ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الموضوعات المتميزة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا " (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=144227)

فاديا 29-01-2007 01:29 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 

هذا كلام اخص به الاباء والامهات...

ولست مع الشاعر الكبير في بيت شعره الشهير :

الام مدرسة اذا اعددتها...........اعددت شعبا طيب الاعراق

كنت اتمنى لو انه ذكر وشدد على دور الاب في اعداد هذا الشعب طيب الاعراق...!!

فكلنا يعلم ان المعادلة لن تتوازن جيدا في حالة غياب دور احدهما ، سواء أكان هذا الغياب لاسباب طبيعية كالوفاة ، فيتحمل عندها الطرف الاخر من المعاناة الشيء الكثير في سبيل هذا الاعداد.

او اسباب اخرى مختلفة يغيب فيها تأثير احدهما عن الاسرة فيتحمل عندها كل افراد الاسرة النتائج.

حسنا.... لن اخوض طويلا في هذا الموضوع فالكلام كثير كثير....


اخوتي الفاضلون... الاباء والامهات....

اتمنى ان لا يرى احدكم انني احاول (ان اتشطر عليكم )فأعلمكم كيف تعاملون ابناءكم....!!!

واعلموا ان الكلام لا ينتهي حول هذا الموضوع... فالاطفال لهم شخصيات مختلفة ومن الصعب تعميم طريقة واحدة .. فهم مختلفون باختلاف بصمات الاصابع...

ولكل طفل بصمته الخاصة.

ولكن قد يفيدنا الكلام هنا... والكلام هناك في اكتشاف تلك البصمة المميزة لطفلنا حتى نعرف كيف نبدأ.

اولا واخرا والضروري جدا.. هو ان تحبوا اطفالكم.. وتعبروا عن هذا الحب علانية وسرا..لا تخافوا.. لن تميع شخصية الطفل بهذا الحب بل على العكس.. هذا الحب هو المحرك الذي سيتمكن الطفل به من مواجهة تحديات الحياة المجهولة بالنسبة له.

كن واقعيا... لا تطلب من الطفل ما لا طاقة له به..فالطفل ليس خارقة ليحقق لك ما تتمنى..فلا تكن انانيا... فمهما ضغطت على طفلك ..فهو لن يكون غير ما قدر له ان يكون.. ولن يفعل اكثر ما يستطيع ان يفعل.
ولا تعايره دوما بنجاح فلان او فلان...

(قال اب لابنه.. عندما كان اخوك في مثل عمرك ..كان الاول على صفه !!، فاجاب الابن، وعندما كان هتلر في مثل عمرك كان قائدا عظيما....!!)

ولعل هذه النقطة تشكل مشكلة مزمنة في مجتمعاتنا العربية ضمن الكثير من المشاكل المزمنة...

فالنجاح في نظرنا... يعتمد على الذكاء الاكاديمي.. وتحصيل الدرجات....رغم ان هناك الكثير من انواع الذكاء التي تميز الافراد عن بعضهم البعض..وما الذكاء الاكاديمي الا نوع واحد من انواع الذكاء..فاعتمادنا هذه الفرضية في النجاح .. تعيق تقدم ابناؤنا.. لان الله تعالى فضل الناس بعضهم عن بعض وميز هذا بشيء وذاك بشيء اخر.... فلا ترهقوا اطفالكم...
بل حاول اكتشاف بصمة ابنك.. وفي الشيء الذي قد يكون متميزا به.

لا تطلب المثالية في سلوك ابنك..و التي لم نستطع يوما من تحقيقها... فالحياة ليست مثالية....وان ما قد يتمتع به طفلك من اخلاق وسلوك حسن قد لا ينطبق على كثير من الناس..

دع ابنك يكتشف الحياة من خلال تجاربه البسيطة... واعلم ان أي تصرف غير متوقع يقوم به طفلك امامك هو لمحاولته لفت نظرك... وهذا التصرف عبارة عن سؤال...!! هل استطيع ان افعل هذا ام لا..؟؟ ترى ماذا سيحدث ان فعلت هذا....؟؟

فأجبه عن هذه الاسئلة.... فانت حتما ستعلم طفلك لاحقا.. المنطق في التفكير وستعلمه شيئا فشيئا عادة طرح السؤال والافكار... والتي ستفيده في حياته المستقبلية على كل النواحي، هذا اذا قام طفلك بخطأ مقصود

اما اذا كان الخطأ عفويا غير مقصودا...فلا تفزع... مثلا من قيامه بكسر انية في المنزل عن دون قصد.. حتى ولو كان خوفك عليه هو ما دفعك للفزع.. وهذا ما كنت افعله انا عندما كانت ابنتي في السنة الاولى من عمرها.. وماذا حدث بعد ذلك.... قضيت اربع سنوات في محاولة تعليمها ان لا داعي للخوف والبكاء الهستيري اذا قامت بأي خطأ غير مقصود....!!!!

كافيء طفلك بالهدايا من حين لاخر...على ان تكون رمزا لحبك له كما هو...
من الضروري ان يعلم طفلك انك تحبه كما هو .. لانه ابنك....وليس فقط لانه حسن الاخلاق حسن السلوك...

اما اذا اردت ان تكافيء طفلك بسبب سلوك حسن او موقف جيد فانتبه هنا لان هذا سلاح ذو حدين :

ان كان ذلك توطئة له في سبيل ان يفهم لاحقا ... ان كل موقف وسلوك حسن في الدنيا يقابله الخير في الاخرة، وعليه فنحن نحاول ان نتحلى بحسن المزايا ..........فانا اشجعك على ذلك...
اما اذا كان القصد منوطا بالدنيا...اي ان النتائج سيحصل عليها في الدنيا... فأنت تظلم طفلك...
فالحياة ليست دار عقاب وثواب وانت تعلم هذا جيدا....
وتعلم من خبرتك في الحياة... انه ليس دائما..... لكل مجتهد نصيب... وليس كل من جد وجد في الدنيا،
وتعرف عقاب من جعل المعروف في غير اهله في الدنيا....
اذن حاول ان تنبهه لاحقا... ان كل شيء حسن مثوبته عند الله، ونحن نفعل الخير لان الله امرنا بذلك.
لا ان نتوقع دائما ما نشتهي ونسعى ان يكون.

فالحياة ليست هذه المدينة الفاضلة.



واحذر كل الحذر من هذه النقاط :

ان تتهم طفلك بالغباء او الكذب وغير ذلك من العبارات :
فالطفل يصدق ما يقال له وقد يستمر في فعل هذه الاشياء ان لم تكن ردة فعلك سليمة من خلال تجارب تقوي فيها داخله الخلق السليم.

ان تذكر لطفلك دائما انه مصدر تعب وعناء :
فإن الطفل سيفهم انه لولا وجوده لما كانت هناك متاعب .

ان تهدد الطفل بأنك ستقوم بتركه...
مثلا اذا ذهبت للزيارة واصر على البقاء فيما انت مغادرا.
فإن مفهوم نظرية الاختفاء عند الطفل.. ان ما يختفي لا يعود ابدا... فلا تعزز خوفه الطبيعي من ذلك، فيجب ان يخير ، اما يرافقك برغبته... واما ان تغصبه على ذلك.

ان تشجع طفلك دوما على طاعة من هم اكبر سنا:
فهذا سيجعله فريسة لخاطفي الاطفال
بدلا من ذلك حذره من الغرباء...ومن مفهوم الاستغلال

تخويف الطفل من الاب... او من الطبيب:
هذا يدل على ضعف شخصية الام... وتعزيز هذا الضعف في نفس الطفل
وقد يعلمه هذا على الكذب لتحصيل ما يريده

ان يسمع الطفل انك غير قادر على السيطرة عليه:
فيقوده ذلك الى الامعان في التمرد والعصيان




وإذا احضرت لطفلك هدية او مكافأة.....فلا تكن اول من يلعب بها....بحجة تركيبها او معرفة طريقة عملها... !!!
لا تضحك، فإن هذا يحدث بالغالب ولعل له مدلول نفسي على حرمان طفولي قديم....!! لا اجد هذا عيبا البتة،،،، لكن المقصود من كلامي.. دع طفلك يكتشف اللعبة بنفسه ويزيل عنها غبار الغموض بالشكل الذي يختاره.

لا تكثر كذلك من النصائح حول اللعبة... لاتفعل...لا تلمس...لا.... فإن هذا سيشعر طفلك انك تمن عليه بالهدية.. وتأكدوا ان الاطفال يعلمون هذا الشعور جيدا...!!

كن هناك...... اذا احتاج طفلك للمساعدة بفعل أي شيء ، ولا تضع المسؤولية على عاتقه كاملة، فما زال صغيرا ضعيفا امام هذا الكون الغامض ويحتاج لمساعدتك في كثير من التفسيرات فلا تبخل عليه بها،

لا تتركه ابدا فريسة للقلق والخوف والذي ان حل به سيلازمه فترات طويلة من حياته، وذلك من خلال القصص التي فيها رعب وخوف... ولا تكثر كذلك من القصص التي تعتمد على الخيال واجعلها بحدود المعقول،

ولا تستغل خوفه من الشخصيات الخرافية المخيفة ليطيع اوامرك.... فقد يطيعك الان...ولكن....الى اشعار اخر....!!

واحسن القصص ما ينهي بفائدة اخلاقية حسنة يتعلمها الطفل.

وقد يصبح فريسة للقلق من خلال تأنيبك المستمر له ويحمل له ذلك شعورا بدونيته، سواء امام الاخرين او بدونهم..(اما يكفي وجودك انت امام طفلك...!!؟؟) فأنت في نظر الطفل اهم شخص يرغب في اثبات نفسه امامه ولفت نظره اليه ،،، اشرح له خطؤه من خلال قصة معينة او رمز معين.

لا تستعمل اسلوب الضرب والصراخ في وجه طفلك او طفلتك ..انت لا تريد حتما ان ينمو ابنك او ابنتك بشخصية ضعيفة، فلا تكن انت السبب ،، واذا دعتك قدرتك على ظلم طفلك ،، تذكر قدرة الله عليك.

نأتي الان الى .... كيف تعلم ابنك القراءة..... والتي هي اجمل...موهبة يتعلمها الطفل.

فحب الابناء لا يعني توفير المأكل والملبس والمسكن والعلاج..... عذرا ...........فالقطة توفر ذلك لأبنائها بشكل غريزي..................

طفلك...في جوع لاكتشاف هذا العالم الغامض....والمطلوب منك ايها الاب...ومنك ايتها الام، مشاركته في رحلاته الاستكشافية، تزودوا في هذه الرحلات........بكثير من الحب....من الحنان......من الصبر

قد تتذرع او تتذرعين بعدم توفر الوقت الكافي.....!!
اعلموا اذن ان ساعة مستثمرة جيدا في اليوم تكفي لطفلك الحصول على حقه في المعرفة.


واعلم جيدا....................

ان طفلك.... قارئ من لحظة ولادته!!

فهو يربط بين الصوت والصورة....
وهو يسمع صوتك ، ويرى ملامح وجهك والتعبيرات على محياك ...
وهو يرى استجابتك للاصوات التي يطلقها....فيعتبرها ردا عليه، ولا شك ان ذلك سيشعره بأهميته لديك...!!

انت ستطور لدى طفلك الوليد مفهوم اللغة وتقوده في الطريق الى حب القراءة...!!

وينبغي لك ان تعلم ان هناك علاقة وثيقة بين اللغة والقراءة.... انظر الى اللغة على انها تعتمد على اربع دعائم اساسية تدعم كل منها الاخرى :
الكلام.......الاستماع ...........القراءة..........الكتابة.

انت من هذا المنطلق ستحاول توجيه طفلك الى الهوايات المفضلة لديه والتي تريده ان ينمو عليها ويحتفظ بها فأنت المعلم الاول لطفلك في هذا المجال وستقوده الى النجاح في حياته المدرسية المقبلة عن طريق مشاركته هذه التجربة بحب واستمتاع.

تكلم كثيرا لطفلك مع مراحل نموه.... واستمع جيدا له... دعه يتكلم عن استنتاجاته وعن تجاربه القليلة في الحياة...ضع دائما عينيك في عينيه حين تخاطبه او يخاطبك...
هذا سيشجعه على التفكير ... كما سيعكس احترامك الكبير لافكاره وخبرته الصغيرة وقدراته المحدودة.

عندما تبدأ معه باستعمال القصص... اختر كتبا ذات الصفحات الكرتونية والرسوم الزاهية الالوان وسطور القراءة القليلة....واقرأ انت واياه ...اجعله قريبا منك جدا خلال قراءتكما للقصة معا ، فهذا سيشعره بالامان.

سيتوجه طفلك الان الى ربط الصور التي يراها في الكتاب.. بالكلمات التي تقرأها ... ولن تستطيع تصور كم هذا ممتعا له.....!!!

ومع تكرار هذه التجربة يوميا ...سيصبح بإمكانك سؤال طفلك اسئلة مثل... اين الفأرة الصغيرة التي نتكلم عنها؟
ماذا تتوقع ان يحدث بعد ذلك؟؟؟؟.... واجب عن هذه الاسئلة جميعها، واذا استوقفك طفلك لبعض التفسيرات ..توقف واشرح له، لكن عموما لا تتوقف كثيرا حتى لا يفقد طفلك القدرة على متابعة القصة.

ويجب ان تبدأ حينها بالاشارة باصبعك على الكلمات التي تقرأها(التتبيع).

وسيتعلم طفلك بعد هذه المرحلة.

ان الكتاب ليس للتمزيق .
وانه يتكون من بدايه ونهاية.
وان له عنوان.
وان بداخله صفحات يجب تقليبها الواحدة بعد الاخرى لاستمرار متابعة القصة.
وان القراءة تبدأ من اليمين الى الشمال وكذلك الكتاب بكامله وبصفحاته.
(وينطبق عكس ذلك على تعلمه لغة اخرى)

قبل دخوله المدرسة ، خذ طفلك الى المكتبات لاختيار كتب لشرائها ، فسيتعرف طفلك على مفهوم المكتبة (والتي سيكون لها تأثير كبير في حياته المقبلة).

تأكد تماما ، ان طفلك يحب الكتب التي تتحدث عن طبيعة الاماكن التي رآها، والناس الذين يعرفهم ، والاشكال التي رآها، فإذا كان طفلك محبا للقطط او الاحصنة او القرود ...فلا مانع من احضار قصص تدور حولها.

في هذه الفترة ايضا... قص عليه قصص دينية وعرفه بدينه وعلاقته بالله..
ومن المهم ان تبدأ بتحفيظه بعض الايات القرآنية الكريمة عن طريق التكرار.
وكذلك تعليمه احترام كتاب الله والمحافظة عليه وعدم تصفحه.

ويجب كذلك ان تعلمه الاناشيد....وبهذه الاناشيد سيتعلم مهارات كثيرة في اللغة لان الكلمات تتكرر كثيرا ، وتحمل الابيات نفس القافية ...فسيحاول التخمين بما سيأتي بالبيت اللاحق وسيضيف ذلك متعة المغامرة الى القراءة.....

لاتنسى ابدا... ان تجعل طفلك يرى انك تقرأ يوميا...... وتأكد ان قراءتك للقران الكريم سيطبقها طفلك متى التحق بالمدرسة وتعلم القراءة.

والكتابة ...........تعلمها لطفلك جنب الى جنب مع القراءة ، اعطه الالوان والاقلام والاوراق قبل ان يبلغ السنة الثانية ، وعلمه كيف يخط بها.. حتما بعد ان يقوي عضلات يديه بهذه العادة اليومية ، سيبدأ في رسم اشياء لها معنى... وسيريك بعض لوحاته فاظهر اعجابك بها.. ولكن لا تبالغ فطفلك يعلم جيدا ان هذه اللوحة الجميلة لا تستحق هذا الطبل والتزمير...!!
وقد يجعل ذلك الطفل يشعر بأنه يقوم بأشياء فوق العادة.. وهذا له تأثير سيء على مستقبله ، عندما يكتشف ان الكثيرين يستطيعون القيام بما قام به ، أو أفضل.

وكذلك لا تظهر ....عذرا......جاهلا امام طفلك.....!! فتبادره السؤال: ما هذه اللوحة الجميلة التي رسمتها...؟؟!! فكأنك لا ترى الزهرة الجميلة او البيت الانيق....!!!
فهو عندما يريك لوحته...فهذا سؤال منه..هل اعجبتك ام لا؟ فأجب عن سؤاله بجواب لا بسؤال....!!!

واذا بدأ برسم لوحاته الجميلة على الجدار او الابواب...(وهذا ما يحدث عادة) فلا تهتز كثيرا واعلم ان تكاليف اعادة دهان جدار.. لا يساوي شيئا الى جانب الفائدة التي يجنيها الطفل....
سيبدأ بعدها برسم وكتابة حروف الهجاء وسيدله ذلك على الفروقات في لفظها.

ليعرف طفلك كم هي مهمة القراءة ، خصص مكان كمكتبة صغيرة لطفلك يحتفظ بها بكتبه المنوعة واوراق رسمه والوانها ..واقلام الكتابة ايضا.
علمه دائما ان هناك اشياء مخصصة له... ليعلم دائما ما له وما ليس له فلا ينشأ انانيا.


لا شك ان ذلك سيخلق لديه الرغبة الدائمة في القراءة... المعرفة ....البحث

وهكذا... سيضع قدما ثابتة في اول درجة من سلم العلم قبل دخوله المدرسة... وتأكدوا انني تعمدت ان لا اضع اعمارا محددة لان الاطفال يختلفون في الزمن الذي يحتاجونه للتعلم....
وسيرتقي طفلك في السلم العلمي الاكاديمي اعتمادا على المنهج العقلي الصحيح في التفكير و البحث وصولا الى المعرفة والثقافة

فاديا 29-01-2007 01:34 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
هل تستغرب اذا علمت ان :
شخصا واحدا من بين كل اثنين.............. لا يحب العمل الذي يقوم به !!!
يعني أن :
واحدا من بين كل اثنين...
يتمنى ان يفعل شيئا آخر غير الذي يقوم به... او ان يعمل في مجال آخر !!!
لا اظن ان هذا غريب علينا
فكم شخصا منكم قرأ العبارة اعلاه ... واجاب : مثلي تماما.....!!!!!!
هل مر عليكم يوما.....
أشخاص لديهم المعرفة والموهبة والعلم والثقافة التي يحتاجون اليها،
ليبلغوا غاية النجاح ويقدموا اجمل العطاء...
ومع ذلك فإن حجم إنتاجيتهم ومستوى عطائهم اقل بكثير مما هو متوقع .......؟؟؟؟
ثم ......
ألا توافق معي ....
على أننا من دون دوافع.....
لا تتكون عندنا الرغبة في عمل أي شيء ؟؟؟؟؟
عندما تكون عندك دوافع وبواعث نفسية، يكون عندك حماس وطاقة أكبر ويكون إدراكك افضل .
بعكس اذا كانت عزيمتك هابطة ، فلا تكون عندك طاقة ،
ويتجه تركيزك واهتمامك نحو السلبيات فقط ،
وتكون النتيجة ....التدهور في الاداء .
الدوافع هي المصادر التي تدفع الانسان للتصرف او الحركة
دعني أسألك سؤالا :
لماذا يركض الاسد بأقصى قوته في الغابة ؟
لماذا يركض الغزال بأقصى سرعة ؟
من المؤكد ان الاسد يركض ليحصل على قوته....فكونه اسد الغابة
لا يمنع من انه قد يموت جوعا ، اذا لم يوفر الطعام...
وربما يجري الغزال... لانه لا يريد ان يكون فريسة له......
سؤال آخر :
لو انك اثناء عبورك لاحد الطرق السريعة لمحت فجأة احدى سيارات النقل تتجه اليك بسرعة ،
فماذا سيكون تصرفك ؟
طبعا ستجري بأقصى سرعة !
لان حياتك أصبحت مهددة ، فستصبح يقظا ، وسيكون حماسك اقوى لانقاذ نفسك ،
ولك ان تتخيل لو كان عندك هذا النوع من الحماس دائما !!
كيف ستكون قوتك ، وكم من النتائج المتميزة ستحقق بناءا على ذلك ؟
هذا الحماس الذي تتميز به هو الدافع ( الداخلي ) الذي يدفعك الى الحركة،
والى التصرف في امور حياتك لتحقيق انجازات معينة ....
فأنت تكون موجها من داخلك ، وذاتك هي التي تقودك، لذلك فالدوافع الداخلية قوية جدا ،
وقد يقوم الشخص العادي بعمل أشياء اعلى من المستوى العادي بسببها
ويصل الى نتائج عظيمة ،
فهي قوى كامنة وراء النجاح...
وهي الفرق الذي يوضح التباين بين الافراد ،
الدوافع الداخلية ... هي النور الذي يشع من انفسنا ..
وهي المارد النائم بداخلنا في انتظار ان نوقظه...
حيث تتحكم قوة ارادتنا...... في دوافعنا، وبالتالي في تصرفاتنا ...
اما الدوافع التي يكون مصدرها العالم الخارجي ، فمشكلتها تكمن في أنها تتلاشى بسرعة !!
ويعتمد الانسان للاسف اعتمادا كبيرا على الدوافع الخارجية،
حتى يشعر بتقدير رؤسائه واصدقائه وافراد عائلته...
نحن دائما نحتاج لرضا الآخرين...
ونحب دائما ان نكون ُمقدّرين..
ونريد ان ينظر الناس الينا نظرة احترام...
حتى نشعر بقيمة انفسنا...
وبالنتيجة ..
نتصرف احيانا تصرفات ( خاطئة او صائبة ) ، ونقوم بأشياء... لا تكون بالضرورة نابعة من داخلنا...!!
قالوا عن الدوافع الخارجية :
نظرات الآخرين لنا تهدمنا..... ولو كان كل من حولي من العميان ما عدا انا...
لما احتجت ثيابا انيقة ... ولا مسكن جميل .... ولا اثاث فاخر.... !!!!!!!
وقال آخرون :
لو انتظرت تقدير الآخرين ، لواجهت خداعا كبيرا....
تأكد بأنه مهما كانت الدوافع من حولك قوية ، فهي ضئيلة النتائج جدا اذا ،
ما قورنت بالدوافع التي هي من ذاتك انت....
فالشخص الذي يقوم للصلاة نتيجة دافعا ذاتيا... سيحقق الخشوع الكامل ، وسيحظى بالراحة النفسية التي تثمرها الصلاة وبالهدوء والارتياح النفسي ، وسيشعر بمتعة وجوده بين يدي الخالق...
اما الشخص الذي يقوم الى الصلاة ، بدافع نظرات الآخرين....
سيجدها عبئا عليه، وواجبا ثقيلا يتمنى ان ينتهي منه بأقصى سرعة...
والشخص الحكيم يؤمن بأنه يستطيع ان يضمن السعادة اذا اعطاها لنفسه...
لا بوقوفه وانتظاره متمنيا حدوث شيء ما ، يجعله يشعر بالرضا تجاه عمله ونفسه...
ازرع الزهور بنفسك ،
بدلا من أن تنتظر احدا يقوم بتقديمها اليك ...

فاديا 29-01-2007 01:38 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 


كثير من حالات الفشل في الحياة….
كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح …
عندما اقدموا على الاستسلام…

ترى …

كم هي عدد المرات التي استسلمت فيها لموقف ما بسبب عدم كفاية الصبر ؟..

هل تعرف شخصا انفق الكثير من المال والوقت لتحقيق احلامه ولكنه استسلم
بعد ان قطع شوطا طويلا وذلك بسبب قلة صبره…؟

هل تسمع احيانا او دائما من يقول : نفد صبري ؟؟



عدم الصبر من اهم الاسباب التي تؤدي الى الفشل..
لأنك قبل ان تصل الى النجاح…. غالبا ما تقابل عقبات وموانع وتحديات مؤقتة ،
واذا لم تكن صبورا ….فلن تتخطى تلك العقبات…
وستضطر للتنازل عن تحقيق اهدافك ….


قالوا….
الانسان الذي لا يمكنه اتقان الصبر… لا يمكنه اتقان اي شيء آخر

وقالوا ايضا…
الصبر هو افضل علاج لأي مشكلة…

وماذا يريد الصابرون اكثر من قوله تعالى : وبشر الصابرين


من الممكن ان تلتزم بالنجاح …ولكن اذا لم يكن لديك الصبر الكافي ،
فسيؤدي ذلك الى هدم احلامك.

ولا يعني الصبر …

عدم القيام بأي عمل او بأي شيء على أمل الوصول لأفضل النتائج..!!!
فللصبر قواعد وهي الايمان و العمل الشاق والالتزام ،
وهنا فقط سيعمل الصبر لمصلحتك..

فعليك عمل كل ما في وسعك لتحقيق احلامك وعليك بالصبر…

قيل …
لا تيأس فقد يكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب…


والناجحين ….
يعلمون ان اعظم انجازاتهم قد تحققت بعد ان وصلوا لتلك الفكرة
التي كانت في رأي المحيطين بهم ان ذلك الانجاز لا يمكن تحقيقه…


كن صبورا..

وكن ذلك الشخص الذي يمكنه انتهاز الفرص في كل مشكلة تواجهه …
وليس…ذلك الشخص الذي يخلق مشكلة من كل فرصة تقابله….!!




الصبر مفتاح الخير والنجاح…. والذي يحتوي على اسرار احلامك..

هو الجسر الذي يربط بين افكارك وانجازاتك..

هو أساس كل نجاح..
وعدم وجوده…. يقودك الى الفشل…

هو الذي يقودك للمداومة في أي عمل او اي انجاز…

قالوا قديما…
اذا لم نجد طريق النجاح… فلنحاول ان نبتكره
ولنصبر لنعلم نتيجة ابتكاراتنا…


وتذكر بأن :

تهتم بأن تحصل على ما تحبه…. والا ستكون مجبرا على ان تقبل ما تحصل عليه…
ولا تجعل ابدا اي مشكلة تصبح عذرا…
كن صبورا لكي تحل المشكلة…

واخيرا….

قالوا…..

عوّدت نفسي على الصبر…. لأحصل على ما اريد





فاديا 29-01-2007 01:43 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 

أنت اليوم حيث أوصلتك أفكارك...
وستكون غدا حيث تأخذك أفكارك....

كلنا بشر نتكلم ونفكر... وهذا لن يتوقف طالما نحن أحياء...
ونتحدث الى انفسنا كثيرا... ونتوقع السلبيات أكثر !!
وأكثر ما يقوله الناس لانفسهم يكون سلبيا ويعمل ضد مصلحتهم..
وهكذا.... كم هائل من الطاقة الضائعة في القلق والسلبيات .. أثقلنا بها ذهننا...
وأثقلنا بها صحتنا...
ان القلق يتسبب في كثير من الامراض بما في ذلك ضغط الدم والقرحة والنوبات القلبية...
أي اننا بكامل ارادتنا نتحدث الى انفسنا ونفكر بطريقة سلبية ونصاب بالمرض...
ولا نحتاج لأي مساعدة من أحد في إنجاز هذا كله ....!!!

فما نفكر فيه ونتحدث عنه قد يتزايد ويصبح افعالا .....!!!!
فنحن نرسل اشارات سلبية الى عقولنا ونرددها باستمرار حتى تصبح جزءا من اعتقاداتنا القوية
فتؤثر على تصرفاتنا وأحاسيسنا الخاصة بنا....!!
فمن أشد الاضرار التي يمكن ان تصيب الانسان هو ظنه السيء بنفسه...


فلو استبدلنا الرسائل السلبية التي نوجهها الى انفسنا برسائل ايجابية.. تدعم خطواتنا بالحماس والثقة تجاه اهدافنا لنسعى الى تحقيقها.

" راقب افكارك لانها ستصبح افعال "
"راقب افعالك لانها ستصبح عادات"
"راقب عاداتك لانها ستصبح طباع"
"راقب طباعك لانها ستحدد مصيرك "


ربما تكون مررت بتجربة سلبية سببت لك احساسا سيئا
ومن وقت لآخر تذكرك نفسك بتلك التجربة ... فتعيد لك نفس الاحساس السيء!!
وهذه الاحاسيس السلبية هدامة تقلل من أداء ادوارنا في جميع مجالات الحياة...

نحن كبشر مالكين لعقولنا ونتحكم في أفكارنا ويمكننا ان نغير فيها ما من شأنه ان يحقق البرمجة الصحيحة لانفسنا...
وباستطاعتنا توجيه خبراتنا ...
فأفكارنا تحت سيطرتنا فقط ، لا يوجد هناك من يستطيع ان يوجه افكارنا كما يريد...!

وهذه الافكار هي مجموعة قوانين تحدد اعتقاد الانسان وتتحكم في تصرفاته وسلوكه...
ولهذا الاعتقاد قوة كبيرة... ويقولون :
اذا استطعت ان تغير اعتقادات أي شخص فإنك من الممكن ان تجعله يفعل أي شيء...

والطريقة التي ننظر بها الى انفسنا..
تميز الطريقة التي ننظر بها الى الاحداث....

ان اية حقيقة تواجهنا ليست لها الاهمية كأهمية تصرفنا تجاهها...
لان هذه الاخيرة هي التي تحدد نجاحنا او فشلنا !!!

فالاختلافات بين الناس تتمثل في نظرتهم الى الاشياء والاحداث وكونها نظرة سلبية او ايجابية

فنظرتنا الى الامور... هي وجهة النظر التي من خلاله نرى الحياة.... وهي عبارة عن طريقة وتصرف واحساس!

ونظرتنا الايجابية .... هي جواز المرور الى مستقبل أفضل، فهي الاختلاف الذي يؤدي الى تباين النتائج
وهي الوصفة السحرية للنجاح....

والشيء الذي يميز شخص عن آخر هو نظرته ( السليمة ) الى الامور ومجريات الاحداث...

فنظرتنا الى الامور هو حصيلة اعتقاداتنا

أما مصادر هذه النظرة... فهي كثيرة وكثيرة جدا لا يسعنا المجال للخوض فيها...

يكفي ان نقول :
ان نظرتنا تجاه الاشياء هي من اختيارنا نحن....

نحن نقرر ان نبتسم...
وان نشكر الناس....
وان نقوم بالعطاء ومساعدة الآخرين...
وان نكون اكثر تفهما وتسامحا.....

يجب فقط ان نحرر انفسنا من سيطرة ذاتنا علينا، فالقيمة الحقيقية للانسان هي درجة حريته من سيطرة ذاته...

وان نكف عن القاء اللوم على الآخرين للنتيجة التي توصلنا اليها وقد لا تعجبنا...
فكثيرا من نسمع الناس يتلاومون...
يلومون آباؤهم او رؤسائهم في العمل ... على الاخطاء التي يقعون فيها...
وهم بذلك يعطلون امكانياتهم الحقيقية....
وحتى القدر وسوء الحظ لم يسلم من لومهم... فهم فوق كل ذلك يلومون الحظ الذي اوجدهم وسط تلك الدوامة...
وبعض الناس يلقون اللوم على على حالة الطقس لتبرير شعورهم واحساسهم !!!
واذا كنت لواما جيدا فسوف تتمادى وتصبح لواما ممتازا....!!!
تعلم ان تتحمل مسؤولية تصرفاتك واخطاءك....
فالمسؤولية هي القدرة على التجاوب من اجل التقدم للامام....

واطلق سراح الماضي
فالعيش مع تجارب الماضي الفاشلة..... يولد لديك النظرة السلبية للحاضر والمستقبل
وفي نفس الوقت ... يجب ان تتذكر دوما الدروس المصاحبة له.....

قال الشاعر :

ما الحياة الا امل يصاحبها ألم ويفاجئها أجل...

كن مستعدا للالم والتحديات وقابلها بقوة وصبر وعزم وتوكل على الله...
فإن الله يحب الصابرين...
والله لا يضيع أجر من أحسن عملا....

وبما ان الاجل هو الحقيقة في هذه الحياة وهو المصير المحقق لكل انسان...

فعش بالكفاح في سبيل الله عز وجل....

وكن مستعدا دوما لهذا اليوم...

صلّي وكأنك تصلّي لآخر مرة...
عامل كل انسان وكأنك تراه لآخر مرة....
اعطف على المساكين كما لو كان هذا آخر ما ستفعله في الدنيا....

تقرّب اليوم الى الله وستجد ان حياتك امتلأت بالنور والحب وستجد في نفسك سعادة غير محدودة


فاديا 29-01-2007 01:46 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 

البحث عن المعرفة .....
هو احدى الخطط للوصول الى القناعة والرضا...
أي..... السعادة !


من الافكار السائدة عند معظم الناس...
انه لا توجد صلة بين النجاح والمعرفة والمهارة...
فهي مسألة ..... حظ !!

وهناك مثل يقول " حظ اعطيني.... وفي البحر ارميني " !!!!

بمعنى انه ...
اذا كان الحظ حليفي ... فإنني سأجد الطريقة التي أنقذ بها حياتي...

ولكن دعني اقول لك .......
اذا رميتك في البحر فعلا.... وانت لا تستطيع السباحة...
أؤكد لك انك ستكون وجبة شهية للسمك !!!

ان وجود المعرفة أو انعدام وجودها ....قد يشكل شخصيتك وسلوكك.....
فكلما زادت المعرفة عندك .. تكون ظاهرا بين الناس ويسألون عن رأيك في مشاكلهم
وينتظرون منك النصيحة ...

قالوا .....

اذا استطاع الشخص ان يكتب كتابا أحسن مما كتب آخر غيره...
او ان يعظ بطريقة افضل مما فعل غيره...
أو حتى ،
يصنع مصيدة فئران احسن من تلك التي عند جاره !
وبعد ذلك ، يبني له بيتا في البراري النائية....
فسيتوافد اليه الناس لتلقي..... المعرفة.

فالمعرفة قوة بحد ذاتها ...
وبمقدار المعرفة التي لديك ستكون مبدعا
وستكون لديك فرصا أكبر لتصبح سعيدا وناجحا...
فبالمعرفة ترتفع درجة ذكائك...
ويتفتح ذهنك لافق جديد.... ومجالات جديدة.

انت تستطيع ان تتعلم من أي شخص... من أي شيء.... من أي مكان.
فالتعليم عملية مستمرة طول العمر...
لا تقف طالما بقينا على قيد الحياة ،

وهناك دوما ،

فرصة .... لمعرفة أكثر ، ولحياة افضل ، كل يوم.

فقط ،

لا تهدر أي فرصة تتاح لك لتعلم أي شيء جديد، مهما رأيته سطحيا .

انظر الى الطبيعة من حولك ، لترى ان دوام الحال من المحال
وطالما الايمان لديك موجود،
فالامل موجود دوما مع اشراق الشمس ، بغد أفضل...

وفي الوقت الحالي....
لدينا كل السبل والوسائل للحصول على المعرفة ، فقط ينبغي ان ننتقي جيدا.

هل تحب القراءة ؟
الاغلب سيجيب ، نعم
ولكن ، كم منكم يشتري كتبا ... ولا يقرأها ابدا، بحجة عدم وجود وقت كاف !

غنيّ عن الذكر ، ان معظم الناس شغلهم الشاغل مشاهدة برامج التلفاز ، وبعد ذلك يشتكي الكثير بأنهم غير ناجحون ولا يوجد لديهم وقت للقراءة...
ولو انك استخدمت هذا الوقت لتتعلم ، وتتثقف في امور الدين والحياة والدنيا والاخرة..
او لتتقن مهارات جديدة ، لحصلت على معرفة ومهارة تؤهلك لتكون ناجحا...

هناك حكمة تقول :
تعتبر القراءة بالنسبة للعقل ، كالرياضة بالنسبة للجسم.

وقالوا ايضا ...
القراءة تصنع الشخص المتكامل

تعلم كل شيء في مجال دينك لتصبح مسلما مميزا.

تعلم كل شيء في مجال عملك لتصبح مميزا في أي شيء تعمله...
فهذا سيجعلك باستمرار تكون مهارات جديدة ، وتحصل على معلومات غزيرة

قالوا ...
الجلوس في ضوء الشموع وامامك كتاب مفتوح في حوار مع اشخاص من اجيال
لم تعاصرهم ، يخلق متعة ليس لها مثيل....

ويجب ان تتذكر دوما...
المعرفة وحدها لا تكفي،
لا بد ان يصاحبها التطبيق....
والاستعداد وحده لا يكفي،
فلا بد من وجود العمل.....

قالوا...
أمر الآلام عند الناس....
ان يكون عندهم معرفة غزيرة.... ولكنهم لا يتصرفون.

من الممكن ان تمتلئ بالحماس...
ويكون لديك طاقة عالية...وتمتلك المعرفة والقوة العقلية التي تحتاجها للنجاح...
ولكنك ان لم تضع كل هذا موضوع التنفيذ...( اذا كانت الفرصة سانحة )..
ستكون كل هذه المهارات بلا قيمة ، ولا طائل من ورائها.

فالمعرفة بلا تنفيذ قد تؤدي الى فشل واحباط....


,الحكمة ....ان تعرف ما الذي تفعله ...
والمهارة ، ان تعرف كيف تفعله....
والنجاح ، ان تفعله...

فاديا 29-01-2007 01:47 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 

(حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون)



كنت أراقب عن كثب نمل بيتي في تصديه لطريقتي المعتادة في قطع سبيله...

فقط أحاول تحويله عن مساراته، بأن أسد شقوقة بمادة الصابون،
عملا بنصيحة والدي (رحمه الله) هكذا يبحث النمل الدؤوب عن طريق آخر فيسلكها،
ثم لا يلبث أن يخترق حاجز الصابون ....
لكن بعد ان يجف تماما ويصير صلبا، فيتمكن من إعمال آلاته الخاصة بالحفر فيه،

لا أحب اللجوء إلى العنف مع هذا المخلوق الصبور،
الذي يزداد إعجابي به يوماً بعد يوم، وأظل أراقب أساليبه في مقاومة ما يعترض طريقه،
ولم اقتله وهو يتخذ طرقا لا يزاحمني فيها؟

فهو يسلك مسارات طبيعية ، تلك المسارات المحفورة في الجدران سلفا لبعض الخدمات الواصلة للمنزل،
وهو لا يخطط أبدا الى التوسع على حساب أي أحد في المنزل..
فكنت أتهاون مع هذه الكائنات الصغيرة ... التي تنازعني في بيتي !!!!!!!
فهي ليست ... كبعض الامم الغاشمة التي تبغى الإقامة في أي أرض.

وهي........ لا تثقب لنا جداراً ، ولا تحفر لنا أرضية،
إذن فلنعش معاً في سلام ...!

يمنحني الحماسة.... ما أرى من نشاط النمل المستمر،
ويلهمني الصبر عند الإخفاق ومعاودة المحاولة،

أعلم كيف تكون حالة الطقس بمجرد أن ألاحظ سكونه أو حركته ...!

ففي الأولى ستنخفض درجة الحرارة فهو في مسكن ينظم بعض شؤونه،
وفي الثانية سترتفع فهو يعمل بهمة ،ويسعى الى رزقه بلا كلل أو ملل،

دائما ما يردد قلبي قبل لساني قوله تعالى
{وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}

حقا...... أمم أمثالنا لها نظامها وأي نظام !!

النمل أحد أنجح المجموعات الحشرية في المملكة الحيوانية،
هذه الحشرة اجتماعية جدا ولا يمكنها العيش بصورة منفردة، حيث أنها تعيش في مجاميع أو أعشاش أو مستعمرات.

ورغم ان الانسان مخلوق اجتماعي بطبعه....
الا ان البعض لا يعيشون الا مع انفسهم رغم وجود العديد من الناس حولهم..
مستعمرة من الحزن...
لا يسمعون فيها الا صدى الامهم
وافكارهم..
فصول السنة اصبحت لديهم فصلا خريفيا واحدا...
شعور غريب يتناغم مع ما في داخلهم عند جفاف الاوراق وتحولها الى اللون الداكن..
لون الموت والحطام...
ادمنوا اللون الرمادي فلا ترى عيونهم لونا غيره....
شعور دائم لديهم برحيل البواخر من الموانئ الدافئة محملة بكل ما هو جميل....

والبعض الآخر...
لا يرون بداخلهم الا صورتهم...
فلها يتعبون
ولها يعملون
ولمصلحتها يخططون.......

ثم أعود لأفكر .....

هل تود امة النمل حقا....
التوسع في بيوتنا على حسابنا !!!!؟؟

تساءلت هذا السؤال حين راعني الحشد الهائل من النمل ،
الذي يغطي أي قطعة (فستق ) مرمية ،

يتجمع بصور عجيبة كأنه في احتفال سنوي كبير، الدعوة فيه عامة،
والوليمة عبارة عن (مكسرات )

لذلك يقوى الاحتفال، ويشتد إقبال المدعوين .....

وأراه يذهب ويجئ بسرعة أكبر مما أعهده منه،
كمن حصل على كنز، يسارع بنقله وإخفائه قبل أن ينازعه أحد ملكيته،

وأحاول أن أتخيل كيف يصنفون هذه المؤونات في مخازنهم !!!!
وكيف يعاملون ( قطع الفستق ) على أنها أحجار كريمة بنظرهم.......

ثم أفكر...

ترى لو توقف النمل عن العمل الدؤوب ....
ماذا سيصير اليه واقعه ، ومستعمراته، وحال أفراده....


ان التوقف عن العمل ........ يعني الموت البطيء....
فالعمل هو الحياة الحقيقية ، هو السبيل الى الحضارة والى التقدم....

ثم أعود لأفكر في حال أمّتي.....

متى يتخلص الكثير من أبناء أمتي من هذا الكسل والتراخي......

متى يأتي ذلك اليوم ....الذي نراهم فيه ..... وقد تخلصوا من تلك الصفات المشينة،
واتسموا بكل خصائص النمل النشيط المثابر فيتحولوا إلى ، سواعد عاملة.. وعقول مفكرة...
تسعى الى النهضة بالامة الاسلامية ، وحضارتها.......


إن هؤلاء الذين يتوقفون عن العمل الاسلامي، أقل ما يوصفون به ..
أنهم يجرمون في حق الامة الاسلامية...
لأنهم يفتون في عضد الأمة، ويعرضونها للخطر،
بإثناء غيرهم عن العمل الدؤوب والسعي المتواصل.

ولكن للاسف هذه حال الشريحة الكبرى من أبناء هذا العصر.....
لا صبر لديهم، ولا طموحات في المستقبل،

على عكس حال اجدادهم الذين ما توقفوا عن العمل الاسلامي،
في سبيل الحضارة الاسلامية المشرقة....


ان العمل لا يكون إلا من خلال الايمان،

فإذا فقد صاحب العمل الجانب الايماني.....فهو أيضاً يصبح قيمة سلبية مهملة ،
لكنه يتحول إلى قيمة كبيرة إذا ما سبقه الايمان، وكان منطلقاً من قلب مؤمن بالله تعالى.

وهكذا فان الاسلام يريد من الانسان ان يحقق التوازن في مجال العلاقة مع الله تعالى ،
فيكون مؤمناً به ايماناً صادقاً خالصاً،

وفي نفس الوقت عاملا في سبيله بصدق واخلاص،
من أجل أن تكوين شخصية اسلامية صالحة تنفع الاسلام والمسلمين،
وترتفع في هذه الاجواء الايمانية نحو درجات التكامل.

ان الاسلام يعتبر ان اي اختلال في هذه العلاقة،
من شأنه أن يضعف محصلتها النهائية، ومن ثم .....تفقد الشخصية طبيعتها الاسلامية،
بل انها تبتعد عن منهج الاسلام، فيما لو لم تستطع خلق التوازن بين الايمان والعمل .

وعندما نطبق هذا المفهوم الاسلامي على الواقع،
فاننا نستطيع ان نكتشف الآثار السلبية لاختلال التوازن في هذه العلاقة.
فلو ان المسلم تحرك ميدانياً ودخل ساحة العمل الاسلامي، بدون الرصيد الايماني المطلوب،
فانه لا يكون عاملا للاسلام، لأن اعماله ستكون صادرة من رغبات ذاتية،

يريد من ورائها أن يُلبي حاجة النفس واهواءها، وإن كان مظهرها اسلامياً.
وهو سيصطدم حتماً بالمصلحة الاسلامية، لأن هذه المصلحة لا تحقق رغباته الذاتية،
مما يجعله يتجاوز مصلحة الاسلام ويُسيء إلى العمل الاسلامي إرضاءً لرغباته وأهوائه.
وبذلك بدل أن يكون عنصر عمل صالح،
فانه سيتحول إلى مصدر إفساد وازعاج داخل الوسط الاسلامي أو المجتمع بشكل عام.


ونشاهد هذه الحالات الواقعية أمامنا،
حيث تبرز الذات الشخصية بشكل مؤثر على الانسان العامل ،
فيسقط ضحية الاغراء، وينسى دوره الرسالي المطلوب،
وينقلب إلى أنسان يتخذ من جو العمل الاسلامي عنواناً
يخفي تحته رغباته وتطلعاته الشخصية.

وربما تتعاظم عنده هذه الحالة فيكون هدفه الذات، وليس الاسلام،
وذلك عندما يضعف الجانب الايماني في داخله، ويقترب من الدرجات المتدينة،
وهنا.. سيصبح عنصر ضرر فادح في مجتمع المسلمين.

ان مثل هذه الحالات هي من الكثرة بحيث لا يخلو مجتمع منها،
انها تتصل بالجانب النفسي للانسان أينما كان ومتى كان.

وهذه الحالات من الكثرة بحيث ان لها درجات متفاوته الشدة والضعف.
فهناك من يسقط اسيراً لها على طول خطه العملي،
وهناك من يضعف لفترات قصيرة ثم يكتشف نفسه فيعود إلى صوابه،
وهناك بينهما درجات مختلفة.

ان العاملين للاسلام والدعوة هم موضع ابتلاء بصورة يومية،
لأنهم يتعاملون مع الحياة بكل ما فيها من اغراءات وتطلعات
والسعيد من راقب نفسه وميّز منها ما هو ذاتي ،
وسخّر كل طاقاته وجهوده من أجل الاسلام ومصلحته،
وعمل مخلصاً ابتغاء وجه الله الكريم.

هذه هي الخطورة التي تهدد الانسان العامل حين يضعف عنده الجانب الايماني،

وفي مقابلها ....يقف النموذج الآخر،
الانسان الذي يؤكد على البناء الايماني وحده ويترك العمل.
في هذا الخصوص لا بد من القول ان هذا الاتجاه، يعبر عن فهم خاطيء للاسلام،
لأن الايمان يضع قيمة عالية للعمل،
فمثل هذا الانسان يتصور انه يسلك طريق الصلاح،
لكنه في الحقيقة يسير في طريق آخر.
فالله تعالى لا يريد من عبده أن يعيش العزلة، وأن ينقطع عن الحياة والناس.
انه كانسان، يحمل رسالة كبيرة، وهو خليفة الله في الأرض،
وعليه مسؤولية النهوض باعباء الرسالة والخلافة.

لقد جاء الاسلام رسالة انسانية عامة شاملة، ولابد من نهوض المسلمين باعبائها،
لتأخذ مكانها المطلوب في الحياة.


وإذا كانت الحالة السابقة التي تتمثل في ضعف الجانب الايماني تشكل خطراً ،
فان ترك العمل والابتعاد عن ميدان الحياة هي حالة خطر أخرى.
لانها تحول الانسان إلى رقم مهمل في الحياة ، لا يؤثر فيها ،
ولا يتعامل مع مفرداتها الكبيرة والكثيرة.
انها تلغي المهمة التي يتحملها الانسان المسلم في حياته وسط مجتمعه ،
وفي مواجهه اعداء الاسلام.

ومما يلفت النظر ان العديد من العاملين للاسلام والدعوة،
يقعون ضحية هذا الفهم الخاطيء ،
في مرحلة من مراحل العمل. فعندما تطول بهم المحنة،
أو عندما يواجهون العقبات الكبيرة التي تعترض طريق المسيرة ،
يصابون بانتكاسه كبيرة تفقدهم توازنهم، فيبتعدون عن أجواء التحرك،
ويعتزلون ساحة العمل،

على اساس أن لا جدوى من العمل، وان ميدان العمل يُفقد الانسان طهارته ويلوث نفسه،
فيبعده عن الله سبحانه وعن الاسلام وعن الطريق المستقيم،
وان من الأفضل الانقطاع عن مداخلات التحرك، والابتعاد عن الساحة،
ليحافظ الانسان على ايمانه ونقاوته وطهارته.

وقد يبرر البعض مواقفه هذه بالقول ،ان الظروف الاجتماعية والسياسية،
لا تساعد على المضي في المسيرة ،
وانها فتنة يجب الابتعاد عنها في انتظار الاجواء المناسبة،
التي لا تلوث الانسان ولا تسلبه تقواه وايمانه.

ويعتقد هؤلاء ...انهم يحققون بذلك ايمانهم،
لكنهم في الحقيقة ينقصون من هذا الايمان، لأنهم يشطبون أهمية العمل.

إن الاسلام يرفض أن يكون الايمان مجرداً عن العمل،
كما أنه يرفض العمل الذي لا يستند على الايمان،
انه يريد تفاعل الاثنين معاً وترابطهما في علاقة متوازنة،
فالاسلام يريد الانسان أن يكون مؤمناً عاملا في نفس الوقت ،
حتى يصبح الانسان الداعية ،الذي يتحرك في الحياة من أجل خدمة الاسلام ومصالحه،
وخدمة المسلمين ومصالحهم

فالايمان لا ينحصر في جو نفسي معزول عن الحياة،
بل هو الدافع الأكبر للتحرك وسط الحياة ،وللتفاعل الواعي والهادف مع أجزائها ومفرداتها.
مع الناس والمواقف.

(إنْ الذينَ آمنوا وعملوا الصالحات لهْم جنات)

ولا يخفى على الانسان المؤمن ، الراحة والايجابية التي يشعر بها، والسعادة الحقيقية عندما يكون في عمل الدعوة .. يبتغي رضا الله.



فاديا 03-02-2007 02:11 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
؟؟؟؟؟
لعل بعض اسباب الخوف من الموت عند الكثير من الناس تعود الى ، رغبة الانسان (الداخلية) بالخلود .
او الخوف من الموت كحقيقة بحد ذاتها ، الرهبة من ذلك الجسد بلا روح... الرعب من ذلك المعطف الخالي.
او الخوف مما بعد الموت ............ الخوف من المجهول............
وبتذكر الموت استوقفتني بعض الممارسات الاجتماعية تجاهه التي ما كنت افهمها في طفولتي...
عندما كنت في سن السابعة ، وكنت ارى بعض منها ....
كنت أتساءل : هل هذا الصراخ سيعيد الميت الى الحياة ثانية.....
قيل لي ..... هم ينوحون لهذا السبب ، لانه لن يعود ثانية !!
كنت اتساءل :
فما معنى لبس اللون الاسود الكامل في العزاء؟؟
هل هو من باب التشبه بالغربان ، والتي يتشاءم منها الناس ؟؟
فلماذا يكره الناس الموت ؟؟؟
وكنت أتساءل ايضا :
ما معنى هذه الولائم والموائد ؟؟؟
هل هو احتفال بهجوم الدود على جثة الميت ؟؟
هل يوقت هؤلاء البشر مواعيد التهامهم للولائم
بمواعيد التهام الدود لجثة الميت ؟؟؟
وكنت استغرب :
لماذا يلجأ الناس الى الاعلان عن الوفاة بالجرائد ....
خاصة .... عندما يكتب النعي بخطوط كبيرة جدا
هل يسعون الى تخليد الميت بهذه الكلمات الرنانة ؟؟
الى ان وعيت وفهمت انه من المفترض ان يبكي الاحياء على انفسهم أكثر.
وان الموت......... هو الحقيقة الاكثر اقناعا من الحياة الدنيوية.
ثم فهمت ....كم هو مضل ان يتعلم الانسان الدين من ممارسات من حوله
فالشرع والسنة :
تختلف مع النعي المبالغ به للميت ، والذي يصل الى الكذب من تعداد مفاخره ومآثره والتطواف بذكره
وتختلف مع النواح والعويل على الميت وهو ما تقطع به النساء اصواتهن من اظهار التفجع والصراخ واللطم (وفي بعض الاماكن العربية موظفات خاصات لهذا الغرض).
وتختلف ايضا.... مع اعداد الولائم وكل هذا الاسراف وهذا البذخ ......لا على الثالث، ولا على الثامن، ولا على الاربعون.
ولبس السواد عند حدوث المصائب أو وقوع الموت.... بدعة سيئة لا أصل لها في الدين، وقد اتَّخذ الناس هذه العادة المُبتدعة إظهارًا للحزن وإشعارًا بالمُصيبة.
أجمل الاوقات عندي.... اوقات التفكير بالموت
أجمل الحديث عندي......الحديث عن الموت
ما هو الموت؟!
الجواب عن هذا السؤال صعب جداً، فإن حقيقة الموت غامضة لدينا نحن الأحياء. وربما يكون السبب أننا لا نعرف الحياة أولاً لنعرف الموت بعد ذلك.
فهنا سؤال آخر يفرض نفسه بالطبع وهو: ما هي الحياة؟!
وليس في مقدوري الإجابة على هذا السؤال أيضاً بشكل علمي ، ولا أظن أن أحداً من الأطباء وعلماء الأحياء أو الفلاسفة أيضاً يعرفون الجواب الشافي عن هذين السؤالين!
ولعل الجواب الديني الذي تقتنع به اذهاننا هو أن الحياة (أقصد حياة الإنسان) هي امتزاج خاص بين الجسد والنفس أو نوع تعلق بينهما. ومن الناس مَن يعبر عن النفس بالروح.
كما أن الفصل بين هذين الجزأين هو الموت!
ومن مظاهر الحياة والموت ما يستفاد من القرآن والسنة أن الحياة الدنيا هي المحجوبة بالغفلة والغطاء، والحياة الآخرة هي المجردة التي انكشف عنها الغطاء والحجاب.
قال تعالى :
(يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون).
(لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد).
نحن الأحياء لا ندري كيف نموت ومتى نموت، لأن من حكمة الله عز وجل أن يجعل أخبار الآخرة مقطوعة عنا.
وبالأحرى إن التركيب المادي الذي يتكون منه الإنسان الحي العادي يمنعه من إدراك حقيقة الموت وما بعده، بل وان أول ما يعرض على المحتضر أن ينعقد لسانه فلا يستطيع أن يعبر عما يراه ، وذلك قبل أن تفارق النفس (الروح) البدن تماماً.
وقد أخبر القرآن الكريم عن هذه الامور :
قال تعالى:
(كل نفس ذائقة الموت).
(كلّ مَن عليها فان)
(قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم)
(الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم)
لا يشك أحد في أن الموت محتوم علينا جميعاً مهما طال بنا العمر، ومهما حرصنا على استمرار الحياة ولا ينفع الحذر عن الأجل وكفى بالأجل حارساً ، (أينما تكونوا يدرككم الموت )
والحديث عن الموت يترك فينا أثراً بعيداً، فهو يقلل من غرورنا بهذه الحياة الفانية وزخارفها وبالتالي يكون رادعاً لنا عن ارتكاب الجرائم والآثام (وكفى بالموت واعظاً).
والحكمة في ذلك ، أن النظرة الأصيلة إلى الحياة في الإسلام ، هي أن الحياة ليست المقر الأخير للإنسان ـ كما أنها ليست المبدأ ولا المعاد، بل هي جسر يوصل بينهما .
مضافاً ،،،، إلى أنه لولا الموت لضاقت الأرض بالأحياء ونفد الطعام والماء والهواء واختلّ النظام في العالم، ومن سنة الحياة أن الإنسان إذا طال به العمر أخذ بالنقص في كل أعضائه وحواسه وعقله، وفقد لذة الحياة وتحولت حياته إلى أرذل العمر وصار عالة على المجتمع، ومشكلةً كبيرة ليس لها حل أو علاج إلا الموت.
فالنتيجة أن الإنسان لم يوجد ليبقى في هذا العالم، بل ليمر منه إلى عالم أفضل وأكمل.
الحكمة في مروره بهذا العالم هو الامتحان والاختبار
وقال الله تعالى:
(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور)
لا بد من استقرار هذه الحقيقة في النفس،،،،
حقيقة أن الحياة في هذه الأرض موقوتة محدودة ..............
فلماذا تتكبر أيها الإنسان وسوف تأكلك الديدان؟!
ولماذا تطغى وفي التراب ستلقى؟!
ولماذا التسويف والغفلة وأنت تعلم أن الموت يأتي بغتة؟!

فاديا 03-02-2007 02:13 PM

شتان ما بين هؤلاء......وأولئك !!!!!
الإنسان‏..‏ كل إنسان تقريبا‏..‏ حين يشعر‏(‏ أو بالأحرى يتحقق‏)،‏ كم هو قريب من الموت.......
‏ تخامره بعض التساؤلات بينه وبين نفسه‏..‏....
فإن كان من أهل الآخرة‏، أي ممن يرجون لقاء الله‏ ، لابد انه سيسأل نفسه....................
تري.......... هل فعلت كل ما كان يمكنني فعله لكي تربو حسناتي علي سيئاتي؟
هل اتقيت الله ما استطعت؟
أم أنني تجاوزت حدودي ـ في بعض أمري ـ واتبعت ما أملاه علي الشيطان؟
هل اتقيت الله في خلقه؟
هل ساعدت من لجأ الي طلبا للمساعدة‏..‏ وقد كان ذلك بإمكاني؟
هل رحمت الضعيف وأعنته علي أمره؟
هل أمهلت معسرا اقرضته بعض المال‏..‏ أو تجاوزت عن الدين لما رأيت من عسره؟
هل ربيت أبنائي تربية زرعت فيهم الأخلاق الفاضلة؟
أم انني كنت قدوة سيئة لهم؟
أما بالنسبة لأهل الدنيا‏........
‏ فالأسئلة التي سوف يطرحها الواحد منهم علي نفسه‏، ربما تدور حول‏......
هل حققت لنفسي مركزا اجتماعيا مرموقا؟‏!‏
هل جمعت الثروة التي كان يمكنني أن أجمعها؟‏!‏
أم انني تراخيت شيئا ما‏،‏ وكان يمكنني أن أجمع أكثر؟‏!‏
هل تبوأت المناصب التي كنت أحلم بها أم أنني فاتتني فرص لم استغلها وراحت لغيري؟‏!‏
هل استمتعت بما فيه الكفاية أم انه كان يمكنني ان استمتع أكثر؟‏!‏
هل حياتي التي عشتها كانت حياة زاخرة بالإنجازات التي تذكر لي‏،؟؟‏
أم انها كانت حياة قاحلة لم أكد أنجز فيها شيئا‏..‏
الله مدار تفكير أهل الآخرة‏..‏
والناس مدار تفكير أهل الدنيا‏..‏
وكل فريق منهم ........ يقوم بإجراء معادلة لحياته‏..‏
واما ترضيه هذه المعادلة...... أو تسخطه على نفسه‏،
لأنه لم يفعل ما كان ممكنا أن يفعله‏..‏
يشعر الواحد من هؤلاء....... أو اولئك ، بأن هناك فرصا اهدرها، ومجالات غفل عنها‏..‏
وانه كان يمكنه أن يحسن من موقفه هنا أو هناك‏..‏ سيظهر كل ذلك واضحا جليا‏، وسيكون إما مبعثا للرضى ......وإما مبعثا للسخط والندم‏..‏
أيا ما كانت الوجهة التي اختارها الإنسان لنفسه
( ولكل وجهة هو موليها ) ‏(‏ البقرة‏148)‏
ان التحقق من قرب الموت.....يري الانسان الايجابيات والسلبيات في حياته وسلوكياته‏..‏ وربما افاد هذا في تصحيح اشياء تتطلب التصحيح‏، ‏ أو في اضافات هنا وهناك‏..‏
وكذلك ربما تؤدي الي تغيير النظرة الكلية الى مفاهيم الانسان وتصوراته‏..‏ وغاياته ووسائله‏..‏
وقد ينقل هذا العديد من ابناء الدنيا... ليصبحوا ضمن ابناء الاخرة....... لأنهم سوف يتبينون تفاهة الآمال التي كانوا يعقدونها على الدنيا وعلى الناس‏..‏ وأنها لا تساوي كل هذا الاهتمام الذي كانوا يولونه لها‏..‏
فيكتشف..‏ عيوبا يمكنه بالارادة أن يجتثها ويستأصلها‏،‏
وانه مقصر في أشياء‏..‏قد تكون هي المعاملات الطيبة مع الناس‏،
ويكون مازالت لديه الفرصة لكي يصلح من أمره ما اعوج أو لكي يستكمل ما نقص‏..‏
لأن حياتنا الأولى تتوقف عند الموت‏..‏
وما بعد الموت هو الأهم‏..‏ لأنه الأبدية‏..‏
*****
ألم ترى أن النوم بالنصف حاصل ***** وتذهـب أوقات المقيل بخمسـها
*****

فاديا 05-02-2007 10:34 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 


الحلم ، العفو ، الرفق ، ضبط النفس..... كلها صفات تصب في التسامح....

لربما قرأنا الكثير الكثير حول هذه الصفات التي تؤكد الهوية الاسلامية
وربما البعض لا يدركون جذورها البشرية....


لا يتعلم الانسان التسامح هذه الصفة الكريمة في النفس، الا اذا نشأ في وسط وجد فيه الاهتمام بقيمته الشخصية كذات ذات اعتبار،
على مدار مراحل عمره المبكرة بشكل خاص ،
لما لهذه الفترة من العمر ، من أثر لا يمحى في تشكيل البناء النفسي للفرد.


ان تفاعل المرء مع محيطه الواسع ، بعد ان يخرج الى الحياة العامة ،
سيتم وفق هذه الخصيصة التي تأصلت في بنيته الاساسية ،
ومهما وجد ان النكران يجابه هذه الصفة الكريمة .....
فأنه لن يجد صعوبة نفسية كبيرة في ان يطبقها مع الانماط التي تغايره ،
ولن يجهل الدواعي التي تجعل الغطرسة هي السائدة،
حين تشيع هذه الظاهرة الاجتماعية في حقبة من حياة الناس.


فالذي يولد الثقة بالنفس ، ابان نشأة الطفولة وحتى استشرافات براعم اليفاعة ،
قد لا يتسنى كمعطى تربوي للقطاع الشامل من الجيل،
لاسباب عديدة لا تكاد تحصر،
على رأسها الاوضاع الثقافية والاقتصادية للاسرة ...


فإذا لم يمنح الشخص من بعد ، هبة نفسية قوية او ظرفا استثنائيا ،
يعيد اليه ليونة عظامه التي تصلبت على غير استقامة ،
ظل على عوجه من اثارة الحوافز في طبيعته الآلية الجامدة ،
وتحددت اتصالاته مع الآخرين وفي الحياة كاملة ،
بردود فعل لا تمت بصلة الى الواقع الحي بالحقيقة المتطورة.



تضفي السمات العامة لافراد المجتمع الملامح الخاصة على مجتمعها الكبير
فيما يتميز به عن سواه ....
فقد يتصف فردان بعدم التسامح ،
ولكن الموضوع المتعلق بهذه الصفة يفترقان به ،
فإن تركز عدم التسامح عند احدهما في جوانب العادات والتقاليد الاجتماعية الموروثة مثلا ،
وكان عند الثاني في الجوانب العرقية على سبيل المثال ...
سيتضح للمتمعن المحايد ، ان الفرد الاول يعاني تزمتا عقليا ،
وان الفرد الثاني يشكو من فصام نفسي بوهم العظمة .



تكمن جذور التسامح في قرار طبيعتنا الانسانية .....
لانه حين نرتد اليها مهما شسعت غاباتنا وسمقت فيها الاشجار ،
نتحسس تلك البذرة التي تتفتق في محتواها ، بشتى الواننا واشكالنا وعواطفنا وعقولنا....


يجب ان نؤمن بحقيقة ساطعة سطوع الشمس:


من فينا كان كما ود نفسه ان يكون كماله ؟؟!!...
واين هو الانسان الكامل اصلا....!
اننا مختلفون كالافلاك.....
بعضنا يتألق.... وبعضنا يشحب....
والمصير المحتوم لنا جميعا في هذه الدنيا هو الانطفاء والغياب ....



فلكأننا نعبر بعضنا البعض ، في زحام وفراغ الامكنة والازمنة على غفلة ،
فلا نلتفت الى ما يجمعنا في السرائر .....
ولماذا نقع في شراك سوء الفهم !.....



لا شك ان للطبيعة البشرية يد في ذلك...
لانه ثمة بون أصيل بين التعطش لسفك الدماء ،
وبين مقتضيات صراع البقاء في اقسى شروطه.


ان ملامح التسامح والحلم وضبط الاعصاب...... اذا اعتبر انها موجودة عند فرد من الافراد،
تكون فقط في دائرة محددة لمن اختبره ممن حوله في دائرة شموس عمره....
وقلما تتسع هذه الدائرة لتشمل من لم يختبرهم.


ان اعتبار الانسان نفسه ، لا يختبر في العلاقات الموشاة بالتهذيب مع الاخرين ،
فهذا طلاء قد تلجأ اليه فئة تتناهز مقوماتها الاجتماعية ،
فتقصره على سلوكياتها المظهرية الخاصة بهم،
بينما يربأون بلطفهم وكياستهم عن الفئات التي دونهم في السلم الاجتماعي ...



بالقيمة الحقة لاعتبارنا الانساني ، تقوم طبيعتنا البشرية ...
بغض النظر عن مستوانا المعيشي والاجتماعي العارض ،
مهما بدا لنا ان هويتنا الاساسية ، التي يفخر الواحد منا انه فرضها او استحقها بجدارة ..


لتكن ما كانت موهبة الشخص او قوة ارادته ،
واية خصال وراثية وبيئية ينفرد بها باستثنائية ما ...
سيكون كل هذا محض اطار....
أما صورته الصميمة ، فتلك التي تصله بوجوه الاخرين جميعا ...
وتتلون قسماته بملامحهم ...


هذه الصورة تومئ الى معنى التسامح الذي نرطق معانيه ....
فالطبائع الانسانية جميعها لا تتجسد بإطلاقها الا في الخصوصية ...
فليس خطأ ما يمتلكه البعض من ثراء معنوي او مادي ،
انما (الخطأ) اذا استحال (المالك) الى خزانة موصدة ...
تمنع الخير ان يتواصل...




جاءت العقيدة الاسلامية لتضع النقاط على الحروف ..
وتقود شتات هذه النفوس المختلفة...


فالتسامح دليل قوة الشخصية ومظهر من مظاهر الرشد واكتمال العقل ،
وثمرة من ثمار التدين الصحيح.

وهو من الصفات التي لا يستغني عنها الانسان الذي يعيش في مجتمع ...
تتصارع فيه الاهواء،
وتتضارب فيه الآراء ،
وتختلف فيه وجهات النظر.


وللاسلام توجيهات حكيمة ،
من شأنها ان تحمل الانسان على التخلق بهذه الصفة والاستمساك بعراها .

قال تعالى :
(وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران : 133 و 134 .


وفي هذا التعويض شفاة للنفس ، وتفريغ للغيظ ،
وان ذلك اجدى على الانسان واحسن عاقبة .


ولا تستوي الحسنة ولا السيئة في ميزان الحق ،
اذ السيئة سيئة في قدر الله وفي عرف الناس ،
والحسنة حسنة في قدر الله وعند الناس كذلك ...
وان لكل منهما نتائجه في واقع الحياة .


واذا كان ذلك كذلك ،
فلا معدي عما هو من شأنه ان يجمع القلوب ويرطب الصلات .



وليس ثمة ابلغ من حسنة تقدم الى المسيء ،
فهي تذكره بالانسانية التي جحدها من جانب ،
وتعيده الى مودة اخيه من جانب آخر ،
فطالما استعبد الانسان احسان .


وهذا معنى لا يظفر به الا الذين زكت نفوسهم ،
وسمت أرواحهم فكانوا حكماء .......
يعرفون للخير مواضعه وللشر مواضعه كذلك .


والرفق اذا تجلى في الانسان اقترب من الله وبقدر ما يقترب ، يبتعد عن النار.


قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الا اخبركم بمن تحرم عليه النار؟تحرم على كل قريب هين لين سهل) رواه البخاري ومسلم.


والتسامح يحتاج الى رياضة نفس وصبر على الاذى مرة بعد مرة ،
حتى يصير صفة لها ، وخلقا من أخلاقها.

ولا يكون الحلم حلما.....

الا وصاحبه قادر على انفاذ العقوبة .....

فإذا كان الحلم او العفو عن عجز او ضعف ،
فهو ليس من الحلم في شيء

وانما هو تهيب ولؤم وجبن.

كل حلم اتى بغير اقتدار....... حجة لاجئ اليها اللئام

فاديا 05-02-2007 10:51 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 


من منا لا تخالجه ذكرياته عن الازمنة والامكنة التي مضت !!!!

من طريف ما قرأت عن العرب أن البخل عند المرأة ميزة، وعند الرجل معرة .....!!

فقالوا في المرأة: الجبن، الكبر، البخل..... فالجبن ميزة عند المرأة حتى لا تقدم على المغامرات! والبخل لدى المرأة يعني القدرة على تصريف امور المنزل بلا اسراف ،

أما في الرجل ....فهو عيب كبير ، وهو ضد المروءة والشهامة، وهما من أبرز الصفات المطلوب أن يتحلى بها الرجال.

ويتجلى لنا في هذه الازمنة القديمة أهمية الضحكة في ثنايا اللغة العربية والكلام من قبيل المباشر والعفوي.... فنرى الكم الهائل من النوادر التي قيلت في البخل والبخلاء.

وأما في تاريخ الادب العربي فنرى بعض شعراء الهجاء قد اتخذوا موقفا من الاخلاق السلبية عن طريق الذم والحط من الذات بغرض التقليل من شأنها وقدرها الاجتماعي، وتختلف درجات الذم تبعاً لدرجة العداء بين الشاعر ومعارضيه ويتمحور الشعر حسب درجات هذا العداء !.

وغالباً ما يرصد الشاعر التشوه الاخلاقي ويوظفه في شعر الهجاء ليسقط صاحبه في براثن الحط ويضعه في متناول الألسن والحديث عن مثالبه. سعياً في التسبب بأزمة نفسية له وإجباره على الانسحاب من المنافسة وقسره على العزلة، لتخلو الساحة من المعارضين....

ورغم هذه الحرب الضارية بين شعراء الهجاء والتي لست انا الان في هدف عرضها ودراستها والاحاطة بظروفها .... الا اننا لا ننكر ما كان لشعر الهجاء بشكل عام من دور كبير في اثراء الشعر العربي ... ودور أكبر في إظهار بعض المساوئ الاخلاقية وجعلها من المحظورات.

فقيل في هجاء رجل يدعى عيسى اشتهر ببخله :

يُقتِّرُ عيسى على نفسهِ
وليس بباقٍ ولا خالدِ
فلو يستطيعُ لتقتيـرهِ
تنفَّسَ من مِنْخَرٍ واحدِ


والبخل من مفهوم اسلامي هو :

الإمساك عما يحسن السخاء فيه ، وهو ضد الكرم ، والبخل من السجايا الذميمة ، الموجبة لهوان صاحبها ومقته وازدرائه ، وقد عابها الإسلام ، وحذر المسلمين منها تحذيراً رهيباً .

قال تعالى : ( هَاأَنتُمْ هَؤُلاَء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء ) محمّد : 38 .

وقال تعالى : ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ) النساء : 37 .

وقال تعالى : ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) آل عمران : 180 .

وتشين هذه الصفة المذمومة جميع البخلاء ،، و خصوصا من هم في وضع السيادة والقيادة، فيكون البخل أبغض منهم .

لان شروط القيادة في الاسلام تقوم على عدة مقومات منها ، تقوى الله، العلم، العدل والإنصاف، الشجاعة، الرأي السديد، الكرم والجود، المقدرة على القيام بالشفاعة الحسنة. والعقل والحكمة.

وبالتالي فإن مفهوم القيادة والزعامة من منظور اسلامي يتعارض مع تعريف صفات البخيل الشحيح وتدل على انه لا يصلح أن يكون رئيساً ولا زعيماً أبداً.

إن البخل ليس في الأمور المادية فقط بل قد يكون حامل هذه الصفة المكروهة ،بخيلاً أيضاً في العواطف والمشاعر الإنسانية مع الآخرين، فالبخل عنده صفة أساسية تصبغ جميع اخلاقه وتصرفاته ،، وشخصيته بوجه عام ليست معطاءة،

فكم من الزوجات تعاني من بخل زوجها والذي هو قائد الاسرة وزعيمها سواء ماديا او عاطفيا .

لهؤلاء النساء نقول :
البخل ابتلاء من الله، ولا تصبر عليه إلا مؤمنة سعيدة الدارين.

أما صفة البخل فهي مكتسبة من الاهل والبيئة ولو انها قد تبدو موروثة، ؛ فأسلوب النشأة عامل أساسي في إكساب هذه الصفة ،، ويعتمد ذلك على العامل الشخصي لدى كل فرد للتعامل مع هذه الصفة فأحياناً يتصف الأهل بالبخل، ويكون رد الفعل عند الأولاد مغايراً لما تربوا عليه، فيصرف الأولاد ببذخ وبلا معنى.

والشح أشد في الذم من البخل ويجتمع فيه البخل مع الحرص، وأشد منه دعوة البخيل الآخرين للبخل وقد يصل البخل بصاحبه إلى أن يبخل على نفسه، بحيث يمرض فلا يتداوى، وفي المقابل فأرفع درجات السخاء الإيثار، وهو أن تجود بالمال مع الحاجة إليه.

والبخيل بعد هذا أشد الناس عناءً وشقاءً ، يكدح في جمع المال والثراء ، ولا يستمتع به ، واذا اضطر للتصرف بجزء منه فإنه يشعر ان هناك جزء اقتطع من حياته فلا يشعر بالراحة ابدا...وسرعان ما يخلفه للوارث ، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء .

وأقوى دوافع الشح خوف الفقر ، وهذا الخوف من نزعات الشيطان ، وإيحائه المثبط عن السخاء .

ومن دواعي البخل : اهتمام الآباء بمستقبل أبنائهم من بعدهم ، فيضنون بالمال توفيراً لأولادهم ، وليكون ذخيرة لهم ، تقيهم العوز والفاقة ، وهذه غريزة عاطفية راسخة في الإنسان ، لا تضره ولا تجحف به ، ما دامت سوية معتدلة ، بعيدة عن الإفراط والمغالاة .

بيد أنه لا يليق بالعاقل ، أن يسرف فيها ، وينجرف بتيارها ، مضحياً بمصالحه الدنيوية والدينية في سبيل أبنائه .

وقد حذر القرآن الكريم الآباء من سطوة تلك العاطفة ، وسيطرتها عليهم كيلا يفتتنوا بحب أبنائهم ، ويقترفوا في سبيلهم ما يخالف الدين والضمير ،

وهناك فئة تعشق المال لذاته ، وتهيم بحبه ، دون أن تتخذه وسيلة إلى سعادة دينية أو دنيوية ، وإنما تجد أنسها ومتعتها في اكتناز المال فحسب ، ومن ثم تبخل به أشد البخل .

وهذا هوس نفسي ، يشقي أربابه ، ويوردهم المهالك ، ليس المال غاية ، وإنما هو ذريعة لمآرب المعاش أو المعاد ، فإذا انتفت الذريعتان غدا المال تافهاً عديم النفع .

والبخل كغيره من الأمراض والأخلاق الذميمة التي لها علاج في الشريعة الاسلامية ،

وقد عالج القرآن الكريم ذلك بأسلوبه البديع الحكيم ، فقرر : أن الإمساك لا يجدي البخيل نفعاً ، وإنما ينعكس عليه إفلاساً وحرماناً وقرر كذلك أن ما يسديه المرء من عوارف السخاء لا تضيع هدراً ، بل تعود مخلوفة على المسدي من الرزاق الكريم ، قال عز وجل : ( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) سبأ : 39 .

أما الذين استرقهم البخل ، ولم يجدهم الإغراء والتشويق إلى السخاء ، يوجه القرآن الكريم إليهم تهديداً رهيباً ، يملأ النفس ويهز المشاعر ، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) التوبة : 34 ـ 35


وأما خطره الدنيوي فإنه داعية المقت والازدراء ، لدى القريب والبعيد وربما تمنى موت البخيل أقربهم إليه ، وأحبهم له ، لحرمانه من نواله وطمعاً في تراثه .

وكيف يكدح المرء في جمع المال واكتنازه ؟! ثم سرعان ما يغنمه الوارث ، ويتمتع به ، فيكون له المهنى ،، وللمورث الوزر والعناء !!!!

فاديا 06-02-2007 09:22 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
هل تعانون مما اعاني منه انا؟؟؟؟

هل يحرجكم اطفالكم بأسئلة شد ما تكون في البراءة والعفوية..
وشد ما تكون في الصعوبة الاجابة عليها ....

اكثر ما يضايقني...
ان اتلعثم وابتسم ابتسامة صفراء..في وجه طفلتي
والتي بكل اهتمام وجدية تنتظر مني الرد على سؤال....

...كم ابدو غبية امام عينيها الذكيتين اللتين ترصدان كل حركة من حركات وجهي!!
.... كم احس ان طفلتي تعلم مدى غبائي واستكانتي وعجزي !




الا يسألكم اطفالكم.....
لماذا يموت الاطفال كل يوم.....لماذا تسحق الزهور كل يوم ؟؟

هل تحاولون اجابتهم بطريقة قريبة من فهمهم بدون ترويع ...؟
او تهملونهم وترفضون مناقشتهم بهذا الموضوع....؟

واطفالنا لا تخيفهم الاحداث الدائرة مهما كانت ...
بقدر خوفهم عندما يلمحون عجز والديهم عن الاجابة...

عجز الوالدين عن الاجابة على اي سؤال منهم يعني بمفهومهم ...
انهيار الكون وعجز الوالدين عن حمايتهم....
اليست هذه مصيبة؟؟؟؟!!!!!!!!



بماذا أجيب .....؟ واذا تهربت من الاجابة؟؟؟
فكيف افسر لصغيرتي ..عجزي عن الاجابة .....وعجزي عن حمايتها؟؟؟؟؟؟؟؟




تسألني طفلتي .....
لماذا يموت الاطفال في لبنان وفلسطين..؟.
هل هؤلاء يرهقون اهاليهم بشقاوتهم فهذا عقابهم؟؟؟

كيف تتحطم المنازل ولماذا تتحطم ، وتتناثر العاب الاطفال بين الحطام....
هل اليهود يأتون الى كل مكان لقتل الاطفال وسرقة العابهم ...
هل سيأتون الينا...


ماذا اقول لدميتي عن اعداء الملائكة ...وسارقي الدمى...؟؟
وهل تفهم الدمية معنى الموت؟


كيف ابث رائحة السياسة الخانقة ..والخيانة المقنعة...الى رئتي وردة ..لم تتنفس الا العبير..؟؟

كيف اصور صوت القنابل والصواريخ الى اذان غضة ...لم تسمع سوى زقزقة العصافير؟؟؟

كيف اشرح لها لعبة العالم ....؟.
الحوار العقيم بين دول لم تتقن الا لعبة الموت.. ودول لا تملك الا التضحية بالدم ....

بل ماذا اقول لها عما ينتظرنا غدا ؟؟؟؟


بالله عليكم....كيف نربي اطفالنا....؟؟؟؟؟؟



كيف نعلمهم ان القوة ليست باسالة الدماء....؟.

وان الذكاء ليس باستعمال اقوى انواع المتفجرات...؟...

وان الغنى ليس بامتلاك اكبر كمية من الاسلحة المدمرة..؟.




كيف اصور لها الفرق بين عربتها الصغيرة التي تحمل لعبتها فيها للنزهة...و الدبابة؟؟

وبين الكرة............والقنبلة؟؟

وبين قلم التلوين الاحمر..........والدم!!!

وبين رائحة انفاسها الطاهرة.....ورائحة البارود!!

وبين الفكرة.......والرصاصة؟؟؟؟؟!!!!!!!




او كيف نعزلهم عن هذا العالم كله ....وقد بات جزء منا...
وهل من الممكن عزلهم اصلا؟؟



تسألني طفلتي وقد جمدت احاسيسي وطال ذهولي وشرودي...
هل اليهود اقوياء؟؟
اقول لها نحن اقوى لاننا مؤمنون وهم كفرة
تقول ..اذا جاءوا هنا نحن سنغلبهم... صح؟
اقول لها... ان شاء الله
تقول لي...ولكن..اذا موتناهم سينزل دمهم ايضا.
اقول لها.....سنطردهم خارجا فقط... لن نسيل دمائهم
...



تسألني طفلتي ...او تطعنني بسكاكين براءتها ....
هل يجوز ان احزن على اليهود اذا ماتوا؟
اقول لها نحن مصيرنا الجنة وهم الى النار...
فتقول...متى؟
اقول لها بعد الموت
تقول...ومتى نموت؟؟؟؟....
اقول لها...عندما يختار الله لا نعلم متى...هناك اسباب كثيرة جدا للموت
تقول...حسنا... اذا كان مصيرنا الى الجنة..فانا اريد ان اموت اول واحدة



وسكتت الصغيرة....
لا ادري .... اذا كانت طفلتي حصلت على الجواب الذي اقنعها...
ام انها صمتت لتريحني من عجزي عن الاجابة...
واحساسها بالنزيف في قلبي!!!؟؟؟



تقول طفلتي وقد صفعتني بابتسامها ...
انا اكره اليهود...بس علمهم كتير حلو ..
لونه ابيض وازرق وعليه نجمة!!


كيف اجيب؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!

هل اعلمها ان تكره النجوم؟

هل اعلمها ان تكره لون السماء؟

هل اعلمها ان تكره لون النقاء؟




واذا شرحت لها........
هل تفهم معنى الخديعة والنفاق......... والرموز الكاذبة.



هل يفهم الاطفال معنى الموت..........
حتى ولو فهموا معنى الايمان ومعنى الكفر
و معنى الجنة ومعنى النار.



وهل من الصحيح ان تعلم مسبقا ان اليهود اعداء.......!!
واذا لم يكونوا اعداء!!! أأقول لها انهم اصدقاء؟؟


ماذا اقول لها عن ذئاب ومصاصي دماء عشقوا طعم دم اطفالنا..؟...


يا حسرتي.....بل ماذا اقول عن قومية تراجعت... واذان عربية اصابها الصمم.. لا تسمع صراخ الاطفال وعويل النساء.؟


اوجعت قلبي يا طفلتي....


لاذت طفلتي بالصمت...




صمتك حيرني اكثر....يا ذات الخمس سنوات!!!!!!
فهل تصمتين الان ... وانا اعلم انك ستعاودين السؤال غدا او بعد غد ؟؟؟؟؟؟؟؟

ماذا اقول ؟؟؟... انشلوني من حيرتي .....

أأجيبها الاجابة التسويفية الحاذقة..
بأن الوقت لا زال مبكرا على هكذا اسئلة. كيف اقول لها هذا ؟؟
وانا اعلم ان الوقت لو كان مبكرا حقا ..لما نطقت ابنتي بهذه الاسئلة....

أأقول لها الاجابة الصادقة والقاطعة لا اعلم؟؟ ...لانني لا اعلم ..... .....
وليحدث ما يحدث..وينهار صرح الام في نظرها؟؟
فكيف ستثق بأمومتي بعد ذلك ؟؟؟...


بماذا اجيبها غدا ؟؟؟ عندما تكبر اسئلتها معها ....؟؟؟


اعجزتني.... يا ابسط من سألني سؤالا.......




كيف السبيل الى تربيتهم؟؟؟ انقذوني .......
اوليس هم الشريحة الغالبة من كل المجتمعات العربية...


فكيف لم نوليهم اهتمام ؟؟؟؟؟
عن طريق علم خاص اسمه....(تربية وتنشئة الطفل العربي)
طبعا العربي (فقط) .......اوليس اطفالنا... يختلفون عن بقية اطفال العالم.!؟

أليس هذا عنوانا جميلا لكتاب قيم يعكف على تأليفه علماء نفس الاطفال وعلماء الدين......
كيفية تربية اطفالنا العرب سواء كانوا في بلاد العرب او بلاد اجنبية اخرى ...
حيث الطامة اكبر ... واسئلة الاطفال اكثر احراجا واجابة الاهل عليها اصعب !!!
ليكونوا اطفال على قدرة على الاقل على التكيف مع طفولتهم ومع ما يدور حولهم من احداث.


أليس علينا ان نفكر في هذه الثقافة الجديدة بما ان هذه السياسة الدموية اصبحت تطال اطفالنا.

فاذا لم تكون هناك ثقافة ومنطق ينقذنا من اسئلة ابناءنا...... اذن.....

فلا معنى لاقلام التلوين.. اذا حلت محلها الصواريخ.

ولا معنى لزيارة اطفالنا لحدائق الحيوان والمناطق التاريخية للعلم و المعرفة ....
اذا حلت محلها بساتين المتفجرات..

ولا اصبح هناك مغزى لتعليم اطفالنا حب الطبيعة وتأملها من الشبابيك والشرفات،،
اذا كان القتل يجوس بطرقاتنا وينتزع الاطفال من شرفات الابنية...


وبالتالي.....اصبح من الضروري تعليم ابنائنا هرطقات السياسة ولغة الاحزاب بدل ان نعلمهم بحار اللغة العربية،لغة القران والسنة وكتب الدين ،ولغة الشعر والادب والمعلقات السبع
..........

ثم اخيرا ... ارشدوني؟؟

ماذا افعل و ماذا اقول...

اذا لم استطع ان اجيب .........

.......سؤال طفلة........

فاديا 06-02-2007 12:32 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 

أرأيت الحجر تلقيه على صفحة ماء راكد، تتولد منه دوائر ....
تتوسع وتتوسع ...حتى تطبق النهر من حافته إلى حافته.......؟


كذلك أي عمل تعمله......وأي كلمة تنطق بها في الحياة الدنيا.....

قد لا يكون هناك ضجيج......قد يكون عمل خفيف الحركة...وقد تكون كلمة خافتة الصوت ؛
ولكن.... لا شيء يضيع... .......

لا تضيع كلمة تنطلق من حنجرتك....... أو أية حركة او تصرف لك،

ان هذه الكلمة التي تنطق بها و قد لا تهتم بشأنها.... قد تولد نمطا من التفكير...

وهذا التصرف الصغير الذي قد لا تأبه له، قد يولد مع الزمن... نمط من السلوك ...



والدنيا كلها تدريب ومران......

والعبادات أثر التدريب فيها واضح ....

فإذا رأينا فرائض الإسلام ، تأتي في أوقات وفي أحوال ، تتقارب أو تتباعد،
لكن يلحظ فيها دورانها على أزمنة معروفة.....

فإنما يراد للإنسان المسلم أن يصل إلى هذه الحقيقة الثابتة....

ما يكاد يفرغ من صلاة الصبح..... حتى يجد نفسه متهيئ لصلاة الظهر وهكذا......

فإذا صام رمضان..... فهو مترقب لرمضان أيضاً،

وإذا أدى زكاة ماله فهو يستعد لأن يؤدي زكاة العام القادم ،

وهكذا ..... في سائر الفرائض وسائر التكليفات،

فيبقى الإنسان ضمن التجربة ...... التي تمرنه ويتمرس عليها،ويستفيد أقلمتها له،


وفي النهاية ، يصبح المرء قادراً على أداء الفرائض دون تململ ودون ثقل يشعر به، ودون أذى يحس به في نفسه،

فالتكرار ودوران الفرائض في أوقات معينة يراد لها.... أن تذلل النفس على الطاعة،

واورد هنا هذا المثال.....

وقت الصلاة يقترب ........
يجلس متكاسلا......
يريد ان يقوم ويستعد للصلاة.....
لكن.......
تحدثه نفسك ، بأن يهاتف احدهم لموضوع مهم..
وتحدثه نفسه ان يشرب فنجان من القهوة في نفس الوقت...
وفي ذات الوقت ايضا...... يتذكر انه يجب ان يذهب الى السوق.........

ثم يشعر ان هناك معركة داخلية في نفسه.....
كل شعور يريد ان يتغلب على الآخر...... ليسيطر على جسده فيقوم بفعل ما يريد...
وطوال هذه المعركة هو في مكانه لا يتحرك ولا يفعل شيئا ....
كأنه لا يعرف من هو ......وماذا يريد ؟؟؟؟!!
أو كأنه بانتظار نتيجة المعركة ... ليستسلم للفائز فيها....!

ثم .......ينتصر وازعه الديني .. فيقف للصلاة.....

بينما الافكار الاخرى لا زالت تشاغله أثناء صلاته...


نرى هنا، شخص يحاول استنهاض الخير في نفسه ، فهو في حالة عراك دائم مع التناقضات بداخله .
ويدلنا ذلك على أهمية المران وتعويد النفس على فعل الخير والطاعات....
حتى تقضي على التردد الذي يوسوس به الشيطان عند القيام بها....

فهو تمرين وتدريب على .... مواجهة وساوس الشيطان والقضاء عليها..


ولو ترك الإنسان لنفسه الحرية في التصرف بلا وازع ولا رادع ..
ووفقاً لاندفاعاته العارضة........ وفقاً للهمة المنبعثة في اللحظة ذاتها ..
لادى ذلك إلى خلخلة هائلة في بنيته الداخلية.....

عندها..... يخضع لنوازع واهواء نفسه الامارة بتلبية النوازع المادية والشهوات الغرائزية
التي تحجب نور العقل وتوقد نار الجهل،

فالانسان يتميز بعقله،
ولا تحضره نوازع النفس الحيوانية الزاخرة بوحوش الرغبات المختلفة فتخرجه عن انسانيته .......
الا إذا غاب العقل والمنطق السليم عن السيطرة عليه.

فيقع تحت الحمل الثقيل والتركة المتراكمة من الفساد...
وتنخر وساوس الشيطان بعجيجها وضجيجها روحه ،
فتصبح مهترئة ومعرضة للتفكك والانهيار ..

ويصبح الانسان عدو نفسه فلا يعود بحاجة إلى اعداء من الخارج!!!!
فينكشف وتسقط الأغطية والاقنعة عنه، وتغلبه نفسه، وتخرج ما تحتوي من النفاق والخداع والكذب، ويتخلى عن صفاته الإنسانية ويصبح..... هيكلا فقط.
ونموذجا آخر من نماذج التهتك...

فلا يعود يدرك النعم التي انعمها الله عليه و التي يعيش بها، واهمها النعم الروحية والدينية والاخلاقية ....

فتصبح نفسه موالية للطبائع الضدية الشيطانية المعادية لطبائع العقل السليم...
ويتحول أصحاب مثل هذه النفوس إلى مجرد وحوش خطيرة، تحكمها المادية الخالية من القيم الروحية والاخلاقية..

من هنا، نرى اليوم ان بعض الناس يتصرفون بما تملي عليهم نفوسهم من أهواء....
وبعيدون كثيرا عن منطق الدين والعقل .....
وقليل منهم من يفيق من هذه الغيبوبة!!!

والقائد الحقيقي لمعسكر الباطل إنما هو الشيطان ،
وقد جند لمعركته مع الحق ، أتباعه من شياطين الأنس والجن ...

قال تعالى :

( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي )

وقال تعالى :

( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) .

وقال تعالى :

( ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ).

فعندما يخطط الإنسان لأذى او لمعصية او لأي سوء .... يزين له الشيطان الحديث مع نفسه بهذه الامور ويخدعه بها..... .

فالوسوسة هي سلاح إبليس....

ولا يكتفي الشيطان بإضلال العباد فحسب بل يتبع إضلاله تزينناً لباطله...
فلا يدع ضحاياه فريسة لتأنيب الضمير، وأسرى لتقريع المواعظ،
وإنما يحاول أن يبقيهم في سلام داخلي مع أنفسهم ،بأن يزين لهم أعمالهم،
فلا يشعروا بأي نفور منها ... أو أنها مخالفة للفطر والعقول

قال تعالى :

" وزين لهم الشيطان أعمالهم "

" إنما يأمركم بالسوء و الفحشاء و أن تقولوا على الله مالا تعلمون"



وداخل كل فرد منا منعطف خطير.....

منا ......من يتخطاه بسهولة ويسر بما لديه من دين وعلم ومران،
ومنا ....من يتعثر فيه قليلا او كثيرا....مرارا أو تكرارا ،
ومنا من يضيع دربه فيه..........و ينزلق في دروب الظلام.


ان غياب رقابة الانسان لنفسه .... تحدث درجات متفاوتة من الاضطرابات النفسية والروحية ،
وتؤدي الى اضطرابات سلوكية وفكرية.....


وبعضهم ممن تكون الرقابة لديهم ( كجناح يلوح ويختفي ).....


رأيت جارنا... صاحب المتجر الكبير ، في طريقه للمسجد....
زوجته تقول انه يمضي وقت في المسجد يوميا للصلاة...
وانه ينقطع ساعات كثيرة داخل بيته لتلاوة القرآن والدعاء....
وأنا اعلم جيدا ايضا.... انه يسرق زبائنه ويغش في الميزان....
واعرف ايضا.... انه يضرب زوجته بعنف (حتى يسيح دمها) بسبب او .... بلا سبب.!!

فهل هو نفاق.... أم انفصام !!!
ترى بكل وضوح..... ان الاضطراب واضح للعيان....
فلم يعد فقط في حدود نفسه ترددا وعراكا داخليا ، يعاني منه الشخص ويحاول ان يقضي عليه....

وانما هو اضطراب ادى الى انفصام وانشطار واضح في السلوك ،
فكأنك أمام مجموعة من الاشخاص المتناقضين المتعاكسين يعيشون بأمان ودون عراك داخل جسد واحد ،
كل يتصرف على هواه.....فلا تستطيع ان تحدد شخصا واحدا داخله لتناقشه في تصرفاته ....
نموذج آخر من نماذج " فك الارتباط " .

فهو.... " مؤمن عابد " و " بائع سارق" و " زوج متوحش" !!!!!!


فالشيطان يتدرج للوصول إلى هدفه، بنقل الشخص من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية ..

وينظر نقاط الضعف في الشخص، ويحاول أن يلج من خلالها، فإن وجد فيه قوة في دينه أتاه من جوانب أخرى ..

وقد أخبر الله تعالى في كتابه العزيز :

(ان كيد الشيطان كان ضعيفا )

إلا أن ضعف النفس البشرية أمام المغريات..... قد أعطى لضعف الشيطان قوة،
ذلك أن قوة العدو في أحيان كثيرة لا تستند إلى قوة ذاتية بقدر ما تستند إلى ضعف الخصم وتراخيه واستسلامه،


و من رحمة الله عز و جل بالناس ، أنه انزل القرآن الكريم الذي يحتوي على أفضل علم و منهاج
في تدريس الصحة النفسية و أسباب الاضطرابات
و يحتوي أيضا على العلاج الشافي الكامل لها .

لقوله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم :

(وننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين إلا خسارا)

( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم)

الوسوسة الشيطانية في النفس الإنسانية تشبه نزغ الإبرة ووخزها لخفائها وخفاء أثرها،
إذ أن الإنسان لا يشعر بوسوسة إبليس،
وربما كان من الغفلة بمكان بحيث لا يشعر بأثر تلك الوسوسة،
فنبه سبحانه العباد على سبيل دفع وسوسة إبليس ودفع أثرها؛
وذلك بالالتجاء إليه والاستعاذة به من الشيطان وكيده،
فهو القادر سبحانه على إذهاب أثر تلك الوسوسة وإزالة ضررها .

ان تيقظ العقل في الإنسان، والرقابة المستمرة على أي سلوك او أي كلمة تجعل الانسان إنساناً،
فيعالج مشاكله ويتعود على التفكير الصحيح، ووزن الامور، والتمييز بين المواقف والخيارات،
والابتعاد عن التبعية العمياء للاهواء والرغبات....
والانسان الذي لا يخضع لاهوائه يحقق معنى الحرية والاستقلال
( أعني مضمون معانيها الحقيقية ) .

وقد أخبرتنا آيات عديدة في القرآن الكريم عن هول يوم القيامة وصعوبة الموقف....

حينما تنسى الوحوش غرائزها ورغبتها في العدوان ورغبتها بالافتراس وتسقط هذه الغرائز وتتعطل ،
و قد نسوا لما هم فيه من فزع عظيم، هذه الغرائز التي كانت تحركهم في الدنيا

أفلا نتذكر هول الموقف !!


وهكذا......

فإن الإسلام بمنهجه وقيمه ومبادئه واخلاقه.....
يسد المنافذ والسبل التي تؤدي إلى إهدار قيمة الانسان وتسلط الشيطان عليه...



وليس بعامر بنيان قوم *********** إذا أخلاقهم كانت خرابا

فلا يخسر الانسان الا اذا اضاع دينه واخلاقه وقيمه....
بضياع قدرته على السيطرة على نفسه.... أمام مباهج الدنيا وأهواء نفسه.




ميز نفسك..... لا بإسمك !!

فالاسم كرقم المنزل... لا يدلك على ما فيه،
ولا يحدد شخصية الساكنين...

اسمك هو..... العنوان..
فابحث عن الموضوع ...... ذاتك
واحسن سيطرتك عليه.

ميز نفسك..... برقابة عقلك وضميرك الدائمة على تصرفاتك وسلوكك وكلامك،

ولا تجعل كلمة انا... تعبير يطلق على عدة اشخاص ، كل يبحر على هواه ، بداخلك...


وناقش نفسك في تصرفاتك الماضية والحاضرة...وناقش ذنوبك .



" وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى "

فاديا 06-02-2007 03:49 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
ان الجسم مزود بطرق مدهشة لتنظيم أعماله الخاصة !!

فهو يستطيع التكيف مع الظروف الجديدة والاستجابة للضغوطات والطوارئ ،
كما أنه يحتوي في داخله على طرق خاصة للوقاية من الامراض ،

وحتى الالم .. مع كونه مزعجا ، يعتبر علامة خطر يستخدمها الجسم ،
ليلفت الانتباه الى وجود خطأ ما ..

وكذلك التعب هو طريقة الجسم الخاصة للتعبير عن حاجته الى الراحة .

ونحن هنا نتحدث عن الضغوط والمضايقات اليومية التي ينشأ عنها بعض الالآم والمتاعب.

ففي معظم الاحيان...

يكون سبب الالتجاء الى الادوية هو.... عدم الصبر على اجهزة الجسم
الخاصة بالوقاية لاطلاق اشارات التحذير ومحاربة الامراض..

فأغلب الناس يستعجلون عملا يشاءونه ، حتى ولو كلفهم ذلك جهدا يتعدى قدرات أجسادهم ،

وهكذا ... يعبثون بأجهزة التحكم والتوازن في أجسامهم
عن طريق تناول الادوية (على كيفهم)، بقصد تعجيل شعورهم بالامان.

ان القرص المنوّم ، يجعل الشخص يخلد الى النوم ...

وقرص ازالة الالم ، يزيل الالم..

كما ان المهدئ ، بمنح شعورا بعدم الاكتراث واللامبالاة ..

أما القرص المنشط.. فهو يثير الدماغ....

ولكن الشخص الذي يستعمل هذه العقاقير ( بصورة دائمة ).......
انما يدفع ثمنها باهظا..مقابل النتائج التي يحصل عليها ..
وفي أغلب الاحيان... يكون الثمن باهظا جدا...!!!

مشكلة عدم القدرة على النوم...

عندما لا تتعرقل الطبيعة ،
يمكن للشخص ان ينام في الوقت ذاته تقريبا من كل ليلة ..
ويستيقظ في الوقت ذاته تقريبا من كل صباح ...
ولكن أحداثا معينة... قد تعبث بهذا النمط وتحمل الشخص الى اللجوء الى العقاقير ،
ليستعيد ما الفه من عادات نومه ويقظته.

ومن يستعمل هذه العقاقير بكثرة....يخاطر بأمور منها:
احتمال ان يصير معتمدا عليها ..لان معظم الحبوب المنومة تحتوي على مادة مسكنة والشخص الذي يعتاد على المسكنات ، يجد انه من الصعب عليه ان يستمر بدونها ،
فهي تؤثر على مشاعره وردود فعله ، ومن دونها يجد صعوبة في الاسترخاء ،
ويعتمد عليها كي ينام .

بل يشعر انه احيانا بحاجة اليها لتغيير مزاجه ،
من الحزن الخفيف... الى المرح والفرح ،
وهكذا يعتاد عليها ويتناول جرعات متزايدة منها.

كما ان الشخص الذي يتناول المسكنات بكثرة ..قد يصير بليدا وعصبيا ،
ويشعر بارتجاف ومشاكل أخرى مثل فقدان التناسق والارتباك ،
وقد ترافقه اعراضا خطيرة ، في مراحل متقدمة من زيادة هذه الجرعات...
مثل فقدان الراحة والقلق في النهار ، وعدم القدرة على النوم ليلا ، وتشويش الذاكرة...

أما مشكلة الالم...

يشير الالم الى ان الجسم ليس على ما يرام،
وكل شيء يهيّج الياف الاعصاب الحساسة ، قد يولد اشارة الالم ...
ويحتل الالم المقام الاول بين العوامل التي تجذب انتباه المرء..
فهو يتطلب عمل شيئ فوري لازالته ..
والطريقة المنطقية لمحاربة الالم هي ازالة سببه ..

وهكذا .. يجب على المرء ان يفكر بصورة حكيمة....
فهل هذا الالم.. ناتج عن تغيير وضغوط في نمط الحياة اليومية...؟
أم انه مرتبط بأمراض حقيقية .....؟

ولكن رغبة الشخص في الحصول على نتائج فورية ،
تغريه بتناول الدواء لقتل الالم بسرعة ،
اضافة الى ذلك فإن العديد من الادوية القاتلة للالم لا تتطلب وصفة طبية ..
ويشجع صانعوها الناس على اختيار ما يريدون منها ...

ويؤدي ذلك الى الاهمال ( اذا كان سبب الالم مرضا حقيقيا ) فيتطور المرض بشكل أكبر.

و ما يفعله الآف الناس دون تفكير... استعمال مسكنات الالم فور الشعور به.
وقد يزيل قرص مسكن ،هذا الالم... ولكنه قد يعرقل امورا اخرى في الجسم
فهناك اجسام حساسة لانواع من مسكنات الالم..
وتناولها هكذا دون تفكير بالعواقب وبناء على وصفتنا الخاصة ...قد يضر بنا.

وعن مشكلات التعب والقلق :

ان طريقة حياتنا الحديثة أكثر ارهاقا من طريقة الحياة في العقود السابقة...
فحياة المدن اليوم تولد التوتر لما تنطوي عليه من منافسات وتناقضات و صراعات ...

ولمعالجة هذا التوتر، تم تطوير نوعا من العقاقير تحل اسم ( المهدئات )
وتعتبر هذه الادوية ، وسيلة يستخدمها الطبيب لتهدئة روع الشخص العصبي،
ومساعدته كي يتخطى فترات الارهاق الصعبة...


ومما لا شك فيه ان هذه المهدئات ،تجعل الدماغ اقل يقظة وانتباها .. وهنا يكمن الخطر !
فينبغي على من يتعاطى المهدئات ، اجتناب قيادة السيارة وتشغيل الالات المعقدة ..

ويكمن خطر المهدئات الحقيقي في تأثيرها على ميول الشخص نفسه،
لانها تجعله أقل تنبها لمشكلاته ...

وحالما يختبر الشخص ما توفره المهدئات من الراحة والهدوء... بدلا من الصراع والقلق،
يصبح من الطبيعي ان يرغب في تكرار هذه الراحة المرة تلو المرة ..
وهكذا من الممكن ان يصبح الشخص مدمنا على تناول هذه العقاقير ،
واقل قدرة على مواجهة حقائق الحياة .. واقل قدرة على ايقاف تناول هذه العقاقير...

ولا يمكن شراء المهدئات دون وصفات طبية ...
ولكن توجد عقاقير لا تحتاج وصفة طبية ( وتقليدا للمهدئات )،
وعندما يتناول الشخص هذه العقاقير دون وصفة طبية ،
فهو قد لا يخفق فقط في الحصول على الهدوء الذي يتوقعه ،
بل يتعرض ايضا لخطر تناول جرعة أكبر ....

من الواضح ان الشخص المنهك لا يستطيع الهرب من التعب والتوتر .
لان انجازات الحياة ذات القيمة العالية تتطلب التعامل مع الارهاق بشكل أو بآخر.

ولا يمكن لهذا الشخص ان يزيل اساس القلق ويعيش سعيدا ،
بتجنب التعب والارهاق.................. بل بالتكيف معهما والتغلب على آثارهما.

ويتركز الحل الحقيقي لذلك على تطوير انماط تفكير جديدة ...وميول صحية ملائمة
يمكنها التغلب على آثار التعب والارهاق..


ان جانبي هذه المشكلات جميعها ... جسدي وذهني .
والشخص الذي لم يتعلم التكيف معها..... بحاجة الى علاج جسدي وذهني معا..

فكما ان الجسد بحاجة الى راحة وعلاج.....
فإن الذهن ايضا بحاجة الى تنمية الشعور بالثقة ....

ان الشعور بالثقة.. ارتكازا الى الاسس الاسلامية ، يمنح شعورا بالراحة،
بدلا من القلق والتوتر والصراع....
ويعطي الانسان القدرة على مواجهة حقائق الحياة والامها وواقعها وتناقضاتها..
بناء على التوكل على الله سبحانه وتعالى...


فإن على المرء أن يتعلم كيف يتجنب العوامل السيئة ،والحماقات التي تسبب بعض أنواع الالم..
ويتعود الصبر على الاحتمال ومواجهة الامور بحكمة وتوكل على الله،
وهو ما أوصى به ديننا الذي فيه كل الخير.

ينبغي ان نتعلم كيف نعيش بصورة حكيمة.. لان بعض آلامنا وقلقنا وتوترنا وأرقنا،
بسبب تصرفات وأفكار غير حكيمة...

ولكن للاسف ....

نجد أكثر الناس اليوم ..لسان حالهم يقول :

"لماذا أتعلم كيف أعيش بطريقة حكيمة ؟؟
عندما يمكن لقرص أو قرصين من الدواء معالجة رأسي" !!!

فاديا 07-02-2007 11:13 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
معظم الاحلام.......رسائل لا غنى لنا عنها الى العقل

الاحلام إذن، هي حضور الخافية في الوعي ، هي الوسيلة التي تكامِل بها الخافيةُ الواعيةَ أو تعوِّضها وتوازنها.

وتبقى الاحلام سر وغموض.....

فهناك الاحلام البشرية العادية...........

وهناك الاحلام الانسانية الكاشفة والرؤيوية ذات الابعاد...

هذه الاخيرة هي التي تمثل حركة التفاعل الاصيل للحلم، كونها تتمّم خارج نطاق الاحاسيس والمشاعر والفكر المحدود.

ان معظم الناس يحلمون اثناء نومهم وعندما يستيقظون من نومهم في الصباح يقولون لانفسهم "ياله من حلم غريب !ترى ما الذي جعلني احلم بهذا "


واحيانا..............................
تصبح رغباتنا في الاحلام حقيقة .............
نستطيع ان نطير في الفضاء او على قمم الجبال وفي احيان اخرى تصادفنا المتاعب في احلامنا ...........
ويبدو كل شيء مضطربا .........لقد ضللنا ولا نستطيع ان نجد طريق العودة !
يبدو وكان العالم قد انقلب راسا على عقب ولا يصبح شيئا معقولا !

في الاحلام نتصرف بطرق غريبة جدا ، ونقوم بافعال لا نفعلها ابدا في حالة اليقظة ونفكر
ونقول اشياء لا نقولها ابدا..............!!!


ان الاحلام تحمل تفسيرات وتصورات ورؤى مختلفة ..........

فأحيانا ما يكون الحلم تفسيرا لشيء حصل في الماضي..... او انه سيحصل في المستقبل....

او قد يحمل نتائج عن الشخصية الحالمة وتحليل لها.....

وقد يكون الحلم انذار من شيء ما.....كما انه قد يكون بشارة لشيء جميل سيقع.....

كما ان الحلم يكون احيانا دليلا على الاصابة بمتاعب روحية .
فأحيانا تكون الاحلام أشياء مخيفة تحدث !ومخلوقات غريبة تهددنا وتتعقبنا


واحيانا.... تكون الاحلام حوار بين الانسان ونفسه فقط......!

فتكون في هذه الحالة ...... تجاذب بين الانطلاق عمودياً او الانفلاش افقياً...
بين التقوقع والانقباض كحركة تفاعل سلبية طرأت على الحلم بحكم ترسّخ تصرفات المرء في الفكر والمشاعر...
وقد يكون نوعاً من الهروب من قسوة الواقع من ناحية،
إلا أنه كثيراً ما يشكل نوعاً من الحافز للبحث عما في الحياة من جمال،
ومحاولة تحقيق هذا الجمال،

وهذا ما يجعل الحلم يعكس قلق النفس اثناء النوم، ويبقيها في اطار الانفعال الداخلي ،
الذي ترزح النفس تحت وطأته المشحونة بالهموم الفكرية واضطرابات المشاعر اليومية.


حيث يشبه العقل البئر العميقة المليئة بالذكريات والمشاعر. ......
هذه الذكريات والمشاعر خزنت هناك ، وقد نكون نسيناها ولا تخطر في بالنا...........
الى ان تجعلنا تجربة حزينة او غير عادية ........ان نتذكر او نحلم ....
ثم فجاة نرى وجوها قد بعدنا عنها منذ زمن بعيد ونشعر بنفس خوف الغيرة والاحباطات المريرة
التي كنا نشعر بها ونحن صغار .




الحلم شيء جميل..........وفي عالم مثل عالمنا ،
نحن في حاجة للحلم أكثر من غيرنا ربما،
على أن لا يكون الحلم هنا نوعاً من المخدر والتخدير،
بقدر ما هو باعث على استمرار العيش في حالة يصعب العيش فيها، وأمل في الحياة في حالة تفتقد نضارة الحياة.
ففي عالم مثل عالمنا هذا، حقاً ما أضيق العيش لولا فسحة الحلم،
ولا أقول مجرد الأمل، رغم أن الحلم والأمل يمتزجان. ،



لربما........... رحت أحلم بأنه ذات يوم ....
سوف يسود الحب بين الناس، فالحب وحسن الخلق هما جوهر الدين، ولكن البغضاء تحتل كثيراً من القلوب،
فيتحول النور إلى ظلام،
رحت أحلم بمجيء ذلك اليوم الذي تحب فيه لأخيك ما تحبه لنفسك فعلاً لا قولاً.
فنعم، نحن نفهم ونفقه ان هذا ما يجب ان نكون عليه بحكم اننا مسلمون
الا اننا لا نفعل في أكثر الأحيان مثقال ذرة منه،
فنحب بالفعل لأخينا ما نكرهه لأنفسنا،
ونعتبر أن ذلك جزء من الدين، والدين منه براء، براءة الاسلام من بعض رافعي رايته.


ورحت أحلم ......بأنه ذات يوم سوف يسود شيء اسمه التسامح..
هذه القيمة، بل هذه الفضيلة التي لا يعرفها الكثيرون منا،
والمصيبة أنهم لا يريدون أن يعرفوا.....!
فقد خلقنا القدير جل شأنه بشراً... النقص بعض من جبلتهم،
ومن النقص ينبع السعي نحو الكمال، ولكن البعض يعتقد في نفسه الكمال وأنه من الكاملين،
وسبحان الله وتعالى عما يصفون.

عندما أمر الرحمن ابليس أن يسجد لمن جبلت يده من طين، ونفخ فيه من روحه،
فأبى ابليس، كبراً واعتداداً بنفس ......أعجبتها نفسها،. فلعن الله ابليس وطرده من رحمته.
وابقى الرحمن على ابليس ..... لحكمة لا يعلمها إلا هو.

ومن الناس من يسلكون سلوك الشيطان... وهم لا يشعرون ......
الكبر والكبرياء هما آفة أولئك، كما كانت آفة إبليس في بدء الوجود البشري:
(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستنكر وكان من الكافرين) البقرة/ 34،

رب الجميع وفاطر السماوات والارض يدعونا إلى التسامح...... وإلى الإقرار بالبشرية والنقص،
قال تعالى في محكم كتابه: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) النحل/ 125،
والقائل في كلمات قرآنه: (إن ربك هو أعلم مَن يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) الأنعام/ 117،
والقائل في آياته: (وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون) يونس/ 19،
والقائل في بيانه: (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل مَن يشاء ويهدي مَن يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون) النحل/ 92،
والقائل في تنزيله: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) البقرة/ 62.


ورحت أحلم ايضا .............بأنه ذات يوم سوف يكون السلام لا السلاح هو الفيصل في العلاقات بين بني الانسان:
(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) الحجرات/ 13.

خلقنا الله للتعارف وبناء هذا الوجود، وليس للقتل وسفك الدماء والدمار،
ولكن المشكلة أن كثيراً من الناس لا يعلمون، والمعضلة أن كثيراً من الناس لا يريدون أن يعلموا....!

فالفرق بين (ميم) السلام، وحاء (السلاح) هو المحدد لذاك البون بين صنع الحضارة ودمارها،

والحضارة هي الباعث على خلق الانسان على هذه الأرض في النهاية: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها مَن يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) البقرة/ 30.

فربنا، رب الناس أجمعين، خلقنا وقضى علينا بالهبوط من جنة الخلد من أجل هدف قدّره،
ألا هو عمارة الأرض. .....
فغاية الموجود هي عمارة أرض المعبود، وما عدا ذلك فهو خروج وصدود.

وتحية المسلمين جميعاً هي: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)

وذاك يعني البناء لا الهدم.....
والحب وليس العنف....
والسير في الأرض هوناً، وليس كأنك ستخرق الأرض أو تبلغ الجبال طولاً:
(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) آل عمران/ 159.

ولكنها العصبية...... ولكنه التعصب !!!
ذاك الداء (الشيطاني) الذي (إبلس) فيه إبليس فأتقن الأداء في فعله،
وجعل من البعض أتباعاً له وهم لا يشعرون،
فاعتقدوا أنهم انما يدافعون عن عقيدة الاسلام ،
وهم في الحقيقة قد وقعوا في تبليس إبليس وفخاخ الشيطان.


ورحت أحلم ..............بأنه سوف يأتي ذلك اليوم الذي نشارك فيه،
في الإنتاج والإبداع وإثراء الوجود الانساني على هذه الأرض، وكيف لا يكون ذلك .؟؟؟؟
قال تعالى : (إني جاعل في الأرض خليفة)
وعن الرسول صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا خير من اليد السفلى)

بدل أن نكون مجرد متلقين لما ينتجه الآخرون وما انتجه العقل لدى أولئك ، وأولئك ممن خلق الله على أرضه،

قال الشاعر :
أبا مالك لا تسأل الناس والتمس
يكفيك فضل الله فالله أوسع
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا
إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا.

ونتمنى على الله الأماني دون أن تتحرك الأيدي أو يحترق العقل منا....!!
نريد ونريد ونريد،
ولكن دون أن نحرك ساكناً، أو نتحرك مع المتحركين.....
وكيف نتحرك مع المتحركين ونحن في شغل شاغل بسفاسف الأمور والصراع حول كل ما هو غير مهم، ونقد الآخرين بمبرر وبلا مبرر؟؟؟!!!!!

الحقيقة .... ان الانسان خليفة الله في أرضه، وهي مسؤولية سنحاسب عليها جميعا.
فالقاعدون عن عمارة الارض..... مثل الساعون الى خرابها........لا فرق.


ورحت أحلم بذاك اليوم....... الذي نتخلص فيه من سلبيتنا وبغضائنا لبعضنا البعض ولأي شيء وكل شيء،
تلك التي نغلفها بمختلف أنواع المبررات والادعاءات،
وندخل هذا العالم بثقة بالنفس دون غرور ودون تقليل من شأن الذات. ...
دون تصور مفرط لتصورنا عن عظمتنا وفرادتنا وخصوصيتنا المتعالية،
ونحو ذلك من آليات دفاع نفسية تحاول تبرير السلبية والسكون في عالم .......لا يعرف السكون،
وكذلك دون التقليل من شأننا لدرجة الاحتقار،
في سادية جماعية هي الأخرى تستمرئ تعذيب الذات وجلدها،
وكلا الموقفين هو مجرد تعبير عن عُصاب جماعي غرق فيه الجميع، أو أغرقوا فيه، إلا مَن رحم ربي.


أحلم بذاك اليوم ............الذي ندرك فيه أننا جزء من البشر..... وليس كل البشر،
وجزء من هذه الانسانية، وليس كل الانسانية
لسنا أفضل منهم، كما أننا لسنا أسوأ منهم،
ولكن لكل مجتهد نصيب..............ولا فرق بيننا الا بالتقوى.

وفي النهاية .....ان من خدّرتهم الأماني،
فإنهم في النهاية من الخاسرين، فالله عادل ولا يأتي من العادل إلا العدل.

ومَن يزرع هو الذي يحصد في النهاية،
فالسماء لا تمطر ذهباً ولا هي تمطر فضة،
ولن تمطر ذهباً ولن تمطر فضة، مهما تمنى المتمنون.



رحت أحلم وأحلم.............!!!!!
ثم........... تذكرت أننا نعيش في عالم توأد فيه الأحلام،
كما كانت توأد فيه البنات في غابر الأزمان، وسالف العصر والأوان،
وعرفت ساعتها لماذا نقول عن الفكر والأفكار (بنات الأفكار)،
فالكل في حالات كثيرة إلى الوأد،
والقبر كثيراً ما يكون هو المصير.



شعرت بالتشاؤم يملأ صدري، كما يملأ الهواء الرئة،
بل يجثم عليه ككابوس لا انفكاك منه،


ولكني تذكرت أن الحق في النهاية هو الذي يسود،
وأن الضوء قادم لا محالة بالرغم من كثافة الظلام،


وأنه في الختام لا يصح إلا الصحيح..........
هكذا هي سنن الخالق في خلقه وما خلق، وفي النهاية لن تجد لسنة الله تبديلاً،
ولن تجد لسنة الله تغييراً.

فاديا 07-02-2007 02:19 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
قرأت منذ زمن طويل طويل... ان:

" الذي يراقب الحيتان في البحر...وهي تشق عبابه ، يلاحظ بين الحين والاخر ان الحوت يطلق نافورة عالية من الماء..........والحقيقة ان هذا الذي نراه ليس ماء ، وانما هو هواء الزفير الدافئ الذي لا يلبث ان يتكثف ويتحول الى ماء لدى تعرضه لهواء الجو البارد..........!!"





ولم تهمني هذه المعلومة بقدر ما همني .... ما قرأته بين السطور..
وما رأيته خلف الغلالات.........
بقدر ما همتني كلمة (الحقيقة) وكأنني لا ارى غيرها.


ان البحث والسعي الدائم يصل بنا الى المعرفة الحقيقية ،
وأن الاعتماد على ما نراه من احداث ،
او ما نقرأه من أخبار...
او ما نسمعه من أحاديث ..........
يعطي عطلة بدون تاريخ محدد للمخ ويريحه من عناء التفكير بالحقيقة.



فخلف كل مشهد نراه قصة...
ووراء كل خبر نقرأه اخبار اخرى...
ويرتبط كل ما نسمعه من احاديث ..... بأحاديث اخرى.



فلا يسلم كل مشهد... من خطأ الحكم عليه....
ولا يسلم كتاب –أي كتاب- من الاخطاء الا ...........القران الكريم.
ولا تسلم كل رواية ....... من اللغو والتحريف.


واستخدامنا العقل في كل ما تلتقطه حواسنا ،
قد يعوض عن جزء كبير من التجارب العملية التي يفترض ان نمر بها لاكتشاف شيئ ما ،
فنحذف جزء كبير منها...
ويختصر علينا كثير من الوقت ويريحنا من كثير من الجهد ......
و يخفف عنا الكثير من الالام.



وهكذا ،
فإن ايات كثيرة في القرآن الكريم..
تدعونا الى استخدام العقل والعلم والتبصر والتصور والتفكير وأخذ العبر.



ان عدم التفكير بتجارب واخطاء الاخرين وأخطاءنا الشخصية ،
وعدم اخذ العبر والمواعظ والدروس منها...
نعاقب عليه بالوقوع فيها مرارا وتكرارا
.



ومحبي الرياضيات والمعادلات الكيميائية خاصة..
يؤمنون بأهمية هذه الفكرة !!
لان غاية ما يسعون اليه هو ... كيفية توجيه عقولهم للتفكير ،
رغبة بالوصول الى حقيقة معينة بأقصر الطرق وبأفضل النتائج وبأقل الاخطاء ،
اعتمادا على حقائق راسخة.



و الحقيقة الراسخة لدينا هي القران الكريم ...
والقران يدعو الى التفكير واعمال العقل الذي احاطه باهتمام عظيم....


فالعقلية التي يمكنها الوصول الى معرفة الحقيقة،
هي العقلية السليمة التي تستطيع ان تقوم بعملية النظر والتأمل وفق منهج فكري عقلي سليم ، وتستطيع ان تحكم خلال تقييمها للامور والقضايا حكما قوامه الصدق والعدل ،
مما يمنحها القدرة على مواكبة الواقع والحكم على المتغيرات الدنيوية.



وايماننا بالله ورسوله ،واعتبار منهج القران هو الميزان الذي نزن ونقيم به القضايا والامور....
كل هذا يؤدي بنا الى المعرفة الحقيقية.



ان اضطراب هذا الميزان عند البعض،
هو من اكبر الاسباب التي تمنع الانسان من الوصول الى الحقيقة ،
لانها تمنع العقل من التفكير السوي السليم ،
مما يدفع الانسان الى ادراك الحقيقة بصورة ناقصة ،
فيختلط الحق بالباطل،
وبالتالي تلتبس الكثير من الامور في قرارة نفسه دون فحص ولا تمييز،
فينساق مع الفكر الفاسد الذي يشوه صورة الحقيقة .



ومعظم اسباب اضطراب المنهج العقلي في التفكير السليم...
هي اسباب داخلية مرتبطة بضعف الادراك ،
او الانقياد للرذائل النفسية التي تنعكس على الانسان بردود فكرية غير مدروسة
تحجب عقليته عن ادراك وفهم الحقيقة.



وينبغي بالإنسان السوي ،
ان يقوم يوميا بعملية تنظيف للعقل ،
ولفظ الشوائب الموجودة ليتمكن من الوصول الى...............الحقيقة.


كم من المرات اعتقدنا اننا وصلنا لحقيقة ما ؟؟؟؟
في الوقت الذي كانت فيه تلك الحقيقة التي وصلنا اليهاا

كتلك النافورة التي كنا نظن ان الحوت يطلقها ؟؟؟؟

فاديا 10-02-2007 02:09 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
قالوا .....

على مدى الاعوام..... اكتشفت ان الافكار تأتي من خلال الرغبة الشديدة في ايجادها
والرغبة المتصلة تحول العقل الى برج مراقبة يفتش عن الجديد في الملابسات التي تثير الخيال....
فقد يؤدي مشهد غروب الشمس الى الهام بفكرة جديدة...


الى الشباب الطموح
الى اصحاب الهمم
الى ذوي الافق الواسع
الى الحريصين على التطور المستمر
الى الراغبين في الابداع

نسمع هذه العبارات ونرددها ، عندما نتحدث عن شخص متميز في علم ما او في شيء ما...
ولكن ما الذي تعنيه بالضبط كلمة انه موهوب ، انه انسان مبدع ، انه عبقري

لغة :
ابدعت الشيء : اخترعته على غير مثال سبق

المبدع هو : المنشىء او المحدث الذي لم يسبقه احد

في القرآن الكريم : بديع السموات والارض
أي خالقهما على غير مثال سبق


ومن خلال تعريف العديد من العلماء والمفكرون للابداع ، نرى انه :

عملية الاتيان بجديد

ان ترى ما لا يراه الاخرون

ان ترى المألوف بطريقة غير مألوفة

تنظيم الافكار وظهورها في بناء جديد انطلاقا من عناصر موجودة

الطاقة المدهشة لفهم واقعين منفصلين والعمل على انتزاع ومضة من وضعهما جنبا الى جنب

طاقة عقلية هائلة ، فطرية في أساسها، اجتماعية في نمائها، مجتمعية وانسانية في انتمائها

القدرة على حل المشكلات بأساليب جديدة تعجب الشاهد والسامع

القدرة على انشاء شيء جديد ،او دمج الآراء القديمة او الجديدة في صورة جديدة ، او استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تشبع الحاجيات بطريقة جديدة ، او عمل شيء جديد ملموس او غير ملموس بطريقة او اخرى

الوحدة المتكاملة لمجموعة العوامل الذاتية والموضوعية تقود الى تحقيق انتاج جديد واصيل ذو قيمة من الفرد او الجماعة ،

ايجاد الحلول الجديدة للافكار والمشكلات والمناهج

المبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على الانشقاق والتسلسل العادي في التفكير الى مخالفة كلية

التعبير عن القدرة على ايجاد علاقات بين اشياء لم يسبق ان قيل ان بينها علاقات

القدرة على تكوين تركيبات او تنظيمات جديدة

ونورد ايضا بعض التعريفات لمصطلحات لها علاقة وثيقة بالابداع:

الخيال : وهو التصور او التوهم لشيء غير موجود وهو اول خطوات الابداع

الابتكار : وهو نفس معنى الابداع

التجديد : اعادة استعمال شيء قديم بطريقة حديثة

الاختراع : الابداع العلمي

الاكتشاف : كشف شيء موجود في الطبيعة وكيفية استعماله وتصنيعه

الذكاء : سرعة الفهم والاستنتاج

الخاطرة : ما يمر بالبال من افكار دون تدقيق

الفكرة : اعمال العقل فيما يمر بالبال وتفصيله

الموهبة : قدرة خاصة تجعل الانسان يتقن عمله بسهوله

درجات الذكاء : الذكي ، الموهوب ، العبقري

المتفوق : المتميز دراسيا او في مجال معين

المتفوق عقليا : تأتي مرتبته بين الذكي والموهوب



دوافع الابداع :

لا تكمن اهمية الابداع في كونه عملية انتاج تشهد كل لحظة من لحظاتها ولادة جوهرة ذات قيمة آنية ، ليس ذلك فحسب ، بل تكمن الاهمية في ان الابداع ضرورة من ضرورات الحياة .

وقد اثبتت دراسات علمية كثيرة ان التدريبات المناسبة تحسن القدرات الابداعية وتكون كفيلة بتنمية وزيادة الانتاج الابداعي عند اصحاب القدرات الابداعية

اذن ، علينا ان نتعرف على دوافع الابداع ونؤكد عليها ونتبعها بالتدريبات المناسبة التي تحسن القدرات الابداعية

ان كل فرد قادر على ان يكون مبدعا لو عرف الطريق الى ذلك واستطاع تنمية الدوافع التي تكمن وراء العمل الابداعي......



الدوافع الذاتية ( الداخلية ) :

الحماس في تحقيق الاهداف الشخصية
تكرار ترديد ( يجب ان اكون مفيدا للجميع )

الرغبة في تقديم مساهمة مبتكرة وقيمة وصياغة جديدة مبتكرة

الرغبة في معالجة الاشياء الغامضة والمعقدة

الرغبة في تجريب اكثر من مجال في العمل

الحصول على رضا النفس وتحقيق الذات

الابداع يعطينا مجالا لاشباع الحاجات الانسانية بطريقة احسن وافضل من السابق ويساعدنا على الوصول الى اهدافنا وتحقيقها بطريقة افضل .... واسهل.



الدوافع البيئية ( الخارجية ) :

الحيوية والنمو يحتاجان الى ومضة ابداع :
وتأتي المفارقة من ان التفكير الابداعي ضروري بالطبع لادارة أي مشروع ، فالحيوية والنمو يعتمدان على ومضة الابداع وليس على مجرد المتابعة التحليلية للفكرة الخلاقة

التصدي للمشكلات العامة والخاصة يتطلب الابداع :
تنويع وتحسين الخدمات والعلاقات العامة وتحليل القيم والنوعية
لمحاولة الوصول الى حلول جديدة للتصدي للمشكلات التي تواجهنا بشكل متكرر

ولنتذكر دوما ، اننا في عالم سريع التغيير ويحتاج الى الطاقة الابداعية لمواجهة التغيّرات ونحتاجها لصنع الاحداث
فعلى الدوام ، ثمة امور ينبغي القيام بها ومشكلات تتطلب الحل وثمة فرص مطلوب اكتشافها وتطويرها ، وثمة مجازفات ينبغي القيام بها والتخطيط لها
وثمة تقييمات ينبغي تأديتها
ويختلف التفكير المطلوب لهذه الامور عن ذلك التفكير المألوف في العالم الاكاديمي او حتى العلمي....لأننا في الحالة الاولى نكون تحت ضغط الوقت ايضا بشكل كبير.

كما ان التقدم والازدهار مرتبطان بقدرتنا الابداعية :
علينا ان لا نتهيب من طرح افكارنا الابداعية مهما تشكك فيها او سخر منها الآخرون
فللمبدعون عزائم وطموحات تتعدى هذه الامور .



دوافع معنوية ومادية :

السعي للحصول على رضا الله سبحانه وتعالى

السعي الى خدمة الجميع

الحصول على قبول الناس ورضاهم

الحصول على درجة وظيفية متقدمة

الحصول على مرتبة علمية مرموقة

الحصول على تقدير الآخرين واحترامهم

دوافع خاصة بالعمل بالابداع :

الرغبة الشديدة في ايجاد الفكرة والحصول عليها


التقط أي موضوع يثير انتباهك ثم طوّره وعالج تفاصيله ، فإذا وصلت به الى مرحلة تعجز عن التقدم بعدها اطرحه جانبا ، والتقط موضوعا آخر
فغربلة الاشياء المتراكمة والتخلص من بعضها ،
هو العملية التي تقودك الى العثور على ما تريد

عند ولادة فكرة جديدة...
ينبعث السرور في النفس وتنشأ رغبة قوية في الاستمرار واستبعاد أي محاولة للاحباط او خيبة الامل ومن ثم العمل على تحقيق الاشباع لدى الشخص وتكبر هذه الرغبة وهذا الابداع.

خصائص الابداع :

الابداع علم نظري تجريبي ليس نهائي ، فبعض ما هو صحيح اليوم قد يلغى غدا والعكس صحيح

يوجد الابداع عند كل الناس بدرجات متفاوتة ومجالات مختلفة ، فقد اودع الله سبحانه وتعالى القدرة على الابداع في البشر وللبشر امر تنميتها وصقلها.

يعتمد الابداع على التفكير الاحاطي الذي له اكثر من حل

قادر على النظر الى الامور من زوايا مختلفة

قابل للانتقال والتطبيق

حساس للمشكلات أي قادر على ايجاد حلول مختلفة لها

قادر على ملاحظة التناقضات

لا يشترط ان تكون جديدة للآخرين بل يكفي ان تكون جديدة للشخص نفسه

المبدع لا يفكر في حل جديد فحسب ، بل يدرك مشكلات جديدة وينظر الى المألوف والشائع من خلال منظار جديد.



الابداع والموهبة :

الموهبة امكانية فسيولوجية دماغية موجودة لدى جميع الاطفال الاسوياء بدرجات متفاوتة نسبيا في مجالات متعددة
اما لفظ موهوب ، فهو يطلق على القسم العالي جدا من مجموعة المتفوقين الذين وهبهم الله الذكاء الممتاز
كما يبدون سمات معينة تجعلنا نعقد عليهم الآمال

وقد يكون الموهوب عقليا أي في التحصيل المدرسي او ابتكار علمي او فني
او قد يكون موهوبا جسميا او حركيا ، ما يقال له نشاطات غير عقلية

الابداع والذكاء :

الذكاء بمفهومه العام هو القدرة على حل المشكلات وفهم البديهيات وانتاج الافكار والقدرة على التعلم
وهو قدرة الفرد على تطوير استجابات صالحة للواقع الذي يعيش فيه
اما تأملية او حركية او اجتماعية
وقد يمتلك الفرد هذه القدرات الذكائية الثلاث ولكن لا بد ان يتميز بواحدة منها

ومهما اختلفت مسميات الذكاء فهي ترجع في جذورها السلوكية لأصول ادراكية، فهناك سلوك ذكي وهناك سلوك غير ذكي.

ومن الجدير بالذكر:
ليس بالضرورة ان يكون الذكي مبدعا
فقد لا يبدع الذكي بشيء بينما يأتي صاحب الذكاء العادي بالكثير من الابداعات

فاديا 11-02-2007 09:22 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
غاية ما يطمح اليه بعض الناس هو .....

الوصول الى الاسرار التي يحملها الآخرون.....

ويختلف البعض في اهدافهم ورغباتهم حيال ذلك....



في بعض الاحيان ..... السبب وراء ذلك الفضول،

و الذي هو في معظم الحالات مرحلة مبدأية ، يليها وضع هذا الشخص على .........
(طاولة العمليات ) والبدء في ( تشريحه ).... إما حسدا، أو غيرة ، أو حقدا !!!!



وفي بعض الحالات....
يكون هذا امتدادا للعديد من الامراض النفسية لدى أصحاب الشخصيات المخلخلة...

فالفضول بداخلهم فقط !!! يحبون كشف هذا الشخص ومعرفة أسراره...
لنفس أسباب الحسد والحقد ...

إلا أنهم.... لا يفكرون بنشرها... لانهم لا يحبون أن يقال عنهم..... ( ثرثارين ومغتابين ) !!!
ولا يرغبون أن يصفهم البعض بأي من الصفات القبيحة والتي تتعارض مع المثالية !
بل يريدون أن يبقوا ضمن إطار المثالية.....أمام الناس...

وهي مثالية منفصمة...وهم يعلمون هذا ..
لذلك تتصف اساليبهم بالخشونة في التعامل والكراهية العامة لمن حولهم،
لأن نظرتهم الى حقيقتهم البشعة.....انعكست على نظرتهم الى ما حولهم....
ومثل هؤلاء... يموتون داخل أنفسهم غما وهما ونكدا.



وفي أحيان أخرى... يكون الغرض فقط .... النميمة والثرثرة....

لا شك ان هناك أناسا.... هوايتهم فقط ( النميمة والثرثرة )
وهم يسعون الى ( تسعير وتنشيط ) هذه الموهبة....!!
فيستمتعون بسرد أسرار الناس على شكل ( حكايات ) ،
ويعتبرهم البعض ان الجلسة – أي جلسة – لا تتم الا بوجودهم...
ويشعر هؤلاء الاشخاص بالرضا التام عن النفس وعن ما يقدمونه من ( خدمات !)
جعلتهم في مرتبة أقرب الى الجميع.....
فيستمتعون في إثارة المشاكل والاحقاد بين الناس...

وترتبط هذه العادة عند هؤلاء... بجذور نفسية عميقة وقديمة...
تتعلق بحبهم للفت النظر ، و رغبتهم بأن ينصب الاهتمام عليهم فقط ...
كتعويض لإهمال طفولي كانوا يعانون منه في الماضي......

لذا ... عادة ما تكون أخبارهم وأحاديثهم مرتبطة بالكذب والافتراء والخيال المرضي، بالدرجة الاولى...
سواء أكان ذلك في حديثهم عن الآخرين... أو حتى في حديثهم عن أنفسهم....

وهؤلاء ... التعرف اليهم والى حقيقتهم........ تحيرك فعلا !!!!
فهم يتبعون وسائل وأساليب مختلفة... قد لا يقودك فهمك الى تبين حقيقتها والسر الكامن ورائها...

فهم احيانا يلجأون الى الاستدراج ......

الى تقديم أسرارهم وبث شكواهم الى من حولهم....( كطعم )..
وعادة ما تكون هذه القصص( من صنع خيالهم ).....
حتى اذا مال أحدهم الى البوح عما يعتمل في داخله...
انقضوا انقضاض الاسد على كل كلمة يسمعونها... .
بعد اضافة كميات كبيرة من ( الملح والتوابل !!) كأنواع من النكهات ، لصنع قصة صالحة للنشر وراء كل كلمة يسمعونها....
ليضمنوا انجذاب الناس اليهم اطول فترة ممكنة.....

وانتهاك خصوصية الآخرين بهذه الطريقة....
مكر وخداع وعدوان وقسوة وطمع، فيما ليس لهم
فهم يسعون الى التقاط صور للآخر .....وتسجيل قصص حولها لا تليق به ..


وفي أحيان أخرى ......يتبعون اسلوب ( فكري ) أرقى نوع ما....

يقتحمون حوارا ( لا علاقة لهم به ولا بأشخاصه من قريب ولا من بعيد )....

وغاية ما يريدون الوصول اليه .. ما الذي يتحدث به الاخرون،
وهل من الممكن ان يصلح موضوع لقصة يتداولونها في جلساتهم.....

ومن هم هؤلاء الاشخاص المتحدثين....
ومن منهم...سيكون جسدا لعملية تشريح على طاولة النميمة......

وفي كل الحالات فإن نقاشهم ، يكون أبعد ما يكون عن لب الحوار..... وأصل الموضوع...
وغاية ما يخيل الى الآخرين.....ان هذا الشخص يحاول فرض شخصيته واظهار نفسه...
ومعظمهم يغيب عن باله.... انه قد حكم على الموضوع، من القشور فقط...
وان لهذا التصرف جذور واهداف أخرى.......



وقد تكون الرغبة في الوصول الى أسرار الناس...
أو بتعبير أوضح ( تعريتهم وتجريدهم )
هو تقصير المسافة ، والاحتفاظ بقرب هذا الشخص لهم..!

ويكون ذلك مرتبطا بالاعجاب..... وهو ( اعجاب مرضي )!
يعود الى شعور الشخص، بعدم قدرته على تكوين صداقات، او علاقات مع الناس ،
أو الاحتفاظ بهم .. دون ( ان يسجل عليهم ملاحظات) ..
أو بتعبير أوضح ... دون ( أن يمسك عليهم مذلات )...!

ويرتبط ذلك أيضا ( بشعور السادية المرضي ) ، و بشعور ( النرجسية وحب الذات ).

فهو يحاول ان ( يفتح دماغ الشخص الآخر ) لمعرفة ما فيه...
يحاول ( اختراق قلبه )...

هذه الانانية المفرطة ..ليست اعجابا....!
بل استهلاك للشخص الآخر ..واستنفاده.. والقضاء عليه.



ان العلاقات بين الناس ( على اختلاف انواعها وأشكالها ) ...
ليست.. هتك أسرار وتجريد وانكشاف،
والا ........... جفت ، وذبلت ، وتكسرت..، وتحطمت .
ففي معظم الحالات... الشيوع والانكشاف ، من صفات الابتذال...



بل هو تلامس للأفكار..
وقد تكون هذه الفكرة .. شعورا، أو رأيا، أو حديثا، أو حوارا.....
وتلامس هذه الافكار... هي عطاء اختياري..
وليس مصادرة قهرية وسلبا واغتصابا...!!



ولكل إنسان جزء شفاف داخل نفسيته... ولكل خصوصيته.....
فلا يجوز لأحد ان يطمح في دخوله وهتكه....

قال تعالى :

( ولا تجسسوا )


هذه المسافة بينك وبين الآخرين هي ..الاحترام..
فيحترم كل واحد سر الاخر.. ولا يحاول ان يتجسس عليه،
يحترم ماضيه .. وما يخفيه في جوانحه... ويحترم خصوصيته وخلوته وصمته،
مهما كانت درجة العلاقة أو القرب بين الشخصين..


والمؤمن ستر وغطاء لاخيه المؤمن ،
لا هتكا وتلصصا ونشلا.....!


وكما لا تحب ان يغتصب أحدهم خصوصيتك .. أو أن ينتهك أسرارك،
فلا تفكر في انتهاك سر أحد.. أو اغتصابه..
ودع ما للآخرين لهم .....
يعطون من أسرارهم ما شاءوا.. ولمن شاءوا...




فلن تعلم عن الآخرين ... الا ما شاء الله لك أن تعلم....

( ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء )



دع الصناديق المقفلة... مقفلة ،
ولا تحاول كسرها واقتحامها ، اذا لم يأذن لك أحدهم.. ويناولك المفتاح !!!


فالنتيجة ستكون .. مثل ما يحدث ، إذا قضمت تفاحة ثم تركتها فترة،
أو ... كلون الموزة، بعد تقشيرها وتركها ....


واحتفظ برأيك في اغلب الاحيان ....حتى لو راودتك رغبة في الحوار ...
واحرص عندما تدلي بدلوك ان ...
ان لا يكون دلوا من الورق... !
او يكون دلوا مسلوبا من غيرك ومنسوبا اليك !!...
او يكون حجم هذا ( الدلو ) وشكله ، غير مناسبا أبدا ( للبئر ) ....!


دع ما له حجاب بحجابه.. ولا تحاول ان تمزقه وتخترقه.....



ألا تعلم أن الحجاب حماية لكل شيء .......



فالسيف.. يتحجب فيحفظ داخل غمده..

والقلم.. بدون غطائه يجف حبره، ويصبح عديم الفائدة
ويلقى ذليلاً مهاناً تدوسه الأقدام ، لأنه فقد مصدر حمايته وهو الغطاء ، ولذا فإنه يتحجب بغطائه..

وأوراق النباتات .... تحميها طبقة شمعية تزيد وتنقص سماكتها حسب بيئتها ،
أو تكون مغطاة بطبقة مخملية أو وبرية.

والزهرة .. تحيط بها الأوراق الزهرية تحميها.

و الفراشة......... في -إحدى أطوارها-.. تفرز خيوطاً لزجة كأنها تغزلها ، ثم تنسجها حجاباً ترتديه لتنتقل للطور الذي يليه ..

والزواحف ، لها حراشف..

والقنفذ ..ذو أشواك..

والسلحفاة ، لها درقة كبيرة ثقيلة تحملها على ظهرها طوال عمرها ..
لذلك.. يطلق عليها علمياً تكريماً لصبرها ....لقب صاحبة أثقل حجاب..

والبذرة ....حجابها التربة.. تمنع عنها أشعة الشمس.. فتعيش في ظلام ليبدأ الإنبات..

فالبذرة باطن الأرض خير لها من ظاهرها

وكذلك المرأة، أمرها الله عز وجل بالحجاب ، لانها الاجدر والاولى بهذه الحماية...

وإن هي لم تتحجب .....تجلب السوء لنفسها والعار لأهلها.. ويسود الفساد في الأمة..

ويصبح....

باطن الأرض ....... خير لها من ظاهرها.

فاديا 11-02-2007 09:36 AM

وحتى لا يكونوا أطفالا بلا هوية !!

جميل جدا أن نعلم أبنائنا أكثر من لغة.... لكن ما ليس بجميل،،
هو أن ننسيهم لغتهم الأم، و نعلمهم بدل دلك لغة أجنبية،
ونتشدق مفتخرين بأن أولادنا.............. لا يعرفون اللغة العربية !!!!!!!!

وكأنها وصمة عار....أو عنوان للتخلف ....ننسلخ منه ومن الجلدة العربية،
بانسلاخنا من لغتنا،

و ليست اللغة سببا في تخلفنا...... بل عقولنا التابعة هي السبب.!!

حتى وان تجردنا من اللغة ......فستبقى فينا أشياء كثيرة عربية،
فالانجليزي، لايكون انجليزيا فقط بلغته ، بل أشياء كثيرة اشتركت في تكوينه ، كالأصل والمحيط والثقافة.... والفرنسي كذلك .

بفعلنا هذا .....
فان أبناءنا لن يستطيعوا أن يكونوا أجانب...... لأنه لن يقبل بهم،
ولن يكونوا عربا لأنهم لايتكلمون اللغة العربية،

سنكون قد جردناهم من هويتهم،
لا هم عرب ، ولا هم عجم ، تائهين بين هؤلاء وأولئك ....

سنكون قد صنعنا............ نسخة أجنبية من العرب.

فاديا 12-02-2007 11:01 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
من المتفق عليه،
أن من يستطيع التأقلم والتفاهم مع نفسه...
هو الاقدر على ان يصل الى مشاعر الاخرين فيفهمهم ...
وهو بالتالي الاكثر نجاحا في السيطرة خلال الحوار والنقاش على ردود فعله وردود فعل الاخرين ...

.
رأيت انه من الضروري ان نتذكر دائما ، ان طرق الاتصال غير المباشر ....
تتطلب ذكاء ومجهودا اكبر من غيرها.....

لماذا؟؟؟

لان الفكرة او المشكلة التي تريد ايصالها الى من حولك ،
لن ترافقها ايماءات العيون وحركات الوجه لتكشف عنها وتسهل الوصول اليها،
ولا حركات الايدي لتعبر عنها....
فهي تعتمد على ما تكتب.


أنت واحد من اثنين........


إما ان تعرض مشكلتك بشكل ذكي ..
وتحصل في النهاية على ما تراه مقنعا لعلاجك ومتناسبا مع احتياجاتك.

واما ان تجتذب من تناقشه بحديث هادئ حول فكرة ما يفضي الى نتيجة مفيدة ،
قد تكون لصالحك ، وقد لا تكون....
وفي كلا الحالتين... انت خلقت نوعا من الحوار او النقاش الخلاق،
اخذ مجراه وانتهى نهاية طبيعية،
وليس نقاشا ابتر انقطع لمجرد انفعال او غضب عابر او اسلوب فظ.


ليس من الضروري ان تكون اديبا في اللغة ....
لتعبر عن نفسك وعن مشكلتك أوعن فكرتك...
فإذا اردت ان يخبر قلمك عنك بشكل أكبر مما تكتبه......
يكفي ان يكون لديك الذكاء العاطفي والاجتماعي لتصل افكارك الى مرماها المحدد.


حتى لا تضطر الى الاعتذار لاحقا عن شيء كتبته ،
كان مخالفا لما تريده فعلا ان يصل الى من تخاطبه....



يعتبر الذكاء العاطفي اول واهم انواع الذكاء ، رغم ان الكتب التي تناولته ظهرت مؤخرا ....

وما يميز اصحاب هذا النوع من الذكاء ....
قدرتهم على فهم مشاعر الآخرين والتواصل معها بطريقة فطرية
(سواء أكان اتصالهم مع الاخرين مباشرا او غير مباشرا).......
هذا بالإضافة إلى تواصلهم الكامل مع مشاعرهم ، وهذا ما نطلق عليه :
التوافق النفسي.


و للذكاء العاطفي جذوره الممتدة في مفهوم الذكاء الاجتماعي وهو،
اشباع الفرد لحاجاته النفسية وتقبله لذاته،
واستمتاعه بحياة خالية من التوترات والصراعات والامراض النفسية ،
واستمتاعه بعلاقات اجتماعية حميمة ،
و مشاركته في الأنشطة الاجتماعية ، وتقبله لعادات وتقاليد وقيم مجتمعه .


وهذا يقودنا ببساطة الى النتيجة العملية التالية.......

فقدرة الفرد على فهم مشاعر الاخرين ، مصحوبا بقدرته على فهم نفسه.........
يؤدي الى القدرة على التصرف بحكمة في المواقف الاجتماعية والنفسية والمرضية الصعبة .


اما هؤلاء الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي والاجتماعي ...
فهم مبدعون في مجال الخدمة الاجتماعية، والأعمال الخيرية، والعلاج الروحي و النفسي والاجتماعي.
حيث ان لديهم القدرة على العمل التعاوني والقدرة على الاتصال المباشر او غير المباشر مع الأخرين


ويتضمن فهم الشخص لأهداف الآخرين ودوافعهم ورغباتهم لكي يتفاعل معهم بطريقة مرضية.


و لعل هذا يكشف الكثير من الحقائق حول ما تتضارب الكثير من الاراء حوله ،
من الخلط بين العقل والعاطفة....


من البديهي أن العواطف تلعب دورا كبيرا في التفكير بصورة سليمة وتجعله صعبا......

وهذا ما حدا بالمتزمتين عقلانيا ،
أن يجعلوا غياب العاطفة عن التفكير شعار لهم.
فالتفكير الجيد في نظرهم لا يستقيم إلاّ بغياب العاطفة.
ورغم كل هذا ...
فالتجارب العملية تظهر لنا أن التفكير البعيد عن العاطفة،
لا يؤدي بالضرورة إلى اتخاذ قرارات جيدة............

فالمشكلة لا تكمن في العاطفة في حد ذاتها ،
بقدر ما تتعلق بتناسب العاطفة وملاءمتها للموقف وكيفية التعبير عنها....
سواء كانت هذه العاطفة فرح او غضب،او انفعال، او سوء تفاهم، او انقطاع صبر.
وبما ان خير الامور الوسط...............

فلنخلق نوع من التوازن بين العقل والعاطفة.


وبالتالي .............
فإن المستخدم الذكي لعواطفه يجعلها تعمل من اجله و لصالحه ويزيد من فرص نجاحه....
اذا استخدمها في ترشيد سلوكه وتفكيره ، خاصة في العمل التعاوني المشترك .

فهو بذلك الاستخدام الذكي ....
قد ملك القدرة على ضبط وتوجيه الانفعالات والمشاعر القوية تجاه غيره،
وحصل على المهارة في التعامل مع من حوله فيما يخص ردود أفعالهم العاطفية.



واخيرا .....
فإذا وجدت عناصر الذكاء العاطفي في نفسك :

الثقة
الصدق والايمان
الحكمة
حب الاستطلاع
احترام اشارات المرور الخضراء والحمراء والصفراء
الصبر وطول النفس
القصد (أي الاعتدال)
ضبط الذات
الانتماء
القدرة على التواصل
القدرة على التعاون
القدرة على العطاء
البعد عن تصلب الرأي


فهذا يدلك على انك تملك الكفاءة في إدارة العلاقات وبنائها،
والقدرة على إيجاد أرضية مشتركة وبناء التفاهمات سواء بطريقة مباشرة...او غير مباشرة.

فاديا 12-02-2007 12:17 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
كانوا يقولون :

هو تألق وإبـــــــــداع .......... وانطـــــــلاق في مساحات رحبة ........ في الوجود وفي الخيال....

وهو تميز وذكاء يسبق الكلمات والنظرات.....



وكنت أواسي بهذه الكلمات وحدتي .....

واعزي بها شعور الاختلاف المرير في اعماقي.....

شعور الغربة المؤلم....


برك الماء والضباب وظلال الصبح الرمادي .....وصوت عواء ابن آوى في ليالي الصقيع والبرد.......

احساس بمرارة رحيل الاشياء الجميلة قبل وصولها ............وانزلاقها السريع في قلب الذاكرة.....



قـــالب من ثــلج .............................هي الوحدة..

شعور مؤلم قاتل.........................هو الاختلاف..

جرح يدمي الروح بالأحزان والكآبة............................




يعذبني..................ان اتمنى.................منذ وعيت على الحيــــــــــــــاة.........

أن أحمل ميول الاخرين ورغباتهم ، واحاسيسهم........

وأن اصغي الى تفاهاتهم وحماقاتهم المتنوعة .................

وأن أقلد نظراتهم الفضولية كالكهارب....................

وأن أحمل اهتماماتهم ، وأمنياتهم السخيفة...............


لعل اصطخاب أمواج الأفكار في ذهني ...............يبرأ! ..

لعل نمو الأشواك في ذاكرتي..........................يهدأ! ..




وفي أحيان كثيرة...........................

كنت أقرر ان لاجدوى من الحياة ...........اذا كان الدرب فيها نهرا من الكذب والزيف والخداع .........

نجتازه بقارب من نفاق...............!

كنت أعلن قرفي من الحياة وعبثها................!

ويأسي من الآخرين....... وحقاراتهم الكبيرة والصغيرة.................!

ومللي من نظراتهم التي تزداد تحديقا ..... وضراوة....وهيجانا.....وشررا.....ووعيدا..!


وكنت أقول...................

أنه لا يمكن لعملية ترميم أشلاء الروح ............ ان تنجح ،
كعملية ترميم دمار الابنية.....................!




ترى.........................!!

ما الذي كان يفجر هذه المشاعر......................!؟

أم تراها .... ألغام أحزاني وكآبتي.....وخيالاتي وأفكاري..... طيلة سنوات عمري ......قد نضجت ؟!




شيء ما................كان يمنع هذه الالغام من الانفجار...........



ليس الخوف من الموت.......................

فالموت كان بنظري ، الوسيلة الوحيدة لتوقف نمو الأشواك في ذاكرتي.......

وتوقف الانحطاطات النفسية والانهيارات التي تتقاذفني ...............................


أنما شيء آخر كان يوقفني .....................

بذرة خلقت معي........... ولم أكترث لها يوما.........

ولم أمد لها يد الحنان والعناية والسقاية......

لماذا ؟

بسبب انشغالي بالاستياء والقرف من مستنقع الحقائق المروعة ، التي نغوص في قذاراتها.........................!!

قلوب تنزف برذائل الاخلاق......................

فما نرى الا اشباه بشر..... فقدوا بنية الانسانية الاساسية وهي الصدق....

وهم اذ لا يعترفون بالجرائم الكبرى ..........

جريمة قتل الانسانية ................قتل الاخلاق التي تميز الانسان

وجريمة دماء الضحايا التي غطت بحر الوجود الملوث بالخزي والعار...ولا زالوا يمارسون باحتراف فن التزلج فوق بحر الدم...!!

جريمة شرف جسد الوطن المستباح ....... والامة المغتصبة...........

الا انهم...... يتخدرون عن هذه الجرائم الكبرى..... باختراع احاديث وفضائح كاذبة يخوضون فيها بأسرار الناس ويلوثون أعراضهم....!

وغير ذلك من الرذائل.................



صوت من أعمق اعماقي يناديني ............... أن تعالي : ليست هذه النهاية..........


ووعيت ..........

انه وكما أن الأخلاق هي جوهر الإسلام.......

إلا أن الاخلاق والمثاليات... إن لم يكن الهدف منها التقرب من الله...............

وان لم تلتزم بأوامر الله...

وان لم تنعكس على الشكل العام ... بالمظهر وعمل الاعضاء والجوارح بالعبادات ..

فلا معنى لها.................

وإن العلم إذا كان بلا إيمان..................فهو كالوعاء بلا غطاء....

سرعان ما ستهاجمه االملوثات وتهلك صاحبه.....


ذاك هو الإسلام ..........

قالب العلم والعمل والسلوك..... قالب الاخلاق والمشاعر والاحاسيس.






وأعود للبداية........................................... ........................



بــــــــلا إيمــــــــــــان...................



ليس هناك انسانا .........

متألقا !

أو مبدعا !

أو مميزا !



بـــــــــــــلا إيمــــــــــــــــان.................


هناك فقط حيوان ........

متألق بجمال شكله !

مبدع بخفة حركته !

متميز بذكاء نظراته !



فاديا 12-02-2007 03:02 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
من أخطر ما يعانيه المذنبون من مشاكل نفسية ـ في المجتمع الاسلامي ـ هو فقدانهم لحالة الانسجام والتطابق بين رغباتهم الذاتية وممارساتهم السلوكية،

فالمذنبون في حالة صراع دائم بين الاستجابة لملذاتهم الخبيثة من جهة وبين الالتزام بقيم الدين وتقاليد المجتمع وعاداته الخيرة من جهة أخرى. فهم من أجل أن يعكسوا للمجتمع لوناً من الانسجام بين دوافعهم الذاتية والقيم الاجتماعية التي تحكمه يتظاهرون للآخرين بخلاف واقعهم النفسي فيحاولون التحدث لهم بالشرف والقيم والكرم ويتظاهرون بالتمسك بأفعال الصالحين وصفاتهم كذباً ورياء ونفاقاً لأنهم ـ في واقعهم ـ أبعد الناس عن ذلك.

وتسبب هذه الحالة في كثير من الأحيان للمذنبين اضطراباً في شخصيتهم وتذبذباً واضحاً في سلوكهم.

هذه الحالة تنتهي بكثير من المذنبين وخاصة المجرمين منهم إلى مرض نفسي خطير يطلق عليه علماء النفس اسم مرض (الازدواج في الشخصية)

وتسميه الشريعة الاسلامية (مرض النفاق) وقد يؤدي هذا المرض النفسي الخطير بالمذنبين إلى أمراض أخطر منه كل ذلك نتيجة لعدم تطابق الدوافع الذاتية للمذنبين مع القيم والتقاليد السائدة في مجتمعاتهم،

ويمكن أن تحل مشكلة عدم التطابق هذه بسلوك أحد طريقين:

أحدهما: أن يكشف المذنب عن حقيقته للآخرين، فيكسر حاجز الحياء ويتصرف بدون أن يكترث بهم ولا بالقيم الدينية أو التقاليد الاجتماعية التي تحكم مجتمعه فيظهر للناس كأي مجرم مكشوف في انحرافه وعدم التزامه بالقيم والأخلاق الفاضلة، فحينئذ تتطابق دوافعه الذاتية مع واقعه السلوكي، وتنحل عنده مشكلة الازدواج في الشخصية.

وهذا اللون من العلاج مرفوض في الشريعة الاسلامية، لأنه وإن كان يعالج بعض جوانب مرض ازدواج الشخصية إلا أنه يوقع الانسان في أمراض نفسية وجسمية واجتماعية أخرى ـ لا مجال للحديث عنها ـ وهي أخطر بكثير من مرض الازدواج في الشخصية، أو بتعبير ديني مرض النفاق السلوكي.

ثانيهما: أن يتوب الانسان المذنب توبة نصوحاً فيتخلص من هذا المرض النفسي الخطير، حيث تصبح دوافعه الذاتية منسجمة انسجاماً كلياً مع سلوكه وتصرفاته .

فالانسان المذنب في مرحلة حرجة جدا جدا.............فهو يتأرجح بخيط رفيع جدا بين الضلال وبين الهداية....

ونادر منهم .... من يتقنون على المدى الطويل ممارسة لعبة النفاق السلوكي.

لا احد لا يعرف معنى النفاق.............مرض عقلي موجود في كل العصور والاماكن....!!

رغم ان الكثيرين ، يدعون أنهم لم يعرفوا النفاق في حياتهم... ويتبرؤون من النفاق كبيره، وصغيره................!

وقد درسنا عن النفاق الاكبر في مدارسنا الابتدائية....!! وكنا وقتها صغارا...لا نعرف ما.... النفاق!

كل ما اتذكره من دراستي الابتدائية هو ان النفاق :
كان ايام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحذرت منه الايات الكريمة.....ووصف الله عز وجل المنافقين...
وان المنافقين كانوا يظهرون الايمان للرسول ويكتمون الكفر....

بل ودرسنا ايضا عن انواع اخرى من النفاق... خيانة العهد والوعد.. خيانة الامانة

وما فهمناه ايضا ان معنى النفاق :
مشتق من النفق، وهو السرب في الأرض الذي يستتر فيه، وهي مساحة تحت الأرض يسودها الظلام حيث تبيت النوايا ولها مخرج يوصل إلى سطح الأرض، فما يظهر خلاف ما يبيت .


زمان..... كان النفاق (نفاقا).............!!

فمن كان يتصف بخلق سيء ، كان يعمد الى اخفاؤه ، حتى لا يراه احد........لانه يعلم تماما انه خلق مذموم..............

اما اليوم........................................ ..... ........

فيكفي ان تجلس امام القنوات الفضائية لمتابعة مشاهد النفاق.....(وعلى عينك يا تاجر...!!)

يكفي ان تكون في مكان عملك......لترى هذه المشاهد صوت وصورة ،حية ترزق امامك....!!

يكفي ان تكون موجودا في حلقة اصدقاء او مع الاقرباء لترى كيف تنهش اعراض ،وتؤكل لحوم الذين قدر لهم ان يغيبوا عن هذه الحلقة،او الجماعة هذه المرة....!! وسترى كم يكون الترحاب بهم اذا قدر لهم ان يحضروا المرة القادمة....!!

وحتى لا تفرك عينيك دهشة واستغراب مما تراه.

ورأفة بمشاعرك الطيبة واخلاقك السمحة ...سأخبرك بحقيقة هذا الذي تراه:-

لن نختلف ، على ان النفاق يحتل مكاناً مهماً في تكوين الرذيلة في هذا العالم... والا... ما انتقل الى عصرنا هذا.......!

وقد انتقل هذا المرض العقلي الخطير، الى عصرنا الحالي بعوامل الوراثة....!!

فقام (اصحاب العصر الحديث) بتهجينه بالكثير من كروموسومات الوقاحة، وقلة الادب والحياء والصفاقة...........

فلم يعد يخجل ويخفي نفسه..........بل اصبح نجما لامعا مهما....

هل يكفي هذا الشرح....؟؟

ارى انك بحاجة الى المزيد ............حسنا

سمي هذا المرض العقلي (تبعا لقاعدة التسميات...!!) بأسماء كثيرة ، لطيفة ، لغايات تجميله وزيادة لمعانه......!!


المجاملة

الكياسة

السياسة

تمرير المصالح العاجلة

الدبلوماسية ،المرونة وتسليك الأمور


فالشخص الذي يتصرف بنظام ونظافة في ما يخص ممتلكاته..يتصرف عكس ذلك تجاه ممتلكات الغير.

والشخص الذي يجلس امامك متشدقا عن المثاليات والعصامية، بينما يكون هناك حقوق لاطفال ويتامى وعجزة تتربع في قصوره وسياراته الفخمة .

وقد يكون النفاق مفهوم الاسباب لدى المساكين (اقول مفهوما...وليس مبررا) ،

ولكن..................

لعل اكثر ما يثيرني........هم حاملو امانة القلم ، وامانة الفكر..........النافخون في الحقائق الناقصة.............اصحاب العقول المشوهة.

وهؤلاء ، و من كثرة تكرار الحقائق الناقصة والنفخ فيها.... تصبح مع الايام جزءا من عقولهم
فيتصفون بانفصامية المواقف والتفسيرات....

وامثلة ذلك كثيرة.....من بعض الادباء، والكتاب، ورجال الدين، ورجال العلم.


اما في هذه الحالة............ فنعتبر ان فرصة العلاج........... غير ممكنة.


فلنحذر من هذا الطاعون....!

فاديا 13-02-2007 09:26 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
الحوار......

هو الأصل في التقاء الحضارات،
أو التقاء الأشخاص... والتقاء ثقافاتهم المختلفة ..


ومعناه المراجعة حول قضية ما ودوران الآراء حولها مما يخلق تفاعلا بين الثقافات والافكار المختلفة.

وهذا ما يعطيه قيمة عظمى من قيم الحياة الإنسانية لو أدركنا أهميته في خلق عقل راقي.

وأدنى فوائده ،هو التعرف على مواقف أخرى لها علاقة بقضيتنا التي نبحث حولها،
بالإضافة إلى التعرف على شخصية الطرف الأخر....
فلكل طرف رؤيته الخاصة للقضية، وتحفظات معينة حولها.


ومن الضرورة بمكان ، أن نفرق بين الحوار....وبين الجدال.

فالجدال هو امتداد المنازعة والمغالبة
ولعل أوضح تعريف وأجمله للجدال ... من جدل الحبل أي فتله ..
فكأن المتجادلين يحاول أن يفتل احديهما الآخر.....

ولو أن المجادلة مقبولة في حالة الوقوف على الحق،
إلا أن ديننا الحنيف قيدها...بالحسنى
ولعل مواقف رسولنا الكريم تفيدنا كثيرا في مفهوم الجدال.


وأجدني هنا مضطرة للوقوف قليلا للتمعن في كمال اللغة العربية وطلاقتها ،
فرغم أن الجدال والحوار مشتركين تماما في معنى تداول الأفكار ومناقشتها ...
إلا أن الجدال يأخذ طابع الغلبة والخصومة والقوة ،
أما الحوار.... فهو مزدان برحابة الصدر وسماحة النفس ورجاحة العقل .


فالجدال هو ساحة معركة ... وحلبة مصارعة....!!


أما الحوار... فهو ارض خصبة ، حرثت بأمانة وزرعت بجد.. وسقيت بعناية ، فلا شك أن ثمارها طيبة.


والسماحة في المتحاور....
لا اعني بها ابدآ الانفلات ، والاستعداد للذوبان في أي كيان آخر
بل القدرة على التكيف والتجاوب والتفاعل والتعامل بشكل أكثر رقيا مع جميع الأفكار والآراء مهما كانت ......


وهذه النقطة في قمة الأهمية لدينا كمسلمين أولا....وكعرب ثانيا..
فواضح جدا أن تفاعل البعض مع الحضارات الأخرى كان ذوبانا واندماجا ، أدى إلى غزو هذه الثقافات الدخيلة على ثقافتهم الإسلامية.


وأعود لأقول ....أن الحوار أو التفاعل بثقافات أخرى يجب أن يكون مصحوبا .....بالثقة واليقين والثبات........ عن طريق الثقافة المسبقة وما تحمله من قراءات وتصورات ،
وحضور الأدلة والبراهين القوية..
وكذلك الاستعانة بأمثلة وشواهد حية ،
ففي كثير من الأحيان ...لا يكفي منطقا جميلا ولا لسانا حلوا.........!


أما الحوار المتشدق والخالي من أي انعكاسات على الواقع ،
فيعتبر ترفا فكريا ..صادر عن روح الهيمنة والاستعلاء والتفوق ،
فهو حوار سلبي... يضم تحت جناحه أيضا..الحوار العقيم والذي يولد في أجواء (مكهربة) ومريضة ،
نتيجة موروثات سابقة من حساسيات وقناعات يحملها كلا المتحاورين.


أما إذا استطعت خلال الحوار إثبات حقيقة معينة ..
فتأكد أن الحقيقة ملك للجميع وليست لك وحدك..!!
فلا يأخذنك العجب والكبر وروح الاستعلاء..
لان هذا لا يثبت انك محاورا ناجحا.


و قيل عن الحوار .....
إذا أردت أن تكون محاورا ناجحا....
حاور الطرف الآخر في آرائه كما لو كنت مقتنعا بها....
ودعه يحاورك في آراءك كما لو كنت في شك منها.

ما رأيك.....؟؟
أنا شخصيا غير مقتنعة بالمقولة الأخيرة........!!

فاديا 13-02-2007 10:01 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 

كنت بزيارة لاحدى المريضات في المستشفى...

وخطر في ذهني.. زيارة قسم المواليد الجدد...
زيارة هذا العالم الجديد، النقي ، الطاهر....

سمعت من بعيد، ممرضة تهتف.....تقول ..مبروك

وفي صخب المشاعر التي كانت تجتاحني في ذلك العالم الجديد....
أحسست بأنني مرتبطة أكثر بهذه الأرض التي أمشي عليها؛
كأن وجود مولود جديد على هذه الارض....
قد ثبت أقدامي عميقا في التراب.. !!

نظرت الى ( مستعمرة المواليد الجدد ) من خلف الزجاج...

كلّ في غطائه الأبيض،
يعني للمستشفى رقما مربوطا إلى زنده ،
ليميزه من بين عشرات المواليد الذين يشاطرونه الغرفة..

صورهم متشابه تقريبا......

عينان شبه مغلقتان... أمامهما الكثير لترياه..
وفم يرتعش..... عليه أن يمضغ طويلاً،
وكفان صغيرتان.... لا يدري أحد أهما للعطاء أم للأخذ أم لكليهما؟

وفي الغرفة الأخرى، كانت أم ملقاة فوق سرير المستشفى.
وقد نسيت كل الآلام التي اجترعتها، في سبيل أن يولد،
نسيت كل الدموع التي أهرقتها ،
نسيت كل شيء، كأن الحب الجديد الذي ملأها فجأة،
حين قالوا لها إنها وضعت،
الحب الغزير الذي لا يمكن أن يحمله إنسان لإنسان إلا الأم لابنها..
كأن هذا الحب قد غسل كل شيء بيد أسطورية..

ليس ثمة أي شيء أفكر به ...
الا موقف ومشاعر الاباء والامهات في هذه اللحظات،

نقف.. عاجزين ، ضئيلين..
لا نعرف حقيقة المستقبل المجهول الذي يطوق هذا المولود ....
نتمنى أن نعطيه ماء أعيننا، أو أن نهبه نبض شرايينا..

نقف هناك ....كما لو أن المشاعر الجديرة بأن نحملها أثقل من أن نحملها،.

حب لا إلزام فيه ولا جزاء.. حب لذاته،

بلا تعويض.. بلا بديل.. بلا ثمن.. بلا خوف..

حب صاف ....
حب لا غاية له ولا هدف،

حب مترع بالعطاء، يطوف في الافكار والوجدان ..

فرحة العطاء الحقيقي .....
الذي لم يلوث بعد بتعقيدات الحياة، بقانون ، خذ وهات،
وقانون ، أنت وأنا.....

مجرد عطاء محض غير مشوب بأي سؤال..
أو طلب.. أو انتظار.. أو تلكؤ.. أو تردد..

لو قدّر لنبعة الماء أن تحس، إذن لأحسست ذلك الشعور،
العطاء المحض الذي يولد من جديد..... كلما شرب عابر من مائها..
عطاء لا يشوبه أي ندم..

أعجب من الاباء والامهات...
الذين يطالبون ابناءهم بحق الابوة، وحق الامومة ..

هذا الحق الذي لا قيمة له إذا طالب المرء به.

هل ستطالبون ابناءكم بأن يعوّضوا السعادة التي حصلتم عليها بأبوّتكم وامومتكم ؟؟

إنما طالبوا أنفسكم بحقوقهم عليكم...
وأمضوا في هذه السعادة الى أن يشاء الله....... بلا مقابل.. بلا تعويض

لانكم اذا منحتوهم حقوقهم كاملة...
ستحصلون على حقوقكم كتحصيل حاصل...،
ستحصلون على برّهم بكم...

هذه المسؤولية... عبء ثقيل!!!
لأنه ينبع من الداخل ،
وعندما يكون العبء من الداخل فإنه يعطيك حافزا أكبر..
للسعي والعمل والامل وتحقيق الاهداف...

من حق ابنائكم عليكم ..

ان تعلموهم ان الحياة الحقيقة... بكل تفصيلاتها ..
هي الحياة التي يرضاها سبحانه وتعالى...

علموهم العبادات والطاعات..

ربّوا ابناءكم على الاعتزاز بدين الاسلام، والاقتداء بسنة نبيه،

وضّحوا لهم المسار الذي يوصلهم الى الجنة...

درّبوا ابناءكم على استثمار العلم والنعم... وعمارة الارض.

فاديا 13-02-2007 10:07 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
عنوان غريب.... لموضوع غريب...!!

ليس غريبا عنا تماما ...

ولكن الغريب ان يتجرأ أحدنا ، ويعتبره قضية تستحق الكتابة والتحليل !

ربما تعود غرابة كلماتي الى انني لا اكتب الان اليكم بقلمي الذي اعتدت ان اكتب به دائما...

ولكن بقلم جديد... لم اعتد عليه بعد..

لانه وببساطة...... قامت احداهن بسرقة قلمي..... أو عفوا..

بـ ( لطش قلمي ) كما يحب البعض ان يستبدل كلمة السرقة...لتخفيف وقعها
والدلالة على ان المسروق ليس ذا قيمة او اهمية...!

ولكنها سرقة ، والسرقة سرقة ، وليس لها معاني أخرى...

إن السرقة آفة من الآفات التي تعرِّض أمن الأفراد والمجتمعات للخطر، ولهذا جاءت أدلة الشرع تحذر المسلم من السرقة و تزجر من تسول له نفسه سرقة أموال الآخرين ومن ذلك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ البيعة على من أراد الدخول في الإسلام على أمور عظيمة منها تجنب العدوان على أموال الناس بالسرقة:
" بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ، ولا تسرقوا ولا تزنوا ..." الحديث (روه البخاري ومسلم).

ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن المؤمن الصادق القوي في إيمانه لا يجرؤ على السرقة:
" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن..." (رواه البخاري ومسلم).

ومن هذه الزواجر ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده".
أي يسرق البيضة أولاً فيعتاد حتى يسرق ما قيمته ربع دينار فأكثر فتقطع يده إذا انكشف أمره، ورفع إلى حكم الإسلام.

فانظر كيف يرهب الإسلام من السرقة لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يلعن السارق؟!.


أمقت أنا كثيرا فكرة هذه السرقات التي يصفها البعض بأنها ( لا تذكر ) ،
ويتقبلها أكثرنا باستسلام وسهولة....!!

مثل سرقة أحذية المصلين من المساجد......!

وسرقة الاقلام.....

يتقدم منك أحدهم بكل تهذيب ويرسم ابتسامة لطيفة على محياه !
ليعتذر منك طالبا ان تعيره قلمك لاستعماله...

ثم ينسى هذه الكياسة وهذا الادب... عندما ( يطنش ) ويسرق القلم....

ونحن لا نستطيع ان ندعي حسن النية عند كل من يسرق قلما... فالعلم عند الله.
ولكن على الاقل ينبغي بمن نسي قلم احدهم معه... ان يعيده الى المكان الذي اخذه منه حتى يخلي ساحته امام خالقه.... ولعل صاحبه يسأل عنه هناك. ؟

وانا اتحدث عن جماعة معينة ...
عن ذاك .. الذي يستعير قلما ، ثم يضعه في جيبه بكل ثقة وكأنه أصبح من ممتلكاته !!

كنت بإحدى السفارات قبل أيام لمعاملة ما .. فتقدمت مني احداهن بكل أدب لتطلب قلمي....

وهممت بالاعتذار لها.... بعد خلاصة تجاربي مع ( الاقلام والناس )!
ولان هذا القلم الذي احمله الآن يرافقني منذ أكثر من عشرة سنوات ، فالعلاقة بيني وبينه
مثل علاقة نظارتي بأنفي !!

ثم وجدت يدي تمتد الى حقيبتي وهي ترتجف ! فخفت ان أتهم بالعجز عن مساعدة الآخرين..
و تذكرت الاية الكريمة.

" ويمنعون الماعون"

ولكنني لم اخجل من أن أقدم لها محاضرة مفادها... انني اعتدت على هذا القلم ولا اتصور أن أكتب بغيره... وخلاصة محاضرتي :

" مع رجائي الحار إعادة القلم "

ورغم هذه المحاضرة وهذا الرجاء.... لم تتوانى اختنا الكريمة عن ( سرقة القلم ) !!!!

يا ناس !!!

كيف تأتون الى هذه الاماكن دون ان تحملوا معكم اقلاما ؟
ألا تعرفون كم عدد الاوراق التي تحتاج الى تعبئة !!

ثم كيف لا تهتمون بإعادة القلم المستعار الى صاحبه ؟
ألا تعلمون صعوبة شراء قلم في هذه الاماكن !!

حاولت الاشارة اليها .... فلم تكترث !
اشتد غيظي وحاولت اللحاق بها !! ولكنها ركبت سيارتها وانطلقت بها ، يبدو انها كانت على عجلة ....

ومع شدة غيظي الا ان خاطرا طاف بذهني جعلني .... ابتسم !

حسنا... ها هو رقم سيارتها ، ولكن ماذا يمكنني أن أفعل به ؟
هل أقدم بلاغاً بسرقة قلمي ؟؟ وهل يحاسب القانون على سرقة قلم ؟؟

ثم حلق خيالي بعيدا !!

تصورت نفسي أكتب في الجرائد اعلانا : " مجهولة تسرق قلمي ، وتنطلق به " !

تصورت بعض الناس يضربون كفا بكف وهم يقرأون هذا الاعلان ويقولون : "جُنَّت الكاتبة"

ثم تصورت مجموعة أخرى من الناس ينظرون الي وعيونهم المخضبة بالدماء والاحزان تقدح شررا ..

" لقد سرقوا منا أرضنا وبيوتنا وديارنا وعرضنا ودماءنا وابناءنا ،
وأنت هنا تكتبين ، وتتباكين على سرقة قلم ؟!"

ثم حزنت وانا اتصور حالنا جميعا....

ان البساطة والثقة التي يضع بها الشخص ( قلما ليس ملكه في جيبه )،
هي نفس البساطة والثقة التي نتقبل بها سرقة..... أقلامنا.
وكأننا ضمنيا قد وافقنا على مبدأ واسلوب السرقة....

كيف لنا أن نفهم.....

ان حق الانسان في المحافظة على قلمه.... هو نفس حقه فيما يخص بيته وسيارته..
وحقه في استخدام قلمه الخاص .... يشبه حقه في استخدام معدته الخاصة !!

كيف لنا أن نفهم......

أن هذه الابتسامة وهذا الاسلوب الكيس المهذب الذي يطلب به أحدهم قلمك ليستعمله ثم لا يعيده اليك..
هو نفس الكياسة والتهذيب الذي سرقت به ديارنا وبيوتنا....

كيف لنا أن نفهم....

أن صفات التسامح والبساطة التي نتقبل بها سرقة أقلامنا...
هي نفس السهولة... وهو نفس الاستسلام الذي نتقبل به سرقة أراضينا ودماءنا...

كيف لنا أن نفهم.....

أن من يسرق قلما.... يسرق ألفا....
" ان الجبال من الحصى "

ثم......

أما آن لنا أن نفهم...؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!

أننا بتجاوزنا عن أحكام الشرع الواضحة في كل أمور التعامل...
قد أطلقنا العنان لتنتشر هذه الشخصيات ( السيكوباتية ) أي ( المضادة للمجتمع)..
فمهدنا السبيل وفتحنا الابواب على مصراعيها للجريمة والمجرمين ...

فاديا 14-02-2007 09:09 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون )‏
(التوبة‏ 54)

مشاهد تتكرر بكثرة أمامنا ، ان لم يكن ما نراه ينطبق علينا.

هناك من لا يقوم الى الصلاة إلا قرب نهاية وقتها‏، وقد يأتيه شخص او يستوقفه موضوع فتفوته الصلاة‏..‏ وهو يقوم الى الصلاة دوما متكاسلا متثاقلا ، وينتهي منها في سرعة الصاروخ و لمح البصر !! .

هناك من يصوم ويقضي أيام صيامه مكتئبا متوترا. وتجده عصبيا، رغم ان المفروض بالصائم هو العكس.!!.

‏ وهناك من يخرج زكاة ماله وهو كاره.!!.

أمثلة كثيرة.... تبين ان هؤلاء يقومون بالعبادات على اعتبارها واجب وعبء ثقيل !!!!!!!!!!


أما الذي يشعر بلذة الوقوف بين يديه تبارك وتعالى‏، فسوف يقوم الى الصلاة نشيطا ، وسوف يستوعب ما يتلوه من القرآن‏، وسوف يؤديها في خشوع يملك عليه حواسه‏،

ويستشعر في الصيام حلاوة الدقائق والثواني ، ويتمنى الرحمة والمغفرة.

وهكذا ، تجد الانسان الذي يستمتع بعمل الخير مبتغيا وجه الله ومرضاته ، يبحث عن كل أوجه الخير التي من الممكن أن يقدمها لغيره‏..‏ سواء بالمساعدة المادية أو المعنوية أو بالتضحية‏..‏ أو برفع المعنويات لمن أصابه مكروه والوقوف إلى جانبه‏..‏

مجالات لا حصر لها من طرق الخير التي يسلكها الأخيار من الناس‏، بما يجعل الحياة محتملة للآخرين الذين نقدم لهم الخير على أي صورة من الصور‏.‏


أما اذا اعتبرنا كل ما نقوم به واجبا مفروضا وحسب ،

فإننا و لو اتفقنا جميعا على أننا نشعر بمتعة أو على ا لأقل براحة نفسية لدى الانتهاء من أداء الواجب‏..‏

فما لا يتفق عليه الجميع ،،،،،،، أن أداء الواجب في حد ذاته متعة‏، أو هكذا ينبغي أن يكون ،

فهناك من يمارس مهنته بالطول أو بالعرض‏، ولا تكاد تنتهي ساعات العمل حتي يطلق زفرة‏،‏ يخرج فيها ما يكابده ، في أدائه لعمله أو مهنته من مشقة‏.‏

فلو كان هذا الشخص يقوم بعمله بمتعة وأمانة واتقان ، فسوف يخف شعوره بالتعب والارهاق والمشقة ، وسوف يقوده هذا الى الاخلاص في عمله والابداع والاتقان ، ثم الى التطور والتقدم .

إن أداء العمل ـ أي عمل ـ تحت وطأة كونه واجبا ،
يترتب عليه ، ان هذا الشخص ، لن يتفوق في عمله أو ينبغ في مهنته .
وكذلك فهو سوف يكابد ويعاني أكثر من غيره الذي يستمتع بعمله.

ان الطبيعة البشرية تستمع بما تفعله ، لانها ترضى عن نفسها حين تؤدي ما عليها ، و تنظر الى نتيجة ما تقوم به.

والعبادات هي تلك الاعمال التي من المفروض ان يقوم بها المسلم ، و هو يشعر برضى عن نفسه و بسعادة لا توصف عند القيام بها ، ثم يفكر في ثوابه عند الله فتزيد سعادته ويسعى الى المزيد من الاتقان .

وكل عمل يؤديه الإنسان ابتغاء وجه الله وطمعا في مرضاته‏،‏ سوف يكون له فيه ثواب.

قال تعالى :

( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ) ‏(‏ المزمل‏20).‏

فإن الله جعل الأعمال الصالحة سبباً لسعادة الدنيا والآخرة،

قال تعالى "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا" [الطلاق:4].


وبيّن تعالى ان من يقوم بالطاعات والاعمال الصالحة ينبغي ان يريد بها رضا الله تعالى والنجاة في الآخرة،

قال تعالى

"تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة" [الأنفال:67].

وقال تعالى: "من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعاً بصيراً" [النساء:134]

وقال تعالى "من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً" [الإسراء:18-19].

اخوة الايمان :

إن للمعصية - للغافل - لذة و لسقيم القلب متعة..

و لكن إذا استشعرت لذة العبادة.. لذة القرب من الله
واستشعرت لطف الله تعالى بعباده.. و كرمه وجوده..
إذا استشعرت لذة تلاوة القرآن....
فاض قلبك بالإيمان و زاد..

ان لذة العبادة هي سور يحميك من لذة المعصية ،
لانك ستحتقر لذة المعصية و تستقذرها..

ثم ان استشعارك للذة العبادة ومتعة القيام بها..... سيقودك الى الاخلاص لله.

إنّ الإخلاص شرطا لقبول الأعمال الصالحة، والإخلاص هو العمل بالطاعة لله تعالى وحده
والمخلص هو الذي يقوم بأعمال الطاعة من صلاة وصيام وحج وزكاة وصدقة وقراءة للقرءان وغيرها ابتغاء الثواب من الله .

وهكذا بقية اعماله اذا كان هذا العمل موافقا للشريعة الاسلامية

وسيحميك هذا الاخلاص - اخي المؤمن - من الوقوع في ذنب الرياء.

والرياء هو العمل بالطاعة طلبا لمحمدة الناس، فمن عمِل عمَل الطاعة وكانت نيته أن يمدحه الناس وأن يذكروه بأفعاله فليس له ثواب على عمله هذا.


تأمل احوال الصالحين......

واقلع مسمار الذنب من قلبك .........

انزعه و لا تدعه في قلبك يغدو عليك الشيطان و يروح..

و اشغل قلبك بحب الله

فاديا 14-02-2007 11:38 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
وصلت اختراعاتنا الى حد بعيد من التقدم فاق ما كان يسمى بالتكنولوجيا

فاصبحت المسافات رواية قديمة ،
واصبحنا نضحك بأسى على تلك الايام التي كان فيها الانتقال من مدينة الى اخرى مجاورة، رحلة يُعتد لها بالزاد والاسلحة..
وكان المسافر يودع اهله ومعارفه ، ويذكر وصيته ، خوفا من الا يعود الى بيته ثانية..
فقد تلتهمه الوحوش الضارية على الطريق...

اما اليوم....فقد جنّدت الوحوش المؤذية كلها داخل هذا الجهاز الصغير الموجود في كل بيت..
فلم يعد هناك داعي للخوف منها !!!

انتظروا... انا لست ضد التقدم والرفاهية والاختراعات !!! ابدا، ابدا...

و لست ضد استخدام هذه الاجهزة....

ولكنّي ضدّ فوائدها........... المضرّة :


اننا نقطع المسافات في لمح البصر وبسرعة تتحدى سرعة الضوء !
فالفضائيات تضع لك العالم بين يديك...
وبالتالي لا توجد هناك تكاليف سفر وسياحة..وتذاكر..!!
وهي كذلك بشرى سارة لمن يخافون الطيران والاماكن المرتفعة ...


كما انها تضيّع وقتك.... وتسليك كثيرا...
فلا داعي للزيارات وصلة الرحم اذا لم تكن من محبي الكلام والمجاملات والكذب والنفاق !!


كما ان زوجتك بالبيت طوال اليوم... فليست عند تلك الجارة...تنهشان بلحم صديقة اخرى !!!


كما نرى ان شوارعنا اصبحت نظيفة وفارغة تماما.....!
وهذا اكبر دليل على التحضر والتمدن.....!!!!!
فلم يعد هناك من يجلس عل الارصفة بالشوارع...باحثا عن عمل ،
قد لا يغطي ادنى مستويات الحياة الكريمة ....
فالكل جالسا امام الفضائيات.. يبحث بكل جد بين القنوات !!

ولم تعد قوافل الشباب بالانتظار عند مدارس الفتيات..
فالفضائيات.. توفر اكثر من هذه ( المشاهدة ) ..
دون الحاجة الى الوقوف فترات طويلة مما يعرّض للاصابة بضربات الشمس..!!
ولا بأس اذا تسببت...... بضربات العقل !

ولا داعي كذلك لتجشّم العناء والذهاب الى حضور مباراة رياضية..
والازدحام والتعارك حول مصير المباراة ومن الفريق الفائز !!!
وقد يكون مصير هذا العراك ان تبيت في السجن ليلة او اكثر !!
فها انت تجلس مرفها على كنبتك... واذا اشتد الحماس..
فأمامك الكثير من الاشياء لتلقي بها في الهواء..
و تستطيع ان.... تخبط رأسك بالحائط..
فلن يحاسبك القانون على ما تفعل...

كما ان هذه الفضائيات... قد اغنت عن التعليم وعن المدارس وعن المدرسين.....!!
فلا حاجة لشبابنا ان يتعبوا انفسهم في طلب العلم..
وان يرهقوا ذويهم.. بتكاليف المدارس العامة والخاصة..
وتحت رحمة المدرسين الخصوصيين الجشعين.
فقد وفرت هذه الفضائيات اعلى مستويات التعليم !! واحضرت لنا جميع العلوم والخبرات في الدول المتقدمة.

اما الفائدة الكبيرة للفضائيات....
فتتجلّى في ( اراحة رؤوسكم ) من شغب الاطفال وحركتهم الكثيرة !!
فيكفي ان ( تربط طفلك) امام القنوات التي لا تبخل بعرض برامج متنوعة للاطفال على مدى 24 ساعة !!
وضمن عملية التجميد هذه ليس هناك مجال للنمو العقلي والفكري والاجتماعي او النفسي....
وهكذا ... تعلم اطفالك القاعدة الذهبية في وقت مبكر جدا... وهي...
" استعمل فمك للطعام لا للكلام..."

ومن فوائد الفضائيات الاخرى...
تزوّد ربة البيت بالكثير الكثير من طرق تحضير المأكولات الشهية...
المهمة جدا ، وخاصة في شهر رمضان...
فشهر رمضان في عصرنا هذا، اصبح لدى الكثيرين شهر الطبيخ والمآدب
بدل ان يكون شهر الروح والكفاف !!
وهناك الكثير من الناس من يكرمون شهر رمضان بالموائد العامرة بكل ما لذّ وطاب..
لا بتلاوة القرآن وصلاة التراويح وقيام الليل...

كما ان طبيعة الفضائيات انها تستمر بالبث 24 ساعة....
لذا فلا داعي للنوم.. بل أصبح اغلب الناس – الذين يسهرون حتى ساعات الصباح الاولى على الفضائيات - يصلّون صلاة الفجر في وقتها !!!!!!
فهم لا يصلّون صلاة الفجر على وقتها لان الصلاة خير من النوم....
بل لانهم ضمنوا عدم النوم حتى تلك الساعات.....
ولسان حالهم قبل الفضائيات كان يقول : النوم، النوم.


كما ان الفضائيات توفّر سبل حصول الشباب على الموضة...
في نفس الوقت الذي تصدر فيه في باريس...
فلا تخلف ولا رجعية بعد اليوم... بعد ان اصبح شبابنا اكثر اناقة من شباب باريس..!!!!!!

شبابنا العربي... فتيات وشبان....ابناء وبنات الفضائيات..
تكاثروا اليوم بطبعات رديئة منفرة...
وهم على متن باخرة تلعب بها العواصف...
فتعلو حينا... وتهبط حينا...
وتميل يمينا... فيتكومون يمينا...
وتميل شمالا... فيتكومون شمالا..
وعندما تتطاول عليهم الامواج...
لا بأس بإلقاء ما في القاع ( من قيم ومبادئ واخلاق قديمة ! ) حتى لا تبتلعهم الامواج.

ولا شك ان لديهم مبادئ وقيم ( خاصة ) يحرصون عليها ويهتمون بصيانتها...
ويكتبون على اسوارها بالخط العرض...." احترس! حقل اوهام"
مثلا.....حفظ اسم آخر مطربة ظهرت على الفضائيات...
واسم اكبر فيلم حصد جوائز الاوسكار.....
واتقان آخر موضة لتصفيف الشعر...
و.... و........
ووصفات للاحتفاظ بالرشاقة والشكل العام.....

وتجاهل تام.... لما بداخل القلب...

ونتذكر قول الشاعر :

اماه ما شكل الجبال وما الربيع وما القمر..
بجمالها تتحدثون ولا ارى منها الاثر...

وتذكرت المثل المعروف :
" ان جنّ قومك"

وذكرني كل ما أراه اليوم بقصة رمزية لتوفيق الحكيم...
اذ شرب الشعب من نهر ( يقال له نهر الجنون ) بعامته ومثقفيه ووجهائه،
فأصيبوا بالجنون ، عدا الملك ووزيره اللذين لم يشربا من ذلك النهر...
وهاج الناس وماجوا... متهمين الملك ووزيره بالجنون ! وهمّوا بالوثوب عليهما...
وجرى جدل حاد بين الملك ووزيره فرأيا انه، من المستحيل شفاء هؤلاء المجانين..
واصبح من المستحيل ايضا العيش بينهم...
فقال الملك بعد تفكير للوزير....هيا بنا لنشرب من النهر!

هناك عديد من الاشخاص... يرفضون ان يخالفوا من حولهم
فيشربون من النهر !!

وهناك آخرون يعتقدون بحقيقة " المختلف قد يمثل بالضرورة " العاقل الأكيد " في عالم مجنون "؟؟


والحقيقة...
ان لكل شيء حدّين
ولكن البعض يصر على استعمال الحد السيء
لان الشيطان لا يكل ولا يمل
وبريق الاختراعات الحديثة هي ميدانه الاساسي
وان طريق الدين واضح جدا
ولكن اكثرهم أصبحوا من جنود الشيطان
يصمون آذانهم عن السماع
وأعينهم عن البصر
فلا احد يريد ان يسمع الا.... اصوات التأييد والمديح،
من أناس انفصلت ألسنتهم عن قلوبهم...
وغدا قولهم كالمياه الوسخة المسفوحة....
فغدا صمت هؤلاء..... فضيلة

ولو حاولنا التفكير بمدنية وعقلية متفتحة عن فوائد الفضائيات...
لوجدنا انه وعلى الرغم من وجود اية فائدة ملموسة لها...
الا ان اثرها الاعظم بأنها قد حولت عاداتنا وطباعنا السيئة...
الى أسوأ....


ونعود للقول....
سقى الله كل امس لنا ، لأن غدنا قد يكون أسوأ من يومنا .....


فاديا 15-02-2007 10:14 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 

أخطأ بعض الباحثين المعاديين للاسلام ،
عندما توهموا أن الشريعة الإسلامية ترفض استعمال المصطلحات الفكرية المعاصرة ،
من منطلق التمسك بجمود اللغة العربية واقتصار بلاغتها ....!

وقالوا اقبح من ذلك ، في وصفهم ......................
ان " التمسك بجمود اللغة يعني الاصرار على الاحتفاظ (ببحيرة الكلمات العربية )
من غير جريان للماء مما يؤدي الى تعلق الشوائب فيها....!!"


إن الشريعة الإسلامية قد بينت ضرورة العلم والفكر بيانا شافيا،
ووضحت قيمة العقل ومكانته في الإسلام وأهميته وكونه مناط التكليف،
وأمرت الإنسان بعمارة الأرض بالعلم والفكر واستعمال ما فيهما وفق المنهج الرباني .

قال تعالى :

{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: من الآية11)،
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (الزمر: من الآية9)

وهذا كله يدل على تنمية الشريعة للإبداع والتفكير في حدود السياج الموصل إلى المعرفة الصحيحة .

أما ضرب العقل والفكر في أودية الباطل السحيقة ....
واشتغاله بما لا قبل له به، فهو مما نهت عنه الشريعة، وحذرت منه،
إبعاداً للعقل عن الأوهام والخرافات والظنون الكاذبة .


لقد خلق الله سبحانه وتعالى الانسان وأنزله إلى الأرض ليكون خليفة
في إقامة الحق والعدل والعبودية له،.
وأنزل له من الدين ما يكون موافقاً لطبيعة ذلك الإنسان وفطرته التي خلقه الله عليها .
وأرسل الرسل الكرام للقيام بتذكير الإنسان بحقيقة وجوده وحكمته،
وتذكيره بأن الدين الذي أنزله الله تعالى له هو أساس سعادته وفلاحه في الدنيا والآخرة،
يقول تعالى: { ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد: من الآية28)


والقيام كذلك ، بالانذار له من ترك ما أنزله الله تعالى،
وبيان ما يترتب على ذلك من خراب حياته وشقاء نفسه وعذابه في معاده،
يقول تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً } (طـه:124) .


هذه الحقيقة الكبرى لها أهمية عظيمة في بناء الإنسان والمجتمع،
والتعامل مع كل ما حوله من الأفكار والمناهج والآراء والفلسفات .

وبعض المصطلحات العصرية ،
يكتنفها الغموض والضبابية ولها معاني عامة مطلقة ،
وهذا الغموض أدى إلى استعمال هذا المصطلح من اتجاهات متعددة ،
لاتتفق فكرياً في كثير من القضايا الاسلامية.


فالاسلام يرفض استخدام هذه المصطلحات ككلمة عائمة .....
لايمكن أن يتحدد من خلالها صورة معينة محددة بحيث يمكن الحكم عليها ،
ورفض ايضا استخدامها كمصطلحات عرفية تتداولها الكتب العصرية والنشرات الصحفية ،
دون تحديد دقيق لمعناها .


لان هذه المصطلحات ليست صحيحة بشكل مطلق على كل المعاني التي تحملها ....
بل وتحمل الكثير من الايحاءات الباطلة السلبية وقد تشتمل على معانٍ باطلة مناقضةً للقرآن والسنة .


فمن رحمة الله تعالى بالإنسان
أنه لم يدعه يصنع تصوره الاعتقادي ومنهجه التشريعي بنفسه،
لأن الإنسان يعتريه الهوى والجهل، فهو أعجز وأضعف من عمل ذلك .


ولذا ،،،،،
كان الدين بعقائده وتشريعاته منحةً إلهية من العليم الخبير ،
لم يسندها إلى الإنسان العاجز، وكفاه مؤونة البحث والفحص في علوم ليس عنده مبادئها،
ولا مقدماتها التي يبني عليها قوانينه، ليتوصل إلى حلول ....
يستطيع بواسطتها مواجهة كل ما يجد في الحياة ،


لان هذه العقائد والتشريعات لن يستطيع العقل البشري المحدود صنعها،
ولاتعمل فيها حواسه البشرية،
ولا يؤدي إليها نظره وليست عنده معلوماتها الأولية .


لكن بعض الناس، لم يشكروا هذه النعمة،
وأعادوا الأمر بالاستنتاجات ،
وبدأوا البحث بالكلمات،
وانطلقوا في رحلتهم في مناطق مجهولة لا يجدون فيها مرشداً ....
وكانوا في ذلك أكثر ضلالاً وأشد تعباً .



قال تعالى :

(ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا)


ومن هذه المصطلحات :

فاديا 15-02-2007 10:15 AM

الانفتاح الفكري :

حيث يدل هذا المصطلح على ايحاءات سلبية لا تتفق ومبادئ الاسلام في تصور الشريعة الاسلامية ، من خلال عدد من المعاني التي يحملها :

*منفتح، راغب في الاستماع لكل مايعرض عليه، وفي تفهمه بروح سمحة ........!!*

*تنوير العقل وجعله منفتحاً للمعرفة معبرا بطلاقة عن أفكاره ومشاعره مهما كانت بكل حرية ودون تقييد ....!!*

*منفتح ومتقبل للحجج والأفكار الجديدة مهما كانت....!!*

*و اذا اعدناه الى مصدره في علم الكلام والذي هو (انفعال) فهو يدل على المطاوعة بشكل كامل...!*

*وكلمة انفتاح تقتضي وجود كلمة انغلاق !!! فهو يعني ( ازالة الانغلاق).*


فهذه المعاني التي يحملها تعريف (الانفتاح الفكري) قد تصل ببعض الطوائف المنحرفة الى الالحاد .
ويرفض الاسلام كل هذه المعاني ،
انما ،
يقبل بالاستفادة من الحضارات والتطورات الاخرى دون التنازل عن القيم الاسلامية
ولا التناقض مع مبادئ الاسلام ،
فهناك اذن ضوابط وحدود لهذه الاستفادة.

بمعنى ،،،

إذا أريد بالإنفتاح الاطلاع والعلم والمعرفة والابداع والاختراع ، فهذا ماتأمر به الشريعة الاسلامية، وتحث عليه عندما يكون صحيحاً منطويا تحت لوائها

فاديا 15-02-2007 10:19 AM

مصطلح " علم الاجتماع " :

كان الداعي إلى نشأة "علم الاجتماع" في الغرب،
لبروز توجه عقدي حديث ، تمثل في قطيعة مع المعارف الكلّية الموروثة
وتأصيل للجديد، بسبب ظهور الفكرة العلمانية،
مما اقتضى من الغرب أن يعيد النظر في فهم المجتمع بعلاقاته ومؤسساته وظواهره،
وتحليله وفق القاعدة الفكرية الحديثة والمنهج المعرفي الجديد.

(فعلم الاجتماع) هو وليد الحداثة الغربية،
وقد أصّل ظهورها المشروع العلماني الرامي إلى إحلال العلم محلّ الدين في كلّ المجالات ،
وتم تعريفه بأنه :
" دراسة علمية للكيفية التي يحصل بها تأثر أفكار الناس، ومشاعرهم، وسلوكياتهم بحضور الآخر، سواء أكان حضوره واقعا أم متخيلا."

لقد سبق الغرب المسلمين في تأسيس هذا الفن المعرفي المسمى "علم الاجتماع"،
فأصّل أصوله، وقعّد قواعده، وبوّب أبوابه ومباحثه، وشرح مسائله وغاياته، وحدّد طرائقه ومناهجه.
على الرغم من أن الاسلام حدّد نوع العلاقات الواجب وجودها في مجتمع مخصوص هو المجتمع الإسلامي.
ولكن ... كان من الطبيعي أن يتعامل المسلمون مع هذا الواقع،
وأن يقبلوا على دراسات الغرب في هذا الفنّ الخطير،
الذي اضيفت اليه كلمة ( علم ) كبراءة اختراع.

وهو أمر يستلزم دراسة معمقة مرتبطة بالكتاب والسنة،
يقع من خلالها بيان حقيقة المجتمع الإسلامي من حيث أسسه وشروطه،
ومناهج الإصلاح فيه والتغيير، وآليات المحافظة عليه.
و يراعي خصوصية الحضارة الإسلامية،
وتميّز ثقافة الإسلام، وفرادته المنهجية والقيمية.

ان اعتبار " علم الاجتماع " كما وضحته الدراسات الغربية منظور ، يقيس به الدارس للمجتمع
أبعاد السلوك البشري، لا بد أن يوقعنا في الخطأ ،
فلا يخفى على عاقل بصير مدى الخطأ في أي نهج لا يلحق بالإسلام.

فيجب الحرص في التعامل معه ، والاستفادة منه، على أساس ان يكون لدينا
( علم اجتماع اسلامي )
مبينا المنهج السليم المتعلّق بالقبول أو الردّ والأخذ أو الترك،
و التحرز عن أخذ الفكرة المنزلة على الواقع،

لأنّ السلوك في المنظور الاسلامي،
نابع من إرادة الإنسان واختياره القائم على عقله مناط التكليف.
وأمّا المجتمع فيؤثر في الإنسان بلا ريب،
إلا أنّ تأثيره لا يحدّ من إرادته وتحمله لمسؤولية أفعاله وأقواله.

لذلك،
فنحن نأخذ المقياس كقالب تعبيري يعبّر عن منظور صحيح،
ولكننا نردّ مضمونه المحكوم بتصور مناقض للشرع

فاديا 15-02-2007 10:21 AM

مفهوم " العلم في العصر الحديث "


يعدّ مفهوم العلم من المفاهيم الرئيسية في الدراسات المعاصرة؛
خاصة مع الجدل المتزايد حول حصر مفهوم العلم في الجانب التجريبي،
والتساؤل بشأن علمية البحوث الاجتماعية،
وإقصاء الدراسات الدينية والشرعية من وصف العلمية ،
باعتبار المعرفة الدينية "ما ورائية" وقضاياها غيبية ،
لا يمكن اختبارها بالتجربة المعملية ، التي هي مقياس ومعيار العلم التجريبي الحديث.

ويلاحظ أن هذا الاتجاه هو وليد التطور التاريخي والخبرة الغربية حول هذا المفهوم،
مما يجعله منفصلاً عن الشرع الإسلامي.

فقاموا بتعريف العلم على أنه :

-مجموعة متنوعة من فروع المعرفة أو مجالات فكرية تشترك في جوانب معينة.
-فرع من الدراسة تلاحظ فيه الوقائع وتصنف وتصاغ فيه القوانين الكمية، ويتم التثبت منها، ويستلزم تطبيق الاستدلال الرياضيّ وتحليل المعطيات على الظواهر الطبيعية.
-الموضوع المنظم في المعرفة المتحقق منها، ويتضمن المناهج التي يتم بها تقديم هذه المعرفة والمعايير التي عن طريقها يختبر صدق المعرفة.
-مجال واسع من المعرفة الإنسانية، يُكتسب بواسطة الملاحظة والتجربة، ويتم توضيحه عن طريق القواعد والقوانين والمبادئ والنظريات والفروض.

واستنادًا إلى التعريفات السابقة يتضح أن العلم في التعريف الغربي سماته:
- الجمع بين العلم كنظرية وكتطبيق.
- الجمع بين العلم كمنهج للبحث وكمضمون معرفي.
- التوكيد على العلم بمعناه الطبيعي؛ أي الذي يعتمد على التجربة والملاحظة.
- أن العلم يتعلق بمجال أخص من المعرفة العامة.

فمفهوم العلم عند الغرب في العصر الحديث، يرتبط بالمنهج التجريبي
الذي يردّ كل الأشياء إلى التجربة ويخضعها للدراسة المعملية،
كنتيجة لقصور الإدراك البشري عن الوصول إلى بعض الحقائق دون تجربة،
وترجع أصول هذا المنهج إلى العلماء الأوروبيين

وقد تأثرت بعض المعاجم العربية بالتعريف الغربي لمفهوم العلم؛
حيث أطلق العلم حديثًا في احد المعاجم العربية ،
على العلوم الطبيعية التي تحتاج إلى تجربة ومشاهدة واختبار؛
سواء أكانت أساسية كالكيمياء والطبيعة والفلك والرياضيات،
أو تطبيقية كالطب والهندسة والزراعة.

وأبرز مواطن الخطر في هذا التعريف ،
هو الخلط بين مصطلحيْ العقل والحس،
فأصبح المقصود بالعقل هو التجريب الحسي، وعلى ذلك ،
فالخارج عن نطاق الحس خارج عن نطاق العقل والعلم جميعًا،
مما يعني إنكار المعجزات و الغيبيات


يكتسب العلم منزلة سامية في الإسلام؛
وقد تجلت هذه المنزلة الرفيعة في افتتاح نزول القرآن بآيات:
"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" [العلق:1-5]،

يتضح لنا من هذه الآيات ، مدى سموّ المكانة التي يتبوَّؤها العلماء، واقتران العلم بالإيمان.
ولذلك اهتمّ المسلمون بمصادر تحصيل العلم والتي تمحورت حول النص بشقيْه: الكتاب والسنة،

فقد تكاثرت الشواهد على اعتبار أحكام العقل والحس مصدرين للعلم مع إيضاح حدود كل منهما وضوابطه التي تكفل وصوله للنتائج الصحيحة. ومن الواضح أن الاسلام لم يعارض التجربة العملية كمصدر للعلم، لكنه قوّمها ولم يكتف بها.

وكذلك فإن الإسلام أعطَى العلوم غير الشرعية أهمية كالعلوم الشرعية،
فهي علومٌ البحثُ فيها فرض كفاية تقوم به الأمة،

وذلك نابع من أهمية إدراك الاسلام لتحقيق الاستخلاف في الأرض،
وبناءً على ذلك فإن العلم لدى العلماء المسلمين يعبِّر عن ....
ترابط بين علوم الحياة وعلوم الآخرة

فاديا 15-02-2007 10:23 AM

" العقلانية " :

يقصد بالعقلانية القدرة على استخدام العقل بصورة صحيحة وبإطار صحيح ، في فهم المجتمع وحل مشاكله ،
فالعقل الذي يعد قائد الانسان ، ومقرر نجاحه وفشله وارتقائه وتراجعه ،

الا ان الغرب ، اختطف هذا المصطلح ليأخذ منحى فلسفي يؤكد أن الحقيقة يمكن أن تكتشف بشكل أفضل باستخدام العقل و التحليل الواقعي – التجربة - و ليس بالإيمان و التعاليم الدينية، وهذا يعود الى فترة التحديث الاوروبية للخروج من عصور الظلام.

وصارت العلوم الطبيعية هي علوم سيطرة الإنسان على الكون والطبيعة، وهذا جوهر وغاية العقلانية المرتبطة أصلا بالعلمانية وهكذا بدأ الاهتمام من جانب تلك الحقول المعرفية لتقديم تعريفات دقيقة للمفاهيم، والسعي لتحويلها إلى مصطلحات بالغة الدقة، فظهرت قواميس المصطلحات الطنَّانة الرنَّانة


من دلالات مادة "عقل" في اللغة ، كما في لسان العرب: الجامع لأمره،
مأخوذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمه،
وقيل "العاقل" الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها،
أُخذ من قولهم قد اعتقل لسانه إذا حُبس ومنع الكلام.
والمعقول: ما تعقله بقلبك.
والعقل: التثبت في الأمور.
والعقل: القلب، والقلب العقل.
وسُمي العقل عقلا؛ لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك،
وبهذا يتميز الإنسان من سائر الحيوان، ويقال: لفلان قلب عقول، ولسان سئول، وقلب عقول: فهم. وعقل الشيء يعقله عقلا أي فهمه.

لقد عُنِيَت الشريعة الإسلامية بالعقل عناية لم تسبقها اليها شريعة أخرى.
فالعقل أساساً لفهم الدين ودلائله، والاعتبار به،

و الخطاب بالاسلام موجه إليه ، أو قائم به وعليه، من التفكر والتدبر والنظر في العالم،
وهي من أعظم وظائف العقل، ومداخل العقيدة والإيمان.

وما بين الدين والعقل علاقة ارتباط وثيقة العرى وهي علاقة وظيفية متبادلة تتعلق بدور العقل في فهم وتطبيق الدين الذي يوسع المدارك ومدارات لعقل ومصادر معرفته،

وإساءة فهم هذه العلاقة أو القصور في فهم أبعادها يولّد انحرافا في التفكير والاعتقاد والسلوك.
وهكذا كان مفهوم العلم في الاسلام الذي يفيد العناية بالعقل، مفهوم شامل يبتغي معرفة الله والتقرب إليه،

بما يحقق مهمة الخلافة في الأرض، وعمارة الكون والحياة،
سواء كانت هذه العلوم نابعة من القرآن الكريم والسنة ،
أو نابعة من علوم الكون الطبيعية.


فاديا 15-02-2007 10:24 AM

مصطلح الإسلام السياسي" :

دائما ما يطلق بوصفه شيء سيء وخاطىء،
فهو إسلام متطرف يجب الحذر من إنتشار أفكاره وأطروحاته!!
والهدف واضح وهو منع الحكم بالشريعة الإسلامية،

وتكفينا سيرة أشرف الخلق وخاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام التي تمثل الأسوة الحسنة والضوء الذي يستنير به كل من ينتمي لأمة الإسلام أفرادا وجماعات وأمم،
فقد حكم دولة الإسلام التي عمت أرجاء المعمورة،
و كان خلال فترة قيادته نعم القدوة لكل من أراد النجاح في الحكم والسياسة،

فكان الحاكم السياسي الخبير، والقائد العسكري المحنك، والمحلل الإقتصادي البارع،
يقود في السلم والحرب، ويوقع المعاهدات، ويقضي بين الناس،ويجتبي الأموال ويوزعها،
ومع أنه كان النبي المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى،

فقد ظل مستعينا بآراء ومشورة ذوي الخبرة والإختصاص من صحابته الكرام ،
تحت مظلة كتاب الله وسنة رسوله الكريم،

فعاشت الدولة الإسلامية في أوج مجدها وعزها،
وكانت نموذجا للدولة المثالية في نظامها الداخلي و سياستها الخارجية.
فالحديث عن شمولية الإسلام وعظمة التشريع فيه طويل،

فاديا 15-02-2007 10:26 AM

(الوسطية ) :

قال تعالى :

(وكذلك جعلناكم أمة وسطا) أي كما جعلنا القبلة وسطا, كذلك جعلناكم اءمة في حالة اعتدال , لا يشوبها افراط ولا تفريط في كل جوانب حياتها.

فأما في تناول الغرب لمفهوم (الوسطية)

تبدو رغبتهم واضحة في تمييع الدين وتغييب السنة عن المجتمع سلوكا ومظهرا
من خلال تفسيرهم لهذا المصطلح على غير حقيقته في القرآن الكريم
وتطبيقه العملي في واقع الأمة عبر فكر وسلوك نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
وصحابته الكرام ومن بعدهم أئمة وأعلام الإسلام عبر التاريخ،





وقس على ذلك مصطلحات غلافها الظاهري جميل !!
أما باطنها وما ترمي إليه فيهدف إلى تمييع الاسلام وتقليل اثره في النفوس .

مضاف إليها عدد من أطباق الحلوى المسماة بحقوق المرأة وحقوق الإنسان وحرية الفرد!!

وما تلبيسهم هذا وإنزالها على المعنى الذي يريدونه وما تهواه أنفسهم،
إلا في سبيل التمهيد والتخطيط لإرساء قواعد مذاهب فلسفية وفكرية وسياسية في المجتمع المسلم ،

فاديا 19-02-2007 01:01 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
الثقافة الإسلامية ....

هي الحصيلة العلمية الناتجة عن دراسة وفهم النصوص الشّرعية المتعلقة بالعقيدة والشّريعة والأخلاق الإسلامية من مصادر القرآن والسنة النبوية المطهرة.


الثقافة في اللغة:

يقال: ثقف فلان ثقفا: صار حاذقا فطنا،

وثقف العلم والصناعة: حَذَقهما،

وثقف الشيء: أدركه وفي التنزيل العزيز: ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم )

وثقف الشيء: أقام المعوج منه وسواه ،

ويقال: تثقّف على فلان، وتثقّف في مدرسة كذا بمعنى أخذ الثقافة عن فلان.


فمعنى الثقافة في اللغة تدور حول: الحذق والفطنة والإدراك والتحصيل وإقامة المعوج.



ان طلب العلم فريضة شرعية في كل الأوقات وفي كل الأحوال،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (طلب العلم فريضة على كل مسلم )

والإسلام يأبى على المسلم أن يكون كالببغاء أو كالوعاء الأجوف يوضع فيه كل شيء دون أن يعلم كل صغيرة وكبيرة عن أي شيء .

إن الاسلام دين مبني على الايمان و العلم والقناعة ، لا على الجهل والإكراه .

والتفقه في دين الله ، دليل الخيرية وفي الحديث: (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) صحيح البخاري

والتفقه بالدين ، مصحوب باستشعار الرقابة الإلهية التي تقتضي الالتزام بالعمل الصالح والقول النافع البعيد عن الإثم والمخالفة الشرعية .

قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق :18

وهذا العالم بأحكام دينه وصاحب البصيرة في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة
يحمل ثقافة عالية في هذا الجانب ، ويتيح الفرصة لدى الذين لا يملكون القدرة على التعلم والتفقه في استخلاص الثقافة الواعية والحاذقة والسليمة منه.

أن التخصص في علوم الدين ، يتيح المزيد من نهل الثقافة الإسلامية من معدنها ومصدرها الأصيل عن طريق التفرغ لذلك ،

ويكون هذا عن طريق القراءة الدائمة للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وكتب الدين بشكل عام، وكذلك حفظ الأحاديث الصحيحة وتعلمها ونقلها للناس،

لقول النبي: (نضّر الله امرءا سمع مقالتي فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع) رواه الترمذي،

ان الثقافة الاسلامية ، تواجه العديد من المشاكل المتمثلة في الثقافات البديلة المستوردة.

فالقانون المستورد ......

الذي يهيمن على بعض الدول الاسلامية ، هو بعيد عن روح الشريعة الاسلامية ،
ودراسة هذا القانون والعمل به ، يؤدي إلى اضمحلال الثقافة الإسلامية في هذا الجانب
ونمو الثقافة القانونية البديلة أو التي يراد لها فعلاً أن تكون البديلة .

إن غياب شمس الشريعة الاسلامية ، في هذا الجانب الهام من جوانب الحياة للافراد المسلمين
هو كفر وظلم وفسق.

قال تعالى:
( فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة : 44 .

وقال جلّ جلاله :
( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) المائدة : 45

وفي محكم التنزيل:
( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) المائدة : 47



ومن القانون الى التعليم........

الذي وكما هو واضح في كل المراحل ، في الكثير من الدول الاسلامية،
ينحو بخطوات ماكرة ومدروسة الهدف نحو النيل من الثقافة الإسلامية كثقافة مهيمنة عميقة.

فالمناهج في غالبيتها، يراد لها أن تكون مقطوعة العلاقة بالثقافة الإسلامية والصبغة الشرعية .

وفي هذا جناية على الإسلام ، الذي لا يفرّق بين مادة وأخرى فالشريعة الإسلامية يجب أن تكون واضحة الأثر في كل ما يشكّل عقلية وثقافة الجيل ، في مختلف العلوم ، فلا معنى لفصل الدين عنها.

وكيف لا..... وقد خلق الله الانسان و سخر له الكون وما فيه من نعم ،
فعلاقة الانسان مع الكون هي علاقة تفاهم انسجام ......لا علاقة عداء وتصادم وانفصال.



أما مشكلة الإعلام .....

فالاعلام في غالبيته بعيد عن روح الشريعة الإسلامية ،
ويؤدي دوراً تغريبياً مفسداً ومضاداً للشريعة الإسلامية في غالب الحالات .

والإعلام ينهج بخطوات حثيثة نهج الغرب،
أحياناً بدوافع خبيثة ومقصودة ، وأحياناً بهدف الربح المادي غير المنضبط بضوابط دينية أو أخلاقية.




والثقافة الاسلامية ....

ثقافة متوازنة وأصيلة وتنسجم مع الفطرة السليمة،،،

تواجه عداءا من هذه الثقافات البديلة التي تحاول تشويها بشكل متعمد ، سعيا الى ان تكون هي البديلة والمهيمنة

ونتائج ذلك على المجتمع المسلم ........................الذوبان وضياع الهوية الاسلامية



أما.......

كيف نستطيع أن نحافظ على الثقافة الإسلامية بصورتها المشرقة ،

فيكون ذلك من خلال قراءة القرآن وتفسيره ، وقراءة الاحاديث وكتب العلم الشرعي،

ومن خلال الاعتزاز بالشخصية الإسلامية المنتمية لدين الإسلام انتماءً مبنياً على العلم والوعي، لا على مجرد الوراثة لعادات وتقاليد الآباء والأجداد.

لان الضربة القاضية التي تقصم ظهر الأمة.......
تأتي من خلال اهتزاز ثقتها بنفسها......
من خلال شكها في قدراتها وبموروثاتها......

ويجب علينا ان نضع باعتبارنا .......
ان غياب القيم الاسلامية القائمة على الحق والعدل و الصبر والقوة والجهاد والنضال والبطولة تحت أية ذريعة كانت.....
سوف يطمس وجودنا بأكمله ويجعلنا...... قطعاناً من الغنم .



ورغم كل ذلك ....... فما زال بيننا والحمدلله ...
من له شغف بالتعمق في العلم والدين .....

وقد نجد هذا فقط لدى بعض الناس دون غيرهم ....

أما غيرهم.... فينطبق عليهم بيت الشعر :

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله***** وأخو الشقاوة بالجهالة ينعم!

نعم .... ذو العلم يسعى دوما الى مزيد ومزيد من العلم....

لأن من تعود البحث والتعلم ، لن يجد الراحة طالماً كان بعيداً عن هذا ...
فهو يجد متعة حقيقية تجتاح نفسه، وكأنها مكافأة ذاتية ،
عندما يلتقط المعلومة من العالمين بالدين، أو يفهم شيئاً من تفسير القرآن او الاحاديث النبوية. ....
وينتابه شعور عارم بالرضا والسعادة.

هذا هو نعيم العلم .......


فاديا 20-02-2007 12:25 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 
اشارت دراسات وابحاث 30 طبيبا امريكيا التي وصلت الى نتيجة مذهلة محيّرة....
الى ان اللحوم المذبوحة على الطريقة الاسلامية ( التسمية والتكبير )
هي لحوم معقمة خالية من الجراثيم والبكتيريا.
===============================

ثارت في عقلي هذه الاسئلة ... بينما كنت اقرأ هذه المعلومة :

لماذا نستشهد بدراسات العلماء والاطباء الاجانب ، عندما يتعلق الامر بواجباتنا وفروضنا الاسلامية؟؟؟

ثم ....
هل يمكن لنا ان نتصور ان هذه اللحوم اذا لم نتبع الطرق اللازمة في حفظها وتبريدها
لن تصيبها الجراثيم والبكتيريا .........................!!!!!


ثم انكشف السؤال الكبير التالي :

هل يجوز لنا التعلق كثيرا بالنتائج التي يحصل عليها العلماء من تعداد وتفصيل الفوائد المادية التي يحصل عليها المؤمن من القيام بالواجبات الإسلامية؟؟

موضوع جد هام......
وما يشير الى اهميته القصوى.... كثرة ما يُكتب هنا وهناك عن النتائج الدنيوية الجمة المترتبة عن العبادات والفروض الاسلامية

طبعا، معلوم أن كل ما جاء به الإسلام ،يعود بالخير على الإنسانية في الدنيا والآخرة
الاسلام في أساسه نظرة شمولية للكون، ولمكان الكائنات فيه،
ولمكان الإنسان منه،


والواجبات والفرائض التي فصلها دين الاسلام هي من المؤكد خير للانسان في دنياه وآخرته
اذ لا يمكن ان يتصور أي عقل ان هناك أي تشريع اسلامي من الممكن ان يضر الانسان في دنياه
فالإسلام منهج كامل يغطي حياة الإنسان من جميع جوانبها ليصل به إلى النجاح في الآخرة.

ولكن.....
إذا أمعنت هذه الدراسات العلمية في برهان الفوائد المادية ـ الدنيوية البحتة التي يجنيها المسلم من وراء النظم والشرائع وحتى العبادات الإسلامية.

ألا نخاف أن يفتح ذلك أبوابا عريضة ل ((المنهزمين الفكريين)) .....!!

والذين يهدفون من وراء ذلك: كسب ود الحضارة المادية من دون التنكر للدين. فهم يريدون أن يبقوا في صف أصدقاء الدين، من غير أن يفقدوا التوغل في الماديات ..

وينسى هؤلاء أن الحياة البشرية لها جانبان: دنيوي، وأخروي و أن للإنسان أيضاً جانبين: مادي وروحي

ولذلك فإن مجموعة كبيرة من واجبات الإسلام ذات أثر معنوي ـ أخروي بحت .. وأية محاولة لاكتشاف آثار مادية ـ دنيوية فيها فإنها محكومة بالخطأ، لان الإسلام حضارة فكرية متكاملة
لا .. ولن يتغير حسب تغير الأهواء ،
ولان الأحكام الدنيوية تتغير مهما كانت مصداقيتها..
أما الإسلام فهو ثابت على طول الأزمان.


وهؤلاء يغفلون عن اعتقاد الإسلام القاطع في وجود جانب آخر غير مرئي للحياة البشرية، وهو الجانب المعنوي الخاص بالآخرة، والذي على أساسه نحن نرفض أية إيديولوجية لا تؤمن بالغيب وتقتصر نظرتها على حياة الإنسان في الدنيا ..

فقد فرض هؤلاء على العبادات ((مصلحة مادية بحتة)) مغلفة بغلاف عبادي.

إن فهمنا الإسلام، لا يكون عن طريق فرض الفكر المادي عليه،
وإنما عن طريق فهم الحياة بما فيها من زاويته الخاصة.


إن أصحاب هذا ((الفرض المادي البحت على العبادات والشرائع الإسلامية)) وجدوا كثيرا ممن يستمع إليهم بل ويطور في معتقداتهم من أبناء الجيل المعاصر :

- فما دام الوضوء مجرد ((نظافة)) قالوا: إننا نستعمل الصابون، والبودرة والشامبو كل صباح!

- وإذا كانت الصلاة ((رياضة بدنية))، فإن ما لا شك فيه أن أنواعاً أخرى من الرياضة قد عرفها الإنسان، وبدأ يجني منها نتائج إيجابية ومثمرة ومفيدة ـ من الناحية المادية، مثل: الرياضة السويدية، والرياضة اليابانية، والرياضة الصينية!

- وما دام الصوم ((رجيم)) صحي! فهناك الكثير من برامج التغذية الصحية الناجعة والتي توازن بين احتياجات الجسم لعناصر الغذاء!



و................................................. .....




هؤلاء....اصحاب الفكر المادي البحت.... في حقيقتهم... اتباع ذاك المسخ البشع الذي يسمى بالعلمانية و الذي ولد من ام اسمها اليهودية .. واب اسمه الشيطان.. وارضع هذا المسخ العجيب من طفولته كره الاديان السماوية ...وفي مقدمتها الاسلام.. وحارب الاسلام بمعاول هؤلاء اللقطاء الذين خدعهم ببريق العلم الحضارة والرقي والتطور .


ان الدين اصلا يخاطب العقل في الانسان...
وعقلنا المسلم.... ينبغي الاّ يأخذ بأي معلومة دون ان يوازنها على ميزان العقل والدين
فلا ننجرف وراء الاحصائيات التي لا نعلم مصدرها وهدفها ،
وتحمل في طابعها الخارجي ( تحية الى الدين الاسلامي )
اما من جوهرها .....
فقد تكون في اغلب الاحيان وسائل ماكرة للحط من عقلية وفكر المسلم ...
وتصويره بصورة العقل الخاوي الذي ينجذب الى اي نوع من الخرافات والخزعبلات العلمية التي ليس لها اساس.


إن انحسار الإيمان والحكمة والعلم من عقول بعض الناس ترك فراغاً متعطشاً فاستغله أصحاب الايدولوجيا العجيبة والغريبة من مروّجي نتائج وابحاث الاطباء الاجانب....


و الاسلام غير مضطر الى اقتراض واستيراد المعرفة والعلوم والحضارة والنظم والخطط والقوانين، لان رصيده غني في ذلك... على الدول الاسلامية فقط ان تراجع رصيدها الروحي وتراثها الفكري قبل ان تلجأ الى الاقتراض.


وادخاراتنا الثقافية الاسلامية قائمة وأبدية، ذلك لأنها تقوم على جذور عميقة من التوحيد والإيمان بالغيب وترابط الدنيا بالآخرة، والعقل بالقلب، والمادة بالروح، والعلم بالدين.

فاديا 21-02-2007 10:43 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 

لماذا يكثر في عصور الهزيمة العربية دائما ،
التغني بأمجاد يا عرب أمجاد ؟
أهي حقن المورفين لكي يبقى الشعب مخدرا خاضعا ذليلا ؟


ومن أين يظهر هؤلاء المؤلفون ؟
أهم على علم مسبقا بما سيلحق بنا من هزيمة ؟؟،
فيرتبون مقاطع ألاغاني ويختارون نغمتها ولا يبقى إلا إذاعتها صبيحة يوم الهزيمة ؟؟؟؟؟؟


ثم سرعان ما يتخدّرون عن آلامهم وسخطهم واستنكارهم.... بنوع آخر من الحقن،
فها هي نانسي عجرم تشدو بصوتها الجميل ، في احد المهرجانات ...
وتحطم كل شعور بالألم الديني أو الوطني او الهزيمة الوطنية
وها هي نجوى كرم تطرب السامعين بأغنية الشاب الاسمر ....
الذي سّدد سهما موفقا اصاب قلبها في الحال!!
بدل ان يسدد قنبلة الى الاعداء
و
و

وغير ذلك من الحقن التي أدمنّا عليها
بعد كل مسلسل وطني كئيب....

فما ان بدأت الستائر تُسدل على المسلسل العراقي .....
الذي أصاب مشاهديه ( بالملل والنعاس) في ( حلقاته ) الأخيرة،

حتى أطل ( المسلسل اللبناني ) برأسه
ليحرّك النائمين....... ( ناموا ولا تستيقظوا )
بل استيقظوا.... وانزعوا عنكم غمامات الحزن السوداء.....
فلا زال ( سوق الحقن ) مكتظا بالبضاعة...ومكتظا بالزبائن






متى نتخلص من غمامات الجهل السوداء....

متى نتخلص من كوننا.... منتجات أخبار مصنوعة
لا ندري حتى من صنعها لنا ولماذا ؟!

في ايامنا هذه ......... اختلط الحق بالباطل ، وكثر اللبس ،
واهتزت الثوابت لدى كثير من المسلمين ،
وأصبح المسلم في حيرة من أمره ،
وبخاصة بعد أن تولت كثير من وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة وزر هذا التخبط ،
وتكلم في هذه المسائل أناس ليس لهم من العلم الشرعي نصيب ،
فانطلقوا يرجفون في الأمة ، ويشككونها في دينها وعقيدتها ،
ويظاهرون عليها أعداءها ، كما فعله أسلافهم من المنافقين من قبل.


الى متى سنظل مغفّلين...أو مُستَغفلين.......لا فرق

مخدوعة مشاعرنا
مخدوعة آذاننا
مستباحة حناجرنا

لمن ننهتف ونصفق ؟؟؟؟

لأصحاب المبادئ؟؟؟؟؟؟؟
علما ... بأن ( الدراسات ) اثبتت انه ....
إن كان أكثرهم اصحاب مبادئ نظيفة ... فهذا لأنهم يغيّرونها باستمرار !!!


حذار ثم حذار.......فليس كل ما يلمع ذهبا....

وتعلموا.....أن رموز الشر والإرهاب في العالم والتي نمطرها بسخطنا واستنكارنا......
لا يعنى بالضرورة ...
وجود رموز الخير والصلاح على الكفة الأخرى فنمطرها بوابل التصفيق والهتاف.....


فالآن..... أصبحت اعلم ، أننا كشعب ضحية ....
يجب أن ننزع عنا كل خجل قد يندى له الجبين لنكشف عن واقعنا المؤلم...


ففي مقولة قديمة.....

إذ قالت الرذيلة... ألبسوني ملابس الفضيلة
وقال الكذب... غطوني برداء الصدق
وقال الشر...ارموا علي أغطية الخير
عندها هب الحق واقفا وقال...اتركوني عاريا...فأنا لا اخجل..!!!!!!!!


فلا يجب ان يعترينا الخجل ابدا من مواجهة واقعنا المؤلم
ومن مواجهة تاريخنا المُخزي

وهل بقي ان نخجل ؟؟؟


في الوقت الذي يُشتم فيه رسولنا الكريم............... ويستهزئ به وبرسالته.... ،
بينما يلجأ شياطين الانس الى دفن وجوههم بالوحل والطين ،
تهيبا وخجلا من وقاحة وصفاقة وجرأة الكافرين ...........
محاولين اخفاء عقلياتهم المهترئة ، والتي اصبحت مستودعات للزيف والنفاق .......


ولا أرى أي أثر لهذا الشتم لأشرف خلق الله ، والاستهزاء برسالته..........
الا فقاعات صابون هنا وهناك تفقأها عبارة "حرية التعبير!



هل بقي ان نخجل ؟؟؟


فالنسب الدقيقة ... يحدّدها اعداؤنا مسبقا ،
من مستقبلنا وعدد أطفالنا ودمنا وارضنا ومشاعرنا و جروحنا وآلامنا وآهاتنا......
ويقبض الثمن.... ،


من هم أعداؤنا !!!!!؟

بل كلهم اعدائي....

لا فرق...

ومن ليس معي....فهو ضدّي وعدوّي...





إن المعركة في حقيقتها......... معركة كبيرة حامية بين الحق والباطل ،
بين الإسلام والكفر ،
بين الخير والشر ،

والحق لا يخشى ولا يهاب ،

فإذا خفنا وخشينا لومة لائم.... انطبق علينا قوله تعالى :

(.....يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة:52)


اما الساكت عن الحق ، فاسمع وتمعن في قوله تعالى اشارة له :
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب) الانفال :25



ان مسؤوليتنا ناحية الاجيال القادمة تتطلب منا ان نعطيهم الحقيقة.....بعيدا عن الشعارات والهتافات،
حتى ولو كانت....مخزية.....!

لان الجيل القادم او من بعده.... سيتمكن من الاخذ بدعائم الحقيقة كأساسات صحيحة، حقيقية للبناء

فخلف الزهور....... براعم يوما سوف تثور......
وعميقا في التراب ...تكمن البذور

ومن يدري... فقد يستطيع تعديل وجهة التاريخ الاسلامي ،
ويحمل راية الاسلام عاليا.... ولن يخاف في الحق لومة لائم.....

فبحكم التاريخ الاسلامي العريق.....
العرب هم المسؤلون عن حمل راية الاسلام والجهاد بها..
باسم كل المسلمين في كافة بقاع هذا الكون....


والتاريخ العربي المسلم .....
جزء من التاريخ الاسلامي العريق...
وحلقاته لا تتجزأ عن سلسلته...
ولا يمكن فصلها..


شئنا أم أبينا....

فاديا 24-02-2007 11:08 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 

البذرة ........ تُلقى في الارض.....

فلا يبخل عليها المطر...... ولا تبخل عليها الشمس .....

واذا لقيت ريا وحرثا جيدا........ تعطي ثمارها...


في الوقت المحدد..... وبهوادة ، ودون انفعالات ، ولا مفاجآت.......

و بذور الفضيلة التي تُلقى في النفس...

تتزود بنور الايمان....... وترتوي من منبعه........ وتعطي ثمارها :

اشراق في النفوس .........................وتوجه الى النور ....

توجه الى الله سبحانه وتعالى صاحب الفضل...

إن الاسلام بمبادئه و شرائعه قد هذب النفس وطهرها ،

فكانت فضائل هذه المبادئ والشرائع هي بذور غرست فانبتت ،

وأثرت في الغذاء الروحي للانسان تأثيراً عميقاً .......

و الفضيلة في نفس المؤمن...

صفة ثابتة تلازم صاحبها في جميع المواقف فلا تتلون بالمصالح....

عطاء من ذات النفس المفعمة بالاشراق،

الذي يجده المؤمن أينما يجول في رحاب وثنايا نفسه....

كما تصل أشعة الشمس.. الى القصور والجحور...

أما الفضيلة في غير المؤمن..........فهي فطانة وذكاء وتعامل ،

كما في المتاجر الناجحة، وشركات التأمين.




واليوم.....



بدأنا نرى...بذور غريبة عنا...

نقلت الينا...... وأقبلنا عليها بكل شوق ولهفة،

بذور الفتنة .....

اتجاهات ثقافات تنسف الفضيلة ، والقيم الأخلاقية ،

وتعتبرها قديمة بالية ،فيها مسحة تخلف وجاهلية ورجعية ،

وتحكم على صاحب هذه الفضيلة.... بأنه شخص متشدد ومتحجر.. لا يمكن التفاهم معه.



وما هي ثمار هذه البذور...... الا الرذيلة والفساد............. ؟؟


دعوات محمومة ....


تشد فتيان الأمة وفتياتها إلى مستنقعات الغرب الآسنة............... باسم التحرر والتحضر!!

عبارات وصور كاذبة....

تزيّن لهم الوقوع في الفواحش بكل ألوان الزينة المخادعة........ باسم التجدد والعصرية !!

أقلام ملوثة ...

ما فتئت تشيع الفاحشة، وتنادي أبناءنا وبناتنا للوقوع في حمأة الرذيلة........

باسم الرقي والتقدم..!!

أصوات كالحة العبوس ...

تتشدق بالدعوة إلى نزع الفضيلة...... باسم الحرية والتمدن..!!

فالجرأة على الحياء والعفة................ أصبحت تطورا!!

وعدم الالتزام بأية فضيلة...................أصبح إبداعا !!


قال تعالى :
{ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة } [النور:19]


إن الفضيلة لا يعدلها شيء...........

ولا طريق لها إلا الالتزام الجاد بهدي الكتاب والسنة،

و السلامة من مرض ( الرذيلة )... لا تكون إلا بالعودة الصادقة إلى حياض الفضيلة،

وتربية النفس على العفة والحياء، ومراقبة الله تعالى سراً وجهراً.....

والثبات على هذا الالتزام.........شيء صعب لا يصله إلا من أتى الله بقلب سليم.

وفي البعد عن هذا الالتزام....... كل رذيلة وانحطاط.

فأصبح الناس يضيقون ببعض............... حتى بأنفسهم ،

فالانسان اليوم ........إنما يشعر بقلق روحي واجتماعي لا حد له.

وازدادت القوة العلمية على استنباط وسائل القوة والتدمير ...

فأصبح القتال بأنياب ذرية ومخالب الكترونية !!

و مع تدهور الاخلاق، ونقص الخير في النفوس....

انتشرت ظلمات الاستبداد ، وآفات الظلم ، وامراض الاخلاق.....

وعاد الانسان .... فريسة للجهل والضياع ،

فلا يتمتع بلذة المعرفة، وإدراك الحقائق،

ولا يسمو عقله.....ولا تفكيره

إلاّ إلى ما بين يديه .......

كأنه واحد من هذه الحيوانات التي تعج بها الأرض ..

فليس للأخلاق موازين ........ولا للفضائل مقاييس،

ولا للشرف قيمة........... ولا للحياة مبادئ.



الا نتذكر قصص من سبقونا في الحياة على هذه الارض وعاثوا فيها ظلما و فسادا.....؟؟!!!



ان المؤمن الفطن اللبيب .....

هو من يعرف كيف يقرأ التاريخ...


وكيف يفقه الحكم الخافية والعبر المستترة، وراء الحوادث اليومية .....
التي تبدو من السطح وكأنها تداعي مصادفات،

يفسّرونها...... بالصدف الغريبة....!!

وقد فاتتهم العبرة ...

ونسوا التاريخ...

ونسوا سنة الله في الارض...


« وإن يعودوا فقد مضت سنَّة الأولين » الأنفال : 38
« لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورنك فيها إلا قليلاً*
ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا*
سنَّة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنَّة الله تبديلا »
الأحزاب: 60-62.

فاديا 28-02-2007 09:23 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 

شئنا ام ابينا ..............

هذه الظاهرة موجودة في معظم بيوتنا العربية اكثر من أي بيت آخر، وفي تزايد مستمر ، لاسباب قد تكون ضرورية ، وقد تكون كمالية ، وهذا ليس موضوع الحديث ، لان ما نراه ضروريا ، قد يراه البعض كماليا ، وما نراه كماليا ، قد يراه الاخرون ضروريا.

وقد فرضت هذه الظاهرة نفسها موضوعا للنقاش ، رغم الكثير من الاراء المتضاربة حولها.... وانتشار الكثير من القصص والجرائم (سرقة ، قتل ، سحر، تدني مستوى الاخلاق........،......)

ولشدة انتشار معاناة ربات البيوت من الخادمات ، ولكثرة ما كتب حول هذه المعاناة حتى اصبحت الصورة واضحة في اذهاننا عن خطر استخدام الخادمة ، فقد فضلت ان اكتب عن الوجه الاخر للعملة ......... عن معاناة الخادمة نفسها مع ربات البيوت.

واحببت الاشارة ايضا ... الى ان هذه الجرائم لا تتميز بها معظم الخادمات فقط ... بل والكثير من الناس ايضا، لان اسباب الجريمة هي الميل الكبير لعمل الشر ،وخرق القوانين ، ومرتبط ذلك بالبيئة واسلوب التربية والوازع الديني.

واذا كانت اسباب القيام بهذه الجرائم قد تكون مفهومة عند (الخادمات)، الا انها حقا غير مفهومة لدى معظم المجرمين .!

كثير من الامهات العاملات (او غير العاملات) يحتجن الى مدبرة منزل ، كما تصر جمعية الرفق..................................بالانسان !! تسمية العاملات في البيوت.

هذه الخادمة التي تعمل في كثير من المنازل العربية والتي قليل ان نسمع من احد رضاه الكامل عن اسلوب عملها وكثيرا ما نسمع من الشكوى عن مستوى ادائها وعملها...... فهي دوما محور الحديث الناقد في جلساتنا....

وعلى الرغم من كل ما سمعته واسمعه حول الخادمات ، احببت ان انقل حالة واقعية مظلومة ....
لمعرفتي ان بعض الناس يخطئون في فهم معاني المساواة التي نبه اليها ديننا الحنيف.
ومعاني الرحمة والشفقة التي اوصانا بها الرسول الكريم.

صغت معاناتها بإحساسي.... رغم معرفتي بتأثري الدائم بنظريتي الازلية في الحياة ...
وهي ان داخل كل دائرة مهما اشتد سوادها ... هناك دائما نقطة بيضاء مهما كانت صغيرة.
وقد يكون السبب وراء ذلك ....... هو سعيي الدائم للبحث عن ..........الوجه الاخر للحقيقة.
او قد يكون ............ ميلي الفطري الى التفكير العميق ، والحزن الدائم.

ولان صاحبة القصة اصلا ، لا تعلم بأنها مظلومة...! فهي ليست صاحبة الشكوى .
ولشد ما يثير شفقتي ومشاعري ، مظلوم لا يعي ظلم الناس له....!

وهكذا................ تخيلت نفسي مكان صاحبة المعاناة .....
...................................
...................................
...................................
...................................
...................................


...............الشغل مش عيب.............

هذا ما نتحدث به نحن العصريون حين ندخل في حوار ترف ثقافي ..... ونحن جالسون على مقاعدنا الفاخرة .........!


سيدة تنتظرني في مكان معين ومعها صورة لي............. ليسهل التعرف على شكلي!

اسمي..........؟؟

ليس له اهمية...فهذه السيدة ستختار لي الاسم الذي يروق لها...

فأسخف ما احمله حاليا هو اسمي ومشاعري ..............!!

تدعوني لامشي ورائها لندخل السيارة خاصتها.......

الملم اغراضي وحقائبي التي تحمل بعض اوراق الذكريات التي احنو عليها و ارعى تشردها..وبعض الصور لافراد عائلتي....حين يستبد بي الشوق اليهم ، لاجلس في عتمة الليل احاول ان اتفقد ملامحهم خوفا من نسيانها في خضم هذه الحياة الجديدة الغريبة ، من يدري، فقد لا استطيع سماع صوت احدهم طيلة فترة التزامي بالخدمة .
شعرت انني اسمع السيارة تنوح........وهي تلملم اشلائي الحزينة...!!

مشاعر كثيرة تتضارب في ذهني عن وضع اولادي المساكين الذين تركتهم برفقة امي العجوز المتهالكة ....!!


تواصل السيدة الطريق دون ان تلتفت الي بكلمة واحدة ...
ادخل البيت ورائها بخطوات متعثرة ....


اسمع صوتا من بعيد...... هل احضرتها ؟؟؟

وابدأ بمحاولة تصور حجم العمل المطلوب مني حسب مساحة هذا البيت....!!

لم اسمع من احد كلمة......اهلا وسهلا.........
الكل يحاول فحصي كأنني كائن غريب قدم لتوه من المريخ،
وسوف يعود اليه فور انتهاء مهمته!!

ترمي الي ببعض ثيابها القديمة ... وتفرض على الاستحمام لانظف نفسي مما قد احمله الى هذه البيئة البورجوازية من ......(مذكرات جرثومية) قد تكون لا تزال عالقة بي من بيتي الاصلي ............!

وتنبه علي بشكل خاص غسل شعري بالكاز....! خوفا من المخلوقات الغريبة التي من المحتمل جدا ان احملها من بيئتي الفقيرة بأمان بين خصلات شعري لتستقر نهائيا في هذا القصر الجميل..............!

سيدتي :

ورغم كل الكلام الذي نتفوه به لسد فراغات ثقافتنا الدينية و الفكرية عن مفاهيم........
المساواة بين البشر

واذا كان العمل (مهما كان نوعه ) هو شيء مشرف.......
حسب ما نقول في حواراتنا الفارغة.. وليس هناك فروقا فعلا بين البشر كما ندعي بأفواهنا ....

فيا ترى .........................؟؟
ما هو موقفك اذا ذهبت لاجراء مقابلة عمل ... وطلبت اليك ادارة العمل ......
غسل شعرك بالكاز قبل البدء بممارسة الوظيفة ؟؟؟؟؟؟

ثم تبدأ بشرح برنامج عملي ..........

الاستيقاظ في الساعة الخامسة صباحا لتحضير الاولاد للذهاب الى المدرسة .... هؤلاء الاولاد المشاكسون،.... والذين هم من عمر ابنائي ، ويتطاولون علي بالشتم والسب ، اذا لم ارد على نداءاتهم فورا ، ثم اغرق في الاعمال اليومية حتى الساعة الواحدة والنصف ليلا

وهذا ليس كل ما يجب ان اتحمله في هذا البيت الغريب ..........
هناك ذلك الاب الذي لا تنتهي طلباته.............
وسيدتي نفسها..... والتي تدعي انها لا وقت لديها بسبب انشغالها بالعمل .....!!
هذا العمل الذي تذهب اليه وقتما تشاء وتعود منه وقتما تشاء.........!!
ترى كيف كانت حياتهم قبل ان احضر اليهم ؟؟

هل كانت هذه السيدة (الارستقراطية) تلبي كل طلباتهم ....اذا كان هذا الحال؟ فكيف كانت توفر الوقت اللازم للجلوس هذه الساعات الطويلة على الهاتف ؟ او لامضاء هذا الوقت الطويل خارج المنزل ؟؟

واذا كانت بهذه النظافة الفائقة والتي تفرضها علي في شؤون المنزل ... فلماذا ارى بيوت العنكبوت في زوايا الجدران .... وبقايا حلويات الاطفال مدسوسة داخل زوايا التدفأة المركزية!
هذا هو برنامجي اليومي ....... يا من تكيلون لي الذم وعدم الرضا على عملي...!!

كل ما اطلبه............... الانسانية في التعامل معي ... واعطائي الحد الادنى من درجات الاحترام ........وما اطلبه ليس مستحيلا ولا مكلفا

مراعاة انني انسانة اولا .. وام ثانيا

اليس من حقي ان اتذكر امي واولادي ...... والذين تبعدني عنهم مسافات طوال ...

الا تعلمون ما ينتاب الانسان من مشاعر عندما يتذكر اهله وذويه والذين ليس من وسيلة للتواصل معهم الا رسائل قليلة جدا بين حين واخر ؟؟
ثم...........................

الست امرأة من لحم ودم.... لي مشاعر كالآخرين ....؟؟ افرح ان وجه احدهم لي المديح واحزن ان كال لي التوبيخ والشتائم ؟؟

فاديا 28-02-2007 10:14 AM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 


تسير الحضارة اليوم وتتأرجح في اتجاهين، بين الافراط والتفريط...

الاتجاه الاول ........... هو سير الحضارة في الجانب المادي فحسب والذي يتجلى في الصناعات وثورة الاكتشافات والمؤسسات العمرانية والاجتماعية...

اما الاتجاه الثاني ........فهو الاتجاه الذي ينظر الى الحضارة من جانبها الداخلي ... وهو الاتجاه الروحي.

فإذا ساد الاتجاه الاول المادي ، فإن المدنية لا تنمو الا في الالات والمباني ، وفي الترف والبذخ، ولا ينمو معها سوى زيادة الحروب ، وحدة الصراع ، وانتشار المباءات الخلقية ،

فينضب في قلوب الناس معين الحياة الطيبة المتعاطفة المتراحمة ، وتتفكك روابط الاسرة ، وتنتشر الفردية والانانية، وتختلط الانساب ،

وبالتالي فإن المادة تصير غاية الحياة ، يعبدها الناس ويقدسونها ، ويتصارعون في سبيل الحصول عليها.

اما اذا ساد الاتجاه الروحي ، الذي يهمل الحس والجسم وينبذ الحياة ، فإن الحضارة ولا شك تذوي ، ويقف نمو الانسان الفكري والمادي ، وتتحول حياة الانسانية الى خواء وخراب،

ولا تلبث الضرورات الحيوية في جسم الانسان ان تثور ، فتنقلب الى رد فعل عنيف يقضي على هذه السلبية العقيمة.

اما الاتجاه الوسط كما هو في الاسلام ،

دين الوسطية والاعتدال والتوازن ، فهو الذي لا يسرف في المادة كعامل حضاري ،

ولا يفرط في الروح كعامل حضاري ، وهو الوسط الملائم للفطرة ،

فلقد خلق الله الإنسان من قبضة طين ، في فطرته نوازع الشهوة التي تصله بالمادة ، ومن نفخة روح ، في فطرته أيضا أشواقه الروحية التي تصله بالله تعالى .

ولكن الإنسان لا يستطيع أن ينمو بروحه ويهمل ضروراته ،

او يجري وراء ضروراته ويهمل روحه،

هذه هي النظرة الضيقة التي ينظر بها العقل الى هذه المسألة الخطيرة،

اما افراط .................................................. .............. او تفريط.

ولهذا لم يستطع ان يتصورها الا على صورة الصراع ،

صراع بين الناس في المادية ....

وصراع بين الروح والجسد

أما الصورة الحقة فهي صورة الوسط الذي يؤدي الى التعاون والتكافل والوحدة ،

لهذا نهى الاسلام عن اهمال الدنيا ومطالب الجسد ،،،
واعتبر العمل في الدنيا والجهاد في سبيل الله ، هو المطلوب من الانسان كوحدة واحدة من روح وجسد

نعم ،

وان حضارة الاسلام ، قائمة على تحريم الافراط في حب المادة ، حبا يعلق الانسان ويشغله ويصده عن عباداته ، قال عز وجل : ( كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة ) .

لقد أمر الاسلام بالوسط..... ،

فلا افراط في اهمال الدنيا ، ولا تفريط في الروح ........

ولا افراط في حب الدنيا ، ولا تفريط فيها .........

لانهم مأمورون بعمارتها ، وهو قول الله تعالى : ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ) .

هذه هي صورة الامة المسلمة.............

وهذه هي حقيقة حضارة الاسلام .........

منذ تاريخ سلفنا الصالح ، الذين كانوا عبادا في المساجد خاشعين ،،

وبناة للحضارة مجدين ..........

جامعين الروح والمادة في إطار واحد من تعاليم الله تعالى ...

في خلافتهم عنه عز وجل في هذه الارض.........

فسادوها ، ونشروا الخير والسعادة و السكينة ، والطمأنينة والسلام في ربوعها.

من هذه الزاوية كان مفهوم الزهد في الاسلام .....

ليس بتحريم الحلال..............

ولا اضاعة المال..................

ولكن ............ان تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك ..

وهو تعبير عن قوله سبحانه وتعالى : ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ، ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ) .

فاديا 28-02-2007 07:16 PM

روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "
 

العادة ....

هي أن تعتاد على شيء ....... ويعني أن تألفه،

فإذا اعتدت على طعام معيّن، أو لباس معيّن ، أو سلوك معيّن ، فإنّك تألفه للدرجة التي يصعب أن تُقلع أو تتخلّى عنه .

وللعادة محاسنها ، ولها مساوئها .

وهناك عادات سيِّئة لا يقبلها الدين ولا الذوق العام ولا العرف السائد ، وإنّما تنشأ من الاعتياد على القبيح والضارّ والمسيء والمخدش للحياء والعقل والدين .

وهذا يعني أ نّنا قد نتصرّف أحياناً بوحي العادة تصرّفات غير مدروسة ، ولو تأمّـلنا فيها ، في مضارها ونتائجها ، فلربّما أعدنا النظر فيما اعتدنا عليه .

لذلك فإنّ الشاعر الذي يقول: «لكلّ إمرئ من دهره ما تعوّدا» ينظر إلى تمكّن العادة من النفس وتحكّمها فيها .

أنّ اعتياد أي عادة سيِّئة لا يقبلها الدين ولا العقل ولا الحياء يورث الشقاء والمتاعب .


ومنطق العادة و التقليد الاعمى ، هو منطق قديم اتبعه المشركون في تحريم ما احل اللّه ، وتحليل ما حرم الله ، و عبادة الاوثان .

قال تعالى :

(واذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل اللّه قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا).

ويـديـن الـقـرآن هذا المنطق الخرافي ، القائم على اساس التقليد الاعمى لعادات الاباء والاجداد، فيقول : (أو لوكان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ).

اي ان اتـبـاع الابـاء صـحـيح لو انهم كانوا على طريق العقل والهداية ، اما اذا كانوا لا يعقلون ولا يهتدون ، فما اتباعهم الا تركيز للجهل والضلال .

الانـسان الجاهل لا يستند الى قاعدة ايمانية يحس معها بوجوده وبشخصيته وباصالته، لذلك يستند الـى مـفـاخـر الابـاء وعاداتهم وتقاليدهم , ليصطنع له شخصية كاذبة واصالة موهومة . وهذه عادة الجاهليين قديما وحديثا في تعصبهم القومي وخاصة في ما يتعلق باسلافهم .

ادان القرآن المنطق الرجعي القائم على تقديس ما عليه الاباء والاجداد، لانه ينفي العقل الانساني ، ويرفض تطور التجارب البشرية ، ويصادر الموضوعية في معالجة القضايا .

هـذا الـمـنطق الجاهلي يسود اليوم - ومع الاسف - في بقاع مختلفة من عالمنا، ويظهر هنا وهناك بشكل صنم يوحي بعادات وتقاليد خرافية مطروحة باسم آثار الاباء ومؤامرة باسم الحفاظ على الماثر ، مشكلا بذلك اهم عامل لانتقال الخرافات من جيل الى جيل آخر.

لا مـانـع طـبعا من تحليل عادات الاباء وتقاليدهم ، فما انسجم منها مع العقل والمنطق حفظ، وما كان وهـمـا وخـرافـة لـفـظ استبعد .

والمقدار المنسجم مع الدين و العقل والمنطق من العادات والتقاليد يستحق الحفظ والـصيانة،
اما الاستسلام التام الاعمى لتلك العادات والتقاليد فليس الا....... الرجعية والحماقة .

وهذا اللون من التقليد الاعمى... هو السبب في تخلف البشرية لانه تقليد الجاهل للجاهل .

قال تعالى :

(ومثل الذين كفروا كـمـثـل الـذي ينعق بما يسمع الا دعاء ونداء).

(صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) .

فهم يتمسكون بالتقاليد الخاطئة لابائهم ، ويعرضون عن كل دعوة بناءة .

لقد انتشرت هذه الحمى بشكل مذهل اليوم ، يكاد يحصد القيم والمبادئ ،

فهو ألفة لما اعتاد عليه الآخرون ، ومجاراة لعاداتهم وتقاليدهم حتّى ولو كانت مرفوضة دينيا وخلقيا ، فالتقليد مأخوذ من عقد القلادة ، فكما تطوّق القلادة الجيد ، تطوّق العادة والتقليد النفس فتأسرها،

فإذا نظرت إلى المقلّد ، رأيته لا يعمل بموجب وعي ومعرفة وعلم ويقين ومنطق عقلي ، فلقد رأى الناس هكذا يفعلون ،

وهذه هي حجّته الوحيدة في الدفاع عن نفسه ، فهو في ذلك يشبه الببغاء التي تحكي وتردِّد ما تُلقّن به .

لابدّ من الفحص والتدقيق وعدم الاعتماد على ما قاله الآخرون في هذه المسألة أو تلك ،

فالإسلام يطالب أتباعه بالخروج من أجواء الألفة لما كان عليه الآباء والأجداد ، والاعتياد والتقليد، إلى أجواء البحث والتفكير والتأمّل ،

ذلك أنّ الأجواء الأولى هي أجواء تدعو إلى الخمول والخدر والتبعية السلبية والضلال والتخلّف ، أمّا الأجواء الثانية فهي أجواء تدعو إلى التفكّر والغوص إلى العمق واستجلاء الأبعاد.

ولذلك ترى أنّ بعض المنغمسين في الشهوات ، لا يقدرون على اكتساب الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ، بعكس الذين يتحكّمون بشهواتهم ويكبحون جماحها ، لان الجزء الاول قد تحكمت به العادة والتقليد واستعبدته

ولو تأمّلنا في عباداتنا لرأيناها وسائل جادّة ومؤثرة في كسر طوق العادة ، فالصلاة كسر لعادة الغفلة ، والصوم كسر لعادة الشهوة ، والزكاة كسر لعادة الحرص ، والزُّهد والجهاد كسر لحالة التعلّق بالدنيا .

و العادة ليست قدراً .. جرّب أن لا تنام الظهر حتّى لو اعتدت على ذلك من قبل ، فستتمكّن بعد ذلك ، أنت تعاني في البداية من صعوبة قابلة للتحمّل . وجرّب مثلا ، أن تمتنع عن أطعمة وأشربة معيّنة كالشاي أو القهوة أو المشروبات الغازية، وستجد أنّ بإمكانك أن تفعل ذلك. فأنت أقوى من عادتك .. أنت صنعتها وأنت الذي يمكنك أن تتخلّى عنها ، فإذا أرخيت لها الزمام أحالتك إلى عبد أسير .

إنّ النفس كثيرة الشبه بالطفل، فالطفل إن تتركه يعتاد اللامسؤولية فإنّه يشبّ عليها ، وإن تحمله يتحمل.

اننا بكسر العادات الضارة والابتعاد عن التقليد الاعمى ، واجتناب الوقوع تحت تأثيرها ... نبدأ بصناعة النفوس المقاومة الكبيرة .

وإذا كانت النفوسُ كباراً***تعبت في مرادها الأجسامُ


وإن ما نراه ونسمعه هذه الايام لا يدعو الى الطمأنينة،،،،

فالناس يتعلمون السلوك السيء بالطريقة ذاتها التي يتعلمون بها أي نمط آخر من أنماط السلوك الاجتماعي.

كما أن معظم سلوك الإنسان يتم اكتسابه عن طريق القدوة ، ومن خلال العادة والتقليد والمحاكاة،

ورغم أن بعض من الآباء ينظرون للسلوك السيء على اعتباره سلوكا منبوذا ، إلا أن آخرين غيرهم يعتبرونه جزءا ضروريا من الحياة ونمطاً سلوكيا يجب أن يتعلمه الأبناء، وخاصة الذكور ، كالعنف والشراسة والفظاظة.

فالعائلة هي التي تتولى تربية النشىء، بخاصة في السنوات الأولى من عمر الوليد. كما أن الوالدين هما مصدر عملية التنشئة الاجتماعية، إيجاباً أو سلباً، ومن هنا نشير الى ضرورة عدم تهميش دور العائلة في السلوك الجيد للفرد

فالعنف مثلا ، ما هو إلا سلوك مكتسب يتم تعلمه في المحيط الأسري. وهذا مصداق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ‏"‏كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"‏‏‏ .

أن القيم التربوية التي تبني شخصية الإنسان في طفولته وشبابه المبكر يصبح من الصعوبة تبديلها دون زعزعة توازنه،
من هنا فإن ما يتم تلقينه للطفل من السلوك العدواني تجاه الآخر، بما فيها من لغة الكراهية، من الصعب انتزاعه منها بسهولة بعد ذلك ،

إن عمليات التطبيع الاجتماعي ونقل التراث من جيل لجيل والتي تتم عن طريق الأسرة لها تأثير عميق على مستقبل الافراد.


وكذلك ، فإن الثوابت الدينية التي يتلقاها الفرد من الصغر ، تظل راسخة في شخصيته وفي تعامله مع الآخرين، ويعتبر جزء من ثوابته الشخصية التي تظل معه حتى طوال حياته.

وهنا مثلنا التراثي القائل: من شب على شيء شاب عليه.


ان التكوين النفسي للإنسان هو عبارة عن مجموعة من المركبات الشعورية المعقدة ، التي من الصعب اختراقها ، لكي يستدركها العقل البشري ويهضمها تماماً لتعطي معطياتها وتأثيراتها على كيانه ككل.

فالجانب العقلي في الانسان أحد ملامح الشخصية المهمة لنفاذ الفكرة وثباتها لتطبع كبصمة البنان في الوجدان.

وأول غذاء يستقبله العقل المسلم هو العقيدة الاسلامية ،

ان نظرة سريعة إلى واقعنا الاجتماعي الذي نعيشه نستطيع التماس حقيقة الخلخلة العقائدية العميقة في الوجدان وتزاحم المتناقضات الشكلية في الطباع والسلوك والمواقف.

نسخ متكررة من المظهر الشكلي الباهت و البعد النفسي الواهن و الذي يمكن صبغه بملامح قابلة للتغيير عبر أي مؤثر خارجي.

هذه النسخ ، تتحدث باسم الدين وتناهض عبر حوارات سفسطائية كل أوجه القصور في الأطراف الأخرى ، لتتفجر عبر هذا الاحتداد الكلامي ، صراعات كثيرة على الساحة، تعود إلى تضارب فكري كبير وتنافر عاطفي يقودان إلى تعميق الفجوة بين التيارات المتصارعة.

وعندما نعود إلى حقيقة هذه الشخصيات، نكتشف ان إشباعها العقائدي ناقص ومبتور.
ويتطلب فهم التوحيد عن وعي وحب لله سبحانه ، بحيث يصل الشعور الى فكرة التوحد في حب الله وعبوديته لتنعكس واقعاً على تصرفاتنا وأخلاقياتنا،

فهذا الشعور ، يتطلب الحذر في النطق والتصرف والمعاملة والحكم والممارسة وإعادة كل الأشياء والمحسوسات والقضايا إلى الحكم العقلي الشرعي الخاضع برضا الله أو غضبه عن حب وقناعة.

فعلى سبيل المثال: اتهام الناس والتشهير بهم ونعتهم بأبشع النعوت دون فهم ما لهذه الرواسب والمخلفات السلبية التي تفكك أنسجة المجتمع وتمزق أواصره وتشعل جذوة الفتنة حتى تتحول إلى أمر يعتاده الناس بفعل الروتين والعادة والتكرار ..
فكما فعل فلان سأفعل وسيفعل علان .. فالعبث في سيرة الناس والتلذذ بعيوبهم وذكرهم بأسوأ الصفات أثناء غيابهم وتعميم مظاهر فاسدة على الجميع ، لهو عامل سلبي من عوامل الهدم للروابط الاجتماعية في حين أن المسلم الحقيقي الواعي لحقيقة دينه يحتوي بحكمة وسرية كل العناصر المشوهة التي تهدم كيان مجتمعه.

المظاهر الفاسدة على جميع صورها والتي يتناولها المجتمع الاسلامي جميعنا مسؤول عنها ومحاسب عليها .. لأن السلبية في الفعل وانعدام القدوة، والقيم المثالي الذي يحتفظ بخطه كنموذج فعال يحفظ الآخرين ويوجه مسيرتهم ومصالحهم بضمير وصدق بدءاً من رب الأسرة حتى آخر مسوؤل (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).

ناهيك عن بعض من تحول إلى جلاد يتلبس لباس الدين ويتمسح بمسوح الإيمان وهو يلقي التهم جزافاً دون الرجوع إلى مفهوم العقيدة الواعي الذي يرفض هذا التصرف.

فنحن لا زلنا بحاجة إذن الى هذا الزخم الهائل المتدفق بروح الاسلام ،

و كل مسلم ، بحاجة إلى وقفة صامتة مع ذاته ، ليفتح حواراً داخلياً مع نفسه ، ويقيم عقيدته،هل هي متوافقة مع سلوكياته أو مناقضة لما يعتقد ويقول، بين ما يتبنى من قيم ويتصرف؟.

فالعقيدة الراسخة لا يمكن أن يتسلل إليها أي فكر هدّام أو أي منطق دخيل على الفطرة، ولا تجدي كل محاولات التسلل النفسية التي يصطنعها الآخرون لإضعاف اسلامنا.

فنقطة الضعف هي في محور التفكير الذي يتبنى الاسلام عن قناعة وإيمان وتشبث إلى حد تتغلغل فيه الجذور إلى أرضية العقل وتنصب بمشاعر نفسية وعاطفية إلى أعماق الروح.

ولهذا يكن من السهل أن تهتز صورة بعض المسلمين في المجتمعات الأخرى، من السهل أن يتخلى المسلمون عن التزاماتهم الشرعية.

ومن السهل جداً أن نتنازل عن حقوقنا إلى الآخرين بتلقائية ساذجة لأننا فقط نتغنى بقشور هي عادات وتقاليد موروثة نظنها من صميم العقيدة وهي في الحقيقة موروث اجتماعي رهين الظروف الحالية .

وننسى أن العقيدة الاسلامية لها مناهل حقيقية أصيلة تمنحنا الزخم العقائدي والعاطفي كطاقة حرارية ملتهبة لا تفتر ولا تخمد بل يصل مفعولها النفسي إلى حد أن تقف أمام رغبات النفس كحصن منيع وسد قوي أمام أي تخلخل منيع أو اهتزاز في شخصية الانسان وبنيته العقائدية إلى حد الاستماتة والدفاع عن كرامة الانسان واعتباره.

وهي، بالتالي، تعبير صادق عن نمط من الوجود البشري وعن نظام من العلاقات التي يدخل البشر فيها مع بعضهم البعض في ذلك الوجود.

ان الجهل بحقائق نظام الوجود الاسلامي من حيث أساسه المعرفي وبناؤه الثقافي ، يتولد عنه الكثير من السوء في النظرة .....والخطأ في التقدير والمعرفة داخل عقر دارنا، وفي محيط عالمنا ،

فكفانا عبثاً وجدلاً وتهماً، ولنتفهم الشخصية الاسلامية متكاملة الأخلاق، متوازنة قولاً وفعلاً.

فنحن في مفترق طريق ، اختار البعض فيه خلع ثوب الاسلام ، ليقف في منتصف الطريق

ينظر إلى المستقبل......... نظرة ضبابية باهتة لا علامة لها ولا هوية.


الساعة الآن : 12:42 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 225.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 224.23 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (0.78%)]