الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعالمين
لماذا أكثر أدعية السنة مصدرة بكلمة اللهم ونحو ذلك، 1- أغلب هذه الأدعية مصدرة بكلمة (اللهم)، أو نحو ذلك مما هو توسل بالألوهية وحدها.وأكثر أدعية القرآن مصدرة بكلمة ربي ونحو ذلك؟ الفرق بين كلمة (الله)، وكلمة (رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سبق لنا أن تناولنا التوسل بالألوهية والربوبية في القرآن[1]، وملخص ذلك أن أدعية الأنبياء في القرآن الكريم أكثرها توسل بالربوبية وحدها، ويندر خلاف ذلك. وإذا راجعنا أدعية السنة من كتاب الدعوات في صحيح البخاري ، أو كتاب صفة صلاة النبي للألباني ، أو غير ذلك من كتب السنة الصحيحة، سنجدها على العكس من أدعية القرآن، وهي كالآتي: 2- وبعضها توسل بالألوهية والربوبية معا، في نحو: ((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي))[2]، أو في سيد الاستغفار: ((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ...))[3]، وغير ذلك، ولكن هذا القسم أقل من القسم الأول. 3- ويندر أن يكون الدعاء في السنة توسل بالربوبية وحدها، في نحو: ((باسمك ربي وضعت جنبي))[4]، وذلك كله على العكس من أدعية القرآن. ---------الروابط والهوامشوكذلك، فأدعية التنزيه والتعظيم التي تخلو من سؤال أكثرها توسل بالألوهية وحدها، مثل: (الحمدُ للهِ)، و(سبحانَ اللهِ)، و(لا إلهَ إلَّا اللهُ)، و(الله أكبر)[5]. والسبب في ذلك، والله أعلم: أن الألوهية أعم من الربوبية، فتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية وليس العكس[6]. وبيان ذلك أنك إذا قلت سبحان الله أكمل من أن تقول سبحان ربي، لأن لفظ الجلالة الله يتضمن استحقاقه للعبادة وحده، ويتضمن كذلك الاعتراف بتفرده بالملك والأمر والخلق. فإن قال قائل نحن نقول في أدعية السجود والركوع والرفع من الركوع: (سبحان ربي العظيم)، و(ربنا لك الحمد)، و(سبحان ربي الأعلى)[7]، ونحو ذلك. نقول والله أعلم، أن (ربنا لك الحمد) مقام شكر، وقولنا: (اللهم ربنا لك الحمد)، مقام شكر ومدح، وكلاهما ثابت وصحيح، فالأول شكر على النعم التي أنعم الله علينا، أما الثاني مدح وشكر للنعم وللصفات الأزلية والفعلية جميعا، كما مر معنا[8]. أما قولنا سبحان ربي العظيم، وسبحان ربي الأعلى، فهذا من باب الجمع بين الألوهية والربوبية، فاسم الله العظيم والأعلى متضمنان مقام الألوهية، لأن العظيم والأعلى ليس في أفعاله فقط، بل في ذاته وصفاته وأفعاله جميعا. فإن قال قائل كيف يكون الأكمل مقام الألوهية، والأنبياء أكثر دعوتهم كانت بألفاظ: (ربي)، و(ربنا)، ونحو ذلك. نقول: إن الأفضل لمن كانت حاله تطابق الأحوال التي حكاها القرآن عن الأنبياء، الأفضل له أن يهتدي بهديهم، فالتائب من المعصية يقول كما قال آدم ، والذي يريد الولد يقول كما قال زكريا ، وعلى هذا فقس. وكل طلب له أسباب معلومة لتحصيله، فالأفضل فيه أن نتوسل فيه بالربوبية فقط، لأن أكثر الحاجات التي يطلبها السائلون لها أسباب يربي بها ربنا عباده، فناسب أن نسأله أن ييسر لنا الأسباب لصلاح أحوالنا. أما أدعية السنة فأكثرها بألفاظ الألوهية؛ لأن الرسول الكريم معلم لأمة كاملة ولأحوال كثيرة، فناسب أن يدعو بالأعم، لأن الرسول الكريم معلم لأمة كاملة ولأحوال كثيرة، فناسب أن يدعو بالأعم، فيشمل مقامات الألوهية والربوبية معا، ويشمل كل الأحوال، وكل الناس. أما هنا في قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}، فنحن نعظم العظيم، ثم نسأل فنقول: اهدنا الصراط المستقيم نطلب الهداية نيتوسل بالألوهية والربوبية معا، فالهداية إذا كانت هداية توفيق فهي من الله وحده، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، فناسب أن يدعو بالألوهية، وإذا كانت هداية إرشاد فمن أسبابها اتباع الكتاب والسنة وأقوال العلماء الربانين وغير ذلك، فناسب أن يدعو بالربوبية. وعلى هذا فنحن في الفاتحة نسأل الهداية بجميع أنواعها: هداية التوفيق وهداية الإرشاد [1] يراجع موضوع بعنوان: التوسل بالألوهية والربوبية ( http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=159862 ). [2] في صحيح البخاري قال: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول في ركوعهِ وسجودهِ: (( سبحانك اللهم ربَّنا وبحمدِك، اللهم اغفرْ لي)). [3] في صحيح البخاري قال: قال رسول الله : ((سيِّدُ الاستغفارِ: اللَّهمَّ أنتَ ربِّي ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ...)). [4] في صحيح البخاري قال: قال رسول الله : ((إذا أوى أحدُكُم إلى فِراشِهِ ... ثمَّ يقولُ : باسمِكَ ربِّي وَضعتُ جَنبي وبِكَ أرفعُهُ ...)). [5] في صحيح الجامع للألباني قال: قال رسول الله : ((أحَبُّ الكلامِ إلى اللهِ تعالَى أربعٌ : سُبحانَ اللهِ، و الحمدُ للهِ، و لا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ، و لا يَضرُّكَ بِأيِّهِنَّ بدأْتَ)). [6] أجاب الشيخ العثيمين عن سؤال يقول: (كيف كانت "لا إله إلا الله" مشتملة على جميع أنواع التوحيد؟)، وكان في جوابه: (وهو [أي توحيد الألوهية] متضمن لتوحيد الربوبية)، رابط الفتاوي السؤال رقم 18 ( http://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_17973.shtml ). أما الربوبية تستوجب وتستلزم الألوهية ولكن لا تتضمنها. [7] في صحيح مسلم قال: عن حذيفة بن اليمان قال: صلَّيتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ ... ثم ركع فجعل يقول " سبحانَ ربيَ العظيمِ " فكان ركوعُه نحوًا من قيامِه ... ثم سجد فقال " سبحان ربيَ الأعلى ... وفي حديثِ جريرٍ من الزيادةِ : فقال " سمع اللهُ لمن حمده . ربَّنا لك الحمدُ " . [8] يراجع موضوع: بين الحمد والشكر والمدح ( http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=159750 ). |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
رابط تكملة الموضوع
http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=159930 |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
الأخوة الأفاضل المشاركين والمتابعين،،، لكم مني كل تحية واحترام، هناك حقائق واضحة لا تحتاج إلى دليل،،، وأنا أقول أن أدعية القرآن متنوعة تنوعا كبيرا، لكن أدعية الأنبياء - أقول الأنبياء - الغالب فيها أنها في سياق قصة، وليست كأدعية السنة الغالب فيها أنها تعليم تصلح لمواقف كثيرة، فالرسول الكريم في أدعية الصلاة مثلا لم يقل من كان مذنبا فليدع بكذا ومن كان يريد الولد فليدع بكذا، بل هل تعليم لأمة كاملة في مواقف عديدة. أدعية الأنبياء في القرآن تأتي في سياق قصة وأحوال وقع فيها الأنبياء فعلمهم الله دعاء ثم استجاب لهم هذا الدعاء. فأدعية الأنبياء متى تقال؟ تقال إذا ألم بك حال حكالهم. أما أدعية السنة فهو تعليم نلتزم به في كل يوم إذا كان من الأدعية الدورية، أو في كل صلاة إذا كان من أدعية الصلاة، وقد يكون لأحوال مخصوصة، كأدعية الأنبياء، نحو أدعية النوم، وغير ذلك. هذه حقائق لا تحتاج لنقاش كثير. يبقى توجيه ذلك، أكثر الأئمة توجه ذلك على أن أدعية التنزيه أنسب لها ألفاظ الألوهية، وأدعية الطلب والسؤال أنسب لها ألفاظ الربوبية، وهذا مخالف لما جاء في السنة. بفضل الله نحن لنا توجيه مخالف لذلك، فإن قال قائل أن ذلك تقول على الله، نقول أن هذا من التدبر الذي أمرنا به. ونقول أن كل دعاء ارتبط بأسباب معلومة، فالأفضل أن يدعى به بأدعية الربوبية، ولسان حالنا يقول يا رب يسر لي أسباب تحصيل ذلك. وكل دعاء ارتبط بأسباب غير معلومة، أو ليس له سبب أصلا، أو لا نعرف له سببا فإننا ندعو بالألوهية وحدها. وهناك أحوال ندعو بالألوهية والربوبية معا، مثل طلب الهداية (في الفاتحة)، وطلب الحماية (المعوذات)، وغير ذلك. أما دليل ذلك هو الاستقراء، وهات أي دعاء أبين لك ذلك. وعلى هذا فأكثر الدعاء يكون توسلا بالربوية وحدها، لأن الكون يسير بأسباب معلومة. وكل أدعية التنزيه إلا النادر يكون بالألوهية، لأنه أعم وأكمل، فأنت عندما تقول سبحان الله، فتشمل تنزيهه لأفعاله، وتشمل تنزيهه لصفاته، بخلاف سبحان ربي، فهذا فهذا تنزيهه لأفعاله دون صفاته. والله تعالى، أعلى وأعلم،،، |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
شاركني أخي/ شوقي في أحد المنتديات، بهذه المشاركة
قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لعل كلام الشيخ بن القيم يوضح سر المسألة ويفصل النزاع، قال في بدائع الفوائد (2 692) ط المجمع: نقلا من الشاملة (2 193) «وتأمل كيف صدر الدعاء المتضمن للثناء والطلب بلفظة "اللهم كما في سيد الاستغفار "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك" رواه البخاري والترمذي والنسائي الحديث وجاء الدعاء المجرد مصدرا بلفظ الرب نحو قول المؤمنين: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وقول آدم: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وقول موسى: رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي وقول نوح: رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وكان النبي يقول بين السجدتين: "رب اغفر لي رب اغفر لي" صحيح وسر ذلك أن الله تعالى يسأل بربوبيته المتضمنة قدرته وإحسانه وتربيته عبده وإصلاح أمره ويثنى عليه بإلهيته المتضمنة إثبات ما يجب له من الصفات العلى والأسماء الحسنى وتدبر طريقة القرآن تجدها كما ذكرت لك فأما الدعاء فقد ذكرنا منه أمثلة وهو في القرآن حيث وقع لا يكاد يجيء إلا مصدرا باسم الرب وأما الثناء فحيث وقع فمصدر بالأسماء الحسنى وأعظم ما يصدر به اسم الله نحو: الحمد لله حيث جاء ونحو: فَسُبْحَانَ اللَّهِ وجاء: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ ونحوه سبح لله ما في السموات وما في الأرض حيث وقعت ونحو: تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ : تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ ونظائره وجاء في دعاء المسيح: اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ فذكر الأمرين ولم يجيء في القرآن سواه ولا رأيت أحدا تعرض لهذا ولا نبه عليه سر عجيب دال على كمال معرفة المسيح بربه وتعظيمه له فإن هذا السؤال كان عقيب سؤال قومه له: هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ فخوفهم الله وأعلمهم أن هذا مما لا يليق أن يسأل عنه وأن الإيمان يرده فلما ألحوا في الطلب وخاف المسيح أن يداخلهم الشك إن لم يجابوا إلى ما سألوا بدأ في السؤال باسم اللَّهُمَّ الدال على الثناء على الله بجميع أسمائه وصفاته ففي ضمن ذلك تصوره بصورة المثني الحامد الذاكر لأسماء ربه المثني عليه بها وأن المقصود من هذا الدعاء وقضاء هذه الحاجة إنما هو أن يثني على الرب بذلك ويمجده به ويذكر آلاءه ويظهر شواهد قدرته وربوبيته ويكون برهانا على صدق رسوله فيحصل بذلك من زيادة الإيمان والثناء على الله أمر يحسن معه الطلب ويكون كالعذر فيه فأتى بالاسمين اسم الله الذي يثني عليه به واسم الرب الذي يدعي ويسأل به لما كان المقام مقام الأمرين فتأمل هذا السر العجيب ولا يثب عنه فهمك فإنه من الفهم الذي يؤتيه الله من يشاء في كتابه وله الحمد» ا ه كلامه ========================== وكان ردي عليه كالآتي: بسم الله الرحمن الرحيم الأخ العزيز/ شوقي، بارك الله فيك ونفع بك، وجمعني وإياك في مستقر رحمته وجزاك الله خيرا كثيرا على هذه النقل المبارك، وجزى الله إمامنا الإمام ابن القيم أجرا كبيرا عظيما، ونفع بعلمه الكثير إلى يوم الدين، * * * يقول الإمام: (وجاء الدعاء المجرد مصدرا بلفظ الرب)، وكلامه رحمه الله منقوض بما جاء في السنة فلو راجعنا كتاب الدعوات من صحيح البخاري، نجد الآتي: - وَكَانَ يَقُولُ فِى دُعَائِهِ « اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِى قَلْبِى نُوراً ، وَفِى بَصَرِى نُوراً ، وَفِى سَمْعِى نُوراً ، وَعَنْ يَمِينِى نُوراً ، وَعَنْ يَسَارِى نُوراً ، وَفَوْقِى نُوراً ، وَتَحْتِى نُوراً ، وَأَمَامِى نُوراً ، وَخَلْفِى نُوراً ، وَاجْعَلْ لِى نُوراً »، وهذا دعاء مجرد من الثناء والتمجيد. - « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ »، وهذا دعاء مجرد من الثناء والتمجيد. - « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِى عَامِرٍ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ »، وهذا دعاء مجرد من الثناء والتمجيد. - كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ بِصَدَقَةٍ قَالَ « اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلاَنٍ » . فَأَتَاهُ أَبِى فَقَالَ « اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِى أَوْفَى »، وهذا كذلك. - « اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيًّا »، وهذا كذلك. - « اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ » - « اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا » - « اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى » - اللَّهُمَّ أَحْيِنِى مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْراً لِى ، وَتَوَفَّنِى إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْراً لِى » - اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ... [ في أكثر من حديث] - اللَّهُمَّ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » - « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ » - اللَّهُمَّ إِنِّى أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا مِثْلَ مَا حَرَّمَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِى مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ » - اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّى خَطَايَاىَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ ، وَنَقِّ قَلْبِى مِنَ الْخَطَايَا ، كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ ، وَبَاعِدْ بَيْنِى وَبَيْنَ خَطَايَاىَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ » - « اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ ، كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى مُدِّنَا وَصَاعِنَا » - اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِى هِجْرَتَهُمْ ، وَلاَ تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ - اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا - « اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ » - « اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْساً وَأْتِ بِهِمْ » - « اللَّهُمْ اغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ » هذه الأحاديث نماذج تدل على أن التوسل بالألوهية غالب على أحاديث الرسول صلى الله عليه سلم، وتنقض ما ذهب إليه الإمام، وهذا موجود في كل كتب السنة، وهو كثير لا يماري فيه أحد، إلا إذا كان رحمه الله يقصد خصوص الدعاء في القرآن دون الدعاء على وجه العموم. * * * يقول رحمه الله: (وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين: "رب اغفر لي رب اغفر لي"). وهذا حديث صحيح لكن الاستشهاد به ضعيف لأنه ورد بصيغة الألوهية أيضا، ومن ذلك: - كانَ النَّبيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - يقولُ بين السَّجدتينِ: اللَّهمَّ اغفِر لي، وارحَمني، واهدِني، وعافِني، وارزُقْني، صححه الألباني في صحيح الترمذي وغيره. * * وأكثر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي طلب فيها المغفرة كانت توسلا بالألوهية، ومن ذلك: - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّى عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِى مُصَلاَّهُ الَّذِى صَلَّى فِيهِ ، مَا لَمْ يُحْدِثْ ، تَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ »، صحيح البخاري. - كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِى رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ « سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى »، صحيح البخاري. - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ ... ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى . أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ »، صحيح البخاري. - « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ »، صحيح البخاري. - اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِى عَامِرٍ »، صحيح البخاري. - « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِى فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ »، صحيح البخاري. - اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى وَارْحَمْنِى وَأَلْحِقْنِى بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى »، صحيح البخاري. - لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِى ، إِنْ شِئْتَ . لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ ، فَإِنَّهُ لاَ مُكْرِهَ لَهُ »، صحيح البخاري. - « اللَّهُمْ اغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ »، صحيح البخاري. - قال قُلْ : اللهم !اغفرْ لي وارحمْني واهدِني وارزقْني، صحيح مسلم. - اللهمَّ ! اغفِرْ لأهلِ بقيعِ الغَرْقدِ، صحيح مسلم. - قال : قولي : اللَّهمَّ ! اغفرْ لي وله، صحيح مسلم. - ثم يكون من آخرِ ما يقولُ بين التشهُّدِ والتَّسليمِ " اللهمَّ ! اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ . وما أسررتُ وما أعلنتُ . وما أسرفتُ . وما أنت أعلمُ به مِنِّي . أنت المُقدِّمُ وأنت المُؤخِّرُ . لا إله إلا أنتَ "، صحيح مسلم. - أذنَب عبدٌ ذنبًا . فقال : اللهمَّ ! اغفِرْ لي ذنبي، صحيح مسلم. - اللهم اغفر لي ذنبي كله . دقه وجله . وأوله وآخره . وعلانيته وسره، صحيح مسلم. - وصلَّى على جنازةٍ ) يقول " اللهمَّ ! اغفرْ له وارحمْه، صحيح مسلم. * * * يقول الإمام رحمه الله: (وسر ذلك أن الله تعالى يسأل بربوبيته المتضمنة قدرته وإحسانه وتربيته عبده وإصلاح أمره). وهذا منقوض بأن السنة جاءت بعكس ما ذهب إليه، فأكثر السؤال الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم كانت بألوهيته دون ربوبيته، كما مثلنا من صحيح البخاري، ولو راجعت أي كتاب في ذلك لتوصلت بسهولة لنقض هذه القاعدة. * * * يقول رحمه الله: (ويثنى عليه بإلهيته المتضمنة إثبات ما يجب له من الصفات العلى والأسماء الحسنى). وهذا كلام جيد صحيح عظيم، لكن يحتاج لتفصيل فلماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظم ربه ويثني عليه في أقرب ما يكون العبد من ربه فيقول سبحان ربي العظيم، سبحان ربي الأعلى، فإنك لو علمت لماذا عدل صلى الله عليه وسلم عن الألوهية إلى الربوبية ستعلم القاعدة التي توصلك إلى متى تتوسل بالألوهية وحدها ومتى تتوسل بالربوبية حدها ومتى تجمع بينهما، ومتى تقدم هذا على هذا والعكس. * * * يقول رحمه الله: (وأما الثناء فحيث وقع فمصدر بالأسماء الحسنى وأعظم ما يصدر به اسم الله جل وجلاله نحو: ...، وجاء {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ}). لم يشر رحمه الله لماذا هنا قال سبحان ربك ولم يقل سبحان الله كما يمثل لذلك، فهذه الآية تخالف قاعدته. * * * يقول رحمه الله: (بدأ في السؤال باسم اللَّهُمَّ الدال على الثناء)، الكلام عن قوله تعالى: {اللهم ربنا...}. هذا كلام جميل لكن عند التطبيق ضعيف جدا، فكل الأنبياء لم يفعلوا فعل نبي الله موسى عليه السلام، وموسى عليه السلام نفسه في غير هذا الموضع لم يسأل الله بالألوهية مع الربوبية، والرسول الكريم أكثر أدعيته بالألوهية دون الربوبية، فكلامه جميل لكن لا يستقيم مع كل الأدلة. أجزل الله لإمامنا الكبير الثواب العظيم، ورحمه رحمه واسعة، فقد خلف لنا علما نافعا، أسأل الله بأنه لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم أن لا يقطع أجره مادامت السماوات والأرض، أن يجزل له العطاء إنه هو البر الرحيم. |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وجعل جهدكم في ميزان حسناتكم |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
وجزاكم وأحسن إليكم
|
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
بارك الله فيكم ونفع بهذا العلم والعمل
|
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
وفيك بارك، وأحسن إليك،،، |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
|
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
بارك الله
لكم |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
وفيك بارك الله الرحمن الرحيم،،، |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
جزاك الله خير على الافاده |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
وجزاكم وأحسن إليكم،،، |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
جزاك الله خير وبارك الله فيك والله يعطيك العافية في حفظ الله |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
بارك الله فيك، ونفع بك،،، |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
تعقبني بعض المتابعين بارك الله فيهم أجمعين في المشاركة رقم 1
عند قولي: (أما قولنا سبحان ربي العظيم، وسبحان ربي الأعلى، فهذا من باب الجمع بين الألوهية والربوبية، فاسم الله العظيم والأعلى متضمنان مقام الألوهية، لأن العظيم والأعلى ليس في أفعاله فقط، بل في ذاته وصفاته وأفعاله جميعا.). فقد عقب بقوله: ولكن بقي سؤال ملح إذا سلمنا أن هذا مقام توسل بالألوهية والربوبية معا، ومقام شكر ومدح، فبقي السؤال لماذا أظهر لفظ الربوبية دون الألوهية؟ أقول وبالله التوفيق، 1- أدعية الركوع والسجود الغالب فيها الجمع بين مقام الألوهية ومقام الربوبية، فتقول سبحان ربي العظيم والأعلى في ذاته وصفاته وأفعاله، وتقول سبحوح قدوس رب الملائكة والروح، وتقول سبحان ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، وغير ذلك. 2- هذه الأدعية تكون بلفظ الغائب وهذا إذا كان المقام مقام تعظيم فقط، إما إذا كان مقام تعظيم وطلب فإنها تكون بلفظ المخاطب، فتقول سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. 3- أدعية السجود والركوع لها خصوصية عن باقي الأدعية وهي أن الرسول نهى عن قراءة القرآن عند الركوع والسجود فكان من هديه أن يدعو بأدعية القرآن ويتأول القرآن أي يغير في النص فيجعل النص من عنده وليس من لفظ الله حتى لا يكون كمن يقرأ القرآن وهو راكع أو وهو ساجد، ومن فائدة ذلك أيضا أن من يغير لفظ القرآن يعمل قلبه في النص وهذا يخرجه من كونه يدعو بقلب لاه خاصة وأنه حافظ، بل هذا الإعمال يتحتم عليك أن تكون داعيا بقلب واع، ومن فائدة ذلك أيضا أن الدعاء بلفظ القرآن لا يناسب أحوال الدعاء لأن القرآن له قدسية والدعاء مطلوب على كل حال نائما أو قائما أو مستلقيا، على جنابة أو غير ذلك. وإجابة سؤال هذا السائل الكريم نقول وبالله التوفيق لأن في الركوع والسجود نلحظ مقامات مختلفة وهي: مقام التعظيم ومقام الشكر ومقام القرب، فإذا لاحظنا التعظيم فمقام الألوهية أليق به، وإذا لاحظنا مقام القرب والشكر، فإن مقام الربوبية أليق به، لذلك روعي حال الداعي، في اللفظ وأتي بلفظ آخر يجمع المقامين. والله تعالى أعلى وأعلم. |
رد: الفرق بين كلمتي(الله)، و(رب العالمين) في قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعال
الأخ العزيز/ إسلام
شاركني هذا الموضوع فقال: واما دعاء النبى محمد ب اللهم فسببه ان العرب لم تعرف غير النداء بهذا ومنه قولهم: وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ الأنفال (32). ولم يرد دعاء واحدا فى القرأن بصيغة اللهم أو الله غير هذا. والدعاء ب رب هو الاصح ويدعى به فى الخاص والعام. وكان الجواب كالآتي: أما قولك: ان العرب لم تعرف غير هذا النداء، فآيات القرآن واضحة في أنهم كانوا يعرفون الدعاء باللهم وبغيره، قال تعالى: وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (صـ : 16 )، وغير ذلك من الآيات كثير. وكانوا يحلفون ويدعون برب الكعبة ورب كذا وكذا وهذا كثير موجود في أشعارهم، ونقل الله من أقوالهم الدالة على ذلك كثير جدا، وخاطبهم الرسول الكريم في القرآن والسنة بالربوبية كثيرا، كما خاطبهم بالألوهية. وأما قولك لم يرد في القرآن غير هذا الدعاء، فقد ورد على لسان ذي النون الدعاء بالألوهية وحدها قال تعالى: وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (الأنبياء : 87 )، وورد في دعاء التنزيه قوله تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران : 26 ) وقال سبحانه: دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (يونس : 10 ) وقال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (الزمر : 46 ). وقد تفضلت أنت ووضحت سبب أن عيسى ابن مريم جمع في دعائه بين التوسل بالألوهية والربوبية، فهو لما كان نزول المائدة من السماء لا يعلم لها أسبابا فدعى بالألوهية ولما كان الرزق له أسباب لتحصيله دعى بالربوبية، فكأن لسان حاله يقول يسر لي يا رب أسباب نزول هذه المائدة إن كان لها سبب لنزوله، وإن كان ليس لها سبب فارزقنا هذه المائدة بدون أسباب، وأما دعاء ذي النون فلأنه لا يعلم لنجاته من سبب يقوم به وهو في هذه الظلمات فدعا رب الأسباب أن ينجيه من هذا الغم، ولا يعلم للنجاة من أسباب فيطلب أسباب النجاة. وأما قولك أن الدعاء بالربوبية هو الأصح، فهذا كلام مغلوط جدا لأن الرسول الكريم وهو أعلم بالله من غيره، كان الغالب عليه الدعاء بالألوهية ولو كان الدعاء بالربوبية هو الأصح لكان أحرص عليه من غيره، وقد أوتي صلى الله عليه وسمل جوامع الكلم فلا يفوته مثل ذلك، وإنما يقال أن الدعاء بالألوهية له مقامات والدعاء بالربوبية له مقامات والدعاء بهما جميعا له مقامات، والدعاء بالربوبية وحدها هو الأكثر والغالب، فإذا علمنا أسباب تحصيل الطلب وهو الأكثر والغالب، ولسان حالنا يقول يا رب يسر لي أسباب تحصيل الرزق أو الولد أو النجاح أو غير ذلك مما نعلم له أسبابا، والذي يدعو بالألوهية في مقام الربوبية فهذا نوع من التواكل لأنه يطلب أن يرزقه الله بمطلوبه، دون النظر إلى الأسباب ودون أن يبذل جهده في تحصيل هذا المطلوب، فإذا توسل بالربوبية لتحصيل المطلوب وألح في الدعاء واستفرغ كل طاقته في طلب أسباب ذلك فله عندئذ أن يتوسل بالألوهية والربوبية معا، وإذا كان المطلوب له أسباب ظاهرة وأسباب خفية كطلب المغفرة (سيد الاستغفار)، وكطلب الحماية من الشرور (المعوذات) فإنه يتوسل كذلك بالألوهية والربوبية معا، وإذا جهل أسباب تحصيل ذلك فله أن يتوسل بالألوهية وحدها، والله تعالى أعلى وأعلم، وجزاك الله خيرا،،، |
| الساعة الآن : 01:19 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour