيح آلة كاتبة أن يصنع قصيدة صدفة من صنع بروتين واحد صدفة فما بالك بالنظام والتخطيط والتصميم البديع الذي نراه في كل الكائنات الحية وجميع التكوينات في الكون أجمعه، ووفق الموسوعة العلمية البريطانية فإن اختيار كل الأحماض الأمينية Amino Acids وهي أساس تكوين البروتينات لتكون عسراء الاتجاه صدفة بلا تدخل واع أشبه بقذف عملة معدنية في الهواء مليون مرة والحصول دائماً على نفس الوجه!. صورة لعالم الفلك البريطاني السير فرد هويل ونشأة خلية حية واحدة من ذاتها يعد احتمالا مستحيلا مثل احتمال قيام قرد بكتابة تاريخ البشرية كله على آلة كاتبة بلا أخطاء، ويعني هذا أن خلية حية واحدة تتحدى مقولة الصدفة، وقد بين السير فِرِِد هويل Sir Fred Hoyle في مقالة نشرت عام 1981 أن احتمال ظهور أشكال الحياة صدفة يقارن بفرصة قيام سيل يمر بساحة خردة بتجميع طائرة بوينج 747 صالحة للطيران، والنتيجة التي يقود إليها العلم والمنطق وليس الإيمان فحسب هي أن كل الكائنات الحية قد جاءت بتخطيط واعٍ وقصد أكيد، ومن يظل معتقدا في عصرنا بالفلسفة المادية بعدما دحضها العلم في مجالات علمية شتى عليه ألا يحسب نفسه من المحققين، قال ماكس بلانك: "ينبغي على كل من يدرس العلم بجدية أن يقرأ العبارة الآتية على باب محراب العلم: (تَحلَّى بالإيمان)"، وقال الدكتور مايكل بيهي: "على مدى الأربعين سنة الماضية اكتشف علم الكيمياء الحيوية.. أسرار الخلية، وقد استلزم ذلك من عشرات الآلاف من الأشخاص تكريس أفضل سنوات حياتهم.. وقد تجسدت نتيجة كل هذه الجهود المتراكمة.. لدراسة الخلية.. في صرخة عالية واضحة حادة تقول: التصميم المبدع! والتصميم الذكي المبدع يؤدي حتماً إلى التسليم بوجود الله". والتبصر في النباتات والحشرات والطيور والأسماك وحيوانات البر وهي غافلة عنه يعني وجود توجيه وقصد لم تفرضه ضرورة وإنما أملته إرادة عليا تعلم بكل شيء فأعدت للحدث قبل وقوعه، فأقدام البط تمتلك غشاء منذ خروجه من البيض وليس وليد محاولة العوم، والثدي يمتلئ بلبن سميك Colostrum قبيل ولادة الجنين وكأنه على علم مسبق بموعد الولادة، وقد "وصف تشاندرا كراماسنغي الحقيقة بقوله: "تعرض دماغي لعملية غسيل هائلة كي أعتقدَ أن العلوم لا يمكن أن تتوافق مع أي نوع من أنواع الخلق المقصود.. (ولكني الآن) لا أستطيع أن أجد أية حجة عقلانية تستطيع الوقوف أمام وجهة النظر المؤمنة بالله.. الآن ندرك أن الإجابة المنطقية الوحيدة للحياة هي الخلق وليس الخبط العشوائي غير المقصود"، والوظائف المحددة لكل تركيب خلوي وانسجام كل عضو مع مثيله وتناسب كل زوج مع بيئته ونظيره هو عند النابهين مهما كانت الكيفية دليل أكيد على الخلق والتوجيه، وهذا ما يعلنه القرآن الكريم: "سَبّحِ اسْمَ رَبّكَ الأعْلَىَ. الّذِي خَلَقَ فَسَوّىَ. وَالّذِي قَدّرَ فَهَدَىَ" [الأعلى:1-3]. وقد افترض داروين صراعاً قاسياً من أجل البقاء في الطبيعة تزول معه أشكال ضعيفة لم تتكيف مع بيئتها تتولد ذاتياً دوماً، وتبقى أخرى نجحت الصدفة في إبداعها بطريقة أحكم، وبذلك يكون التطور سلسلة من المنتخبات تميزت فيها الأنواع عبر حلقات وسيطة عديدة، ولذا كان العنوان الكامل لكتابه الأول الذي نشر عام 1859 واشتهر باسم "أصل الأنواع" هو: "أصل الأنواع بواسطة الانتقاء الطبيعي، أو الحفاظ على الأجناس المفضلة في الصراع من أجل الحياة The Origin of Species by Means of Natural Selection or the Preservation of Favored Races in the Struggle for life"، ولكن علم الأحافير قد قدم ضربات أليمة لفرضية دارون فقد استنفذ الجهد ولم يعثر على أي حلقة وسيطة قط، وفعل علم الأحياء نفس الشيء ولم يعثر على كائن واحد قط من أصغر خلية إلى أكبر حيوان غير متكيف مع بيئته تشريحيا ووظيفيا وسلوكيا, وأما ما ينشر من وجود كائنات وسيطة تسبق الإنسان الحالي أو تقدم على أنها حلقات وسيطة بين الإنسان والقرد اعتمادا على وجود فك أو عظمة أو حتى هيكل كامل يماثل الهيكل البشري؛ فهي لا تعدو أن تكون مجرد تخمينات وإن سموه بأسماء مميزة مثل إنسان بلتداون أو إنسان الصين وما شابه, فلم يثبت بشكل يقيني أنها ليست آثار لهياكل قبائل بشرية يمكن الحصول على أمثالها من مقابر القبائل التي مازالت تعيش شبه منعزلة إلى اليوم في مجاهل أفريقيا مثلا. وفي كتابه الثاني "سلالة الإنسان The Descent of Man" قدم دارون عام 1871 مزاعم حول تطور الإنسان من كائنات شبيهة بالقرود، فبدأ البحث والتنقيب ليس عن متحجرات فحسب بل عن سلالات بشرية حية تمثل الحلقات الوسيطة، فقام أحدهم عام 1904 في الكونغو باصطياد رجل أفريقي متزوج ولديه طفلان، وبعد تقييده بالسلاسل ووضعه في قفص كالحيوان نُقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم عرضه على الجمهور في إحدى حدائق الحيوان تصحبه بعض القردة بوصفه أقرب حلقة انتقالية للإنسان الغربي الأبيض، وأخيرا انتحر الرجل المسالم الذي كان يسمى بلغته المحلية أوتا بينجا Ota Benga بمعنى الصديق، وليس من قبيل الصدفة أن يُكتب في بروتوكولات حكماء صهيون العبارة التالية: "لاحظوا هنا أن نجاح دارون Darwin.. قد رتبناه من قبل والأمر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي (غير اليهودي) سيكون واضحاً لنا على التأكيد" (بروتوكولات حكماء صهيون، البروتوكول الثاني) والزعم بصراع حضارات الأجناس البشرية ليس إلا غرضا استعماريا يتخفى بعباءة علمية زائفة ومضمونه تمييز عنصري، وهو جد الزعم بالإنسان الأمثل Superman سليل الإنسان الأبيض أو اليهود الذي يسود وتنقرض بقية الشعوب أو تصبح له عبيد، وما زالت البشرية تدفع ثمنا باهظا نتيجة لهذه الأفكار الزائفة التي جعلت دولا معاصرة تمارس همجية الغاب بادعاءات كاذبة. قال الدكتور أحمد أبو خطوة: "نحن كمسلمين لا نتفق إجمالا مع نظرية التطور إن لم تُدخل في اعتبارها القدرة والمشيئة الإلهية", واكتفى بعض الفضلاء برفض الصدفة وتوقفوا في إمكان الأطوار المقدرة فوافقوا نظريات حديثة تفسر التطوير إن صح بالتقدير كمقولة التطور الموجه بوعي Rational Directed Evolution وتجنبوا الخوض فيما لم يفصل فيه العلم بعد بدليل، فجاء في فتاوى الأزهر: "ورد أن اللّه خلق الإنسان نوعا مستقلا لا بطريق النشوء والاشتقاق من نوع آخر، وإن كان كلا الأمرين من الجائز العقلي الذي يدخل تحت قدرة اللّه تعالى..، (و) لا يوجد في النصوص أن الله خلق الإنسان الأول من تراب دفعة واحدة أو بتكوين متمهل على انفراد فسبيل ذلك التوقف وعدم الجزم بأحد الأمرين حتى يقوم الدليل القاطع عليه فنعتقده ما دام الذي فعل ذلك كله هو الله تعالى..، ولا حرج في اعتقادها ما دام الله هو الذي خلقها ووجهها، فهي لا تحقق وجودها من نفسها: "ذَلِكُمُ اللّهُ رَبّكُمْ لآ إِلَهَ إِلاّ هُوَ خَالِقُ كُلّ شَيْءٍ" [الأنعام:102]، فهو خالق المادة والنواميس" (فتاوى الأزهر ج7ص399.). والله تعالى أعلم. ترسل تعليقاتكم واستفساراتكم على الإيميل التالي: |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
علم الفيزياء.. ينقض نظرية التطور أورخان محمد علي كاتب إسلامي عراقي مقيم في إستانبول صورة لدارون مؤسس نظرية التطور هناك قناعة بدأت تنتشر بين أوساط بعض المتعلمين المسلمين، وهي أن نظرية التطور قد دحضت تماما، وأنها لم تعد مشكلة فكرية. والحقيقة أن هذه القناعة ليست في محلها؛ فما زالت جميع مناهج البيولوجيا في المدارس الثانوية، وجميع مناهج البيولوجيا والجيولوجيا في جميع الكليات في العالم، وفي الدول العربية والإسلامية -عدا استثناءات قليلة جدا- تستند إلى هذه النظرية، وما زالت معظم المجلات والكتب العلمية في الغرب -التي نحن عالة عليها- تقف إلى جانب هذه النظرية. وأخشى أن يكون الكسل والشلل العلمي عندنا هو مبعث هذه القناعة؛ لأنها تريحنا من بذل أي جهد علمي.. فلماذا نبذل مثل هذا الجهد إن كانت هذه النظرية قد ماتت ودُفنت؟! ورغم أن هذا لا يعني أن هذه النظرية ليست في عهد التدهور، فإن الحقيقة أن كثيرًا من الحقائق العلمية التي اكتشفها العلم أخيرا تنقضها.. إلا أنه لم تكتب في العالم العربي كتب علمية جيدة في تفنيد هذه النظرية؛ فمعظم الكتب التي تناولت هذه النظرية بالنقد كتب إنشائية وبعيدة عن المنهج العلمي المطلوب؛ لذا فعلينا ألا نستخف بخطر نظرية التطور طالما أننا لم نستطع تفنيدها علميا كما ينبغي، ولم نستطع -حسب علمي- في جميع البلدان العربية وضع مناهج دراسية بديلة في مدارسنا. مواقف متناقضة من هذه النظرية للمفكرين والعلماء على مستوى العالم موقفان متضادان من هذه النظرية؛ فالبعض يقبل والبعض يرد، أما الذين يقبلون هذه النظرية فينقسمون لقسمين: قسم يقبل هذه النظرية على أساس أن الصدف العشوائية نجحت في تكوين الخلية الأولى الحية، ثم بدأت آلية التطور بالعمل، ويندرج معظم علماء التطور والفلاسفة والمفكرين الملحدين في هذا القسم، حيث لا محل هنا للخالق. أما القسم الآخر -وهم فئة قليلة من علماء التطور والمفكرين والفلاسفة- فيرون أن التطور هو أسلوب الخلق لدى الخالق؛ أي أن الله –تعالى- هو الذي وضع قوانين التطور وآلياته، وهو الذي يوجه هذا التطور في جميع المخلوقات. فكما يوجه تطور الجنين في رحم الأم كذلك يطور مخلوقاته حسب قوانين دقيقة موضوعة من قِبله، ويدعي هؤلاء أن الإيمان بالتطور -على هذا النحو- لا يصادم الإيمان بالله ولا ينفيه، ولكن الأمر الذي ينسونه أن هذه النظرية ليست صحيحة من الناحية العلمية، كما سنبرهن لاحقا. النقاشات حامية في أمريكا عُقدت في السنوات العشرة الأخيرة فقط ما يزيد على مائتي مناظرة في الجامعات وفي محطات التلفزيون الأمريكية بين أنصار التطور Evolution وأنصار الخلق Creation ، وسُجلت هذه المناظرات على أشرطة الفيديو كما طُبعت أيضا، وكانت مفاجأة للكثيرين عندما فاز أنصار "الخلق" في جميع هذه المناظرات تقريبا؛ فالأدلة العلمية ضد فرضية التطور كثيرة وعديدة، إلا أن أهم دليل علمي شهروه في وجه التطوريين هو قانون من أهم القوانين الفيزيائية، وهو القانون العام للحركة؛ فكان الفيصل الحاسم في مجرى المناظرات. علم الفيزياء.. ينقض نظرية التطور أهم سمة في هذا الكون وفي دنيانا الزاخرة بالحياة هي سمة الحركة والتغير؛ فكل شيء اعتبارا من أجزاء الذرة وانتهاء بالمجرات في حركة دائبة وفي تغير وتفاعل وتبدل مستمرين، وتختلف وجهة نظر فرضية التطور عن وجهة نظر علم الفيزياء في القانون العام لهذه الحركة اختلافا كبيرا، بل هما على طرفي نقيض تماما. وجهة نظر فرضية التطور تقول فرضية التطور: إن الكون كان في حالة بدائية -حالة سديم وغازات حسب النظريات القديمة، أو في حالة "حساء كوني" حسب أهم نظرية حديثة، وهي نظرية الانفجار الكبير BIG BANG -، وبعد انفجار كبير حدث في هذا الحساء الكوني (الذي هو خليط من المادة والطاقة) المتركز بشكل كرة صغيرة كثيفة جدا تشكلت أجزاء الذرة أولا، ثم الذرات، ثم الجزيئات، وبمرور الزمن تحولت تلك الوحدات إلى حالة مركبة ومعقدة من جهة وإلى نظام دقيق كل الدقة؛ أي تحول الكون من الفوضى إلى النظام، ومن البساطة إلى تركيب معقد، وذلك بفعل المصادفات العشوائية ضمن بلايين السنين من عمر الكون. فالتطور من وجهة نظرهم لا يعني تطور الإنسان وجميع المخلوقات الأخرى من كائن ذي خلية واحدة؛ إنما يعني شيئا أشمل من هذا بكثير؛ فهو يعني تطور الكون منذ نشأته وحتى وصوله إلى وضعه المعقد والمنظم جدا، وأن التطور قطع شوطا كبيرا في كوكبنا بنشوء الحياة وظهورها، ثم سارت هذه الحياة في درب التطور حتى ذروته بظهور الإنسان والمخ الإنساني الذي هو في ذروة التطور والتعقيد. أي نستطيع التعبير عن هذه النظرة بالشكل البياني الآتي : ولكن لعلم الفيزياء نظرة أخرى معاكسة تماما لهذه النظرة: http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...029391pic4.gif فالقانون الأول والثاني للديناميكا الحرارية -التي تعد أشمل قانون في الكون، إذ لم يعد هناك شيء خارج نطاقها- ينصان على أنه "لا يمكن خلق ولا إفناء المادة أو الطاقة، ولكن يمكن تحويلهما من شكل إلى آخر"، كما أنه "لا توجد هناك عمليات تحول في الطاقة دون أن يتحول جزء من الطاقة إلى شكل لا يمكن الاستفادة منه"، أي لا بد من ضياع جزء من هذه الطاقة. ويقول العالم الفيزيائي الأمريكي ( ف. بوش) في كتابه (أساسيات الفيزياء): علق بعضهم ذات مرة على الكون، فقال: الأحوال تسير من حسن إلى سيئ ثم إلى الأسوأ. وهذا يلخص القانون الثاني للديناميكا الحرارية بشكل فج جدا، وكما رأينا فإن القانون الأول هو صيغة لبقاء الطاقة، ولكنه لا يذكر أي شيء عن طريقة سير الحوادث في الكون؛ فللطبيعة اتجاه مفضل لسير الأحداث التلقائية ويحدد هذا الاتجاه بالقانون الثاني للديناميكا الحرارية. إن الأحداث التلقائية تسير في اتجاه واحد ولا يمكن عكسها؛ فان فتحت مثلا زجاجة عطر في غرفة انتشرت جزيئات المادة العطرة في جو الغرفة، ولكن لا يمكن توقع رجوع هذه الجزيئات ودخولها جميعا إلى الزجاجة مرة ثانية تلقائيا، كما أن الشمس والنجوم الأخرى تحترق وتبعث بكميات هائلة من الطاقة الحرارية والإشعاعية والضوئية إلى أغوار الكون، ولكن لا يمكن توقع رجوع هذه الطاقات الهائلة إلى الشمس وإلى النجوم الأخرى بحركة تلقائية، وهكذا فكل شيء يسير في اتجاه واحد نحو البلى والتحلل والفساد. ونستطيع التعبير عن هذه النظرة بالشكل البياني الآتي : http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...29483pic4a.gif ولكي يستطيع العلماء شرح مفهوم النظام أو الفوضى في الكون أو في أي منظومة (system ) استعانوا بمصطلح الإنتروبيا Entropy ؛ فالإنتروبيا تشير إلى مقدار الفوضى، أي إلى مقدار الطاقة التي لا يمكن الاستفادة منها. لذا يعرّف القانون الثاني للديناميكا الحرارية بأنه "قانون زيادة الإنتروبيا"؛ حيث يؤكد هذا القانون على أن جميع التغيرات والتبدلات الحادثة والجارية في الكون تسير نحو زيادة "الإنتروبيا".. أي نحو زيادة الفوضى ونحو زيادة التحلل والتفكك.. أي أن الكون يسير نحو الموت، والفيزيائيون يقولون: "إن الكون يسير نحو الموت الحراري". ذلك لأن انتقال الحرارة من الأجسام الحارة (من النجوم) إلى الأجسام الباردة (الكواكب والغبار الكوني مثلا) سيتوقف يوما ما عندما تتساوى حرارة جميع الأجرام والأجسام في الكون.. في هذه الحالة يتوقف انتقال الحرارة بين الأجسام؛ أي تتوقف الفعاليات بأجمعها.. وهذا معناه موت الكون. إذن فهناك تناقض تام بين النظرتين: تقول فرضية التطور بأن التغيرات والتبدلات الحاصلة في الكون تؤدي إلى زيادة التعقيد وإلى زيادة النظام، أي هناك تطور متصاعد إلى أعلى وبوتائر مستمرة. أما علم الفيزياء فيقول بأن جميع التغيرات والتبدلات الجارية في الكون تؤدي إلى زيادة "الإنتروبيا"؛ أي إلى زيادة الفوضى والتحلل والتفكك.. أي يسير إلى الموت، وأنه لا توجد أي عملية تلقائية تؤدي إلى زيادة النظام وإلى زيادة التعقيد والتركيب. ويتبين من هذا أن الزمن عامل هدم وليس عامل بناء، مع أن جميع التطوريين يلجئون إلى الزمن لتفسير جميع الاعتراضات والمصاعب التي تواجه فرضية التطور، فعندما تستبعد قيام المصادفات العمياء بإنتاج كل هذا النظام والتعقيد والجمال الذي يحفل به الكون يقولون لك: "ولكن هذا الأمر لم يحصل خلال مليون سنة، بل خلال مئات بل آلاف الملايين من السنوات.." كأنهم عندما يذكرون شريطا طويلا من الزمن يحسبون أنهم يحلون بذلك جميع المصاعب ويقدمون حلا لجميع المعجزات التي يحفل بها الكون. إذن ففرضية التطور تصادم العلم في صميمه؛ إذ لا يمكن حدوث أي تطور نحو الأفضل تلقائيا في عالم يسير في جميع فعالياته وحركاته وتبدلاته نحو التفكك والانحلال؛ إذن فالتطور مستحيل من الناحية العلمية.. {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} (الأنبياء: 18). |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
شبهة غروب الشمس في عين حمئة http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...06_76d9d49.jpgإعداد د. عبد الرحيم الشريف دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم ورد إلى موقع موسوعة الإعجاز العلمي السؤال التالي: " - مغيب الشمس في بئر: جاء في سورة الكهف 83-86 " وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي القَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لهُ فِي الأرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً ". ونحن نسأل: إذا كانت الشمس أكبر من الأرض مليوناً وثلاثين ألف مرة، فكيف تغرب في بئر رآها ذو القرنين ورأى ماءها وطينها ورأى الناس الذين عندها ؟؟ ". جواب السؤال: 1. القرآن الكريم لم يقل إن الشمس تطلع من عين حمئة، بل نقل وَصْفَ ذي القرنين لمشهد شروق الشمس. ولهذا قال: (وَجَدَهَا) ولم يُثبِت ذلك على أنه حقيقة كونية. وفي هذا يقول مصطفى صادق الرافعي: " فلفظة (وَجَدَهَا) هنا سر الإعجاز فإن الآية لا تقرر حقيقة مغرب الشمس حتى يقال إنها خالفت العلم.. وإنما تصف الآية حالة قائمة بشخص معين.. كما يقول القائل: " نظرت إلى السماء فوجدت الكواكب كل نجم كالشرارة ". فهذا صحيح في وجدانه هو لا في الحقيقة، ولو كان القرآن كلام إنسان في ذلك الزمن، لجعلها حقيقة مقررة مفروغاً منها، ولقال: كانت الشمس تغرب.. الخ ".[1] فلا يجوز نسبة قول ذي القرنين وتعبيره البلاغي، إلى ما يرشد إليه القرآن الكريم من حقائق العقائد، والشواهد الكونية. فالآية ليست مطلقة المعنى، بل مقيدة بشخص ذي القرنين. وما قال ذو القرنين ليس فيه ما يخالف العقل، لأنك إذا كنت متجهاً غرباً وأمامك جبل، فإنك سوف تجد الشمس تغرب خلف الجبل.. قطعاً لا يفهم أحد من ذلك أن الشمس تختبئ حقيقة خلف الجبل. وإن كان الذي أمامك بحيرة، فستجد الشمس تغرب في البحيرة. ذو القرنين وصل إلى العين وقت غروب الشمس، فوجدها تغرب في تلك العين.. وعندما نقول: وجدها تغرب خلف الجبل أو وجدها تغرب في العين، فذلك الأمر بنسبة له. كما سبق بيانُه، فإن ما رآه ذو القرنين لم يكن غروباً حقيقياً في العين الحمئة، ودليل ذلك أيضاً: أن سياق القصة ـ عقلاً ـ، ينفي إيمانه أن الشمس تغرب في عين حمئة لسببين: الأول: ذو القرنين كان يتحدث مع السكان الموجودين قرب تلك العين الحمئة، فلو كان يقصد أن الشمس تدخل في العين حقيقة، فهل سيتكلم مع قوم حول الشمس الساخنة، ويعيشون حياة طبيعية ؟ الثاني: لما وصل ذو القرنين إلى مطلع الشمس، يفترض به ـ بحسب تلك الشبهة ـ أن يجد الشمس تطلع من عين حمئة بدلاً من أن يجدها تطلع على قوم. فلماذا قال: إنها طلعت على قوم، ولم يقل أشرقت من عين حمئة ؟ 2. قال تعالى ـ بعد تلك الآية الكريمة ـ : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90). ذو القرنين وجدها تطلع على قوم.. هل يفهم أحد من ذلك أنها تطلع على ظهورهم ؟! أو أنها ملامسة للقوم؛ لأن الله تعالى يقول: (وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْم)؟ الواضح أنها بالنسبة لذي القرنين كانت تطلُعُ على أولئك القوم ـ هذه الآية أيضاً مقيدة بما رأى ذو القرنين ـ، وما ينطبق على هذه الآية، ينطبق على التي قبلها. 3. " مغرب الشمس " هل هو ظرف زمان، أم ظرف مكان ؟ من الجائز أن: (مَغْرِبَ الشَّمْسِ) هنا يقصد بها: الوقت واللحظة التي تغرب فيها الشمس، كالمغرب المذكور في الحديث الشريف: " إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ خَلَا مِنْ الْأُمَمِ، مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ.. ". [2] فيكون المعنى: ذو القرنين وصل إلى العين الحمئة، وقت الغروب. فتراءى له أن الشمس تغرب في تلك العين.. ثم وصل إلى قوم آخرين وقت شروقها. 4. لم يزعم أحد أن الشمس حين تغرب تدخل داخل بئر، ولو فهم العربُ ذلك من القرآن الكريم لأنكروه. 5. غروب الشمس لا يعني دخولها في الأرض ـ حتى في تعبيرنا الحالي ـ. وفي لغة العرب: غربت الشمس، وغربت القافلة، وغربت السفينة تأتي بمعنى واحد، وهو: اتجهت غرباً. فعندما نقول: غرب طير في البحيرة، وغربت الطائرة في المحيط، وغربت السفينة في البحر، وغربت الشمس في البحيرة.. يعني اتجهت غرباً ـ بالنسبة للشخص الذي ينظر إليها ـ. ولا يعني أنها دخلت في البحيرة. [3] وهذا ما يصرح به علماء النصارى أنفسهم، فقد قال القس منسي يوحنا معقباً على وقف الشمس ليشوع (كما ورد في يشوع 10/12-13): [4] " الكلام بحسب مقتضى الظاهر، والفلكيون المحدثون القائلون بدوران الأرض يقولون: " أشرقت الشمس وغربت "؛ لأن في ذلك اختصاراً وبياناً للناظرين، وإلا لاضطررنا أن نقول [معبرين عن غروب الشمس]: دارت الأرض حتى بعُد مكاننا عن الشمس، فحُجبت عنا الشمس لكروية الأرض ". [5] للتواصل: د. عبد الرحيم الشريف الهوامش _________________________ [1] رسائل الرافعي، محمود أبو رية، ص262. [2] رواه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل (3459) عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعاً. وذُكِر مثله في الحديث الطويل لتميم الداري مع الجساسة الذي رواه مسلم في الفتن.. باب قصة الجساسة (2942) حيث وردت عبارة: " فَلِعِبَ بِهِمُ المَوْجُ شَهْرَاً فِيْ البَحْرِ، ثُمَّ أرْفِئوا إِلى جَزِيْرَةٍ فِيْ البَحْرِ، حَتَّى مَغْرِبَ الشَّمْسِ.. ". وورد في لسان العرب لابن منظور 1/638 (غرب): " ولقيته مغرب الشمس ومغيربانها ومغيرباناتها أي: عند غروبها.. والمغرب في الأصل: موضع الغروب، ثم استعمل في المصدر والزمان ". [3] وتأمل الكلام العلمي للفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب21/142: " ثبتَ بالدليل أن الأرض كرة، وأن السماء محيطة بها، ولا شك أن الشمس في الفلك.. ومعلوم أن جلوس قوم في قرب الشمس غير موجود. وأيضاً الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة، فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض ؟ إذا ثبت هذا فنقول: تأويل قوله: (تَغْرُبُ فِيْ عَيْنٍ حَمِئَةٍ) من وجوه.. أن ذا القرنين لما بلغ موضعها في المغرب ولم يبق بعده شيء من العمارات، وجد الشمس كأنها تغرب في عينٍ وهدةٍ مظلمةٍ ـ وإن لم تكن كذلك في الحقيقة ـ كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إذا لم ير الشط، وهي في الحقيقة تغيب وراء البحر.. قال أهل الأخبار: إن الشمس تغيب في عين كثيرة الماء والحمأة، وهذا في غاية البعد، وذلك لأنا إذا رصدنا كسوفاً قمرياً فإذا اعتبرناه ورأينا أن المغربيين قالوا: "حصل هذا الكسوف في أول الليل"، ورأينا المشرقيين قالوا: "حصل في أول النهار"، فعلمنا أن أول الليل عند أهل المغرب هو أول النهار الثاني عند أهل المشرق، بل ذلك الوقت الذي هو أول الليل عندنا فهو وقت العصر في بلد، ووقت الظهر في بلد آخر، ووقت الضحوة في بلد ثالث، ووقت طلوع الشمس في بلد رابع، ونصف الليل في بلد خامس. وإذا كانت هذه الأحوال معلومة بعد الاستقراء والاعتبار، وعلمنا أن الشمس طالعة ظاهرة في كل هذه الأوقات كان الذي يقال: إنها تغيب في الطين والحمأة كلاماً على خلاف اليقين، وكلام الله تعالى مبرَّأ عن هذه التهمة ". [4] هذا هو النص كاملاً: " (12) حينئذ كلم يشوع الرب يوم أسلم الرب الأموريين أمام بني إسرائيل وقال أمام عيون إسرائيل يا شمس دومي على جبعون ويا قمر على وادي أيلون (13) فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه أليس هذا مكتوباً في سفر ياشر فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل ". [5] حل مشاكل الكتاب المقدس، القس منسي يوحنا، ص52. ملاحظة: سبقت الإجابة باختصار عن هذا السؤال في موقع موسوعة الإعجاز العلمي، تحت عنوان: " شبهة زعم وجود أخطاء جغرافية في القرآن الكريم "، على هذا الرابط وانظر البحث الجميل المنشور في الموقع ذاته لفضيلة الدكتور إبراهيم عوض بعنوان: " حتى إذا بلغ مغربَ الشمس وجدها تغرب في عينٍ حَمِئَةٍ ". |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
