ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشباب المسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=94)
-   -   تحت العشرين (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=286781)

ابوالوليد المسلم 28-12-2022 02:19 AM

تحت العشرين
 
تحت العشرين - 1150


من سمات الشاب المسلم

- من سمات الشاب المسلم أنه يعظم شعائرَ اللهِ، ولا يتجرأ على انتهاك الحرمات، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الْحَجِّ: 32).
- من أعظم سمات الشاب المسلم توحيده لله، وإقراره بربوبيته؛ فلا يشوب عقيدتَه شيءٌ من الشرك والأباطيل والبِدَع والخرافات، بل قلبُه معلَّق بربه، متوكِّل عليه، يعلم أن الله وحدَه مالكُ النفع والضر، والعطاء والمنع؛ فلا يأتي شيئًا يُخالِف منهجَ التوحيد، ولا يرتكب أمرًا ينافي الاعتقادَ الصحيحَ، وهو حَذِرٌ فَطِنٌ لا يرضى ما يُفسِد عقيدتَه ويلوِّث فطرتَه.
- ومن سمات الشاب المسلم أنه يتخلَّق بأخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي هي أخلاق القرآن: قال -تعالى-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4).
- ومن سمات الشاب المسلم أنه بار بوالديه، رحيم بهما، محسن إليهما، قال -تعالى-: { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23).
- الشاب المسلم لا يرفع صوته على شيخ مُسِنٍّ، ولا ضعيف مسكين؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا».
- ومن سمات المسلم استزادته من العلم النافع كما قال -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}(طه: 114)، ليَدفَع الجهلَ عن نفسه، ويعمل على بصيرة، فكلما ازداد العبد علمًا بالله كان أكثرَ صلةً به وأقوى إيمانًا، وأصلبَ عقيدةً، وأبعدَ عن الشكوك والوساوس والأوهام.
من أخطر مشكلات الشباب: الصحبة السيئة
إن الصحبة السيئة من أخطر المشكلات التي تواجه الشباب؛ ولذا يقول النبي- صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، ولخطورة ذلك يوضح النبي- صلى الله عليه وسلم - صفات الصديق الطيب فيقول: «لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ» (رواه الترمذي), ويحذر القرآن من مصاحبة الأشرار وترك مصاحبة الأخيار؛ فقال الله -تعالى-: {وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيْدُ زِيْنَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتََّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف 28)؛ فالصحبة السيئة تجلب المفسدة في الدنيا والندم في الآخرة، كما قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً(27) يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً} (الفرقان: 27- 29) فالمنكرات التي يقترفها الشباب إنما هي من نتائج الصحبة السيئة.
الحب في الإسلام
مشاعر الحب من الأمور التي لا يستغني عنها الإنسان الباحث عن الاستقرار النفسي؛ لذا حرص الإسلام على ضبط هذه المشاعر بما يُحقِّق للنفس السعادة والاطمئنان، ومن أنواع الحبِّ في الإسلام ما يلي:
(1) حبُّ الله ورسوله
وهو من شروط الإيمان، ولا يكتمل الإيمان إلا به: «ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلا لِلهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ».
(2) حبُّ العلماء والصالحين
كما في الحديث السابق: «وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلا لِلهِ»، وقِيلَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: الرَّجُلُ يُحِبُّ القَوْمَ ولَمَّا يَلْحَقْ بهِمْ؟ قالَ: «المَرْءُ مع مَن أحَبَّ».
(3) حبُّ الوالدَين والأقارب
يُفطَر الإنسان على حبِّ والدَيه لإحسانهما إليه، وعطفهما عليه، وقيامهما بتلبية احتياجاته حتى أصبح كبيرًا قادرًا.
(4) حبُّ الزوجة والأولاد
حيث إنّه يميل ويسكن إلى زوجته بالفطرة، وكذلك الولد.
(5) حبُّ كل ما يحبه الله
من الأقوال والأعمال والقُرُبات؛ فكلَّما ازدادت محبة العبد لها، ازدادت مكانته ومحبَّته عند الله.
وقد وعَدَ الله -تعالى- المتحابِّين فيه بأنّهم يستظلُّون بظلِّ عرشه يوم القيامة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «سبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ» -وذكر منهم-: «وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللهِ».
الأخوة الإيمانية مواقف لا تنسى
- ما كان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ينساها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم تخلّف عثمان - رضي الله عنه - عن بيعة الرضوان، فيضع النبي يده الأخرى قائلًا: وهذه يد عثمان.
- وما كان كعب بن مالك - رضي الله عنه - ينساها لطلحة - رضي الله عنه - يوم أن ذهب إلى المسجد متهللًا بعد أن نزلت توبته، فلم يقم إليه أحد من المهاجرين إلا طلحة - رضي الله عنه - قام فاحتضنه وآواه بعد غياب واقتسم معه فرحته.
- وما كانت عائشة -رضي الله عنها- تنساها للمرأة التي دخلت عليها في حديث الإفك، وظلت تبكي معها دون أن تتكلم وذهبت.
- وما كان أبو ذر - رضي الله عنه - ينساها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم تأخر عن الجيش، فلما حطّ القوم رحالهم ورأوا شبحًا قادمًا من بعيد وأحسن النبي - صلى الله عليه وسلم - الظن بأبي ذر - رضي الله عنه - أنه لن يتخلف؛ فرجا أن لو كان الشبح له، وظل يقول: كن أبا ذر، فكان.
آية وهداية
- قال ابنُ نوحٍ -عليه السلام لأبيه-: {سَآوِي *إِلَى *جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ}؛ هذا عَقْلٌ.
- فقال نوحٌ: {لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلا مَنْ رَحِمَ}، هذا وَحْيٌّ.
- {وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ}، هذه نتيجةٌ.
- فمَن قدَّم عقلَهُ على الكتاب والسُنَّةِ غرِقَ في بحار الأهواء والبدع، وكان من الخاسرين.
الحكمة ضالة المؤمن
- لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح، فإياك والوقوع في أعراض الناس، وذكر مثالبهم، والفرح بعثراتهم، وطلب زلاتهم.
- العفو ألذ من الانتقام، والعمل أمتع من الفراغ، والقناعة أعظم من المال، والصحة خير من الثروة.
- العبادة هي السعادة، والصلاح هو النجاح، ومن لزم الأذكار، وأدمن الاستغفار، وأكثر الافتقار فهو أحد الأبرار.
من أعظم أسباب فساد المجتمعات
اعلم أن من أعظم أسباب فساد المجتمعات: البعد عن شريعة رب العباد؛ فالله -عز وجل- هو خالق الخلق، وهو أعلم بما ينفعهم ويضبط سلوكهم ويصلح مجتمعاتهم، {أَلا يَعلَمُ مَن خَلَقَ وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ}، وكلما تجاوز البشر حدهم بتغيير أحكام ربهم، غلبت شريعة الغاب، وزاد ظلم الانسان لأخيه الإنسان.
ها نحن أولاء قد عُدنا
ها نحن أولاء قد عُدنا إلى المدرسة مرةًّ أخرى لتعود الهمَّةُ النشاط من جديد، من خلال:
< البُعد عن قرناء السوء، واستبدالهم بصحبة أهل الخير.
< المحافظة على الصلوات الخمس.
< المحافظة على وِرد القرآن والأذكار (ولو مع تخفيفه).
< الاجتهاد في التحصيل الدراسي بالمدرسة.
< الاجتهاد في مشاركة الأنشطة المدرسية.
منقول



ابوالوليد المسلم 02-01-2023 09:51 AM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين - 1151


واجب الشباب تجاه القرآن


مع كثرة الفتن وتتابعها في زماننا، وانفتاح أبواب الشهوات على مصارعها أمام الشباب خصوصًا ؛ كان لابد من توجيه كل شاب إلى أهم أسباب النجاة والعصمة، إلى حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، ألا وهو كتاب الله الذي من تمسك به فلن يضل أبدًا، فالشباب اليوم أحوج ما يكون إلى معرفة كيف يتعامل مع القرآن الكريم؟
(1) الإيمان بالقرآن والتصديق به
يجب على العبد المسلم الإيمان والتصديق بالقُرآن؛ وذلك لِما فيه من بيانٍ لأصول العقيدة الثابتة، كتوحيد الله -تعالى-، وإثبات نُبوّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإثبات اليوم الآخر؛ فمَن صدَّق به، وبما جاء فيه، فقد أفلح ونجا في الدُّنيا والآخرة، ومَن كذّب به، فقد كفر وعَرَّض نفسه للهلاك.
(2) تلاوة القرآن حَقّ التلاوة
اهتمّ السَّلَف الصالح -رضي الله عنهم- بالقُرآن الكريم في جوانبه جميعها، ومن واجب المُسلمين تجاه القُرآن الحِرص على تلاوته، وتجويده، وتدبُّر معانيه، وفَهْمها، من خلال الاهتمام بعلم التجويد، ومعرفة أحكامه؛ سواء بالاستماع إلى مَن يُجيد تلاوته، أم بقراءته على شيخٍ مُتقِن.
(3) تدبُّر القرآن الكريم
تدبُّر القُرآن الكريم من أفضل الطاعات، والعبادات؛ لأنّ الإنسان يفهم من خلال تدبُّره المقصود من كلام ربّه -عزّوجلّ-، وهذه إحدى الغايات التي أُنزِل القرآن لأجلها، قال -تعالى-: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
(4) العمل بالقرآن الكريم
العمل بالقُرآن يكون باتِّباع أحكامه، والالتزام بأوامره، وآدابه، وقد سُئِلت عائشة -رضي الله عنها- عن خُلُق النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فأجابت بقولها: «كان خلقُه القرآنَ»، أي أنّ أخلاقه كانت تطبيقاً عمليّاً لشرائع القُرآن الكريم وأحكامه.
(5) تعظيم القرآن ومَحبّته
يُعَدُّ تعظيم القُرآن من أعظم حقوقه، ويكون تعظيمه تعظيمًا للقاء الله -تعالى-، ولِما جاء فيه من البَيِّنات والإعجاز، وفي ذلك اعترافٌ بفَضله على الناس؛ فهو سببُ إخراج العرب من الجَهل إلى العِلم، ومن الظلام إلى الحضارة والمعرفة.
(6) تعلُّم القرآن وتعليمه والدعوة إليه
العلم بالقُرآن وتعليمه من أفضل العلوم، والجَمع بينهما أكثر كمالاً؛ لأنّ نَفعه يتعدّى إلى غيره؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ»، وهذه من صفات المؤمنين الصادقين المُتّبِعينَ الأنبياء، ومن حُقوق القرآن التامّة حَقّ تعليمه الأبناءَ، والزوجة، وأهل البيت.
شباب الصحابة والقرآن
لقد كان الحرص الذي تمتع به شباب الصحابة -رضوان الله عليهم- على القرآن الكريم مدعاة لأن يفوقوا غيرهم؛ حتى أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - باستقراء القرآن من أربعة، ثلاثة منهم من الشباب وهم: معاذ بن جبل، وعبدالله بن مسعود، وسالم، -رضي الله عنهم- جميعًا، قال - صلى الله عليه وسلم -: «استقرؤوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبَيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، قال: لا أدري بدأ بأبي أو بمعاذ».
الفتى المعلم
قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: كنت غلاماً يافعًا أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر - رضي الله عنه - وقد فرا من المشركين، فقالا: يا غلام هل عندك من لبن تسقينا؟ قلت: إني مؤتمن ولست ساقيكما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هل عندك من جذعه لم ينز عليها الفحل؟» قلت: نعم، فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح الضرع، ودعا فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر - رضي الله عنه - بصخرة منقعرة فاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكر، ثم شربت، ثم قال للضرع: أقلص فقلص، فأتيته بعد ذلك فقلت: علمني من هذا القول قال: «إنك غلام معلم»، قال: فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد» وهو الذي استقرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، كما في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «اقرأ علي» قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إني أشتهي أن أسمعه من غيري»، قال: فقرأت النساء حتى إذا بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} قال لي: «كف، أو أمسك» فرأيت عينيه تذرفان.
فوائد من دروس الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر

خطورة مرحلة الشباب
الشيخ. عبدالرزاق عبدالمحسن البدر
ينبغي على كلِّ شابٍ أن يرعى لهذه المرحلة مكانتها، وأن يدرك خطورتها، وأن يزُمَّ نفسه فيها بزمام الشرع؛ فإن الشباب في الغالب يصحبه سفهٌ وطيش واندفاعٌ وعجلة، فإذا لم يروِّض الشاب نفسه بصحبة الشيوخ وملازمة العقلاء واستشارة أهل الحلم والألباب، فإنه يُهلك نفسه غاية الهلكة في شبابه، وكم من شاب بسبب طيش الشباب وسفهه وعجلته أهلك نفسه وغيره! ولهذا جاءت النصوص منبهةً على خطورة هذه المرحلة وعظم شأنها ووجوب اغتنامها والحذر من إضاعتها والتفريط فيها.
احذر أن تكون من هؤلاء!
نجح أعداء الإسلام في سلْب عقول كثير من الشباب المسلم، وطمس هويته، وقطع الصلة بينه وبين الجيل الفريد، وهذا أمر نراه رأي العين، لا يحتاج إلى بيان؛ فالناظر إلى أحوال هؤلاء اليوم يصاب بالدهشة وخيبة الأمل؛ حيث يجد أمامه شبابًا ليس له هدف، همّه الأول إشباع رغباته وشهواته، ويسعى لتضييع أوقاته.
الأمر لا يقف عند مجرد الحفظ
ولم يكن الأمر لدى شباب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعلم القرآن واقفًا عند مجرد حفظه وإقامة حروفه، بل كانوا يتعلمون أحكامه وحدوده؛ فالحفظ وسيلة إلى ما بعده من المداومة على التلاوة والقراءة، والتدبر والوقوف عند المعاني، ومن ثم أخذ النفس بها، والالتزام بما دلت عليه، كما قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهنَّ حتى يعرف معانيهنَّ، والعمل بهنَّ».
الاقتداء بشباب الصحابة
إذا كانت الأمة بأسرها مطالبة باتباع الرعيل الأول، والسلف الصالح (أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم )؛ لسلامة دينهم وعقيدتهم ومنهجهم، ولشهادة الله لهم ورضاه عنهم؛ فإن شباب اليوم أحوج ما يكونون إلى الاقتداء بشباب الصحابة -رضوان الله عليهم- في كل أحوالهم عموما، وفي تعاملهم مع القرآن خصوصا؛ ففي ذلك السلامة من الفتن، والانتصار على الشهوة، وعلو الهمة، ورفعة الدرجة في الحياة وبعد الوفاة.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام فلاح

غزوة بدر والعمل الجماعي
قَالَ الحُبَابَ بْنَ الْمُنْذِرِ في غزو بدر للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْت هَذَا الْمَنْزِلَ؟ أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ اللهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ؟ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «بَلْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ» . فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمَنْزِلِ، فَانْهَضْ بِالنَّاسِ حَتَّى نَأتِيَ أَدنَى مَاءٍ مِنْ الْقَوْمِ (أي المشركين)، فَنَنْزِلَهُ ثُمَّ نُغَوِّرَ (نُخَرِّبَ) مَا وَرَاءَهُ مِنْ الآبار، ثُمّ نَبْنِيَ عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَمْلَؤُهُ مَاءً، ثُمَّ نُقَاتِلَ الْقَوْمَ، فَنَشْرَبَ وَلا يَشْرَبُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ أَشَرْت بِالرّأْيِ». (رواه ابن إسحاق) نستخلص من هذا الموقف فوائد عدة:
1- العمل الجماعي يُساعد على إضافة تجارب وخبرات كل فرد إلى موارد الفريق، ومن ثم تزداد القدرة الإجمالية للعمل.
2- تشجيعُ القائد للأفكار الجديدة التي يطرحها أفراد الفريق.
3- الشورى تكون فيما لا نصَّ فيه، لقول الحُبَابِ: «أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ اللهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ» .
4- من فوائد الموقف المهمة: حُسن العَرضِ وإبداءِ الرأي لدى الأفراد، وحُسن الاستماع لدى القائد.
منقول




ابوالوليد المسلم 16-01-2023 09:53 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين - 1152


واجب الشباب تجاه القرآن




الحفاظ على الهوية ...مقصد مهم للمؤمن، فهويتنا هي ديننا، وعقيدتنا، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ومنهجنا الإيماني العظيم.
والأمم جميعها تسعى للحفاظ عليها، فهي التي تحقق ذاتها، ومقوماتها هي العناصر التي تجتمع عليها الأمة.
والهوية الإسلامية هي الانتماء إلى الله ورسوله، وإلى دين الإسلام وعقيدة التوحيد، التي أكمل الله لنا بها الدين، وأتمَّ علينا بها النعمة، وجعلَنا بها الأمة الوسط وخيرَ أمة أخرجت للناس.
وبهذا تميز الأمة الإسلامية عن غيرها، تمييزا يشمل كل جوانب الحياة، فقد بيَّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم جميع مناحي الحياة خيرها وشرها، ودلَّنا على الخير فيها وحذَّرنا من الشر، كما في حديث أبي الدرداء: «ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائر يقلب جناحيه في السماء إلا وأعطانا منه علماً»، وهذا مصداق قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، وتحقيقاً لقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}.
والهوية هي مصدر العزة والكرامة للأمة {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}، فهي تربط بين أبنائها برباط وثيق من الأخوة والمحبة، فهم كالجسدٌ الواحد، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحمى» متفق عليه.
إذن فالحفاظ على هويتنا الإسلامية من أهم الواجبات التي يجب أن نحافظ عليها ونتمسك بها ونسعى لتعزيزها،
الذين يطيلون الآمال
قال الشيخ ابن جبرين -رحمه الله-: في ذكر الموت ما يزهد الإنسان في الدنيا ويرغبه في الآخرة، ويحثه على الاستعداد للموت قبل نزوله، حتى يأتيه أجله وهو على أتم استعداد، ولا يأتيه وهو مفرط أو مقصر، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني»؛ فإن الذين يطيلون الآمال ويتوهمون أنهم سيعيشون كذا وكذا، وأنهم سوف يكتسبون ويتصدقون ونحو ذلك، هؤلاء قد تقطع عليهم آمالهم فلا يحصلون على ما أملوا.
الشباب وإثراء الحضارة الإسلامية
كان للشباب المسلمين قديماً دور حيوي في إثراء الحضارة الإسلامية، فكانت أعمارهم تتفاوت بين العشرين والثلاثين عاماً، عندما كانوا رواداً وقادةَ حرب وملوكاً وعلماء وفلاسفة، ومن أبرز هؤلاء الشباب هارون الرشيد وهو أشهر خلفاء العباسيين في العصر الذهبي الإسلامي؛ ففي عمر 15 عاماً كان قائداً للجيش العباسي، وتولى الخلافة في العشرين من عمره، وأيضاً محمد بن قاسم الثقفي في عمر 17 عاماً فتح بلاد السند (باكستان اليوم)، وعبدالرحمن القرشي (صقر قريش) ففي عمر 25 عاماً أقام إمارة أموية في الأندلس (إسبانيا اليوم) حتى جعلها مقرا لملكه، أما عبدالرحمن الناصر لدين الله في عمر 23 عاماً تولى حكم الأندلس، واستمر حكمه 50 عاماً، أسس مدينة الزهراء واتخذها عاصمة له، وتميز عهده بالنهضة العمرانية، أما السلطان محمد الفاتح، ففي عمر 14 عاماً حكم الدولة العثمانية (اسطنبول اليوم)، وفي عمر 21 عاماً أعد جيشاً مكوناً من أكثر من ربع مليون جندي وفتح القسطنطينية.
قصة وعبرة
الساعي في الخير
يحكى أنَّ رجلا في بلاد الهند قديمًا سرق قطيعا من الخراف؛ فقبضوا عليه ووشموا على جبهته بـ(س.خ) أي سارق خراف، ولكن الرجل قرر التوبة والتغيير!
في البداية تشكك الناس منه، لكنه أخذ يساعد المحتاجين ويمد يد العون للجميع (الغنى والفقير)، ويعود المريض، ويعطف على اليتيم، وبعد سنين مر رجل بالقرية فوجد رجلا عجوزاً موشوماً، وكل من يمر عليه يسلم عليه ويقبل يده، والرجل يحتضنهم.
وهنا سأل الرجل أحد الشباب عن الوشم الموجود على جبهة هذا العجوز ما معناه؟
فقال الشاب: لا أدرى، لقد كان هذا منذ زمن بعيد وهو يعني: (الساعي في الخير).
العبرة من القصة
- إنّ ما يبدو لك أحياناً وكأنه النهاية، كثيراً ما يكون بداية جديدة، المهم أن تصدق الله في التغيير.
- ليست للكلمات أي معنى سوى المعاني التي نعطيها لها.
- السبيل الوحيد لجعل البشر يتحدثون خيراً عنك، هو قيامك بعمل طيب.
من طرائف الحكمة
الإسلام لا يأبى أن نقتبس النافع، وأن نأخذ الحكمة أنّى وجدناها، ولكنه يأبى كل الإباء أن نتشبه في كل شيء بمن ليسوا من دين الله، وأن نطرح عقائد الإسلام وفرائضه وحدوده وأحكامه، لنجري ونلهث وراء قوم فتنتهم الدنيا واستهوتهم الشياطين.
اتجاه معاكس
عندما تدخل مواقع التواصل وتشاهد ملايين المسلمين غاضبين لأحوال الأمة ومآسيها وللمسجد الأقصى وما يحدث فيه، ثم تدخل المسجد لصلاة الفجر ولا ترى إلا خمسة أشخاص فقط أغلبهم من كبار السن، حينها تدرك أن النصر بعيد عن هذه الأمة، قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: «اليهود لا يخافون إلا من رجوع المسلمين إلى منهج السلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم أجمعين.
غزوة بدر والعمل الجماعي
قَالَ الحُبَابَ بْنَ الْمُنْذِرِ في غزو بدر للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْت هَذَا الْمَنْزِلَ؟ أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ اللهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ؟
قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «بَلْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ».
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمَنْزِلِ، فَانْهَضْ بِالنَّاسِ حَتَّى نَأتِيَ أَدنَى مَاءٍ مِنْ الْقَوْمِ (أي المشركين)، فَنَنْزِلَهُ ثُمَّ نُغَوِّرَ (نُخَرِّبَ) مَا وَرَاءَهُ مِنْ الآبار، ثُمّ نَبْنِيَ عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَمْلَؤُهُ مَاءً، ثُمَّ نُقَاتِلَ الْقَوْمَ، فَنَشْرَبَ وَلا يَشْرَبُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ أَشَرْت بِالرّأْيِ». (رواه ابن إسحاق)
نستخلص من هذا الموقف أن العمل الجماعي يُساعد على إضافة تجارب وخبرات كل فرد إلى موارد الفريق، ومن ثم تزداد القدرة الإجمالية للعمل.
- تشجيعُ القائد للأفكار الجديدة التي يطرحها أفراد الفريق.
- الشورى تكون فيما لا نصَّ فيه، لقول الحُبَابِ: «أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ اللهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلا نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ».
منقول







ابوالوليد المسلم 28-01-2023 12:02 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين - 1153
الفرقان






من واجبات الشاب المسلم - حفظ الدين بحفظ العلم وتبليغه

إن حفظ العلم وتبليغه واجب على كل مسلم، والشباب المسلم يقع على عاتقهم العبء الأكبر في ذلك؛ فهم الأقدر على الحفظ وطلب العلم وضبطه وتبليغه، وقد سطع نجم الكثير من شباب الصحابة في هذا الميدان؛ فهذا عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- يسارع ويبادر في طلب العلم اغتنامًا منه بوجود كبار الصحابة -رضي الله عنهم-.
وفي رواية عكرمة بيان لحال ابن عباس في طلب العلم، فعن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت لرجل من الأنصار: يا فلان، هلم فلنسأل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس، أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من ترى؟ فترك ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه، وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، فتسفي الريح على وجهي التراب، فيخرج فيراني، فيقول: يا بن عم رسول الله ما جاء بك؟ ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول: لا، أنا أحق أن آتيك فأسأله عن الحديث، قال: فبقي الرجل حتى رآني، وقد اجتمع الناس علي، فقال: «كان هذا الفتى أعقل مني».
من فوائد دروس الشيخ عبدالرزاق البدر صفات من يقتدى بهم
قال ابن القيم -رحمه الله- في الكلام على قوله -تعالى-: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف: 28)، فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر أو هو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى، وهو من أهل الغفلة، وأمره فرط لم يقتد به ولم يتبعه، فإنه يقوده إلى الهلاك، ومعنى الفرط قد فسّر بالتضييع، أي: أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به، وبه رشده وفلاحه ضائع قد فرط فيه، وفسّر بالإسراف، أي: قد أفرط، وفسّر بالهلاك، وفسّر بالخلاف للحق، وكلها أقوال متقاربة، والمقصود أن الله -سبحانه وتعالى- نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات.
الصدق أساس شخصية المسلم
من أهمّ الأخلاق التي دعانا ديننا الحنيف إلى التَّخلُّق بها، وتحرِّيها، خلق الصدق، وللصدق مظاهر متعدّدة في حياتنا، فهو يظهر في حديث الفرد، كما يظهر في تصرفاته وأفعاله، والصدق قيمة أساسية من مكونات قيمة الاحترام؛ إذ لا يكتمل احترام الفرد بغير الصدق مع الله، ثم مع نفسه والآخرين، فالصدق ليس مجرد صفة فردية، بل هو خلق يؤثر في الناس، ويؤثر على النفس في الدنيا، وأما في الآخرة، فهو منجاةٌ لصاحبه من النار، وفوزٌ برضوان الله وجنته، ويكفى الصادقين فخرًا أن الصدق هو الصفة التي اشتهر بها سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - (الصادق الأمين)، وهذه القيمة هي أساس شخصية الإنسان المسلم.
من صفات الشاب المسلم
قال الشيخ: عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: الشاب المسلم مطيع لربه -تعالى-، فلا يسمع أمراً من الشرع إلا ويكون أول المستجيبين له، ولا نهياً إلا ويكون أول المبتعدين عنه، وقد استحق مثل هذا الشاب الثواب الجزيل يوم القيامة في أن يكون في ظل عرش ربِّه -تعالى-، في وقت تدنو الشمس بلهيبها فوق رؤوس الخلائق، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ» (متفق عليه).
شبابنا وطلب العلم
على الشباب أن يستغلوا ما أنعم الله به عليهم من صحة وفراغ في طلب العلم، وتربية النفس وتهذيبها وتعويدها على الطاعة، وقد نبَّه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إلـى غفلة الكثير من الناس عن هذه النعم؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان من نعم الله مغبون فيها كثير من الناس: الصحة والفراغ»، قال ابن بطال: (كثير من الناس) أي أن الذي يوفق لذلك قليل أهـ. فكثير من الشباب يتوفر لديهم أوقات كبيرة؛ إذ لا مسؤولية عليهم ولا أعباء أسرية تلاحقهم، وهم في مرحلة توقُّدِ الذهن وحضور البديهة وفي قمة النشاط العقلي، فما أجمل أن يتوجه هؤلاء الشبيبة إلى طلب العلم الشرعي والنهل من كنوز الكتاب ومعين السنة المطهرة، وميراث سلف الأمة وتاريخهم.
علمني شيخي
علمني شيخي أن كل الحواجز التي نضعها بينَنا وبين القرآن أوهام، وأن كل الأعذار التي تثنينا عن نيلهِ واهية، وأن من اعتقد أن القرآن يأخذ من وقته فذاك لم يعرِف حقيقةَ القرآن، ومن بخِل على القرآن بالوقت والجهد فإنما بخِلَ على نفسه بالهداية والسَّعد، وإني قد وجدتُ ما علّمَني حقّا.
احذر أن تكون من هذا الصنف!
احذر أن تكون من الشباب المنحرف في عقيدته، المتهوِّر في سلوكه، المغرور بنفسه، المنغمر في رذائله، الذي لا يقبل الحق من غيره، ولا يمتنع عن باطل في نفسه، أناني في تصرفه، كأنما خلق للدنيا وخلقت الدنيا له وحده، شباب عنيد، لا يلين للحق، ولا يقلع عن الباطل، شباب لا يبالي بما أضاع من حقوق الله، ولا من حقوق الآدميين، شباب فوضوي، فاقد الاتزان في تفكيره، وفاقد الاتزان في سلوكه وتصرفاته، شباب معجب برأيه، كأنما يجري الحق على لسانه، فهو عند نفسه معصوم من الزلل، أما غيره فمعرض للخطأ والزلل ما دام مخالفا لما يراه.
قالوا عن النجاح
في الحياة
- لا توجد حدود لما يمكن أن تفعله أو تمتلكه في الحياة؛ فأنت أقوى مما تتخيل.
- يجب عليك الآن فعل الإجراءات التي من شأنها أن تدفعك نحو طموحاتك وأهدافك.
- المماطلة ستؤخر تقدمك فقط.
- يجب أن تصبر وتثابر وتستمر حتى تحقق هدفك.
- يجب أن توسع باستمرار معرفتك ومهاراتك، فكلما تعلمت أكثر، أصبحت أكثر نجاحًا.
- يجب أن تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين يدفعونك نحو النجاح.
- السلبية سوف تؤخرك وتمنعك من تحقيق أهدافك.


ابوالوليد المسلم 11-02-2023 06:29 AM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين - 1154

الفرقان


من حقوق الصديق في المجالس

جميل جدا أن تكون العلاقة بين الأصدقاء والمزاح في إطار الحدود، ولكن الأجمل احترام المشاعر في المزاح، ولا سيما في المجالس العامة، ومن الملاحظات التي يجب تجنبها مع الصديق ولا سيما في المجالس عدم احترام المشاعر، ولا سيما في الأمور التي قد تضايقهم أو تغضبهم.
وهذا أمر خطير قد يؤدي إلى القطيعة أو التنافر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ» رواه مسلم.
ومن الأدب مع الصديق ألا تمازحه في شيء يذكره بموقف سيئ أو بشيء أنت تعلم أنه يغضبه أو يؤذيه، وتأتي في المجلس تمازحه به، وإذا فعلت وتسببت بأذاه او بغضبه فأنت آثم لا محاله، قال الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.
ومن الأدب مع الصديق: عدم تقديم النصيحة له أمام الجميع؛ لأنه لن يقبل منك حتى ولو كنت على حق، قال الشاعر:
تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس شيء
من التوبيخ لا أرضى استماعه
فحافظوا على ود بعضكم، وأفصحوا بحبكم لبعض، وهذه الدنيا قصيرة وما سميت دنيا الا لدناءتها، وهذه الدنيا ممر وليست مستقرا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا».
نصيحة لمن أراد أن يتغير ليتقدم
- أولا: لا تصاحب إلا الشخصية الجادة الحريصة على وقتها.
- ثانيًا: اجعل جزءًا كبيرًا من قراءتك خاصا بسير الكبار الذين أثَّروا في الناس.
- ثالثًا: اصبر وتجلَّد؛ فإن المتعجل مكانه في ذيل الأمم.
- رابعًا: لا تملّ من التطوير والتدريب والاطلاع، فالتوقف يجعلك تعيش في زمن متأخر.
- خامسًا: تواضع مهما ارتفعت، وابذل وقتك لمن يستحق، ولا تنس أنك عبدٌ لله.
- سادسًا: الدعاء المستمر بالتوفيق مع الاهتمام الخاص بالصلاة.
مفهوم الأخوة الإيمانية
هي الرابطة القائمة على وحدة الدين؛ فهي أسمى الروابط؛ لأنها تقوم على أساس الإيمان بالله، وترتكز على المحبة في الله. قال -تعالى-: {إِنَّمَا الْمُومِنُونَ إِخْوَةٌ}
أسس الأخوة الإيمانية
- هي القائمة على المحبة الخالصة لله -تعالى- لا تشوبها مطامع الدنيا.
- هي نعمة من الله لا يقصد بها إلا مرضاة الله -تعالى.
- الأخوة الإيمانية شرط في كمال الايمان.
- تقوم على التعاون على البر والتقوى.
- تقوم على التواصي بالحق والصبر.
- أساسها المناصرة والتأييد والمؤازرة في الحق.
- قوامها الدعاء بظهر الغيب وحب الخير.
أعمال تنافى حقوق الأخوة
السخرية والاحتقار: حرم الله -تعالى- احتقار المسلم أخاه، والاحتقار من حقر يحقر بمعنى ذلَّ، فالحقر يعنى الذلة والتصغير والتقليل والاستهانة بالآخر، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ}.
التنابز بالألقاب: والتنابز هو التداعي بالألقاب المكروهة، كأن ينادى الشخص بأقبح أسمائه ازدراءً له وتعيرا به، فقد نهي الله -تبارك وتعالى- عن ذلك؛ فقال: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
سوء الظن قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: « إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث».
- التجسس: قال -تعالى-: {ولاتجسسوا}.
- الغيبة: حرم الله -تعالى- الغيبة، وهي ذكر المسلم أخاه بما يكره في غيابه، قال -تعالى-: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}
الصحابي الذي لقب بحميِّ الدَّبَرِ
فإن هذا اللقب (حميُّ الدَّبَرِ) وهو (زنابيرُ النَّحلِ)، أطلق على الصحابي الجليل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح - رضي الله عنه - أحد السابقين الأولين من الأنصار، وهو خال عاصم بن عمر بن الخطاب.
ولقب بهذا اللقب لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بعث عشرة من أصحابه عليهم عاصم بن ثابت؛ فلما كانوا بالرجيع، ذُكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان؛ فنفروا لهم بمائة رجل رامٍ؛ فاتبعوا آثارهم؛ فلما أحس بهم عاصم وأصحابه -رضي الله عنهم- لجؤوا إلى مكان مرتفع؛ فأحاط بهم القوم، فقالوا انزلوا ولكم العهد والميثاق ألا يقتل منكم أحد، فقال عاصم:لا والله لا ننزل في ذمة كافر، اللهم بلغ عنا نبيك السلام؛ فقاتلوهم، فقتل منهم سبعة منهم عاصم وأسر ثلاثة.
وحين قتل عاصم أراد المشركون أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد (امرأة من قريش بمكة)، وكانت نذرت أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر؛ لأنه قتل ابنيها يوم أحد وبعض أشراف قريش يوم بدر؛ فمنعهم الدبر(زنابيرُ النَّحلِ) من الاقتراب منه فقالوا: دعوه حتى يمسي فيذهب عنه ثم نأخذه؛ فبعث الله الوادي (أي بسيل جارف)؛ فاحتمل عاصما فلم يجدوه.
وكان عاصم قد عاهد الله عهدا ألا يمس مشركا، ولا يمسه مشرك بعد ما أسلم، فكان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعه: حفظ الله العبد المؤمن: كان عاصم قد وفي له في حياته، فمنعه الله منهم بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته.
الإسلام النعمة المغفول عن شكرها
إن مثل المسلم، كمثل رجل مسافر، سلك الطريق الصحيح الموصل إلى مطلوبة (المكان الذي يريد الوصول إليه)، فهو وإن تلكأ في سيره وتباطأ إلا أنه سيصل إلى وجهته، وإن مثل غير المسلم كمثل رجل ضل الطريق من الأساس، فهو وإن اجتهد في السير وأسرع، فلن يزيده اجتهاده إلا بعدا؛ فالمسلم الموحد -وإن أخطأ وعصى- يغفر الله له بفضل توحيده، وأما غير المسلم وإن عمل أعمال الخير، فإنها لا تنفعه في الآخرة بشؤم شركه بالله العلي، قال -تعالى- {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}، فاشكر الله أيها المسلم، واجتهد ألا تخدش توحيدك لربك، واعلم أن للموحدين قدرا كبيرا عند الله.
استمر في صناعة سفينة نجاتك
عندما تكون إنسانًا مستقيمًا في بيئة تغرق في بحر من العِوج والفساد، فإن هؤلاء ينظرون إليك على أنك أنت الأعوج الوحيد بينهم، فلا تلتفت لهم، واستمر في صناعة سفينة نجاتك، ولا تنشغل كثيرًا بمن يشيرون إلى عوجك، فإن الماء لا يحمل الكسالى ولا المستهزئين.
الحقوق المترتبة
على الأخوة الإيمانية
قال - صلى الله عليه وسلم -: «حق المسلم على المسلم ست قيل: ما هن يا رسول الله قال: إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبع جنازته».


