ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   رمضانيات (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=23)
-   -   رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=233428)

ابوالوليد المسلم 28-03-2023 05:52 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
طول القرع يفتح الأبواب
هشام محمد سعيد قربان




درس من رمضان











رمضانُ شهر الصوم والصبر، منبع لكثير من الدروس والعِبر للمتأمِّلين.



نشهد فيه يومًا بعد آخَرَ تغييرًا لكثير ممَّا أَلِفْنا واعتدنا، تغييرًا يؤثِّر على أجسادنا وأرواحنا أفرادًا ومجتمعاتٍ.



في مدرسة الجوع تربية وترقيق للنفس، وتلطيف متدرِّج للمشاعر، ودواء للكبر.



ويحلو العيش في أحضان المصاحف كما لم يَحْلُ من قبلُ.



أما مكابدة القيام وسماع القرآن في ركَعات معدودات، فله أثر في النفوس عجيب بنوره، وتخلُّله في أعماق القلوب.



لعل بعضنا يتساءل عن هذا التغيُّر والتحوُّل، ما سِرُّه؟



إن لها أسرارًا كثيرة تتلخَّص في التهيئة والتوفيق الإلهيِّ.



فمردة الشياطين محبوسة في هذا الشهر خاصة، والممارسة المجتمعية المشهودة دافع ومحفِّز للجميع.



لكن هنالك أمر يعرفه البعض، وقد يخفى على الآخرين.



إنه طول المكث على أبواب القلوب، ومداومة القرع عليها.



إن مثل أنفسنا كأبواب ثقلت مصاريعها، وصدئت وجفت مفاصلها، وغفل بوّابها.







فيأتي رمضان بالصوم والصلاة والذكر وسماع القرآن والطاعات والدعاء؛ ليجد هذه الأبواب التي اعتادت أن توصد طويلاً، فيقرعها أو تقرعها كل هذه الطاعات، كلٌّ من جهة وجانب.







تقرع الأبواب الثقيلة المغبرة، وما من مجيب، يعلو صوت القارع، ويصرخ، وتكلُّ يمينه وشماله، ولا سامع ولا مجيب!



يعود القرع ليلة بعد أختها، يعود بعد تلاوة حزب بعد حزب بعد حزب، ولا حس ولا أثر.







ويعود القرع بلا كلل ولا ملل، ويتفكّك قليل من الصدأ، ويتساقط على الأرض، ويتصاعد بعض الغبار المتراكم، ولكن الأبواب لم تزل صمَّاء موصدة، يا للعجب! أهذه أبواب أم طباق قبور مهجورة؟!







لا ييئس الطارق من القرع، ويعود ليلة بعد ليلة، ويطيل قرعه ومكثه عند الأبواب وشده لمقبضها، ويتفكك المزيد من صدأ المفاصل، ويتساقط عنها الغبار.







ويكاد اليأس يُضعفُ القارع، ولكن فجأة، وبلا مقدِّمات يتحرّك باب من هذه الأبواب، وتسمع له صريرًا مخيفًا، فيهبُّ القارع إليه، ويجذبه إليه بقوة، فيفتح قليلاً، ويتسلل النور إلى ما خلف الأبواب، ويدخلها بعد ظلمة طال زمنها، ويدخل مع النور هواء نقيّ، ويجذب القارع الباب؛ ولكنه لا يفتح أكثر من هذا المقدار.







يعود القرع بعد ساعات، ويواصل القارع شدَّه للباب وجذبه ليفتحه؛ ولكن الباب عنيد لا يستجيب، ولا يكفي ما فتح من الباب للدخول.







يعود القرع في الليلة القادمة، وتقرع الأبواب قرعًا فيه إلحاح ولهفة وشوق، فيفتح الباب على مصراعيه، وتنهمر دموع الفرح، ويعود للنفوس الفرح بالله، والأنس بكتابه، والتلذذ بقربه.








تعلّم من رمضان أن طول المكث عند أبواب النفس، ومداومة قرعها بالطاعات المختلفة والدعاء والذكر وسماع الآي وتلاوتها مع التدبر - باب عظيم من أبواب التوكل، به تَلِين الأنفس، وتصبح طيِّعة مطيعة، ويستقيم حالها، وتسعد في العاجلة والآجلة.







هذا درس مبارك من رمضان، شهدناه بأنفسنا، وتعلّمناه، وقطفنا بعض ثماره، وذقنا حلاوتها؛ فحريٌّ بنا الإفادة منه في رمضان، وسؤال الله استدامة بركته بعد رمضان.



والله ربنا ومولانا في كل حال وحين، وهو نعم المولى ونعم النصير.


ابوالوليد المسلم 28-03-2023 05:53 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
باحثون: الإسراف في شراء الأطعمة الرمضانية ينافي الحكمة من الصيام

عماد عنان




http://fiqh.islammessage.com/Files/l..._154370946.jpg



سلوكيات باتت تمثل ظاهرة مجتمعية مع اقتراب شهر رمضان كل عام، تتمثل في الإسراف في شراء كافة أنواع الطعام والشراب استعدادا لهذا الشهر العظيم، فتكتظ المراكز التجارية والتسويقية بالمسلمين الراغبين في الحصول على أكبر حصيلة ممكنة من الأطعمة والمؤن المستخدمة طيلة الشهر ، وكأن الحياة ستتوقف بعد ذلك.