الرد على شبهة: وجعل القمر فيهن نوراً http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...uc_viatour.jpgبقلم: د. عبدالرحيم الشريف دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم أولاً: عرض الشبهة: القمر نور للسماوات السبع : " أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ، وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا " - نوح : ( 71 : 15-16) فهل حقاً ينير القمر السماوات السبع الطباق !! و هل يضيء القمر المجرة و الكون المعتم بنوره ؟؟؟ و ماذا عن الشمس المعطوفة عليه ؟؟؟ هل هي أيضاً تنير الطبقات السبع ؟؟ ثانياً: سياق الآيات الكريمة: الآيات الكريمة هي من خطاب سيدنا نوح عليه السلام إلى قومه.. حيث قال كما ورد في سورة نوح: " أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) ". ومن ثم فهي ليست من الحقائق التي بينها القرآن الكريم، وإنما ذكرها على سبيل الحكاية. ولكن هذه الحكاية حق، ولا تتصادم مع الحقائق المنطقية والعلم الصحيح كما سيتبين. ثالثاً: معنى الآية من حيث اللغة يخالف الفهم الذي فهمه مثير الشبهة: يبدو أن مثير الشبهة أمي يجهل معاني اللغة العربية، أو في أحسن الأحوال هو أعجمي.. لكنه لا يعذر بجهله للغة ينتقد كتاباً هو أساسها وعمودها. وإنما العلم بالتعلم، فلو أن مثير الشبهة رجع إلى كتب اللغة والمعاجم وتفسير القرآن لعرف الجواب الصحيح، ولم يوقِع نفسه في هذا الخلط. ذكر الكل وإرادة الجزء هو من البلاغة المعروفة في اللغة العربية وهو من باب المجاز المرسل، مثل قولك: سكنتُ مدينة دمشق، وأنت لم تسكن إلا جزءاً يسيراً منها لا يقارَن مع حجمها. قال البغوي في تفسيره نقلاً عن الحسن البصري: " " جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا " يعني: في السماء الدنيا كما يقال: أتيت بني تميم، وإنما أتى بعضهم ". [1] وقال الآلوسي: " منور الوجه الأرض في ظلمة الليل وجعله فيهن مع أنه في إحداهن وهي السماء الدنيا كما يقال زيد في بغداد وهو في بقعة منها ". [2] وذكر الرازي هذا التساؤل في تفسيره فقال: " كيف قال : " وَجَعَلَ القمر فِيهِنَّ نُوراً " والقمر ليس فيها بأسرها بل في السماء الدنيا؟ والجواب : هذا كما يقال السلطان في العراق ليس المراد أن ذاته حاصلة في جميع أحياز العراق بل إن ذاته في حيز من جملة أحياز العراق فكذا ههنا ". [3] - كما أن اللغة العربية تعرف ما يسمى (تناوب معاني حروف الجر)، فـ (في) قد تأتي بمعنى (مع). " قال قطرب : فيهنّ بمعنى معهنّ ، أي : خلق القمر والشمس مع خلق السموات والأرض ، كما في قول امرىء القيس : وهل ينعمن من كان آخر عهده ... ثلاثين شهراً في ثلاثة أحوال ". [4] - والطاهر بن عاشور المفسر اللغوي المعروف يرى لـ (في) معنى آخر تقبله اللغة العربية فيقول: " اعتبار القمر من السماوات ـ أي الكواكب على الاصطلاح القديم المبني على المشاهدة ـ لأن ظرفية ( في ) تكون لوقوع المحوي في حاويه مثل الوعاء ، وتكون لوقوع الشيء بين جماعته ، كما في حديث الشفاعة " وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها " ، وقول النميري : تَضوَّعَ مسكاً بطن نَعْمَانَ أنْ مشتْ به زينب في نِسْوَةٍ خَفِرَاتِ و (القمر) كائن في السماء المماسة للأرض وهي المسماة بالسماء الدنيا ، والله أعلم بأبعادها ". * هذا بالنسبة لمعنى (في) أما المعنى الذي يفيده (نوراً) فنقول: " نوراً " : في الآية جاءت نكرة بدليل حذف لام التعريف ودليل التنوين آخرها. وتنكير (نوراً) يفيد أن القمر نور من جملة أنوار كثيرة في السماوت (الكون) وليس هو النور الوحيد. مثال: - قلم: نكرة. - القلم: معرفة. فلو قلت: - " دخلت الغرفة فوجدت قلماً ثم كتبت بقلمٍ ثم أعطيتك قلماً ". لكان المعنى المتبادر إلى الذهن ثلاثة أقلام مختلفة. ولو قلت: - " دخلت الغرفة فوجدت القلم ثم كتبت بالقلم ثم أعطيتك القلم ". لكان المعنى المتبادر إلى الذهن وجود قلم واحد معهود في ذهنك. وهكذا نفهم الآية الكريمة: القمر: نور للسماوات والأرض، والشعرى: نور للسماوات والأرض، وسهيل: نور للسماوات والأرض، والزهرة: نور للسماوات والأرض.. وليس أي واحد منها هو النور الوحيد أو الأعظم للسماوات والأرض. رابعاً: الإجابة العلمية: هل يموت الضوء ؟ إذا أصدرتَ شعاع ضوءٍ من مصدر إضاءة فهل سيتلاشى الضوء أم يبقى؟ لو انعكس ضوء ذلك الشعاع عن مرآة، فهل سيتلاشى ذلك الضوء أم يبقى إلى مالانهاية؟ هناك خلاف بين علماء الفيزياء في ذلك.. وأكثرهم يقولون إن الضوء لا يموت ولكنه يتشتت بسبب العوالق الموجودة في الهواء، أما في الفضاء فهم مختلفون فيه أيضاً ومرد خلافهم هو عدم حسمهم لحد الكون: هل الكون مفتوح أم مغلق، وهل الثقب الأسود هو الذي يمتص الضوء فقط أم غيره؟ ونحن في الإسلام عندنا أن الكون محدود، لأنه مخلوق مربوب.. والذي لاحدَّ له هو وحده الله سبحانه وتعالى. وعلى كل حال، لو كنت سائرا في الليل تحت ضوء النجوم، فكل نجم من النجوم وكل كوكب من الكواكب (مهم صغر حجم إضاءته أو انعكاس الضوء عنه) فهو يسهم في النور الذي يهديك الطريق ليلاً.. وحال انعكاس الضوء عن القمر كذلك بالنسبة لنا، فهو يسهم في إنارة السماء الدنيا التي هي جزء من السماوات السبع (كما قال العلماء). والله أعلم. للمناقشة: د. عبدالرحيم الشريف |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
الله الواجد... حقيقة عقلية علمية شرعية بقلم الأستاذ الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى أستاذ النبات وعلومه في جامعة عين شمس سابقا ومدير مركز ابن النفيس حاليا في البحرين أرسلت إلي ابنتي الحبيبة هبة رسالة تقول فيها أنها دخلت أحد المواقع فقرأت لشخص يحاول إثبات عدم وجود الله، وطلبت إلي أن أرد على مثل هؤلاء الذين يشككون الشباب المسلم في دينهم و في حقيقة وجود الله سبحانه وتعالى. ويقول هذا الملحد أن نشر التفكير العقلاني هو هدفه الوحيد من وراء كل ما يفعله، من هنا أمسكت بقلمي لأرد هذه الفرية الكبرى بطريقة عقلية علمية شرعية ، وخاصة أنه استغرب كيف يؤمن المسلمون أن محمدا أنزل عليه ملك له جناح. نبدأ بالأدلة العقلية الدالة على وجود الله سبحانه وتعالى وأن للكون خالق مبدعا مدبرا عليما خبيراً. عقليا الفعل يدل على الفاعل، فنحن نعلم أن هناك قدماء المصريين من آثارهم الموجودة في أماكن وجودهم فلا يعقل أن هذه الأهرامات الضخمة وهذه التماثيل العجيبة قد وجدت من دون موجد، فنحن لم نر قدماء المصريين ولكننا نستدل على وجودهم من آثارهم الباقية والماثلة بين أيدينا. وعندما ندرس آثارهم ونجد الإحكام والإتقان نتأكد أن هؤلاء القوم كان عندهم علم واستطاعوا إتقان آثارهم بهذا العلم، وكان لهم عقل، وعندهم علماء وأدوات وتقنية لإنشاء هذه الحضارة العظيمة. وهذا ما لخصه الأعرابي البسيط بقوله: (البعرة تدل على البعير، والقدم يدل على المسير، أسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج، أما تدل على اللطيف الخبير). وعندما ننظر للمخلوقات النباتية والحيوانية والكائنات الحية الدقيقة نتأكد أن هناك موجد أوجد هذه الكائنات , فلا يعقل أنها أوجدت نفسها بنفسها، فصاحب الموقع أتى إلى الوجود من تزاوج والدين، وحمل أمه، وولادته، ورعايته، ولم نر أحدا من البشر أوجد نفسه بنفسه، وإذا كان الإنسان صاحب العقل قادرا على إيجاد نفسه فمن أوجد النملة والفأر والقط والعصفور والدب وهذه الحيوانات غير العاقلة. العقل يقول الموجود يدل على الموجد، فالسكن الذي يقطن فيه الملحد وجد بفعل فاعل، ولم نسمع أن عمارة أو شقة بنت نفسها بنفسها. وعندما ندرس خصائص الكائنات الحية كما درسنا خصائص الحضارة المصرية نجد الإحكام في الخلق فالأسنان وجدت لقضم وتقطيع وطحن الطعام، واللسان وجد لتحريك الطعام، واللعاب يبلل ويحلل الطعام، والمعدة وجدت لخزن الطعام وتحليله، والأحماض المعدية تقوم بذلك، وهناك الإنزيمات المتوافقة مع نوع الطعام، والغدد والأنسجة والخلايا المنتجة للإنزيم المتوافق مع نوع وتركيب الطعام، وعندما يختل إنتاج الإنزيم يختل أيض (هدم وبناء) الطعام، وإذا أردت أن تعرف الدقة والتدبير والإحكام في الخلق انظر إلى مريض السكر كيف يعاني من الخلل في إنتاج الإنسولين، هذا التدبير عقلا خلقه مدبر حكيم عليم خبير يعلم تركيب الطعام وتركيب الإنزيم وفعله وأهمية وجود التخصص الإنزيمي المفصل على نوع تركيب الطعام، وإذا تتبعنا هضم لقمة من الطعام المكون من الكربوهيدرات والدهون والبروتين والماء والفيتامين من وقت تناول الطعام إلى وقت خروجه لعلمنا أن خلف هذه العمليات الحيوية الدقيقة والمحكمة والمقدرة عليما خبيرا لطيفا، أنظر فقط إلى العضلات المحيطة بشرج الإنسان وكيف تعمل وتغلق وتفتح بإتقان، وأنظر إلى إنسان وقد فقدت تلك العضلات عملها واختل تركيبها وفعلها، وانظر إلى الفضلات تخرج منه من دون ضابط أو رابط، هذا كله يدل على وجود خالق عليم خبير لطيف بمخلوقاته. http://www.quran-m.com/firas/photo/4470122.jpg الشكل يوضح كيفية تركيب الحامض النووي في داخل الخلية الحية أما بخصوص الأدلة العلمية فعليك النظر إلى الدقة والترتيب في جزيئات الحامض النووي (DNA) وكيف حملت تلك المركبات الكيميائية الصفات الوراثية، وأنظر إلى الجينوم ( الخارطة الوراثية ) الخاص بكل كائن حي لترى بديع الصنع فيها، هل يعقل أن توجد صنعة بلا صانع وعلم من دون عليم وتدبير من دون مدبر؟ أنظر إلى الزهرة وتركيبها المعجز والبديع والمتقن، سبلات خارجية للحماية، وبتلات جميلة لجذب الحشرات ولمنفعة المخلوقات، وكرابل (ورقات تكاثرية) كونت المبيض الزهري العجيب والمهيأ لاستقبال حبوب اللقاح والتلقيح والإخصاب، والعجيب والمعجز أن آلاف حبوب اللقاح تسقط على ميسم الزهرة ولا ينجح في تخصيبها إلا حبة اللقاح الخاصة بنوعها، فحبوب لقاح المشمش لا تلقح بويضات نبات الخوخ رغم أنهما من عائلة نباتية واحدة والتشابه بينهما كبير، أنظر إلى البرتقال واليوسفي والترنج (جريب فروت) والليمون رغم التشابه الكبير بينهما فإن حبوب لقاح الليمون لا تخصب بويضات نبات البرتقال، هذا يتم منذ ملايين السنين فمن دبر هذا؟ ومن أحكم هذا؟ ومن خلق هذا؟ هل الطبيعة الصماء والعوامل البيئية الميتة الخرساء قادرة على فعل هذا الإحكام. أين العقل في إنكار كل هذا ؟! وأين احترام الإنسان لعقله وعلمه ؟! هل يعقل أن يوجد عاقل ينكر ذلك؟ الشاعر يقول: تأمل في رياض الأرض وأنظر إلى آثار ما صنع المليك عيون من لجين شاخصـــــــات بأحداق هي الذهب السبيك على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريــــك وأن محمد خير البرايـــــــــــــا إلى الثقلين أرسله المليك أين العقل والعلم في من ينكر كل هذه الحقائق الكونية العلمية؟ أنظر إلى تركيب البلاستديات الخضراء المعجز وكيف تقتنص الطاقة الضوئية وتحولها إلى طاقة كيميائية، وكيف تحول ثاني أكسيد الكربون والماء والضوء إلى سكريات وإلى رحيق حلو الطعم وعسل وشهد. هذه العمليات العلمية الحيوية المعقدة والمعجزة لابد أن يكون خلفها عليم حكيم خبير لطيف فأين عقل الملحدين وعلم الكافرين؟ يتبــــــــــــــــــع |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
يتبــــع الموضوع السابق الله الواجد... حقيقة عقلية علمية شرعية أصحاب الدعوات إلى العقلانية فقدوا أبسط العقلانية. إذا كان هدفك الوحيد نشر التفكير العقلاني فهناك آلاف الأدلة العقلية والعلمية تدلك دلالة قاطعة على وجود الله سبحانه وتعالى الخالق المبدع العليم اللطيف الخبير القادر. هل هذه المجرات في السماوات وجدت من دون موجد؟ هل سمعت عن فأر تولد من حجر؟ هل سمعت عن طفل تكون من الهواء؟ هل سمعت عن مصنع بشري يحول ثاني أكسيد الكربون والماء والضوء إلى سكر كما يفعل النبات الأخضر في الصحراء؟ هناك آلاف الأدلة العقلية والعلمية الدالة على تعطيلك للعقل، وافتقارك للعلم فعجبا لمن يحاول ويدعي نشر العقلانية وهو يفتقد إلى أبسط دعائم العقلانية. أما بالنسبة للأدلة الشرعية ففي القرآن الكريم آلاف الأدلة العلمية والعقلية الدالة على أنه منزل من عليم خبير لطيف. أنظر إلى قول الله تعالى:( وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ{5} ) (الحج/5) وقوله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{39}) (فصلت/39). آيتان مختلفتان تتفقان في الحقائق العلمية أن الماء إذا نزل على الأرض الهامدة أو الخاشعة (اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ). أنظر إلى ترتيب كلمتي (اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) هذه حقيقة علمية ولو قال القرآن (ربت واهتزت) لاختلت الحقيقة العلمية في الآية القرآنية، فالاهتزاز بعد نزول الماء يحدث أولا ثم يليه الربو, إذاً ترتيب الكلمات يدل دلالة علمية قاطعة أن هذا القرآن معجز وليس من عند البشر والله يتحدى به البشر. فالماء يؤدي إلى اهتزاز الأرض بالتأين لجزيئاتها وتشرب الماء بالمواد العضوية فيها وتحرك الكائنات الحية (بكتيري، فطريات، طحالب، أكتينوميسيتات، طلائعيات ، رخويات، حشرات، برمائيات) (في بياتها الصيفي الصحراوي) وغيرها، عندما ينزل عليها الماء تتحرك وتخرج من مكامنها كما قال تعالى في آية أخرى: (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ) (الأنعام/99)، فكل شيء قابل للخروج والإنبات يخرج بنزول الماء ولذلك تهتز الأرض. وبعد الخروج يحدث النمو والزيادة في العدد والحجم والكتلة أي أن الأرض (تربو) كما قال تعالى: (اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ). صورة لبذرة تقوم بعملية الإنبات تأمل قدرة ا لله فهل يعقل أن محمدا العربي الأمي صلى الله عليه وآله وسلم قادر على وصف ذلك بتلك الدقة العلمية في ترتيب الكلمات والعمليات؟ وهناك آية تقول: (الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ{80}) (يس/80)، فالربط بين الشجر والاخضرار والنار معجزة علمية، فالشجر بما فيه من يخضور (كلوروفيل) في البلاستيدات الخضراء يثبت طاقة الشمس الضوئية والحرارية ليعطي بعد ذلك السكر والزيت والخشب والفحم والبترول الذي يأتينا بالنار والطاقة الحرارية في الكائنات الحية. وهناك آيات مراحل خلق الجنين من أمشاج (مذكرة ومؤنثة) فنطفة (بويضة مخصبة)، فعلقة (البويضة المخصبة عندما تعلق بجدار الرحم)، ثم المضغة (المرحلة التوتية) ثم العظام (الحبل الظهري) وهكذا يصف الله سبحانه وتعالى في كتابه المعجز مراحل نمو وتخليق الجنين في وصف علمي دقيق معجز، قال تعالى: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ{14}) (المؤمنون/14) . نحن نؤمن إيمانا عقليا علميا شرعيا بأن القرآن من عند الله. ونحن نتحدى كل الملحدين أن يأتوا بما أتى به القرآن من إشارات علمية عقلية، وقد فصلنا الأدلة العلمية الدالة على إعجاز القرآن الكريم من مجال تخصصنا الدقيق في كتبنا: إعجاز النبات في القرآن الكريم (1986م) ، وآيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات (1996م)، ومعجزات حيوية علمية ميسرة (2009م)، وآيات معجزات من الشكل الظاهري للنبات (تحت الطبع)، وعبودية النبات لرب الكائنات (تحت الطبع) وأنا أدعو كل ملحد وكل علماني (بفتح العين) إلى أن يقرأ تلك الكتب وهي منشورة على موقعنا www.nazme.net ويعلقوا عليها، ويردوا عليها علميا. وعلى شبابنا أن يقرأ أولا في الدين والتفسير والحديث النبوي الشريف الصحيح ثم بعد ذلك يقرأ للملاحدة بعدما تسلح بالعلم ولحظتها سيضحك استهزاءا من كل الأطروحات الإلحادية المنكرة لوجود العليم الخبير اللطيف سبحانه وتعالى خالق الخلق ومنزل الفرقان على سيد الخلق. لقد انبهر الشباب العربي في ستينيات القرن الميلادي الماضي بسارتر، وفرويد ودارون، وماركس ، ومالتوس، واليوم هذا الجيل هو الذي يقود الحملة ضد الإلحاد والعَلمانية (بفتح العين) والسارترية، والفرويدية والداروينية والشيوعية والإلحاد فالإسلام يتحدى، والمستقبل للإسلام دين العلم والعقل والوحي والحق والإيمان الصادق البعيد عن خرافات الديانات الوضعية والشرائع المحرفة والنظريات الفلسفية، إنه المعجزة العلمية التي ارتضاها الخالق سبحانه وتعالى معجزة دائمة للبشرية، وحفظها، وهيأ لها من يحفظها من المؤمنين ويؤمن بها من غير المسلمين والمستقبل للدين الإسلامي بإذن الله ولو كره الملحدون. أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