ابوالوليد المسلم 12-02-2023 09:23 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين - 1155



الفرقان
خمسة أسباب للثبات على الحق



إن نعمة الإسلام والثبات عليها نعمة عظيمة؛ حيث إنها قضية مصيرية عليها المآل في الآخرة وعليها الاطمئنان والسكينة في الدنيا؛ فاحرص -أخي الشاب الكريم- على البحث عن أسباب الثبات، وسارع إلى تطبيقها، وحافظ عليها، ومن جملة تلك الأسباب ما يلي:
(1) اللجوء إلى الله وإعلان الافتقار إليه ودعاؤه؛ فليس بالعبد غناء عن ربه طرفة عين، فإن لم يثبته ربه ضل وهلك وقد قال الله -عز وجل- لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً}.
(2) تدبر القرآن ومدارسته والعمل به، قال -تعالى-: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين}.
(3) العمل بطاعة الله والكف عن معاصيه؛ فالطاعات أغذية للقلوب، كما أن المعاصي سموم تصيب القلب في مقتل، قال الله -تعالى-: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً}.
(4) كثرة ذكر الله -عز وجل-؛ فالله -جل وعلا- يقول: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، فكثرة الذكر تقوي القلب والبدن، فيستعان بالذكر في مواجهة الفتن والابتلاءات وعند ملاقاة الأعداء.
(5) القرب من العلماء الربانيين؛ فإن العلماء هم ورثة الأنبياء الذين يأخذون بأيدي أتباعهم إلى الله، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله واصفًا شيخه ابن تيمية رحمه الله-: وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحاً وقوة ويقينا وطمأنينة.
هكذا ينبغي للمؤمن دائمًا أن يسأل الله-تعالى- الثبات على الحق
قال سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: المشروع للمؤمن دائمًا أن يضرع إلى الله -جل وعلا- ويدعوه -سبحانه- أن يثبته على الحق، وأن يمنحه العلم النافع، والعمل الصالح، والفقه في الدين، هكذا ينبغي للمؤمن دائمًا يسأل ربه الثبات على الحق، فيقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم إني أسألك الثبات على الحق، اللهم وفقني للاستقامة على الحق، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم أحسن خاتمتي، ويكثر من ذكر الله في ليله ونهاره، هذا من أسباب الثبات على الحق؛ لأن انقلابه عن الحق من أعظم أسبابه الغفلة والإعراض، أو صحبة الأشرار، أما من أكثر من ذكر الله، ولازم الحق، وصحب الأخيار، فسنة الله في مثل هذا التوفيق والهداية والثبات.
وصايا للشباب
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: أيها الشاب الموفق: هذه وصايا أنصحك بها نصيحة محب مشفق، إن أخذت بها كانت موجبةً لنجاتك وسببًا لفلاحك وسعادتك في دنياك وأخراك:
- عليك أن تصون شبابك وتحفظه، بأن تتجنب الشرور والفساد بأنواعه، مستعينا في ذلك بالله متوكلًا عليه وحده -جل في علاه.
- وعليك أن تكون محافظًا تمام المحافظة على فرائض الإسلام وواجبات الدين ولاسيما الصلاة، فإن الصلاة عصمةٌ لك من الشر وأمَنَةٌ لك من الباطل، والصلاة معونة على الخير ومزدجر عن كل شر وباطل.
- وعليك أن تكون مؤديا حقوق العباد التي أوجبها الله عليك وأعظمها حق الأبوين فإنه حق عظيم وواجب جسيم.
- وعليك أن تكون قريبًا من أهل العلم وأكابر أهل الفضل، تستمع أقوالهم، وتسترشد بفتاواهم، وتنتفع بعلومهم، وتستشيرهم فيما أهمَّك.
- وعليك أن تعمل في أيامك ولياليك على تحصين نفسك بذكر الله -جل وعلا-، وأن تكون مواظبًا على الأذكار الموظفة في الصباح والمساء وأدبار الصلوات والدخول والخروج والركوب ونحو ذلك؛ فإن ذكر الله -عز وجل- عصمةٌ من الشيطان وأمَنَةٌ لصاحبه من الضر والبلاء.
- وعليك أن يكون لك وردٌ يومي مع كتاب الله ليطمئن قلبك؛ فإن كتاب الله -عز وجل- طمأنينة للقلوب وسعادةٌ لها في الدنيا والآخرة {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد:28).
- وعليك أن تكثر من دعاء الله -عز وجل- أن يثبِّتك على الحق والهدى، وأن يعيذك من الشر والردى؛ فإن الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة.
- وعليك أن تكون حريصًا على مرافقة الأخيار ومصاحبة الأبرار، وأن تجتنب أهل الشر والفساد؛ فإن في صحبة أهل الشر العطب.
- وعليك أن تكون على حذر شديد من هذه الوسائل التي غُزي الشباب من خلالها ولا سيما شبكة المعلومات ليسلم لك دينك، ولتكون في عافية من أمرك، والعافية لا يعدلها شيء.
- وعليك أن تكون على ذكرٍ دائما أنك ستقف يومًا بين يدي الله ويسألك فيه عن هذا الشباب فيما أمضيته وأفنيته؟ {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}(الطور:26ـ27) .
نماذج من الثبات على الحق
لقد ضرَب الصحابة والتابعون -رضوان الله عليهم- أجمعين؛ أروعَ الأمثلة في الصمود والثبات على الحق، فلم تَلِنْ لهم قناة، ولم يَخُرْ لهم عزم، حتى مكَّن الله -تعالى- لهم فانتشروا في ربوع الأرض، للإسلام مُبلِّغين وللبلدان فاتحين، حتى دان لهم العربُ والعجم، ولِمَ لا؟ وقد رأوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يتحدَّى بثباته وصموده صناديدَ قريش وكبراءهم، فلم يُساوم ولم يُهادن ولم يقبل الدَّنيَّة أبدًا.
- فهذا بلال بن رباح -رضي الله عنه- يُعذَّب في بطحاء مكة بالحجارة المُحمَّاة، فما يثنيه ذلك عن دينه ولا عن ذكر الله.
- وهذا عبدُالله بن مسعود -رضي الله عنه- يَصدَحُ بالقرآن بجوار الكعبة مُتحدِّيًا صناديد قريش حتى أوجعوه ضربًا، وهو ماضٍ في قراءته يقرع آذانهم بآيات القرآن الكريم، وعندما أشفق عليه الصحابة -رضوان الله عليهم- قال لهم: «ما كان أعداءُ الله أهونَ عليَّ منهم الآن، ولئن شِئتم لأغادينَّهم بمثلها غدًا»، قالوا: «حسبُك، فقد أسمَعْتهم ما يكرهون».
- وهذا أبو بكر الصدِّيق -رضي الله عنه- يَقِف في المشركين خطيبًا عند الكعبة، فيقوم المشركون بضربِه بالنِّعال، حتى ما يُعرف وجهُه من أنفه، وحُمِل إلى بيته في ثوبِه، وهو ما بين الحياةِ والموت، فما يثنيه ذلك عن دينه ولا عن ذكر الله


ابوالوليد المسلم 19-02-2023 03:14 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين - 1156

الفرقان
مما يعين الشباب على الوقاية من فتن الشهوات

يتهافت كثير من الشباب على مواقع الانحلال والمنتديات المنتشرة وبكثرة على الشبكة العنكبوتية، فأصبح بعضهم يقضي أمام شاشاتها الساعات تلو الساعات، يحرق زهرة عمره، ويضيع ماله ودينه قبل ذلك في مشاهدة الصور، والدخولِ في حوارات بين الجنسين من الشباب والشابات يندى لها الجبين، وتدمى لها قلوب أهل الغيرة والصلاح.
وفي هدأة الليل وسكونه، وفي غفلة من الوالدين تدور تلك المحادثات والحوارات التي تسخط الباري -جل في علاه-، وإن مما يعين على حماية الشباب لأنفسهم من تلك الفتن البعد عن مواطنها وأماكنها، قال -تعالى-: {ولا تقربوا الزنا}، فالحذر الحذر من الاقتراب من مقدمات الفاحشة! ومما يعين على ذلك غض البصر؛ فإن فيه راحة للقلب، وطمأنينة في النفس، وحلاوة يهبها الله لذلك الغاض لبصره طلبا لمرضاة الله، أما حين تطلق بصرك في الحرام فإن الحسرة لا تفارقك، والهموم لا تزايلك، ومع هذا فإنك لم تستفد شيئا من نظرك سوى الكدر والسآمة، وإن مما يعين الشاب على حماية نفسه من تلك الشهوات التأمل فيما أعده الله لأهلها يوم القيامة، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًاً}.
من آثار الذنوب والمعاصي
قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: من آثار الذنوب قسوة القلوب، وعدم تأثرها بالمواعظ والآيات والأدلة والتخويف والتحذير والإنذار؛ بحيث تسمع ولا تفقه ولا تقبل، وتزل عنها الموعظة وهي في غفلة، ولأجل شناعة الذنوب عظمت عقوبتها في الدنيا بالقتل للمرتد والزاني المحصن، والقطع للسارق وقاطع الطريق، والحبس للمحاربين، والجلد لأهل المسكرات ونحو ذلك؛ تفاديا للآثار السيئة التي يعم ضررها للمجتمعات؛ حيث إن المعصية إذا أعلنت تعدت عقوبتها؛ لقوله -تعالى-: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}، أي أنها تعم العاصي وغيره.
إياك والفراغ!
اشغل نفسك دائما إما بالحق والطاعة، وإما بشيء من المباح أحيانا، ولا تتركها فارغة فيفترسها الشيطان؛ فإن من صادق كلام السلف -رحمهم الله-: «نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وإن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية»، وهذه قاعدة لا مناص للنفس منها، وقديما قالوا: «إن الشباب والفراغ والجدة.. مفسدة للمرء أي مفسدة»، فإياك والفراغ! واعلم قيمة عمرك فلا تهدره في غير النافع المفيد، واعلم أن أهل الجنة ليس يتحسرون إلا على ساعة لم يذكروا الله فيها، فكيف بمن أضاع وقته وأمضى عمره في المعاصي والشهوات؟
المخدرات مغامرة خاسرة
لا يخطر ببال كثير من الشباب المراهقين أو حتى الكبار المدمنين أنهم غرسوا أول مسمار في نعش حياتهم الهانئة وسعادتهم الدنيوية، وأنهم فتحوا على أنفسهم باب الوقوع في تعاطي المخدرات والوقوع في براثن إدمانها، وأنهم قد أخذوا أول خطوة في طريق الضياع، ونحن هنا لا نتكلم عن نوع معين من المخدرات، وإنما نتكلم عن هذا الغول القاتل بأنواعه، فإذا خطا الشاب أو المدمن أول خطوة في هذا الطريق فقد كتب قصة نهايته بنفسه إن لم يتداركه الله برحمته؛ ذلك أن للمخدرات آثارا سلبية مهلكة صحيا واجتماعيا وأسريا وماديا وعمليا و اقتصاديا.
الشباب قوة عظيمة وفرصة لا تعوض
لا يحقر الشاب نفسه في أداء دوره، قال الزهري لبعض الشباب: «لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان إذا نزل به أمر دعا الشباب، فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم»، وقال الحسن البصري: «يا معشر الشباب، عليكم بالآخرة فاطلبوها؛ فكثيراً رأينا من طلب الآخرة، فأدركها مع الدنيا، وما رأينا أحداً طلب الدنيا، فأدرك الآخرة معها»، وقال محمد بن يوسف: «كان سفيان الثوري يقيمنا بالليل؛ يقول: قوموا يا شباب صلوا ما دمتم شباباً»، فهذا الشباب يذهب بسرعة، ثم يتأسف عليه الإنسان، قال أحمد بن حنبل -رحمه الله-: «ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كُمِّي فسقط»، يعني يذهب بسرعة.
خصال التائبين
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: لابد للتائب من العبادة والاشتغال بالعمل للآخرة، وإلا فالنفس همامة متحركة، إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، فلابد للتائب من أن يبدل تلك الأوقات التي مرت له في المعاصي بأوقات الطاعات، وأن يتدارك ما فرط فيها، وأن يبدل تلك الخطواتِ بخطوات إلى الخير، ويحفظ لحظاتِه وخطواتِه، ولفظاتِه وخطراتِه.
من سُبُل السعادة الحقيقية
أصل السعادة كلّها الإيمان بالله واتّباع شرعه والعيش في ظلال القرآن ورحاب الطاعة، قال إبراهيم ابن أدهم - رضي الله عنه -: «لو علم الملُوك ما نحن فيه من النعيم والسرور ولَذة العيش وقلّة التعب، لجالدونا عليه بالسيوف، طلبوا الراحة والنعيم فأخطؤوا الصراط المستقيم». وقال الإمام الحسَن البصريّ -رحمه الله-: «تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة والذِّكر وقراءة القرآن، فإن وجدتم وإلاّ فاعلموا أن الباب مغلَق»، فالسعادة شجرة ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها الإيمان بالله والدار الآخرة. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من سعداء الدنيا والآخرة.


ابوالوليد المسلم 21-02-2023 03:09 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين - 1157



الفرقان

حقيقة الانتماء إلى الإسلام

يفتخر المسلم بانتمائه إلى دين الإسلام العظيم لأسباب عدّة، فهذا الدّين هو خاتم الأديان السّماويّة، وشريعته نسخت الشّرائع قبلها، وهو الدّين الذي جاء به النّبي محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- إلى العالمين دون استثناء، وهو الدّين الذي جاء لصلاح البشريّة وسعادتها في الدّارين، وقد عبّر الأعرابي البسيط عن موافقة أحكام الإسلام للعقل والمنطق حينما قال: والله ما رأيت شيئاً حرّمه الإسلام فقال العقل: لم لم يأمر به؟ ولا شيئاً أحلّه الإسلام فقال العقل: لم لم يحرّمه؟ فالإسلام هو شريعة ومنهج ودستور ربّاني ارتضاه الله -تعالى- للبشريّة جمعاء.
مظاهر التعبير عن الانتماء لهذا الدّين
من مظاهر الانتماء للدين الإسلامي أن يحبّ المسلم دينه حبًّا يتملّك قلبه وجوارحه؛ فالحبّ لهذا الدّين هو الدّافع الذي يحثّ الإنسان على الانتماء إليه حقيقة وليس زيفاً، وهو الحبّ الذي يحمل المسلم على أن يقوم بواجبه اتجاه هذا الدّين العظيم، والحبّ تتبعه الطاعة والانقياد للمحبوب، قال -تعالى-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، أما من يدّعي محبّته لهذا للدّين دون أن يطيع أمر الله ورسوله فهو غير منتم حقيقة لهذا الدين العظيم.
ومن ذلك أن يؤمن المسلم بأنّ هذا الدّين هو الدّين الحقّ وما سواه هو باطل، فالدّين المعتبر عند الله -تعالى- هو دين الإسلام المهيمن على الأديان جميعها؛ لذلك على المسلم أن يستشعر هذه الحقيقة في حياته وتعامله مع غيره؛ لأنّها ستكون دافعاً له لبذل كلّ ما يستطيع لتبليغ هذا الدّين ونصرته والذّود عنه.
ومن ذلك أن يسخّر المسلم جهوده في سبيل هذا الدّين، فلا يتوانى عن الدّعوة إليه في المحافل كلها وفي المواقف جميعها، وإذا ما تعرّض هذا الدّين إلى الإساءة وقف مدافعاً عنه بقوّة.
ومن ذلك أن ينبذ المسلم العادات والمعتقدات التي تنافي ديننا، فيكون الفخر بتقاليدنا الإسلاميّة وأعرافنا وقيمنا والتّمسك بها خير معبّرٍ عن الانتماء الحقيقي لهذا الدّين.
يا بني إني موصيك بوصية
قال رجل لابنه: يا بني إني موصيك بوصية فإن لم تحفظ وصيتي عني لم تحفظها عن غيري: اتق الله ما استطعت، وإياك والطمع! فإنه فقر حاضر، وإياك وما يعتذر منه! فإنك لن تعتذر من خير أبدا.
‏يا بني: خذ الخير من أهله، ودع الشر لأهله، وإذا قمت إلى صلاتك فصل صلاة مودع وأنت ترى ألا تصلي بعدها.
صفحات من تاريخنا المجيد
‏مدينة ‎برشلونة فتحها القائدان طارق بن زياد وموسى بن نصير عام 92هجري، ونصبوا عليها حاكما اسمه: سليمان الأعرابي، وقد سقطت من يد المسلمين عام 185 هجري بحملة من الجيش الفرنسي حتى استردها الحاجب المنصور: عام 375هجري وهدم أسوارها وأسر ملوكها.
وقف القائد (ألفونسو السادس) الذي غَرَّته قوة جيوشه؛ إذ تخطت الـ ٨٠ ألف جندي.
وقال: لو عندي سفن كافية لعبرت البحر، وقاتلت العرب على أرضهم، فإن لدي جيشا يقهر الإنس والجن، وسيهزم حتى ملائكة السماء!.
وعندما بلغ ذلك إلى القائد المسلم «يوسف بن تاشفين»، فأرسل إليه قائلًا: «من أمير المسلمين يوسف بن تاشفين إلى الفونسو السادس: بلغنا أنك دعوت أن يكون لك سفن تعبر بها إلينا؛ فلا تكلف نفسك العناء، فنحن سنعبر إليك حتي تعلم عاقبة دعائك، وإني أعرض عليك إما الإسلام، أو الجزية عن يدٍ وأنت صاغر، وإلا فهي الحرب، وإني أمهلك ثلاثة أيام ولك ما تختار.
وعبر يوسف بن تاشفين بجيش تعداده ٢٥ ألفا فقط، ووقعت معركة الزلاقة: فسحقهم المسلمون وأبادوهم حتى أنه لم يبق من جيش ألفونسو إلا ٥٠٠ جندي.
د. وليد الربيع: من آداب طالب العلم
قال الشيخ د. وليد خالد الربيع: من آداب طالب العلم أن يصبر على ما قد يصدر من الشيخ من غلظة في المعاملة، ولا يمنعه ذلك من ملازمته والاستفادة منه، وإنما عليه أن يحسن الظن به ويتأول أفعاله على أحسن تأويل، وأن يبادر شيخَه بالاعتذار وإدامة حبال الصلة؛ فإن ذلك أطيب لخاطر الشيخ وأبقى لمودته وأنفع للطالب، فقد قيل: من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهالة، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة.
من روائع الحكمة
قال لقمان الحكيم: يا بني، قد أكلت الحنظل، وذقت الصبر، فلم أر شيئاً أمر من الفقر، فإن افتقرت فلا تحدث به الناس كي لا ينتقصوك، ولكن سل الله، فمن الذي سأل الله فلم يعطه؟ أو دعاه فلم يجبه؟ أو تضرع إليه فلم يكشف ما به؟
نماذج حضارتنا الرائعة
عمار الموصلي هو طبيب العيون عام 1010م، هو أول من صمم إبرة جوفاء لشفط المياه البيضاء من أجل استعادة البصر، ومازال نمط هذه العملية متبعا حتى الآن، تدعى هذه العملية بـ (الكتراكت) وتعني المياة البيضاء، فمن يخطر في باله أن عمار الذي عاش بالقرن العاشر هو الذي أرسى قواعد هذه الجراحة!
لا اعتزاز إلا بالإسلام
قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-: الانتماء والاعتزاز بغير الإسلام من أمور الجاهلية، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: نحن أمة أعزنا الله بالإسلام؛ فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، فلا اعتزاز إلا بالإسلام ولا انتماء إلا إلى الإسلام. قال أبو بكرة - رضي الله عنه :
أبي الإسلام لا أب لي سواه
إذا افتخروا بقيس أو تميم
أي الناس أنت من هؤلاء؟
‏الناس ثلاثة: عاقل، وأحمق، وفاجر
1- العاقل: الدين شريعته، والحلم طبيعته، والرأى الحسن سجيته، إن نطق أصاب، وإن سمع وعى، وإن كلم أجاب.
2- الأحمق: إن تكلم مُجَلٍّ، وإن حدث وهل، وإن استنزل عن رأيه نزل.
3- الفاجر: فإن ائتمنته خانك، وإن صحبته شانك
ية الشافعيلتلميذه

أوصَى الشّافعي تِلميذَه الربيع بن سُليمان قائِلا: إذا أردتَ صلاح قلبِك، أو ابنك، أو أخيك، أو من شئتَ صلاحَهُ، فأودِعهُ في رِياض القُرآن، وبين صحبة القُرآن. سيُصلحه الله شاءَ أم أبى بإذنه -تعالى.


ابوالوليد المسلم 26-02-2023 10:16 AM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين - 1158



الفرقان

صلاح الشباب بالدين والأخلاق


قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: إن الشباب يرد على قلوبهم من المشكلات الفكرية والنفسية ما يجعلهم أحيانا في قلق من الحياة، محاولين جهدهم التخلص من ذلك القلق، وكشف تلك الغمة، ولن يتحقق ذلك لهم إلا بالدين والأخلاق، اللذين بهما قوام المجتمع، وصلاح الدنيا والآخرة، وبهما تحل الخيرات والبركات، وتزول الشرور والآفات، إن البلاد لا تعمر إلا بساكنيها، والدين لا يقوم إلا بأهله، ومتى قاموا به نصرهم الله مهما كان أعداؤهم، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}، وإذا كان الدين لا يقوم إلا بأهله، فإن علينا -أهل الإسلام وحملة لوائه- أن نُقَوِّم أنفسنا أولاً؛ لنكون أهلاً للقيادة والهداية، ومحلاً للتوفيق والسداد، علينا أن نتعلم من كتاب الله -تعالى- وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما يؤهلنا للقول والعمل والتوجيه والدعوة؛ لنحمل الهداية الماضية والنور المبين لكل من يريد الحق، وعلى كل من يريد الباطل.
الشباب والثقة بالنفس
الثقة بالنفس صفة مهمة جدا للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية معًا؛ إذ إن التمتع بها يساعد الشخص على أن يصبح ناجحًا في حياته العائلية والشخصية والمهنية، فهذه الصفة هي من أهم الخصال التي تميّز الشخصية القوية التي تتمثل بتقبُّل كل السلبيات والإيجابيات الجسدية والشخصية والفكرية، والتعايش معها بل والافتخار بها، والثقة في النفس وقوة الشخصية هما كل مايطمح أن يحصل عليه الإنسان لأنهما صفتان لابد أن يوجدا في أي إنسان يريد أن يمتلك مفاتيح النجاح في كل جوانب الحياة، الاجتماعية والأسرية والتعليمية والمهنية، ويعرّف الإنسان الواثق من نفسه بأنه شخص يحترم ذاته ويقدّرها، ويحب نفسه ولا يؤذيها، ويدرك كفاءاته، ويثق بقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة، والثقة بالنفس تعني اعتماد الشخص على نفسه والشعور بالثقة في قدراته وصفاته وحُكمه وفي نفسه بصفة عامة، كما تُعرّف هذه الصفة على أنها ثقة الفرد في قدراته وإمكانياته وقراراته أو الاعتقاد بأنه قادر على مواجهة تحديات الحياة اليومية ومتطلباتها بنجاح، والشخص الواثق بنفسه يتسم بالتفاؤل والاطمئنان والقدرة على تحقيق أهدافه وتقييم الأشخاص والعلاقات بطريقة صحيحة وفقاً لنظرته لنفسه وتقديره لذاته
احذر أن تكون من هؤلاء!
- احذر أن تكون من هؤلاء الشباب الذين لا يبالون بما أضاعوا من حقوق الله، ولا من حقوق الآدميين.
- الشباب الفوضوي، فاقدي الاتزان في تفكيرهم، وفاقدي الاتزان في سلوكهم وفي جميع تصرفاتهم.
- الشباب الناكبين عن الصراط المستقيم في دينهم، والمعرضين عن التقاليد الاجتماعية في سلوكهم، الذين زين لهم سوء عملهم فرأوه حسنًا، فهم من الأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
من آثار الذنوب قسوة القلوب
قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: من آثار الذنوب والمعاصي قسوة القلوب، وعدم تأثرها بالمواعظ والآيات والأدلة والتخويف والتحذير والإنذار؛ بحيث تسمع ولا تفقه ولا تقبل، وتزول عنها الموعظة وهي في غفلة، ولأجل شناعة الذنوب عظمت عقوبتها في الدنيا تفاديا للآثار السيئة التي يعم ضررها للمجتمعات؛ حيث إن المعصية إذا أعلنت تعدت عقوبتها؛ لقوله -تعالى-: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}؛ أي أنها تعم العاصي وغيره، وكذا في الحديث: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».
خطوات تعزيز الثقة في النفس
- القرب من الله -تعالى- وفعل أوامره واجتناب نواهيه.
- التخطيط الجيد وتحديد أهدافك بوضوح.
- النظر دائمًا إلى الإنجازات.
- تعرف على نقاط القوة التي تمتلكها.
- اهتم بنفسك وصحتك البدنية والفكرية.
- المشاركة في المناسبات الاجتماعية.
- الابتعاد عن الروح السلبية.
الفرق بين الثقة بالنفس والغرور
الثقة بالنفس لا يتحلى بها إلا الأشخاص أصحاب الأخلاق الحميدة والعالية، أما الغرور فيتصف بها أصحاب القلوب غير النقية، والغرور يجعل الذين حولهم يكرهونهم، وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن التكبر في حديثه الشريف «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، وأمرنا الله -عز وجل- بالتواضع والابتعاد عن التكبر والغرور في قوله -تعالى-: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} (الإسراء:37).
أعظم أسباب صلاح القلوب
إن من أعظم أسباب صلاح القلوب وشفائها تلاوة كتاب الله بالتدبر والتفهم لمعانيه، فالقراءة بالتدبر، أعظم ما يصلح القلب ويشفيه من أمراض الشبهات والشهوات؛ لما في القرآن من البراهين الجلية والمواعظ البليغة، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رجلاً جاءه فقال: أوصني، فقال: سألتَ عما سألتُ عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك، فقال: «أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد، فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن، فإنه روحك في السماء، وذكرك في الأرض» (رواه أحمد، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة).
الفراغ من أهم أسباب انحراف الشباب
(3) الفراغ داء عضال للفكر والعقل والطاقات الجسمية؛ إذ النفس لا بد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر، وضعفت حركة النفس، واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة يُنَفِّس بها عن هذا الكبت الذي أصابه من الفراغ.
وعلاج هذه المشلكة: أن يسعى الشاب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة أو تجارة أو كتابة أو غيرها، مما يحول بينه وبين هذا الفراغ، ويستوجب أن يكون عضوًا سليما عاملاً في مجتمعه لنفسه ولغيره.


ابوالوليد المسلم 08-03-2023 05:29 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين - 1159


الفرقان


من صفات الشاب المسلم
الشابُّ المسلم هو شابٌّ يتخلَّق بأخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم- الذي كان خُلُقه عظيمًا بشهادة الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، وكان - صلى الله عليه وسلم- خُلُقُه القرآن، كما قالت أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»، فالشابُّ الدَّيِّن يكتسب أخلاقه من أخلاق النبي العدنان - صلى الله عليه وسلم-، يسعد بأخلاقه، ويتأدَّب بآدابه، ولأنها من أكثر الصفات التي يُحبُّها الرسول - صلى الله عليه وسلم- كما قال: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاقًا».
فالشابُّ المسلم رحيمٌ بكلامه، مُهذَّبٌ بأقواله، حليمٌ بأفعاله، ليس بفظٍّ ولا مُنفِّر، شعاره الرفق واللين، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- مادِحًا للرِّفْق ذامًّا لغيره: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ»، والشاب المسلم لا يقابل السيئة بالسيئة، وإنما يقابلها بالحسنة، ولا يرفع صوته على أبٍ أو أمٍّ، لقوله -تعالى-: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23)، ولا يرفع صوته على شيخ مُسِنٍّ، ولا ضعيف مسكين، وإذا ناظرَ أو جادلَ مع مناظرٍ أو مجادلٍ في دعوته، جادله بخلقه الرفيع، وناظره بالتي هي أحسن.
شباب الإسلام صنعوا التاريخ
إذا نظرنا إلى الأمة الإسلامية في ماضيها وحاضرها نجدها تستنهض حضارتها وتفوقها وريادتها دائمًا وأبداً في همّة شبابها، فانظر إلى حال أصحاب رسول الله الذين رفعوا راية الإسلام، وصمدوا في المعارك حتى انتشر بهم الدين في ربوع الأرض كلها، وقد سار على دربهم شباب حرّكوا همم الناس يوم أن غزا الصليبيون والتتار بلاد الإسلام، شباب صمدوا أمام الفتن فكانوا أساتذة في عفة النفس والاعتصام بالله، وعلى رأسهم نبي الله يوسف -عليه السلام-، وقادة الجيوش في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كانوا شبابا وعلى رأسهم خالد بن الوليد، وأسامة بن زيد، وهؤلاء هم قادة مؤتة كانوا شبابا في بداية العشرينات.
قادة الدعوة والإرشاد (مصعب بن عمير، معاذ بن جبل....)، وقادة العلم والفكر: زيد بن ثابت وجهوده في تعلم اللغة وكتابة الوحي وجمع القرآن ونسخ القرآن الكريم، وكالشافعي والبخاري.
نصيحة مهمة للشباب
أيها الشباب، إن العمر لا يقاس بالسنوات التي قضيتها منذ الولادة، وإنما يقدر بقدر ما قدمت لنفسك وللإسلام من عظائم الأعمال الصالحات؛ فحدد لنفسك هدفا ًغاليا تعيش من أجله وتسعى جاهدا ً لتحقيقه، وأخلص النية لله ترى ثمرة عملك، وإياك أن تهمّش نفسك وتقول لا أقدر! فهناك من يعمل للأمة وهناك من يقدّم للإسلام، فأنت قادر -بإذن الله- على العطاء، وإياك والتسويف! فإذا عزمت على عمل الخير فبادره ولا تقل: الأيام طويلة؛ فالوقت يمر مرّ السحاب؛ فانظر إلى كل ساعة من ساعاتك كيف تذهب؟ ولاتهمل نفسك، وعوّدها أشرف مايكون من العمل وأحسنه، وابعث إلى صندوق القبر مايسّرك يوم الوصول إليه.
لا تيأس من رحمة الله
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: مهما عملت من المعاصي إذا رجعت إلى الله وتبت تاب الله عليك، ولكن إن كانت المعصية تتعلق بآدمي فلابد من الاستبراء من حقه إما بوفائه أو باستحلاله منه؛ لأنه حق آدمي لا يغفر؛ فحق الله يغفر مهما عظم وحق الآدمي لابد أن تستبرئ منه، إما: بإبراء، أو أداء، بخلاف حق الله.
معالي الأمور وسفاسفها
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها»، ومعالي الأمور: هي الأمور الجليلة، رفيعة القدر عالية الشأن، سميت بذلك؛ لأنها في الأعمال من أجلها وأعلاها، أو لأنها تُعلي شأنَ أصحابها في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما جميعا، والسفاسف أو السفساف: هي التوافه، والأمور الحقيرة والدنيئة التي تنبئ عن خسة نفس صاحبها وهمته، وهي الحقير والتافه من الأقوال والأعمال والمطالب والاهتمامات.
ولا يهتم الإنسان بالمعالي ويكره السفاسف إلا إذا علت همته وسمت نفسه وروحه، فتتطلع إرادته إلى طلب الكمالات والمراتب العالية؛ فكلما عظمت الهمم علت المطالب، كما قال ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: «العامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن، والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب».
ذاكرة الصحابي أبي هريرة في الحفظ
استدعى الْخلِيفة مَرْوان بن الحكم أبا هريرة ــ رضي الله عنه ــ فطلب منه أن يحدثه بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحدثه ومروان بن الحكم يكتب أحاديث أبي هريرة حتى إذا كان رأس السنة استدعاه مرة أخرى، فسأله عن الأحاديث نفسها التي سبق وأن حدثه بها قبل عام، فأجاب ولم يخطئ في حديث. فقال مروان بن الحكم هكذا الحفظ.
من علامات السعادة
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: من علامات السعادة على العبد: تيسير الطاعة عليه، وموافقة السنة في أفعاله، وصحبته لأهل الصلاح، وحسن أخلاقه مع الإخوان، وبذل معروفه للخلق واهتمامه للمسلمين، ومراعاته لأوقاته.
نعيم الدنيا في ثلاث
(4) قال سفيان الثوري: ما بقي لي من نعيم الدنيا إلا ثلاث :
(1) أخ ثقة في الله، أكتسب في صحبته خيراً، إن رآني زائغاً قومني، أو مستقيماً رغبني.
(2) ورزق واسع حلال، ليست لله علي فيه تبعة ولا لمخلوق علي فيه منة.
(3) وصلاة في جماعة أُكفى سهوها، وأرزق أجرها.
مواقف طريفة
من نوادر أشعب بن جبير
في يوم من الأيام دخل أشعب بن جبير على قوم يأكلون، وكانوا لا يرغبون في وجوده من الأساس.
فسألهم أشعب: ماذا تأكلون أيها القوم؟
فقالوا له -مستثقلين وجوده بينهم-: نأكل سُمًّا!
فقام على الفور بإدخال يده في الطبق قائلا: والله الحياة بعدكم حرام!


ابوالوليد المسلم 16-03-2023 09:01 AM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين - 1160


الفرقان

مظاهر التعبير عن الانتماء لدّين الإسلام



من مظاهر الانتماء إلى دين الإسلام:
- أن يحبّ المسلم دينه حبّاً يتملّك قلبه وجوارحه، فالحبّ لهذا الدّين هو الدّافع الذي يحثّ الإنسان على الانتماء إليه حقيقة وليس زيفًا، وهو الحبّ الذي يحمل المسلم على أن يقوم بواجبه تجاه هذا الدّين العظيم، والحبّ تتبعه الطاعة والانقياد للمحبوب، قال -تعالى- {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
- أن يؤمن المسلم بأنّ هذا الدّين هو الدّين الحقّ وما سواه باطل، فالدّين المعتبر عند الله -تعالى- هو دين الإسلام المهيمن على الأديان جميعها.
- أن يُسخّر المسلم جهوده كلها في سبيل رفعة دينه، فلا يتوانى عن الدّعوة إليه في كلّ المحافل وفي جميع المواقف، وإذا ما تعرّض هذا الدّين إلى الإساءة وقف مدافعًا عنه بما يستطيع.
- أن ينبذ المسلم العادات والمعتقدات التي تنافي ديننا، فيكون الفخر بتقاليدنا الإسلاميّة وأعرافنا وقيمنا والتّمسك بها خير معبّرٍ عن الانتماء الحقيقي لهذا الدّين.
الاعتزاز بالانتماء إلى دين الإسلام
يفتخر المسلم بانتمائه إلى دين الإسلام العظيم لأسباب عدّة، فهذا الدّين هو خاتم الأديان السّماويّة، وشريعته نسخت جميع الشّرائع قبلها، وهو الدّين الذي جاء به النّبي محمّد -عليه الصّلاة والسّلام -إلى العالمين دون استثناء، وهو الدّين الذي جاء لصلاح البشريّة وسعادتها في الدّارين، فالإسلام هو شريعة ومنهج ودستور ربّاني ارتضاه الله -تعالى- للبشريّة جمعاء.
واجب المسلم تجاه دينه
إنّ واجب المسلم تجاه هذا الدّين أن يكون منتميًا انتماءً حقيقيا له، فلا يكفي أن يقول الإنسان إنّي مسلم فقط دون أن يكون منتميًا إلى هذا الدين اعتقادًا وسلوكًا ومنهجًا في الحياة، فقد وصف الله -تعالى- الأعراب الذين ادعوا الإيمان بقوله: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}.
التخلق بأخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم
الشابُّ المسلم هو شابٌّ يتخلَّق بأخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيد ولد آدم، فقد كان خُلُقه عظيمًا بشهادة الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وكان - صلى الله عليه وسلم - خُلُقُه القرآن، كما قالت أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ»، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في التفضيل بين الصحابة: «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ -أي: أفضلكم - أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا»، فالشابُّ الدَّيِّن يكتسب أخلاقه من أخلاق النبي العدنان - صلى الله عليه وسلم -؛ لكي يسعد بأخلاقه، ويتأدَّب بآدابه، ولأنها من أكثر الصفات التي يُحبُّها الرسول -صلى الله عليه وسلم - كما قال: {إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاقًا}.
صالح الفوزان: الحياء خلق فاضل
قال الشيخ صالح الفوزان: دلت الأحاديث على أن الحياء خلق فاضل، قال الإمام ابن القيم- رحمه الله-: والحياء من الحياة، وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء، وقلة الحياء من موت القلب والروح، وحقيقة الحياء أنه خلق يبعث على ترك القبائح، ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق، والحياء يكون بين العبد وبين ربه -عزّوجلّ-، فيستحيي العبد من ربه أن يراه على معصيته ومخالفته، ويكون بين العبد وبين الناس.
عبد الرزاق البدر: طيش الشباب
قال الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر: يكثر الطيش في الشباب؛ وذلك أنَّ الشباب مظنَّة الجهل ومطية الذنوب، ولهذا يقال طيش شباب أو شباب طائش إمَّا على سبيل الانتقاد أو الاعتذار، وما من ريب أنَّ الشاب مسؤول عن سفهه وطيشه يوم يقف بين يدي ربه، فلا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، منها شبابُه فيم أبلاه، وإذا لم يزمَّ الشاب نفسه بزمام الشرع والعقل والحكمة أوردته المهالك.
الوفاء بالعهد صفة الرجال
الوفاء بالعهد صفة الرجال، وصفة العظماء، هكذا أمرنا الله -تعالى- أن نكون، وعلى هذه الصفة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما كان عليه من مكارم الأخلاق، كان - صلى الله عليه وسلم - يفي بعهده، ولم يعرف عنه في حياته أنه نقض عهدًا قطعه على نفسه، وكان - صلى الله عليه وسلم - ترجمان القرآن قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.
في 8 نقاط كيف تترك المعاصي؟
1. تذكر دائما أن الله يراك، وردد في نفسك «الله معي، والله يراني والله يسمعني مطلع علي».
2. اقطع كل سبب يوصلك للمعصية.
3. ابتعد عن رفقاء السوء وصحبة السوء.
4. انظر للوجه القبيح للمعصية واستقذرها.
5. تذكر موقفك غدا بين يدي الله -عز وجل-، وماذا لو مُت الآن؟
6. لا تكثر من الخلوة بنفسك إلا في الطاعة.
7. أكثر من الأعمال الصالحة مع نفسك ومع إخوانك.
8. حافظ على الصلاة والدعاء والأذكار.
علمني شيخي
علمني شيخي أنَّ الحياء من الله يعني أنْ نَكُفَّ عن ارتكاب القبائح، ودناءة الأخلاق، ويحثنا على العمل بمكارم الأخلاق؛ لأنه من خصال الإيمان، وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنَّه قال: من استحيا اختفى، ومن اختفى اتقى، ومن اتقى وُقي»، والحياء لا يأتي إلا بخير كما قال نبينا - صلى الله عليه وسلم .


ابوالوليد المسلم 17-03-2023 07:35 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين - 1161


الفرقان


إدراك الشباب لدورهم الحقيقي
مهم جدًا أن يفهم الشباب دورهم الحقيقي في ظل صراع القيم الحالي، وأن يعلم أن ما تمر به الأمة من الهجوم على ثقافتنا ومبادئنا وأخلاقنا. إنما هي سنة من سنن الله في الكون، ألا وهي سنة التدافع، وقد وعد الله -تعالى- بحفظ هذا الدين، يضعف في القلوب لكنه لايزول، وأنه باق ببقاء الدنيا، وكم طاله وناله من أعدائه ما لو كان مع دين آخر لقضي عليه منذ قرون طويلة، ولكن الله كتب لهذا الدين الغلبة، ولأهله النصر إذا تمسكوا به وعملوا بما فيه. من هنا كان على الشباب أن يعوا الدور الخطير الذي تقوم به وسائل الإعلام غير الإسلامية، ومحاولات استقطابهم وتوجيههم إلى الوجهة التي يريدونها لهم، وشغل قلوبهم بملذات النفوس، وشهوات الجسد، وإعطاء صورة سلبية لنا نحن المسلمين، وتضخيم المساوئ والأخطاء التي تقع من بعضنا وتعميمها على الإسلام والمسلمين.
دور الشباب في الإسلام
تبوّأ الشباب مكانةً عظيمةً في الإسلام في مجال بناء الأمة والرقي بحضارتها في مختلف المجالات، الأمر الذي جعل منهم قدوةً لباقي أترابهم، حتّى بعد انقضاء زمانهم، وخلّد أسماءهم وإنجازاتهم إلى يومنا هذا، دلالةً على دور الشباب في ازدهار مجتمعهم، وقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- من حملوا راية الإسلام شبابًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
أعظم أنواع العبادة
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: أعظم أنواع العبادة أداء ما فرضه الله وتجنب ما حرمه الله -تعالى-، قال - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه -عزوجل-: «وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه»، فأداء الفرائض أفضل الأعمال كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «أفضل الأعمال أداء ما افترض الله، والورع عما حرم الله وصدق الرغبة فيما عند الله»، وذلك أن الله -تعالى- إنما افترض على عباده الفرائض ليقربهم عنده، ويوجد لهم رضوانه ورحمته.
الإمامة في الدِّين
قال الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر: الإمامة في الدِّين رُتبةٌ عليَّة ومنزلةٌ شريفة، إذا أكرم اللهُ -سبحانه- عبده بنيلها فاز بكرامة عظيمة ومنَّة جسيمة، ولا يبلغ العبد هذه الرتبة إلا إذا اجتمعت فيه صفات الخير؛ بحيث يكون قدوةً للصَّالحين وأسوةً لعباد الله يؤتمُّ به في الدِّين، ويؤتسى به في العناية بالفرائض، واجتناب المحرَّمات، وفعل الخيرات، والبعد عن المكروهات، فلا يكون العبد إمامًا للمتقين بعده حتى يأتم بالمتقين قبله، فإذا ائتم بهم ائتمَّ به مَن بعده.
ماذا نريد من شبابنا؟
نريد لشبابنا أن يكونوا نموذجاً في الجمع بين المعرفة بالذات والاعتزاز بها من جهة، والإفادة مما لدى الآخرين من صواب وحكمة من جهة أخرى؛ بحيث يجمعون بين متانة العقيدة والاقتناع بالإسلام دينا خالدا أبديا، وبين الاطلاع الواسع العميق على العلم الحديث؛ فالشباب هم عدتنا، نعدهم لجيل قادم يحمل الراية نحو موقع يتفق ومكانة دينهم ومكانة أمتهم، نريد من شبابنا أن يكونوا قدوة للعالم؛ فهم في نظر العالم قدوة ينظر إليهم ملهمين لتراث أمة توارثوه أبا عن جد؛ فهم أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد بن الوليد، هكذا أنتم يا شباب في نظر أمة الإسلام، فلا غرابة أن تكونوا مستهدفين في عقر داركم بالمخدرات والإباحيات من الصور والأفلام.
صور مضيئة من حياة الصحابة
كان ابن عباس - رضي الله عنه - حبر الأمة رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار يقال له «عفير» فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف»، فأخذت هذه الكلمات من ابن عباس - رضي الله عنه - كل مأخذ؛ وذلك لأنه شعر أن له قيمة في هذا الوجود، وأنه ليس على هامش الحياة، ولذلك خاطبه النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الأسلوب الرفيع الذي يبني في نفس كل من سمعه ووعاه عقيدة راسخة لا تزحزحها الجبال، ومحبة عظيمة لله الواحد الأحد تملأ القلوب هيبة وإجلالاً، فأثمر ذلك أن كان ابن عباس حبر الأمة وعالمها - رضي الله عنه .
جهاد النفس مقدمة لجهاد العدو
قال الشيخ صفوت نور الدين -رحمه الله-: جهاد النفس مقدمة لجهاد العدو، فمن لم يجاهد نفسه لتلتزم بالشرع فتعمل به وتقف عند حدوده لم يمكنه أن يجاهد عدوه، بل إن خروجه للجهاد قبل بلوغ مواطن النـزال إنما هو من جهاد النفس على ذلك؛ ففي حديث أحمد عن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال -في حجة الوداع-: «ألا أخبركم من المسلم؟ من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أَمِنَه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله».
من صور البر بالوالدين
- يروى أنّ أبا هريرة - رضي الله عنه - كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً. - أما عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - فقد طلبت والدته في إحدى الليالي ماء، فذهب ليجيء بالماء، فلما جاء وجدها نائمة، فوقف بالماء عند رأسها حتى الصباح، فلم يوقظها خشية إزعاجها، ولم يذهب خشية أن تستيقظ فتطلب الماء فلا تجده. - أما ابن عون المزني فقد نادته أمه يومًا فأجابها وقد علا صوته صوتها ليسمعها، فندم على ذلك وأعتق رقبتين.


ابوالوليد المسلم 20-03-2023 08:19 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين - ١١٦٢
الفرقان

من لم يُشغل بالحق شغل بالباطل
سنة الله في عباده أن من ترك الحق، فإنه يُبتلى بالباطل، ومن ترك السنة، فإنه يُبتلى بالبدعة، ومن ترك طاعة الله، ابتلي بطاعة الشيطان والنفس والهوى، ومن ترك تعلم ما ينفعه، ابتلي بتعلم ما يضره، ومن ترك قراءة القرآن والاستماع إليه، ابتلي بقراءة الروايات الخليعة والاستماع إلى الغناء والمعازف المحرمة.
ومن ترك الخلق الحسن، ابتلي بالسيء من الأخلاق، وهلم جرا، قال ابن القيم - رحمه الله - في كتابه (الوابل الصيب صـ١٩٨): «فهي النفسُ إن لم تَشْغلْها بالحق وإلا شَغَلَتْكَ بالباطل، وهو القلبُ إن لم تَسْكُنْهُ محبةُ الله -عز وجل-، سكنَتْهُ محبةُ المخلوقين ولابُدَّ، وهو اللسانُ إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو، وهو عليك ولابدَّ، فاختر لنفسك إحدى الخُطَّتين، وأنْزِلْها في إحدى المنزلتين». اهـ، ويؤيد ذلك كله قول الله -تعالى- عن اليهود: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (البقرة: ١٠١)، فلما نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ابْتُلُوا بالباطل وهو اتباع ما تتلو الشياطين على ملك سليمان -عليه السلام-، كما قال -تعالى- في الآية التي بعدها: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} (البقرة: ١٠٢)، قال العلامة السعدي - رحمه الله في تفسيره-: «ولما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه، وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع، ابتلي بالاشتغال بما يضره، فمن ترك عبادة الرحمن، ابتلي بعبادة الأوثان، ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه، ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه، ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان، ومن ترك الذل لربه، ابتلي بالذل للعبيد، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل. كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلو الشياطين، وتختلق من السحر على ملك سليمان». اهـ. والخلاصة: أن كل من انصرف عن الحق دخل في الباطل، وكان متشبهًا باليهود الذين تركوا كتاب الله (التوراة) لما رأوها تتفق مع القرآن في نبوة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأوصافه، فلما أعرضوا عن الحق، أشغلهم الشيطان بالباطل والافتراء، فاتبعوا ما افترته الشياطين على ملك سليمان.المؤمن مأمور بأن يستر عورة أخيه
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: الإنسان من طبيعته التقصيرُ والنقص والعيب؛ فإن الواجب على المسلم نحو أخيه أن يستر عورته ولا يشيعها إلا من ضرورة، فإذا دعت الضرورة إلى ذلك فلابد منه، لكن دون ضرورة فالأَولى والأفضل أن يستر عورة أخيه؛ لأن الإنسان بشرٌ ربما يخطئ عن شهوة - يعني عن إرادة سيئة - أو عن شُبهة؛ حيث يشتبه عليه الحقُّ فيقول بالباطل أو يعمل به، والمؤمن مأمور بأن يستر عورة أخيه.
طرائف ونوادر
يحكى أن رجلاً من الصالحين كان يوصي عماله في المحل بأن يكشفوا للناس عن عيوب بضاعته إن وجدت، وذات يوم جاء يهودي فاشترى ثوباً معيباً و لم يكن صاحب المحل موجوداً؛ فقال العامل: هذا يهودي لايهمنا أن نطلعه على العيب، ثم حضر صاحب المحل فسأله عن الثوب، فقال: بعته لليهودي بثلاثة آلاف درهم، ولم أطلعه على عيبه، فقال: أين هو؟ فقال: لقد رجع مع القافلة، فأخذ الرجل المال معه ثم تبع القافلة حتى أدركها بعد ثلاثة أيام؛ فقال لليهودي: ياهذا، لقد اشتريت ثوب كذا وكذا وبه عيب؛ فخذ دراهمك وهات الثوب، فقال اليهودي: ماحملك على هذا؟ فقال الرجل: الإسلام ؛ إذ يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من غشنا فليس منا». فخذ دراهمك وهات الثوب فقال اليهودي: والدراهم التي دفعتها لكم مزيفة، فخذ بها ثلاثة آلاف صحيحة، وأزيدك أكثر من هذا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
الشباب الصالح ينفع الله به الأمة
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: أنتم أيها الشباب لكم مستقبل، واجب عليكم أن تجتهدوا في طلب العلم النافع، والتفقه في الدين، وأن تسألوا الله أن يصلح أحوالكم، وأن يمن عليكم بالتوفيق، وأن يجعلكم هداة مهتدين، حتى ينفع الله بكم الأمةَ، وحتى تكونوا هداةً للأمة في مستقبلها، الشباب تُعَلَّق عليه آمال كبيرة في نفع الأمة، إذا أصلحه الله؛ فالشيوخ يذهبون ويأتي الشباب بدلهم، فإذا أصلح الله الشباب حلوا محل آبائهم وأسلافهم الطيبين، في نصر الحق والدعوة إليه، والقيام بشؤون المسلمين، والتوجيه إلى ما فيه صلاحهم ونجاتهم، والتحذير مما فيه هلاكهم وشقاؤهم.


المسلم ناصح لإخوانه وللمسلمين
قال رئيس جمعية أنصار السنة النبوية الشيخ صفوت الشوادفي -رحمه الله-: المسلم المخلص ينصح لأخيه المسلم ويبيِّن له عيوبه سرًّا، ويستره ولا يفضحه، وأيضًا لا ينافقه ولا يداهنه ظنًّا منه أنه بذلك يُبقِي على المودة والمحبة بينهما؛ فإنه لا مودة ولا حب إلا في الله ولله؛ لذلك ينبغي على المسلم أن يسعى في نصح إخوانه وأقرانه، فللنصيحة أثرٌ عظيم، ونفع كبير؛ فرُبَّ غافلٍ قد سمع آية من كتاب الله، أو حديثًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتبه من غفلته، ورُب عاصٍ سمع مثل ذلك فتاب إلى الله توبة نصوحًا، ورب جائرٍ أثَّر فيه كلام واعظ بليغ فأقلع عن جوره، وأقام العدل في نفسه ومع غيره، وقد ومدح القرآن أمَّتنا بأنها تقيم النصيحة، وتؤدِّي ما أوجب الله عليها من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ قال -تعالى-: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: 110).
حقيقة التدين وثمراته
أيها الشاب: لا تظن أنَّ الدين هو أن تصلي، وتصوم، وتقرأ القرآن، وتزكي، وتحج، وتنطق الشهادة، فحسب؛ فإنك لن تقطف ثمار هذه العبادات ولن تحقق أهدافها إلا إذا صحَّت (عبادتك التعاملية)؛ فإن حقيقة تدينك هو: استقامتك، ومعاملتك مع جيرانك، وتوقيرك للكبير، ورحمتك بالصغير، وصدقك مع القريب والبعيد، والعدو والصديق، وحقيقة تدينك تظهر في برك لوالديك، وحفظك للسانك، وغضك لبصرك، وحسن خلقك مع الخلق أجمعين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا».
حِفْظ اللِّسَانِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»، بَيَّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أثرَ الكلمةِ وما يترتَّب عليها مِن أجْرٍ أو وِزر، حتَّى إنَّ العبدَ لَيتكلَّم بالكلمةِ مِمَّا يَرْضاه الله ويحبُّه، لا يَلتفِت لها قلبُه وبالُه لِقِلَّةِ شأنِها عندَه؛ يَرْفَعه الله بها درجاتٍ في الجنَّةِ، وإنَّه لَيتكلَّم بالكلمةِ الواحدةِ مِمَّا يَسْخَطه ويَكْرَهه اللهُ ولا يَرْضاه، لا يَلتفِت بالُه وقلبُه لعِظَمِها؛ فيَهْوِي بها (أي: يَنزِل ويَسقُط بسببِها) في دَرَكاتِ جَهَّنَمَ.



ابوالوليد المسلم 27-04-2023 01:51 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين - 1163
الفرقان

نحو إجازة مثمرة في منتصف العام
إجازة منتصف العام عادة لا تتجاوز الأسبوعين أو تزيد بقليل، أي أنها فترة قصيرة لن تتيح لك الجمع بين الأنشطة المتعددة، لكن لابد من الحرص على الاستفادة من هذه الإجازة القصيرة بالتنظيم الجيد، والعزم المخلص للاستفادة من كل ساعة فيها، واستثمارها أفضل استثمار؛ من أجل تجديد الهمة لمواصلة الفصل الثاني من العام الدراسي بهمة ونشاط. فهي إجازة من أجل الاستعداد والتقاط الأنفاس، وشحذ الهمم للفصل الأخير الطويل الأهم غالبا، أكثر من كونها استراحة من السابق عليه؛ فأوقات الفراغ فرصة لن تعوض، وأوقات ثمينة أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باستثمارها والاستفادة منها، وعدم إهدارها في كسل أو في سفاسف الأمور، ولا سيما في مرحلة الشباب؛ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل وهو يعظه: «اغتنم خمسًا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»، والإجازة نعمة كبيرة، ومع الأسف فكثير منا لا يقدرها حق قدرها؛ فيهدرها في نوم وكسل، أو في أمور تافهة لا تفيد بقدر ما تضر، أمور تُفقدك جزءا من رأس مالك، ألا وهو عمرك، عن ابن عباس - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».
فوائد الإجازة
- من فوائد الإجازة: أنها علاج من المتاعب، وفرصة للاسترخاء بعيدًا عن الضغوط، وفرصة للترويح عن النفس باللهو المباح حتى يستطيع الإنسان تحمل ضغوط الحياة بعد العودة من الإجازة. -وهي تجديد للنشاط، وكسر لروتين الحياة والملل؛ ذلك لأن النفس عندما تكرر فعل شيء يوميا، يفقد هذا الشيء متعته وطعمه، ويصبح كأنه واجب ثقيل الدم حتى لو كان الفعل محبوباً. - والإجازة فرصة ذهبية للتفكير في تجديد العلاقات مع العائلة والأصدقاء وقضاء وقت ممتع معهم.
الإبداع فى حياة المسلم
يعلّمنا ديننا أن السعي للارتقاء بالنفس إلى معالي الأمور من حسن فهم المرء لدينه، ولما كانت الحياة الكريمة والترقي فيها حلم كل إنسان، فإن آليات الوصول وأبجدياته لذلك، أن يكون الشخص مبدعًا في تفكيره، واسع المدارك، دقيق النظر للأمور. والشخص المبدع هو الذي يحاول توظيف قدراته للخروج بحل بسيط لبعض المشكلات أو المواقف التي تبدو مستحيلة بالنسبة إلى الناس، لكنها بسيطة لديه، وهو الشخص الذي لديه الكثير من المهارات العقلية التي تمكنه من إيجاد الحل المناسب من خارج الصندوق.
الأهداف العليا للإنسان
قال الشيخ د. وليد الربيع: إن القرآن الكريم واضح ومحدد ومباشر في تحديد الأهداف العليا للإنسان؛ فقال -تعالى-: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وقال -سبحانه-: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز}، وبين الوسيلة بقوله -عزوجل-: {إياك نعبد وإياك نستعين} وقال -تعالى-: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون}، فالعبادة والاستعانة والدعاء والتقوى والمجاهدة سبيل لتحقيق أعلى الغايات وأسمى المقاصد.
مواقف لا تنسى من حياة الصحابة
أرسل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قبل القادسية ربعي بن عامر رسولًا إلى رستم (قائد الجيوش الفارسية وأميرهم)، فدخل عليه، وقد زيَّنوا مجلسه بالنمارق، والزرابي الحرير، وأظهر اليواقيت، واللآلئ الثمينة العظيمة، وعليه تاج وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي - رضي الله عنه - بثياب صفيقة، وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل عليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه، فقالوا له: ضع سلاحك، قال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت؛ فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكَّأ على رمحه فوق النمارق، فخرق عامتها، فقالوا: ما جاء بكم؟ قال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومـن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
الإيمان يزيد وينقص
قال الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير: الإيمان عند أهل السنة والجماعة يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، والزيادة ثبتت بالآيات الصريحة كقوله -تعالى-: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (الأنفال:2)، وفي القرآن ثماني آيات كلها مصرحة بالزيادة، وقد جاء في حديث نقصان دين المرأة: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين» (البخاري: 304)، فدل على أن الدين ينقص، وزيادته بما يقوي الإيمان من الأعمال الصالحة، مثل: كثرة الذكر وتلاوة القرآن وغيرها.
شجاعة فتىً
مر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على مجموعة من الصبيان يلعبون فهرولوا، وبقي صبي مفرد في مكانه، هو عبد الله بن الزبير، فسأله عمر: لِمَ لَمْ تعدُ مع أصحابك؟ فقال: يا أمير المؤمنين لم أقترف ذنباً فأخافك، ولم تكن الطريق ضيقةً فأوسعها لك.
من معالم الرُّجولة
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: إنَّ شهود الصَّلاة مع الجماعة في بيوت الله ومساجد المسلمين شعيرةٌ عظيمَةٌ من شعائر الإسلام، ومَعلَمٌ عظيمٌ من معالم الرُّجولة، قال الله -تعالى-: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ} هكذا قال رب العالمين {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ} (النُّور:36-37)، فأين هذه الرُّجولة ممَّن يتخلَّف عن الصَّلاة مع الجماعة أو يهون من شأنها ويقلِّل من مكانتها ؟.
من طرائف العرب
سأل هشام بن عمر فتى أعرابيا عن عمره، فدار بينهما الحوار الآتي : هشام: كم تَعُدُّ يا فتى؟ الفتى: أعد من واحد إلى ألف وأكثر. هشام: لم أرد هذا بل أردت كم لك من السنين؟ الفتى: السنون كلها لله -عزوجل- وليس لي منها شيء. هشام: قصدت أسألك ما سنك؟ الفتى: سني من عظم. هشام: يا بني إنما أقصد ابن كم أنت؟ الفتى: ابن اثنين طبعاً أب وأم. هشام: يا إلهي إنما أردت أن أسألك كم عمرك؟ الفتى: الأعمار بيد الله لا يعلمها إلا هو. هشام: ويلك يا فتى لقد حيرتني ماذا أقول؟ الفتى: قل : كم مضى من عمرك؟




ابوالوليد المسلم 15-05-2023 04:49 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين - 1164
الفرقان


نصائح وتوجيهات للشباب المسلم تجاه نفسه ودينه وأمَّته


قال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: الشباب في أي أمَّة من الأمم هم العمود الفقري الذي يشكل عنصر الحركة، والحيوية؛ إذ لديهم الطاقة المنتجة، والعطاء المتجدد، ولم تنهض أمَّة من الأمم -غالباً- إلا على أكتاف شبابها الواعي، وحماسته المتجددة، ولقد علم أعداء الإسلام هذه الحقيقة، فسعوا إلى وضع العراقيل في طريقهم، أو تغيير اتجاههم، إما بفصلهم عن دينهم، أو إيجاد هوة سحيقة بينهم وبين أولي العلم، والرأي الصائب، في أمتهم؛ لذلك كان على الشباب المسلم دورٌ مهم، وأعمال بالغة الأهمية؛ لينهضوا بأنفسهم تجاه ما يراد بهم، وليكونوا حرَّاساً للدين تجاه ما يُكاد به، ويمكن أن نلخص ذلك الدور، وتلك الأعمال فيما يلي:
(1) العلم الشرعي

قال الله -تعالى-: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر:9)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ»؛ فالعلم واجب شرعي على كل مسلم، ولا يمكن للجاهل أن يفهم دينه، ولا أن يدافع عنه في المحافل، والمنتديات، والجاهل لا تستفيد منه أمته، ولا مدينته، ولا قريته، ولا أهله؛ فلذا كان على الشباب المسلم أن يسارعوا إلى حلقات العلم، في المساجد، والمراكز الإسلامية، وأن يستثمروا نشاطهم وفراغهم في حفظ القرآن، وقراءة الكتب.

(2) الدعوة إلى الله وتعليم الناس

قال -تعالى-: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104)، والدعوة والتعليم: زكاة العلم، وواجب على من تعلَّم العلم الشرعي أن يبلغه لغيره، وأن يساهم في هداية الكفار إلى الإسلام، وهداية العصاة إلى الاستقامة.

(3) الطاعة للأوامر والاجتناب للنواهي

والشاب المسلم مطيع لربه -تعالى-، فلا يسمع أمراً من الشرع إلا ويكون أول المستجيبين له، ولا نهياً إلا ويكون أول المبتعدين عنه، وقد استحق مثل هذا الشاب الثواب الجزيل يوم القيامة في أن يكون في ظل عرش ربِّه -تعالى-، في وقت تدنو الشمس بلهيبها فوق رؤوس الخلائق. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ».
مرحلة الشباب أعظم مرحلة سيسأل عنها الإنسان

مرحلة الشباب قطعة من العمر، وهي أهم مرحلة سيسأل عنها الإنسان، ففي الحديث الذي أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه - وفي رواية: «وماذا عَمِلَ فيم عَلِمَ».

من حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم
الزبير بن العوام -رضي الله عنه

أسلم الزبير بن العوام -رضي الله عنه - وهو ابن ست عشرة سنة، إنه حواريّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وابن عمته صفية، وأول من سلّ سيفه في سبيل الله، وكان فارسًا مغواراً، لم يتخلف عن غزوة واحدة، وكان يسمي أبناءه بأسماء الشهداء من الصحابة. تلقى التعذيب على دينه، من عمه، فكان يصبر ويقول: «لا أرجع إلى الكفر أبداً»، وهاجر إلى الحبشة، وكان في صدره مثل العيون، من كثرة الطعن والرمي، وقَتَلَ يوم بدر عمه نوفل بن خويلد بن أسد، وفي أحد وفي قريظة يقول له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فداك أبي وأمي»! وفي الخندق قال - صلى الله عليه وسلم -: «من يأتيني بخبر القوم»؟ فقال الزبير: «أنا»، فذهب على فرس فجاء بخبرهم، ثم قال الثانية ففعل، ثم الثالثة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لكل نبي حواري، وحواريّ الزبير» (رواه الشيخان)، وكانت له شجاعة نادرة في اختراق صفوف المشركين يوم حنين ويوم اليرموك واليمامة، وكان له دور عظيم في فتح حصن بابليون، وتمكين عمرو بن العاص من استكمال فتح مصر، وكان كريماً سخيّاً، يكثر الإنفاق في سبيل الله، -صلى الله عليه وسلم- وأرضاه.

الشباب والارتباط بالعلماء

قال الشيخ: حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ: إن شبابَ الإسلام اليوم تتقاذَفُ بهم أمواجُ الفتن، من أفكارٍ مُنحرِفة، ومشارِبَ ضالَّة، وشهواتٍ جامِحة، وغزوٍ فكريٍّ لا ساحلَ له، حتى إن أحدَهم ليحمِلُ تلك الوسائل في يدِه فيما يُسمَّى بالجوَّالات، فهم في ضرورةٍ مُلِحَّةٍ إلى الالتِحام بعُلماء الأمة المشهُود لهم في الأمة, بالعلمِ والورَع، والديانة والصلاح، والعقل والثبات. وبحاجةٍ إلى أن يصدُروا عنهم خاصَّةً في قضايا مهمة حصلَ من الخطأ في فهمِها نتائجُ وخيمةٌ عبر تأريخ الأمة المُحمدية، كقضية التكفير، وقضية الولاء والبراء، ومسائل الإنكار، وكالبَيعة والجهاد، ونحو هذه القضايا الخطِرة.

يا شباب، احذروا طول الأمل!

يا شباب، طول الأمل فاحذروا! فالموت يأتي بغتة، ففي صحيح البخاري من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: «خطَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطًّا، وقال: هذا الإنسان، وخطَّ إلى جنبه خطا، وقال: هذا أجله، وخط خطا آخر بعيدًا عنه، فقال: وهذا الأمل، فبينما هو كذلك إذا جاءه الأقرب».

عظم أمنيات الصحابة تدل على عظم نفوسهم

شباب الصحابة كانت أمنياتهم تدل على ما فيه نفوسهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لشاب صغير من الصحابة، وهو ربيعة بن كعب الأسلمي: (سل ما تريد)، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: «أو غير ذلك؟» قلت: هو ذاك، قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود»، ما أعظمها من أمنية! فهيا شبابنا، لتكن همتكم وأمنياتكم مثل الصحابة الكرام.
م الورطات

قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: إن أعظم الورطات أن يقدم المرء على قتل نفس محرمة بغير حق؛ إذ لا يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، فإن قتل نفسًا واحدة محرمة وقع في ورطة عظيمة لا مخلص له من تبعتها، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «إِنَّ مِنْ وَرْطَاتِ الأُمُورِ الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ» رواه البخاري. هذا في قتل نفس واحدة فقط، فكيف بقتل الأنفس الكثيرة!
ؤلاء قدواتنا
أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - غفر الله لجميعهم، وأوجب لهم الجنة كما في كتابه، إنهم قدوتنا: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} (التوبة:100)، يجب علينا أن نتأسى بهم، وأن نقتبس من أفعالهم الحسنة؛ لأن الله رضي عنهم، رضي عنهم بالإيمان، ورضوا عنه بالثواب، رضي عنهم في العبادة، ورضوا عنه بالجزاء، رضي عنهم بطاعتهم لنبيه - صلى الله عليه وسلم -، ورضوا عنه بقبول وحيه وشرعه، هؤلاء قدوتنا، هؤلاء الذين حملوا الدين، هؤلاء الذين انتشر بهم الإسلام، هؤلاء الذين توسعت بهم رقعة دولة هذا الدين شرقاً وغرباً.




ابوالوليد المسلم 18-05-2023 06:24 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين - 1165
الفرقان



سوء الظن وخطره على الفرد والمجتمع
لقد نهى الإسلام عن سوء الظن وحرّمه مثل سوء القول؛ لأنه يُذهِب العلاقات بين الناس، ويُقطّع أواصر المَحبّة بينهم، وينشر السّوء والبغضاء، وأمر الله- عزّوجل- عباده المؤمنين باجتناب كثير من الظن؛ لآثاره السلبية التي قد تعزل الإنسان عن مُجتمعه، وتجعله دائمًا خائفًا ومتوجسًا، ممّا قد يؤذي شخصيّته مع مرور الأيام، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا} (الحجرات: 12)، ولخطورة هذه الصفة ولعظم مفسدتها، وسوء أثرها ودوامه، ولأن وجودها يقضي على روح الألفة والمحبة بين الناس، فقد قسمها العلماء إلى أقسام حتى يحذرها الناس، على النحو الآتي:
سُوء الظّن بالله -تعالى
وهو أن يظن الإنسان بالله ظنًا لا يليق بمقامه -تعالى-، أو لا يرضى بقضاء الله وقدره، أو أن يظن المسلم في قلبه أن الله لن يغفر له ولن يصفح عنه، وهذا من اليأس والقنوط من رحمة الله.
سُوء الظّن بالمسلمين
حيث يظن المسلم سوءًا بكل مَن يحيطون به، سواء كانوا من ذويه أم من أصدقائه أم الناس عمومًا دون بيّنة أو برهان أو دليل واضح، إنما حكم بمجرد تهيؤات وخيالات، وهو ما يحمل مسيء الظن على احتقار من أساء الظن به، وعلى عدم القيام بحقوقه وإطالة اللسان عليه.
علاج آفة الظن السيئ
من الوسائل التربوية لعلاج هذه الآفة حُسن الاستعانة بالله والاستعاذة به والتوقف عن الاسترسال في الظنون، مع معرفة أسماء الله وصفاته حتى يتجنب العبد الظن السيئ، واتهام النفس بالتقصير والعمل على إصلاحها وتنقية القلب وتزكية النفس وشغلها بما هو نافع، وعدم تتبع عورات الناس ولا إساءة الظن بهم، واليقين بأن السّرائر لا يعلمها إلا الله- سبحانه وتعالى- وهو ما يجعلنا لا نسيء الظن بأحد إذا أيقنا هذه الحقيقة.
ذاكرة الصحابي أبي هريرة - رضي الله عنه - في الحفظ
استدعى الْخلِيفة مَرْوان بن الحكم أبا هريرة - رضي الله عنه - فطلب منه أن يحدثه بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحدثه ومروان بن الحكم يكتب أحاديث أبي هريرة، حتى إذا كان رأس السنة استدعاه مرة أخرى، فسأله عن نفس الأحاديث التي سبق وأن حدثه بها قبل عام، فأجاب ولم يخطئ في حديث، فقال مروان بن الحكم: هكذا الحفظ.
تقوى الله
من وصايا الشيخ ابن باز -رحمه الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -سبحانه- في السر والعلانية، والشدة والرخاء، فإنها وصية الله ووصية رسوله - صلى الله عليه وسلم - كما قال -تعالى-: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (النساء:131)، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبه: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ» (سنن أبي داود 4607). والتقوى كلمة جامعة، مع الخير كله، وحقيقتها أداء ما أوجب الله -تعالى-، واجتناب ما حرمه على وجه الإخلاص له والمحبة، والرغبة في ثوابه، والحذر من عقابه، وقد وعد الله عباده المتقين بتيسير الأمور، وتفريج الكروب، وتسهيل الرزق، وغفران السيئات والفوز بالجنات.
أبرُّ الأصحاب
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: إنَّ أبرَّ الأصحاب وخير الرفقاء عمل المرء الصالح، ولن يدخل معه في قبره إلا هذا الصاحب، روى البزار في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَثَلُ ابْنِ آدَمَ وَمَالِهِ وَعَمَلِهِ مَثَلُ رَجُلٍ لَهُ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ، قَالَ لَهُ أَحَدُهُمْ: أَنَا مَعَكَ مَا دُمْتَ حَيًّا، فَإِذَا مُتَّ فَلَسْتَ مِنِّي وَلَا أَنَا مِنْكَ، فَذَلِكَ مَالُهُ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ، فَإِذَا بَلَغْتَ إِلَى قَبْرِكَ فَلَسْتَ مِنِّي وَلَسْتُ لَكَ، فَذَلِكَ وَلَدُهُ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا فَذَلِكَ عَمَلُهُ»، ونقل ابن القيم -رحمه الله- في روضة المحبين عن أحد الحكماء أنه سُئل: أي الأصحاب أبَرّ؟ قال: «العمل الصالح»؛ فالعمل الصالح صاحب بر بصاحبه، ومن فرط فيه ندم أشد الندامة.
آية وتفسير
قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}، قال العلامة عبد الرحمن السعدي -رحمه الله في تفسيره-: «{وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا} من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم، {وَآثَارَهُمْ} وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خيرا، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو بنى مسجدا، أو محلا من المحال التي ينتفع بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر مثلا بمثل.

التسامح في الإسلام
حث الشرع الحنيف على التسامح والعفو، فجاءت الآيات والأحاديث مُعبّرة عن هذا الخُلُق، وتميزت به صفات النبي- صلى الله عليه وسلم - ومن بعده السلف الصالح، قال الله -تعالى-: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} (البقرة:178)، وقال- جل وعلا-: {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(البقرة:237)، وقال النبي- صلى الله عليه وسلم -: «ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ» (رواه مسلم

الشاب القوي العفيف
من المواقف المؤثرة موقف نبي الله موسى -عليه السلام-، مع النساء العفيفات، قال -تعالى-: {وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}، وبالرغم من أن موسى -عليه السلام- كان طريدا لا مأوى له إلا أنه لم يتأخر عن خدمة هاتين المرأتين، فقام بسقاية الغنم عفيفًا مخلصًا؛ فأكرمه الله بزوجة هي ابنة نبي، فوجد السكن والعون لقاء أدبه وموقفه.



ابوالوليد المسلم 19-05-2023 02:07 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين - 1166
الفرقان


الشباب واستثمار مواسم الطاعات
أمَر اللهُ عبادَه بفعل الخيرات والمسارَعة إليها، ومدح أصحاب هذه الخصال، قال -تعالى-: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}(الْبَقَرَةِ: 148)، هذا توجيه لِهِمَم أُولي الألبابِ للمبادَرة والمسارَعة إلى الصالحات قبل الفوات، وبشَّر اللهُ المسابقينَ بالسبق المحقَّق والفوز بوعد الله الحق.
قال -تعالى-: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}(الْمُؤْمِنَونَ: 61)، وإن المسلم إذا حضرت له فرصة القربة والطاعة فالحزم كل الحزم في انتهازها، والمبادَرة إليها، أمَّا المتأنِّي والمتأخِّر فلا حظَّ له في ميدان السباق، وإذا فاتَه الفضلُ في الخير فيَعَضُّ أصابعَ الندم، ولاتَ حين مندم، وقد حثَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على اغتنام الشباب قبل نزول الشيب والهرم، واغتنام الفراغ قبل حلول المشاغل، واغتنام الصحة قبل مفاجأة المرض، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(الْحَشْرِ: 18)، بيَّن -سبحانه- أن الاستعداد لمواسم الخير التي هي فُرَص عابرة دليل على الصدق، قال -تعالى-: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}(مُحَمَّدٍ: 21). لهذه الأمة نفحات في أيام دهرها، يقول أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «اطلبوا الخيرَ دهرَكم كلَّه، وتعرَّضُوا لنفحات رحمة الله -تعالى- فإن لله -عز وجل- نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده».
فضل الإخلاص والمتابعة
من الفوائد التي ذكرها الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر في فضل الإخلاص والمتابعة: قال ابن القيم -رحمه الله-: والأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والمحبة والتعظيم والإجلال، وقصد وجه المعبود وحده، دون شيء من الحظوظ سواه، حتى تكون صورة العملين واحدة، وبينهما في الفضل ما لا يحصيه إلا الله -تعالى-، وتتفاضل أيضا بتجريد المتابعة، فبين العملين من الفضل بحسب ما يتفاضلان به في المتابعة، فتتفاضل الأعمال بحسب تجريد الإخلاص والمتابعة تفاضلا لا يحصيه إلا الله -تعالى.

الإسلام ليس تقييدًا للحريات
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: الإسلام ليس تقييدًا للحريات، ولكنه تنظيم لها، وتوجيه سليم، حتى لا تصطدم حرية شخص بحرية آخرين عندما يعطى الحرية بلا حدود؛ لأنه ما من شخص يريد الحرية المطلقة بلا حدود إلا كانت حريته هذه على حساب حريات الآخرين، فيقع التصادم بين الحريات وتنتشر الفوضى، ويحل الفساد؛ ولذلك سمى الله الأحكام الدينية حدودًا، فإذا كان الحكم تحريما قال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا}، وإن كان إيجابا قال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا}.
نصائح لاستغلال مواسم الطاعات
- إذا أراد الإنسان أن يوفق في موسم الطاعة فليستقبله أول ما يستقبله بالتوبة، فيكثر من الاستغفار؛ فإن الذنب قد يحول بين العبد وبين العمل الصالح.
- عليك أن تحس بقصر الأجل وقصر العمر؛ فهي من أعظم الأمور التي تعين على مواسم الخير.
- مما يعين على اغتنام مواسم الخير دعاء الله -تعالى-، ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستفتح يومه فيسأل الله التوفيق للطاعة والبر.
- الاهتداء بهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه المواسم، فأولى الناس بالرحمة والهدى والبر هو الحريص على التأسي بالكتاب والسنة.
وصايا للشباب في زمن الفتن
- اعمل على صيانة شبابك وحفظه بتجنب الشرور والفساد بأنواعه، مستعينا -في ذلك- بالله متوكلًا عليه وحده -جل في علاه.
- كن محافظًا تمام المحافظة على فرائض الإسلام وواجبات الدين ولاسيما الصلاة؛ فإن الصلاة عصمةٌ لك من الشر وأمَنَةٌ لك من الباطل.
- كن مؤديا حقوق العباد التي أوجبها الله عليك، وأعظمها حق الأبوين؛ فإنه حق عظيم واجب جسيم.
- كن قريبًا من أهل العلم وأهل الفضل، تستمع إلى أقوالهم، وتسترشد بفتاواهم، وتنتفع بعلومهم، وتستشيرهم فيما أهمَّك.
- كن محققًا ما أوجبه الله عليك من سمعٍ وطاعة لولي أمرك؛ فإن في ذلك النجاة.
- اعمل في أيامك ولياليك على تحصين نفسك بذكر الله -جل وعلا-، فإن ذكر الله -عز وجل- عصمةٌ من الشيطان وأمَنَةٌ لصاحبه من الضر والبلاء.
- ليكن لك وردٌ يومي مع كتاب الله ليطمئن قلبك؛ فإن كتاب الله -عزوجل- طمأنينة للقلوب وسعادةٌ لها في الدنيا والآخرة {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرعد:28).
- أكثر من دعاء الله -عز وجل- أن يثبِّتك على الحق والهدى وأن يعيذك من الشر والردى؛ فإن الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة.
- احرص على مرافقة الأخيار ومصاحبة الأبرار، وتجنب أهل الشر والفساد؛ فإن في صحبة أهل الشر العطب.
تعريف الصحابي
قال ابن حجر -رحمه الله-: «الصحابي من لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به، ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه: من طالت مجالسته له أو قصرت، من روى عنه أو لم يرو عنه، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى»، ويدخل في تعريف الصحابي: من اجتمع بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو حكما، كالصبي في المهد، وأيضا من اجتمع به - صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به، ثم ارتد، ثم آمن ومات على الإيمان.
حب الصحابة عقيدة ودين
إن من عقيدة أهل السنة والجماعة وجوب محبة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتعظيمهم وتوقيرهم وتكريمهم، والاحتجاج بإجماعهم، والاقتداء بهم، والأخذ بآثارهم، وحرمة بغض أحد منهم؛ لما شرفهم الله به من صحبة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، والجهاد معه لنصرة دين الإسلام، وصبرهم على أذى المشركين والمنافقين، والهجرة عن أوطانهم وأموالهم، وتقديم حب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك كله، وحبهم -رضي الله عنهم- دين يدان به، وقربى يتقرب بها إلى الله -تعالى.

ابوالوليد المسلم 19-05-2023 10:26 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين - 1167
الفرقان




بشريات للشباب الطائعين
أُبَشِّرُك أيها الشاب الطائع بأنك ستكون في أرض المحشر من جملة مَن يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّه، فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «سبعة يُظِلُّهُم الله -تعالى- في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّه، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه».
فالناس جميعًا يقفون في أرض المحشر حفاة عراة غرلًا، والشمس فوق الرؤوس بقدر ميل أو ميلين، وكل في عرقه بحسب عمله، ويقفون خمسين ألف سنة، يا له من مشهد مهيب! وفي هذا الموقف يقف الشاب الذي نشأ في طاعة الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّه، أضف لهذا أنه سيأخذ كتابه بيمينه، ويثقل ميزانه، ويشرب في أرض المحشر من يد الحبيب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويمر على الصراط - وهو أحدُّ من السيف وأدق من الشعر- ويصل إلى جنَّةٍ عرضها السماوات والأرض، فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كلُّ أمتي يدخلون الجنَّة إلا مَن أبى، قيل: ومَن يأبى يا رسول الله؟، قال: مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى».

احذروا يا شباب طول الأمل !
يقول الفضيل بن عياض -رحمه الله-: «إن من الشقاء طول الأمل، وإن من النعيم قصر الأمل»، وقصر الأمل هو الاستعداد للرحيل في أي وقت وحين، فلا ترى صاحبه إلا متأهبًا لعلمه بقرب الرحيل، وسرعة انقضاء مدة الحياة، وهو من أنفع الأمور للقلب، فإنه يبعث على انتهاز فرصة الحياة التي تمر مرّ السحاب، فاحذروا يا شباب طول الأمل!؛ فالموت يأتي بغتة، ففي (صحيح البخاري) من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: «خطَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطًّا، وقال: هذا الإنسان، وخطَّ إلى جنبه خطا، وقال: هذا أجله، وخط خطًا آخر بعيدًا عنه، فقال: وهذا الأمل، فبينما هو كذلك إذ جاءه الأقرب»، فكم من مستقبلٍ يوما لا يستكمله! وكم من مؤملٍ لغدٍ لا يبلغه!.
الشباب في القرآن الكريم
حدَّثنا القرآن الكريم عن نماذج من الشباب والفتيان الذين جاهدوا لنشر دين الله -تعالى-: فها هو ذا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - حينما حطَّم الأصنام ثم علَّق الفأس في عنق كبيرهم، ولما رجع قومه ورأوا هذا قالوا: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } (الأنبياء:60)، وها هو ذا إسماعيل يعمل مع والده على بناء بيت الله الحرام، وهو شاب صغير، وحدَّثنا القرآن الكريم عن أتباع موسى -عليه السلام-، فقال -تعالى-: { فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ } (يونس:83)، قال ابن كثير -رحمه الله-: وهؤلاء هم الشباب؛ لأن سنة الله في الدعوة بَدْءًا من نوح إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إنما الذين يحملون همها هم الشباب، وحدثنا القرآن الكريم عن أهل الكهف فقال -تعالى-: { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } (الكهف:13)، وما قصة أصحاب الأخدود عنا بعيد، فبطلها غلام صغير، فما ظهر الدين وما عرف الناس شرائع المرسلين إلا بفضل الله -تعالى- ثم الشباب المصلحين، والتاريخ خير شاهد على هذا.
تقوى الله في السر والعلانية

قال الشيخ ابن باز –رحمه الله-: أوصيكم بتقوى الله - سبحانه - في السر والعلانية، والشدة والرخاء، فإنها وصية الله -عز وجل- ووصية رسوله -صلى الله عليه وسلم-، كما قال -تعالى-: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} (النساء: 131)، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبه: «أوصيكم بتقوى الله»، والتقوى كلمة جامعة، مع الخير كله، وحقيقتها أداء ما أوجب الله، واجتناب ما حرمه الله على وجه الإخلاص له والمحبة، والرغبة في ثوابه، والحذر من عقابه، وقد أمر الله عباده بالتقوى ووعدهم عليها بتيسير الأمور، وتفريج الكروب، وتسهيل الرزق، وغفران السيئات والفوز بالجنات.
مكانة العلماء في الإسلام
للعلماء في شريعتنا منزلة سامية منيعة، ومكانة عالية رفيعة؛ «فالعلماء هم خلفاء الرسول في أمته، وورثة النبي في حكمته، والمحيون لما مات من سنته، يدعون من ضلَّ إلى الهدى، يُحيون بكتاب الله موتى القلوب، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيَوْه، وكم من ضالٍّ تائهٍ قد هَدَوْه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم!»، والعلماء هم حراس الدين من الابتداع والتزييف، وحماته من التخريف والتشويه والتحريف؛ وهم العدول الذين يحملون هذا العلم من كل خلف، ينفون عن كتاب الله تحريفَ الغالين، وانتحالَ المبطلين، وتأويلَ الجاهلين، قيضهم الله لحفظ الدين، وصيانة الملة، ولولا ذلك لبطلت الشريعة، وتعطلت أحكامها، وهم في كل زمان الأصل في أهل الحل والعقد، وهم المعنيون مع الأمراء في قوله -تعالى-: {يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وَأَولي الأمر منكم}(النساء:59).
آثار الذنوب والمعاصي

قال الشيخ ابن جبرين-رحمه الله-: الذنوب لها أثر كبير في حدوث الأضرار والشرور والعقوبات السماوية؛ فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وقد قال -تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}، والمصيبة يدخل فيها المصائب البدنية، كالأمراض والعاهات والحوادث السيئة والموت والفتن وتسليط الأعداء، ومن آثار الذنوب أيضا قسوة القلوب، وعدم تأثرها بالمواعظ والآيات والأدلة والتخويف والتحذير والإنذار؛ بحيث تسمع ولا تفقه ولا تقبل، وتزل عنها الموعظة وهي في غفلة.
يا شباب الإسلام اتقوا الله !
يا شباب الإسلام وقوَّة الأمة، اتَّقوا الله في شبابكم؛ فإنكم مسؤولون ومُحاسَبون، فاغتَنِموا فرصة شبابكم الثمينة؛ فإنَّ فقْدها لا يُعوَّض، فهي قوَّةٌ في كلِّ مجال لِمَن وفَّقه الله في استعمالها لما خُلِقت له، يقول ربنا - جلَّ وعلا -: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } (الذاريات: 56-58)، فالله -سبحانه وتعالى- خلق الخلق ليَعبُدوه، وتكفَّل بأرزاقهم، ومنحهم القوَّة ليستعملوها في طاعته، وحذَّرَهم من عُقوبات استعمالها في مَعاصِيه!.


ابوالوليد المسلم 20-05-2023 03:57 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين - 1168
الفرقان



الأُخوَّة الإيمانية من أوثق عُرى الإيمان
الأُخوة الإيمانية من أوثق عُرى الإيمان، وتحقيقها عبادة من أعظم العبادات، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه -؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ؛ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ» صحيح - رواه أبو داود. فدل على أنَّ مَنْ لم يُحِب لله، ويُبْغِض لله، لم يستكمل الإيمان.
وقد كَثُرَ التعبير عن المسلم بالأخ في القرآن الكريم، وفي سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ حتى إنَّ الله -تعالى- سمَّى وَلِيَّ القتيل أخًا للقاتل، فقال -سبحانه-: { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ } (البقرة: 178)، وسمَّى أهلَ الجنة إخوانًا، فقال: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ } (الحجر: 47). وقال -تعالى-: { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} (الحجرات: 12)، ويقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» رواه مسلم.
لذلك فإنَّ أعظمَ رابطة تَجْمَعُ الناسَ هي رابطة الدِّين، ليس بين المسلمين فحسب، بل بين كُلِّ قومٍ يجمعهم دين واحد، ولكنَّ المسلمين يمتازون عن غيرهم بأنهم على الحق، وأنهم على صراطٍ مستقيمٍ من الله -تعالى-، والمؤمنون إخوةٌ في جميع الأزمان من أوَّلِ الخليقة إلى آخرها، كما قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} (الحشر: 10)، وهم إِخوةٌ في جميع أقطار الأرض، وإنْ تباعدت ديارهم، يدعو بعضهم لبعض، ويستغفر بعضهم لبعض، ويُحِبُّ بعضهم بعضًا، ويُعِينُ بعضهم بعضًا على البِرِّ والتقوى، وينصح بعضهم بعضا، ويحترم بعضهم حقوقَ بعض؛ لأنَّ اللهَ رَبَطَ بينهم برابطة الإيمان.
الأصل في الأُخُوَّة الإيمانية
قال الله -تعالى- {)قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون} (يوسف 69)، وقال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: «المؤمنُ مرآةُ المؤمنِ والمؤمنُ أخو المؤمنِ يَكفُّ عنهُ ضيعتَه ويحوطُه من ورائِهِ»، فالأصل في الأخوة الإيمانية أن يُذهِب الأخ عن أخيه البؤس والحزن، ويبعث في نفسه الطمأنينة بالود والقرب منه، ويعينه على طاعة الله، وما أجمل الحياة حين تضيق بك الدنيا فتجد فيها أخاً عزيزاً أو صديقاً حميماً يشاركك أحزانك و يُواسيك في همومك! وأجمل من ذلك حين يُقاسمك، الشراكة في العمل الصالح! {اشدد بهِ أزري وأشركهُ في أمري كي نُسبحك كثيراً ونذكرك كثيرا}؛ فالتعاون على البر والتقوى والإعانة على الطاعة والتذكير بالله أجمل معاني الأخوة.
من صور
الأخوة عند السلف
كان السلف مثالاً وقدوة لغيرهم في الأخوة والحب في الله والتعاون على التقوى، ومن هذه النماذج: في كتاب الزهد لأحمد بن حنبل، أن عمر - رضي الله عنه - كان يذكر الأخ من إخوانه بالليل، فيقول: «ما أطولها من ليلة!»؛ فإذا صلى الغداة غدا إليه، فإذا لقيه، التزمه أو اعتنقه.
مقتضيات الأخوة الإيمانية
قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-: الأخوة الإيمانية التي رتبها الله -تعالى- في القرآن، ونبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - في السنة يجب أن يكون لها مقتضاها، وهو النصيحة التامة لإخوانك المؤمنين، والقيام بحقوقهم، وأن يكون الأخ المؤمن لك كأنه أخوك من النسب، ولقد بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم -، حقوق المسلم على أخيه. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ، وإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
من حقوق الأخوة الإيمانية
قال الشيخ صالح الفوزان: من حقوق الأخوة الإيمانية والإسلامية، التعاون بين المسلمين على البر والتقوى، والتعاون على تحصيل مصالحهم ودفع المضار عنهم، قال -تعالى-: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (المائدة:2).
واجبات الأخوة في الله
من حقوق الأخوة الإيمانية ما يلي:
• إعانة أخيك في قضاء الحوائج: قال رَسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ».
• زيارة أخيك ولا سيما عند المرض: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل على مَن يعودُه قال: لا بأسَ، طَهُورٌ إنْ شاءَ اللهُ».
• إهداء النصيحة لأخيك: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ: لِلَّهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسولِهِ ولأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ».
• حفظ عرض أخيك: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ»، التماس الأعذار؛ فالتماس الأعذار للإخوان من أفضل الأمور التي يمكن أن يفعلها الإنسان، فكما يقول الناس: التمس لأخيك سبعين عذراً.
مَثَلُ الأخوة في الله
قال ابن تيمية -رحمه الله-: مثل الأخوة في الله، كمثل اليد والعين، إذا دمعت العين مسحت اليد دمعها، وإذا تألمت اليد بكت العين لأجلها .

كيف تعرف ود أخيك؟
- سئل حكيم: كيف تعرف ود أخيك؟
فقال: يحمل همي، ويسأل عني، ويسد خللي، ويغفر زللي، ويذكرني بربي .
فقيل له: وكيف تكافئه؟
قال: أدعو له بظهر الغيب .

من قصص الصالحين
- جاء رجل من السلف الصالح إلى بيت صديق له، فخرج إليه فقال: ما جاء بك؟
قال: عليّ أربعمائة درهم، فدخل الدار فوزنها، ثم خرج فأعطاه، ثم عاد إلى الدار باكيا، فقالت زوجته: هلا تعللت عليه، إذا كان إعطاؤه يشق عليك؟
فقال: إنما أبكي لأني لم أتفقد حاله، فاحتاجَ أن يقول ذلك.


ابوالوليد المسلم 27-09-2023 03:58 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشريت – 1169

الفرقان



اغتنم خمسًا قبل خمس
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم لرجلٍ وهو يَعِظُه-: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناءكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قبلَ شُغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكَ».
هنا يُوصينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوصية من أعظم الوصايا، ويحضُّنا أشدَّ الحضِّ، ويدعونا إلى اغتنام الفرص في زمن المهلة، ويخبرنا أنَّ مَن فرَّطَ في ذلك قد يأتي زمان يتمنَّاه، وقد حيل بينه وبينه، فبعد كل شباب هَرَم، وبعد كل صحة سَقَم، وبعد كل غِنى فقر، وبعد كل فراغ شغل، وبعد كل حياة موت، فمن فرَّط في العمل أيام الشباب لم يدركه في أيام الهَرَمِ، ومَن فرَّط فيه في أوقات الصحة لم يدركه في أوقات السقم، ومَن فرَّط فيه في حالة الغِنى لم يدركه في حالة الفقر، ومَن فرَّط فيه في ساعة الفراغ لم يدركه عند مجيء الشواغل، ومَن فرَّط في العمل في زمن الحياة لم يدركه بعد حيلولة الممات، وعنِ ابنِ عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نِعمَتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ»؛ رواه البخاري، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزول قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن عُمُرِه فيمَ أفناهُ، وعن عِلْمِه فيمَ فَعَلَ، وعن مالِه مِن أينَ اكتَسَبَه، وفيمَ أنفَقَه، وعن جِسْمِه فيمَ أبْلاه».
لذا كان لزامًا على كل شابٍّ أن يغتنم هذه الخمس، وأن يعتبر بوصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل أن تذهب هذه الخمس، وقبل أن يأتي يوم يتمنَّى فيه الإنسان أن يقدم لنفسه ما يحب من خير وبِرٍّ وصدقة وتطوُّع، وما يرفع منزلته في الدنيا والآخرة فلا يستطيع.
الآ داب الشرعية السامية
التحلي بالآداب الشرعية السامية، والأخلاق النبوية العالية، التي تجمل شخصيتك، وتكسبها التميزَ والتفرد، كالاتصاف بالصدق في الأقوال والأفعال، الذي هو مناط الصلاح، ومآبُ الفلاح، فقد ذكر ربُّنا -عز وجل- في كتابه الحكيم: مُدخَل الصدق، ومُخرَج الصدق، ولسان الصدق، وقَدَمَ الصدق، ومَقعد الصدق، وكأنَّ الصدق يحيط بالمؤمن من كلِّ جانب، فلا مكان للكذب في حياته، ولا موطنَ للتحايل في سلوكه، وقد حثَّ رسولنا - صلى الله عليه وسلم - على ضرورة التنزه عن الكذب وقال: «اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ»، بل جعل الكذب اضطرابًا في الشخصية، ومَجلَبةً للحزن والقلق، فقال: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الكَذِبَ رِيبَةٌ»؛ وجعل جزاء المترفع عن الكذب بيتًا في وسط الجنة، فقال: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ».

الرجوع إلى الحق
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:

كثيرٌ من الناس ينتصر لنفسه، فإذا قال قولًا، لا يمكن أن يتزحزح عنه، ولو رأى الصواب في خلافه، ولكن هذا خلاف العقل وخلاف الشرع، والواجب أن يرجع الإنسان للحقِّ حيثما وجده، حتى لو خالف قولَه فليرجع إليه، فإن هذا أعزُّ له عند الله، وأعز له عند الناس، وأسلَمُ لذِمَّتِه وأبرأُ ولا يضره، فلا تظنَّ أنك إذا رجعت عن قولك إلى الصواب أن ذلك يضع منزلتك عند الناس؛ بل هذا يرفع منزلتك، ويعرف الناس أنك لا تتبع إلا الحقَّ، أما الذي يعاند ويبقى على ما هو عليه ويرُدُّ الحق، فهذا متكبِّر، والعياذ بالله.
مواقف مشرقة لشباب
الصحابة في تحمل المسؤولية
تميَّز شباب صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - بتحمل المسؤولية، والأعباء، وبتقلد الأمور، وهم في السن المبكرة؛ لأن هذه النفوس الوثابة، كانت تريد فعلاً نصرة الله ورسوله، كانوا يريدون عز الإسلام، وطاعة الرحمن، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأحدهم: «يا زيد، تعلم لي كتاب يهود؛ فإني والله ما آمن يهود على كتابي»، قال زيد: «فتعلمت كتابهم، ما مرت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته، وكنت أقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه، وأجيب عنه إذا كتب»، فهذا تعلم لغة بأكملها، تعلم لغة في خمسة عشر يوماً لحاجة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحاجة الإسلام، وهكذا استمرت معه هذه الخصلة ليقال له بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا زيد» لكن القائل أبو بكر هذه المرة، «إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتتبع القرآن فاجمعه»، وهكذا يقول زيد، وهو يشعر بثقل هذه المهمة، والعبء الذي كُلفه: «فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن…، فقمت، فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع، والأكتاف والعُسب، وصدور الرجال»، وهكذا كُلِّف زيد - رضي الله عنه - رئاسة اللجنة التي شُكِّلت من الصديق والفاروق لجمع القرآن الكريم، فأيُّ مهمة تلك التي قام بها ذلك الشاب! نفعت أجيال الأمة إلى أن تقوم الساعة، وكانت من أسباب حفظ الله لكتابه.
عظم أمنيات الصحابة
شباب الصحابة كانت أمنياتهم تدل على ما فيه نفوسهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لشاب صغير من الصحابة، وهو ربيعة بن كعب الأسلمي: «سل» اطلب ما تريد، فقلت: أسألك مرافقة في الجنة، قال: «أو غير ذلك؟» قلت: هو ذاك، قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود».
فساد الخلق

قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: كل من يعبد غير الله خُلقه من أفسد الأخلاق، فأين الخُلق في رجل خلقه الله، وأمدَّه بالرزق، وتفضل عليه بالنعمة، وأمده بالعطاء والصحة والعافية، ثم يلجأ إلى غير الله، ويصرف العبادة لغيره ؟! ولهذا فإن فساد الخُلق ملازم للشرك؛ فكل مشرك فاسد الخلق؛ لأن شركه جزء من فساد الأخلاق، بل هو أشنع ما يكون في فساد الأخلاق، فلا يُغتر ببعض المعاملة الحسنة التي يكون عليها بعض الكفار؛ لأنها لمصالح دنيوية ومقاصد آنيَّة، لا يرجون عليها شيئًا عند الله وثوابًا يوم لقاه -سبحانه وتعالى.