ورغم ما يحمله شهر رمضان من معاني الزهد والتعفف والصوم عن الملذات والشهوات إلا أنه في المقابل بات يمثل الشهر فرصة سنوية لتناول كافة أنواع الأطعمة، فبدلا من أن يتحول رمضان إلى شهر صوم وقلة في استهلاك الطعام والشراب بات الشهر الأكثر استهلاكا لمثل هذه المنتجات في تناقض أثار الكثير من التساؤلات حول فهم واستيعاب المسلمين لفحوى وروح هذا الشهر المبارك.
الدكتور عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أوضح أن هذه الظاهرة تعد من الإسراف والتبذير، وهو المنهي عنه في الكتاب والسنة، فقال تعالى: }وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ? إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{(الأعراف31)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال"
منصور لـ "الملتقى الفقهي" كشف أن هذه السلوكيات لم تقتصر على الغني ميسور الحال وفقط، بل إن فقراء المسلمين أيضًا لهم نصيب منها، مشيرًا إلى أن الإسراف كما يكون من الغني فإنه يكون من الفقير، ولهذا قال سفيان الثوري رضي الله عنه: "ما أنفقت في غير طاعة الله فهو سرف، وإن كان قليلاً"، وكذا قال ابن عباس رضي الله عنه: "من أنفق درهماً في غير حقه فهو سرف".
وأضاف عميد كلية الشريعة بأن الإسراف صفة من صفات الكافرين؛ يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ} (127) سورة طه. وهو صفة من صفات الجبارين الذين يملكون بأيديهم السلطة والمال، يقول تعالى: {وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ}(يونس:83)، قال تعالى: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ} (151) سورة الشعراء.
وأوضح أن الإسراف والتبذير، يلتقيان في معنى الإنفاق بغير طاعة، ولكنَّ الإسراف أعمُّ من التبذير؛ لأنَّ التبذيرَ معناهُ التفريقُ, وأصلُه إلقاءُ البذر في الأرض, واستُعير لكلِّ مضيّعٍ مالَهُ، يقول تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (الإسراء:27)، كما يلتقي والإسراف والسفه في معرض الغفلة والطيش وخفة النفس ونقصان العقل، وإنَّ ما يحصل من السفيه في إنفاق المال بما لا يُرضي الله ليُبيِّن الحقيقةَ في أنَّ السفه سببٌ من أسباب الإسراف.
بدوره أشار الباحث الدكتور محمود الحاج، أن الحكمة من الصيام هي شعور المسلمين بحاجة الضعفاء والمساكين، وليس المزيد من الإسراف والتبذير فيما لا فائدة منه؛ لذا فإنَّ الاهتمام بالمأكولات والمشروبات أمر يهدِّد استفادة المسلمين من حِكمة الصيام، مشيرًا: "أنَّ الله فرض صيام رمضان ليتعوَّد المسلم على الصَّبر وقوَّة التحمُّل؛ حتى يكون ضابطًا لنفسه، قامعًا لشهوته، متَّقيًا لربِّه، قال تعالى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ [البقرة: 183]".
وأضاف فضيلته أنَّ مما يبعث على الأسف ما نراه من إسراف كثيرٍ من الناس في الطعام والشراب في هذا الشهر؛ حيث إن كميات الأطعمة التي تَستخدمها كلُّ أسرة في رمضان أكثر منها في أي شهر من شهور السنة! إلَّا مَن رحم الله، وكذلك فإنَّ المرأة تقضي معظم ساعات النهار داخل المطبخ لإعداد ألوان الأطعمة وأصناف المشروبات!
وقد سئل بعض السلف: لمَ شُرع الصيام؟ فقال: ليذوق الغَنيُّ طعمَ الجوع فلا ينسى الفقير.

ابوالوليد المسلم 28-03-2023 05:54 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
كيف تقلل الشعور بالعطش خلال رمضان؟





يزداد الشعور بالعطش خلال شهر رمضان بسبب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة حيث يمتد الصيام لأكثر من 14 ساعة.
فكيف نساعد أجسامنا على الاحتفاظ بالمياه ومقاومة الشعور بالعطش؟
1ـ لا غني عن شرب الماء خلال فترة الإفطار لتعويض الجسم عما فقده من سوائل, يمكنك أيضا إضافة شرائح الليمون الطازجة او أوراق النعناع والزنجبيل المبشور.
2ـ الاعتدال في إضافة الملح للطعام والتقليل منه قدر الإمكان.
3ـ تجنب تناول المخللات خاصة في طعام السحور.
4ـ اروي عطشك بالماء بدلا من العصائر المحلاة بالسكر.

5ـ تناول الكثير من الماء بين الإفطار والسحور حتى لو لم تشعر بالعطش.
6ـ الإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة خاصة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء كالبطيخ والخيار.
7ـ تناول الزبادي أو كوب من اللبن البارد على طعام السحور.
8ـ تجنب الأطعمة المقلية والأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة الحريفة.
9ـ تجنب المياه الغازية فهي تسبب الاتفاخ بسبب احتوائها على الكربون الذي يمنه الجسم من امتصاص السوائل.
منقول

ابوالوليد المسلم 28-03-2023 05:54 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
في رمضان.. أغلق هاتفك وافتح مصحفك


مي عباس


http://woman.islammessage.com/Files/...8hqdefault.jpg


جاءه الموت، فسقط الهاتف من يديه، لم تنفعه التطبيقات الكثيرة، ولا أغنت عنه الصداقات الوهمية العديدة، ربما لم يدعوا له حتى بالمغفرة والرحمة.

جاءه الموت، فسبقه القرآن إلى القبر نورا، منحه القرآن ثباتا، رأى رفعة درجاته، كان يقرأ ويرتقي بعدد الآيات التي حفظها واستقرت في قلبه.

ماذا لو عاد به الزمن؟..

ترى.. هل يظل هائما مضيعا لوقته ممسكا بهاتفه يبحث عن تسلية، ويتنقل من فتنة لفتنة، ومن إثم لفجور؟!

ترى.. هل يطيل الجدل والمعارك اللفظية والشتائم، ويملأ قلبه كراهية تجاه مخالفيه، ويهدد ويتوعد ويسب الآباء والأمهات؟.

ترى.. هل يربط تفاصيل حياته بالآخرين، فيختلق أحداثا حتى يُصورها ويعرضها لهم، ويتزين أمامهم بماله وجماله وأعماله وربما حتى عباداته؟!

الموت هو الموت.. لم يختلف الموت بعد ثورة الاتصالات، ولا يصحبك العالم الافتراضي إلى دار الحق، ولا يقرب الإنترنت بين الأحياء والموتى، لكننا أصبحنا نتعامل مع هواتفنا وكأنها جزء منا، وكأنها الرفيق الوفي الذي لن يفارق، وهو أول ما يفارق.

لكن رمضان – مع الأسف- لم يعد رمضان، ولم تعد المقاومة تقتصر على مقاطعة المسلسلات والبرامج التافهة التي تسرق الأوقات الغالية، لأن سارق الوقت الأكبر لا يفارق الأيدي والأبصار، أخطر ما في الهاتف أنه يصاحب المرء في كل مكان، يدخل معه سريره، ويجلس أمام عينيه على مائدة الطعام، ويدخل معه المسجد، لا تمر بضعة دقائق حتى يفتحه ويتفقده يشتت عقله وقلبه، ويشحن قلبه دوما بقصص الآخرين ومشكلاتهم وإنجازاتهم وصورهم.

يرافقنا الهاتف إلى كل مكان، إلا القبر.

لا شك أن الإنترنت وثورة الاتصالات منحت فرصا عظيمة للتطور الذاتي، والتعلم، والتواصل، والعمل، ولا أقصد أن أصورها كشيطان يسلبنا إيماننا ويفسد حياتنا، فهذا غير صحيح، لأنها نعم كبرى سنسأل عنها أمام الله، وتمكين من الله للناس.

فليست المشكلة في هذا التمكين، ولكن المشكلة في طريقة استغلاله، المشكلة في سيطرته على حياتنا وعقولنا، المشكلة في الإسراف " إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ". الأعراف: 31.

رمضان فرصة لإعادة التوازن إلى حياتك..

هو شهر القرآن.. فافصل هاتفك كثيرا، وألغي تفعيل أغلب تطبيقاتك، وأقبل على التلاوة والتدبر.

لن يزيد رمضانك خيرا، ولن يثقل ميزان حسناتك بنشر صور إفطارك ونزهاتك على فيس بوك وإنستجرام.

لكنه يزداد خيرا بصلة رحم حقيقية، وعون للمسلم فيما أهمه، وانقطاع عن الناس تبتلا إلى الله وذكرا للقائه.






ابوالوليد المسلم 28-03-2023 05:55 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
أعظم ما يستقبل به المسلم رمضان




د. عبدالعزيز بن فوزان الفوزان



http://main.islammessage.com/media_b...1094_10131.jpg



إن التوبة الصادقة إلى الله - عز وجل - من جميع الذنوب والسيئات تعد من أعظم ما يستقبل به المسلم هذا الشهر المبارك فـ(كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، ولا شك أن التوبة واجبة على المسلم في كل وقت ومن كل ذنب، لكنها في مثل هذا الموسم الفاضل المبارك آكد وأوجب، وصاحبها أحرى بالقبول والإجابة، وأن تكفر سيئاته، وتقال عثراته، وتمحى زلاته, بل وأن تبدل سيئاته حسنات بفضل الله - عز وجل -, ولذلك وصيتي لإخواني وأخواتي أن يبادروا بالتوبة إلى الله - عز وجل - من جميع ما سلف من الذنوب والمعاصي.



ابوالوليد المسلم 30-03-2023 07:01 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
هل تريد بيتا في الجنة؟


الحمد لله الغفور الذي ستر بستره وأجمل، الشكور الذي عم ببره وأجزَل، الرحيم الذي أتم إحسانه على المؤمنين وأكمل، الواحد الأحد القدوس الصمد الأول المنفرد بالعز والكمال، فلا ينتقص عزُّه ولا يتحول، الحي العليم القدير السميع البصير المتكلم بكلام قديم لا يتغير ولا يتبدل، أحمده على ما أنعم وأكرم وتفضل، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه الذي أوحى إليه الكتاب ونزَّل، ونهج للمتقين طريق الهداية وسهَّل.

كم يسعى الإنسان ويشقى في هذه الحياة الدنيا؛ ليبني له بيتًا فيها، فيخسر من ماله وجهده وفكره ووقته ما لا يخطر على بال، ثم هذا البيت معرض للبِلى والزوال، والحرق والهدم، والتشقق والتصدع، وإن سلم البيت من ذلك كله، فلن يسلم صاحبه من الموت، فكلٌّ مسافر مع قافلة الراحلين؛ كما قال الله عز وجل: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء: 78].

ويكون هذا الشخص قد تحمل الهموم والغموم والأرق والقلق، ولربما سكب ماء وجهه طلبًا للقرض والدَّين، وسائلًا الإمهال والتأجيل، وفي النهاية هو يعلم أن هذا كله عرضٌ زائل ومتاعٌ حقير، لذلك المؤمن تسموا نفسه ويتشوق ليبني له بيت وقصر في الجنة، وبيوت وقصور الجنة ليست كبيوتنا وقصورنا، وصف بيوت الجنة كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْجَنَّةُ ‌بناؤها ‌لَبِنَةٌ ‌من ‌فضة، ولبنةٌ من ذهب، ومِلاطُها المسكُ الأَذْفَرُ، وَحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتُرْبَتُهَا الزعفرانُ، من يدخلها يَنْعَمُ لا يَبْأسُ، ويَخْلُدُ لا يموتُ، لا تبلى ثيابهم، ولا يَفْنَى شَبَابُهُمْ» [1].

فإن سألت يا عبد الله: كيف أحصل على هذا البيت؟ وما الأفعال والأقوال التي بها تُنال الآمال، ببيوت وارفة الظلال في جنة جلَّت عن مثل ومثال، وتعالت عن حيز الفكر والخيال، بإذن الله الكبير المتعال؟ وإليك هذه الأعمال.

الإيمان بالله والعمل الصالح:
قال الله تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: 37]؛ قال ابن كثير رحمه الله: «أي في منازل الجنة العالية آمنون من كل بأسٍ وخوف وآذى ومن كل شر يُحذر منه»[2].

الحمد والاسترجاع حال وقوع المصيبة في الولد:
ومن موجبات القصور في الجنة أن تكون من أهل الحمد الذين يحمدون في السراء، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ الله لملائكته قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ‌قَبَضْتُمْ ‌ثَمَرَةَ ‌فُؤَادِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا قَالَ؟ قَالُوا: اسْتَرْجَعَ وَحَمِدَكَ، قَالَ: أَبَنُوا لَهُ بَيْتًا في الجنة وسموه بيت الحمد» [3].

تقوى الله:
قال تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} [الزمر: 20]؛ قال ابن كثير: «أي مساكن عالية طباق بعضها فوق بعض»[4].
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِنْ زَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أَيْ هِيَ جَامِعَةٌ لِأَسْبَابِ النُّزْهَةِ.

الغدو إلى المسجد والرواح:
ومن أسباب الحصول على بيت في الجنة: المحافظة على صلاة الجماعة، فالله سبحانه كريم يكرم زائره، ويغدق عليه العطاء، عَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ‌غَدَا ‌إِلَى ‌الْمَسْجِدِ ‌أَوْ ‌رَاحَ، أَعَدَّ اللهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ» [5].

• وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والنُّزُل (بضم النون والزاي): المكان الذي يُهيأ للنزول فيه، (وبسكون الزاي): ما يُهيأ للقادم من الضيافة ونحوها[6].

• وقال ابن عثيمين رحمه الله: «وظاهرُ الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح، سواء غدا للصلاة أو لطلب علم، أو لغير ذلك من مقاصد الخير - أن الله يكتب له في الجنة نزلًا»[7].

سدُّ فُرجة في الصلاة:
أحبتي في الله: من الأمور التي يستهين بها كثير من الأخيار، وقد رتَّب عليها النبي المختار صلى الله عليه وسلم الأجر العظيم والثواب الكريم، سد الفُرج في الصلاة، فمن سد فرجة بنى الله له بيتًا في الجنة؛ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ‌سَدَّ ‌فُرْجَه ‌بَنَى اللهُ لَهُ بَيتًا فِي الْجَنَّة، وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَة»[8].
فكيف يزهد في هذا الأجر من الإخوان، وإن سد الفرجة ليستغرق نحو ثوان؟!

صلاة اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة:
ومن أسباب حصول القصور في الجنة أن يثابر ويواظب المسلم على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة، وهنَّ السننُ المؤكدة عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ‌ثَابَرَ ‌عَلَى ‌اثْنَتَيْ ‌عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ»[9].

صلاة الضحى أربعًا وقبل الظهر أربعًا:
إخوة الإسلام ومن موجبات الجنان صلاة الضحى، وصلاة أربع ركعات قبل الظهر؛ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى ‌الضُّحَى ‌أَرْبَعًا، ‌وَقَبْلَ ‌الْأُولَى أَرْبَعًا بُنِيَ لَهُ بِهَا بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ»[10].
قال الألباني: والمراد بالأولى: صلاة الظهر فيما يبدو لي، والله أعلم.

قراءة سورة الإخلاص عشر مرات:
وهذا أمر يسير وأجره عظيم أن تقرأ سورة الإخلاص عشر مرات، فيبني لك رب الأرض والسماوات بيتًا في الجنة: عَنْ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ‌حَتَّى ‌يَخْتِمَهَا ‌عَشْرَ ‌مَرَّاتٍ، بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ»، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذًا نَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ» [11].
[1] أخرجه أحمد (2/ 445، رقم 9742)، وهناد في الزهد (1/ 106، رقم 130)، والترمذي (4/ 672، رقم 2526) قال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 3116 في صحيح الجامع
[2] تفسير ابن كثير (3/ 714).
[3] أخرجه: الترمذي (1021) وقال: «حديث حسن غريب» صَحِيح الْجَامِع: 795، الصَّحِيحَة.
[4] تفسيره (4/ 64).
[5] أخرجه البخاري (662)، ومسلم (669).
[6] الفتح (2/ 183).
[7] شرح رياض الصالحين (3/ 202).
[8] أمالي المحاملي (36/ 2)، الصحيحة (1892)، تعليق الألباني هذا إسناد صحيح،
[9] أخرجه ابن أبى شيبة (2/ 19، رقم 5975)، والترمذي (2/ 273، رقم 414) [صحيح الجامع: 6183].
[10] المعجم الأوسط (4753)، تعليق الألباني حسن، صحيح الجامع (6340)، الصحيحة (2349).

[11] أحمد (15648)، تعليق الألباني حسن، صحيح الجامع (6472)، الصحيحة (589).
__________________________________________________ _____________
الكاتب: السيد مراد سلامة











ابوالوليد المسلم 30-03-2023 07:03 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
الدنيا بحر عميق غرق فيه ناس كثير


الحمد لله الذي جعل القرآن هداية للمقبلين، وجعل تلاوته بخضوع تهل دمع الخاشعين، وأنزل فيه من الوعيد ما يهز به أركان الظالمين، وأخبَر فيه أن الموت نهايةٌ لعالمين، وأننا بعد الموت للحساب مبعوثين، وأننا سنحاسب عما كنا فاعلين، وسنقف بذل وخضوع بين يدي رب العالمين، {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر: 23]، {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ} [إبراهيم: 49].

ليس هناك فرقٌ بين ملك معظم وإنسان مهين، هذا جزاء من أخلص العمل لله ربِّ العالمين، وهذا عطاء رب الأرباب مالك يوم الدين.

سبحانه من إلهٍ عظيم، أعزَّ الحق وأخرس المبطلين، سبحانه عدد ما دعاه عباده المساكين، سبحانه عدد ما انهمرت دموعُ المنيبين، سبحانه جوَاد كريم قوي متين.
يَا مَنْ سَيْنَأَى عَنْ بَنِيـــهْ ** كَمَا نَأَى عَنْهُ أَبُـــــوهُ
مَثِّلْ لِنَفْسَكَ قَوْلَهُـــــــمْ ** جَاءَ الْيَقِينُ فَوَجِّهُوهْ
وَتَحَلَّلُوا مِنْ ظُلْمِــــــــهِ ** قَبْلَ الْمَمَاتِ وَحَلِّلُـوهْ

عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن الحسن، قال: «قال لقمان لابنه: يا بني إن كنت تريد البقاء ولا بقاء، فاجعل خشية الله عز وجل غطاءك فوق رأسك، ووطاءك، فلعلك أن تنجو وما أراك بناجٍ، يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيه ناسٌ كثير، فليكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الإيمان بالله، وشراعها التوكل على الله، ومجاذيفها التسبيح والتهليل[1]، ولعلك أن تنجو وما أراك بناج، يا بني إن كنت لا توقن بالبعث، فإذا نمت فلا تستيقظ، فإنك كما تستيقظ فكذلك تبعث، يا بني اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند يدك إذا أقسمت، وعند لسانك إذا حكمت»[2].

أخي المسلم، اشتملت تلك الكلمات الجامعة على دُرر من الوصايا التي هي قوارب النجاة للعبد في الدنيا والآخرة، وهاك البيان:
خشية الله تعالى على كل حال: فقال له: قال لقمان لابنه: يا بني إن كنت تريد البقاء ولا بقاء، فاجعل خشية الله عز وجل غطاءك فوق رأسك ووطاءك، فلعلك أن تنجو وما أراك بناجٍ، فأوصاه بتلك المنزلة العالية والمقامة السامية ألا وهي خشية الله تعالى على كل حال.

إن من صفات أولي الألباب التي ذكرها الله في كتابه الخوف والوجل والخشية من سطوته وعقابه؛ يقول جل جلاله: {وَالَّذِينَ ‌يَصِلُونَ ‌مَا ‌أَمَرَ ‌اللَّهُ ‌بِهِ ‌أَنْ ‌يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد: 21]، وهو من أجل منازل الطريق وأنفعها للقلب، وهو فرض على كل مكلف، والوجل، والخوف والرهبة ألفاظ متقاربة غير مترادفة، وللعلامة ابن القيم رحمه الله كلام جميل في كتابه مدارج السالكين: يقول رحمه الله: قال أبو القاسم الجنيد: الخوف توقُّع العقوبة على مجاري الأنفاس، وقيل: الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام، وهذا سبب الخوف لأنه نفسه، وقيل الخوف: هروب القلب من حلول المكروه عند استشعاره، والخشية أخص من الخوف، فإن الخشية للعلماء بالله؛ قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى ‌اللَّهَ ‌مِنْ ‌عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].

فهي خوف مقرون بمعرفة، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إني أتقاكم لله وأشدكم له خشية» [3]، وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق.

وقال حاتم الأصم: لا تغترَّ بمكان صالح، فلا مكان أصلح من الجنة، ولقي فيها آدم ما لقي، ولا تغترَّ بكثرة العبادة، فإن إبليس بعد طول العبادة لقي ما لقي، ولا تغتر بكثرة العلم، فإن بلعام بن باعوراء لقي ما لقي وكان يعرف الاسم الأعظم، ولا تغترَّ بلقاء الصالحين ورؤيتهم، فلا شخص أصلح من النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينتفع بلقائه أعداؤه المنافقون.

والخوف ليس مقصودًا لذاته، بل هو مقصود لغيره قصد الوسائل، ولهذا يزول بزوال المخوف، فإن أهل الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون [4].

أولًا: إن الجنة مأوى الخائفين:
يقول سبحانه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * ‌فَإِنَّ ‌الْجَنَّةَ ‌هِيَ ‌الْمَأْوَى} [النازعات: 40-41].

يقول ابن كثير رحمه الله: أي: خاف القيام بين يدي الله عز وجل، وخاف حكم الله فيه، ونهى نفسه عن هواها إلى طاعة مولاه، {فَإِنَّ ‌الْجَنَّةَ ‌هِيَ ‌الْمَأْوَى}؛ أي متقلبة ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء[5].

بل إن الله ضاعف له الجزاء وأكرم له المثوبة، فأعدَّ له من الجنة جنتين، وفضلهما عن غيرهما بأمور كثيرة؛ يقول سبحانه وتعالى: {وَلِمَنْ خَافَ ‌مَقَامَ ‌رَبِّهِ ‌جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 46-47].

فهاتين الجنتان تفضلان غيرهما بفضائل ومميزات أعد الله تلك الفضائل لمن خاف مقام ربه عز وجل، بل إن الجزاء أعظم وأكبر أن يعدَّه عَادٌّ؛ يقول سبحانه: {تَتَجَافَى ‌جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16-17].

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: «أعدت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»، قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17][6].

ثانيًا: أن تكون في ظل عرش الرحمن:
إن الخائف دائم الدمعة، لا قرار له إلا في دار القرار، فإن غزارة الدمع تطفئ حرارة الشهوات، وتكف المرء عن معصية ربه، لذا كان جزاؤه أن يكون في ظل عرش الرحمن؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منها: ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه» [7].

ثالثًا: من فوائد الخوف والوجل والخشية الأمانمن عذاب الله:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله[8].

يقول المناوي - رحمه الله -: (عينان لا تمسهما النار أبدًا، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)؛ قال الطيبي: قوله: عين بكت... إلخ، كناية عن العالم العابد المجاهد مع نفسه؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا ‌يَخْشَى ‌اللَّهَ ‌مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]؛ حيث حصر الخشية فيهم غير متجاوزة عنهم، فحملت النسبة بين العينين عين مجاهدة مع النفس والشيطان، وعين مجاهدة مع الكفار، والخوف والخشية مترادفان [9].

إن عينًا ذرفت الدمع خشية من الله، لهي ناجية ولو كان هذا الدمع طفرة ثم ولت، أو مرة في العام ثم أدبرت؛ قال سفيان الثوري رحمه الله: البكاء عشرة أجزاء، فواحد منها لله، والتسعة كلها رياء، فإذا جاء ذلك الجزء الذي لله تعالى في السنة مرة واحدة، نجا صاحبه من النار إن شاء الله.

رابعًا: ومن فوائد الخوف من الله تعالى أن الله لا يُبقي في النار أحدًا ممن خافه في يوم من الأيام:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيما يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ جَلَّ وَعَلَا أنه قَالَ: «وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي ‌خَوْفَيْنِ ‌وَأَمْنَيْنِ، إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [10].

فالعاقل من خشي ربه في السر والعلن، وخافه في الدنيا حتى يؤمنه في الآخرة، ويفر إليه في دار المفر، حتى يُسكنه غدًا دار المستقر، ويكون حاله في خوفه ووجله كما وصف الله عباده بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ ‌خَشْيَةِ ‌رَبِّهِمْ ‌مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 57-61]، فهم يصلون ويصومون ويزكون ويحجون، ولكنهم قد ملأ الخوف قلوبهم، فهم خائفون ألا يتقبل الله منهم.

[1] التهليل : قول لا إله إلا الله.
[2] الدعاء للطبراني - (ج 4/ ص 394).
[3] أخرجه مسلم ح 1108.
[4] مدارج السالكين ج 1 ص 559، و569.
[5] تفسير ابن كثير، ج 4، ص 469.
[6] أخرجه البخاري ح 3072 ومسلم ح 189.

[7] أخرجه البخاري ح 629.
[8] أخرجه الترمذي ح 1639 واحمد ح 17252 و قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4113 في صحيح الجامع.
[9] فيض القدير ج 4 ص 368.
[10] حديث حسن رواه ابن حبان في صححه برقم 2494 وصححه الألباني في الصحيحة ح 2666.










ابوالوليد المسلم 31-03-2023 05:49 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019


تجمَّع المئات من مسلمي "هونغ كونغ" في القاعة الرئيسية لمسجد كولون بمدينة "كولون" أول مرة للإفطار معًا في شهر رمضان المبارك منذ عام 2019، بسبب الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا COVID-19 وقتها.

https://i.imgur.com/sUBckdn.jpg


ومنذ الثانية صباحًا تجمع عددٌ من المسلمين المتطوعين لإعداد وجبة الإفطار وتجهيز القاعة الرئيسية والمسجد لاستقبال المسلمين، وبعد الإفطار صعد المسلمون إلى قاعة الصلاة في الطابق العلوي لأداء صلاة العشاء والتراويح.

وفي تصريحات لجريدة "Hong Kong Free Press" قال "محمد علي ديالو" عضو إدارة المسجد: "قمنا بجهدٍ كبير لاستقبال المسلمين خلال شهر رمضان المبارك، ووصل عددُ المصلين بمسجد كولون في أول يوم في رمضان إلى أكثر من 1700 مصلٍّ".

قال "كيه كيه خان" مسلم من أصل باكستاني وُلد في هونغ كونغ: "سعيدٌ جدًّا برؤية أعداد كبيرة من المسلمين يتجمعون للإفطار بعد ثلاث سنوات بسبب فيروس كورونا".

وقال يوسف المنصوري عضو إدارة مسجد كولون: "رمضان شهر العبادة والتجمع لطاعة الله عز وجل في المساجد، وهذا ما افتقدناه خلال استمرار انتشار فيروس كورونا".

ويُعد مسجد كولون واحدًا من المساجد الرئيسة الخمسة في هونغ كونغ، حيث يتسع لحوالي 3500 مُصلٍّ، ويقع بالقرب من منتزه كولون، ويُعد أكبر مسجد في مدينة كولون.

وتشير التقارير الصحفية إلى أن أعداد المسلمين في هونغ كونغ تتجاوز 300 ألف مسلم، بنسبة 4.1% من تعداد السكان الإجمالي؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.


ابوالوليد المسلم 31-03-2023 06:01 PM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان

يستضيف المركزُ الإسلامي بمدينة "سينسيناتي" بولاية "أوهايو" الأمريكية - حدثًا لتعبئة وتوزيع 30000 وجبة إفطار خلال شهر رمضان المبارك، تحت إشراف وتنفيذ مؤسسة الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية.

https://i.imgur.com/KKjzRH2.jpg


ويشارك في تعبئة وتوزيع وجبات الإفطار أكثرُ من 100 متطوع، ويهدف الحدث الخيري إلى إفطار عددٍ كبير من الصائمين في مدينة سينسيناتي، خصوصًا الأسر والأفراد الأقل دخلًا أو معدومي الدخل.

ويسعى فرعُ مؤسسة الإغاثة الإسلامية في منطقة "West Chester Township" بولاية أوهايو - إلى توزيع عشرات الآلاف من وجبات الإفطار خلال شهر رمضان المبارك في أكثر من مكان.

وتتضمن الوجبات الغذائية الفولَ والأرز والصويا والخضروات، وعددًا من الفيتامينات لكبار السن.

وقال سماح صدقي مسؤول المشاركة التطوعية بالحدث: "جميع المتطوعين من الشباب المسلمين صائمون، لذلك يساعدون المحتاجين وهم في قمة إحساسهم بالجوع والعطش".

وفي سياق منفصل كان بنكُ الطعام بمدينة "فيلادلفيا" أكبر مدن ولاية "بينسلفانيا" الأمريكية - قد أعلَن عن استعداده لتوزيع العديد من المواد الغذائية يوميًّا على المحتاجين في فيلادلفيا، سواء من المسلمين، أو من غيرهم خلال شهر رمضان المبارك، في إطار المبادرة الثالثة للإطعام خلال شهر رمضان تحت شعار: "التخلص من الجوع خلال شهر رمضان"، وهي عبارة عن برنامج لتوزيع 200 وجية غذائية يوميًّا 200 بهدف إطعام 6000 شخص طول شهر رمضان الكريم؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.


ابوالوليد المسلم 01-04-2023 10:36 AM

رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
 
صديقي رمضان


علي الطنطاوي


صديق عزيز، لقيته وأنا طفل في دمشق ثم افتقدته وأنا شاب أذرع الأرض وأضرب في بلاد الله، ففرحت بلقائه وأحببته، وألمت لفقده وازداد حنيني إليه، فأين أنت ياصديقي رمضان؟

كنت أرقب قدومه، وأحسب له الأيام والليالي على مقدار ما يحسن طفل من الحساب، فإذا جاء فرحت به وضَحِكت له روحي؛ لأني كنت أرى الدنيا تضحك له وتفرح بقدومه.
كنت أبصره في المدرسة؛ فالمدرسة في رمضان مسجد ودرسها تلاوة وذكر وأهلوها أحبه، ما فيهم مدرسٌ يقسو على طلابٍ وطلابٌ يكرهون المدرس؛ لأن رمضان وصل النفوس بالله فأشرق عليها من لدنه النور فذاقت حلاوة الإيمان، ومن ذاق حلاوة الإيمان لم يعرف البغض ولا الشر ولا العدوان.
كنت أراه في الأسواق فالأسواق تعرض بضاعة رمضان وتفيض عليها روح رمضان، فتمحو الغش من نفوس أهلها محواً، ويملؤها خوف الله ورجاؤه، وتقف ألسنتهم عن الكذب؛ لأنها جرت بذكر الله واستغفاره، وهانت عليهم الدنيا حين أرادوا الله والدار الآخرة؛ فغدا الناس آمنين أن يغشهم تاجر أو يخدعهم في مال أو متاع.


ويمضي النهار كله على ذلك، فإذا كان الأصيل، ودنا الغروب تجلى رمضان على الأسواق بوجهه فهشت له وجوه الناس وهتفت باسمه ألسنة الباعة، فلا تسمع إلا أمثال قولهم: الصايم في البيت بركة ، الله وليك ياصايم ، الله وليك ومحمد نبيك ،ثم لا ترى إلا مسرعاً إلى داره حاملاً طبق الفول المدمس أو المسبحة أو سلال الفاكهة أو قطع الجرادق، ثم لا تبصر إلا مراقباً المنارة في دمشق ذات الثمانين منارة كبيرة,، أو منتظراً المدفع، فإذا سمع صيحة المؤذن أو طلقة المدفع دخل داره، والأطفال يجتمعون في كل رحبة في دمشق ليسمعوها فيصيحوا: أذن … أذن… أذن… ثم يطيروا إلى منازلهم كالظباء النافرة.

رمضان يؤلف بين القلوب المتباينة:
وكنت أبصر رمضان يؤلف بين القلوب المتباينة، ويجلو الأخوة الإسلامية رابطة المسلم أخو المسلم فتبدو في أكمل صورها، فيتقابل الناس عند الغروب تقابل الأصدقاء على غير معرفة متقدمة، فيتساءلون ويتحدثون ثم يتبادلون التمر والزبيب، ويقدمون الفطور لمن أدركه المغرب على الطريق فلم يجد ما يفطر عليه تمرات أو حبات من الزبيب، هينة في ذاتها تافهة في ثمنها ولكنها تنشئ صداقة وتدل على عاطفة وتشير إلى معنى كبير.


وكنت أنظر إلى رمضان وقد سكن الدنيا ساعة الإفطار، وأراح أهلها من التكالب على الدنيا والازدحام على الشهوات، وضم الرجل إلى أهله وجمع الأسرة على أحلى مائدة وأجمل مجلس وأنفع مدرسة؛ فوا شوقاه إلى موائد رمضان وأنا الغريب المنفرد في مطعم أجنبي، لا أجد فيه صائماً ولا أسمع فيه أذاناً ولا أرى فيه ظلاً لرمضان.


فإذا انتهت ساعة الإفطار بدأ رمضان يظهر في جلاله وجماله وعظمته في المسجد الأموي أجل مساجد الأرض اليوم وأجملها وأعظمها، حاشا الحرمين وثالثهما، وكنت أذهب إلى المسجد بعد المغرب وأنا طفل؛ فأراه عامراً بالناس ممتلئاً بحلق العلم كما كان عامراً بهم ممتلئاً بها النهار بطوله، فأجول فيه مع صديقي سعيد الأفغاني خلال الحلقات نستمع ما يقول المدرسون والوعاظ، وأشهد ثريّاته وأضواءه وجماعته.

ومِن صنع الله لهذا المسجد أن صلاة الجماعة لا تنقطع فيه خمس دقائق من الظهر إلى العشاء الآخرة في أيام السنة كلها لوجوده في وسط البلد ولكثرة مرتاديه، وقد بقي ذلك إلى اليوم على ضعف الدين في النفوس وفساد الزمان.


وإن أنسى لا أنسى تلك الثريا الضخمة ولم يكن قد مدّ إليها الكهرباء، فكانت توقد مصابيحها -وهي أكثر من ألف- بالزيت واحداً بعد واحد يشعلها الحسكيون؛ وهم يطيفون بها على سلاليم قصيرة من الخشب فيكون لذلك المشهد أثر في النفس واضح، ثم يكون العشاء وتقوم من بعده التراويح ولها في الأموي منظر ما رأيت أجلَّ منه ولا أعظم إلا الصلاة حول الكعبة في مسجد الله الحرام؛ فإن ذلك يفوق الوصف، ولا يعرف قدره إلا بالعيان.

التراويح في الجامع الأموي
وليس يقل من يصلي التراويح في الأموي عن خمسة آلاف أصلاً، وقد يبلغون في الليالي الأواخر الخمسة عشر والعشرين ألفاً، وهو عدد يكاد يشك فيه من لم يكن عارفاً بحقيقته، ولكنه الواقع، يعرف ذلك الدماشقة ومن رأى الأموي من غيرهم.
وحدِّث عن الليالي الأواخر في دمشق ولا حرج, وبالغ ولا تخش كذباً؛ فإن الحقيقة توشك أن تسبقك مبالغة، تلك هي ليالي الوداع يجلس فيها الناس صفوفاً حول السدّة بعد التراويح، ويقوم المؤذنون والمنشدون فينشدون الأشعار في وداع رمضان بأشجى نغمة وأحزنها، ثم يردّد الناس كلهم:


يا شهرنا ودعتنا عليك السلام ! ياشهرنا هذا عليك السلام.
ويتزلزل المسجد من البكاء حزناً على رمضان؛ وسَحَر رمضان ! إنه السِّحر الحلال,إنه جنة النفس ونعيمها في هذه الدنيا، وإني لأقنع من جنات الفردوس أن تكون مثل سحر رمضان؛ فأين ذهب رمضان؟ وأنَّى لي بأن تعود أيامي التي وصفت لأعود إليه؟
ذم المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام
إني لا أشتهي شيئاً إلا أن أعود طفلاً صغيراً؛ لأستمتع بجوِّ المسجد في رمضان، وأنشق هواءه, وأتذوق نعيمه، لم أعد أجد هذا النعيم, وما تغّيرت أنا أفتغيرت الدنيا؟


إني لأتلفت أفتش في غربتي عن رمضان، فلا ألقاه لا في المسجد ولا في السوق ولا في المدرسة؛ فهل مات رمضان ؟ إذن فإنا لله وإنا إليه راجعون.



لقد فقدت أنس قلبي يوم فقدت أمي، وأضعت راحة روحي يوم افتقدت رمضان؛ فعلى قلبي وأمي ورمضان وروحي رحمة الله وسلامه!





الساعة الآن : 10:06 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 58.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.83 كيلو بايت... تم توفير 0.50 كيلو بايت...بمعدل (0.86%)]