بولس الرسول بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة الفرنسية تمثال بولس الرسول في الفاتيكان فى 29 يونيو 2009 إنتهى العام الذى كان البابا بنديكت 16 قد خصّه، لأول مرة فى التاريخ، إحتفالا بمرور الفى عام على ميلاد بولس الرسول – وفقا لما حدده المؤرخون بأنه قد وُلد فيما بين عام7 و 10 م. وكان البابا قد أعلن أنه على الرغم من تحديد مكان مقبرة بولس خارج الأسوار وحىّ النافورات الثلاث، فى روما، للإحتفال بهذا العيد الذى إمتد لمدة عام، إلا أنه قد أوضح أن كل الكنائس ستشترك فيه، إبتداء من طرسوس حيث وُلد بولس، والأماكن الأخرى التى تمثل أولى رحلاته للتبشير فى تركيا وكذلك فى الأراضى المقدسة ومالطة حيث بشّر، موضحا: " فى الواقع الإحتفال ببولس لا يمكن إلا أن يكون إحتفالا عالميا لأن بولس قد ذهب أبعد من غيره من الرسل فى عمليات التبشير، خاصة أن عالم اليوم لا يزال به العديد من البشر الذين لم ينضموا بعد إلى ربنا يسوع، وهذا الإحتفال يدعو كافة المسيحيين للتبشير بالإنجيل.. وإضافة إلى عملية التبشير هذه لا بد وأن نربط معها فكرة توحيد الكنائس لأن بولس وبطرس، تلك "الصخرة" التى أقام عليها يسوع كنيسته يكمّل أحدهما الآخر لتكوين شعب الله الوحيد، والمسيحيون لا يمكنهم التعبير عن المسيح ما لم يكونوا متحدين" .. وهو ما يفسر وجود برطلوميوس الأول بطريارك القسطنطينية الأورثوذكسى برفقته فى هذه الإحتفالية كتمهيد لعملية توحيد الكنائس التى يسعى إليها البابا جاهداُ. ولا غرابة فى فكرة توحيد الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما التى يتمسك بتنفيذها، فذلك هو ما كان مجمع الفاتيكان الثانى قد أعلنه عام 1965 من ضمن ما قرر و أعلن، خاصة ضرورة تنصير العالم التى يشير إليها البابا بوضوح قائلا: "ان عالم اليوم لا يزال به العديد من البشر الذين لم ينضموا بعد إلى ربنا يسوع" !.. لذلك يجدد دعوته لكافة المسيحيين للتبشير بالإنجيل .. ومنذ أولى خطوات هذه الإحتفالية نلحظ أنها إنتقائية المغزى و الهدف فى كل خطواتها: فأستخدام عبارة "الصخرة " لوصف بطرس الذى تقول الأناجيل أن يسوع قد إختاره ليبنى عليه كنيسته، هى آية تتناقض تماما مع وصف نفس يسوع له، فقد كان يعتبر بطرس " قليل الإيمان وشكّاك " (متّى 14: 31)، ومن الغريب ان تأتى بعدها آية على لسان يسوع أيضا تقول: "فالتفت وقال لبطرس إذهب عنى يا شيطان أنت معثرة لى لأنك لا تهتم بما لله ولكن بما للناس" (متّى16: 23)، ومن الغريب أيضا أن يكررها يسوع قائلا: "فانتهر بطرس قائلا إذهب عنى يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس" (مرقس 8: 33). أى أن إتهام بطرس بالشيطنة وعدم إهتمامه بما لله ورد فى إنجيلين مختلفين، متى ومرقس، وعبارة "انت بطرس وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى" وردت مرة واحدة، وثابت أنها آية مقحمة لأن يسوع لم يبشر مطلقا بكنيسة وإنما كل تبشيره كان بملكوت الله – وما على من لا يستوعب هذه الحقائق إلا أن يقرأ الأناجيل ليرى ما بها من تناقضات فى هذه النقطة وغيرها !!. كما كان بنديكت 16 يرى أن تلك الإحتفالية ستأتى بمزيد من التقارب مع اليهود موضحا: "فقد كان بولس يهوديا، حاخاماً، شديد التمسك بدينه ثم إنبهر بضوء المسيح عندما سقط على الأرض وهو فى طريقه إلى دمشق . فبالنسبة له إعتناقه عقيدة يسوع المبعوث لم تمثل أبداً إنفصالا عن عقيدته الأصلية ولا مع وعد الله لإبراهيم أو العهد الذى أقامه فى سيناء فهما جزء لا يتجزأ من العهد الجديد الذى ختمه يسوع بدمه " .. ولا نفهم كيف يمكن لشخص أن يؤمن بدين وبنقيضه فى آن واحد ! واللافت للنظر أن بنديكت 16 فى هذه الجزئية يقع فى أكثر من مأخذ: فحادثة سقوط بولس توردها الأناجيل بتناقضات واضحة، أما العلماء فيفسرونها بأنه كان مصابا بالصرع .. ولم يكن بولس حاخاماً وإنما كان صانع خيام، على حد قوله، ويعمل مخبراً لدى السلطة الرومانية الحاكمة، ليَشى بالمسيحيين، ووارد بالأناجيل أنه قد تسبب فى رجم إسطفانوس حتى الموت.. ثم كيف يقول هذا البابا وهو أعلى سلطة كنسية فى العالم ان إعتناق بولس المسيحية لم يمثل إنفصالا عن عقيدته اليهودية وبولس هو الذى بتر المسيحية تماما عن أصلها اليهودى وهو الذى غرس العداء ضد السامية - وكلها حقائق ثابتة فى النصوص ؟! وفى الكلمة التى القاها عشية بدء الإحتفالية قال البابا: "أن بولس معلّم الوثنيين، وهذه العبارة تنفتح على المستقبل تجاه كل الشعوب وكل الأجيال.. بالنسبة لنا بولس ليس مجرد وجه من الماضى نحتفل به بكل تبجيل، ولكنه أيضا معلّمنا، الرسول المنادى بيسوع المسيح " .. ثم يستشهد بآية لبولس قائلا: "..فما أحياه الآن فى الجسد فإنما أحياه فى الإيمان إيمان إبن الله الذى أحبنى وأسلم نفسه لأجلى" (غلاطية 2:20 )، ويزايد البابا فى لىّ النص قائلا: "أن الإدراك بأن يسوع قد جابه الموت لا من أجل أى شىء وإنما من أجل بولس وأنه (اى يسوع) يسمو بصفته مبعوثا أنه لا يزال يحبه وضحى بنفسه من أجله " !! والغريب أن المسيح لم ير بولس وبولس لم يره فى حياته وفقا للنصوص الإنجيلية، فكيف نفهم أن يسوع أحب بولس الى درجة أنه ضحى بنفسه ومات من أجله ؟! ويا لها من فريات يبتلعها الأتباع فى صمت ! أما إعتبار بولس معلماً فى التبشير فهو ما يكشف الهدف الحقيقى من هذه الإحتفالية التى إمتدت عاما بأكمله تضاعفت خلاله عمليات التبشير بصورة ممجوجة، لكنها على عكس ما توقع البابا، لم تأت بأى تقارب مع اليهود، فحينما ذهب لزيارة الكيان الصهيونى المحتل لأرض فلسطين والتقى بالغزاة لم يحصل على أى رد حول الإستثناءات المالية التى كان يأمل الحصول عليها لكنائسه هناك، بل لقد أرغموه هو ورفاقه على إخفاء صلبانهم، يوم 13 مايو 2009، عند زيارة حائط البراق الذى جعلوه "حائط المبكى" المزعوم .. ويا لها من مهانة أن يُجبر البابا على إخفاء صليبه وكأن شيئا لم يحدث !! وحينما إفتتح البابا بنديكت 16 ذلك العام الإحتفالى ركّز على قول بولس إلى تيموثاوس موضحا: "الحق أقول فى المسيح ولا أكذب، معلما للأمم فى الإيمان والحق" (2: 7)، وما يدعو إلى العجب أن نفس بولس هذا الذى يقول انه يبشر بالمسيح و"لا يكذب" مكررا ذلك فى رسالته الثانية الى أهل كورنثوس قائلا: "الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى هو مبارك إلى الأبد يعلم أنى لستُ أكذب" (11:31) ثم نراه بعد ذلك يؤكد أنه كان يكذب لزيادة مجد الله، إذ يقول: "إن كان صدق الله قد إزداد بكذبى لمجده فلماذا أدان أنا بعدُ كخاطئ " (الى اهل رومية 3: 7)، فأى رسول ذلك الذى ينفى أنه يكذب ثم يؤكد أنه كان يكذب لإضفاء مصداقية على قول الله ويكذب لمجده ؟! وما يكشف عن أن تلك المؤسسة الكنسية لا تزال تعيش فى القرون الوسطى بغياهبها، أن يعلن بنديكت 16 يوم 8 أكتوبر 2008 أنه سيمنح العفو والغفران التام لكل من يذهب لزيارة قبر القديس بولس، وكأنه يواصل إصدار صكوك الغفران السابقة ! ويُعد بولس الرسول من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل فى تاريخ المسيحية حتى الآن. فهو "القديس" الوحيد الذى أدى إلى قتل قديسا آخرا ؛ وهو مخترع المسيحية الحالية ؛ وكل سيرته قائمة على أكاذيب يصعب إثباتها تاريخيا، فإدعائه أنه مواطن رومانى ويهودى فى نفس الوقت لا تستقيم أساساً ؛ وحينما تم القبض عليه أحاطه الرومان بفريق مكون من "470 جندياً"، وهو ما لا يحدث لحماية أى فرد أياً كان ؛ كما قام بحمايته ثلاثة من الحكام الرومان ؛ ولا يقال شيئا عن سر عداءه للحواريين لدرجة أنه يسبهم بأحط الألفاظ ؛ ومن الغريب أن يصر بولس على أنه رأى يسوع رؤية العين وهو فى الواقع لم يسمع إلا صوته وفقا لوصفه فى حالة الهذيان التى إنتابته – إلا إن كان قد تم حذف أجزاء بأسرها من أعمال الرسل والرسائل، وهو ما يؤيد رأى الذين يقولون أنه كان من ضمن الذين وشوا بيسوع .. وكلها علامات إستفهام تبحث عمن يجيب عليها .. كما يجمع الباحثون على أنه لا يمكن الإستناد إلى أعمال الرسل أوالرسائل على أنها وثائق تاريخية، لكل ما بها من تضارب فى الأحداث والأقوال بل وفجوات يصعب ملء فراغاتها كما ثبت قطعا أنه لم يكتب أغلبها ! وكلها حقائق تم المرور عليها مر الكرام فى كل وثائق الإحتفالية المغرضة . لذلك يؤكد العلماء أن التعريف ببولس من خلال أعمال الرسل والرسائل يكشف عن تفاوت واضح بين المجموعتين، ففى أعمال الرسل نرى فكره شديد البعد عما فى رسائله خاصة فيما يتعلق بباقى الحواريين، وأن أعمال الرسل تتجاهل الصراعات المحتدمة بين بولس ويعقوب، شقيق يسوع، وبطرس، الذى يقول البابا "أنه مكمّل لرسالة بولس"، فالخلاف الرئيسى حول الختان معتّم عليه، لذلك يقول الباحثون أن بولس هو مؤلف المسيحية الحالية ومشرّعها، فهو الذى رتب إنسلاخ الجماعة المسيحية عن اليهودية والتوراه، وهو الذى حوّل الصليب من أداة تعذيب وقتل إلى رمز للتجديد، وهو الذى غرس فى المسيحية العداء للمرأة، كما أنه هو الذى ارسخ فكرة "بعث يسوع" الواردة 190 مرة فى رسائله وأنها وشيكة الحدوث لكنه لم يأت للآن .. بعد حوالى الفى عام !!.. إن أعمال الرسل والرسائل مليئة بالمتناقضات التى لا يمكن حصرها فى مثل هذا الحيّز، وأولها حصول بولس على الجنسية الرومانية، وهو ما لا يتفق مع كونه يهوديا، فلا يمكن تحدى آلهة الإمبراطورية ويظل رومانياً..أو على حد قول فولتير فى قاموسه الفلسفى: "إن كان من طرسوس كما يزعم فطرسوس لم تصبح مستعمرة رومانية إلا بعد مائة عام من بعده، وإن كان من جيسكالا كما يقول القديس جيروم، فجيسكالا كانت فى الجليل ومن المؤكد أن سكان الجليل لم يكونو مواطنين رومان".. كما تتناقض خاصة فيما يتعلق برؤية بولس لضوء يسوع وهو فى طريقه إلى دمشق، فتحول من معادٍ للمسيحية وواشيا بالمسيحيين إلى المؤسس الفعلى للمسيحية الحالية !. وليس من المنطقى أن يؤكد عدم يهوديته حين يُعلن "جعلت نفسى يهوديا مع اليهود" الخ، أو "لقد عشت بدون توراه"، وهو ما لا يمكن سماعه من شخص يهودى فعلا . أما عبارة بولس قائلا أن "يسوع أخبره بكل شئ حول تعاليمه"، فمن الصعب تصديق مثل هذا القول فلا يمكن أن يتم ذلك فى الثوانى الخاطفة التى دامها الإنبهار بضوء يسوع، إن كان قد حدث، لذلك يبقى السؤال عالقاً بلا جواب فى تلك النصوص: أين حصل بولس على تعاليمه فهو لم يتحول إلى المسيحية إلا بعد أن وشى بإسطفانوس وتم قتله رجماً. ومن المؤكد أنه لم يحصل على هذه التعاليم من الأناجيل الحالية فلم تكن قد كُتبت بعد .. كما أنه لم يلتق بلوقا إلا بعد دخوله المسيحية بحوالى خمسة عشر عاما. بينما يؤكد بولس أن ما يعرفه من تعاليم لم يحصل عليها من أحد .. فهل يعنى ذلك أن بولس قد إكتفى بالتأليف والأكاذيب المتراكمة، أم أنه قد كان يوحى إليه وبعكس ما أتى به يسوع ؟!. وفى أعمال الرسل يبدو بولس وكأنه حُمّل رسالة من المجلس بقيادة يعقوب، شقيق يسوع، بأن يُبشر الأمم ؛ ومن الملاحظ ان لوقا، كاتب أعمال الرسل فرضا، يحاول إخفاء الصراعات المريرة الدائرة بين بولس والحواريين، بينما بولس يحكى هذه الخلافات ويتهم مجلس القدس بأنهم حائكو مؤامرات ولئام ومسيحيون غاية فى السوء لأنهم كانوا يريدون الحفاظ على المسيحية داخل إطار اليهودية وأنه هو الذى حررها بإلغاء الختان، الذى أراده الله عهدا أبدياً، كما قام بإلغاء الشرع اليهودى .. علما بأن يسوع هو القائل بأنه لم يأت لإلغاء الشرع وإنما أتى ليكمّل ! (راجع 2 كورنثيوس 11:13 وغيرها) .. ويؤكد لويجى كاتشيولى فى كتابه عن بولس أن تعاليم بولس والعداء الذى غرسه ضد اليهود، والذى كانت الكنائس تكرره فى صلوات كل أحد بالدعاء عليهم، هو الذى تواصل عبر القرون وأدى إلى مقتلهم فى إسبانيا فى القرن الرابع عشر، وإلى الخطاب البابوى عام 1411 الذى حرّم على اليهود دراسة التلمود، وإلى تنصير مائة وخمسين الف يهودى بالإكراه فى إسبانيا عام 1492 وطرد الباقون.. وظلت هذه الكراهية التى غرسها بولس حتى عام 1992، حينما قام الملك خوان كارلوس بإلغاء مرسوم طرد اليهود من إسبانيا ! ولم نشر هنا إلا إلى نتيجة العداء للسامية الذى غرسه بولس وعواقبه فى إسبانيا فلا يسع المجال لتناول ردود أفعال هذا العداء فى كافة بلدان أوروبا وخاصة الخاضع منها للفاتيكان .. ومن الغريب أن ينقلب حال المؤسسة الكنسية بعد الفى عام لتلغى تعاليم بولس بجرة قلم وتقوم بتبرأة اليهود من دم المسيح، رغم عشرات المرات التى راح بولس يتهمهم بأنهم قتلة الرب .. فكيف يمكن إلغاء تعاليم بولس بهذه البساطة والإصرار على الإحتفال به بل وإعتباره الدعامة الأساسية للمسيحية ؟! كما أن كل ما تقوم به المؤسسة الفاتيكانية لتمجيد دور بولس فى تبشير الوثنيين، بوحى من الروح القدس، لا يستقيم فى الواقع ولا مع أى منطق أياً كان، فكيف يمكن للروح القدس أن يوحى فى إتجاهين مختلفين فى آن واحد: يوحى لبطرس ولمجلس القدس بالحفاظ على المسيحية فى قلب التوراه، ويوحى لبولس فى نفس ذلك الوقت بأن يُخلّص المسيحية من إرتباطها باليهودية وشرعها ؟! وهو ما قام به فعلا .. لذلك يجمع المؤرخون وخاصة منذ عصر التنوير، أنه من الصعب كتابة تاريخ منطقى لحياة بولس ورحلاته بناء على أعمال الرسل والرسائل، وأنه من الصعب إغفال أن بولس قد حاد بالمسيحية بعيدا عن رسالة يسوع إلى درجة النقيض ليأتى بالمسيحية الحالية . ونشير فى نهاية هذا العرض المقتضب لإحتفالية "بولس الرسول" إلى مجرد نموذج واحد يكشف عن مصداقية هذه النصوص: فمما يقال أن بولس قد تم القبض عليه بعد حريق روما وتم إعدامه بقطع رقبته، وهو ما يتناقض مع قول يسوع حين حدثه قائلا: " قم وقف على رجليك لأنى لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادما وشاهدا بما رأيت وبما سأظهر لك به، منقذاً إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم" ( أع 26: 16-17) .. ومن الواضح أن يسوع لم يتمكن من إنقاذ بولس لا من الشعب، ولا من الأمم، ولا من أن تقطع رقبته بحد السيف الذى نشر به مسيحيته !.. 25/ 7 / 2009 تستقبل الدكتورة زينب عبد العزيز رسائلكم وتعليقاتكم على المقالة على الإيميل التالي: |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
الخطيئة الأولى بقلم الدكتورة: زينب عبد العزيز لوحة قديمة تعود إلى القرن الثاني عشر تبين آدم في الجنة أثناء ارتكاب الخطيئة أستاذة الحضارة الفرنسية عقيدة "الخطيئة الأولى" من أهم عقائد اللاهوت المسيحي، ويختلف مفهومها من مذهب إلى آخر. ففي الكاثوليكية تعد عقيدة "الخطيئة الأولى" عقيدة أساسية إذ أنها كما يعرّفها بابا الفاتيكان فى مواعظه الأسبوعية، شديدة الإرتباط بعقيدة الفداء وتفسر معنى النعمة الإلهية فى المفهوم الكنسي، بمعنى : " أن الإنسان يتحد بالله – الذي لا يمكنه أن يراه، بفضل النعمة " .. ولا يمكن لشيء أن يهدم هذا الإتحاد، لكن الإنسان بحريته يمكنه رفض هذه النعمة أو إتلافها. والخطيئة هي كل ما يمكنه "أن يهدم أو يمنع هذا الإتحاد بالله الذى بدونه لا يمكن للإنسان أن يحقق نفسه بالكامل للحصول على الخلاص وعلى الحياة الأبدية " .. وهذا المعنى تكميلي لـ "الخطيئة الأولى" التي إقترفها آدم، كما يقولون، والتي أدت إلى سقوط الخليقة، لذلك يولد البشر فى حالة خطيئة بالوراثة فى المفهوم الكنسي. وما لفت نظري إلى هذه العقيدة هو تناول البابا بنديكت 16 موضوع الخطيئة الأولى ثلاث مرات متتالية فى الثالث والثامن والعاشر من شهر ديسمبر 2008، وذلك على حد قوله : " لأهمية هذه العقيدة، فلولاها تفقد المسيحية قاعدتها الأساسية " !. وفي إحتفاله بعيد "الحمل العذري" يقول أن هذا العيد يكشف لنا حقيقتان أساسيتان بالنسبة لإيماننا: أولاً: الخطيئة الأولى، ثانياً: الإنتصار الذى حققه المسيح على هذه الخطيئة ". ثم يتمادى في الخلط بين الموضوعات إعتماداً على أول ثلاثة إصحاحات فى سفر التكوين، ليشير إلى : " أن وجود ما تطلق عليه الكنيسة الخطيئة الأولى شديد الوضوح بصورة ساحقة لا نقاش فيها " .. ويزايد البابا فى وجود الشر في قصة الخليقة وسقوط أجدادنا آدم وحواء فى الخطيئة ليصل إلى قيمة السيدة مريم " أم الفادي ، أم الله الذي أهان نفسه إلى أقصى حد ليعيد إلينا كرامتنا الأولى" ، موضحاً أن "أم الله" هذه هي "حواء الجديدة، زوجة آدم الجديد التي كان مقدراً لها أن تصبح أم كل البشر المفتدين" !. وانطلق فى التشابه بين آدم والمسيح ليلحظ أمران : " أن تاريخنا الإنساني ملوث منذ بدايته من كثرة التعسف في استخدام الحرية " و " أن هناك بداية جديدة فى التاريخ، وهذا التاريخ يوجد فى يسوع الذى هو إنسان والله، ومع يسوع الآتي من الله يبدأ تاريخ جديد مبنى على قبوله أمر الله". ولا ندرك كيف يمكن للحرية أن تلوث التاريخ الإنساني، مالم يكن القصود ترسيخ دور الكنسيين وأن تستمر محاكم التفتيش بمجازرها إلى الأبد؛ كما لا يمكننا فهم كيف يمكن ليسوع أن يكون "إنسانا والله، وان يأتي من الله " ؟! ويجاهد البابا لفرض هذا الخلط الغارق فى الكفر والإلحاد على العالم وعلى المسلمين!! وبرجوعنا إلى الإصحاحات الثلاثة الأولى، لسفر التكوين، التى إعتمد عليها البابا في مواعظه هذه، وخرج منها باستنتاجاته، نلاحظ في الإصحاح الأول : "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا. فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى بهائم الأرض وعلى جميع الدابابات التى تدب على الأرض. فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى. خلقهم وباركهم الله وقال لهم إثمروا وأكثروا واملأوا الأرض" (26-28) . والواضح من الإصحاح الأول أنه لا توجد به كلمة خطيئة، كما نفهم منه أن الله خلق الذكر والأنثى معاً و"على صورته" ، كما يقول النص، وباركهما وطلب منهما أن يثمروا ويكثروا ويملأوا الأرض بذريتهما. أما الإصحاح الثاني فنطالع فيه أن "الله" قد أصبح إسمه "الرب الإله" ، وأنه "جَبَلَ آدم من تراب ونفخ فى أنفه نسمة حياة فصار آدم نَفْسَا حية " (7) ، ثم غرس الرب الإله جنّة فى عدن شرقاً ووضع هناك آدم الذي جبله وأنبت من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل، ووضع وسط الجنة شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر.. ثم أخذ الرب الإله آدم ووضعه فى جنة عدن ليعملها ويحفظها وأوصى الرب الإله آدم قائلاً من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت (15-18).. والملاحظ هنا أن التحذير موجه لآدم لأن حواء لم تكن قد خُلقت بعد، وأن المسيحية منذ أولى خطواتها تفرض على الأتباع عدم إعمال العقل لعدم التمييز بين الخير والشر .. ونغض الطرف عن التناقض في أن الله قد خلق الذكر والأنثى معا وباركهما وطلب منهما أن يملأوا الأرض بذريتهما، في الإصحاح الأول، ثم نراه يخلق آدم وحده ويضعه وسط الجنة وحده ليعمل بها، إلا أننا لانفهم كيف يمكن للمعرفة أن تقتل قتلا ! وهو ما يفسر موقف الكنيسة من العلم ومحاربتها للعلماء على مدى مسيرتها الدامية، لذلك عُرفت تلك المسيرة بعصر الظلمات .. ثم حاول الرب الإله – كما يقول النص فى الإصحاح الثانى، أن يجد أنيساً يؤنس وحدة آدم، " فأوقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً. وبنى الرب الإله الضلع التى أخذها من آدم إمرأة وأحضرها إلى آدم. فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. وهذه تدعى إمرأة لأنها من إمرءٍ أُخذت. لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً (21-24). ولا ترد بهذا الإصحاح أيضاً أية إشارة إلى كلمة خطيئة. وإذا ما استرجعنا الإصحاح الأول نرى أن الله قد خلق الذكر والأنثى "على صورته" وباركهما وطلب منهما أن يثمروا ويكثروا. وما أن نطالع الإصحاح الثاني حتى نجد تناقضاً واضحاً إذ أن الرب الإله خلق آدم وحده، ثم خلق الجنة ووضع وسطها شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر. ووضع آدم وسطها وحرّم عليه الأكل من شجرة معرفة الخير والشر. ولا توجد أية إشارة أن المقصود من هذه الشجرة هو "العلاقة الجنسية" كما تم تحريفها عمداً. وعلى عكس الإصحاح الأول، حيث خلق الله الذكر والأنثى معاً، قام الرب الإله بخلق آدم وخلق الجنة والأشجار ثم أنامه وأخذ ضلع من ضلوعه وملأ مكانه لحماً، ثم أخذ الضلع وكساه لحماً وجعلها إمرأة وقدمها لآدم! وهنا نتساءل: لقد كان آدم نائماً حينما أخذ الرب الإله ضلعاً من ضلوعه، فكيف عرف أن هذه المرأة عظمة من عظامه ولحم من لحمه؟ علماً بأن لحم هذه المرأة لم يكن من لحم آدم إذ يقول النص: " فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً" ، وهذه خطوة والخطوة الثانية هي: "بنى الرب الإله الضلع التى أخذها من آدم إمرأة وأحضرها إلى آدم" ، أي أن لحم هذه المرأة من خلقة الرب وليست من لحم آدم كما يدعى النص !. والأكثر دهشة من ذلك أن نجد آدم، أول البشر وأول الخليقة، يقول بفصاحة كاشفة للتحريف: "لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكونان جسداً واحداً " !! فكيف لهذا الآدم أن يدرك بفصاحته ويتحدث عن الأب والأم وهو أول خلق الله ولا أب له ولا أم بل ولا ذرية بعد ليعرف أن هناك ما يطلق عليه أبوة وأمومة ؟! ألا يبدو واضحاً أن هذا التلاعب بالنص وهذا الحشر كل المقصود منه هو تدعيم فكرة تحريم الطلاق، ذلك التحريم الذى إبتدعته الكنيسة وفرضته قهراً ؟!. وهو ما يفسر كيفية تراكم الإضافات وفقا للأهواء والظروف، على مر العصور .. ويدور الإصحاح الثالث حول موضوع الحية التى أغرت حواء بالأكل من الشجرة بعد أن أوضحت لها أن الرب منعهما لكي لا تنفتح أعينهما ويكونان "كالله عارفين الخير والشر" (5).وما أن أكلا حتى انفتحت أعينهما وعلما أنهما عرايا "فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر" (7). ولا نعرف من أين أتيا بالخيط والإبرة لخياطة ورق التين السميك الذى ينشق ما أن ينثنى.. ثم سمعا صوت الرب الإله ماشياً فى الجنة فاختبا، وتبادلا التهمة حتى أوصلاها للحية، ثم صنع الرب الإله لآدم وإمرأته أقمصة من جلد وألبسهما" (20) !وهو ما يتناقض مع مقولة غضبه وطرده لهما، كما لا يمكن لعاقل أن يتصور أن الله يعمل ترزيا لآدم وحواء ! وينتهى الإصحاح الثالث هو أيضاً دون إشارة إلى كلمة خطيئة، إلا أن "الله" يقول عبارة كاشفة هادمة لفكرة التوحيد التى يزعمونها فى المسيحية الحالية : "وقال الرب الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحد منّا عارفاً الخير والشر والآن لعله يمد يديه ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد" (22) ! وينتهى الإصحاح الثالث بآية "فطرد الإنسان وأقام شرقي عدن الكروبيم ولهيب سيف لحراسة طريق شجرة الحياة" (24).. ونخرج من الآية 22 بنقطتين: الأولى: أن الرب الإله يؤكد أن هناك عدد من الآلهة وخشي أن يصبح الإنسان "كواحد منّا" ، أي من جماعة الآلهة، وهذه الآية وحدها تنفي مزاعم الكنيسة بأنها ديانة توحيدية، حيث أن العهد الجديد جزء مكمل للعهد القديم والإثنان يكونان كتاباً واحداً .. أما النقطة الثانية فهي أن "الله" خشي أن يأكل آدم من شجرة الحياة ويحيا إلى الأبد كالآلهة؛ وهو ما ينفي فكرة الفداء والحياة الأبدية للبشر، كما تزعم الكنيسة، بما أن النص يحرّم الحياة الأبدية على البشر إذ أقام الرب حراسة مشددة بالسيف والنار على شجرة الحياة، وبالتالي يكون فداء يسوع باطلاً بما أنه مخالف لمشيئة الله. وبالرجوع إلى المراجع والموسوعات تبيّن أن القديس أغسطين هو الذي إبتدع هذا التحريف فى القرن الرابع، وأقره مجمع قرطاجنة عام 418 بخطاب من البابا زوزيموس (Zosime). وتقنين هذه العقيدة يرجع إلى قراءة غير سليمة لرسالة بولس إلى أهل رومية (5 : 12) التى فسرها أغسطين، في معركته ضد القس بيلاجيوس، الذي كان يؤمن بأن الخليقة طيبة، بينما كان أغسطين يؤيد نظرة بولس التشاؤمية. ولم يكن بولس يتحدث عن إقامة عقيدة ما وهو يتحدث عن آدم وخطيئته مثلما راح يؤكدها أغسطين، الذى أوضح أن الخطيئة تتوارث، بناء على الترجمة الخاطئة للقديس جيروم، عندما قرنها بخطيئة الجسد. فكلمة malus باللاتينية تعني شجرة محرمة وشجرة تفاح، فدمج المعنيان. وهذا التعريف يتناقض مع نص سفر التكوين الذي يتحدث عن الشجرة الممنوعة وأنها تعنى شجرة معرفة الخير والشر تحديداً، وهى عبارة لا يمكن أن تعني شيء آخر سوى الضمير، الضمير الإنسانيي الذى يفرق بين الإنسان والحيوان.. ولم يتوقف الجدال حول هذه العقيدة المختلقة بين رجال اللاهوت، حتى فرضها مجمع ترانت سنة 1546هـ، الذى فرض توريث هذه الخطيئة لكافة البشر وأنه لا يمكن إلا للمسيح أن يرفعها. ويقول القرار: "أن المجمع يأمر ويقر ويعلن ما يلي فيما يتعلق بالخطيئة الأولى: أن الخطيئة توّرث جيلاً بعد جيل حتى الأطفال" !. ووفقاً لهذه القعيدة فإن كل إنسان يولد في حالة خطيئة لمجرد أنه من ذرية آدم !. وقرارات مجمع ترانت هي النصوص الوحيدة التي قامت بتعريف هذه الخطيئة لربطها بالجنس وفرضت اللعنة على كل من لا يؤمن بها أو يخالفها .. صورة لغلاف كتاب الروح ومصيرها باللغة الإيطالية المرجع أما المعاصرون فيقرأون سفر التكوين ويندهشون كيف أمكن لأغسطين أن يفهم بهذه الكيفية التحريفية ويقحم فكرة الجنس، ويربط بين النص وأقوال بولس، الذي كان يتحدث عن الشرع كحد فاصل بين الخير والشر!. وحتى مع وجود تناقض شديد الوضوح بين الآيات فيما يتعلق بتوارث الخطيئة، إذ أن سفر التثنية يقول: "أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء وفى الجيل الثالث والرابع من الذين يبغضونني" (5 : 9)، بينما نطالع في حزقيال: "النفس التي تخطىء هي تموت. الإبن لا يحمل من إثم الأب ولا الأب يحمل من إثم الإبن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون" (18 : 20)!. وعلى الرغم من هذا التناقض فلا يوجد نص يورث الخطيئة على كل البشر إلا القرارات الكنسية التى تعدّل وتبدّل وتفرض وفقا للأهواء.. وفى عام 2007 صدر للدكتور فيتو مانكوزو (Vito Mancuso) أحد علماء اللاهوت كتاباً بعنوان "الروح ومصيرها" يفند فيه عقيدة "الخطيئة الأولى" و"عقيدة الخلاص" و"بعث يسوع"، إعتماداً على أن الإنسان يمكنه إنقاذ نفسه بعمله وبعقله وليس بالنصوص والعقائد المحرفة!. وقد أعيد طبعه سبع مرات وبيع منه ثمانين ألف نسخة، وفقاً لموقع الفاتيكان، وهو رقم مبهر بالنسبة لكتاب في اللاهوت. وفيتو مانكوزو يقوم بتدريس مادة اللاهوت الحديث فى كلية الفلسفة بجامعة القديس روفائيل فى مدينة ميلانو، وحاصل على الدكتوراه في اللاهوت من الجامعة البابوية في لاتران!.. ولا نفهم ما هو الإنتصار الذي حققه يسوع على الخطيئة، وكيف يولد البشر فى حالة خطيئة بالوراثة، وكيف يمكن أن يكون ما تطلق عليه الكنيسة شدة وضوح الخطيئة بصورة ساحقة لا جدال فيها، وكل الفكرة من أساسها مبنية على خطأ في القراءة وخطأ في الترجمة وخطأ في التفسير، وخاصة غياب نص صريح في الكتاب المقدس برمته يتناول هذه العقيدة، المختلقة في خضم صراعات لاهوتية ممتدة، بين رجال اللاهوت وسلطة المؤسسة الكنسية وسلطة الدولة، منذ إختلاق هذه العقيدة وفرضها حتى يومنا هذا. ورداً على ما يؤكده البابا بنديكت 16 في مواصلته لترسيخ هذه الفريات قائلاً: "لولا عقيدة الخطيئة الأولى تفقد المسيحية قاعدتها الأساسية "، لا يسعنا إلا أن نقول: إذا كانت المسيحية قائمة على عقيدة بمثل هذا التلفيق، المعتمد على التحريف والفرض قهراً وقمعاً على مر العصور، رغم ثبوت زيفها، فلا شك في أن المسيحية الحالية قد فقدت فعلاً قاعدتها الأساسية بجدارة لا نقاش فيها لأنها قائمة على أكاذيب متراكمة ! تستقبل الدكتورة زينب عبد العزيز رسائلكم وتعليقاتكم على المقالة على الإيميل التالي: |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
معاشر النصارى لماذا الخنازير http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...3355410342.jpgأ.د / أحمد بن محمد الشرقاوي أستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر • اتفقت الشرائع السماوية على تحريم الخنزير فهو رجسٌ ونجسٌ وهذه صفةٌ ملازمةٌ له لا تنفك عنه ، فهو محرمٌ في جميع الكتب السابقة التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ، كما ورد تحريمه في القرآن ، ختام الكتب الإلهية. • ورغم أن النصارى يؤمنون بما يطلقون عليه الكتاب المقدس والذي يضم أسفار العهد القديم ؛ فإنهم يأكلون لحم الخنزير رغم ورود تحريمه في مواضع عديدة من العهد القديم في سفر اللاويين والتثنية وإشعياء وغيرها. • ولم تصل بي نتائج البحث عن نص واحد في الأناجيل الأربعة يصرح بتحليل لحم الخنزير هذا اللحم النجس ، بل جاء في إنجيل متى ما يدل على ذمه وتحقيره. • وفيما يلي نصوص من العهد القديم الذي يؤمن به النصارى ويقدسونه ، ويعتقدونه جزءا من دينهم : 1) سفر اللاويين 11: 7 وَالْخِنْزِيرَ، لأَنَّهُ يَشُقُّ ظِلْفًا وَيَقْسِمُهُ ظِلْفَيْنِ، لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ، فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. 2) سفر التثنية 14: 8 وَالْخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلْفَ لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَمِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا. 3) سفر إشعياء 65: 4 يَجْلِسُ فِي الْقُبُورِ، وَيَبِيتُ فِي الْمَدَافِنِ. يَأْكُلُ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ، وَفِي آنِيَتِهِ مَرَقُ لُحُومٍ نَجِسَةٍ. 4) سفر إشعياء 66: 17 الَّذِينَ يُقَدِّسُونَ وَيُطَهِّرُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي الْجَنَّاتِ وَرَاءَ وَاحِدٍ فِي الْوَسَطِ، آكِلِينَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَالرِّجْسَ وَالْجُرَذَ، يَفْنَوْنَ مَعًا، يَقُولُ الرَّبُّ. 5) سفر المكابيين الثاني 6: 18 كان رجل يقال له العازار من متقدمي الكتبة طاعن في السن رائع المنظر في الغاية فاكرهوه بفتح فيه على اكل لحم الخنزير 6) سفر المكابيين الثاني 6: 20 وقذف لحم الخنزير من فيه ثم تقدم كما يليق بمن يتمنع بشجاعة عما لا يحل ذوقه رغبة في الحياة 7) سفر المكابيين الثاني 7: 1 وقبض على سبعة اخوة مع امهم فاخذ الملك يكرههم على تناول لحوم الخنزير المحرمة ويعذبهم بالمقارع والسياط ، وانفذ الملك كتبا على ايدي رسل الى اورشليم ومدن يهوذا ان يتبعوا سنن الاجانب في الارض ويمتنعوا عن المحرقات والذبيحة والسكيب في المقدس ويدنسوا السبوت والاعياد وينجسوا المقادس والقديسين ويبتنوا مذابح وهياكل ومعابد للاصنام ويذبحوا الخنازير والحيوانات النجسة ويتركوا بنيهم قلفا ويقذروا نفوسهم بكل نجاسة ورجس حتى ينسوا الشريعة ويغيروا جميع الاحكام ومن لا يعمل بمقتضى كلام الملك يقتل وفي رسالة بطرس الرسول الثانية 2: 22 قَدْ أَصَابَهُمْ مَا فِي الْمَثَلِ الصَّادِقِ: «كَلْبٌ قَدْ عَادَ إِلَى قَيْئِهِ»، وَ«خِنْزِيرَةٌ مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ. وقد ورد في إنجيل متى 7: 6 لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ. وهذان النصان الورادان في الإنجيل ينطويان على تحقير وتنفير من الخنازير ، لكن نصوص العهد القديم مصرحة ومبينة وحاسمة وفاصلة في تحريم الخنازير ، والنصارى يحتجون بها ويؤمنون بها إيمانهم بالأناجيل : وقد ورد في سفر التثنية 27: 26 مَلْعُونٌ مَنْ لاَ يُقِيمُ كَلِمَاتِ هذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ. وجاء في إنجيل متى إنجيل متى 5: 17 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ وقد جاء في كتاب الله تعالى في قصة عيسى عليه السلام {وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ }آل عمران50 علما بأن النسخ لا يمكن أن يقع على المحرمات القطعية ، ولا يمكن لأي شريعة أن تحل رجسا أو نجسا ؟ فالخنزير هو الخنزير بشحمه ولحمه ونجسه ورجسه لم يتغير بتغير الزمان ! قارن بين هذه النصوص وبين ما جاء في القرآن الكريم من تحريم لحم الخنزير ووصفه بأنه رجسٌ قال تعالى { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } البقرة 173 وقال جل وعلا { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } المائدة 3 وقال سبحانه { قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } الأنعام 145 وقال جل جلاله { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } النحل115 الإجابة أن الذي أفسد عليهم عقيدتهم هو الذي أفسد عليهم معدتهم ! شاؤل اليهودي الذي أفسد عقول النصارى وملأها بالضلال والافتراء على الله كما أفسد بطونهم فملأها بلحم الخنزير النجس. أدعو كل من لديه حرص على الحقيقة من أهل الكتاب أن يتفكروا في هذا الأمر ويتناقشوا فيه ، وأطرح هذه القضية على بساط البحث أمام الباحثين والدارسين، والله المستعان. يستقبل المؤلف آرائكم واقتراحاتكم حول المقالة على الإيميل التالي: |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
عقيدة الكتاب المقدس في الأنبياء بقلم الأخ / عماد المهدي شماس سابق ـ وداعية إسلامي هي مجرد محاولة تأمل في هذا الكتاب الذي يتعبد به اليهود والنصارى والذي اخذوا منه التشريعات والأخلاق واستوقفني في هذه المحاولة اعتقادهم فى الأنبياء فهيا بنا أخي القارئ الكريم نستخرج الفقرات التي تتحدث عن الأنبياء نبي الله نوح عليه السلام يشرب الخمر ويسكر ويتعرى !! سفر التكوين [ 9: 20 ] (وَاشْتَغَلَ نُوحٌ بِالْفَلاحَةِ وَغَرَسَ كَرْماً، وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خَيْمَتِهِ، فَشَاهَدَ حَامٌ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ عُرْيَ أَبِيهِ، فَخَرَجَ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ اللَّذَيْنِ كَانَا خَارِجاً. فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ رِدَاءً وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا الْقَهْقَرَى إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ، وَسَتَرَا عُرْيَ أَبِيهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَدِيرَا بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ فَيُبْصِرَا عُرْيَهُ. وَعِنْدَمَا أَفَاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ وَعَلِمَ مَا فَعَلَهُ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ قَال: لِيَكُنْ كَنْعَانُ مَلْعُوناً، وَلْيَكُنْ عَبْدَ الْعَبِيدِ لإِخْوَتِهِ». ثُمَّ قَالَ: تَبَارَكَ اللهُ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. لِيُوْسِعِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي خِيَامِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُم ) ان هذه القصة من افتراءات الكتاب المقدس على أنبياء الله واتهامهم بارتكاب الكبائر، وهي تفضح عنصرية اليهود البغيضة حيث قصدوا بهذه القصة اللعنة إلي الكنعانيين سكان فلسطين قبل اليهود، ونسبوا أنفسهم إلي سام وادعوا اختصاصهم بذلك ليتسنى لهم ادعاء حق السيطرة على الكنعانيين وأرضهم فلسطين. ولنا على هذه القصة المكذوبة عدة ملاحظات تفضح افتراءها منها: _ كيف يلام حام وهو لم يفعل شيئاً يستحق اللوم عليه إضافة إلي أنه كان طفلاً صغيراً...؟ _ وكيف يلعن نوح كنعان بن حام _ الذي سيولد بعد 20 سنة ؟... فما ذنب كنعان ؟ وكيف يتحمل ذنب أبيه _ إن كان لأبيه ذنب ؟ - أليس الكتاب يقول بر البار يكون له وإثم الفاجر يكون عليه. نبي الله لوط يزني با بنتيه !! سفر التكوين [ 19: 30 ]: يقول كاتب السفر: http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...221822yuio.jpg هكذا تصور التوراة نبي الله لوط عليه السلام (وصعد لوط من صوغر فسكن في مغارة بالجبل هو وابنتاه. وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ. وليس في الأرض رجل ليدخل علينا. هلمي نسقي أبانا خمرًا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي:، فَتَعَالَيْ نسقيه خمرًا الليلة أيضًا. وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوط من أبيهما. ) وإذا وضعنا في الاعتبار أن من مهام لوط عليه السلام القيام بتطهير قومه من آفة الشذوذ الجنسي، وقع في وهمنا أن هذه القصة المفتراه أريد بها الاحتجاج على ( الطهارة ) وتبرير الانحراف !! وان مما يدعو إلي الدهشة والغرابة أن دعوة لوط في جوهرها هي دعوة للطهر والعفاف ومحاربة الشذوذ الجنسي والرذيلة والفجور الفاحش إلا أن الكتاب المقدس وصمه بما جاء ليطهر الناس منه !!! هذا وقد شهد بطرس في رسالته الثانية [ 2: 7 ] شهد لنبي الله لوط بالبر والصلاح والاستقامة فهو يقول: ( وَإِذْ حَكَمَ اللهُ عَلَى مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ بِالْخَرَابِ، حَوَّلَهُمَا إِلَى رَمَادٍ، جَاعِلاً مِنْهُمَا عِبْرَةً لِلَّذِينَ يَعِيشُونَ حَيَاةً فَاجِرَةً. وَلَكِنَّهُ أَنْقَذَ لُوطاً الْبَارَّ، الَّذِي كَانَ مُتَضَايِقاً جِدّاً مِنْ سُلُوكِ أَشْرَارِ زَمَانِهِ فِي الدَّعَارَةِ. فَإِذْ كَانَ سَاكِناً بَيْنَهُمْ، وَهُوَ رَجُلٌ بَارٌّ، كَانَتْ نَفْسُهُ الزَّكِيَّةُ تَتَأَلَّمُ يَوْمِيّاً مِنْ جَرَائِمِهِمِ الَّتِي كَانَ يَرَاهَا أَوْ يَسْمَعُ بِهَا. وَهَكَذَا نَرَى أَنَّ الرَّبَّ يَعْرِفُ كيف يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ الْمِحْنَةِ، ] ترجمة كتاب الحياة فكيف يتفق هذا مع ما جاء في سفر التكوين من أن لوط شرب الخمر وسكر وتعرى وزنى مع أبنتيه الكبرى والصغرى ؟! نبي الله داود يزني بزوجة جاره ويدبر مؤامرة دنيئة ضده لاغتاله فيها !!! سفر صموئيل الثاني [ 11: 2 ]: يقول كاتب السفر: ( قام داود عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السّطح امرأة تستحمّ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًا. فأرسل داود وسأل عن المرأة. فقال واحد: أليست هذه بشثبع بنت اليعام امرأة أوريا الحتي؟ فأرسل داود رسلاً وأخذها، فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها. وحبلت المرأة فأخبرت داود بذلك فدعا داود زوجها (أوريا الحثي) فأكل أمامه وشرب وأسكره. وفي الصباح كتب داود مكتوبًا إلى يؤاب وأرسله بيد أوريا. وكتب في المكتوب يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة، وارجعوا من ورائه: فيُضرب ويموت. ومات أوريا … فأرسل داود وضم امرأة أوريا إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنًا. ) [ هو سليمان عليه السلام ] النبي هوشع يتخذ لنفسه زانية !!! سفر هوشع [ 1: 2 ]: ( أول ما كلم الرب هوشع قائلاً: اذهب خذ لنفسك امرأة زانية وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت زني.) نبي الله هارون يكفر ويدعو اليهود إلى عبادة العجل !! http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...221914ghjk.jpg صورة مأخوذة من فلم عن الحروب الصليبية وهذا في سفر الخروج [ 32: 2 ] يقول كاتب السفر: (قَدْ كَرِهْتُ حَيَاتِي، لِهَذَا أُطْلِقُ الْعَنَانَ لِشَكْوَايَ، وَأَتَحَدَّثُ عَنْ أَشْجَانِي فِي مَرَارَةِ نَفْسِي، قَائِلاًَ لِلهِ: لاَ تَسْتَذْنِبْنِي. فَهِّمْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي؟ أَيَحْلُو لَكَ أَنْ تَجُورَ وَتَنْبِذَ عَمَلَ يَدِكَ، وَتُحَبِّذَ مَشُورَةَ الأَشْرَارِ؟ أَلَكَ عَيْنَا بَشَرٍ، أَمْ كَنَظَرِ الإِنْسَانِ تَنْظُرُ ؟ ) سفر أيوب [ 10: 1 ]( قال هارون لبني إسرائيل: انزعوا أقراط الذهب. فنزعوها وأتوا بها إلى هارون وبنى لهم عجلاً مسبوكًا. بنى أمامهم مذبحًا فقال: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر). نبي الله سليمان يخالف وصايا الرب و يكفر في أواخر حياته ويعبد الأوثان !! سفر الملوك الاول [ 11: 1 ]: يقول كاتب السفر: ( وَأُوْلِعَ سُلَيْمَانُ بِنِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ كَثِيرَاتٍ، فَضْلاً عَنِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، فَتَزَوَّجَ نِسَاءً مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ، وَكُلُّهُنَّ مِنْ بَنَاتِ الأُمَمِ الَّتِي نَهَى الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنِ الزَّوَاجِ مِنْهُمْ قَائِلاً لَهُمْ: «لاَ تَتَزَوَّجُوا مِنْهُمْ وَلاَ هُمْ مِنْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُغْوُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ الْتَصَقَ بِهِنَّ لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُنَّ. فَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ زَوْجَةٍ، وَثَلاَثُ مِئَةِ من السراري، فَانْحَرَفْنَ بِقَلْبِهِ عَن الرَّبِّ. فَاسْتَطَعْنَ أَنْ يُغْوِينَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ مُسْتَقِيماً مَعَ الرَّبِّ وَمَا لَبِثَ أَنْ عَبَدَ عَشْتَارُوثَ آلِهَةَ الصِّيدُونِيِّينَ).. نبي الله أيوب يسب الله !! فقد نسب كاتب السفر لنبي الله أيوب الآتي: (هو ذالله: لاَ يَأْتَمِنُ عَبِيدَهُ، وَإِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً.. ) سفر أيوب [ 4: 18 ]: ( قَدْ طَرَحَنِي اللهُ فِي الْحَمْأَةِ فَأَشْبَهْتُ التُّرَابَ وَالرَّمَادَ. أَسْتَغِيثُ بِكَ فَلاَ تَسْتَجِيبُ، وَأَقِفُ أَمَامَكَ فَلاَ تَأْبَهُ بِي. أَصْبَحْتَ لِي عَدُوّاً قَاسِياً، وَبِقُدْرَةِ ذِرَاعِكَ تَضْطَهِدُنِي. ) [ ترجمة كتاب الحياة) ]سفر أيوب [ 30: 19 ]. ونجد كلاماً كفرياً آخر ينسبه كاتب السفر لأيوب عليه السلام وهذا نصه: ( وَإِنْ شَمَخْتُ بِرَأْسِي تَقْتَنِصُنِي كَالأَسَدِ، ثُمَّ تَعُودُ فَتَصُولُ عَلَيَّ. تُجَدِّدُ شُهُودَكَ ضِدِّي، وَتُضْرِمُ غَضَبَكَ عَلَيَّ، وَتُؤَلِّبُ جُيُوشاً: تَتَنَاوَبُ ضِدِّي. لِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ؟ أَلَمْ يَكُنْ خَيْراً لَوْ أَسْلَمْتُ الرُّوحَ وَلَمْ تَرَنِي عَيْنٌ ؟ فَأَكُونُ كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فَأُنْقَلُ مِنَ الرَّحِمِ إِلَى الْقَبْرِ. أَلَيْسَتْ أَيَّامِي قَلِيلَةً؟ كُفَّ عَنِّي لَعَلِّي أَتَمَتَّعُ بِبَعْضِ الْبَهْجَةِ ) سفر أيوب [ 10: 16 ] نبي الله موسى يأمر بالسرقة بناء على طلب الرب !! سفر الخروج [ 3: 22 ]: ( فَلاَ تَخْرُجُونَ فَارِغِينَ حِينَ تَمْضُونَ، بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا أَوْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا جَوَاهِرَ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَثِيَاباً تُلْبِسُونَهَا بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ فَتَغْنَمُونَ ذَلِكَ مِنَ الْمِصْرِيِّين) موسى وهارون خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني اسرائيل !!! سفر التثنية[52 32: 48، ] ( وكلم الله موسى... قائلاً : إصعد إلى جبل عفاريم في أرض موآب الذي قبالة أريحا، وانظر أرض كنعان التي أنا أعطيها لبني اسرائيل ملكاً، ومت في الجبل الذي تصعد إليه وانضم إلى قومك، كما مات هارون من قبل في جبل هور...، لأنكما خنتماني في وسط بني اسرائيل... إذ لم تقدساني في وسط بني اسرائيل...) نبي الله ابراهيم يقدم زوجته سارة إلي فرعون لينال الخير بسببها !! سفر التكوين [ 12: 10، 19 ] يقول كاتب السفر عن نبي الله ابراهيم: ( وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراي امرأته: إني قد علمت انك امرأة حسنة المنظر. فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونك. قولي: انك اختي. ليكون لي الخير بسببك وتحيا نفسي من أجلك ) و يكتب الكاتب بعد ذلك أنه حصل لنبي الله ابراهيم الخير بسببها: ( وحدث لما دخل أبرام إلي مصر أن المصريين رأوا المرأة حسنة جداً ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون فأخذت المرأة إلي بيت فرعون فصنع إلي أبرام خيراً بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال... فدعا فرعون أبرام وقال: ما هذا الذي صنعت بي ؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك؟ لماذا قلت هي أختي حتى اخذتها لي لتكون زوجتي؟ ) النبي إشعياء يخلع ملابسه ويكشف عورته للناس بناء على طلب الرب !!! سفر إشعياء [20: 2 ]: (تَكَلَّمَ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ قَائِلاً: «اذْهَبْ وَاخْلَعِ الْمُسُوحَ عَنْ حَقَوَيْكَ، وَانْزِعْ حِذَاءَكَ مِنْ قَدَمَيْكَ». فَفَعَلَ كَذَلِكَ وَمَشَى عَارِياً حَافِياً.) نبى الله آحاز يعبد الأوثان !!! ملوك الثانى 16: 2- 4 وأيضاً أخبار الأيام الثاني 28: 2 -4 نبي الله يربعام يعبد الأوثان !!! ملوك الأول 14: 9 أخي القارئ: هذه قليل من كثير مما طعن به الكتاب المقدس أنبياء الله وصفوة البشر وبعد هذا من الطبيعي أن يتساءل المرء هل صدر كل ذلك عن الرسل والأنبياء حملة الوحي وصفوة البشر وخير الخلق والذين بعثهم الله لهداية البشرية ؟! وإذا كان فعلاً قد صدر كل ذلك عن الرسل والأنبياء فمن أين الثقة في مثل هؤلاء الناس الفساق العصاة ؟! وبالتالي من أين الثقة فيما يأتون به مما يسمونه بالوحي ؟!! إننا نقول لنصارى: انه لو صح وجاز تطرق الفساد والكذب من أنبياء ورسل الله بعد النبوة، لصح مذهب منكر النبوات، لأنه أقرب للتصديق عقلاً من تصديق رسالة الفاسق والفجور والزاني وعبادة الأوثان. والمضحك أن بعض المسيحيين يقولون أن الله يعصم أقوال الأنبياء حين وعظهم، ولا يعصمهم بعد انتهاء الوعظ، أي انهم يخطئون، ويزنون ويأتون بالمنكرات ويصنعون العجل لعبادته، ولو صح هذا القول: فلماذا لم يعصم الله هارون النبي، عندما صنع العجل لبني اسرائيل ليعبدوه ؟!! كما جاء في سفر الخروج [ 32: 2 ] ولماذا لم يعصم الله سليمان النبي عندما كفر في آوخر حياته وعبد الاوثان أمام الناس؟!! كما في سفر الملوك الأول [ 11: 3 ]. ولماذا لم يعصم الله كلا من موسى وهارون عندما خانا الرب ولم يثقا به في حضور الاسرائليين كما في سفر التثنية [ 32: 48، 52 ] ان قول المسيحيين: أن الأنبياء ليسوا بمعصومين عن الكبائر في غير تبليغ رسالات الله لهو قول فاسد وذلك لأن المؤمنين كما جاء في إنجيل متى الإصحاح الخامس الفقرة الثالثة عشرة [5: 13 ] هم وحدهم أقدر الناس على مقاومة الشيطان فقد كان المسيح يقول لهم)أنتم كملح الأرض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح ؟ لا يصلح بعد لشيء، إلا لأن يطرح خارجاً ويداس من الناس) والحق أن ما جاء في الكتاب المقدس عن رسل الله الكرام لهو خير دليل وثائقي على تحريفه وتزويره، لأنه قد ثبت أن هؤلاء أنبياء، لا تكون أخلاقهم كما جاء في هذا الكتاب قطعاً هكذا وإذا تأمل المسلم وتدبر في عقيدة المسلمين في الأنبياء يجد أن الأنبياء يجب أن يكونوا متصفين بالصدق والأمانة والفطانة والعفة والشجاعة والفصاحة ويستحيل عليهم الكذب والخيانة والرذالة والزنا وسائر الكبائر والكفر قبل النبوة وبعدها، قال تعالى: {وكلا فضلنا على العالمين} [سورة الأنعام]. الحديث: "ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت" رواه الترمذي. هذا واحمد الله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة يمكن التواصل معه على العناوين التالية: [email protected] من داخل مصر:0123552410 ومن خارج مصر 0020123552410 |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
التنصير عالم خطير لا نرى منه إلا القليل http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...dier_cross.jpgد. زينب عبد العزيز - ذبحوني لأنني قلت كلمة الحق في مؤتمر السكان وفي مؤتمر المرأة. - الفاتيكان يتحالف مع المخابرات الغربية لضرب الإسلام. - فرنسا تتحمل ثلثي ميزانية التنصير ثمن ريادتها للعلمانية. - العولمة والكوكبية والقرية الواحدة أكاذيب لفرض النموذج الغربي علينا. - المستشرقون عقبة أمام انتشار الإسلام في أوروبا وأمريكا. - قضية المرأة لعبة يلعبها الغرب ونحن ننساق وراءها. حاورتها / د. ليلى بيومي رغم أن مجال تخصصها هو اللغة الفرنسية كأستاذة لها وللحضارة بجامعة المنوفية، إلا أنها وجهت اهتمامها بشكل كبير منذ ربع قرن لموضوع محدد وهو موقف الغرب من الإسلام، وذلك بعدما توفر لديها معلومات وترجمات تؤكد التواطؤ الغربي بين المستشرقين على تزييف الحقائق المتعلقة بالإسلام. وفوق هذا قدمت د. زينب عبد العزيز ترجمة شديدة الأهمية لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية. وعن هذه الاهتمامات المتعددة التقينا بها وحاورناها. مؤتمرات وخطط التبشير، يتحدث عنها البعض على أنها مبالغة، وقد يضخم البعض الآخر من وجودها .. لكن ماذا عن الحجم الحقيقي لها؟ وكيف تعمل؟ ومن الذي يمولها؟ الواقع المعاش يؤكد أننا حيال خطة خطيرة، نحن لا نتحدث عنها من خيالنا ولكن القوم نشروها وأعلنوها ويتحدثون عنها صراحة فكيف نقول إنها مبالغ فيها؟. إننا بالتحديد أمام خط خمسية وهذا عنوان موجود في الخطاب الرسولي أو الإرشادي الذي يصدره الباب وهو ملزم لكل الحكام والرؤساء والملوك المسيحيين ولكل الكنائس على اختلافها. ومنذ بداية التسعينات أصدر البابا خطابًا يقول فيه إنه يريد أن ينصر العالم في الفترة من 1995 حتى عام 2000 وحدد هذا التاريخ بدقة فقال إن الفترة من 1995 حتى 1997 عامان تمهيديان، ثم يتبعهما عام الاحتفال بالسيد المسيح ثم في الاحتفال الآخر عام 2000 يقام قربان كبير احتفالاً بتنصير العالم كله. وفي هذا الخطاب أشار البابا إلى أنه يريد إحياء خط سير العائلة المقدسة وللأسف نرى أن هذا تم تنفيذه، حيث قامت وزارة السياحة في مصر مثلاً بإعداد مثل هذه الخرائط بغفلة لأننا لا نعلم ما يراد لنا. إن القوم يريدون أن ننفذ مخططهم بأيدينا، وهذا هو الذي قالوه في مؤتمر تنصير العالم الذي عقد في كلورادو عام 1987 والذي قالوا فيه إن الإسلام لابد أن يضرب بأيدي أبنائه وأن يضرب من الداخل. وإحياء مسيرة العائلة المقدسة يأتي ضمن خطط البابا لتنصير المسلمين، فهو يريد أن يصبح هذا الخط جزءًا من الواقع المسيحي. ففي عام 1965 عقد المجمع الفاتيكاني الثاني وهو الذي برءوا فيه اليهود من قتل المسيح، وفي هذا المجمع خططوا لثلاثة أشياء رئيسية والتنفيذ يتم الآن، وهذه الأشياء الثلاثة هي: اقتلاع اليسار واقتلاع الإسلام وتنصير العالم. وفي هذا المجمع قرر المجتمعون توصيل الإنجيل لكل البشر وهي عبارة المقصود بها تنصير العالم، وقد أعلنها البابا صراحة في سنتياجو عام 1982 وقد خطط القوم لاقتلاع اليسار لأنه البديل عن الرأسمالية من الناحية السياسية فكانت كل الأنظمة التي تكفر بالرأسمالية تتجه ناحية اليسار .. لكنهم لا يريدون بدائل. إن الكنيسة خططت ليكون العقد الأخير من القرن العشرين لاقتلاع الإسلام وتنصير العالم، ونحن اليوم نقرأ عن المليارات الكثيرة التي أنفقت من أجل اقتلاع اليسار وتفكيك الاتحاد السوفيتي، والمأساة أن الفاتيكان تواطأ مع المخابرات الأمريكية لأن مصلحتهم واحدة، فكان هناك تنسيق، ولأول مرة تتحد السلطة الدينية (الكنيسة) مع السلطة المدنية في سبيل تحقيق مصلحة مشتركة وهي اقتلاع اليسار واقتلاع الإسلام. إن عالم التبشير عالم خطير لا نكاد نرى منه إلا أقل القليل، والمساهمات فيه معروفة بل إن على فرنسا أن تمول ثلثي هذه الميزانية وحدها، وإسهام الولايات المتحدة والمؤسسات الأمريكية والغربية متعدد والأرقام فلكية، وبالتالي فمؤسسات التبشير شبكة معقدة للغاية وحقيقية وليس فيها مبالغة، بل هي أكبر مما يعلنون عنه وهي تقصد العالم الإسلامي كله وتتحايل لتنصيره بمختلف الوسائل الممكنة. الخطاب الديني الرسمي لدينا يركز على ضرورة التعاون والتوحد مع الكنائس الغربية في سبيل المحبة، بينما نلاحظ أن هذه الكنائس ما زالت مستمرة في التنصير في العالم الإسلامي .. كيف ترين هذا التناقض؟ من خلال أبحاث المتخصصين لديهم ثبت لهم أن القرآن حق، وقد ألف الطبيب الفرنسي بوريس بوكاي كتابًا عن "التوراة والإنجيل والقرآن والعلم" أثبت فيه أن كافة المعطيات الواردة في العهدين القديم والحديث تتعارض كلها مع العلم، ولا يوجد فيها معطى واحد يصمد أمام التحليل العلمي، في حين أن القرآن يصمد كل حرف فيه أمام التحليل العلمي بل وردت فيه أشياء لم يكن العلم قد توصل إليها. وثبت أن الكنيسة تحارب الإسلام ومستمرة في هذه الحرب، وهي حرب صليبية بشعة وقد سبوا الإسلام كثيرًا ولكنهم وجدوا أنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا بهذا السباب. ورغم الترجمات المحرفة للقرآن وجدوا أن الناس يسلمون عندهم حينما تصل إليهم الأجزاء غير المحرفة، وبالتالي لم يفلح التزييف والتحريف. والعالم الغربي الذي كان قسيسًا وهو بونت مان، وهو ضليع في اللغة، أثبت بالتحليل اللغوي الظاهري لنصوص الكتاب المقدس وجود تعارض بين النصوص يثبت التحريف ويثبت أن هذه الأشياء التي ورد ذكرها في الأناجيل لم تكن موجودة عند كتابة الأناجيل. أما في القرآن فالكلمة والمعنى والجوهر سليم ولم يمسسه أي عبث، وبالتالي فإن استمرار الكنائس في التنصير لكي يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا يوقف هذا التدهور، أما المسئولون لدينا فلديهم نقص في الوعي والإدراك. نلاحظ في هذه الفترة شيوع دعوات تحمل سمات البراءة والتعاون بين الشعوب مثل العولمة والكوكبية والقرية الواحدة .. الخ، لكنها في نهاية الأمر تخفي نوعًا من سيطرة الاتجاه الواحد والثقافة الواحدة والدين الواحد.. ما هي رؤيتكم لهذه القضية؟ إنهم يلعبون بنقطة خطيرة وهي الحوار بين الأديان، فالحوار بالنسبة لهم يعني فرض الارتداد والدخول في سر المسيح، وليس المقصود من الحوار هو الوصول إلى الحق. إننا لو ناقشنا القوم فلن نجد عندهم شيئًا، وهم يعلمون ذلك ومن أجله يحاولون أن يوهمونا بأننا قرية واحدة، ونحن جيران، ولابد أن نعيش في حب وأمان، ولابد من التسامح والتآخي. والغريب أن المثقفين عندنا يرددون نفس الكلام الذي يردده الغرب إما عن جهل وغفلة وعدم مبالاة أو عن تعتيم فرض علينا جميعًا ويشارك مثقفونا في تدعيمه. إن العولمة والكوكبية المقصود بهما إلحاقنا بالغرب، فحينما نصبح قرية واحدة ستكون اللغة لغتهم والدين دينهم والثقافة ثقافتهم والمصلحة مصلحتهم ونحن مجرد رعاع لا قيمة لنا وإنما نساق كالقطيع فقط. هناك محاولة لتبرئة المستشرقين وإظهارهم كأصحاب علم وفكر، بينما هاجمهم كثير من المصنفين وقالوا إن الاستشراق خادم للكنيسة وأهدافها وليس بريئًا... ما هو رأيك في هذه القضية ؟ لم أجد مستشرقًا واحدًا خلا كلامه من الدس والتشويش، ولقد تتبعت المستشرق جاك بيرك الفرنسي وأظهرت عيوب وخطايا ترجمته للقرآن، وفي رأيي أن نفس الشيء فعله روجيه جارودي فقد أسلم ليهدم الإسلام من الداخل. وصحيح أنهم قدما خدمات لتراثنا بلا شك، لكن ضررهم أكبر من نفعهم لأن كل ضررهم في تشويه الحقائق يبنى عليه ويؤخذ على أنه حقائق مع مرور الوقت. إن المستشرقين كلهم يعملون ضمن برنامج واحد لضرب الإسلام، والإنسان الأوروبي الذي يدخل الإسلام وهو لا يعرف اللغة العربية تقام بينه وبين معرفة الحق حواجز كبيرة جدًا حينما يعتمد على كتب المستشرقين التي تشوه كل شيء في الإسلام. بل إن هذه الكتب تقف حاجزًا دون إسلام أعداد هائلة من الأوروبيين. ويبقى علينا أن نقتحم هذه الحواجز ونقدم الإسلام لكل دول العالم بلغاتها ومن خلالنا نحن. يتبــــــــــــــــــع |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
يتبـــع الموضوع السابق التنصير عالم خطير لا نرى منه إلا القليل ما رأيك في الترجمات الفرنسية لمعاني القرآن الكريم؟ وما تقييمك للذين كتبوها؟ قلت قبل ذلك إن كل المستشرقين يعملون تحت هدف واحد وهو ضرب الإسلام بالإضافة إلى ما يواجهونه من مشكلات اللغة العربية. فلغة القرآن صعبة حتى على أهلها فما بالنا بصعوبتها على المستشرقين. فالمستشرق لكي يقدم عملاً جيدًا وخاصة في ترجمة معاني القرآن لابد أن يكون قارئًا جيدًا للتفاسير وعنده النية لأن يفهم، وليست النية لأن يخطئ. إن جذر الكلمة العربية يمكن أن يحتوي على 11 معنى ليس لهم علاقة ببعضهم، وقد يكون المستشرق لديه معرفة ببعضها لكنه لا يعرف الباقي، كما أن هناك تراكيب القرآن، فمثلاً {ضاقت عليهم الأرض بما رحبت} كل المستشرقين فسروها تفسيرًا حرفيًا وليس تفسيرًا للتركيب اللغوي ككل، ففعلوا مثل الذي ترجم القول الشهير "فلان وأخذ قلم في نفسه" He Took a Pencil on himself ولم يترجمها بأنه مغرور مثلاً. والمستشرقون لا يفهمون تراكيب القرآن لعدم تمكنهم من اللغة العربية، وهناك ترجمات عديدة لمعاني القرآن بالفرنسية ولدى منها 17 ترجمة كلها ترجمات بالتحريف والتشويه والأخطاء، وأشهرها ترجمة جاك بيرك المستشرق الفرنسي وقد ذاع صيته في العالم العربي على أنه صديق العرب وهذا غير حقيقي. وخطورة ترجمة جاك بيرك في الستة ملايين مسلم فرنسي الذين لا يعرفون العربية ويقرءون هذه الترجمة المشوهة. هل فكرت في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الفرنسية لتقدمي ترجمة دقيقة وغير مشوهة؟ وما هي المشكلات التي تواجهك في ذلك ؟ فكرت بجدية في الموضوع وهو موضوع صعب ودرست الترجمات الموجودة ، وراودتني الخواطر لأبدأ في إعداد هذا العمل خالياً من الأخطاء، والمشكلات كانت كثيرة، منها الاختلافات بين المفسرين في تفسير كثير من الآيات، فكيف سيتم حسم هذه المشكلة؟ بالإضافة إلى عدم وجو المعنى الدقيق المرادف للمعنى العربي في كثير من الأحيان، فنقل المعنى هنا مثل الذي ينقل بحر في بحيرة، كما أن هناك منهجاً معيناً للتعامل مع الآيات التي فيها إشارات علمية، بالإضافة إلى المشكلات التي ذكرناها قبل ذلك مثل مشكلة تراكيب القرآن وحروف القرآن وتعدد المعنى للجذر الواحد .. الخ. ولكن بعد أن انتهت أعمال اللجنة الخاصة بدراسة ترجمة "جاك بيرك " ولإحساسي بمدى خطورة الترجمات المقدمة لمعاني القرآن من غير المسلمين قررت التفرغ لإعداد ترجمة إلى الفرنسية، ووفقني الله سبحانه وتعالى، وانتهيت منها، واستغرقت مني ثماني سنوات بواقع خمس عشرة ساعة عمل يوميا، واستعنت فيها بأستاذ أصول فقه من جامعة الأزهر ليشرح لي كل أسبوع حوالي 5 صفحات، حتى تأتي ترجمتي لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية على وجه الدقة والأمانة، ولتكون نقطة فارقة في تاريخ هذه التراجم, وتأتي سليمة لغويا ونزيهة علميا وموضوعية. تنقل المعنى الكريم في ثوبه الحقيقي، وحاولت في هذه الترجمة التعريف بالقرآن وبالإسلام لغير المسلمين، وأن تكون خطوة للتصدي لمحاولات تشويه الإسلام، وتصويب صورته لدى الغرب والدفاع عن نسيج الأمة الإسلامية. عرفنا فرنسا تاريخيًا على أنها تركز على الجانب الثقافي في علاقتها بالأمم، فلماذا هذا التركيز؟ وهل هذا الاهتمام الثقافي اهتمام بريء؟. هذا الاهتمام الثقافي ليس اهتمامًا لوجه الله وإنما هو اهتمام لتفرض من خلاله فرنسا حضارتها وسيطرتها. إن فرنسا تعلن أنها دولة علمانية فصلت الدين عن الدولة ومقابل إعلانها هذا تتحمل ثلثي تكاليف وميزانية عملية التنصير، وهذا كلام ثابت وموجود ومنشور، وفرنسا حينما تهتم بالثقافة في علاقتها مع الشعوب إنما تدخل الدين في هذه العلاقة ولكن بطريقة غير مباشرة وغير محسوسة، وهذا نوع من أنواع الذكاء الاستعماري. إن كل دول العالم تعرف أن الاستعمار المباشر انتهى لذلك يلجئون كلهم إلى الاستعمار الثقافي وفرض التغريب لدرجة أن كثيرًا من الأمناء في الغرب يرفضون التغريب ويقولون بالتكامل بدلاً من السيطرة. تحاول فرنسا أن تقوم بدور الدولة المستقلة عن الفلك الأمريكي وتحاول قيادة أوروبا وتتحدث عن القضايا العربية. هل هذا حقيقي أم مجرد مناورات لإيهامنا والضحك علينا؟ فرنسا لا تدعم مصالحنا بل تدعم مصالحها هي، فتاريخيًا فرنسا احتلت حوالي نصف العالم العربي، وقبل ذلك كانت حملة نابليون، وساندت إسرائيل منذ إنشائها عام 1948 ، بل اشتركت بشكل مباشر في ضرب مصر عام 1956، وتدعم بشكل رئيسي إسرائيل. إننا سمعنا مؤخرًا عن بعثة فرنسية لانتشال آثارنا الغارقة في مياهنا الإقليمية أمام الإسكندرية، والملاحظ أن هذه الآثار لم تكن مبان وانهارت في المياه، بل هي آثار منقولة وغرقت على مسافة كبيرة عن الإسكندرية. إن أحدًا لم يفتح فمه ويعلن الحقيقة، والحقيقة أن نابليون كان قد سرق هذه الآثار وأعد لنقلها إلى باريس لتنضم إلى ما نهبه من كنوز من كل أنحاء العالم التي هي الآن في متحف اللوفر، لكن الأسطول الإنجليزي دمر الأسطول الفرنسي وأغرقه وغرقت الآثار. الدعوة إلى ثقافة البحر الأبيض المتوسط ما تلبث أن تهدأ حتى يروج لها من جديد، فهي تأخذ شكل الحوار بين الشمال والجنوب حينًا، وحينًا آخر شكل الشراكة الأوروبية العربية، وحينًا ثالثًا تأخذ شكل الحوار العربي الأوروبي... فهل هذه الدعوات بديلة عن التجمع على أساس عربي أو إسلامي؟ بالتأكيد هي دعوات غير بريئة، والمقصود بها الالتفاف حول أي دعوة لتلاقي البلاد العربية على أرضية عربية أو إسلامية. إن أوروبا وأمريكا نفذوا في عقد التسعينات قرارات مجمع الفاتيكان عام 1965 في الشق الخاص باقتلاع الإسلام وتنصير العالم، وقد قال البابا في أحد اجتماعاته مع الكرادلة: لقد نجحت في أن أجعلهم يجلسون معنا والدور عليكم لتنصرونهم. هم يدعون للحوار ويقولون فلنجلس معًا لنصلي كل حسب دينه ثم تكون الخطوة اللاحقة فلنصل بنص واحد. إنهم يتفننون في موضوع الحوار ويريدون استدراجنا بكل الطرق وإجراء عمليات غسيل المخ لنا حتى نؤمن بكل المفاهيم الغربية، وهم يغلفون الدعوة للحوار ببعض الأغلفة الاقتصادية التي تعطي للقضية بعدًا اقتصاديًا، لذلك تفشل كل هذه الدعوات لأنهم لا يريدون مساعدتنا أو حتى الدخول في شراكة عادلة، وإنما يريدون أن يكونوا هم الطرف المسيطر الآمر الذي يحتفظ بكل الخيوط في يديه. إنهم رغم ما فعلته تركيا من بعد عن الإسلام ونبذ للغة العربية لا يوافقون على انضمامها للسوق الأوروبية فهم لا ينسون أنها مسلمة. جامعة سنجور التي أنشئت في مصر واتخذت من الإسكندرية مقرًا لها، أثارت العديد من علامات الاستفهام، فهل اختيار الإسكندرية هو لإحياء مقولة الشرق أوسطية؟ ولماذا مصر رغم أنها لا تتكلم الفرنسية؟ أم أن هذه الجامعة أنشئت لضرب الجامعة الأمريكية في مصر في إطار الصراع القائم والمشتعل بين الثقافة الأمريكية والثقافة الفرنسية؟ لسنا في حاجة للتأكيد على أن مصر هي ملتقى حضارات وشعوب وقارات، وذات موقع استراتيجي، والفرنسيون يهمهم وضع أرجلهم في مصر. والفرنسيون احتفلوا بذكرى مرور مائتي عام على خروج الحملة الفرنسية من مصر عام 1801. إننا لا ننسى أن نابليون كان آتيًا لضرب الإسلام ولاحتلال مصر، ومن يومها والمعركة موجودة . إنهم يريدون إيهامنا بأشياء شكلية غير حقيقية وهي أنهم أحضروا إلينا المطبعة ووضعوا أقدامنا على سلم الحضارة، إنما في الحقيقة كان قدومهم هو عملية كبرى للسلب والنهب والاحتلال. وهم يريدون رد الاعتبار لأنفسهم ويريدون أن يقولوا لنا لقد احتفلنا بأننا استطعنا رغم مرور 200 سنة أن نجعلكم متخلفين حضاريًا. هل تعتقدين أن المرأة المصرية والعربية لها قضية ومشكلات تستدعي أن يكون لها جمعيات تدافع عنها؟ وما رأيك في الذين يرفعون شعارات حرية المرأة وقضايا المرأة في بلادنا؟ لعبة المرأة لعبة يلعبها الغرب وللأسف أكبر سلبية في بلادنا أننا ننساق وراء الغرب، ومأساتنا الحقيقية هي أننا لا نختار طريقًا واضحًا. ولقد شاركت في مؤتمر الأمم المتحدة للسكان الذي عقد في القاهرة ثم في مؤتمر المرأة في بكين ضمن وفد مصر وقدمت أبحاثًا وكتبت عن المؤتمرين ولكن للأسف الشديد ذبحت من أجل الذي قلته وكتبته، إنهم يريدون أن نردد ما نسمع كالببغاوات. إن المرأة المصرية لو عندها مشكلات فهي من نوعية المشكلات العادية ولكن ليست لها قضية، فليست قضية أن أجعل المرأة تحكم أو لا تحكم. إنهم في الغرب يشوهون الأمور ويشوهون الحقائق ويقولون إن الإسلام يهين المرأة والحقيقة أن المرأة لم يكرمها دين مثلما كرمها الإسلام، ويطالبون بمساواتها في الميراث بالرجل. وأنا أقول بل النصف كثير على المرأة لأنها ليست ملزمة بأي إنفاق، الرجل هو الملزم بالإنفاق على زوجته وابنته وأمه وأخته، والمرأة تأخذ نصف الرجل لزينتها جاهزًا. إن عيب رموز تحرير المرأة في بلادنا أنهم وضعوا أنفسهم في مواجهة الإسلام، إنهم في مؤتمر السكان في القاهرة وفي مؤتمر المرأة في بكين يريدون أن ينشروا الفواحش وأن يقولوا من أراد أن يصبح رجلاً فله ذلك ومن أراد أن يصبح امرأة فله ذلك وضرورة إباحة العلاقات الجنسية .. الخ. كل هذا ونحن نصفق ونؤيد ونشيد بالمؤتمرات، ومن ينطق بكلمة الحق يذبح كما فعلوا معي. تستقبل الدكتورة زينب عبد العزيز ملاحظاتكم وآرائكم حول الحوار على الإيميل التالي: كما يمكن زيارة موقعها : المصدر: تم نشر هذا الحوار أول مرة على موقع مفكرة الإٍسلام وقامت بإعادة نشره عدة مواقع منها موقع طريق الإسلام وقمنا بإعادة نشره على موقعنا للفائدة. |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
إبادة النصوص وبدعة تأليه يسوع صورة لغلاف كتاب تحريف الكتاب المقدس بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة الفرنسية يقول توني باشبي(Tony Bushby) في كتابه " تحريف الكتاب المقدس " أن دراسته لنسخة الكتاب المقدس المعروفة باسم " كودكس سيناى " (codex Sinai)، وهى أقدم نسخة معروفة للكتاب المقدس والتى تم اكتشافها فى سيناء، و يقال أنها ترجع للقرن الرابع، أثبتت له أن هناك 14800 إختلاف بينها وبين النسخة الحالية للكتاب المقدس. وهو ما يثبت كم التغيير والتبديل الذى يعانى منه هذا الكتاب. ويؤكد الباحث أنه لا يمكن لأحد أن يعرف حقيقة ما كانت عليه نصوص ذلك الكتاب الأصلية من كثرة ما ألمّ بها من تغيير وتحريف، وتكفى الإشارة إلى أنه فى عام 1415 قامت كنيسة روما بحرق كل ما تضمنه كتابين من القرن الثاني من الكتب العبرية، يقال أنها كانت تضم الإسم الحقيقى ليسوع المسيح. وقام البابا بنديكت الثالث عشر بإعدام بحث لاتينى بعنوان " مار يسوع "، ثم أمر بإعدام كل نسخ إصحاح إلكساى Elxai، وكان يتضمن تفاصيل عن حياة ربي يسوع ( Rabbi Jesu ) (المزعوم). وبعد ذلك قام البابا إسكندر السادس بإعدام كل نسخ التلمود بواسطة رئيس محكمة التفتيش الإسبانية توما توركمادا (1420-1498)، المسؤل عن إعدام 6000 مخطوطة فى مدينة سلمنكا وحدها. كما قام سلمون رومانو عام 1554 بحرق آلاف المخطوطات العبرية، وفى عام 1559 تمت مصادرة كافة المخطوطات العبرية فى مدينة براغ. وتضمنت عملية إعدام هذه الكتب العبرية مئات النسخ من العهد القديم ـ مما تسبب فى ضياع العديد من الأصول والوثائق التى تخالف أو تفضح أفعال المؤسسة الكنسية آنذاك ! صورة لقصاصة من مخطوطة سيناء الخاصة بالكتاب المقدس ويقول تونى باشبى أن أقدم نسخة أنقذت للعهد القديم ـ قبل إكتشاف مخطوطات قمران، هى النسخة المعروفة باسم " البودليان " ( Bodleian ) التي ترجع إلى علم 1100 م. وفى محاولة لمحو أية معلومات عبرية عن يسوع من الوجود، أحرقت محاكم التفتيش 12000 نسخة من التلمود ! و يوضح المؤلف أنه فى عام 1607 عكف سبعة وأربعين شخصا، ويقول البعض 54، لمدة عامين وتسعة أشهر لترجمة الكتاب المقدس بالإنجليزية وتجهيزه للطباعة بأمر من الملك جيمس، بناء على مراعاة قواعد معينة فى الترجمة. وعند تقديمها عام 1609 للملك جيمس قدمها بدوره إلى سير فرانسيس بيكون، الذى راح يراجع صياغتها لمدة عام تقريبا قبل طباعتها. ويقول تونى باشبى أن العديد من الناس يتصورون أن طبعة الملك جيمس هي " أصل " الكتاب المقدس، وأن كل ما أتى بعدها يتضمن تعديلات إختلقها النقاد. إلا أن واقع الأمر هو: " أن النص اليونانى الذي استخدم فى الترجمة الإنجليزية، والذى يعتبره الكثيرون نصا أصليا، لم يُكتب إلا فى حوالي منتصف القرن الرابع الميلادى، وكانت نسخة منقولة ومنقحة عن نسخ متراكمة سابقة مكتوبة بالعبرية والآرامية. وقد تم حرق كل هذه النسخ، والنسخة الحالية للملك جيمس منقولة أصلا عن نَسخ من خمس نَسخات لغوية عن الأصل الأصلى الذى لا نعرف عنه أى شىء " !! ففى بداية القرن الثالث تدخلت السياسة بصورة ملحوظة فى مصار المسيحية التى كانت تشق طريقها بين الفِرق المتناحرة. فوفقا للقس ألبيوس تيودوريه، حوالى عام 225 م، كانت هناك أكثر من مائتين نسخة مختلفة من الأناجيل تستخدم فى نفس الوقت بين تلك الفرق.. وعندما استولى قسطنطين على الشرق الإمبراطورى عام 324، أرسل مستشاره الدينى، القس أوسبيوس القرطبى، إلى الإسكندرية، ومعه عدة خطابات للأساقفة، يرجوهم التصالح فيما بينهم حول العقيدة. وهو ما يكشف عن الخلافات العقائدية التى كانت سائدة آنذاك. إلا أن مهمة أوسبيوس قد باءت بالفشل. مما دفع بقسطنطين إلى دعوة جميع الأساقفة للحضور، وان يُحضروا معهم نسخهم من الأناجيل التى يتعاملون بها. وبذلك إنعقد أول مجمع كنسي عام سنة 325 م فى مدينة نيقية لحسم الخلافات السائدة حول تأليه أو عدم تأليه يسوع ! وفى 21 يونيو عام 325 م إجتمع 2048 كنسيا فى مدينة نيقية لتحديد معالم المسيحية الرسمية، وما هى النصوص التى يجب الإحتفاظ بها، ومن هو الإله الذى يتعيّن عليهم إتباعه. ويقول تونى باشبى " أن أولى محاولات إختيار الإله ترجع إلى حوالى عام 210 م، حينما كان يتعيّن على الإمبراطور الإختيار ما بين يهوذا المسيح أو شقيقه التوأم ربى يسوع، أي الكاهن يسوع أو الشخص الآخر، مؤكدا أنه حتى عام 325 لم يكن للمسيحية إله رسمى " !! ويوضح تونى باشبى أنه بعد مداولات عدة ومريرة استقر الرأى بالإجماع، إذ أيده 161 وإعترض عليه 157، أن يصبح الإثنان إلها واحدا. وبذلك قام الإمبراطور بدمج معطيات التوأم يهوذا وربى يسوع ليصبحا إلها واحدا. وبذلك أقيم الإحتفال بتأليههما. ثم بدأت عملية الدمج بينهما ليصلوا إلى تركيبة "ربنا يسوع المسيح ". وطلب قسطنطين من الأسقف أوسبيوس أن يجمع ما يتوافق من مختلف الأناجيل ليجعل منها كتابا واحدا، ويعمل منه خمسون نسخة ".. ولمن يتساءل عن مرجعيات تونى باشبى لهذا البحث نقول أنه وارد بالفهرس كشفا يتضمن 869 مرجعا !.. صورة لغلاف كتاب يسوع التاريخي والمسيح الأسطوري ويعد الباحث والأديب البريطانى جيرالد ماسىّ Gerald Massey ر(1828ـ1907) من أهم من إستطاعوا توضيح خلفية ذلك الخلط الشديد فى الأصول، و شرح كيف أن القائمين على المسيحية الأولى جمعوا عقائد دينية من أهم البلدان التى تواجدوا بها، لتسهيل عملية دمج شعوبها تحت لواء ما ينسجون.. ويتناول جيرالد ماسىّ فى كتابه عن يسوع التاريخى والمسيح الأسطورى كيف " أن الأصل المسيحى فى العهد الجديد عبارة عن تحريف قائم على أسطورة خرافية فى العهد القديم ". وأن هذا الأصل المسيحى منقول بكامله من العقائد المصرية القديمة وتم تركيبه على شخص يسوع. ونفس هذا الشخص عبارة عن توليفة من عدة شخصيات، والمساحة الأكبر مأخوذة عن شخصين. وهو ما أثبته العديد من العلماء منذ عصر التنوير، وقد تزايد هذا الخط فى القرن العشرين بصورة شبه جماعية، بحيث أنه بات من الأمور المسلّم بها بين كافة العلماء. وإن كانت الوثائق التى تشير أو تضم معطيات يسوع التاريخى متعددة المشرب وتؤدى إلى أكثر من خط، فإن المعطيات التى تتعلق بالمسيح مأخوذة بكلها تقريبا من الديانة المصرية القديمة، وكلها منقوشة على جدران المعابد الفرعونية وخاصة معبد الأقصر الذى شيده أمنحتب الثالث، من الأسرة السابعة عشر. ويقول ماسىّ: " أن هذه المناظر التى كانت تعد أسطورية فى مصر القديمة، قد تم نقلها على أنها تاريخية فى الأناجيل المعتمدة، حيث تحتل مكانة كحجر الأساس للبنية التاريخية، وتثبت أن الأسس التى أقيمت عليها المسيحية هى أسس أسطورية ". ويشير جيرالد ماسىّ أن المسيحية مبنية على الديانات والعقائد التى كانت قائمة فى مصر وفلسطين وبين النهرين والتى إنتقل الكثير منها إلى اليونان، ومنها إلى إيطاليا. أى " أنها أسطورة إلهية لإله تم تجميعه من عدة آلهة وثنية، هى الآلهة الأساسية التى كانت سائدة آنذاك فى تلك المناطق قبل يسوع بآلاف السنين.. وأن التاريخ فى الأناجيل من البداية حتى النهاية هو قصة الإله الشمس، وقصة المسيح الغنوصى الذى لا يمكن أن يكون بشرا. فالمسيح الأسطورى هو حورس فى أسطورة أوزيريس، وحورأختى فى أسطورة ست، وخونسو فى أسطورة آمون رع، وإيو فى عبادة أتوم رع. والمسيح فى الأناجيل المعتمدة هو خليط من هذه الآلهة المختلفة ". وقد أشار ديودورس الصقلى أن كل اسطورة العالم السفلى قد تم صياغتها دراميا فى اليونان بعد أن تم نقلها من الطقوس الجنائزية المصرية القديمة. أى أنها إنتقلت من مصر إلى اليونان ومنها إلى روما. ويؤكد جيرالد ماسىّ " أن الأناجيل المعتمدة عبارة عن رجيع ( أو طبخ بائت مسخّن ) للنصوص المصرية القديمة ".. ثم يوجز أهم الملامح بين الأساطير المصرية القديمة والأناجيل المعتمدة بإسهاب يصعب تفنيده. ومما أوجده من روابط، بين المسيحية والعقائد المصرية القديمة: " أن يسوع حَمَل الله، ويسوع السمكة ( إيختيس ) كان مصريا، وكذلك يسوع المنتظر أو الذى سوف يعود، ويسوع المولود من أم عذراء، التى ظللها الروح القدس، ويسوع المولود فى مِزْود، ويسوع الذى قام بتحيته ثلاثة ملوك مجوس، ويسوع الذى تبدل على الجبل، ويسوع الذى كان رمزه فى المقابر القديمة فى روما نجمة مثمنة الأضلاع، ويسوع الطفل الدائم، ويسوع الآب، المولود كإبن نفسه، ويسوع الطفل ذو الإثنى عشر عاما، ويسوع الممسوح ذو الثلاثين عاما، وتعميد يسوع، ويسوع الذى يسير على الماء أو يصنع المعجزات، ويسوع طارد الشياطين، ويسوع الذى كان مع الإثنان مرافقى الطريق، والأربعة صيادين، والسبع صيادين، والإثنى عشر رسولا، والسبعون أو إثنان وسبعون فى بعض النصوص، الذين كانت أسماءهم مكتوبة فى السماء، ويسوع بعَرَقِهِ الدامى، ويسوع الذى خانه يهوذا، ويسوع قاهر القبر، ويسوع البعث والحياة، ويسوع أمام هيرود، وفى الجحيم، وظهوره للنسوة، وللصيادين الأربع، ويسوع المصلوب يوم 14 نيسان وفقا للإناجيل المتواترة، ويوم 15 نيسان وفقا لإنجيل يوحنا، ويسوع الذى صُلب أيضا فى مصر (كما هو مكتوب فى النصوص)، ويسوع حاكم الموتى، وممسكا بالحمل فى يده اليمنى وبالعنزة فى اليسرى.. كل ذلك وارد بالنصوص المصرية القديمة من الألف للياء فى جميع هذه المراحل " ! ثم يوضح قائل: " لذلك قام المسيحيون الأوائل بطمس معالم الرسوم والنقوش وتغطيتها بالملاط أو الرسم عليها لتغطية هذه المعانى ومنع القيام بهذه المقارنات وتكميم أفواه الحجارة، التى احتفظت بالكتابات المصرية القديمة بكل نضارتها عندما سقط عنها ذلك الطلاء (... ) لقد تم تكميم المعابد والآثار القديمة وإعادة طلائها بالتواطوء مع السلطة الرومانية، وتم إعادة إفتتاحها بعد تنصيرها. لقد أخرصوا الأحجار ودفنوا الحقائق لمدة قرون إلى أن بدأت الحقائق تخرق ظلمات التحريف والتزوير، وكأنها تُبعد كابوسا ظل قرابة ثمانية عشر قرنا، لتنهى الأكاذيب وتسدل الستار عليها أخيرا.. تسدله على أكثر المآسى بؤسا من تلك التى عرفها مسرح الإنسانية ".. ومما يستند إليه جيرالد ماسىّ أيضا، على أن المسيحية الحالية تم نسجها عبر العصور، أن سراديب الأموات فى روما والتى كان المسيحيون يختبؤن فيها لممارسة طقوسهم هربا من الإضطهاد، ظلت لمدة سبعة قرون لا تمثل يسوع مصلوبا ! وقد ظلت الرمزية والإستعارات المرسومة والأشكال والأنماط التى أتى بها الغنوصيون، ظلت بوضعها كما كانت عليه بالنسبة للرومان واليونان والفرس والمصريين القدماء. ثم يضيف قائلا: " إن فرية وجود المسيح المنقذ منذ البداية هى فرية تاريخية. ولا يمكن القول بأن الأناجيل تقدم معلومة أو يمكن الخروج منها بيسوع كشخصية تاريخية حقيقية. أنه تحريف قائم على أسطورة ".. وكل ما يخرج به ماسىّ بعد ذلك العرض الموثّق و المحبط فى مقارنة المسيحية الحالية بالأساطير المصرية القديمة وغيرها، يقول: "أن اللاهوت المسيحى قام بفرض الإيمان بدلا من المعرفة، وأن العقلية الأوروبية بدأت لتوها بداية الخروج من الشلل العقلى الذى فُرض عليها بتلك العقيدة التى وصلت إلى ذروتها فى عصر الظلمات.. وأن الكنيسة المسيحية قد كافحت بتعصب رهيب من أجل تثبيت نظرياتها الزائفة وقادت صراعات بلا هوادة ضد الطبيعة وضد التطور، وضد أسمى المبادىء الطبيعية لمدة ثمانية عشر قرنا.. لقد أسالت بحورا من الدماء لكى تحافظ على طفو مركب بطرس، وغطت الأرض بمقابر شهداء الفكر الحر، وملأت السماء بالرعب من ذلك الإرهاب الذى فرضته باسم الله " !! ولا يسعنا بعد هذا العرض الشديد الإيجاز إلا أن نتسائل: كيف لا تزال المؤسسة الفاتيكانية تصر بدأب لحوح على تنصير العالم، وفرض مثل هذه النصوص التى تباعد عنها أتباعها فى الغرب، من كثرة ما اكتشفوا فيها من غرائب و لا معقول، وتعمل جاهدة على اقتلاع الإسلام والمسلمين ؟!.. أذلك هو ما تطلق عليه حب الجار وحب القريب ؟!.. تستقبل الدكتورة زينب عبد العزيز رسائلكم وتعليقاتكم على المقالة على الإيميل التالي: |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
هَل المَاء حَقًّا سَمِيعٌ عَلِيم صورة لبلورات الثلج مكبرة إعداد فضيلة الدكتور محمد دودح طبيب وداعية إسلامي مقيم في مكة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد: مع تساقط الثلجSnow على الأرض يكاد يُذهلك التنوع الهائل للبلورات Crystals؛ فلكل بلورة تصميم فريد ولا تكاد تلمس تشابهًا, وتحصل على نفس التنوع بتجميد الماء ومعاينة بلوراته مجهريًا خاصةً بإضاءة جانبية وحقل مظلم Dark field illumination, ولم تُعرف بعد الأسباب وراء هذا التنوع الهائل في شكل البلورات ولم تحدد بعد العوامل المؤثرة, وبناءً على استخدام الموسيقى الهادئة في الطب البديل لتخفيف التوتر بخلاف الضجيج حاول الياباني معلم الطب البديل ماسورو إيموتو Masaru Emoto استخدامها لمعرفة بعض أسباب تنوع البلورات, ووفق ما نُقِل عنه في مقابلاته المنشورة وما جاء في كتابه: رسالة من الماء Message from Water؛ وَضَعَ ماء مقطر بين مكبرين للصوت يُصْدِرَان موسيقى متنوعة لعدة ساعات, وأختبر عدة عوامل أخرى مثل اختلاف مصدر الماء, ونشر النتائج معلنًا حصوله على بلورات تميز كل تأثير, ومن أروع البلورات في رأيه كانت هي التي استمعت إلى معزوفات بتهوفن والصلوات الدينية كالهندوسية والبوذية والكنسية!, واستنتج أن لجزيئات الماء ذاكرة تشكله وفقًا لما سمعه قبل التجميد!, وتوهم إمكان إدراك الماء للقصد والنية Intent والتفهم لدلالة الكلمات, فكتب على أوراق بجوار القوارير أسماء وعبارات وتركها تبيت معها مثل "الأم تريزا" و"شكرا لك" و"هتلر" و"سوف أقتلك", ولكن القول بأن جزيئات الماء تسمع وتقرأ وتعلم بالضمائر وتميز الأعداء بتكوين أشكال ملوثة والفضلاء بأشكال نقية للبلورات؛ قد أدى إلى اعتبار تلك النتائج محض مزاعم زائفة منبعها خلفية فلسفية تحاول ارتداء لباس العلم, فالمعلوم أن بلورات الماء طبيعتها التباين؛ ويُمكن أن ينتخب منها المُدَّعِي أي شكل يُريد ويجعله مُمَيِّزًا لمعزوفة راقت له أو لصلاة تؤديها طائفة ينتمي إليها, ويجعل معيار الحكم على شكل البلورة بالنقاء والتلوث هواه بلا قاعدة واحدة ضابطة, فضلا على أن تلك المزاعم لم تؤكدها أي تجربة أخرى نظيرة مُحايدة تلتزم بالقواعد العلمية, ولهذا نسبها المجتمع العلمي إلى الروحانيات Spirituality أو العلم الكاذب Pseudoscience ؛ خاصة مع إدخال مصطلحات وثنية كتعبير الطاقة الروحية Spiritual Energy وروح مايت Ma'at وهو في المعتقدات المصرية القديمة معبود وثني يُجَسِّد معاني روحية هي الحقيقة والعدل والنظام الكوني, وفكرة الطاقة الروحية الكونية تقوم على فلسفة بديلة للاعتقاد ببينونة الإله عن خلقه؛ فيعتقد الطاويون مثلا بتمثل الذات العلية كوجود روحي معرفي يملأ الفراغ ويتخلل العالم الحسي أسموه الطاقة الكونية!, ومضمون تلك التجارب بالمثل هو استمداد الماء للطاقة من حوله فتعكس بلوراته نقاء المحيط وصفاء الضمير أو تلوثه. وإذا استبعدنا الأثر الفلسفي تثور جملة تساؤلات تنتظر إجابات يقبلها الفَطِين مثل: هل فقد الثلج فجأة طبيعة التنوع بإخضاعه لمحيط كلمة كُتِبَت باليابانية أو الألمانية فتشكلت كل بلوراته بهيئة واحدة؟, وهل يستطيع بالمثل قراءة كلمات ببقية اللغات السائدة والبائدة!, وهل يمكنه حَقِيقَةً تمييز مضمون التعبير عن ظاهره إذا تناقضا!, ولا يمكن تصنيف الكلمات إلى سَيِّء فَيَسْتَاء الثلج منه أو جَيِّد فَيَبْتَهِج؛ فأي حيرة تُصيبه مع كلمات مثل "جَاءَ" أو "ذَهَب"!, وقد تكون موسيقى الجاز الصاخبة عند بعض الشباب رائعة بخلاف غيرهم فإلى مَن تَحَيَّز!, وكيف شَكَّلَ الثلج البلورات لتبدو ملوثة فصَنِّف هتلر سيئًا بخلاف ما كان يعتقد شعبه!, وكيف مَيَّزَه من بين كل الأسماء المشابهة!, وكيف عَرَفَ أن آغنيس غونكزا بوجاكسيو راهبة أُعِدَّت للتبشير في الهند وعُرِفَت بالأم تريزا ونالت جائزة نوبل عام 1979 لنجاحها؛ فِيُصَنِّفها نقية مع المَرْمُوقِين!. والقول بأن كل شيء في الطبيعة مثل الكلمة المكتوبة أو المسموعة؛ مهما اختلفت اللغة, يمثل روحًا تسري تؤثر فيما حولها وأن رسم شكل كالصليب يستدعي بالمثل روحًا مُؤَثِّرة قد تشفي أو تدفع ضرر؛ أليس هو مضمون كل العبادات الوثنية حيث الصنم تجسيد لروح ذات مقدرة كما التمائم تجسيد لأرواح يُتَوَهَّم إمكانها جلب منفعة أو دفع ضرر؟, وأما قول إيموتو أن الكلمة ذات تأثير روحي حتى أنها تجسدت وأنشأت الوجود مستشهدا بعبارة ركيكة الصياغة بإنجيل يوحنا مستمدة من الفلسفة اليونانية بلا خلاف عند المحققين؛ فقد كشفت كثيرا من المستور رغم حذره وأيدت أن مقولاته خليط Mixture دخلته الفلسفة اليونانية مع النصرانية وبقية المعتقدات الوثنية كالطاوية؛ وربما المزيد, فيذهب دُوَان Doane مثلا في كتابه أساطير الكتاب المقدس (Bible Myths and Their Parallels in other religion, P172) إلى أن تثليث الطاوية أحد مصادر تثليث النصرانية، فالعقل الأول طاو انبثق من واحد وانبثق منه ثالث هو مصدر الأجساد, وهي نفس فلسفة أزلية الكلمة Logos أو العقل الأول في التثليث, واقتبسها سفر يوحنا المعتمد في كل الكنائس منذ مؤتمر نيقية عام 325م للتصويت حول تأليه المسيح عليه السلام وسماه الكلمة: "في البدء كان الكلمةLogos والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله؛ هذا كان في البدء عند الله.. والكلمة صار جسداً", وأما قوله بأن مقياس ابتهاج البلورات تكون الشكل السداسي Hexagon؛ أي المثلثين المتقابلين وهو رمز طائفي عنصري, فسيجعل الشك في أصالة عمله وموضوعيته أقرب لليقين. صورة لبئر زمزم تتدفق المياه منها ولا تعني المنهجية العلمية في تناول الخبر إنكار تضمنه بعض الحقيقة, وإنما الاحتراز أسلم بعدم التسليم لزعم يعوزه الدليل احتياطًا خشية الاستدراج في وقت لم يكتف المتربصون فيه انتظار زَلَّة؛ بل يُحِيكُون المكائد للمسلمين بغية السخرية والتشكيك بالإثارة العاطفية استنادًا إلى الموروث الثقافي ليضيف البعض اغترارًا تفصيلات بلا تحقيق في مصداقية الخبر, والإدعاء بأن بلورات الماء تعي وتفهم وتتجاوب مع المحيط ومع النقاء تنتشي ومع التلوث تخبو أو حتى ترفض التكون؛ انتهى بالتضخيم إلى أنها تتألق مأخوذة من الوَجْد مع البسملة والقرآن خاصةً بماء زمزم!, ومع قيمته عند المسلمين حيث تهفو النفوس للتَضَلُّع ومعاينة الكعبة المشرفة جاشت العواطف وانتشر الخبر بلا توثيق ولا تحقيق وتبارت النِيَّات الحَسَنة في إضافة الشروح والتفاسير لتتضح المعجزة, ولكن؛ ألا تكفي وفرته بوادٍ جاف لم يشتهر يومًا بزراعة وفي موضع يؤمه الحجيج منذ زمن بعيد دليلا على رعاية الله!, ولا يغرنك قول إيموتو بامتناع ماء زمزم عن التحول لثلج والتبلور حتى خففه ألف مرة بماء سواه؛ فقد احتاط لنفسه ومنحك سعة لِتُفَسِّر كيف شِئْت, وطالما براعة معرفة الطَّالِع وقراءة الكف واستلهام الوَدَع تعود لنفس الكاهن والماء ذو بصيرة سميع عليم؛ فلا يُستبعد إذن أن يُفْتِيه الماء في الكنائس وأنهار الهندوس حول صحة ما يُنْسَب إليه من قدسية فيومئ مُوَافِقًا بِدَهَاء, ليحظى الكل بالسعادة ويَعُم الأرض السَّلاَم!. أما زعم المكابرين بأن ماء زمزم المتدفق بلا انقطاع منذ القدم ﴿لّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشّارِبِينَ﴾ يفسره القرب من البحر الأحمر فشبهة قديمة زائفة؛ وجوابها: ﴿هََذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهََذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾, ولا يفسر بَرَكَة بئر واحد رَوَى ما لا يمكن إحصاؤه من الحجيج على مر القرون بينما جفت كل الآبار المجاورة سواه, ومكة المكرمة تبعد عن البحر بحوالي 75 كم ويصل ارتفاعها لأكثر من 300 متر فوق سطح البحر, فتدفق ماء عذب لا يفسره إذن بحر مالح لبعد مكة وارتفاع جبالها وشدة ملوحته, وقد تكون روافد البئر عميقة وبعيدة ومتشعبة في شبه الجزيرة لتفيض في منطقة اختارتها العناية الإلهية بعلم مُقْتَدِر موضعًا للبيت العتيق, وشبهة التلوث ردتها كل الاختبارات الأوروبية وأثبتت صلاحية ماء زمزم للشرب؛ فضلا عن تركيب عجيب يناسب الحجيج, فهو غني بالفلوريدات Fluorides النادرة بنسبة تكفي لإبادة الجراثيم مع أملاح الكالسيوم والمغنسيوم المنعشة للحجيج, أليست هذه دلائل للنبهاء على أن اختيار مكة المكرمة قبلةً للمسلمين لم يكن باجتهاد بشر وإنما بعلم الله تعالى ورعايته!. وأما المُفَاجَأَة فهي تَهَرَّب إيموتو عندما سُئل في موقعه الإلكتروني عن صحة ما قاله في مدينة جدة والقاهرة عن بَرِكَة ماء زمزم وتأثير الأسماء الحُسنى بقوله: "أنا لست مُسْلِمًا ولا أعرف العربية", و"لم يكن عندي مترجمًا لليابانية وكنت أتحدث بإنجليزية ركيكة.., ولذا أعتقد أن ما قلته لم يُفَسَّر بشكل صحيح"!, وحول ما نسبوا إليه من إثباته علميًا امتلاك ماء زمزم قدرةً لعلاج المرض تَنَصَّل في جوابه المنشور بعبارات مُلْتَوِيَة أَشْبَه بالسَّاخِرَة فَحْوَاهَا على النحو التالي: "ماء زمزم امتنع عن التجميد وتكوين بلورات؛ ربما لتلوثه بأملاح اقتضت تطهيره وتخفيفه ألف مرة بإضافة ماء نقي!, وتلوثه جعله كماء البحر الأحمر الذي خطر في بالي أنه أشبه برحم الأم, فاستوحيت أنه قد يكون نافعًا كما يقول المسلمون كمنفعة السائل الأمنيوسي!"؛ وهو ملوث في الرحم بفضلات الجنين!, ثم طَعَنَ إيموتو ظهر كل من خَدَعَهُم بقوله صريحًا: "(إذن) الفكرة بأن ماء زمزم قد يمتلك قوة لعلاج المرض هي فقط تَخَيُّل اسْتَوْحَيتُه وليست شيئًا مَبْنِيًّا على تحقيق علمي"!. و﴿لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ﴾؛ حتى لا يَغْتَر ضَحَية ويخدعه إفك فيردده بغير دليل ويقين خاصةً في أمر الدين, فيتلقى الطعنة ويهوي في ساحة معركة الدَّجَل بتسليمه لحظةً بفرية أن شيئًا نظيرًا لصنم أصم دون الله تعالى سَمِيعٌ عَلِيم, ويكفيه قول العلي القدير: ﴿قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ المائدة 76, والتعليل للبسملة قبل الشرب بأن الماء ذو بصيرة وإدراك قد أثار شكوك فَطِين فلم يَغِب عنه المضمون في قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ﴾ النحل 43؛ فسلك الطريق الأسلم للنجاة بسؤاله أهل العِلْم, فقال فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم: "هذا قول لا أصل له؛ بل هو من الظّن ومن القول على الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) بِغير عِلْم". إعداد فضيلة الدكتور محمد دودح وردتنا تعقيب على مقالة الدكتور محمد دودح من الدكتورة عبير الجهني مديرة مركز طبي بالمملكة العربية السعودية ننشره كما هو للفائدة: سبقني إليكم الدكتور دودح بمقاله الرائع (هل الماء حقا سميع عليم؟) حول نفي مزاعم الياباني إيموتو في إمكان الماء السمع والبصر والفهم وإدراك محيطه والتناغم معه والاحتفاظ بالمعلومات قبل التجميد في ذاكرته ليشكل بلورات نقية أو مشوهة تبعا لطبيعة المحيط, ولكن الدكتور دودح قد انطلق من أساس ديني بنبذ الوثنيات ومنهج علمي بتجنب الخرافات وحدس شخصي برفض ما لا يقبله العقل والمنطق, والمطلوب أن نثبت ذلك معمليا أيضا فنذب عن الإسلام بالتجربة المعملية التي يمكن أن يعيدها غيرنا, فقد أثمر الزعم أن للماء بصيرة وإدراك فنشر موقع معادي للإسلام نكاية وتكذيبا للمسلمين خبر تراجع إيموتو عن أقواله التي ترجمتها إلى العربية ونشرتها جهات وشخصيات لها ثقلها ووزنها الكبير في المملكة العربية السعودية عندنا اغترارا بأن أعماله قد تكون مفيدة للإسلام فنشرت تعلله بصعوبة التحدث بالإنجليزية واتهامه بغير لياقة لتلك الشخصيات المحترمة ذات النشاط الإجتماعي الخيري الواسع في مدينة جدة وسواها والتي دعته على نفقتها الخاصة وأكرمته بسوء فهم كلماته وتفسيرها على غير قصده. وقد قمنا في معمل مركزنا الطبي بعد انتشار مقولات إيموتو بإعادة تجاربه وتوصلنا إلى نتائج أكيدة كنا على وشك نشرها حتى فاجأنا موقعكم العامر بنشر مقال الدكتور دودح فكان لزاما علينا أن نعلن مساندتكم بنتائج تجاربنا, وللعلم ليس إيموتو طبيبا وإنما هو من ممارسي الطب الشعبي البديل المنتشر بكثرة في جنوب شرق آسيا, وفكرة التصوير المجهري باستخدام الإضاءة الجانية أو الحقل المظلم Dark field ilumination ليست بشيء جديد قد اخترعه إيموتو كما أشيع, فهي تقنية مستخدمة طبيا في معاينة الأجسام الشفافة مجهريا مثل لولبية مرض الزهري Syphilis Spirochete. لولبية مرض الزهري باستخدام تقنية الإضاءة الجانية أو الحقل المظلم. وخلاصة تجاربنا التي أعدناها مرارا في المركز هي أن فقدان الماء لطبيعة التنوع في تكوين البلورات بتكوين بلورة واحدة تميز كل تاثير هي مجرد ادعاء لم يثبت معمليا, فقد حافظت بلورات الثلج على التنوع في جميع التجارب بلا استثناء مهما كان التأثير قبل التجميد, ولم نكتف بليلة واحدة كما أعلن إيموتو وإنما ضاعفنا المدة لتبلغ 24 ساعة من صبيحة دوام رسمي إلى صبيحة اليوم التالي, واستخدمنا عينات مختلفة مثل ماء الصنبور والماء المعدني وماء مطر جمع مباشرة أثناء هطوله وماء من الخليج العربي وآخر من البحر الأحمر, وتطوع أحد العاملين بالمركز واحضر عينة من نهر النيل مباشرة, وأسمعنا تلك العينات من الماء أصواتا مختلفة كما ذكر إيموتو وبدرجات في الشدة متنوعة داخل تجهيز عازل للصوت ولكنه لم يستجب لشيء مطلقا؛ حتى أن أحد المعاونين للمختصين بالمركز اقترح علينا إسماعه شريط أحضره معه لقصيدة دينية بصوت أم كلثوم فظلت طبيعة التنوع كما هي, فاحضر شريطا آخر للسعودي محمد عبده وتندر قائلا: "جايز إن قرد الحاوي الياباني لا يفهم بالمصري", ولكن النتيجة ظلت واحدة, وأسمعناه قراءات وأدعية وأناشيد إسلامية متنوعة وكتبنا له نفس عبارات إيموتو؛ حتى أن ذلك المعاون السابق ذكره قد اقترح علينا أيضا عبارة فكاهية بلهجته الدارجة وكتبناها بعد إلحاح على قارورة هي: "إنطق يا بجم يا أخرس.. أنت والله العظيم أصم وأعمى وأبكم.. دوختنا يا صنم.. متنطق بأه يا بليد إذا كان عندك دم وحس وفهم", ولكن بلا أي تغيير في النتيجة فلم يستجب الماء لشيء على الإطلاق, حتى أننا خجلنا من أنفسنا كيف نجري أساسا مثل هذه التجارب ونتدنى إلى مثل ذلك المستوى الهابط ونستنطق جماد أصم لا عقل له ولا إدراك, فكان عذرنا وعزاءنا في نفس الوقت أن التجربة خير شاهد على أي إدعاء وأن ذلك هو منطق العلم وأن الواجب علينا أن ندع الحقيقة تتحدث عن نفسها لتفضح الأكاذيب. فقد كان منطلقنا الأساسي هو بحث ما أشاعه إيموتو حول ماء زمزم بالذات وقوله أنه شبيه بماء البحر الأحمر مما قد يعني أنه ملوث بأملاحه كما لو كان يحاول تدعيم الاكذوبة في أن وفرة ماء زمزم وتدفقه بلا انقطاع لقرون بجانب الكعبة المشرفة تحديدا ترجع إلى أنه رافد من البحر الأحمر, وهم بذلك يحاولون نفي خصوصية مكة المكرمة وأن الله تعالى قد اختارها قبلة المسلمين, ولكن نظريا لا يوجد بئر يشهد لهذا الافتراء لقربه من الساحل رغم طول السواحل في العالم, ومعمليا يختلف ماء زمزم عن ماء البحر الأحمر في التركيب, وأما الزعم بامتناع ماء زمزم عن التجمد وتكوين بلورات لتلوثه بأملاح جعلته كالبحر الأحمر فهو أيضا أكذوبة لا تحتاج حتى لمعامل لتنفيها, فماء زمزم يتجمد كغيره إذا أحضرناه من مكة المكرمة ووضعناه في الثلاجات في بيوتنا هنا في السعودية, وحتى ماء البحار الشديد الملوحة يتحول إلى جليد كذلك ويتجمد مع البرودة الشديدة في المناطق القطبية, والتجميد يعني بالطبع تكوين بلورات, وأخيرا نشكركم على ما تنشروه من البحوث الجادة, ونسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والرشاد ولجميع المسلمين. الدكتورة عبير الجهني مديرة مركز طبي بالمملكة العربية السعودية |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
سؤال حول الخوارق والظواهر العجيبة http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...3cd1bcd1_m.jpgوردنا سؤال من إمام مسجد بفرنسا نصها: (كثيرا ما نسمع ونشاهد عن مظاهر تدل على خوارق وإعجاز كما يسميها البعض مثل: رأس إنسان او حيوان متشكل في بطيخة أوبططا أو لفض الجلالة أو محمد متشكل تلفيف أذن بشرية أو على فاكهة وما شابه هذا وهنا يهرع الخواص والعوام الينا لنقول كلمتنا فيما يعتبرونه توعا من الإعجاز الإلهي فلا نملك إلا أن نقول سبحان الله، والسؤال: ما هو حكم الشرع في مثل هذه الظواهرالمذكورة وفي غيرها؟) أجاب عليه مشكوراً فضيلة الدكتور محمد دودح الطبيب والداعية الإسلامية المعروف: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد: لا أجيب على هذا السؤال كفتوى شرعية؛ فإنما الفتوى لأهلها, وإنما كباحث علمي يلتزم بمنهج السلف في التحري والتحقيق ونبذ الأوهام والخرافات وسد الطريق أمام المُتَرَبِّصِين, فأقول مستعينًا بالعلي القدير سائله تعالى العون والتوفيق: كانت المُبالغات في باب الترغيب والترهيب والمواعظ المفتعلة والمكذوبة مدخلا في تاريخ الأمة لنشر الروايات الضعيفة والمكذوبة استلزم لدفعها الكثير من جهود وأعمار المحققين, وربما كان تأثر العامة دافعًا لصناعة ركام من الكذب على خاتم النبيين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ ولكن الأثر البعيد هو منح المُتَرَبِّصِين اليوم مدخلا لإثارة الشبهات طمعًا في النيل من الإسلام, ولا سبيل سوى الالتفاف حول العلماء المحققين لدفع الشبهات وبيان أصول الدين, ويذخر التاريخ بإشاعة أوهام الخوارق والغرائب والخرافات والمزاعم التي لم يقم عليها دليل ففاضت بالمبالغات المفتعلة طلبًا للثواب؛ إن لم تكن صناعة معاول هَدَّامة بغرض النخر في صرح الإسلام العظيم الرَّافع لراية العلم والصدق والتَحَرِّي والتحقيق. ومع توفر وسائل حديثة للنشر أطلت نفس التجاوزات في باب الترغيب والترهيب وإن كانت بوجه جديد يعتمد على التأثير بالصوت والصورة, ولكن المقولة: الترجمة المنشورة: (هذه الصورة التقطها رجل ألماني وهي صورة لأغصان على هيئة عبارة "لا "إله إلا الله" وهذا المنظر كان بمزرعة بألمانيا، وقد اعتنق كثيرا من الألمان الإسلام بعد رؤية هذه المعجزة, وقد وضعت الحكومة الألمانية سياج من فولاذ لحماية هذه الأغصان). (أنا لا أكذب على رسول الله بل أكذب له) تُعارضها الدعوة إلى التثبت وعدم القول بغير علم وينالها التهديد الصارم في مثل الحديث النبوي الذي رواه البخاري: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ), ولن تحتاج إلى تتبع أخبار الكرامات وكشف زيفها إذا ما التزمت بقاعدة التحقيق؛ وهي: ما لم يقم عليه دليل فلا يُحتج به, وحتى لو ثَبُت رسم ما يشبه لفظ الجلالة أو اسم النبي الكريم ولم تصنعه في الخفاء يد فلا يعني أنه معجزة مقرونة بالتحدي سلمت من المعارضة تقهر الخصم سواء شكلته السحب أو حشود النحل أو حاكه لحاء الشجر أو نوابغ الثمار, وإذا اعتبرها الفطين كرامات فلن تُبلغه درجة اليقين عدة تساؤلات؛ كالسبب في توجيه النحل همته للكتابة بالعربية فحسب وإهمال غيرها ولا يؤدي دوره لمن هم أولى بالبلاغ إن كان عليما باللغات ومن واجبه إقامة الحجج على البشر!, ولماذا غفل عن إدراك تلك الكرامات في كتابة اللوحات الفنية كل علماء السلف بلا استثناء؛ فهل اكتسب النحل مهارات خاصة في عصرنا ونشط فجأة ليقيم الحجة بين عوام المسلمين وحدهم بصناعة الكرامات!, وليست ببعيد قصة الأشجار التي شاع أنها نمت في ألمانيا فرسمت بسيقانها وأغصانها جملة التوحيد (لا إله إلا الله), فقد رسمها كلوحة فنية من الخيال من عرفته شخصيًّا وجمعتني به نفس الجامعة؛ الدكتور سيد الخضري (رحمه الله تعالى), وسجلها رسميا في الشهر العقاري بالمنصورة في مصر في العاشر من سبتمبر عام ألف وتسعمائة وسبعةٍ وثمانين, وإذا بها تُصبح أعجوبة ترويها أكذوبة, ولك أن تُحصي ما شئت من ادعاءات بزعم أن الكذب والتلفيق يبرره حُسن القصد وتحقيق المصلحة اغترارًا بافتتان العامة؛ إن لم تكن كيد أعداء يصنعون الحيل بمكر ودهاء للاستهزاء والنيل من الإسلام بإظهار المسلمين سُذَّج؛ اعتقاداتهم خرافات. صورة ملفقة لما يعتقد انها فتاة عمانية وقصة الفتاة العُمانية التي تحولت لعنزة مشوهة لأنها استهترت بقراءة القرآن مع توثيق الخبر بصورة مصطنعة ملفقة نسبها البعض كعمل فني إلى فنانة فرنسية!, وقصة الشاب الذي فتحوا قبره بعد ثلاث ساعات فوجدوه متفحماً؛ فقد نُسبت الصورة لفتاة احترقت في حادث!, وليس من الصعب اليوم محاولة التوثيق بصورة جسم متفحم خاصة مع توفر إمكانيات تحرير الصور, وصورة الجني الذي قام شاب إماراتي بتصويره في كهف ومات بعد التقاط الصورة مباشرة, ونُشِر لاحقًا أنه عبارة عن نحت مُتقن في كهف وعيونه متصلة بمفتاح كهربائي لإضاءتها باللون الأحمر!, ولو كان الواعظ أو الساخر هذا عليمًا بالإسلام ما تجرأ على اللعب بعقول أمة واعية؛ لقوله تعالى: ﴿إِنّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ﴾ الأعراف 27. وصورة بالأقمار الصناعية للحرمين تُظهرهما مضيئين ليلا, ولكن التلوين الغامق للمباني المجاورة في صورة التقطت نهارًا تكفي لتقوم بالإيهام بأشعة لا يراها المُجاور للحرم وترصدها الأقمار الصناعية ويُخفي رؤيتها قصدًا كل رواد الفضاء, والإدعاء بتطابق اتجاه الطول الجغرافي مع المغناطيسي في موقع مكة المكرمة لا يستند إلى حقيقة علمية, ولا يفيد الإسلام في شيء إلا التشويش على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم الذي لا يملك معه المُكابر سوى التجاهل أو الافتراء والتشويش, ومثله صورة ادعوا زورًا أنها من وكالة ناسا توضح فلق على سطح القمر يلفه كله كأثر لانشقاقه في عصر النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم, ولكن لا يعلم به كل الجيولوجيين ولا تجد له أثرا في تاريخ وكالة ناسا للفضاء, ويكفي للحذر من مزاعم يعوزها الدليل فضيحة الصورة التي عُرِفَ أن وراءها منتدى يهودي يهزأ بالمسلمين ويستطلع إمكان توجيههم والتأثير على عواطفهم بصورة لجهاز رسم القلب استخدم لمريض بأمريكا وزعموا أنه رَسَمَ لفظ الجلالة. ومن الغرائب المفتعلة ادعاء اكتشاف شركة أرامكو بالسعودية في الربع الخالي هيكل عظمي عملاق من قوم عاد جمجمته بحجم عدة رجال؛ ثم تبين أن صورة الهيكل المزعومة تلك ليست إلا خدعة قُدِّمَت في مسابقة فنية باسم "العودة لأرض العمالقة" للفنان إيارن كايت من مدينة كالجاري استوحاها من صورة حقيقية منشورة في موقع جامعة كورنل Cornell أخذت بالطائرة عام 2000 لموقع حفريات بحديقة الهايد بارك بنيويورك عُثِرَ فيه على أحد أسلاف الفيل. صورة الهيكل البشري المزيفة بجانب الصورة الأصلية لموقع حفريات أحد أسلاف الفيل بنيويورك المنشورة بموقع جامعة كورنيل الأمريكية وأما شجرة الكافور المباركة في مصر المنقوش عليها لفظ الجلالة واسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتُشَد إليها الرحال ويتزاحم حولها الناس فمثال صارخ على حال نفوس بلغ فضولها وتشوفها للكرامات واحتياجها لمن يوقظ وعيها تعظيم الغرائب واتخاذها مزارات للتبرك والعبرة, فقد اتخذت الشجرة مزارا بالفعل ولم ينصت كثيرون لقرار اللجنة العلمية التي فحصتها برئاسة عميد زراعة عين شمس الدكتور عبد العزيز حسن؛ فقد أكدت أن العبارات المكتوبة عليها حفرها شخص منذ أشهر وأفرزت مكان الحفر مادة صبغية أعطت انطباعاً بأن النقش طبيعي, واستمر التزاحم ووجد الباعة المتجولون فرصة لعرض بضائعهم مع محاولة رجال الشرطة تنظيم الحشود, وتسمع من حين لآخر صيحات التكبير وأصوات النساء وهن يجهشن في البكاء, ومن واتته فرصة للاقتراب والتمسح بالشجرة المباركة محظوظ!, ولكن التعظيم والتَّبَرُّك لما يُخيَّل أنه كرامة واتخاذه مزارًا للاعتبار قد دفعه الشيخ ابن تيمية (رحمه الله تعالى) حتى لو كان الموضع لقدمي النبي محمد عليه الصلاة والسلام أو ما زعموا أنه نعله (اقتضاء الصراط المستقيم ج21ص70): "المكان الذي كان النبي صلى صورة للنقوش التي على شجرة الكافور الله عليه و سلم يُصلي فيه.. لم يكن أحد من السلف يستلمه.., ولا المواضع التي صلى فيها بمكة وغيرها.., وإذا كان هذا ليس بمشروع في موضع قدميه للصلاة فكيف بالنعل الذي هو موضع قدميه للمشي وغيره!, هذا إذا كان النقل صحيحًا فكيف بما لا يُعلم صحته أو بما لا يُعلم أنه كذب؛ كحجارة كثيرة يأخذها الكذابون وينحتون فيها موضع قدم ويزعمون عند الجهال أن هذا موضع قدم النبي صلى الله عليه وسلم, وإذا كان هذا غير مشروع في موضع قدميه.., فكيف بما يُقال أنه موضع قدميه كذبًا وافتراءً عليه!.., لم يُشرِّع النبي صلى الله عليه وسلم قصد شيء من هذه البقاع لصلاة ولا دعاء ولا غير ذلك, وأما تقبيل شيء من ذلك والتمسح به فالأمر فيه أظهر, إذ قد علم العلماء بالاضطرار من دين الإسلام أن هذا ليس من شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم". يتبـــــــــــــــــــــــــع |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
يتبــــع الموضوع السابق سؤال حول الخوارق والظواهر العجيبة وشاول اليهودي المسمى بولس لم ير المسيح عليه السلام قط واضطهد أتباعه من بعده بعنف, ولما أعيته الحيل ادعى أنه رآه عيانًا وحَمَّلَه وصايا؛ قد حَرَّفت رسالته إلى اعتقادات وطقوس وثنية, ونُسبت بالمثل رؤيا مزعومة لخادم الحجرة النبوية زعمت أنه رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عيانًا وأوصاه أن يُبلغ الناس بترك المعاصي, وأن من يكتب وصيته ويرسلها من بلد إلى بلد بُني له قصر في الجنة وإلا حُرِّمت عليه الشفاعة النبوية, ولكن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى كذَّبها وبين زيفها وجهل مفتريها بقوله: "مُفتري هذه الوصية قد جاء في القرن الرابع عشر يريد أن يلبّس على الناس دينهم ويشرع لهم دينا جديدا يترتب عليه دخول الجنة لمن أخذ بتشريعه وحرمان الجنة ودخوله النار لمن لم يأخذ بتشريعه، ويريد أن يجعل هذه الوصية التي افتراها أعظم من القرآن.., لأن من كتب القرآن الكريم وأرسله من بلد إلى بلد.. لم يحصل له هذا الفضل.., ومن لم يكتب القرآن ولم يرسله من بلد إلى بلد لم يُحْرم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.., وهذه الفرية الواحدة في هذه الوصية تكفي وحدها للدلالة على بطلانها وكذب ناشرها ووقاحته وغباوته وبعده عن معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى..، ولو أقسم مفتريها ألف قسم أو أكثر على صحتها ولو دعا على نفسه بأعظم العذاب وأشد النكال على أنه صادق لم يكن صادقا ولم تكن صحيحة، بل هي؛ والله ثم والله, من أعظم الكذب وأقبح الباطل، ونحن نُشْهِدُ اللهَ سبحانه.. أن هذه الوصية كذب وافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم", فهل ترى أن مدعي الوصية تلميذ نجيب لليهودي شاول وأن الحيل قد أعيته بالمثل لكن مهمته في مواجهة الإسلام أصعب!. وقصة رجل طلع من قبره وآخر التَفَّت عليه حية في قبره؛ أنكرها فضيلة الشيخ صالح الفوزان بقوله: "نحن يعيش معنا دجالون وكذابون, يعيشون معنا إما بداخل بلادنا وإما يندسون من الخارج ويروجون هذه الأمور، في المدينة.. ميت (التفت) عليه حية..، و(لكن) قد أبطل أهل المدينة هذه الحكاية وقالوا ما رأيناها ولا لها أصل ولا حصلت وإنما هي كذب، ثم الآن (زعموا أن) واحد طلع من القبر..، (ولكن).. هذا من الكذب ومن التدجيل ومن جملة طريق الموعظة (المبنية على الكذب)..، هذا مثل (من كانوا) يضعون الحديث يكذبون على الرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون هذا من باب الترقيق والموعظة ولا يضر, (ولكن).. هذا من الكذب على الله عز وجل والكذب على رسوله صلى الله عليه وسلم". ومن الغريب الادعاء بأن جزيئات الماء تسمع وتفهم الحديث بكل اللغات فتتشكل البللورات تبعًا للمعنى: مع الثناء تلمع ومع السباب تبدو مُشَوَّهة, ومع القرآن تتألق مأخوذة من الوَجْد!, لكن هذا الوَجْد المزعوم تغطية بدهاء لمبدأ الطاقة الكونية في الأديان الشرقية الوثنية والتي يعتبرونها بديلا عن الإله في طلاقة المعرفة, ولم تؤكد المراجع العلمية الخبر وظنه أحدهم حقيقة علمية فاعتبره سببًا للبسملة عند المسلمين حين الشرب لأن جزيئات الماء واعية تسمع وتعقل!, فقال فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم: "هذا قول لا أصل له؛ بل هو من الظّن ومن القول على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بِغير عِلْم". وقد كشف ابن تيمية (رحمه الله تعالى) سر بعض الخوارق المزعومة بقوله (الجواب الصحيح ج3ص324): "إن كثيرا من الناس بل أكثرهم تدهشهم الخوارق حتى يصدقوا صاحبها قبل النظر (شرعا وعقلا) في إمكان دعواه", و(المنار المنيف ج1ص150): "بين يدي الدجال الأكبر صاحب الخوارق دجالين كذابين", و(الجواب الصحيح ج2ص339): "قد صنف بعض الناس مصنفا في حيل الرهبان مثل الحيلة المحكية عن أحدهم في جعل الماء زيتا بأن يكون الزيت في جوف منارة فإذا نقص صب فيها ماء فيطفو الزيت على الماء فيظن الحاضرون أن نفس الماء انقلب زيتا, ومثل الحيلة المحكية عنهم في ارتفاع النخلة؛ وهو أن بعضهم مر بدير راهب وأسفل منه نخلة فأراه النخلة صعدت شيئا شيئا حتى حاذت الدير, فأخذ من رطبها ثم نزلت حتى عادت كما كانت, فكشف الرجل الحيلة فوجد النخلة في سفينة في مكان منخفض إذا أرسل عليه الماء امتلأ حتى تصعد السفينة, وإذا صرف الماء إلى موضع آخر هبطت السفينة, ومثل الحيلة المحكية عنهم في التكحل بدموع السيدة يضعون كحلا في ماء متحرك حركة لطيفة فيسيل حتى ينزل من تلك الصورة فيخرج من عينها فيظن أنه دموع, ومثل الحيلة التي صنعوها بالصورة.. (فقالوا) هذه صورة السيدة مريم, وأصلها خشبة نخلة سقيت (بالدهن).., وصار الدهن يخرج منها دهنًا مصنوعا يُظن أنه من بركة الصورة, ومن حيلهم الكثيرة النار.., نار مصنوعة يضلون بها عوامهم يظنون أنها نزلت من السماء ويتبركون بها وإنما هي (صنيعة).. وتلبيس, ومثل ذلك كثير من حيل النصارى", وقد تناقلت المواقع النصرانية الزعم بزيارة السيدة مريم العذراء عليها السلام لحفيد مذيعة مصرية مُصاب بسرطان الدماغ مع قسيس مُعاون, وباستخدام أدوات حديثة أزالت الورم بعملية جراحية أمام دهشة المذيعة ومن حضر من الأقارب, لكن الخبر بلغ المذيعة فكَذَّبَته وفضحت الحيلة في الصحافة بقولها: "المواقع المسيحية كاذبة, وليس لي حفيد؛ وإِنَّما حفيدة مُعافاة", والمفارقة أن القسيس نفسه قد أصابته لاحقًا جلطة في الدماغ فلم يستنجد بالسيدة العذراء وفَضَّل الانتقال إلى المستشفى"!. وظهر في حماة نبع أكدوا قدرته على شفاء كل الأمراض المستعصية, فمَثَّل فرجًا لمن ينتظر معجزة فابتنى الآمال على الرمال؛ وتقاطر الناس من كل صوب كأنه الحج ليفيقوا على وهم لا وجود له, وعاطل أصبح فجأة شيخًا بلا عبء دراسة؛ يُعالج السحر, ومع ذيوع صيته كيف يَشُك فيه أحد!, فللتشخيص يكفيه النظر للمرأة واسم الأم بلا حاجة لمعامل, ولا يضع يده على موضع الداء إلا للعلاج, ولا يقبل إلا الهدية عملا بالسنة النبوية, والمؤشرات عديدة على تراجع المنهج العلمي المنطقي والعقلي عملا بتعاليم الدين فانحطت بعض أنماط التفكير إلى ما يُشبه عصر الجاهلية, وحتى لو ثبت تشابه نقش على شيء كحجر أصم مع لفظ بأي لغة فلن يعدو كونه لطيفة فحسب, والإسلام ليس كغيره محتاجًا لشعوذة وافتعال كرامات كظهور العذراء بمصر أو روما وإنما يتحدى العالمين ويُوقظ النابهين بكتابه المُعجز وتشريعه الوافي الموافق للفطرة, ولا مجال فيه لشعار الكهنوت الكنسي: (لا تحل البركة إلا على ابن الطاعة العمياء, ومن يطلب دليلا مطرود من الجَنَّة), وانتشال التائهين واستنهاض منهج التَحَرِّي والتحقيق مَنُوط بالنُّبهاء والمحققين حتى تعود للدين السيادة في حياة المسلمين. يمكن التواصل مع الدكتور دودح على الإيميل التالي: |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