الشباب هو فترة عمرك الذهبية
الشباب هو فترة عمرك الذهبية التي لا تعوضها فترة، كنت طفلاً لا تستطيع أن تقوم فتمشي، ثم قمت لكن لتحبو، ثم سرت لكن لتسقط، ثم أصبحت فتى تسير تهد الأرض، تسرع في مناكبها، وتمشي في طرقها، وتصنع وتصنع، لكن لا تنس أن لك مثل الأولى، ستعود إن أذن الله شيخاً كبيراً هرماً لا تستطيع الركض، بل لا تمشي إلا على عكاز، ثم قد تعود بعدها لا تمشي إلا حبواً، ثم قد تصير بعد ذلك لا تستطيع الحراك، وقد ترهّلت عضلاتك، وضعفت قوتك، وذهب سمعك وبصرك، تذكّر أخي الشاب أن الشباب وقت البناء الحقيقي، وقتٌ تستغله في طاعة الله، ووقتٌ تستثمره في عبادة الله، وأفضل سنين عمرك، فلا تُضيع الشباب.





ابوالوليد المسلم 27-09-2023 04:14 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشريت – 1170
الفرقان


رمضان فرصة للشباب
أخي الشاب، إن تجار الدنيا لا يألون جهدًا، ولا يدّخرون وسعًا في اغتنام أي فرصة، وسلوك أيِّ سبيل يدرُّ عليهم الربح الكثير، والمكسب الوفير، فلماذا لا تتاجر مع الله؟ فتسابق إلى الطاعات والأعمال الصالحات، لتفوز بالربح الوفير والثواب الجزيل منه -سبحانه وتعالى-، فرمضان من أعظم الفرص التي يجب أن يشمر لها المشمرون، ويعد لها عُدَّتها المتقون، فهو شهر مغفرة الذنوب، والفوز بالجنة، والعتق من النيران، لمن سلم قلبه، واستقامت جوارحه، ولم يُضَيع وقته فيما يضرّ أو فيما لا يفيد.
فتأمل - أخي الشاب - في الذين أدركهم الموتُ قبل دخول شهر رمضان، فقد انقطعت أعمالهم وطُويت صحائفهم، فلا يستطيعون اكتساب حسنة واحدة، ولا فعل معروف وإن كان يسيرًا، أما أنت فقد مدَّ الله في عمرك حتى أدركت هذا الشهر العظيم، وهيَّأك لاكتساب هذا الثواب وتلك الأجور، وهذا -والله- نعمة كبرى ينبغي شكرها، والثناء على الله -تعالى- بإسدائها.
واعلم -أخي الحبيب-، أنك إذا قضيت نهار رمضان في النوم، وليله في السهر واللعب، حُرمت أجر الصيام والقيام، وخرجت من الشهر صفر اليدين، فهي -والله- أيام معدودة، وليال مشهودة، ما تُهل علينا إلا وقد آذنت بانصرام، فاجتهد فيها -رحمك الله- بالطاعة والعبادة تفز باللذة والنعيم غدًا، وإياك أن يدركك الشهر وأنت في غفلة، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له».
فمتى إذًا؟
عن جابر بن سمرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ؛ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ»، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يؤمِّن على دعاء جبريل على من أدرك رمضان ولم يُغفر له، ولا عجب في هذا فرمضان فرصة ثمينة، فيها الرحمة والمغفرة، ودواعيها متيسرة، والأعوان عليها كثيرون، وعوامل الفساد محدودة، ومردة الشياطين مصفَّدون، ولله عتقاء في كل ليلة، وأبواب الجنة مفتحة، وأبواب النيران مغلقة، فمن لم تنله الرحمة مع كل ذلك فمتى تناله إذًا؟!
نسمات رمضان
ها هو ذا شهر رمضان يطرق عليك الباب، فأعد ترتيب نفسك، ولملم بقاياك المبعثرة واقترب من أحلامك البعيدة، واكتشف مواطن الخير في داخلك، واهزم نفسك الأمارة بالسوء، وقل لها بقوة: سأكون من الفائزين هذا العام -إن شاء الله.
ليكن شعارنا: رمضان أولاً
أقبل علينا شهر الخيرات والبركات، فليكن شعارنا من الآن، رمضان أولاً.
- رمضان أولاً: فإن أبواب الجنة تفتح في رمضان، وتغلق أبواب الجحيم؛ فكيف تضيع الفرصة؟
- رمضان أولاً: فالشياطين مُصفَّدة في رمضان؛ فلا حجة لك.
- رمضان أولاً: لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خاب وخسر، خاب وخسر، خاب وخسر، من أدرك رمضان ولم يغفر له، فلننتبه من اليوم، ولنتخلص من قيود المعاصي، ولنقبل بقلوبنا على نسائم الخيرات
ركائز نجاح اليوم الرمضاني

من ركائز نجاح اليوم الرمضاني: أداء الصلاة في جماعة وإدراك تكبيرة الإحرام وأداء السنن وإدراك الحجة والعمرة بالجلوس لذكر الله بعد صلاة الفجر إلى الشروق ثم صلاة الضحى والحفاظ على أذكار الصباح والمساء والدعاء قبل الإفطار وأداء صلاة التراويح بخشوع ومصحفك لا يفارق جيبك وتأخير السحور إلى ما قبل الفجر، والحرص على الدعاء في وقت السحر.
شرف عبادة الصيام
أضاف الله -عزوجل- كل أعمال ابن آدم إلى ابن آدم، وشرَّف عبادة الصيام بأن أضافها إلى نفسه الشريفة؛ فقال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، فكل عمل من الأعمال له ثواب محدد، أما الصيام فالله -تعالى- يتكفل بتحديد أجره.
كيف يفلح من لا يصلي؟
سيبقى في دائرة الفشل، من لم يجعل الصلاة في دائرة اهتمامه؛ فالصلاة دائمًا مقرونة بالفلاح، فكيف يفلح من لا يصلي؟!
من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أشجع الناس، وكان أحلم الناس، وكان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، ما سُئل شيئًا إلا أعطاه، وكان لا ينتقم لنفسه ولا يغضب لها إلا أن تُنتهك حرمات الله، والقريب والبعيد والقوي والضعيف عنده في الحق واحد، وكان يأكل ما وجد ويلبس ما وجد، وكان أشد الناس تواضعًا، وكان يرقع ثوبه، ويخدم في مهنة أهله، ويعود المرضى، وكان يكثر الذكر ويقلل اللغو، وكان أكثر الناس تبسمًا، وكان يمزح ولا يقول إلا حقا، وكان يقبل معذرة المعتذر إليه - صلى الله عليه وسلم .
إني صائم
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ -أي وقاية-، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ؛ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ»، وسُئلت عائشة -رضي الله عنها- عن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، يَرْضَى لِرِضَاهُ وَيَسْخَطُ لِسَخَطِهِ»، وعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَشْرَ سِنِينَ؛ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَهُ، وَلاَ لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ لِمَ تَرَكْتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا.

ابوالوليد المسلم 27-09-2023 05:35 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشريت – 1171
الفرقان





نصيحة بمناسبة شهر رمضان
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: نصيحتي للمسلمين جميعًا أن يتقوا الله -جل وعلا-، وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة صادقة من جميع الذنوب، وأن يتفقهوا في دينهم وأن يتعلموا أحكام صومهم وأحكام قيامهم؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين.

سماحة الشيخ. عبدالعزيز بن باز - رحمه الله-
ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين»، ولقوله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وصفدت الشياطين، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة»، وكان يقول - صلى الله عليه وسلم- للصحابة: «أتاكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه؛ فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، فأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله»، ومعنى: «أروا الله من أنفسكم خيرًا»: يعني سارعوا إلى الخيرات وبادروا إلى الطاعات وابتعدوا عن السيئات، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»، ويقول - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله -جل وعلا-: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
فالوصية لجميع المسلمين أن يتقوا الله، وأن يحفظوا صومهم، وأن يصونوه من جميع المعاصي، ويشرع لهم الاجتهاد في الخيرات والمسابقة إلى الطاعات من الصدقات والإكثار من قراءة القرآن والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار؛ لأن هذا شهر القرآن: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (البقرة:185).
ثمرة الصيام الأساسية
إنَّ ثمرة الصيام الأساسية، هي أن يكون حافزًا للصائم على تقوى الله -تعالى-، بفعل أوامره، واجتناب نواهيه، كما قال -سبحانه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183)، فالصيام مدرسةٌ عظيمة، فيها يكتسب الصائمون أخلاقًا جليلة، ويتخلَّصون من صفاتٍ ذميمة، يتعودون على اجتناب المحرمات، ويقلعون عن مقارفة المنكرات.
من آداب الصيام

(1) الإخلاص في الصيام
ففي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه».
(2) تبيِيت النية في صوم الفريضة
عن حفصة -رضي الله عنها- قالت: «لا صيامَ لمَن لم يُجمِع قبل الفجر»، وورد أيضًا - بإسناد صحيح - عن ابن عمر -رضي الله عنهما- من قوله، ولا يُعرَف لهما مخالف من الصحابة.
(3) تعجيل الفطر
ففي الصحيحين عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفِطر».
(4) الفطر على رطبات
قبل أداء صلاة المغرب
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُفطر على رُطَبات قبل أن يُصلي، فإن لم تكن رُطَبات، فعلى تمرات، فإن لم تكُنْ حَسَا حَسَواتٍ مِن ماء.
(5) ماذا يقول عند فطره؟
عن ابن عمر - رضي الله عنه - ما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر قال: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله».
(6) قول الصائم إذا شُتم: إني صائم
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قال الله: كُل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤٌ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخُلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله مِن ريح المسك، للصائم فرحتانِ يفرحهما: إذا أفطر فرِح، وإذا لقي ربه فرح بصومه».
يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر

الشيخ. عبدالرزاق عبدالمحسن البدر
قال الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر: إنَّ داعي الله في كل ليلة من ليالي رمضان ينادي عباد الله الصائمين بهذين النداءين العظيمين، يعد حافزاً عظيماً ودافعاً قوياً للمسلمين إلى المنافسة في الخيرات والانكفاف عن الآثام والمحرمات، ونفوس الناس على قسمين: نفس تبغي الخير وتطلبه، فلها هذا النداء يا باغي الخير أقبل ، ونفس تبغي الشر وتطلبه، ولها هذا النداء يا باغي الشر أقصر، ثم إن أهل الإيمان وإن لم يسمعوا هذا النداء بآذانهم في ليالي رمضان المباركة، إلا أنهم من وقوعه على يقين؛ لأن المخبر لهم بذلك هو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى -صلوات الله وسلامه عليه.
تعلمت من رمضان
إن أولى ما يعلِّمه الصوم للصائم في باب الصدق هو صدقه مع الله؛ إذ الصيام عملٌ سريٌّ بين العبد وربه، وبإمكان المرء أن يدعي الصيام، ثم يأكل خفيةً فيما بينه وبين نفسه. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «قال الله -عز وجل-: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به» (أخرجه البخاري: 1904، ومسلم: 1151). فجعل الله -سبحانه- الصوم له، والمعنى أن الصيام يختصه الله -سبحانه وتعالى- من بين سائر الأعمال؛ لأنه أعظم العبادات إطلاقًا؛ فإنه سرٌّ بين الإنسان وربه؛ فالإنسان لا يُعلم هل هو صائمٌ أم مفطرٌ؛ إذ نيته باطنة؛ فلذلك كان أعظم إخلاصًا.


قيم وأخلاق رمضانية
قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» خرجه البخاري، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد، أو قاتله فليقل إني صائم»، قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الشراب والطعام، وقال جابر- رضي الله عنه -: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ولا تجعل يوم صومك و يوم فطرك سواء».




ابوالوليد المسلم 27-09-2023 06:06 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين – 1172
الفرقان




أفضل عمل تقدمه في شهر رمضان
أخي الشاب: لا شك أنك رأيت الناس وقد تبدلت أحوالهم في هذا الشهر، فالمساجد قد امتلأت بالمصلين، والتالين لكتاب الله، والأماكن المقدسة ازدحمت بالطائفين والعاكفين، والأموال تتدفق في مجالات الخير، فهذا يصلي، وهذا يتلو، والآخر ينفق، والرابع يدعو، فأين موقعك بين هؤلاء جميعاً؟
ألم تبحث لك عن مكان داخل هذه الكوكبة المباركة؟ أليس أفضل عمل تقدمه، وخير إنجاز تحققه التوبة النصوح وإعلان السير مع قافلة الأخيار؟ فهل جعلت هذا الهدف نصب عينيك في رمضان وأنت قادر على ذلك بمشيئة الله؟
ولقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه في يوم القيامة: «يوم تدنو الشمس من الخلائق فتكون قدر ميل، ويبلغ منهم الجهد والعرق كل مبلغ»، أنه في هذا اليوم هناك من ينعم بظل الله وتكريمه، ومنهم: «شاب نشأ في طاعة الله -عز وجل» فلماذا لا تكون واحداً من هؤلاء؟ وما الذي يحول بينك وبين ذلك، فأعد الحسابات، وصحح الطريق، واجعل من الشهر الكريم فرصة للوصول إلى هذه المنزلة.
صور مشرقة من حياة الصحابة
في غزوة بدر يقول سعد بن أبي وقاص: رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله يوم بدر يتوارى أي: يختبئ في الجيش، فقلت: ما لك يا أخي؟! قال: إني أخاف أن يراني رسول الله فيردني، وأنا أحب الخروج؛ لعل الله يرزقني الشهادة. يريد الشهادة! ماذا يفعل بعض الأبناء اليوم في هذه السن؟.
قال سعد: فعرض عمير على رسول الله فرده لصغره، فلما رده بكى فأجازه، فكان سعد يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره.
طفل صغير تمنى الشهادة في سبيل الله بصدق فنالها، بل بكى خوفاً من أن يُحرم هذه الأمنية العظيمة، فما أسماها من أمنية! وما أروعها من صورة تعكس لنا بجلاء أي هم كانت تحمله تلك النفوس الطاهرة الزكية! أما بعض شباب اليوم فأعظم أمانيهم أن يفوز النادي الفلاني أو المنتخب، وعجبا حين ترى الدموع تذرف وتسكب من أجل ذلك! نسأل الله أن يصلح شباب المسلمين.
نصيحة لرواد الإنترنت
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: معلوم أن الإنترنت فيه خير وفيه شر، والذي يبتغي فيه الخير يجده، في العلوم الشرعية، والعلوم النافعة، وفيه شرٌ محض وشرٌ كثير، فنصيحتي لإخواني: أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يعلموا أنهم إنما خلقوا لعبادة الله -عزوجل-، وأنهم إذا نزلوا بأنفسهم إلى ما يشبه الحيوانات، وهو إشباع الرغبات والشهوات فقد خسروا الدنيا والآخرة، والعياذ بالله، فعليهم أن يحفظوا دينهم، وأن يحفظوا أوقاتهم، وألا يضيعوا هذا العمر الثمين، فوالله لدقيقة واحدة أعز من ألف درهم، أرأيتم إذا حضر الموت لو قيل للإنسان: أعطنا كل الدنيا ونؤجلك دقيقة واحدة لقال: نعم. ولهذا قال الله -عز وجل-: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (المؤمنون:99-100).
نبي الله موسى -عليه السلام
الشاب القوي العفيف
من القصص المؤثرة قصة نبي الله - موسى عليه السلام -، وكيف تصرف مع النساء العفيفات: {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ^ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}، رأى موسى -عليه السلام- فتاتين ترعيان الغنم، وقد وقفتا عند أغنامهما من بعيد تُبعدان الغنم عن الماء، والرجال يتزاحمون بأغنامهم عليه، تبتعدان عن الماء لا تدخلان وسط الرجال، فسقى لهما الغنم، وجلس في الظل يدعو الله أن يرزقه وينجِّيه.
لقد كان -عليه السلام- طريداً ملاحَقاً، لا مأوى له ولا زوجة ولا عمل، ومع ذلك كان في شدة العفة والحياء والرجولة، وقام بسقاية الغنم عفيفاً مخلصاً، فأكرمه الله بزوجة هي ابنة نبي، وعملاً يعمله، ويجد - فوق هذا وذاك - السكن والعون عند شعيب -عليه السلام-، كل ذلك من خلال موقف واحد.
ما يجب أن يعلمه الشاب
اعلم أن الإيمان بالله -عز وجل- ليس اعتقاداً فقط أو قولاً فقط، إنما هو اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان؛ فعليك بطاعة الرحمن وترك العصيان، فإنهما سبيلك إلى زيادة الإيمان، واعلم أن الله -عز وجل- خلقنا لعبادته وحده لا شريك له، كما قال -سبحانه-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} فعليك بإخلاص العبادة لله تعالى وحده، وإياك أن تصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله -سبحانه وتعالى.
حِفـْظُ الْوَقْتِ فِي رَمَضَان
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: إن وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم أو العذاب الأليم، وهو يمر مر السحاب، لم يزل الليل والنهار سريعين في نقص الأعمار، وتقريب الآجال، قال -تعالى-: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} (الفرقان:62). فينبغي على المسلم -ولاسيما في هذا الشهر المبارك والموسم العظيم والوقت الثمين- أن يتخذ من مرور الليالي والأيام عبرة وعظة، فكم من رمضان تحريناه فدخل ومضى!.
موقف شبابي إيجابي
ما إن يحل شهر رمضان حتى ترى المساجد قد امتلأت بالشباب مقبلا على ربه متبتلا راكعا ساجدًا، شباب تنسم من روح الهداية وريحانها، بعدما غشيته نفحات رمضان شهر القرآن، وخففت من وطأة ثقل النفس أسرار الصيام، شباب عقد العزم على ختم القرآن، والحفاظ على الصلوات الخمس في المساجد، وحضور صلاة التراويح، والقيام في الثلث الأخير، والاجتهاد في الطاعات والقربات، والإحسان للفقراء والمحتاجين، والإفطار مع جموع الأخيار، شباب صحا في رمضان، وتطلع للاستقامة بعد رمضان، فرمضان لما بعده.



ابوالوليد المسلم 28-09-2023 01:58 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين – 1173
الفرقان




أي الرجلين أنت في العشر الأواخر؟
العشر الأواخر من رمضان هي خاتمة الشهر، وأفضل لياليه، وفيها ليلة القدر، وعمل المسلم في هذه الليالي دليل على مدى حرصه على اغتنام هذا الشهر.
والسر في ذلك أنك أحد رجلين، إما رجل قد اغتنم الشهر من أوله بالمبادرة في الأعمال الصالحة، أو رجل قد فرط في ذلك كله، فإن كنت من النوع الأول -وأسأل الله أن نكون كلنا كذلك- فأنت بحاجة إلى الثبات على العمل الصالح حتى آخر لحظة من الشهر؛ لأن الأعمال بخواتيمها، وإن كنت من النوع الثاني، فأنت بحاجة إلى استدراك ما فاتك من العمل، وهذا لا يكون إلا بالاجتهاد في العشر الأواخر؛ لذا كان لزاما على المسلم أن يراعي في برنامجه في العشر الأواخر الإكثار من الطاعة وفق هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث كان يعامل العشر الأواخر معاملة مختلفة عن الأيام التي سبقتها، فكان مع إكثاره من الطاعة طوال الشهر، إلا أنه إذا دخل العشر شمر عن ساعد الجد والاجتهاد ليجود خاتمته فيها، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله».
خطورة الفتور عن الطاعات
جاءت النصوص الشرعية تحث على المسارعة في الخيرات، قال -تعالى-: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} (الحديد: 21)، وتحذر من الفتور عن الطاعات، قال -تعالى-: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (الحديد: 16)، وقال ابن مسعود: «مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلاَمِنَا وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بِهَذِهِ الآيَةِ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} إِلاَّ أَرْبَعُ سِنِينَ» (صحيح مسلم: 3027)، وحذّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفتور عن الطاعة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فَإِنَّ لِكُلِّ عَابِدٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَإِمَّا إِلَى سُنَّةٍ، وَإِمَّا إِلَى بِدْعَةٍ؛ فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّةٍ فَقَدْ اهْتَدَى، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ».

يا غلام إني أعلمك كلمات
عن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب -رضي الله تعالى عنهما- قال: كنت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما، فقال: «يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم: أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».
هذا من الأحاديث العظيمة التي يجب على الشباب فهمها والعمل بها؛ فقوله - صلى الله عليه وسلم -: «احفظ الله يحفظك»؛ أي: احفَظْ أوامره وامتثلها، وانتهِ عن نواهيه، يحفظك في تقلباتك ودنياك وآخرتك؛ وقيل: يحفظك في نفسك وأهلك، ودنياك ودِينك، ولا سيما عند الموت؛ إذ الجزاء من جنس العمل، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «احفظ الله تجده تجاهك»؛ أي: تجده أمامك؛ يدلك على كل خير، ويقربك إليه، ويهديك إليه، وأن تعمل بطاعته، ولا يراك في مخالفته، كما أنك تجده في الشدائد، و قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا سألت»؛ أي: أردت أن تسأل شيئًا، «فاسأل الله» إشارة إلى أن العبد لا ينبغي له أن يعلق سره بغير الله، بل يتوكل عليه في سائر أموره؛ لأنه القادر على الإعطاء والمنع، ودفع الضر وجلب النفع، أما من حيث سؤال الناس في الأمور التي يقدرون على تحقيقها من أمور الدنيا وحطامها، فوردت أحاديث كثيرة تذم المسألة في هذا، وترغِّبُ في التعفُّف.
«وإذا استعنت»؛ أي: أردت الاستعانة في الطاعة وغيرها من أمور الدنيا والآخرة، «فاستعن بالله»؛ فإنه المستعان، وعليه التكلان، بيده ملكوت السموات والأرض، وهو يُعينك إذا شاء، وإذا أخلصت الاستعانة بالله وتوكلت عليه، أعانك وسددك.
«واعلم أن الأمة»؛ أي: سائر المخلوقين «لو اجتمعت» كلها «على أن ينفعـوك بشيءٍ»؛ أي: على خير الدنيا والآخرة «لم ينفعوك» بشيء من الأشياء «إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك»؛ أي: أثبته في اللوح المحفوظ، «وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك» بالمعنى المتقدم، ويشهد بذلك قوله -تعالى-: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} (يونس: 107).
من فوائد الحديث
على الشباب أن يتعلموا من الحديث أنَّ من حافظ على أوامر الله، حفظه الله في الدنيا والآخرة، وأن من امتثل أوامر الله أخرجه الله من الشدة، ووجوب الرضا بالقضاء والقدر والإيمان بهما، وأن بعد كل كرب فرَجًا، وبعد كل عسرٍ يسرًا، وأنه لن يصيب الإنسان إلا ما كتب الله له، ومن أراد أن يسأل فليسأل الله، وأنَّ الأعمال الصالحة ترفع البلاء، وأنَّ سؤال الخلق في الأصل محرم، لكنه أبيح للضرورة، والضرورة التي أبيحت لأجلها المسألة يوضِّحها حديث (قَبيصة)، وتركه توكلًا على الله أفضل.
المسلم الملتزم بدين الله

قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: إن المسلم الملتزم بدين الله، الذي سار على صراط الله المستقيم، سيجد دعاة الضلال والانحراف، وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة، أما إذا لم يلتفت إليهم، بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف.


خطر الركون إلى الأمل وترك العمل

قال الشيخ عبدالكريم الخضير: قال -تعالى-: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (محمد:9)، فكراهية الله، أو ما جاء عن الله، أو كراهية الدين، أو كراهية الرسول، أو دين الرسول، أو كراهية بعض ما جاء عن الرسول، كل هذا منافٍ لكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله)، وقد يقول قائل: نرى كثيرًا من الناس يكره بعض الشعائر، أو بعض من يأمره بالشعائر، كمن يكره اللحية، ويتقزز من رؤيتها وحاملها، نقول: هذا على خطر عظيم؛ لأن هذه سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وبعض الناس يكره الذين يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر؛ لأنهم يأمرونه بتطبيق دين الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهذا على خطر عظيم إذا كان يكرههم للأمر والنهي.


احذر من تضييع نعم الله عليك!
حذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تضييع نعم الله في غير طاعته، وحذر من الغفلة عن المسارعة في الخيرات، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ»، ومن الغبن ألا يقدّر الإنسان ما في يده ولا يعرف قيمته على الحقيقة.

ابوالوليد المسلم 28-09-2023 04:56 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين – 1174
الفرقان




عناية النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشباب
سيرة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- مع صغار الصحابة وشبابهم أعظم سيرة؛ فقد تواضَع - صلى الله عليه وسلم- لهم، وجالَسَهم وزارهم وعلَّمَهم ورفَع هِمَهُم، فخرج منهم أعظم جيل، فمن تواضعه - صلى الله عليه وسلم-: أنه إذا مر بصبيان سلَّم عليهم»(رواه مسلم).
وكان شديد الحرص على تعليمهم، قال جندب بن عبد الله - رضي الله عنه -: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- ونحن فتية حَزاوِرَة -أي: قارَبْنا البلوغَ- فتعلمنا الإيمانَ قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانًا»(رواه ابن ماجه).
وكان يغرس العقيدة في نفوسهم، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «‌كُنْتُ ‌خَلْفَ ‌النَّبِيِّ ‌- صلى الله عليه وسلم- ‌يَوْمًا ‌فَقَالَ: «يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ» الحديثَ... (رواه الترمذي).
وكان - صلى الله عليه وسلم- يتلطف معهم فأحيانا يأخذ بأيديهم، قال معاذ - رضي الله عنه -: «أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيدي، فقال: «إِنِّي أُحِبُّكَ». قُلْتُ: ‌وَأَنَا ‌وَاللَّهِ ‌أُحِبُّكَ. ‌قَالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُولُهَا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاتِكَ»؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ»(رواه البخاري في الأدب المفرد).
وكان - صلى الله عليه وسلم- يثني عليهم ويظهر مكانتهم، سمع قراءة سالم مولى أبي حذيفة - رضي الله عنه - وهو غلام صغير حسَن الصوت بالقرآن، فقال: « الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا»(رواه ابن ماجه)، ورأى من معاذ - رضي الله عنه - فقها فقال: «أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل»(رواه أحمد).
وفي مجلسه - صلى الله عليه وسلم- كان يُوقِّرهم ويُعلِي من شأنهم مع وجود كبار الصحابة، أوتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلامٌ وعن يساره أشياخٌ، فقال للغلام: «أتأذنَ لي أن أُعطِيَ هؤلاء؟ فقال الغلام: لا واللهِ، لا أؤثر بنصيبي منك أحدًا؛ فتَلَّه،أي: وضَعَه رسول الله - ر- في يده-» (متفق عليه).
الاستمرار على الطاعة بعد رمضان
عندما ذكر الله -تعالى- صفات المؤمنين لم يقيدها بوقت ولم يخصها بزمان؛ فقال: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (سورة المؤمنون 1-2)، إنهم خاشعون دائماً، مُعْرِضُونَ عن اللَّغْوِ دائمًا وليس في رمضان فقط، هم باستمرار يفعلون ذلك وليس في رمضان فقط وهكذا في سائر صفات المؤمنين، والسبب أننا مطالبون بالعمل حتى الموت بأمر من الله -تعالى-، قال الله -تعالى-: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (سورة الحجر 99)، واليقين هو الموت؛ لذلك أيها الشباب استقيموا على دينكم، واستمروا على طاعة ربكم؛ فليس للطاعة زمن محدود، ولا للعبادة أجل معين.
الفائز الحقيقي
يقول الناس لبعضهم بعضا في العيد من العبارات التي يقولها العامة: من العائدين، ومن الفائزين، هل تعلمون من هم الفائزون؟ قال الله -تعالى-: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} (سورة آل عمران 185). وقال -تعالى-: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} (سورة الحشر 20). وقال الله عن أهل الجنة: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (سورة التوبة 100). هؤلاء هم الفائزون، فالفوز الحقيقي الفوز في الجنة.
ما حالك بعد رمضان؟
من كانت حاله بعد رمضان أحسن من حاله قبله، مقبلاً على الخير، حريصاً على الطاعة، مواظباً على الجمع والجماعات، مفارقاً للمعاصي والسيئات، فهذه أمارة قبول عمله إن شاء الله -تعالى-، ومن لم تكن حاله بعد رمضان فيها إقبال على الطاعة وترك المعاصي، فعليه أن يسارع إلى مرضات ربه -جل وعلا- وألا ينساق وراء الأهواء ووساوس الشياطين؛ فإن فعل فقد أنجى نفسه من المهالك في الدنيا، ومن غضب الله -تعالى- يوم القيامة.

من مقاصد العيد العظيمة

قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: من مقاصد العيد العظيمة تقوية الأخوة الإيمانية، وتمتين الصِّلة الدينية، واطِّراح الإحن والخلافات، إنّه يوم الصَّفاء، يوم النَّقاء، يوم الإخاء، يوم الصِّلات، يوم السَّلام، يوم تبادل الدُّعاء؛ ففي غمرة فرحة العيد وبهجته وجماله، تذوب الخلافات، وتذهب الإحن، وتصفو النفوس، فواجب على كلِّ مسلم في هـذا اليوم المبارك أن يحرص أشدّ الحرص على أن يقوِّيَ صلته بإخوانه، مودّةً ومحبّةً ودعاءً واطّراحًا لما قد يكون بين المتآخين من شقاق وخلاف، وإذا لم يُطّرح الشِّقاق والخلاف في مثل هـذا اليوم المبارك فمتى يطّرح؟
أعياد المسلمين المشروعة
ينبغي أن يعلم المؤمن أنَّه ليس لنا إلا عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى، هذه أعياد المسلمين: فيها الاجتماع على صلاة وذكر، وعبادة لله -عزَّ وجلَّ-، أما الأعياد المستحدثة والمبتدعة فليس لها أصل في دين الله -عزَّ وجلَّ-، ولا يجوز إقرارها، ولا الدعوة إليها، ولا الرضا بها ولا المشاركة فيها.
محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- واجبة على كل مسلم قطعًا، قال الله -تعالى-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ…} (آل عمران: 31) وهذا من الأدلة العظيمة الشاهدة على وجوب محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ لا نزاع في أن محبة الله واجبة، وأن اتباع النبي ومحبته طريق إلى محبة الله.


أخطاء الشباب
في الأعياد
اعلم أخي الشاب أن العيد فرحة وسعادة وبهجة، ولكن يجب ألا تطغى هذه الفرحة على النفوس فتستغل العيد في الأمور المحظورة والممنوعة شرعًا، ومن تلك الأمور:
- اختلاط الرجال بالنساء في المنتزهات والحدائق وأماكن الزيارات، مع ما يحصل في ذلك من الفتن التي لا يسلم منها من فعل ذلك، كالمصافحة التي لا تجوز بين الرجل الأجنبي والمرأة الأجنبية، وغير ذلك.
- استقبال العيد بالغناء والرقص والمنكرات، بدعوى إظهار الفرح والسرور.
- السهر ليلة العيد، مما يؤدي إلى تضييع صلاة الفجر والعيد معاً.
- الإسراف والتبذير حتى لو كان في أمور مباحة.
- المبالغة في الملبس والمأكل.
- الغفلة عن الصلوات المفروضة في المسجد


ابوالوليد المسلم 29-09-2023 02:27 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين – 1175
الفرقان



موانع الثبات على الطاعات
يلاحظ أَنَّ بعض الشباب ممن كانوا يحافظون على أنواع كثيرة من الطاعات في رمضان كالذكر والصدقة والإِكثار من النوافل وغيرها، يهملون هذه الطاعات بعد انقضاء الشهر ولا يثبتون عليها، وقد أمرنا الله بالثبات على الطاعات حتى الممات في قوله -تعالى-: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (الحجر:99)، وهذا الثبات له موانع إِنْ تجنبها الإنسان ثبت على الطاعة بإذن الله.
المانع الأول: طُولُ الْأَمَلِ
من موانع الثبات على الطاعات طُولُ الْأَمَلِ، وهو الحرص على الدنيا والانكباب عليها، والحب لها والإعراض عن الآخرة، وقد حَذَّرنَا الله مِنْ هذا المرض في قوله: {وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ} أَيِ طُولُ الْأَمَلِ، وبَيَّنَ -سبحانه- أَنَّهُ سبب قسوة القلب فقال: {وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} (الحديد:16)، كما بَيَّنَ أَنَّهُ سبب الانشغال عن هدف الإنسان من الحياة فقال: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (الحجر:3).
المانع الثاني: الابتعاد عن الأجواء الإيمانية
مِنْ أصول العقيدة الإسلامية أَنَّ الإيمان يزيد وينقص، فيضعف ويضمحل إذا عَرَّضَ العَبْدُ نَفْسَهُ لأجواء المعاصي والذنوب، أو انشغل قلبه على الدوام بالدنيا وأهلها؛ لذا حَثَّ الشرع على مرافقة الصالحين وملازمتهم ليعتاد المسلم فعل الطاعات، وترك السيئات.
المانع الثالث: الانشغال بالمباحات والتوسع فيها
لا شك أَنَّ التوسع في المباحات من الطعام والشراب واللباس ونحوها والإسراف فيها سبب في التفريط في بعض الطاعات وعدم الثبات عليها، فهذا التوسع يورث الركون والنوم والراحة والدَّعَةَ، بل قد يَجُر إلى الوقوع في المكروهات، لِأَنَّ المباحات باب الشهوات، وليس للشهوات حَدٌّ؛ لذا أمر -سبحانه- بالأكل مِنْ الطَيِّبَاتِ ونهى عن الطغيان فيها قال -تعالى-: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف:7).


صلاح الشبابِ صلاحٌ للأمة
لن تسعَدَ الأمةُ الإسلاميةُ ولن يحصُلَ لها عزٌّ وفلاح، وسُؤددٌ وشأنٌ إلا حينما يكونُ شبابُها كما كانوا في العهد الأول: صلاحٌ في الدين، وإعمارٌ للحياة، وجدٌّ في كل عملٍ مُثمِر وفعلٍ خيِّر، وإن الشبابَ المُسلم اليوم يجبُ عليه أن يكون كما كان أسلافه في الماضي كيِّسًا فطِنًا، فلا يستجيبُ إلى ما لا يُحقِّقُ للإسلام غايةً، ولا يرفعُ للحقِّ راية، فكم يحرِصُ أعداءُ الإسلام بكل السُّبُل أن يُوقِعُوا الشباب في مطايا المهالِك ومسالِك الغواية، والبُعد عن القِيَم الإسلامية السامِية، ومبادِئِه السَّمحة اليسيرة التي تسلُكُ بهم مناهجَ الوسطيَّة والاعتِدال، وتقودُهم إلى رعاية المصالِح وجلبِ المنافِع لأنفُسهم ولأمَّتهم، ولبُلدانهم ولمُجتمعاتهم.
عوامل الثبات على الطاعات


للثبات على الطاعات معينات لابد أن يحرص عليها الإنسان ويلتزمها حتى يثبت على طريق الحق والإيمان، ومن ذلك ما يلي:
أولاً: الدعاء بالثبات
مِنْ صفات عباد الرحمن أنهم يدعون الله -تعالى- أَنْ يثبتهم على الطاعة، وأَلا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداهم؛ فهم يوقنون أَنَّ قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن يُصَرِّفُهَا كيف يشاء؛ لذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: «اللهم يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك، اللَّهُمَّ يا مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ».
ثانيًا: تنويع الطاعات والمسارعة إليها
مِنْ رحمة الله -عز وجل- بنا أَنْ نَوَّعَ لنا العبادات لتأخذ النفس بما تستطيع منها، فمنها عبادات بدنية، ومالية وقولية وقلبية، وقد أمر الله -عز وجل- بالتسابق إليها جميعًا، وعدم التفريط في شيء منها، وبمثل هذا التنوع وتلك المسارعة يثبت المسلم على الطاعة، ولا يقطع الملل طريق العبادة عليه.
ثالثًا: التعلق بالمسجد وأهله
ففي التعلق بالمسجد وأهله ما يعين على الثبات على الطاعات؛ حيث المحافظة على صلاة الجماعة، والصحبة الصالحة، ودعاء الملائكة، وحلق العلم، وتوفيق الله وحفظه ورعايته. ونصوص الوحيين في ذلك كثيرة مشهورة.
رابعًا: مطالعة قصص الصالحين
أخبار الأنبياء والصالحين لم تذكر للتسلية والسمر، ولكن لننتفع ونتعظ بها، ومن منافعها تثبيت قلوب المؤمنين والمؤمنات والطائعين والطائعات، قال -تعالى-: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} (هود:120)، وكثير من الناس تتغير أحوالهم إِلى الأصلح والأحسن بمطالعة سير السلف الصالح الأوائل الذين ضربوا أعظم الأمثلة في التضحية والعبادة، والزهد والجهاد والإنفاق وسائر الطاعات.
خامسًا: التطلع إلى ما عند الله من النعيم
إِنَّ اليقين بالمعاد والجزاء يُسَهِّلُ على الإنسان فعل الطاعات وترك المنكرات، مصداقا لقوله -تعالى-: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (البقرة:45-46).
قاعدة في حسن الخلق
من أهم القواعد في حسن الخلق، مقابلة السيئة بالحسنة؛ مما يترتب عليه احتواء الإساءة، فعلى الشباب خصوصًا أن يقابلوا الغضب بالهدوء، والتبجح بالحياء، والكلمة الطائشة بالكلمة الطيبة، والنبرة الصاخبة بالنبرة الهادئة، والجبين المقطب بالبسمة الحانية، ولو قوبل المسيء بمثل فعله، لأفلت زمامه، وأخذته العزة بالإثم.
لزوم اتباع السنة


قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-: نصوص الكتاب والسنة دلت دلالة قاطعة على وجوب اتباع السنة اتباعًا مطلقًا في كل ما جاء به النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام-؛ فهي المرجع الثاني في الشرع الإسلامي، في كل نواحي الحياة من أمور غيبية اعتقادية، أو أحكام عملية، أو سياسية، أو تربوية، وأنه لا يجوز مخالفتها في شيء من ذلك لرأي أو اجتهاد أو قياس
وماذا بعد رمضان


قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: إذا كان المسلمون قد ودَّعوا شهر رمضان (موسم الغفران والعتق من النيران وموسم التنافس في طاعة الرحمن)، فإنهم لم يودِّعوا بتوديعه أبواب الخيرات، فلا تزال مواسم الخيرات متجددة وأبواب الخيرات متتالية، وينبغي على عبد الله المؤمن أن يغنم حياته، وأن يستغل وجوده في هذه الحياة للظفر بكل مناسبة كريمة ووقت فاضل، متسابقاً مع المتسابقين في الطاعات، ومسارعاً لنيل رضا رب البريات -سبحانه وتعالى.




ابوالوليد المسلم 29-09-2023 09:19 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين – 1176
الفرقان




نعمة الهداية إلى دين الإسلام
إن أجلّ نعم الله وأعظم مننه على عباده هدايته -تبارك وتعالى- من شاء من عباده إلى هذا الدين الحنيف؛ فالإسلام هو النعمة العظمى والعطية الأجلّ، ومنة الله -سبحانه- على من شاء من عباده، يقول -جلَّ وعلا-: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (الحجرات:17) ويقول -جلَّ وعلا-: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} (الحجرات:7) ويقول -جلَّ وعلا-: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (النور:21)، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وإنما عظم شأن هذه النعمة وكبر قدرها؛ لأنَّ الإسلام هو دين الله -تبارك وتعالى- الذي رضيه -عز وجل- لعباده دينا ولا يقبل منهم ديناً سواه، يقول -جلَّ وعلا-: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (آل عمران:19)، ويقول -جل وعلا-: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران:85)، ويقول -جلَّ وعلا-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة:3)، ويقول -جلَّ وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} (البقرة:208) أي في الإسلام، ومن عرف الإسلام وما يدعو إليه من العبادات العظيمة والأعمال الجليلة والآداب الرفيعة أدرك رفيع قدره وعلو شأنه.
الغاية التي من أجلها خُلقنا
فالله -عز وجل- خلق الإنسان لعبادته والاستقامة على نهجه القويم؛ آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، قال الله -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ}(الذ ريات:56-57)؛ فأنت مخلوق من أجل عبادة الله، فعليك بتقوى الله وعبادته، وقوِّ إيمانك بالأعمال الصالحة؛ لتحيا حياة سعيدة في هذه الدنيا، وتجزى في الآخرة ثوابا وافرا، قال -تعالى-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّ هُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّ هُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل:97).

خطر طيش النفس


قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: من سمات أهل العقل النظرُ في العواقب، وأما أهل الطيش فإنهم لا يعملون عقولهم ولا ينظرون في العواقب، بل يندفعون اندفاعًا بلا تعقُّلٍ فيوردهم المهالك؛ ولهذا شبهت النفس في طيشها بكُرةٍ من فخار، وُضعت على منحدر أملس، فلا تزال متدحرجةً ولا يُدرى في نهاية أمرها بأيِّ شيء ترتطم! وكم هي تلك المآلات المؤسفة والنهايات المحزنة التي يؤول إليها أمر الطائشين ممن لا يتأملون في العواقب ولا ينظرون في المآلات.
ماذا نريد من الشباب؟
نريد من شبابنا: أن يُطوّروا من مهاراتهم، ويعملوا على تنمية طاقاتهم عبر العلم التخصصـي، والمهارات المكتسبة من دورات تدريبية متخصصة، تحقيقًا لقول الله -تعالى-: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، فمن برع في مجال تخصصه العلمي (الطب أو الصيدلة أو الهندسة أو الفيزياء أو الكيمياء أو الجيولوجيا......) فقد خدم أمة حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم .
نريد من الشباب: أن يعيشوا بالإسلام قولا وسلوكًا؛ فيَسْلَم الناس من لسانه ويده، وإذا رآه الناس بهديه وسمته الإسلامي رأوْا الإسلام في شخصيته، فيكون بذلك سببًا في إقامة الإسلام في الأرض.
نريد من الشباب: أن يُحسْنوا توظيف طاقاتهم، فيعملوا عملا متقنًا ونافعًا لهم ولمجتمعهم، فلا يتعطل ولا يكسل ولا يفتُر ولا يتوانى عن تحقيق ذاته عن طريق العمل والاعتماد على النفس، لا أن يكون عالة على غيره. وليأخذ من رسوله الحبيب قدوة؛ حيث كان يعمل وهو شاب في الرعي والتجارة.
فاتح الأردن شرحبيل بن حسنة - صلى الله عليه وسلم
هو الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة - رضي الله عنه -، فاتح الأردن، أسلم قديما بمكة، وهو من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية، شارك في فتوحات الشام، كان - رضي الله عنه - يتميز بالشجاعة والإقدام، يشهد له بذلك جهاده مع رسول الله ومع الخلفاء الراشدين من بعده، ويكفي أن يذكر التاريخ عنه أنه فاتح الأردن، وأنه كان لجهاده في أرض الشام أثر كبير في اندحار الروم ونشر الإسلام في تلك الربوع، وكان صريحًا لا يخشى في الحق أحدًا، وكان يجيد القراءة والكتابة، فقد كان من كُتَّاب الوحي، وقد استشهد - رضي الله عنه - قيل: مات شرحبيل بن حسنة يوم اليرموك، ويقال: إنه طعن هو وأبو عبيدة بن الجراح في يوم واحد، ومات في طاعون عمواس وهو ابن سبع وستين.
توجيهات نبوية للشباب
النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يولي جانبًا من توجيهاته إلى الشباب، فيقول - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس: «يا غلام: إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله»، ويقول - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل، وهو رديفه على حمار: «يا معاذ: أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله» إلى آخر الحديث، ويقول - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن أبي سلمة، ربيبه وهو طفل صغير، لما أراد أن يأكل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وجالت يده في الصحفة أمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده وقال: «يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك»، فهذه توجيهات من النبي - صلى الله عليه وسلم - يوجهها لطفل، ليغرس في قلبه هذه الآداب العظيمة، وهذا مما يدل على أهمية توجيه الشباب نحو الخير وبيان مسؤولية الكبار نحوهم.
من أهم الواجبات على الشباب
إن من أهم الواجبات التي ينبغي للشباب أن يهتم بها، ويستثمر فيها عمره طلب العلم الشرعي، قال الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: التفقه في الدين وتعلم العلم الشرعي من أهم الواجبات، ومن أهم الفروض لعبادة الله -جل وعلا-؛ فقد خلق الخلق ليعبدوه، وأرسل الرسل لذلك، وأمر العباد بذلك، قال -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56)، ولا سبيل لمعرفة هذه العبادة ولا الطريق إليها إلا بالعلم، كيف يعرف هذه العبادة التي هو مأمور بها إلا بالعلم؟ والعلم: إنما هو من كلام الله ومن كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - والعلم: قال الله وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ ولهذا يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين».

ابوالوليد المسلم 30-09-2023 02:50 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين – 1177
الفرقان





من وصايا لقمان الحكيم لابنه (الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك)
قال -تعالى-: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان)، وصية لقمان الأولى لابنه: الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، وقد بدأ الله بها؛ لأنها أعظم الوصايا وأنفعها، فأعظم ما أمر الله به التوحيد.
وأعظم ما نهى الله عنه الشرك، والنهي عن الشرك يستلزم توحيد الله وإخلاص العبادة له -تعالى-؛ قال -تعالى-: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: 36)، وقال -تعالى-: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (البقرة: 256)، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: «ووجه كون الشرك ظلمًا عظيمًا أنه لا أفظع وأبشع مَن سوَّى المخلوق بالخالق، وسوَّى الذي لا يملك من الأمر شيئًا بمالك الأمر كله، وسوَّى الناقص الفقير من جميع الوجوه بالرب الكامل الغني من جميع الوجوه، وسوَّى من لم ينعم بمثقال ذرة من النعم بالذي ما بالخلق من نعمة في دينهم ودنياهم وأُخراهم وقلوبهم وأبدانهم إلا منه، ولا يصرف السوء إلا هو، فهل أعظم من هذا الظلم شيء؟ وهل أعظم ظلمًا ممن خلقه الله لعبادته وتوحيده، فذهب بنفسه التي خلقها الله في أحسن تقويم، فجعلها في أخس المراتب، جعلها عابدة لمن لا يُسوي شيئًا، فظلم نفسه ظلمًا كثيرًا».

المخدرات مفاتيح الشرور ومجمَع الخبائث
لقد أضحى من المتقرر لدى العقلاء والفطناء أن المخدرات أصبحت في هذا الزمن من أنفذ الأسلحة التي يستعملها أعداء دين الله للفتك بأبناء المسلمين والجناية عليهم بما يفسِد دينهم وعقولهم وأخلاقهم؛ فيصبحون أداة فسادٍ وشرٍ وهدمٍ في مجتمعاتهم المسلمة، والإسلام حرَّم الخمر وحرَّم المسكرات والمخدرات والمفتِّرات؛ لأنَّ جنايتها على الناس جنايةٌ عظيمة، ومضرَّتها عليهم مضرة جسيمة، يدركها المتأمل ويستبينها المتبصِّر، ولقد صحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ»؛ فهي مفاتيح الشرور ومجمَع الخبائث ومنبع القبائح بأنواعها، وإذا وضع الشاب قدمه في هذه الطريق (طريق تعاطي الخمور والمخدرات) فإنه يكون بذلك قد جنى على نفسه جناية عظيمة، وأوقعها في مسلكٍ وخيم وبوابة خطيرة تفضي به إلى كل شر وبلاء.
وصية الشيخ ابن باز للشباب

قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: وصيتي للشباب ولا سيما الدعاة منهم الرفق في الأمور كلها، والجدال بالتي هي أحسن، وتحري الأسلوب الجيد اللين؛ لعل الله ينفع بذلك، كما نوصي بالحذر من العنف، والشدة والكلام البذيء؛ فإن هذا ينفر من الحق، وربما سبب خصومة، ونزاعًا، ومقاتلة ومضاربة، والمؤمن قصده الخير، والداعي إلى الله قصده الخير، فينبغي سلوك أسباب الخير، الواجب على الداعي إلى الله، والآمر والناهي أن يسلك المسالك التي تعينه على حصول الخير، وتعين إخوانه على قبول الحق.
على العاقل ألا يغتر بالدنيا

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: ينبغي للإنسان العاقل أنه كلما رأى من نفسه طموحًا إلى الدنيا، وانشغالًا واغترارًا بها، أن يتذكر الموت، ويتذكر حال الآخرة؛ لأن هذا هو المآل المتيقن، وما يؤمِّله الإنسان في الدنيا فقد يحصل وقد لا يحصل، {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ} لا ما يشاء هو، بل ما يشاء الله -عز وجل-: {لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} (الإسراء: 18، 19).
ثلاث وصايا نبويَّة عظيمة
لقد جمع الله جلَّ وعلا لنبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - بديعَ الكلِم، وجوامع الوصايا، وأكمل القول وأتمَّه وأحسنَه، ومن كان ذا صلةٍ وثيقةٍ بالسُّنة وهديِ خير العباد صلوات الله وسلامه عليه فاز في دنياه وأخراه.
فقد جاء رَجُل إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ، وفي رواية عَلِّمْنِي وَأَوْجِزْ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا، وَأَجْمِعِ اليَأسَ مِمَّا فِي يَدَيِ النَّاسِ»، وقد جمع هذا الحديث العظيم ثلاثة وصايا عظيمةً جمعت الخير كلَّه، مَن فهمها وعملَ بها حازَ الخير كلَّه في دنياه وأخراه.
- الوصيَّة الأولى: وصيَّةٌ بالصَّلاة والعناية بها وحسن أدائها.
- والوصيَّة الثَّانية: وصيَّةٌ بحفظ اللِّسان وصيانته.
- والوصيَّة الثَّالثة: دعوةٌ إلى القناعة وتعلُّق القلب بالله وحده.

موقفانِ عظيمان
موقفانِ عظيمان يقفهُما العبد بين يدي ربِّه؛ أحدهما في هذه الحياة الدُّنيا، والآخر يوم يلقى الله جلَّ وعلا يوم القيامة، ويترتَّبُ على صلاحِ الموقف الأوَّل فلاحُ العبد وسعادتُه في الموقف الثَّاني، ويترتَّب على فسادِ حال العبدِ في الموقف الأوَّل ضياعُ أمره وخسرانُه في الموقف الثَّاني، فالموقف الأوَّل: هو هذه الصَّلاة الَّتي كتبها اللهُ جلَّ وعلا على عباده وافترضَها عليهم خمسَ مرَّاتٍ في اليوم واللَّيلة؛ فمَن حافظَ على الصَّلاة، واهتمَّ لها، واعتَنى بها، وأدَّاها في أوقاتِها، وحافظَ على شُروطِها وأركانِها وواجباتِها هانَ عليه الموقفُ يوم القيامة، وأفلحَ وأنجحَ، وأمَّا إذا استهانَ بهذا الموقف، فلم يُعْنَ بهذه الصَّلاة، ولم يهتمَّ لها، ولم يواظب عليها، ولم يحافظ على أركانها وشروطها وواجباتها عَسُرَ عليه موقف يوم القيامة.
من أعظم أخلاق الشباب
من أعظم الأخلاق تقوى الله -جل وعلا-، ومراقبته في السر والعلانية؛ فإن من اتقى الله وراقبه في كل أحواله كلها عاش سعيداً طيبًا، ولهذا ربّى النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه على هذه الأخلاق الكريمة، فأوصى معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قائلاً له: «اتَّق اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا.

ابوالوليد المسلم 30-09-2023 05:11 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين – 1178
الفرقان




التوكل على الله سبيل النجاح
التوكل على الله هو اعتماد القلب على الله -تعالى- في استجلاب المصالح ودفع المضار، ومعناه: تفويض الأمر لله، والاستعانة به في الأمور جميعها، وربط الأشياء بمشيئته، وهو: صفة إيمانية، ويقين، وثقة، ويكون التوكل مقرونا بالسعي والحركة، وعند مبادئ الأمور، وفي سائر الأحوال.
ولا يتحقق معناه بغير عمل، فمن أراد الرزق أو النجاح بذل الجهد متوكلا على الله، وترك العمل تواكل مذموم، قال الله -تعالى-: {وَمَنْ يَتَوَكّلْ عَلَى اللّه فَهُو حَسْبُه}، قال أهل التفسير: ومن يعتمد على الله ويفوض أمره إليه كفاه ما أهمه، وقال -تعالى-: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (غافر:60)؛ فالنجاح لا يأتي من فراغ، بل هناك أسباب ومسببات تولد من تلك الذرة الإيمانية التي غُرستْ في أعماقنا، لتنمو وتزيّن الأرض وما فيها وتصل الى السماء؛ حيث القمة والتفوق.
وفي الحديث القدسي: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يقول الله -تعالى-: أنا عند ظن عبدي، بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة». (رواه البخاري)، ولكن ينبغي العلم أن التوكل على الله -تعالى- والثقة به والدعاء وحسن الظن، ليس معناها جلوس المرء منتظرا حصول الغايات دون أسباب، وإنما التوكل الصحيح هو الأخذ بالأسباب مع الاعتماد على الله في كل شيء.

بعض الأسس في حسن الاستذكار
(1) بدء المذاكرة بالقرآن.
(2) الصلاة على وقتها.
(3) الحرص على حضور المراجعات المهمة.
(4) تحديد مكان مناسب للمذاكرة، فهي تحتاج إلى هدوء، وضوء مناسب وهواء متجدد.
(5) لا تذاكر وأنت مُرهَق.
(6) عدم السهر وكذلك عدم الإكثار من شرب الشاي والقهوة.
(7) تخير ساعات النشاط في المذاكرة مثل الصباح الباكر.
(8) الغذاء المتكامل المناسب.
(9) عمل جدول للاستذكار.
(10) المذاكرة الفردية أفضل من الجماعية.
(11) عدم اللجوء إلى الدروس الخصوصية إلا للضرورة.
أفضل طرائق المذاكرة
(1) القراءة الإجمالية للدرس وحفظ العناوين الكبيرة والصغيرة والرسوم التوضيحية (من كتاب الوزارة) ثم قراءة ملخص الدرس وحل التدريبات بعده.
(2) المذاكرة والحفظ: يُفضَّل وضع خط تحت المهم، وفهم المادة قبل حفظها، وفهم القوانين والنظريات ثم حفظها، والمواد التي تحتاج حفظًا تكون في الصباح الباكر، ويكون الحفظ مدته قصيرة ومتقطعا أفضل.
(3) التسميع: فهو تأمينٌ على المعلومات ضد النسيان، ويكشف عن مواطن الضعف والأخطاء، وهو علاجٌ ضد السرحان (شفوي أو تحريري).
(4) المراجعة: عمل جدول لكل المواد لمراجعتها في مدة محدودة قبل الامتحان، ولا داعي للتدقيق في الأمور السهلة في أثناء المراجعة، ولكن لا بد من مراجعة العناوين الكبيرة والصغيرة وتسميعها.
(5) تثبيت المعلومات: وذلك عن طريق تكرار الحفظ- التركيز والانتباه- استخدام الطرائق المختلفة في الحفظ أي استخدام أكثر من حاسة- مراجعة ليلة الامتحان تكون سريعة.. قراءة عناوين وتسميع ما تحتها.. وإمرار العين بسرعة على السطور لاستعادة ما سبق، ما يحتاج إلى حل يكثر من حله.
نصائح ليوم الامتحان
- التوكل على الله، وحسن الظن بالله، وصلاة ركعتين حاجة تدعو فيها ربك وتسأل والديك الدعاء.
- التسمية عند استلام الورقة والدعاء «اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً.. رب يسِّر وأعِن يا كريم».
- مراجعة الورقة جيدًا وفهم الأسئلة، وابدأ بحل الأسئلة السهلة الواثق منها أولاً، واترك الأسئلة الصعبة التي تحتاج إلى تفكير في النهاية.
- إذا نسيت شيئًا استغفر الله والجأ إليه.
- وضع علامة على الأسئلة التي تم حلها حتى لا تنسى شيئًا مع المراجعة الجيدة بعد الانتهاء من الحل.
- لا تنشغل بتصحيح الإجابة بعد الانتهاء من الامتحان؛ حتى لا ينشغل ذهنك وحتى تستعد للامتحان المقبل.
ليس لي مزاج للمذاكرة
هذه العبارة نسمعها كثيرًا من بعض الطلبة، ولعل هذه المشكلة لها أسباب عدة أهمها ما يلي:
(1) عدم القدرة على تنظيم الوقت مما يؤدي إلى تراكم الواجبات.
(2) عدم القدرة على تنظيم طريقة المذاكرة.
(3) التأثر ببعض الأصدقاء وانطباعاتهم السلبية بصعوبة المواد.
(4) ضعف الحالة الصحية.
(5) وجود مشكلات عائلية تؤثر على الحالة النفسية.
(6) الخوف من الامتحان.
سبل علاج هذه المشكلة
(1) الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ}.
(2) الاستعانة بالله أولا.. «إذا سألت فاسأل الله..» ثم بذوي الخبرة.
(3) معالجة الملل بتغيير المكان وببعض الترفيه المباح بعد المذاكرة أو في نهاية الأسبوع.


في انشغالك بالامتحانات تذكر
(1) أنَّ حفاظك على دينك وعلاقتك بربك شيءٌ أساسي.
(2) أنَّ مبادرتك لأداء صلاتك على وقتها يُعوِّدك المبادرة لأداء واجباتك.
(3) أن تبذل أقصى ما تستطيع من مذاكرة وتحصيل العلم الذي ينفعك في الحياة.
(4) أنَّ عليك السعي والحرص على التفوق والنتائج على الله -تعالى.
(5) وأخيرًا تذكر دائمًا الإخلاص وتجديد النية في المذاكرة لتنفع نفسك وتنفع المسلمين.


العزيمة الصادقة
إن كثيراً من شباب أمتنا - على ما فيهم من خير - يفتقدون العزيمة الصادقة التي تؤهلهم إلى إدراك ما يرجون تحقيقه من المعالى، فهناك موانع كثيرة تحول بينهم وبين إكمال تلك المهمات، منها: اليأس والاحباط والانكسار، وغير ذلك من الأسباب التي تجعل المعالى والغايات مجرد أحلام، تراود أصحابها طالما استمروا على تلك الحال من الفتور وضعف الهمة والإرادة، ومما تميَّز به أسلافنا -رضوان الله عليهم- قوة الإيمان وصدق اليقين والتحلي بالأمل الواسع الفسيح، والثقة في نصر الله والتمكين لهذا الدين، فأثمر ذلك أعمالاً خالدة وانتصارات مجيدة، لا زال عبيرها يبهجنا بين فينة وأخرى.





ابوالوليد المسلم 01-10-2023 10:22 AM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين – 1179
الفرقان





الشباب والإجازة الصيفية
بعد أيام عدة نستقبل الإجازةَ الصيفية، وذلك بعد إمضاء عامٍ دراسيٍّ كامل في الجد والمذاكرة والبذل والتحصيل، على تفاوُتٍ في الهمم وتباين في العزائم، والسؤال الذي يُطرحُ في هذه الأيام هو: ما الذي ينبغي على الشاب الجادِّ أن يفعله في هذه الإجازة المقبلة؟ وهو وقتٌ طويل وأيامٌ عديدة ولحظاتٌ عزيزة ستمُرُّ وتذهب سريعاً.
فلا يليق بالمسلم أن يتركها تذهب سدى، وتضيع هباء دون أن يغتنمها في الخير، أو أن يتزوّد فيها بزاد التّقوى. إنَّ الإجازة الصيفية فرصةٌ مباركة ووقتٌ سانحٌ للجميع لاغتنام هذا الوقت فيما يرضي الله، وما يقرِّب منه -سبحانه- من سديدِ الأعمال وصالحِ الأقوال، وإن من أهم ما ينبغي على الشباب -وهم يستقبلون هذه الإجازة- أن ينووا نيةً صادقة، وأن يعزموا عزيمةً أكيدة، على استغلال هذه الإجازة في طاعة الله -تعالى-، وأن يحذروا إضاعتها فيما لا يفيد، وإن الله -جل وعلا- إذا علِم من عبده صدق نيته وصلاح همته وتمام رغبته، يسَّر له الخير، وفتح له أبوابه، وهيأ له سبله، والتوفيق بيد الله وحده. وإن مما تُغتنم به هذه الإجازة تحصيلُ العلم النافع، ومن نعمة الله علينا تُعقد في أيام الإجازة كثير من الدّورات العلمية النافعة التي يقوم بها أهل العلم وطلابه، ولهذا ينبغي على الآباء وأولياء الأمور أن يشجِّعوا أبناءهم، وأن يأخذوا بأيديهم، وأن يحفّزوهم على المشاركة في هذه الدورات، ليُحصِّلوا خيرا ويغتنموا غنيمةً عظيمة.
اغتنام الأوقات
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل وهو يعظه-: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»، وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ)، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم -: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ».
شيطان المؤمن
عن أبي هريرة، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُنْضِي شَيَاطِينَهُ، كَمَا يُنْضِي أَحَدُكُمْ بَعِيرَهُ فِي السَّفَرِ»، قال ابن القيم -رحمه الله-: «لأنه كلما اعترضه صبَّ عليه سياطَ الذكر والتوجه والاستغفار والطاعة، فشيطانه معه في عذاب شديد، ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة ولهذا يكون قويا عاتيا شديدا»، وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «إن شيطان المؤمن يلقى شيطان الكافر، فيرى شيطان المؤمن شاحبا، أغبر مهزولا، فيقول له شيطان الكافر: ما لك، ويحك، قد هلكت؟! فيقول شيطان المؤمن: لا والله ما أصل معه إلى شيء، إذا طعم ذكر اسم الله، وإذا شرب ذكر اسم الله، وإذا نام ذكر اسم الله، وإذا دخل بيته ذكر اسم الله، فيقول الآخر: لكني آكل من طعامه، وأشرب من شرابه، وأنام على فراشه، فهذا شاحب، وهذا مهزول».
أعظم الورطات
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: إن أعظم الورطات أن يقدم المرء على قتل نفس محرمة بغير حق؛ إذ لا يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، فإن قتل نفسًا واحدة محرمة وقع في ورطة عظيمة لا مخلص له من تبعتها، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «إِنَّ مِنْ وَرْطَاتِ الأُمُورِ الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ» رواه البخاري، هذا في قتل نفس واحدة فقط، فكيف بمن قتل الأنفس الكثيرة؟!
من المناهي اللفظية قولهم: سلام حار ولقاء حار
قال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: من العبارات الحادثة قولهم: سلام حار، لقاء حار، وهكذا، والحرارة وصف ينافي السلام وأثره، فعلى المسلم الكف عن هذه اللهجة الواردة الأجنبية، والسلام اسم من أسماء الله، والسلام يثلج صدور المؤمنين، فهو تحيتهم وشعار للأمان بينهم.
من علامة المقْتِ إضاعة الوقت
قال بعض أهل العلم: إن من استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط، ومن استعملهما في معصية الله فهو المغبون؛ لأن الفراغ يعقُبُه الشغل، والصحة يعقبها السَّقَم، ومما يؤثر عن السلف قولهم: «من علامة المقْتِ إضاعة الوقت»، بل قال ابن القيم -رحمه الله-: «إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها».
حلم ابن عون
كان عبد الله بن عون - وهو من رواة الحديث ولد في البصرة عام685هـ- لا يغضب، فإذا أغضبه رجل، قال: «بارك الله فيك»، فليتنا نعتبر مقارنة بحالنا ومقالنا عند الغضب، يدعو بهذه الدعوة العظيمة لمن أغضبه، فماذا كان يقول إذًا حال ارتياحه وانبساطه، إنَّها القوة والشدة أن يملك نفسه هكذا عند غضبه.
من ذاكرة تاريخ شباب الصحابة
عُمير بن أبي وقاص - رضي الله عنه - هو أخو سعد بن أبي وقاص، أراد أن يشهد غزوة بدر، وكان عمره أربع عشرة سنة (14 سنة)، وقيل: «ست عشرة سنة (16 سنة)، وردَّه النبي -صلى الله عليه وسلم - واستصغره، فذهب يبكي فَرَقَّ له النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجازه، يقول سعد - رضي الله عنه -: «كنت أعقد له حمائل سيفه من صغره - صلى الله عليه وسلم »، وقتل ببدر، قتله «عمرو بن عبد وُد» أحد صناديد قريش.





ابوالوليد المسلم 01-10-2023 05:46 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين – 1180
الفرقان


وقفات مع وصايا لقمان {يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
قال الله -تعالى-: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} من حكمة لقمان -رحمه الله- أن بدأ وصاياه مع ابنه بأهم الأمور، فدعَاه إلى التوحيد ونهاه عن الشرك، ثم بعد ذلك جاء أمره بالصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فمن الحكمة أن يسير المربي على منهج الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- في دعوته للناس وتريبتهم على دين الله، ولا شك أن العقيدة والتوحيد وتطهير العقول والمجتمعات من الشرك، هذا هو الأساس الأصيل الذي لا يجوز أن يُبدأ بشيء قبله، والذي يتجاوز هذا المنهج، ويخترع مناهج تخالف هذا المنهج، فقد ضل سواء السبيل؛ فلا أعظم من الشرك بالله - تبارك وتعالى-؛ لأنه ذنب لا يغفر، قال - تبارك وتعالى-: {إن الله لا يغفرُ أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، وقال -تعالى-: {إنَّ الشرك لَظُلْمٌ عظيم}، وعن عبد اللَّهِ - رضي الله عنه - قال: لَمَّا نَزَلَتْ هذه الْآيَةُ {الَّذِينَ آمَنُوا ولم يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شَقَّ ذلك على أَصْحَابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَقَالُوا: أَيُّنَا لم يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟ فقال رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ليس كما تَظُنُّونَ، إنما هو كما قال لُقْمَانُ لاِبْنِهِ: يا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ»، فبين لهم أن المراد بالشرك إذا أطلق إنما هو الشرك الأكبر، والكفر العظيم الذي يستحق صاحبه غضب الله الشديد وتعذيبه الخالد المؤبد، ذنب لا يغفر؛ ولهذا قال لقمان لابنه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
لقمان الحكيم رجلٌ صالح
لقمان الحكيم رجلٌ صالح، وولي من أولياء الله وحكيمٌ من الحكماء، وهبه الله -جلّ وعلا- الحكمة؛ لأنه كان صادقاً مع الله في أقواله وأعماله، جادا في التقرب إلى الله -عز وجل- بالطاعات وجميل العبادات، وكان قليل الكلام كثير الفكر والتدبر، منَّ الله عليه بالحكمة ووهبه إياها، ومن عظيم مكانة هذا العبد ورفيع شأنه، أن الله -عز وجل- ذكر لنا في القرآن خبره، وأنبأنا عن وصيته لابنه وموعظته لولده وفلذة كبده منوها بها، وذكر ألفاظها لتكون للآباء والمعلمين والمربين نبراسًا وأنموذجًا يحذون حذوه، ويسيرون على نهجه، ليأخذوا منها الوصايا النافعة، والأساليب الناجحة، والطرائق المفيدة في تربية الأبناء وتعليم النشء، وليكون منهجًا سديدًا ومسلكًا رشيدًا يسلكه الآباء والمربون والمعلمون، ينهلون من معينها ويتزودن من حِكَمها ودلالتها؛ لتكون تربيتهم لأبنائهم وللنشء عن بصيرة وحكمة ودراية.
الإخلاص والمتابعة
قال ابن القيم -رحمه الله-: والأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والمحبة والتعظيم والإجلال، وقصد وجه المعبود وحده ، دون شيء من الحظوظ سواه، حتى تكون صورة العملين واحدة، وبينهما في الفضل ما لا يحصيه إلا الله -تعالى-، وتتفاضل أيضا بتجريد المتابعة، فبين العملين من الفضل بحسب ما يتفاضلان به في المتابعة، فتتفاضل الأعمال بحسب تجريد الإخلاص والمتابعة تفاضلا لا يحصيه إلا الله -تعالى.
الواجب على الشباب المسلم
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن اباز -رحمه الله-: الواجب على الشباب المسلم هو الجد والاجتهاد في طلب العلم، والتفقه في الدين بنية صالحة وقصد صالح، وأن يعنوا بتطبيق كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - على أنفسهم وعلى غيرهم في أقوالهم وأفعالهم، حتى يكون الجميع قدوة صالحة، وحتى يكونوا هداة مهتدين، وحتى يرشدوا الناس إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
الفراغ داء قتَّال للفكر والعقل
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: الفراغ داء قتَّال للفكر والعقل والطاقات الجسمية، فإذا كانت النفس فارغة من ذلك تبلد الفكر، وضعفت حركة النفس، واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب، وعلاج هذه المشلكة أن يسعى الشاب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة أو تجارة أو كتابة أو غيرها، مما يحول بينه وبين هذا الفراغ، ويستوجب أن يكون عضوًا سليما عاملاً في مجتمعه لنفسه ولغيره.
الدين لا يقوم إلا بأهله
إن البلاد لا تعمر إلا بساكنيها، والدين لا يقوم إلا بأهله، ومتى قاموا به نصرهم الله مهما كان أعداؤهم، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}، وإذا كان الدين لا يقوم إلا بأهله، فإن علينا -أهل الإسلام والشباب خاصة- أن نُقَوِّم أنفسنا أولاً؛ لنكون أهلاً للقيادة والهداية، ومحلا للتوفيق والسداد، وعلينا أن نتعلم من كتاب الله -تعالى- وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما يؤهلنا للقول والعمل والتوجيه والدعوة؛ لنحمل النور المبين لكل من يريد الحق.
اتباع الهدى.
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: لا يكون المرء متبعًا الهدى إلا بأمرين: تصديق خبر الله تصديقًا جازمًا من غير اعتراض شبهة تقدح في تصديقه، وامتثال أمره - تبارك وتعالى- من غير اعتراض شهوة تمنع من امتثال أمره، وعلى هذين الأصلين مدار الإسلام.
الشباب الذي نريد
- نريد شبابًا يعبد الله مخلصًا له الدين وحده لا شريك له.
- نريد شبابًا متبعًا لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله وعمله، فعلاً وتركا.
- نريد شبابًا يقيم الصلاة على الوجه الأكمل بقدر ما يستطيع.
- نريد شبابًا يحب الخير لعامة المسلمين؛ لأنه يؤمن بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
- نريد شبابًا يؤمن بالله خالقه وخالق السموات والأرض؛ لأنه يرى من آيات الله -سبحانه- ما لا يدع مجالاً للشك والتردد في وجود الله.


احذر أن تكون من هؤلاء الشباب
احذر أن تكون من الشباب المنحرف في عقيدته، المتهوِّر في سلوكه، المغرور بنفسه، المنغمر في رذائله، الذي لا يقبل الحق من غيره، ولا يمتنع عن باطل في نفسه، الأناني في تصرفه، العنيد الذي لا يلين للحق، ولا يقلع عن الباطل، الذي لا يبالي بما أضاع من حقوق الله، ولا من حقوق الآدميين، الفوضوي، فاقد الاتزان في تفكيره، وفاقد الاتزان في سلوكه في جميع تصرفاته.



ابوالوليد المسلم 03-10-2023 05:55 PM

رد: تحت العشرين
 
شباب تحت العشرين – 1183
الفرقان



وقفات مع وصايا لقمان

الوصية بإقامة الصلاة
من وصايا لقمان العظيمة لابنه قوله: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ}؛ فالصلاة هي سرُّ النجاح وأصلُ الفلاح، وهي أوّلُ ما يحاسب به العبدُ يومَ القيامة، عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ».
والمحافظة علي الصلاة عنوان الصِدق والإيمان، والتهاون بها علامةُ الخذلان والخُسران، والتفريط فيها من أعظم أسبابِ البلاء والشقاء، قال -تعالى-: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصلاةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيًّا}(مريم:59)، ومعنى إقامة الصلاة أن يأتي بها على الوجه الأكمل الذي شرعه الله -سبحانه وتعالى- كما علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسيء صلاته؛ فعن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دخل الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، فَسَلَّمَ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فَرَدَّ وقال: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لم تُصَلِّ» فَرَجَعَ يُصَلِّي كما صلى ثُمَّ جاء فَسَلَّمَ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لم تُصَلِّ ثَلَاثًا»، فقال: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ما أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي فقال: «إذا قُمْتَ إلى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ مَعَكَ من الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حتى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتى تعتدل قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذلك في صَلاَتِكَ كُلِّهَا».

من وسائل الثَّبات
- الإقبال على القرآن الكريم قراءةً وتدبُّرًا وعملًا، والإكثارُ من الأعمال الصالحة.
- قراءَة سِيَرِ الأنبِياء وقصصهم وتدبُّرها؛ لمعرفة ثباتهم وصبرهم والتأسِّي بهم.
- كثرة الدعاء بالثَّبات.
- كثْرة ذِكر الله -عزَّ وجلَّ.
- اتِّباع السُّنَّة وهُدَى السلف -رحمهم الله-، وهو طريق أهل السُّنَّة والجماعة.
- التربية الإسلامية الصحيحة للناشئة.
- الإيمان الصادق والتصديق.
- مُمارَسة الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الالتِفاف حوْل العلماء وطلَبَة العِلم الشرعي.
- الصبر، وعدَم الاستِعجال، واحتِساب الأَجْر.

أثر الصلاة على المجتمع
للصلاة آثار عديدة على المجتمع من أهمها ما يلي:
(1) توحيد صفوف المسلمين وتثبيت قلوبهم
وذلك من خلال إظهار بعض الشعائر بشكلٍ جماعيٍّ كصلاة الجماعة والحج وغيرها من العبادات، فاجتماعهم عليها جميعاً من صغيرٍ وكبيرٍ، وعالمٍ وجاهلٍ، وقويِّ الإيمان وضعيفه يُبيّن عظمة دين الإسلام ووحدته، وأنّ كلمة الله -تعالى- هي العُليا.
(2) ترسيخ العقيدة في قلوب المسلمين
للأذان وقعٌ خاص في أسماع المسلمين؛ فهو بمثابة الإعلان عن دخول وقت الصلاة، وترسيخ العقيدة في نفوس المسلمين التي تؤكّد معاني توحيد الله -تعالى- وإثبات النبوّة لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - من خلال الأذان وتكراره.
(3) تلاشي الفروقات بين المسلمين
الفروق تتلاشى بين الناس في الصلاة، حين يصطفّ الفقير بجانب الغنيّ، والمسؤول بجانب المواطن، والأبيض والأسود، يوميا خمس مرات، الكل مفتقر إلى لله -تعالى-؛ فيترسّخ بذلك في نفوسهم ونفوس غيرهم وحدَة هذا المجتمع وهذه الأمة.
(4) ثبات المجتمع المسلم في المحن
الإيمان بالله -تعالى- ورسوخ العقيدة في نفوس المسلمين، يمنحهم القوة والصبر على تحمل الابتلاءات الكونية والشرعية، وهو أمر عام يشمل المجتمعات المسلمة كافة، ولم لا؟ فالعقيدة واحدة، والعبادة واحدة، والأخلاق والمعاملات واحدة، فهم كالجسد الواحد، وهذا من أعظم أسباب ثباتِ المُسلم في المِحن.
من أسباب الانحِراف
- رفقة السوء.
- ضعْف الإيمان، والبُعد عن الله، وترْك الصلاةِ ومجالسِ الذكْر.
- الغلوُّ والتشديد على النفس حتى يملَّ وينحرف، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الدِّين مَتِين فأَوغِلوا فيه برفْق».
- الفَراغ بشقَّيْه الرُّوحي والزمني كما قال الشاعر:
إِنَّ الشَّبَابَ وَالْفَرَاغَ وَالْجِدَهْ
مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيَّ مَفْسَدَهْ
- اليأس والقُنُوط مِن رحمة الله عندَما يُسْرف الإنسانُ على نفسه، فيظن أنَّ الله لا يغفِر له.
- بعض وسائل الإعلام غير الهادفة (إنترنت، وقنوات فضائية، وإذاعة، ومجلَّات وصحف).
- عدم وضوح الهدف في الحياة، وعدم تحديد الوجهة والغاية.


الصلاة تعلمنا
الصلاة تعلمنا الحب والتعاون والتآلف، وتعلمنا وحدة الصف والتراص وجمع الكلمة، وتعلمنا ألا نجعل مجالاً للشيطان أن يدخل بيننا، قال -عليه الصلاة والسلام-: «أقيموا الصفوف، فإنما تصفون كصفوف الملائكة، حاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفاً وصله الله»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أقيموا صفوفكم ثلاثًا، والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم».
من آثار الصلاة على المسلم
الصلاة هي عمادُ دين الإسلام، وركنٌ أساسيّ فيه، وهي الفريضة الأولى بعد الإيمان بالله، والصلاة التي يخشع فيها المسلم وتجعله ذليلاً أمام الله متواضعًا لخلقه، تدفعه لفعل الخير وتبعده عن الشر، فيكون قويا بالله مُعتمدًا عليه في أموره كلها، وبالصلاة تحصل الطمأنينة والسكينة في قلب المسلم، والصلاة تساعد في ترسيخ عقيدة المجتمع وثباته أمام المحن والمصائب.
يحصل اليقين بثلاثة أشياء
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وأما كيف يحصل اليقين؟ فبثلاثة أشياء: أحدها- تدبر القرآن، والثاني- تدبر الآيات التي يحدثها الله في الأنفس والآفاق التي تبين أنه حق، والثالث- العمل بموجب العلم.» مجموع الفتاوى (3/330).





ابوالوليد المسلم 04-10-2023 11:11 AM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين -1184


الفرقان


وقفات مع وصايا لقمان
التواضع وعدم الكبر
من الوصايا التي أوصى لقمان -رحمه الله- ابنه في القرآن الكريم قوله: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور} (لقمان: 18).
قال السعدي -رحمه الله-: (ولا تصعر خدك للناس) أي: لا تُمِلْهُ وتعبس بوجهك في الناس، تكبُّرًا عليهم، وتعاظما، (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا) أي: بطرًا، فخرًا بالنعم، ناسيًا المنعم، معجبا بنفسك، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ} في نفسه وهيئته وتعاظمه (فَخُور) بقوله.
ومن الكبر الذي يمكن أن يقع فيها الشباب، التكبر بالحسب والنسب؛ فالذي له نسب شريف يستحقر من ليس له ذلك النسب، وكذلك التفاخر بالهيئة والشكل، فيلجأ إلى التنقص، والثلب، والغيبة، وذكر عيوب الآخر.
ومن ذلك الكِبْر بالمال، فيستحقر الغني الفقير، ويتكبر عليه، أو الكِبْر بالقوة وشدة البطش، والتكبر به على أهل الضعف، أو التكبر بالأتباع والأنصار، وبالعشيرة، والأقارب، وإن من أشرُّ الكِبْر، من يتكبر على العباد بعلمه، ويتعاظم في نفسه بفضيلته، فهذا لم ينفعه علمه، فإنَّ من طلب العلم للآخرة خشع قلبه، واستكانت نفسه، ومن طلب العلم للفخر والرياسة، فهذا من أكبر الكِبْر، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

احذر الغرور والتهور!
يقع الكثير من الشباب في أخطاء تعرض حياتهم للخطر، وربما تدمرها إلى الأبد، مثل القيادة بتهور، والتنافس على الطرق عشوائيا؛ فينتهي غالبًا بحادث مأساوي يفقد خلاله الشباب عمره، أو يجد نفسه أسير مقعد متحرك طوال حياته، وليست القيادة بتهور ومخالفة قوانين المرور فحسب هي التي تسرق عمر الشباب، بل هناك سلوكيات أخرى، منها ما يمارسها الشباب تحت سمع الأهل وبصرهم، ومنها ما يقدمون عليه لغياب الرقابة مثل التدخين والسهر؛ فلابد من السعي الجاد لإنقاذ الجيل الجديد من مثل هذه التصرفات العشوائية التي يمارسها بعضهم من دون ان يعي خطورتها.
الزبير بن العوام - رضي الله عنه
حواريّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن عمته
أسلم الزبير بن العوام - رضي الله عنه - وهو ابن ست عشرة سنة، إنه حواريّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن عمته صفية، وأول من سلّ سيفه في سبيل الله، وكان فارساً مغواراً، لم يتخلف عن غزوة واحدة! وكان يسمي أبناءه بأسماء الشهداء من الصحابة، عذبه عمه لإسلامه؛ فكان يصبر ويقول: «لا أرجع إلى الكفر أبداً». وهاجر إلى الحبشة، وكان في صدره مثل العيون، من كثرة الطعن والرمي، وقَتَلَ يوم بدر عمه نوفل بن خويلد بن أسد، وفي أحد وفي قريظة يقول له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فداك أبي وأمي»! وفي الخندق قال - صلى الله عليه وسلم -: «من يأتيني بخبر القوم»؟ فقال الزبير: «أنا»، فذهب على فرس فجاء بخبرهم، ثم قال الثانية ففعل، ثم الثالثة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لكل نبي حواري، وحواريّ الزبير»، وكانت له شجاعة نادرة في اختراق صفوف المشركين يوم حنين ويوم اليرموك واليمامة، وكان له دور عظيم في فتح حصن بابليون، وتمكين عمرو بن العاص من استكمال فتح مصر. وكان كريماً سخيّاً، يكثر الإنفاق في سبيل الله، صلى الله عليه وسلم .


من نصائح الشيخ ابن عثيمين للشباب
احرص على أن تكون دائماً مع الله -عز وجل-، مستحضرًا عظمته، ومتفكرًا في آياته الكونية، مثل خلق السموات والأرض وما أودع فيهما من بالغ حكمته، وباهر قدرته، وعظيم رحمته ومنته وآياته الشرعية التي بعث بها رسله، ولا سيما خاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، واحرص أن يكون قلبك مملوءًا بمحبة الله -تعالى-؛ لما يغذوك به من النعم، ويدفع عنك من النقم، ولا سيما نعمة الإسلام والاستقامة عليه؛ حتى يكون أحب شيء إليك.
نماذج من علو همة الشباب
لقد كان صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه شبابًا، فهذا أسامة بن زيد -رضي الله تعالى عنهما- أمّره رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على الجيش، وكان عمره ثماني عشرة سنة، وهذا عتاب بن أسيد - رضي الله عنه - استعمله النبي -صلى الله عليه وسلم - على مكة لما صار إلى حنين وعمره نيف وعشرون سنة، وهناك نماذج أخرى لشباب الصحابة الذين أبلوا أحسن البلاء في حمل رسالة الإسلام ونشر نوره في العالمين؛ فالشباب هو القوة الروحية والقوة البدنية، وهو فترة القدرة على إنجاز جسام المهام، فينبغي للإنسان أن يغتنمها كما نصحنا النبي - صلى الله عليه وسلم .

التفريط في الآ خرة
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: كم يحصل للمرء من ندامة على ما يقع منه من تفريط في بعض مصالحه الدنيوية، والجاد من الناس يعمل بجد حتى لا تقع له هذه الندامة، لكنَّ الكثير منهم يغفل عن العمل الجاد للدار الآخرة فيبوء في ذلك اليوم بندامة وحسرة لا تجدي {حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا}.



فضل التواضع
رغَّب الإسلام في التَّواضُع وحثَّ عليه ابتغاء مرضات الله، وأنَّ مَن تواضع جازاه الله على تواضعه بالرِّفعة، وقد وردت نصوصٌ مِن السُّنَّة النَّبويَّة تدلُّ على ذلك، منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما نقصت صدقة مِن مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلَّا رفعه الله»، وعن عياض بن حمار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا؛ حتى لا يفخر أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ».




ابوالوليد المسلم 04-10-2023 05:03 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين -1186




الفرقان


وقفات مع وصايا لقمان - التوسط والاقتصاد في الأمور
من وصايا لقمان الحكيم لابنه أن يتوسط في أموره وأحواله، قال -تعالى- فيما حكاه عنه وهو يخاطب ابنه: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} (لقمان: 19). أي: امش متواضعا مستكينا، لا مَشْيَ البطر والتكبر، ولا مشي التماوت، {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} أدبًا مع الناس ومع اللّه، {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ} أي أفظعها وأبشعها قال مجاهد: أقبح الأصوات، وهذا التشبيه يدل على كراهة رفع الصوت من غير حاجة لقوله -[-: «لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ»، وقد جاء التمثيل بالحمار في سياق التقبيح لقوله -تعالى-: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} (الجمعة: 5)، وقد جاء في التنزيل المبارك الأمر بالتوسط في أكثر من آية، قال -تعالى-: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} (الإسراء: 29)، والتوسط في الأمور هو الطريق المستقيم الذي يحبه الله -تعالى-، كما دلت على ذلك الآيات السابقة وغيرها، والوصية باستحباب القصد في المشي وخفض الصوت إنّما ذلك بالأحوال التي لا حاجة فيها بالإسراع في المشي أو رفع الصوت، فإذا جاءت الحاجة إلى ذلك لم يكن مكروهًا ولا منكرًا، وقد وردت النصوص بذلك، وهذه إشارة إلى بعض النصوص، قال -تعالى-: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى} (القصص: 20)، وقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (الجمعة: 9)، وقد فسَّر بعض أهل العلم السعي هنا بالمشي القصد.
صلاح القلوب وحقيقة التوحيد
لا صلاح للقلوب حتى يستقر فيها معرفة الله وعظمته ومحبته، وخشيته ومهابته ورجاؤه والتوكل عليه، ويمتلئ من ذلك، وهذا هو حقيقة التوحيد، وهو معنى قول لا إله إلا الله، فلا صلاح للقلوب حتى يكون الله أحب إليه من كل شيء، يخشاه ويعبده، ويطيع أمره.
من فوائد غض البصر
  • الاستجابة إلى أمر الله -عزوجل-، {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} (النور: 30)
  • تزكية القلب، وتطهير النفس، واختبار لما يعود بالنفع عليهما في الدنيا والآخرة؛ {ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} (النور: 30).
  • سلامة القلب لله -عز وجل- من كل الشوائب التي قد تحدق به فيما لو أطلق للبصر العنان.
  • مُباعدة النفس عن التطلع إلى ما يمكن أن يكون سببًا يوقعها في الحرام، أو ما يُكلفها صبرًا شديدًا عليها.
  • يورث القلب نورًا وإشراقًا يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح، كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه.
من أدب الحديث
عن عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- قال: «إن الشاب ليتحدث بحديث فأستمع له كأني لم أسمع، ولقد سمعته قبل أن يولد » الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، قال الشيخ عبدالرحمن السعدي -رحمه الله-: «ومن الآداب الطيبة إذا حدَّثك المحدِّث بأمر ديني أو دنيوي ألا تنازعه الحديث إذا كنت تعرفه، بل تصغي إليه إصغاء من لا يعرفه ولم يَمُرَّ عليه، وتريه أنك استفدته منه، كما كان أَلِبَّاءُ الرجال يفعلونه، وفيه من الفوائد: تنشيطُ المحَدِّث وإدخالُ السرور عليه وسلامتك من العجب بنفسك، وسلامتك من سوء الأدب؛ فإن منازعة المحَدِّث في حديثه من سوء الأدب».
من آداب الطريق: كف الأذى
من حقوق الناس على بعضهم بعضا، كف الأذى عنهم، وعدم إيذائهم في أجسادهم وفي أموالهم وفي أعراضهم، فكلمة الأذى كلمة جامعة تشمل كل أذى يصيب الإنسان من أخيه الإنسان من قول أو فعل أو نظر أو إشارة، ومن ذلك استخدام السيارات والدراجات -التي تعد نعمة من نعم الله تعالى- لإزعاج الآخرين، فضلا عن إلقاء القمامة والأوساخ والقاذورات في الطريق أو الأطعمة الزائدة، ورمي قطع الزجاج المكسور أو المسامير، مما يؤدي إلى إيذاء المارة، فهذا كله من الأذى الذي كرهه الإسلام.
من حقوق الكبير في الإسلام
من حقوق الكبير في الإسلام إحسانُ معاملته بحسن خطابه بطيبِ الكلام وسديد المقال والتودد إليه؛ لأن إكرام الكبير وإحسان خطابه من إجلال لله -عز وجل-، فَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ -أَيْ: تَبْجِيلِه وَتَعْظِيمِه- إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ -أَيْ: تَعْظِيمُ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ فِي الْإِسْلَام، بِتَوْقِيرِهِ فِي الْمَجَالِسِ، وَالرِّفْقِ بِهِ وَالشَّفَقَةِ عَلَيْهِ، وَنَحْو ذَلِكَ- وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ».
حقيقة العبادة

قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: العبادة هي التقرب إلى الله -تعالى- بما شرعه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وهي حق الله على خلقه، وفائدتها تعود إليهم، فمن أبى أن يعبد الله فهو مستكبر، ومن عبد الله وعبد معه غيره فهو مشرك، ومن عبد الله وحده بغير ما شرع فهو مبتدع، ومن عبد الله وحده بما شرع فهو المؤمن الموحد.
زمن الرفق
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: «هذا العصر عصر الرفق والصبر والحكمة، وليس عصر الشدة، الناس أكثرهم في جهل، وفي غفلة وإيثار للدنيا، فلابد من الصبر عليهم، ولابد من الرفق بهم حتى تصل الدعوة إلى قلوبهم.
آداب الطريق
من الآداب العظيمة التي حث عليها الإسلام ورغب فيها: آداب الطريق، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ»، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا»، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ».
معاملة الناس باللطف
قال ابن القيم -رحمه الله-: «فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف، فإن معاملة الناس بذلك: إما أجنبي فتكسب مودته ومحبته، وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومحبته، وإما عدو ومبغض، فتطفئ بلطفك جمرته، وتستكفي شره، ويكون احتمالك لمضض لطفك به دون احتمالك لضرر ما ينالك من الغلظة عليه والعنف به».



ابوالوليد المسلم 05-10-2023 11:38 AM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين -1187




الفرقان




الشباب هو فترة عمرك الذهبية
الشباب فترة العمر الذهبية؛ لذلك حثك رسولك - صلى الله عليه وسلم - أن تستثمرها، وأن تستفيد منها، وأن تبذل قصارى جهدك في أن تخرج بعظيم الثمرات، بأن تكتسب علماً نافعًا وتعمل عملاً صالحًا، بأن تصنع لأمتك بطولةً وتاريخاً، وتزكو بأخلاقك وتؤدب نفسك على العادات الكريمة والآداب الرفيعة.
وقفات مع وصايا لقمان
لا تمش في الأرض مرحًا
قال لقمان لابنه -في سورة لقمان-: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}. أي ولا تمش في الأرض في حالة من المرح والسرور، غير عابئ بالناس، وتختال بنفسك وتغتر بها؛ لأن الله لا يحب كل متكبر ولا يحب كل متباه في نفسه وفي هيئته وفي قوله، قال القرطبي -رحمه الله-: يقول -تعالى ذكره-: ولا تمش في الأرض مختالا مستكبرًا، وإنما هذا نهي من الله لعباده عن الكبر والفخر والخُيَلاء، وتقدم منه إليهم فيه معرِّفهم بذلك أنهم لا ينالون بكبرهم وفخارهم شيئا يقصر عنه غيرهم، قال السعدي -رحمه الله-: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} أي: جذلا متكبرا جبارا عنيدا، لا تفعل ذلك فيبغضك الله؛ ولهذا قال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} أي: مختال معجب في نفسه، فخور أي على غيره، وقد ذُكر الكبر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشدد فيه، فقال: «إن الله لا يحب كل مختال فخور»، فقال رجل من القوم: والله يا رسول الله، إني لأغسل ثيابي فيعجبني بياضها، ويعجبني شراك نعلي، وعلاقة سوطي، فقال: «ليس ذلك الكبر، إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمط الناس».
الشاب الناجح الذي نريد
كلُّ شابٍّ منّا يريد أن يكون ناجحًا في حياته، وكثيرًا ما يتساءل الناس في مجتمعاتهم وندواتهم: من الشابُّ الناجحُ يا تُرى؟ إن الشاب الناجح هو الشابُّ الذي يثق بنفسه، وثقتُهُ هذه هي التي تجلب له احترام الآخرين، الذي يرنو إليه كلُّ شاب، ولا بد أيضاً من صحبة الأخيار من الأصدقاء، ويسلك السلوكَ الإسلاميَّ الرفيع بدفع الأذى بالإحسان، والمنعِ بالجود والعطاء، سلاحُهُ الإيمان، وعمادُه التوكل، وغذاؤُه المواظبةُ على القربات والطاعات، وأن يكون طموحُهُ وتطلعه إلى المثل العليا، فإن الشبابَ بلا طموح كشجرة لا تُزهر ومن ثم لا تُثمر.
المرء بأصغريه
كثيرٌ من النَّاس يهتمُّ بصورته الخارجيَّة ومظهره المشاهَد ولا يهتمُّ بالمخْبَر؛ ولهذا يكون منه أنواع من الزَّلل والخطل ولا يبالي بذلك مما يخرِم مكانته، ويضعف منزلته، ويوقعه مواقع الذُّل والهوان، بينما إذا عُنيَ المرء بهذين العضوين (اللِّسان والقلب) عنايةً تامَّة، وحافظ عليهما واعتنى بإصلاحهما وتقويمهما في ضوء هدي الشَّريعة وآدابها القويمة، صَلَحت حاله كلُّها. وفي الدُّعاء المأثور عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: «وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا» فجمَع - صلى الله عليه وسلم - في هذا الدُّعاء بين هذين العضوين الخطيرين العظيمين.
خيرُ ما يُوجَّه إليه الشباب
قال الشيخ عبدالكريم الخضير: خيرُ ما يُوجَّه إليه الشباب -في ظروفنا التي نعيشها- أمرَانِ فقط؛ لكنهما أمرانِ يحويان الدنيا والآخرة، هما: العلْم والعمَل؛ إذ إنَّ العمل وحده دون عِلمٍ قد يكون ضررًا ونقصًا على صاحبه؛ فقد يَعبُد اللهَ -جلَّ وعلا- على غير ما شرعه في كتابه، أو في سُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، فيعبد الله على جهل، ويُفسد أكثرَ مما يصلح، والعِلم أيضًا مِن دون عمل كالشجر بلا ثمر، فلا بُدَّ مِن اقْتران العِلْم بالعمَل، واقتضاء العِلْم للعمَل.
طيش النفس
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: من سمات أهل العقل والحكمة النظرُ في العواقب، وأما أهل الطيش فإنهم لا يعملون عقولهم ولا ينظرون في العواقب، بل يندفعون اندفاعًا بلا تعقُّلٍ؛ فيوردهم المهالك؛ ولهذا شبهت النفس في طيشها بكُرة من فخار وُضعت على منحدر أملس؛ فلا تزال متدحرجةً ولا يُدرى في نهاية أمرها بأيِّ شيء ترتطم؟ وكم هي تلك المآلات المؤسفة والنهايات المحزنة التي يؤول إليها أمر الطائشين ممن لا يتأملون في العواقب ولا ينظرون في المآلات!
انحراف القيم
كل أمة تستمد أخلاقها من قيمها، وتنبع القيم من عقيدتها. وفساد الأخلاق يجعل الأمة على خطر عظيم، والانحراف الأخلاقي من أقوى الأسباب الجالبة لزوال نعم الله وتحول عافيته وفجاءة نقمته؛ فما زالت عن العبد نعمة ولا حلت به نقمة إلا بذنب، قال -تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (الشورى: 30).
إذا سمعتـم المؤذن فقولوا مثلمـا يقول
من فوائد الشيخ الألباني -رحمه الله- أنه قال: على من يسمع الإقامة مثل ما على من سمع الأذان من الإجابة، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلب الوسيلة له، وذلك لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا سمعتـم المؤذن، فقولوا مثلمـا يقول...»، ولأن الإقامةَ أذانٌ لغة، وكذلك شرعاً، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «بين كل أذانين صلاة» يعني أذانًا وإقامة.
مَثَل العالم في الأمَّة
العلم نورٌ وضياءٌ لصاحبه، ومَثَل العالم في الأمَّة مَثَل أُناس في ظُلمة، وبينهم شخصٌ بيده مصباحٌ، يضيء لهم بمصباحه الطَّريق، فيسلَمُون منَ العِثار، ويتَّقون الشَّوك والأخطار، ويسيرون في جادَّة سويَّة وصراط مستقيم.
أبرُّ الأصحاب
إنَّ أبرَّ الأصحاب وخير الرفقاء عمل المرء الصالح، ولن يدخل معه في قبره إلا هذا الصاحب، نقل ابن القيم -رحمه الله في روضة المحبين- عن أحد الحكماء أنه سُئل: أي الأصحاب أبَرّ؟ قال: «العمل الصالح»؛ فالعمل الصالح صاحب بر بصاحبه، ومن فرط فيه ندم أشد الندامة.





ابوالوليد المسلم 06-10-2023 03:28 AM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين -1188




الفرقان




حقيقة الخوف من الله -تعالى
الخوف من الله منزلة من منازل الإيمان، وأشدّها نفعًا لقلب العبد، وهي عبادة قلبيّة مفروضة، ولا يبلغ أحد مأمنه من الله إلا بالخوف، قال ابن القيم -رحمه الله-: الخوف من الله من أجل منازل الطريق وأنفعها للقلب، وهي فرض على كل أحد.
من وصايا لقمان لابنه:
عليك بمخافة الله
مما وصى به لقمان ابنه -كما جاء في سورة لقمان-: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}. هنا يعظ لقمان ابنه بأن يخاف من الله -سبحانه-، الذي يعلم كل شيء، ويقول له: لو أنك أخفيت عملك في مكان لا يطلع عليه أحد من الخلق فالله يطلع عليك، ولو أنك أخفيت معصيتك في ظلمة الليل أو في ظلمة البحر أو في مكان تظن ألا يطلع أحد عليك، فيه فإن الله يعلم ما تفعل وسيحاسبك عليه، قال ابن كثير -رحمه الله-: أي: إن المظلمة أو الخطيئة لو كانت مثقال حبة من خردل «يأت بها الله» أي: أحضرها الله يوم القيامة حين يضع الموازين القسط، وجازى عليها إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، كما قال -تعالى-: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} (الأنبياء: 47)، ولو كانت تلك الذرة محصنة محجبة في داخل صخرة صماء، أو غائبة ذاهبة في أرجاء السماوات أو الأرض، فإن الله يأتي بها، لأنه لا تخفى عليه خافية، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض؛ ولهذا قال: {إن الله لطيف خبير} أي: لطيف العلم، فلا تخفى عليه الأشياء وإن دقت ولطفت وتضاءلت.
من توجيهات النبي - صلى الله عليه وسلم - للشباب
النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يولي جانبًا من توجيهاته إلى الشباب فيقول - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس: «يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله»، ويقول - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن أبي سلمة ربيبه وهو طفل صغير، لما أراد أن يأكل مع النبي - صلى الله عليه وسلم وجالت يده في الصفحة- أمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده وقال: «يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يلك»، فهذه توجيهات من النبي - صلى الله عليه وسلم - يوجهها للطفل ليغرس الآداب العظيمة في قلوبهم ونفوسهم.
من خصال التائبين
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: «وخصال التائب قد ذكرها الله في آخر سورة براءة، فقال: {‌التَّائِبُونَ ‌الْعَابِدُونَ}، فلابد للتائب من العبادة والاشتغال بالعمل للآخرة، وإلا فالنفس همامة متحركة، إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل، فلابد للتائب من أن يبدل تلك الأوقات التي مرت له في المعاصي بأوقات الطاعات، وأن يتدارك ما فرط فيها، وأن يبدل تلك الخطواتِ بخطوات إلى الخير، ويحفظ لحظاتِه وخطواتِه، ولفظاتِه وخطراتِه.
الصادق الذي يخاف الله
https://al-forqan.net/wp-content/upl.../08/bn-baz.jpg
قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: الخوف الحقيقي هو خوف يحمل على فعل الأسباب، وأداء الواجبات، وعلى ترك المحرمات، كما يرجوه أنه يدخله الجنة وينجيه من النار إذا أدى حقه، فهو يخاف الله فيعمل ما أوجب الله ويدع ما حرم الله، وهو يرجو الله ويحسن الظن بالله مع قيامه بحق الله وتركه ما حرم الله، هذا هو الصادق الذي يخاف الله ويرجوه، هو الذي يخاف ويرجو مع العمل، مع أداء الفرائض وترك المحارم والوقوف عند حدود الله.
دور الشباب في الحياة
دور الشباب في الحياة دور مهم، فهم إذا صلحوا، نهضوا بأمتهم ونشروا دينهم ودعوا إليه؛ لأن الله أعطاهم من القوة البدنية والقوة الفكرية ما يفوقون به على كبار السن، وإن كان كبار السن يفضلونهم بالسبق والتجارب والخبرة، ومن هنا كان دور شباب الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- دورا عظيما في نشر هذا الدين، تفقهًا في دين الله وجهادًا في سبيله، من أمثال عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت وغيرهم من شباب الصحابة الذين نهلوا من العلم النافع وحفظوا لهذه الأمة ميراث نبيها -صلى الله عليه وسلم - وبلغوه.
لا تستسلم للأوهام والخيالات
قال العلامة السعدي -رحمه الله-: الخوف إن كان خوفًا وهميًّا، كالخوف الذي ليس له سبب أصلًا، أو له سبب ضعيف، فهذا مذموم، يدخل صاحبه في وصف الجبناء، وقد تعوذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجبن؛ ولذا ينبغي مقاومة هذا الخوف. يقول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: ينبغي للمؤمن أن يطارد هذه الأوهام؛ لأنه لا حقيقة لها، وإذا لم يطاردها، فإنها تُهلكه.
من ثمرات الإيمان باليوم الآخر
من أعظم ثمرات الإيمان باليوم الآخر: أنه يحجز الإنسان عن المعاصي ويُوقفه عن اقترافها؛ لعلمه بأنه سيؤاخذ بها، ويحاسب عليها، فإذا أراد أن يعصي الله في حقِّه، أو يتعدَّى على عباده بظلم أو إضرار ذكَّره إيمانه بالخطر، فحجزه عن تلك الخطيئات؛ قال -تعالى-: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ} (هود: 103).
مواقف مضيئة من حياة الصحابة
لما سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، نزل على أدنى ماء هناك، أي: أول ماء وجده، فتقدم إليه الحباب بن المنذر - -، فقال: يا رسول الله، هذا المنزل الذي نزلته، منزل أنزلكه الله، فليس لنا أن نجاوزه، أو منزل نزلته للحرب والمكيدة؟ فقال: «بل منزل نزلته للحرب والمكيدة»، فقال: يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، ولكن سِرْ بنا حتى ننزل على أدنى ماء يلي القوم، ونغور ما وراءه من القلب، ونستقي الحياض، فيكون لنا ماء، وليس لهم ماء، فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل كذلك.
أحداث وقعت في شهر صفر
  • أولاً: غزة الأبواء، وهي أول غزو غزاها النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث خرج - صلى الله عليه وسلم - في صفر غازيًا على رأس اثني عشر شهرًا من مقدمه المدينة لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر صفر، حتى بلغ ودان، وكان يريد قريشًا، وبني ضمرة، ثم رجع إلى المدينة، وكان استعمل عليها سعد بن عبادة.





ابوالوليد المسلم 06-10-2023 11:44 AM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين -1189




الفرقان



من علامات السعادة
من علامات السعادة على العبد: تيسير الطاعة عليه، وموافقة السنة في أفعاله، وصحبته لأهل الصلاح، وحسن أخلاقه مع الإخوان، وبذل معروفه للخلق واهتمامه بالمسلمين، ومراعاته لأوقاته.
القرآن الكريم يقوِّي صلة العبد بربه
يقول الله -جل وعلا- يقول: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء:9)؛ فهو كتاب هداية يهدي للتي هي أقوم، ويدل للتي هي أرشد، وكتاب بشارة يبشر المؤمنين بكل خيرٍ وسعادةٍ وفلاحٍ ورفعةٍ في الدنيا والآخرة، وهذا القرآن فيه كفاية للعباد وصلاحٌ لهم، ولهذا قال الله -سبحانه وتعالى-: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} (العنكبوت:51)، أي أن القرآن الكريم فيه الكفاية للعباد في تحقيق سعادتهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة. ومن مقاصد القرآن الكريم أنه يقوِّي صلة العبد بالله؛ فهو كتابٌ يُعرِّف العبد بربه وبخالقه ولماذا خلقه؟ وما الغاية من وجوده؟ فيُعرِّف العبد بربه العظيم وخالقه الجليل، ويعرِّفه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، يعرَّفه بعظمته وجلاله وكماله، يعرِّفه بأنه هو المعبود بحق ولا معبود بحقٍ سواه، يعرِّفه بوجوب إخلاص الأعمال كلَّها له -سبحانه وتعالى- والإتيان بها خالصةً لوجهه الكريم، يعرِّفه بأن الرب -سبحانه وتعالى- هو الذي يحكم بين عباده، وهو الذي يشرع ما يشاء ويحكم ما يريد، شرع الشرائع وأحكم الأحكام، لا حُكم إلا لله {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف:40) ، فيعلِّمه القرآن أنه عبدٌ لله، وليس للعبد إلا أن يطيع سيَّده ويأتمر بأمره وينتهي عن نهيه، ويخضع لشرعه ويتأدب بالآداب التي يأمره بها سيده وخالقه ومولاه -سبحانه وتعالى .
تدبر القرآن
قال ابن القيم -رحمه الله-: « فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن وإطالة التأمل له، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه، وتشهده عدل الله وفضله، وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه، وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها، وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم وأحوالهم وسيماهم، ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه وافتراقهم فيما يفترقون فيه».
نصيحة للشباب
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: - عليك -أيها الشاب- أن تعمل في أيامك ولياليك على تحصين نفسك بذكر الله -جل وعلا- ، وأن تكون مواظبًا على الأذكار الموظفة في الصباح والمساء وأدبار الصلوات والدخول والخروج والركوب ونحو ذلك؛ فإن ذكر الله -عز وجل- عصمةٌ من الشيطان وأمَنَةٌ لصاحبه من الضر والبلاء، وعليك أن يكون لك وردٌ يومي مع كتاب الله ليطمئن قلبك؛ فإن كتاب الله -عز وجل- طمأنينة للقلوب وسعادةٌ لها في الدنيا والآخرة {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرعد:28).
المنجيات والمهلكات
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: ينبغي للعاقل أن يعرض نفسه كل يوم على المنجيات والمهلكات، ويكفيه من المهلكات النظر في عشرة، فإنه إن سلم منها سلم من غيرها، وهي: البخل، والكبر، والعجب، والرياء، والحسد، وشدة الغضب، وشره الطعام، وشره الوقاع، وحب المال، وحب الجاه، ومن المنجيات عشرة: الندم على الذنوب، والصبر على البلاء، والرضا بالقضاء، والشكر على النعماء، واعتدال الخوف والرجاء، والزهد في الدنيا، والإخلاص في الأعمال، وحسن الخُلُق مع الخلق، وحب الله -تعالى- والخشوع.
منزلة الفقه في الدين
إن منزلة الفقه في الدين من المنازل العظيمة، وإن التفقه في دين الله -تعالى- من أجل العبادات؛ فمن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، فلا نعبد ربنا إلا بالفقه، ولا تصح عبادتنا إلا بالفقه، ولا نعرف الحلال والحرام إلا بالفقه؛ فالفقه أساس ديننا، وهو الفهم عن الله ورسوله، فهم الشريعة، وفهم الأحكام، وهذا ولا شك معرفته فرض عين على كل مسلم، في كل مسألة يحتاج إليها أن يعرف فقهها وحكمها، وأما التفقه في الدين على وجه العموم فإنه فرض كفاية، لابدّ أن يكون للمسلمين من يفقههم، ويعلمهم، ويبين لهم أحكام الله -تعالى-، فإن لم يوجد فيهم من يكفيهم هذا الأمر أثموا جميعًا.
أول تلبيس إبليس
قال ابن الجوزي -رحمه الله- في كتابه تلبيس إبليس: «اعلم أن أول تلبيس إبليس عَلَى الناس، صدُّهم عَنِ العلم؛ لأنَّ العلم نور؛ فإذا أطفأ مصابيحهم خبطهم فِي الظُلَم كيف شاء»، فما أعظم خسران المرء وأشدَّ حرمانه عندما تعاق نفسه عن تحصيل العلم الشرعي! بل إنَّ هذه الإعاقة تعد أولَّ خطوة للشيطان مع الإنسان لحرمانه من الخيرات وإيقاعه في الباطل.
الأمور التي يُستجلب بها التوفيق
  • النية الصالحة هي أساس العمل وقوامه وصلاحه.
  • كثرة الدعاء والإلحاح على الله -تعالى.
  • صدق التوكل على الله -جل وعلا- كما في قول شعيب -عليه السلام-: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ}.
  • إصلاح النفس بالعلم؛ فإن العلم نورٌ لصاحبه وضياء.
  • مجاهدة النفس على العبادة والطاعة فرضها ونفلها.
  • ملازمة أهل الصلاح والاستقامة، والبُعد عن أهل الشر والفساد.
عبد الله بن عمر أكثر الصحابة اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم
ولد عبد الله قبل الهجرة بعشر سنين، وهاجر مع أبيه عمر - رضي الله عنه -، وكان كأبيه قويا، ذكيا، حريصًا على العلم، حريصًا على الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حاول أن يشترك في غزوة بدر، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - ردّه لصغره، وكذلك حدث في غزوة أحد، ولكنه أذن له في غزوة الخندق، ولم يكن يغيب عن غزوة بعد ذلك، وحضر معارك اليرموك والقادسية وجلولاء وحروب الفرس وفتح مصر، وكان كثير الحفظ والرواية لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان ثاني السبعة المكثرين للرواية. وكان كريم اليد، كريم النفس، أصبح ضريراً آخر حياته، وتوفي وهو ابن (84) سنة.



ابوالوليد المسلم 06-10-2023 06:44 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين -1190



الفرقان



الشباب فترة عمرك الذهبية
قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ، شبابَك قبل هَرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك»، هذه وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأولى للشباب؛ لأن فترة الشباب هي فترة عمرك الذهبية التي لا تعوضها فترة، وهي وقت البناء الحقيقي، فعليك أن تستغلها في طاعة الله، وفي عبادة الله، فهي أفضل سنين عمرك، فلا تُضيعها.
وقفات مع وصايا لقمان
الاعتدالُ والتوسط في الأمور كلها
مما جاء من وصايا لقمان لابنه قول الله -تعالى-: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} (لقمان:19)، بعد أن انتهى لقمان من نهْي ابنه عن الأمور التي تجلب الكُرْه والبغضاء بين الناس، شرع في توجيهه إلى ما يبعث على الاحترام والألفة.
وبعد أن بيَّن له آداب معاملة الناس، أتبعه ببيان آدابه الخاصة به، والقصد هو الاعتدالُ والتوسط في الأمور كلها؛ فهذه دعوةٌ للاعتدال في الأمور كافة دون إفراط ولا تفريط؛ فحياة الإنسان على ظهر الأرض قائمةٌ على الاقتصاد والاعتدال في كل مناحي الحياة، في الطعام والشراب، في النفقة والكساء، في مُعاشرة الخَلق، في النوم واليقظة، في السعي والعمل، في كل شيء، ولكن لقمان خصَّ المشي بالاعتدال، وربما قصد منه أن المشي مجتمِع فيه أغلب شؤون الحياة، فمَن أكثر الطعام وأقلَّ من النوم لا يستطيع الاعتدال في المشي، وهكذا، ومَن أبطأ في المشي عرَّض نفسه للفتن، فربما وقع نظره على محرَّم؛ فالطرقات لا تخلو من الفتن، كما أن الإسراع ربما يؤدي إلى الهلكة، فالاقتصاد أولى، وربما خصَّ لقمان المشي بالذكر؛ لأنه أظهر ما يلوح عن الفرد.
حاجة الشباب إلى التفكير النقدي
التفكير النقدي هو: القدرة على تحليل المعلومات وتقييمها واستخلاص النتائج، ويعرف -أيضا- بأنه: القدرة على التفكير بوضوح وعقلانية، والقدرة على تحليل المعلومات، والقدرة على الربط بين المعلومات والخبرات، ففي القرآن الكريم في قصة بحث إبراهيم -عليه السلام- عن الخالق -سبحانه وتعالى-، عندما نظر إلى النجم، وقارن بينه وبين الشمس، قال: {لا أحب الآفلين}؛ حيث وضع معايير وصفات للإله الخالق الذي يعبده، منها: أنه لا يغيب؛ لذلك فإن التفكير النقدي التأملي ضرورة في حياة المسلم عموما والشباب خصوصا، فمن دون تلك المهارة يمكن أن يضل الشباب بسهولة، ولا سيما ممن يشككه في دينه، من الملحدين، أو العلمانيين، أو غيرهم ممن يحاول إضلالهم وصرفهم عن الاستقامة والطريق القويم.
فقه الإلحاد
الإلحاد أحد الظواهر الغريبة عن المجتمع المسلم، وهي ظاهرة لها أسباب متعددة، من أهمها: الانفتاح الثقافي والإعلامي على المجتمعات الملحدة، مع ضعف الوازع الديني لدى طوائف من المجتمع المسلم، والغربة التي يعيشها المسلمون عن دينهم، فتلاقي هذه الشبهات ضعفا في بعض النفوس، فتصاب بعض العقول في المجتمعات المسلمة بأفكار الملحدين، والإلحاد في اللغة يعني الميل والعدول عن الشيء، وهو في الشريعة يقصد به الطعن في الدين أو الخروج عنه، ومن الإلحاد أن يطعن أحد في دين الله -تعالى- وأن يشكك فيه مع أنه قد ينتمي اسما إلى الإسلام، أو التأويل في ضرورات الدين، كأن يقول: الصلاة ليست واجبة، أو أنها لا يشترط أن تصلى كما يصلي المسلمون، أو أن الحجاب ليس فريضة، أو أن الربا ليس محرما، ونحو هذا من الأفكار التي تحاول هدم ثوابت الدين وأصوله.
حب لإخوانك ما تحبه لنفسك
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: يجب عليك -أخي المسلم- أن تربي نفسك، بأن تحب لإخوانك ما تحب لنفسك حتى تحقق الإيمان، وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويحب أن يأتي إلى الناس ما يؤتى إليه» الأول حق الله، والثاني حق العبد، أن تأتيك المنية وأنت تؤمن بالله وباليوم الآخر.
الشباب والعمل التطوعي
يعد الشّباب المحرّك الرّئيس للعمل والإنجاز في شتّى أنواع المجتمعات الإنسانيّة؛ ففئة الشّباب تمتلك الحماس المطلوب، والتّفكير المُستنير، والطّاقة البَدنيّة العالية التي تُمكِّنهم من القيام بالأعمال التي قد تعجز عنها فئات أُخرى عديدة، من هنا فإنّ هناك العديد من الفوائد التي تعود على الشباب خصوصا، ولعلَّ أبرز هذه الفوائد:
  1. تعزيز انتماء الشباب ومشاركتهم في مجتمعهم.
  2. تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية.
  3. يتيح للشباب التعرف على الثغرات التي تشوب نظام الخدمات في المجتمع.
  4. يتيح للشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة التي تهم المجتمع.
  5. يوفر للشباب فرصة تأدية الخدمات بأنفسهم وحل المشاكل بجهدهم الشخصي.
  6. يوفر للشباب فرصة المشاركة في تحديد الأولويات التي يحتاجها المجتمع، والمشاركة في اتخاذ القرارات.
اتقاء الذنوب
قال الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر: أرأيتم لو أنَّ شخصًا اشتد به الجوع، ووُضع بين يديه طعام شهي، ومدَّ يده ليطعم منه فقيل له: إنَّه مسموم إن أكلْتَ منه ضرَّك أو أهلكك، أيضعُ يده فيه أو يكفُّها؟ فسبحان الله! كيف يتجنَّب طعاماً خاف مضرته ولا يتجنب ذنوبا خاف عقوبتها؟! هدانا الله.
أثر وتعليق
الوفاة على الإسلام
عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضي لله عنه - وَهُوَ عَلَى الصَّفَا يَدْعُو يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وَإِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ كَمَا هَدَيْتَنِي لِلإِسْلاَمِ أَلاَ تَنْزِعَهُ مِنِّي حَتَّى تَتَوَفَّانِي وَأَنَا مُسْلِمٌ»، قال الحافظ ابن عبد البر: «دعاؤه ألا ينزع الإسلام منه فيه الامتثال والتأسي بإبراهيم -عليه السلام- في قوله: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ} ويوسف -عليه السلام- في قوله: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}، فلا نعمة أفضل من نعمة الإسلام، ومن ابتغى دينا غيره فلن يقبل منه ولو أنفق ملء الأرض ذهبا.


ابوالوليد المسلم 07-10-2023 09:02 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين -1191



الفرقان



الطموح كنز لا يفنى
لا يسعى للنجاح من لا يملك طموحًا؛ ولذلك كان الطموح هو الكنز الذي لا يفنى، فكن طموحًا وانظر إلى المعالي، هذا عمر بن عبدالعزيز (خامس الخلفاء الراشدين) يقول -معبرًا عن طموحه-: «إن لي نفسًا تواقة، تمنت الإمارة فنالتها، وتمنت الخلافة فنالتها، وأنا الآن أتوق إلى الجنة وأرجو أن أنالها».
رسالة إلى أبنائنا الطلاب
أبناءنا الطلاب: هذا عامٌ جديدٌ من الجِدّ أقبل عليكم، فأحسنوا استقباله بالعزم الأكيد، والهمة العالية، والاستثمار الأمثل للوقت، والنية الصالحة الصادقة، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سلك طريقاً يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع». أبناءنا الطلاب: طلب العلم فضله عظيم، فهو أفضل من نوافل العبادات؛ لأن نفعه متعدٍ، فبالعلم ترفعون الجهل عن أنفسكم وعن الآخرين، وطلب العلم عبادة جليلة تتقربون بها إلى ربكم، بل هو فرضٌ على كل مسلم، ألم يقل رسولنا - صلى الله عليه وسلم -: «طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم»، فصححوا نياتكم، واستثمروا أوقاتكم، واستعينوا بالله -تعالى-، وربكم جواد كريم، يوفق ويعين ويؤجر ويثيب، فاطلبوا من الله العون والتوفيق، وليكن لسان حالكم ومقالكم: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هود: 88). أبناءنا الطلاب: لا تصاحبوا الأشرار ولا الأراذل، ولا تصاحبوا تاركي الصلاة، ولا الفساق الذين يصدونكم عن كل ما فيه صلاحكم وفلاحكم ونجاحكم، لا تصاحبوا الذين يسهرون إلى ساعة متأخرة من الليل على ما لا يرضي الله، احذروا: جليس السوء! فجليس السوء يؤذيك ويضرك في دنياك وأخراك، ويعلمك كل خَصلة ذميمة، ويؤخر مستواك الدراسي، ويكون سبباً رئيساً في تأخر حياتكم العلمية والعملية، وجليس السوء يسوؤه أن تنجح في دراستك، ويزعجه جدا أن يراك متفوقاً وهو فاشل في حياته الدراسية، فاحذر أن تماشي!
نصيحة للطلاب
من وصايا الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: على كل طالب علم ألا يكون أكبر همه أن ينجح في الامتحان، بل يكون أكبر همه أن يهضم العلم، ويرسخه في قلبه، ولذا عليه أن يجتهد من أول السنة، لأنه إذا ترك الاجتهاد في أول السنة تراكمت عليه الدروس؛ لذلك ننصح كل طالب وطالبة أن يكون اجتهادهم من أول السنة حتى يهضموا العلوم شيئًا فشيئًا، حتى إذا جاء وقت الامتحان إذا هم مستريحون، وهاضمون للعلوم، ومنتفعون بمدة الدراسة، أما من يهمل ويتكاسل، فإذا جاء وقت الامتحان شد على نفسه، وأتعب نفسه، ثم لم ترسخ العلوم في ذهنه، حتى إنك لو سألته غدًا عما اختبر به أمس لم تجد عنده حصيلة منه.
صفات من يقتدى بهم
قال ابن القيم -رحمه الله في الكلام على قوله -تعالى-: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف: 28)-: «فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر أو هو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى، وهو من أهل الغفلة، وأمره فرط لم يقتد به ولم يتبعه؛ فإنه يقوده إلى الهلاك، ومعنى الفرط قد فسّر بالتضييع، أي: أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به، وبه رشده وفلاحه ضائع قد فرط فيه، وفسّر بالإسراف، أي: قد أفرط، وفسّر بالهلاك، وفسّر بالخلاف للحق، وكلها أقوال متقاربة، والمقصود أن الله -سبحانه وتعالى- نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات، فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه؛ فإن وجده كذلك فليبعد عنه، وإن وجده ممن غلب عليه ذكر الله -تعالى- واتباع السنة، وأمره غير مفروط عليه، بل هو حازم في أمره فليستمسك بغرزه».
البداية الصحيحة سر النجاح
البداية الصحيحة هي البوابة الواسعة التي ستمر من خلالها بعناصر النجاح، من: تصميم وإرادة وطموح ويقين ووضع الأهداف والخطط، هي كل شيء؛ فالبدايات كالنور الذي يمكن أن يرافقك طوال مسيرتك بطريقة واضحة، أو كالنور في آخر الطريق البعيد الذي من الصعب الوصول إليه بسهولة؛ فاحرص على البداية الجيدة والاستمرار بها استمرار صحيحا، ومدروسا، وممنهجا؛ فإن استطعت أن تكمل مسيرة نجاحك كما البداية فأنت ستنجح وتتفوق، وتصل إلى طموحك بطريقة احترافية، ممتناً لنفسك ولصبرك ولتعلمك.
القضاء على التسويف والمماطلة
من أضرار التسويف والمماطلة أنها من أكثر مضيعات الوقت خطورة، ويخرج خطتك عن مسارها، ويراكم عليك الأعمال، وقد يحرمك من النجاح؛ حيث إننا -غالبًا- ما نؤجل الأعمال الصعبة، المتعبة، غير المحببة، والثقيلة على النفس، وللقضاء على هذا المرض يتبع الآتي:
  • وضع وقت محدد للإنهاء من كل مهمة.
  • خذ على نفسك عهدًا، وقل لنفسك لن أختلق الأعذار لتأجيل الأعمال.
  • تعاهد مع نفسك بأنك لن تقوم من مكانك حتى تنتهي من الجزء الذي قررت أن تنهيه لهذا اليوم.
  • اكتب قائمة بالأشياء التي تؤجلها دائمًا، وحلل هذه القائمة، ولاحظ وجود نمط معين من هذه الأعمال.
  • شجع نفسك واسألها: ما المشكلات التي سوف أسببها لنفسي حين أؤجل هذا العمل؟
احذر الكسل!
الكسل آفة ومرض، جاءت السنة بالتعوذ بالله منه، لا يتولد عنه إلا الإضاعة والتفريط والحرمان وأشد الندامة، ومن نام على فراش الكسل أصبح ملقى بوادي الأسف، حين يرى سبق المشمرين.
علامات السعادة
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: من علامات السعادة على العبد: تيسير الطاعة عليه، وموافقة السنة في أفعاله، وصحبته لأهل الصلاح، وحسن أخلاقه مع الإخوان، وبذل معروفه للخلق واهتمامه للمسلمين، ومراعاته لأوقاته.
همة ابن تيمية في العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-: «حدثني شيخنا قال: ابتدأ بي مرض، فقال لي الطبيب: إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر عن ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك: أليست النفس إذا فرحت وسُرّت قويت الطبيعة، فدفعت المرض؟ فقال بلى! فقلت له: فإنّ نفسي تُسرّ بالعلم، فتقوى به الطبيعة، فأجد راحة. فقال: هذا خارج عن علاجنا».
الحفاظ على صحتك
أيها الطالب عليك الاعتناء بصحتك إذا كنت ترغب في الانتباه والتركيز، والاستفادة من المعلومات والملاحظات التي يتناولها الأستاذ أو المحاضر، ويشتمل ذلك النوم الجيد؛ حيث يتأثر مستوى التركيز بدرجة كبيرة بقدر النوم الذي نحصل عليه، والتغذية السليمة، فعندما نحصل على غذاء سليم، فإن قدراتنا الذهنية تعمل بطريقة متميزة.



ابوالوليد المسلم 08-10-2023 01:15 PM

رد: تحت العشرين
 
تحت العشرين -1192



الفرقان



اختيار الصحبة الصالحة
معشر الشباب: إنَّ اختيار الصحبة الصالحة مطلب مهم قال - صلى الله عليه وسلم -: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» وقد قيل: الصاحب ساحب، والصاحب الفاسد يدل على الشر، ويمنع من الخير ويزين المعصية ويقود إليها.
الشباب والعلم
يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: «ما آتى الله -عز وجل- عبدًا علمًا إلا شابًا، والخير كله في الشباب، ثم تلا قوله -تعالى-: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} (الأنبياء:60)، وقوله: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} (الكهف:13)، وقوله -تعالى-: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} (مريم:12)»؛ فالشباب هم الذين يحملون أمانة العلم على عاتقهم، ويعملون على نشره والدعوة إليه، فالذين حملوا هذا العلم ونشروه، ودوَّنوا الكتب، وحفظوا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثرهم من الشباب:
  • فابن عباس -رضي الله عنهما- وكان عمره عند موت النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر عامًا، وقد جمع العلم الكثير، وكان ترجمان القرآن، يقول عنه عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «نِعْمَ ترجمان القرآن ابن عباس»، وكان أصحابه يسمونه الحَبْر.
  • وها هو ذا معاذ بن جبل - رضي الله عنه - الذي أسلم وله ثماني عشرة سنة، وقد شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه يأتي يوم القيامة يتقدم العلماء بِرَتْوة، مات وهو ابن ثلاث وثلاثين، وقيل: «مات وهو ابن ثماني وعشرين سنة، وهذا ما رجحه الإمام مالك ووافقه الذهبي وهو الأشهر، فمدة تحصيله للعلم لا تبلغ عشر سنوات، ومع هذا فهو إمام العلماء، وقد قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل».
ونحن نريد من شبابنا أن يقتدوا بهذا الجيل الفريد الذي نشر هذا العلم وخدموا هذا الدين، وكانوا نجومًا مضيئة في دياجير الظلام، فيجب أن يتربَّى الشباب تربية دينية صحيحة، يتعوَّد فيها الاستقامة والاعتدال، ويجب تحصينهم بالعلم، وبث روح الوعي، والتَّصدي لكل مَن يبث مكرا للنيل من شباب الإسلام.
واجبات على الشباب المسلم
  • على الشباب أن يعرفوا أنَّ أمتهم هي خير أمة أخرجت للناس، وأن هذه الخيرية ثابتة لها ما دامت متمسكة بدينها، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
  • على الشاب أن يكون همه -بعد إصلاح نفسه- إصلاح الآخرين، وتعبيد الناس لرب العالمين.
  • وعلى الشباب أن يعرفوا ما لوطنهم من الحق؛ فهو بلد الإسلام الذي ولد فيه، وعلى أرضه نشأ، وأن عليه لولاة أمره الطاعة في المعروف، وليحذر أن يكون آلة يستخدمها الأعداء للإفساد في الأرض.
  • وعلى الشاب أن يكونوا دائمي الارتباط بالله -تعالى-، من خلال أداء الصلاة في وقتها، وكثرة الذكر والدعاء، والاستعانة به في جميع الأمور، والتوكل عليه، والمحافظة على الأوراد والأذكار الشرعية.
أقسام التوحيد
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام هي:
  • الإيمان بأن الله -سبحانه- هو الخلاق العليم وخالق كل شيء وهذا توحيد الربوبية.
  • الإيمان بأنه هو المستحق للعبادة، وأن العبادة حقه دون غيره فلا يدعى إلا الله، ولا يستغاث إلا به، ولا يصلى إلا له.. إلى غير ذلك من أنواع العبادة، وهذا هو توحيد الألوهية.
  • الإيمان بأسمائه وصفاته وأنه -سبحانه- لا شبيه له، ولا كفء له ولا ند له، وأن الواجب إثبات أسمائه وصفاته الواردة في القرآن العظيم أو السنة الصحيحة على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل بل على حد قوله -سبحانه-: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى من الآية: 11).
قيمة الوقت في الإسلام
الإسلام لا يعرف الفراغ في الأوقات والأعمال، ولا يعرف ذهاب الأعمار فيما لا يعود على الإنسان بالنفع العاجل أو الأجل، لأن أعمال الدنيا والآخرة في الإسلام أمران متلازمان؛ فالمسلم إما في عمل دنيوي أو أخروي حتى التفكير والاعتبار في ملكوت الواحد القهار، فينشأ عنه خشوع وتدبر وأذكار؛ فقيمة الوقت في الإسلام، مرتبطة بعمر الإنسان وبمرحلة الشباب خصوصا؛ فهي أغلى مرحلة وأثمنها.
سبب رسوخ العلم
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: على المتعلمين أن يعدوا لهذا العام الجد، والنشاط، وأن يحرصوا ما استطاعوا على تحصيل العلم من كل طريق وباب، وأن يبذلوا غاية الجهد لرسوخ العلوم في قلوبهم، فيجتهدوا عليها من أول العام؛ ففي ذلك سبب لرسوخ العلم وتيسير حصوله.
ابدأ بالأهم فالأهم
قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -رحمه الله-: إن الإنسان يولد جاهلا، ويرزقه الله سمعا وبصراً وعقلا، ويكلفه أن يتعلم حتى يزيل الجهل الذي هو وصف له ذاتي، وليس عليه أن يحيط بكل المعلومات ويقرأ كل الفنون، وإنما عليه أن يبدأ بالأهم فالأهم، ويتعلم ما ينفعه، سواء في المدارس والجامعات أم في الحلقات، والمحاضرات والندوات، أم من الكتب والرسائل.
ماذا نريد من شبابنا؟
نريد من شبابنا أن يجتهدوا في التحصيل العلمي النافع، وأن يُطوّروا من مهاراتهم ويعملوا على تنمية طاقاتهم عبر العلم التخصصـي، والمهارات المكتسبة من دورات تدريبية متخصصة، تحقيقًا لقول الله -تعالى-: {اقـرأ باسم ربك الذي خلق}، فمن برع في مجال تخصصه العلمي (الطب أو الصيدلة أو الهندسة أو الفيزياء....) فقد خدم أمة حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ونريد مع هذا العلم معرفة بالله -تعالى- ومخافة منه -سبحانه.
علمني شيخي
يقول الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - فإذا قيل لك بما عرفت ربك؟ فقل بآياته ومخلوقاته {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} (فصلت: من الآية37)، ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهن، ومن مخلوقاته ما ذرأه في هذا الكون من البحار والجبال والبراري والأشجار والأنهار وغير ذلك مما لا تحيط به العقول، ولا يعلمه إلا الله -سبحانه وتعالى.
العلم ميزان
بالعلم توزنُ الأمور، ويُعرَفُ الحلالُ والحرامُ، وبه تميَّز الأحكامُ، ويُعرف الحقُّ من الباطل، والهدى من الضَّلال؛ ولهذا كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول كلَّ يوم بعد صلاة الصُّبح: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا صَالِحًا»، فبدأ بالعلم النَّافع؛ لأنَّه به يميِّز الإنسانُ بين الرِّزق الطَّيِّب والخبيث، وبين العمل الصَّالح والطَّالح، أمَّا إذا لم يكن مع الإنسان علمٌ نافعٌ، فكيف يميِّز بين حلال وحرام، وطيب وخبيث، وصالح وطالح؟



الساعة الآن : 09:13 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 352.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 350.70 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (0.50%)]