ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   ساعدوني لأكون داعية.. (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=23650)

النصر القادم 10-03-2007 12:22 PM

ساعدوني لأكون داعية..
 
أحب الدعوة واقدم الكثير من المحاضرات للأخوات وفي الكلية التي أدرس بها ولقد كان لأسلوبي مفعوله ولله الحمد في نفوس الكثير من الاخوات..
لكن أريد منكم ان تسدوا إلي بعض النصائح حول مميزات المحاضر الناجح وكيف يصل الى قلوب من يقدم لهم المحاضرة او الخطبة؟؟؟ أنتظر ردودكم وأشكركم جدا

اسماء 86 10-03-2007 12:36 PM

مشكلة الـــداعيـــة
المشكلة فيمن يتعرض لدعوة الآخرين تعود إليه أولاً ، حيث فاقد الشيء لا يعطيه ، ومن لا يملك المفتــــاح يستعصي عليه الدخول ،!
والإنسان الذي يستعصي على الدعاة مثله كمثل الخزانة الكبيرة المصنوعة من الحديد ، يمكن أن تفتح بمفتاح صغير في حجم أنملة الإصبع ...!!
فالمشكلة أساساً تعود إلى نفس الداعية وإمكانياته الذاتية والروحية وقدرته على التخطيط والصبر ، وإذا علمنا أن الشيطان يخطط لأوليائه وأتباعه في خطوات ومراحل (( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ))[البقرة : 168 ] ، فمن باب الخير أن يخطط الداعية المسلم للوصول إلى الــــــــــــقـــــــلوب ، وشتان بين عمل الشيطان وعمل الإيمان (( وترجون من الله مالا يرجون ))[ النساء : 104 ] .
فعلى الأخ الداعية الرشيد أن ينتبه للمعاني الخيــّـــرة في الإنسان الذي يعايشه ، فيقوم بتزكيتها وتنميتها حتى تتغلب على مجالات الضعف فيه ، وبذلك يستيقظ قلبه .... ويقف على أول الطـــــريق .
والداعية للإسلام مهمته كمهمة المدرس والطبيب الذي يصف من الدواء ما يناسب العلاج ، فليس لكل المرضى علاج واحد ، كما أن الأمراض ليست واحدة ..
والمدرس والطبيب هما أنجح الدعاة لـــــــــو أخلصا في العمل لله .........
ورسالة المدرس أن يعيش في قلب الطالب وعقله ويتدرج به حتى يصوغه نحو الهدف والغاية ، ،
ورسالة الطبيب أن يمسح الألم بالكلمة المؤمنة الهادية مع الدواء .
تــــــــــــرى ....
كيف يستطيع الداعية أن يصل إلى قلب أي إنسان ليأخـــــذ بيده إلى منابع الخير والنور .. دون إشعاره بالرحمة ؟!!
وللداعيــــــــة الصادق تأثير أبعد من الكتابة والخطابة .. نعم .. هل رأيت تلك الآلة الصغيرة التي تمسك بها على بعد من التلفزيون فتقوم بتشغيله دون أن يكون بينها وبين التلفزيون أسلاك ؟؟
فهل من الصعب على الأخ الداعية المشحون بالحق والعاطفة والنور أن يرسل من قـــــــــلبــه المشتعل إشارة موجبة ثــــــــائرة إلى قلب هذا الإنسان الذي يحــــبـــــــــه فيستجيب ؟؟!
ثم .. إذا ............ يتبع....
دمت:_11: غاليتي :cool: بود

النصر القادم 10-03-2007 12:42 PM

زمردة المستقبل كلمات راقية من فكر راقي بوركت أيتها العزيزة أفدتني بحق
أنا ولله الحمد ناجحة في المجال الدعوي ولكن أريد المزيد من الاساليب العصرية التي تحبب الشباب في الدين والمحاضرات لا تنفرهم منه كما هو حال الامة اليوم..

النصر القادم 10-03-2007 12:49 PM

وأيضا ما هي المواضيع التي يمكن بها التأثير في الشباب والفتيات خصوصا واننا نعرف أن اهتمامات الشباب في هذه الايام هزيلة وتافهة أيضا؟؟

اسماء 86 10-03-2007 01:01 PM

:_11:
/
\
/

الداعية .. والأحاسيس والمشاعر

ثم إذا كانت العين الحاسدة تضر الإنسان ، ألا يكون للعين المؤمنة الحانية المشفقة ما ينفع ويجمع ويغرس الحب والإيمان .؟؟؟!

ومن هنا ندرك قيمة الحواس التي ميز الله بها الإنسان ، فالحواس هي حقيقة الإنسان ، والجسم لها سكن وبنيــان.

( قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون ) [ الملك:23 ] .

فالإنسان الذي لم يكتشف نعمة الحواس ولم يستشعر وجودها هو إنسان غافل عن أعظم مصادر الحياة ومنابع النور

( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ) [ النور : 40 ] .

ويكون بفقدان هذه الحواس حيــاً ميتــاً ، موجوداً مفقوداً لا أثر له ،!!

وبداهة لا يستطيع أن يؤثــر في غيره ، لأن أجهزة الإرسال والاستقبال معطلة في كيانه ، ،

كـــــــــإنسان ينام على كنز من الذهب وهو لا يدري ، لأن حواسه معزولة عن عوامل اليقظة والانتباه ،

وهي في حــــــــاجة إلى هــزّة روحيــة في أعماق النفس توقظها من سبات وتحركها من مــوات .. ( أومن كان ميتاً فأحييناه ) [ الأنعام: 122 ] .

ومثل هؤلاء في التعبير القرآني ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ) [ البقرة: 7 ] .

فالإنسان بـــلا حواس يقظة ومشاعر حية وعواطف ندية هو إنسان يعيش في المجهول ، لا تراه ولا تحسه ولا تفتقده .

وهؤلاء أموات في حياتهم ، غافلون عن سر وجودهم والغاية من خلق الله تعالى لهم ولا يقدرون الأمانة التي ألقيت على عاتقهم .



إن الـداعيـــة المسلم << قـلـب >> ولا يستجاب لمن لا قلب له ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) [ آل عمران: 159 ] .

وقلب المؤمن مصدر توجيه واستشعار ..

والأحاسيس والمشاعر والعواطف ونبضات القلوب هي << اللغــة >> العالميــــة التي يتخاطب بها الداعيــــــة مع كل البشر على وجه الأرض ،، حتى الإنسان الأبكم الذي لا ينطق ..!!

وهكذا .. وبهذه اللغة فتح المسلمون الأوائل مشارق الأرض ومغاربها ، فكانوا مشاعل نور ، ومصابيح هدى ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) [ ق : 37 ] ..

فالذي لا يتذكر ولا يتأثر ولا يتذوق القبح والجمال ... لا قلب له .

::
:
:
:

يتبع
دمت بود :cool: يا غالية

اسماء 86 10-03-2007 01:08 PM

تحت شجرة تفاح مثمرة

الناس أصناف ثـــلاثة.....
1/انسان صاحب أخلاق إسلامية .
2/ إنسان صاحب أخلاق أساسية .
3/ إنسان صاحب أخلاق جاهلية .

أما صاحب الأخلاق الاسلامية ..

فهو الذي يؤدي العبادات ويغشى المساجد ، وهذا هو أقرب الناس لدعوتنا ، وهو لا يحتاج إلى كبير عناء ، والوصول إليه سهل ميسور لمن يسره الله له ، وهو يأتي في المقام الأول من الاهتمام .

أما صاحب الاخلاق الأساسية ..

فهو شخص غير ملتزم ، ولكنه لا يجاهر بالمعصية ، إنسان اجتماعي عنده شجاعة ومرؤة ، ويأتي في المرحلة الثانية من الاهتمام .

أما صاحب الخلاق الجاهلية ..

فهو شخص دون هؤلاء ، لا يراعي في أحدا إلاً ولا ذمة ، يتحاشاه الناس لسوء أخلاقه ومعاملاته ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه ) .رواه البخاري ومسلم .
ويأتي في المرحلة الأخيرة من الاهتمام ..


واضرب لهذا مثـــــــلا...

إنسان يقف تحت شجرة تفاح مثمرة ، قطوفها دانية ، فهو يقتطف الثمرة القريبة التي هي في متناول يده ،( الصنف الأول ) ، حتى إذا بلغ مداه تطلع إلى ما علاه ، وهو ( الصنف الثاني ) ،... حتى إذا انكشفت الشجرة ولم يبق سوى الصنف الثالث _ وهو اعلى ما فيها _ أصبح معزولاً ، فإما أن يقتدي فيهتدي ، أو ينزوي حتى حين ...


>>>>>>>>>>
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

يتبع
دمت بود :_11: :cool: يا غالية

قلم داعية 10-03-2007 06:58 PM

السلام عليكم

يعجبني فيك اختي روحك الرائعة والمتحمسة للدعوة وطبعا النصائح للداعية النااااجح كثييييير جدا

ولكن اهمها بالنسبة لي هي الصبرررررررررررررررررررررررررر والليننننننننننننننن والرفق في الدعوة

وجزاكالله خير

محمد سمير 11-03-2007 10:59 AM

بارك الله فيكم وجزاكم الله الجنة على الحوار الراقي المفيد
واحب ان اضيف شئ بسيط انا شخصيا احب بالداعيي ان يدخل شيىء من الابتسامة في محاضراته ويحاول ان يشارك الجالسين بسؤال بسيط يكون من محور حديثة وينتظر الاجابه من الحاضرين
وهذا مهم حتى يشد انتباه الجميع له
ويركزوا اكثر ويكونوا على استعداد لطرح اى سؤال آخر
وجزاكم الله الكثير الكثير وبارك الله فيكم

النصر القادم 12-03-2007 02:07 PM

أحبتي أفدتموني كثيرا واليوم سأقدم محاضرة عقب صلاة المغرب ادعوا لي
أحبكم في الله أتمنى ان ألقاكم بالجنة

ام نور 12-03-2007 02:56 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ اختى النصر القادم واعانك ورزقك الحكمة

وجزا الله الاخت زمردة المستقبل على نصائحا ومداخلاتها الطيبة
ليس عندى الكثير لاقوله لك بعد ما قرأت من ردود الاعضاء عليكِ
لكن اختى انتبهى ان الداعية قدوة ومحاسبة على كل تصرفاتها وكلماتها
قال الامام الشافعى- رحمه الله- : من تعلم القرآن عظمت قيمته ، ومن نظر فى الفقه نبل قدره ، ومن كتب الحديث قويت حجته ، ومن نظر فى اللغة رق طبعه ، ومن نظر فى الحساب جزل رأيه ، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه


اتمنى ان يكون كلامى واضح لك
والله يوفقك فى تقديم محاضرتك الليلة

النصر القادم 13-03-2007 10:50 AM

قدمت المحاضرة ووفقت ولله الحمد دعواتكم ايها الاحبة

ام نور 13-03-2007 07:19 PM

الحمد لله رب العالمين

الله يوفقك اختى ويعينك

اسماء 86 14-03-2007 10:16 AM

ولكي مني غاليتي هذه النصائح اذكر نفسي واياكي ونعني ربي بها واياكي



إنما أنت مُذكر :
وجه الله تعالى رسوله محمدا ً صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى عندما أمره بالدعوة والتبليغ ولم يطالبه بالنتيجة , فقال ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ) الشورى48
فالمطلوب من الداعية أن يبذل قصارى جهده , وأن يستخدم أحسن ما يستطيع من الأساليب ووسائل الدعوة , وأما استجابة المدعوين وقبولهم للحق وتركهم للمنكر فكل ذلك إلى الله يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله , ومن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما ربك بظلاّم للعبيد .
ومن فوائد استشعار الداعية لذلك أن لا يصاب بالإحباط عند إعراض المدعوين عنه , وفيه حفظ لمشاعره وصون لنفسه , ومن ذلك قول الله لنبيه ( فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) فاطر8

9) لا دعوة إلا بعلم :
فعلى الداعية أن يعتقد أن لا دعوة بلا علم , والله تبارك وتعالى قال ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) الإسراء36
فلا يجوز لأيٍّ كان أن يقوم , بما ليس مؤهلا ً له , لئلا يفتي بغير علم أو يدعو بغي الأسلوب الحكيم , فيكون في الدين محرما ً , أو من الإسلام منفرا , ثم إن الدعوة على الله على غير علم خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم , ومن تبعه .. والله أمر نبيه محمدا ً صلى الله عليه وسلم فقال ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف108
ولذا , دعوتك لا بد أن ترتكز على معرفة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأن كل علم يتلقى عن سواهما فإنه يجب أن يعرض عليهما أولا ً وبعد عرضه فإما أن يكون موافقا ً أو مخالفا ً , فإن كان موافقا ً قـُـــبل , وإن كان مخالفا ً وجب رده على قائله كائنا ما كان .

ومن صور الدعوة إلى الله بغير علم ما يلي :-
1- نقل الفتاوى بغير منهج صحيح .
2- ذكر الأحاديث الضعيفة والمكذوبة دون معرفة بها .
3- توزيع المطويات التي تتضمن أذكارا ً أو أحاديث مختلقة , أو إهداء أشرطة تتضمن أقوالا ً مرجوحةً أو خاطئة .

10) جدد علمك وطور مهاراتك :
فالداعية لا يليق به أن يقف عند حد من العلم الشرعي بل عليه أن يستزيد منه يوما بعد يوم , فكلما زاد نفسه فقه في الدين كلما استطاع أن ينفع ذاته والآخريـــن .
ولا يصح مبررا ً للتوقف عن طلب العلم كثرة الانشغال بالأمور الدعوية فإن الناس لن يعذروا الداعية عند وقوعه في الزلل واخطأ ولن يقبلوا منه اعتذاره بالجهل .

ومن أسباب تطوير الذات ما يلي :-
1- حضور الدروس الشرعية المناسبة عند العلماء .
2- سماع الأشرطة النافعة في الوعظ والتربية وفقه الواقع .
3- تلخيص الكتب الشرعية والثقافية واقتطاف الثمرات منها .. وغيرها

11 ) لتكن جهودك الدعوية مكملة لبقية الدعاة :
ويمكن استفادة هذا المعنى من دعوة الله للمؤمنين في قوله ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ... ) آل عمران104
فلقد سمى الله فئة الدعاة أمة للإيماء إلى وجوب كونهم مجتمعين على صفات وخصائص روابط متميزة تجعلهم ظاهرين في الناس كأمة واحدة لا تغرق بين أفرادها ولا اختلاف ولا تنازع على الدنيا التي تغذيها الشهوات والهوى .

ومن صور التكامل مع الدعاة ما يلي :-
1- أن يشارك الداعية المتميز بطلب العلم الشرعي في إلقاء دروس مكثفة أو محاضرات في المراكز الصيفية التربوية .
2- أن يشارك الداعية مراكز الدعوة والإرشاد في توزيع المطويات والكتب والأشرطة وجمع التبرعات لذلك ...وغيرها

ومن فوائد هذا التكامل ما يلي :-
1- تنشيط الدعاة كلهم .
2- تبادل التجارب والخبرات بين الدعاة قديمهم وجديدهم .
3- قوة الأنشطة الدعوية ونجاحها .
4- تآلف الدعاة ومد الجسور بينهم ... وغيرها

12) كن مدركا لواقعك :
فإن معرفة الواقع العام للمجتمع يساعد الداعية على الاستفادة من كل فرصة سانحة , وحال الدعاة يشهد على أن فقه واقعهم سبيلٌ متأكد لنجاحهم في تحديد الأولويات فيما يدعون إليه .

13) ولا تتبع الهوى :
قد جعل الله إتباع الهوى مضادا ً للحق , وعدّه قسيما ً له كما في قوله تعالى ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) ص26
قال الشاطبي : فقد حصر الأمر في شيئين : الوحي , وهو الشريعة والهوى فلا ثالث بينهما وإذا كان الأمر كذلك فهما متضادات .. فإتباع الهوى مضاد للحق .

14) فاصبر صبرا ً جميلا ً :
فإن اعتياد الناس على معاصيهم , ودوام غفلتهم يحتاج إلى جهد دعوي مستمر , ولا يكون ذلك إلا بالصبر والمصابرة .
وعلى الداعية أن يوطن نفسه على تحمل كل ما يصيبه من أذى في ذات الله ويصبر ويحتسب لأنه يدعو إلى الانخلاع عن أخلاق وعادات وأعراف وتقاليد تأصلت في الناس حتى صارت كأنها جزء من حياتهم وما أنزل الله بها من سلطان , وهذا يؤدي إلى معارضته معارضة شديدة .
وصبر الداعية لا بد أن يشمل ثلاثة أمور وهي : الصبر على الدعوة , والصبر على من يعترض الدعوة , والصبر على ما يتعرضه من الأذى .

15) عليــك بمــا تطيـــق :
فإن الله لا يكلف المرء إلا ما يطيق قال تعالى ( لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) البقرة286
ومن فوائد بذل الداعية لدعوته بحسب وسعه ما يلي :
1- استمرار دعوته ونجاحها .
2- قوة نشاطه الدعوي وإتقانه .
3- التوازن في إعطاء كل ذي حقٍّ حقه .
4- تجنب الفوضوية والتلفيق الدعوي .
5- تجنب المركزية في العمل الدعوي , والتكامل مع الآخرين وتنشيطهم .

16) تخول الناس بالموعظة :
قال رجل لابن مسعود رضي الله عنه :" يا أبا عبدالرحمن , لوددت أنك تذكرنا كل يوم , وكان يذكر الناس في كل خميس – فرد عليه – فقال : " أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أُملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا " .
وأهمية هذا الأسلوب يمكن تلخيصه في فائدتين وهما :
1- المحافظة على محبة الناس للخير ودعاته .
2- التدرج في دعوة الناس ومراعاة ضعفهم البشري في التلقي .

17 ) لا تكن فظا ً غليظا :
فلقد بين الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فقال ( وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران159
فعلى الداعية الذي يهدف إلى استمالة القلوب وهدايتها أن لا يقسوا لأن القسوة التي استنكرها الإسلام جفاف في النفس لا يرتبط بمنطق ولا عدالة .
والناس في حاجة إلى كنف رحيم وإلى رعاية فائقة وإلى بشاشة سمحة وإلى ودٍّ يسعهم , وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم , ويجدون عنده دائما ً الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضاء , وهكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

1 لا تنتظر مجيء الناس إليــــــــك :
فشأن الداعية أن يحتك بالناس , ويتعرف عليهم , ويزورهم في مجالسهم , ومن انتظر مجيء الناس إليه فإن الأيام تبقيه وحيدا ً , ويتعلم فن التثاؤب .

وينبغي على الداعية الجديد أن يعلم أن اختلاطه بالناس وحضوره لمجالسهم ينبغي أن لا ينسيه الأمور التــــــــــــالية :
1- لا يجوز للداعية أن يسكت عن المنكرات الموجودة , بل لابد من البيــــان والإنكار قال تعالى ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ ) النساء140
2- كن على حذر عند مخالطة الفساق , فإن من الدعاة من يخالط الفساق بقصد دعوتهم , ثم لا يلبث ن يعتاد ما هم عليه من المعاصي , ولذا يقول الإمام الغزالي :" إن مشاهدة الفسق تهون أمر المعصية على القلب , وتبطل نفرة القلب عنها " .
3- إذا كان الداعية يعلم أن المجلس الذي يحضره ستذكر فيه شبهات حول الشريعة ودعاتها , وهو لا يجد في نفسه قدرة على تفنيدها والرد على قائلها , فإن في ذلك مفسدة ظهور الباطل والاستخفاف بالحق , ولذا يقال للداعية الجديد الأولى عدم الحضور بينهم درأ ً لهذه المفسدة .

19) لا تخف من الفشل :
فما لم يزجّ الداعية بنفسه في غمار دعوته بدون خوف من الفشل غير عابئ بما يوجه له من النقد , فإنه لن يتقدم ولن يصل إلى دفة التوجيه والتغيير .

والفشل في خطوة دعوته لا يعني الموت والشلل , بل الأمر كما قال أحدهم :
جرِّب من العزمِ سيفاً تستعين به *** إن الترددَ بابً الضعفِ والكسلِ
والسعيً حتى وإن أفضى إلى خطأ *** خيرٌ من الجُبن والتشكيكِ والوجلِ
ساءَ الفتور ولو سميتهُ حذراً *** ما أصغر الفرق بين الموت والشللِ
مجدً الحياة لمن يبغيه مقتنعا ً *** ما من نجاحٍ إذا فكرت بالفشلِ

تقبلي مروري وعذرا على الاطالة
دمت في حفظ المولى

النصر القادم 19-03-2007 02:06 PM

أشكرك أختي أسماء بوركت على هذه الدرر سأعمل بها بإذن الله


الساعة الآن : 12:04 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 24.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.08 كيلو بايت... تم توفير 0.55 كيلو بايت...بمعدل (2.24%)]