الفاتيكان وندوة الحوار بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذ الحضارة الفرنسية بابا الفاتيكان يستقبل مفتي البوسنا (احد المشاركين في الحوار) إنعقدت ندوة الحوار المسيحى الإسلامى فى الفاتيكان من4 الى 6 نوفمبر الحالى(2008). ولفهم حقيقة ما يدور فى المؤسسة الفاتيكانية لا بد من نظرة سريعة لما سبقها من أحداث.. ففي السابع والعشرين من شهر أكتوبر 2008 نشرت مواقع الفاتيكان بيانا ، بعناوين مختلفة حتى لا يبدو انه مقصود النشر، حول اللقاء المغلق الذي سيدور في الفاتيكان تحت عنوان "ندوة الحوار الإسلامي-المسيحي" ، موضحا أن برنامج ذلك اللقاء قد تم وضعه في شهر مارس الماضي، أثناء أحد اللقاءات التي تتم دوريا. والمعروف إنها تتم بين مجموعة من المسلمين الموالين للفاتيكان، فهو الذي ينتقيهم، وأخرى من العاملين به.. كما أعلن ذلك البيان أن اللقاء المحدد له من 4 إلى 6 نوفمبر 2008 قد سبقته عدة لقاءات مسيحية إسلامية في أماكن مختلفة من العالم.. وهو ما يكشف عن كيفية قيادة الفاتيكان وإعداده لهذه اللقاءات التي يرمى من خلالها إلى الحصول على مزيد من التنازلات.. فالحوار في نصوص الفاتيكان المنشورة يعنى " كسب الوقت حتى تتم عملية التنصير" .. وكان آخر هذه الاجتماعات ما تم انعقاده يومي 24 و 25 أكتوبر الماضي ، في تركيا، بين المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية وجامعة مرمرة، تحت عنوان "العلاقات بين العقل والإيمان في الإسلام والمسيحية". واجتماع آخر في مطلع الإسبوع، في مدينة بروكسل، بمبادرة من مجمع الكنائس الأوروبي ومجلس المجامع الأسقفية الأوروبية، وكان بين الحاضرين الكاردينال جان-بيير ريكار (J.P.Ricard) الذي راح يكرر مطلب بنديكت 16 بعد تلقيه خطاب ال138 مسلما، من أنه يتعيّن على المسلمين أن يسلكوا نفس الطريق الذي سلكه الفاتيكان في القرنين الماضيين وتطبيق مطالب عصر التنوير، وخاصة ما يتعلق منها بحقوق الإنسان وحرية العقيدة وممارستها علناً!.. والمعروف أن خروج الفاتيكان عن تعاليم دينه وتبرئة اليهود من دم المسيح واستبعاد المسلمين من نسل سيدنا إبراهيم وفرض تنصير العالم بل والاعتراف بأن الكتاب المقدس من صياغة بشر وليس من عند الله، هي من أهم قرارات مجمع الفاتيكان الثاني الذي كان من توابع عصر التنوير، وكل ذلك مكتوب ومنشور في وثيقة "في زماننا هذا" منذ عام 1965 والتي كرر الكاردينال جان لوي توران أكثر من مرة قائلا: "أنها ستكون حجر الأساس للحوار بين الفاتيكان والمسلمين"، وهو القائل قبل ذلك " انه لا يمكن إيجاد حوار مع المسلمين طالما يعتقدون أن القرآن منزّل من عند الله! " ، والتعليق تم نشره آنذاك في كل الصحف.. فهل سيقوم المسلمون بالخروج عن دينهم وتبديل آيات القرآن الكريم واستبعاد بعضها مرضاة للفاتيكان أو تمشيا مع سياسته الرامية إلى اقتلاع الإسلام بأيدي المسلمين ؟؟. إن الخطاب الذي وقّعوا عليه يقولون فيه: "قل هو الله أحد الله الصمد" مستبعدين بقية السورة القائلة "لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" ، وهى إدانة صريحة من الله عز وجل لفرية تأليه السيد المسيح وبدعة الثالوث إدانة بلا مواربة. كما أوضح ريكار أن "حرية العقيدة تعنى حرية الانتقال من ديانة إلى أخرى أو ترك الديانة دون أن يترتب على ذلك أية ردود أفعال"، والمقصود بها حد الردة، وهو كما قال: "موضوع حساس بالنسبة لكثير من المسلمين، لكنني أعتقد أن الاندماج الكامل في المجتمعات الأوروبية يتضمن هذه الحرية، كما أن مبدأ الحرية الدينية يجب إن تكون له قيمة متبادلة، أي أن توجد في أوروبا وفى البلدان الإسلامية " ! وهو ما يكشف حقيقة ما يحاك للوجود الإسلامي في الغرب وكيف أن الاندماج في تلك المجتمعات يعنى، في نظر الفاتيكان، إلا يتشرب المسلمون عادات المسيحيين وتقاليدهم فحسب وإنما أن يتشرّبوا عقيدتهم أيضا؛ كما يتضمن الإصرار على بناء كنائس في ارض المملكة السعودية وهو ما يحاول الفاتيكان فرضه عن طريق الدهاليز الدبلوماسية. ومن اللقاءات السابقة والممهدة لندوة 4-6 نوفمبر، المحاضرة التي ألقاها القس كريستيان ترول (Ch. Troll) في لندن بعنوان "نحو التزام مسيحي-إسلامي" ، بحضور كل من أسقف كانتربرى ، روان ويليامز، الذي يلعب دورا واضحا في تلك اللقاءات التابعة للبابا، إضافة إلى عبد الحكيم مراد وينتر وعارف على النايض ، ويعتبران من أهم شخصيات لقاء 4-6 نوفمبر الممالئة للفاتيكان على حد ما يُفهم من المقالات التي يمليها على وسائل إعلامه. وعلى الرغم من الإعلان عن أن كل وفد سيتكون من 29 فردا من بينهم بعض السيدات، إلا أن الفاتيكان لم يعلن إلا عن أسماء خمسة فقط من كل جانب. وأوضح أن أسماء المسلمين المشاركون في ذلك الحوار المغلق هي: عبد الحكيم مراد وينتر البريطاني، وعارف على النايض الليبي، وكلاهما أستاذ في جامعة كمبردج، وإبراهيم كالين التركي، ويقوم بالتدريس في كلية يسوع بجامعة جورج تاون بواشنطن، وسهيل نخّودة الأردني، مدير مجلة "إسلاميكا مجازين" التابعة للفاتيكان، والإيطالي يحيى بللافتشينى وكان من فرق الهيبيز السابقين .. وإن خرجنا بشيء من هذه الأسماء ، إضافة إلى ما نشر عن حضور طارق رمضان أو محمود عزب ، لأدركنا بوضوح كيف أن الفاتيكان يستعين بقدرات كل من يمكنه تمرير طلباته المخادعة والهادمة للإسلام سواء عن عمد أو عن جهل.. وفيما بين الثاني والثالث من نوفمبر وقبل بداية ذلك الحوار المغلق نشرت الصحف والإذاعات الفرنسية العامة والمسيحية حوارات وموضوعات تشترك جميعها في عرض الموضوع وكيف أنه بدأ بالخطاب الذي ألقاه البابا في راتسبون وفُهم منه "خطأ" انه سب الإسلام والمسلمين ، فأُصيب المسلمون بالهلع، فتقدم 138 من كبار العلماء بخطاب يناشدون فيه البابا قائلين "تعالى إلى كلمة سواء ، ولنبحث عن المشترك بيننا" – فيبدو الأمر وكأن المسلمون قد خافوا من أن يتمادى البابا في كشف "مساوئ" الإسلام فقرروا لمّ الموضوع وترك الخلافات، التي أوضحها الله عز وجل في كتابه الكريم، ليبحثوا مع الفاتيكان عن المشترك بين الديانتين – ويا للعار !.. ومن المؤسف أن يكون هذا موقف تلك المؤسسة الدينية وتعاملها بوجهين، إن لم يكن بعدة أوجه، فالحقيقة التي تكشفت آنذاك في مواقعها ونصوصها هي: أن البابا قد قلق من رد فعل المسلمين وطالب الكاردينال جان لوي توران أن يتصرف لمحاصرة الموقف!.. فبدأ باللجوء إلى من يراهم من الموالين له من المسلمين وتمخضت اللعبة عن ذلك الخطاب الفضيحة الذي يقول فيه المسلمون أنهم يعبدون نفس الإله مع المسيحيين ، متناسين أننا نعبد الله الذي ليس كمثله شيء ، خالق الكون بكل ما به، بينما يعبد المسيحيون "ربنا يسوع المسيح الذي تجسد بشرا وعُذب وصُلب وقُبر ونزل في الجحيم ثلاثة أيام ثم صعد وجلس عن يمين الآب الذي هو نفسه" !. وهو ما يقوله بنديكت 16 في كافة خطبه وأحاديثه، مؤكدا انه لا خلاص لكافة البشر إلا بيسوع المسيح، بل وذلك ما قاله احد أعضاء الفاتيكان في أول جلسة افتتاحية لذلك الحوار المنعقد من 4 إلى 6 نوفمبر، ولا نملك إلا أن نتساءل هل يعبد المسلمون مثل هذه الفريات المختلقة عبر المجامع على مر العصور والتي لا يقبلها عقل ولا منطق ؟!. وفى الكلمة التي ألقاها البابا بنديكت 16 باللغة الإنجليزية، صباح يوم الخميس 6 نوفمبر الحالي، أمام أعضاء الوفدين في تلك الندوة المغلقة، ونشرتها جريدة "لا كروا" نقلا عن الفاتيكان ، قال بنديكت 16 في تعريفه للإله الذي يعبده هو وأتباعه قائلا: " يُعلن التراث المسيحي أن الله محبة (يوحنا 4:16) ومن منطلق الحب خلق الكون بأسره، وبحبه أصبح موجوداً في التاريخ الإنساني. ولقد أصبح حب الله مرئيا، متجلّياً كاملا ونهائيا في يسوع المسيح. وهكذا نزل ليقابل الإنسان، وبينما ظل بكونه الله، أتخذ شكل طبيعتنا. وأعطى نفسه لكى يستعيد الكرامة الكاملة لكل شخص ويجلب لنا الخلاص" ، إذ يقول النص بكل وضوح : "The christian tradition proclaims that God is Love (1 Jn 4:16). It was out of love that he created the whole universe, and by his love becomes present in human history. He thus came down to meet man and, while remaining God, took on our nature. He gave himself in order to restore full dignity to each person and to bring us salvation" فهل ذلك هو مفهوم الله عند المسلمين حتى يسكت الحاضرون ويبصمون ؟!.. ولا أقول شيئا عن باقي المطالب التي جاهر بها البابا، من قبيل التأكيد على نسيان سوء الفهم واجتياز كل الخلافات و حماية الحقوق الأساسية للإنسان كحرية المعتقد وحرية العقيدة والعنف الذي يلاقيه رجال الدين أو العنف باسم الدين، فهي بحاجة إلى مقال على حدة، فأقل ما كان يجب أن يقال له : إن كان هناك ثمة عنف باسم الدين من جانب المسلمين فهو يقينا كرد فعل ضد عمليات التبشير والتنصير التي تقودها الكنيسة بهيستريا عبر العالم الإسلامي ! أما البيان الختامي الصادر عن اللجنة المجتمعة مساء يوم 6/11، فقد تضمن 12 بندا تدور حول المساواة بين الرجل والمرأة، وحرية المعتقد وحرية العقيدة، وإنشاء نظام إقتصادى أخلاقي، ورفض العنف والإرهاب باسم الدين، وهى وثيقة بحاجة إلى دراسة وردّ تفصيلي، لكننا نتوقف عند أول بند، الذي تأخذ ديباجته نصف صفحة تقريبا، بينما باقي البنود قد صيغ كل منها في سطرين أو ثلاثة. يتناول البند الأول التعريف بحب الله وحب القريب بالنسبة للمسيحيين وفقا لإنجيل يوحنا، وتحديد أن هذا الحب خاص بالإنسانية جمعاء وبكل البشر" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " (3 : 16) وان هذا الحب قد وُضع في القلب البشرى عن طريق الروح القدس .. أما بالنسبة للمسلمين فيعتمد حب الله والقريب في هذا البيان على ما ورد بخطاب "كلمة سواء" الذي تمت فيه عملية بتر مغرضة للآيات القرآنية، دون ذكرها في البيان، وإنما تم الاستشهاد بحديثين لمسلم والبخاري، مع إضافة : " أن هذا الحب، كما يحدده القديس المحبوب ماأوميه، هذا الحب أقدم من الحب الإنساني للإله الوحيد الحقيقي" ! ( le Saint et Bien-aimé prophète Mahomet ) والمقصود ب "القديس المحبوب ماأوميه" هو سيدنا محمد صلوات الله عليه، فكلمة "ماأوميه" هو التحريف الذي اشتقه التعصب الكنسي عبر التاريخ لاستبعاد اسم سيدنا محمد عن الذاكرة العامة، على الأقل في الغرب، الذي يعرف تماما كيف يكتب اسم محمد حينما يتعلق بأي شخص آخر إلا رسول الله ! وكان الأكرم لهؤلاء المشاركين، لو كانت لديهم ثمة غيرة على دينهم أو اى احترام لنبيهم أن يحتجوا ويطالبوا الفاتيكان بتعديل كتابة اسم سيدنا محمد بدلا من التوقيع على ذلك التحريف !. أما الإله الوحيد الحقيقي في نظر تلك المؤسسة المجحفة فيقصد به "ربنا يسوع المسيح"، وهو ما لا يكف بنديكت 16 عن ترديده في كافة كتاباته وخطبه، وانه الطريق الوحيد لخلاص كل البشر !. وما أكثر الخلط والتلاعب بالألفاظ في هذه الوثائق .. ومن مهازل إفراد هؤلاء المسلمين، ان يدلى الدكتور مصطفى شريف، الجزائرى، بحديث لإذاعة الفاتيكان تم نشره يوم 6/11 فى موقع الإذاعة يقول فيه بكل مغالطة: "بكل اسف، يعانى المسيحيون على ارض الواقع فى البلدان الإسلامية وخاصة فى العراق" !. وكان الأكرم له أن يتهم ذلك الإحتلال الغاشم السياسى-الدينى، الذى راح ضحيته اكثر من مليون شهيد ومشرّد عراقى، فقوافل المبشرين التى غزت العراق ضمن العتاد الحربى الأمريكى فضحته الصحافة الغربية والأمريكية قبل ان تتناوله الصحافة العربية والإسلامية.. فإن فرضنا جدلا وكانت هناك أية ردود افعال من المسلمين، سواء فى العراق او فى اى بلد إسلامى، فهى ردود أفعال نتيجة لكل ما يمارس عليها من تنصير استفزازى سواء للمسلمين او لمعالم البلدان الإسلامية. وكان الأكرم له ان يطالب بحماية الفلسطينيين من طغيان الصهاينة الذين عاون الفاتيكان على تأسيس دولة لهم مغتصبة على ارض فلسطين وان يطالب بفك الحصار المميت عن سكان غزة وغيرها، او ان يطالب بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، او أضعف الإيمان ان يذكر ويدين عمليات التنصير الدائرة على ارض الجزائر ذات المليون شهيد !! ولا يسعنى إلا ان اقول لتلك الحفنة المفرّطة فى دينها جهلا او عن عمد، ان تتقى الله، وأن تقرأ نصوص الفاتيكان الخاصة بالحوار وغيره، لتدرك الهاوية التى يسوقون إليها انفسهم أولا، قبل أن يسوقوا الإسلام والمسلمين، الذين لم ينتخبوهم ولم يوكلو إليهم عقد اللقاءات باسمهم او التوقيع على قرارات مجحفة، كل المطلوب منها كسب الوقت والحصول على مزيد من التنازلات، وكان الأكرم لهم ان يطالبوا ذلك البابا ومؤسساته الفاتيكانية بوقف تنصير العالم الذى يقوده بجبروت محموم عن غير وجه حق.. وتختنق العبارات فى الحلق حزناً وألماً على عمليات التفريط والتطبيع التى تُفرض على المسلمين، بأيدي قيادات مسلمة فى شتى المجالات، هان عليها دينها وبلدانها فى زحمة وزخم زحفها لمراضاة الغرب المسيحى المتعصب ومطالبه الظالمة، من أجل حفنة وعود زائلة .. 7/11/2008 يمكن التواصل مع الدكتور زينب على الإيميل التالي: |
رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو
عدنان ولينا والمسيح الدجال ومخطط تشويه عقائد أطفالنا http://www.quran-m.com/firas/ar_phot..._boy_conan.gif صورة لعدنان ولينا أبطال المسلسل إعداد الأستاذ طارق عبده إسماعيل كتاب وباحث في الطب النبوي اندلعت الحرب العالمية......عام 2008 وحل الدمار والخراب.....؟؟ هذا المسلسل الكرتوني يعتبره الناس من أروع ما قدم للأطفال ومن اشد معجبيه الكبار... إنه مسلسل عدنان ولينا أو فتى المستقبل كونان Future Boy Conan. اشتهر المسلسل باسم عدنان ولينا نسبة لاسم البطلين الرئيسيين، لكن اسمه الرسمي للنسخة العربية هو "مغامرات عدنان ولينا" وهو مسلسل ياباني مدبلج إلى العربية من إنتاج شركة Nippon Animation، مكون من 26 حلقة، عرض على الشاشات العربية خلال فترة الثمانيات، ومازال يعرض حتى الآن على بعض القنوات. http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1225394918123.jpg صورة لغلاف الرواية الأصلية The Incredible Tide صورة لمؤلف العمل Alexander Key أشرف على إخراجه المخرج ميازاكي أحد أعظم مخرجي ورسامي الرسوم المتحركة اليابانية، وكان ذلك في عام 1978 م وهو مقتبس عن رواية The Incredible Tide أي المد المذهل، لألكسندر كي Alexander Key وهو كاتب أمريكي. ولكن ! هل خلف هذا المسلسل الكرتوني سر أو أمر يحتاج الى نظر وتفسير لقصته ولشخصياته ؟؟ هل هذا المسلسل الكرتوني ضمن الغزو الفكري والثقافي لأطفالنا ؟؟ لماذا عام 2008م بالذات ؟؟ ماذا تمثل شخصية عدنان ؟؟ ماذا تمثل شخصية لينا ؟؟ من هو جد لينا ؟؟ ما هي ارض الأمل؟؟ لماذا هذا المسلسل الكرتوني بالذات يعاد تحديثه كل عشرون عام ؟؟ لماذا هذا المسلسل الكرتوني بالذات تم الإنفاق عليه مادياً بشكل كبير حتى تعدي باقي أنواع أفلام الكرتون الأخرى وصار ضمن ألعاب الكمبيوتر وليس بطريقة العرض فقط , وتم دبلجته ليصير باللغة العربية وليس فقط بل بمعظم اللهجات العربية ؟؟ ربما يقول قائل أنني من ضمن المبالغين بنظرية المؤامرة وعندي هوس بها وقد بالغت في أمر هذا المسلسل الكرتوني وهو لا يعدو كونه مسلسل كرتون قد أشتهر لأسباب فنية بحتة. هنا أدعوكم للمقارنة بين قصة المسيح الدجال وما يدور حولها كما جاءت بالسنة النبوية الصحيحة وقصة عدنان ولينا وما يدور حولها , لنقف بموضوعية ونري هل الأمر مجرد قصة عادية أم هناك تعمد وتشبيه مقصود بموضوع المسيح الدجال وبالطبع يتخلله بعض الأكاذيب التي تصب في صالح هذا الدجال وما يلتف حوله من يهود..... والله المستعان. صورة لجد لينا الرجل الأعور ضخم الجثة وتظهر علامة على جبينه شخصية جد الطفلة لينا (الدكتور رامي أو ) وهي الشخصية المتشابها في صفاتها الشكلية والفعلية لشخصية الدجال في الكثير وسنري هل ذلك تمهيد نفسي لتقبل شخصية الدجال الحقيقية فيما بعد أم لا. صورة للقلعة التي تقع في الجزيرة النائية التي سجن فيها الدكتور رامي أولا الصفات الشكلية: 1- (أعور العين) وهنا نتسأل عن هذا الأمر الغريب في شكله وموضوعه لهذه الشخصية الكرتونية , فعوار العين لا يظهر بشكل عين مصابة أو مرتدي نظارة سوداء وإنما بشكل عين ممسوحة , والغريب أيضاً أن هذه القصة ليس لها علاقة بموضوع العيون من قريب أو بعيد, وهذا العوار غير مرغوب أساساً في قصص الأطفال !! فما الداعي لإبراز صفة المسيح الدجال من ناحية عوار عينه ومسحها كما وصفها رسول الله , وجعل ذلك وصفاً لهذه الشخصية الكرتونية بدون سبب مقنع له علاقة بموضوع القصة , لو افترضنا جدلاً أنها قصة عادية ؟؟ 2- (أجلي الجبهة ومرسوم عليها ثلاث علامات) في إشارة واضحة لوصف رسول الله للدجال بأنه عريض الجبهة ومكتوب عليها ثلاث حروف ك ف ر فهل يعقل أن تكون ذلك مصادفة لقصة عادية , وهل هذه العلامات الثلاث لها علاقة بموضوع قصة أطفال عادية ؟؟ 3- (ضخم الجثة) وهذه من صفات الدجال أيضا اتي ذكرها رسول الله وليس لها علاقة بالقصة لو افترضنا أنها قصة أطفال عادية لاسيما أن الشخصية هذه تمثل شخصية جد والمفروض أن كبار السن تكون أجسامهم ضعيفة وصغيرة الحجم وليست ضخمة جداً ,أضخم من أجسام المصارعين الشباب , فهل ذلك مصادفة ؟؟ والآن نستعرض الصفات الفعلية لنفس الشخصية 1- ( مقيد بالسلاسل في جزيرة بالبحر) وهذه أيضاً صفة من الصفات التي ذكرها رسول الله عن المسيح الدجال فهل هذه مصادفة غير مقصودة أيضاً ؟؟ 2- (يأمر السماء فينزل المطر علي الأرض الجدباء فتصير يانعة خضراء) وهذه أيضاً من الصفات التي ذكرها رسول الله عن الدجال , فهل ذلك مصادفة غير مقصودة أيضاً ؟؟ 3- (يخلق بشر ومخلوقات) بهذه الأرض الخضراء , وهذه صفة قد ذكر رسول الله أن المسيح الدجال سوف يقوم بذلك بمساعدة الشياطين حتى تتوهم الناس أنه يخلق بشر, فهل ذلك مصادفة وقصة أطفال عادية ؟؟ بعض الشخصيات الأخرى:- عبسي فتى يرمز إلي العرب أسما وموضوعاً بالصورة السيئة التي ينشرها الإعلام اليهودي العالمي علي كافة المستويات وليس في هذا المسلسل الكرتوني فقط فتجد اسمه عبسي في إشارة لإحدى القبائل العربية الشهيرة ويصطاد الضفادع والسحالي والفئران ليأكلها , في مبالغة وتنفير لما هو معروف بالجزيرة العربية عن صيد وأكل الضب ثم تجد هذه الشخصية متصفة بالتفاهة وليس له هم إلا بطنه , والبلاهة والغباء من صفاته بالإضافة لظهوره سكران ومحشش وهذه هي الصفات التي يلصقوها بالعرب لتشويه سمعة الإسلام أيضاً. صورة لشخصية عبسي علام: هو شخصية قيادية شريرة ويوسم الناس بالصليب وهو علي عداوة شديدة مع شخصية الدكتور رامي السابقة وبالطبع ترمز شخصية علام الكرتونية هذه لشخصية نزول المسيح عليه السلام ولكن من رؤية يهودية وليست إسلامية اللهم إلا كسر الصليب في نهاية المسلسل. صورة لشخصية علام التي ترمز للمسيح الذي يقاتل الدجال عدنان ولين: لينا شخصية طفلة لطيفة تكلم الطير وتتخاطب معه وهي حفيدة الدكتور رامي , ولعله يتضح من صفاتها في التخاطب مع الطيور أنها ترمز لإسرائيل وعدنان هو من أحفاد سيدنا سليمان وداود عليهما السلام كما يحبوا أن يوصفوا بذلك. صورة لشخصية لينا التي ترمز لإسرائيل صورة لشخصية عدنان في أرض الأمل(أرض الميعاد) التي ترمز لأحفاد داود وسليمان وهو رمز للقوة أحداث ومواقف هناك الكثير من الأحداث والمواقف التي تصب في صالح اليهود والدجال والنظريات التي تمثلهم مثل :- الحرب العالمية الثالثة وما يعقبها من نزع سلاح العالم بقيادة جد لينا لكي يعيش العالم في سلام , وهذه الدعوة بالمناسبة موجودة في التوراة المحرفة ومعركة هرمجدون بين الخير والشر. أرض الأمل وأرض الميعاد التي تسعي لينا وجدها للوصول إليها في إشارة واضحة لفلسطين ومكانتها عند اليهود في أنها الأرض المباركة لهم. صورة لأبطال المسلسل (عدنان ولينا يعودون إلى أرض الأمل (أرض الميعاد) وأخيراً نقول استحالة أن تكون كل هذه الرموز المتشابهة محل صدفة غير مقصودة في القصة فالكل يعرف ما هو تأثير الأفلام الكرتونية لدى الأطفال ، وخاصة بعد ظهور العديد من الدراسات التي تشير إلى أن هذه الأفلام تشكل خطرا على عقائد المسلمين وأنها أسهل طريقة لغزو الشعوب الإسلامية واختراق أجيالها ، لأنها تدخل في وجدان الطفل في فترة يكون خالي الذهن ولا يعي ما الذي يحدث ولا يدرك الضرر الناتج عما يتلقاه ، فيأخذه عقله الباطن بتخزين كل ما يشاهده ويظل مدسوسا في داخل أعماقه ينمو معه كلما كبر مشوهاً عقيدته الصحيحة وممهداً لما تم بثه من عقائد فاسدة من قبل عن طريق هذه الأدوات الإعلامية الجذابة , لاسيما أن وسائل الإعلام العالمية في أيدي اليهود وكذلك منهم مؤسسين علم النفس الحديث كفرويد وغيره ويعرفوا كيف يستخدموا هذا العلم لخدمة أهدافهم, فلنحذر ولنراقب ما يشاهده أطفالنا ولندرك قدر ما يحيك لنا أعدائنا علي كافة الأصعدة. تنسيق وترتيب طارق عبده إسماعيل باحث بالطب النبوي وكاتب إسلامي المراجع |
الساعة الآن : 06:08 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour