ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=105)
-   -   آفاق التنمية والتطوير (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=297999)

ابوالوليد المسلم 02-10-2023 10:43 PM

آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (1)

أثر الالتزام بأخلاقيات المهنة على الأداء الوظيفي والدعوي


نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)؛ لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
تعدّ أخلاقيات المهنة من الجوانب المهمة في أي مجال عمل، سواء كانت تجارية أم صحية أم تعليمية، وتؤدي دورًا كبيرا في تحقيق النجاح والاستمرارية في العمل والإنتاج.
تعريف أخلاقيات المهنة
ويمكن تعريف أخلاقيات المهنة بأنها المبادئ والقيم التي تحكم سلوك المهنيين في مجال عملهم، وتوجههم نحو اتخاذ القرارات الصحيحة والمسؤولة، ولا شك أنها رديفة الإتقان والإخلاص وثمرة الأمانة وحسن الخلق.
تأثير أخلاقيات المهنة على الأداء الوظيفي
ويؤثر الالتزام بأخلاقيات المهنة بشكل كبير على الأداء الوظيفي، وذلك لأسباب عدة.
أولاً- بناء السمعة الجيدة للفرد وللمؤسسة
يسهم الالتزام بالأخلاقيات في بناء السمعة الجيدة للفرد وللمؤسسة التي يعمل فيها، وعندما يتصرف الموظف والمهني بنزاهة وأمانة، فإنه يحوز على الثقة والاحترام من قبل الآخرين، ومن ثم يكون قادرًا على بناء علاقات مهنية قوية ومستدامة، وهذا بدوره يؤدي إلى تعزيز فرص النجاح والتطور المهني.
ثانيًا- تحقيق الرضا الوظيفي والمشاركة الفعالة
يؤثر الالتزام بأخلاقيات المهنة على الرضا الوظيفي والمشاركة الفعالة في العمل، وعندما يشعر المهني بأنه يعمل في بيئة مهنية تحترم القيم والمبادئ الأخلاقية، فإنه يشعر بالاحترام والتقدير والرضا عن عمله، وهذا بدوره يعزز رغبته في تحقيق الأهداف المنشودة وتقديم أفضل ما لديه، ومن ثم يؤدي إلى تحسين الأداء الوظيفي.
ثالثًا: تعزيز القرارات السليمة والأخلاقية
يسهم الالتزام بأخلاقيات المهنة في تعزيز القرارات السليمة والأخلاقية في مجال العمل، عندما يكون الموظف والمسؤول -على حد سواء- ملتزمًين بمعايير النزاهة والشفافية والعدالة، فإن من ثمرات ذلك اتخاذ القرارات الصائبة والمسؤولة، مع تقديم المصلحة العامة والمصلحة العليا للمجتمع، والعمل على المصلحة الشخصية، بما يسهم في تعزيز المصداقية والشفافية في العمل، ومن ثم إلى تحسين الأداء الوظيفي ويقود إلى تحقيق النتائج المرجوة.
رابعا: تعزيز روح الفريق وتحقيق التعاون والتكامل
يعزز الالتزام بأخلاقيات المهنة روح فريق العمل، وروح التعاون والتكامل؛ فعندما يتعامل الموظفون مع بعضهم بنزاهة واحترام ومصداقية، فإن من شأن ذلك أن تصبح بيئة العمل إيجابية بما يعزز التعاون والتفاعل الإيجابي بين أفراد المؤسسة؛ بما يحقق المزيد من الإنتاجية وحسن الأداء، ومن ثم يؤدي إلى تحسين الأداء الوظيفي في تلك المنظمة.
تأثير كبير وإيجابي
وعموما يمكن القول بأن الالتزام بأخلاقيات المهنة له تأثير كبير وإيجابي على الأداء الوظيفي؛ كونة يعزز الالتزام بالأخلاقيات المرغوبة، ويحقق السمعة المهنية المشرفة، ويحقق الأمن والرضا الوظيفي، ويسهم في اتخاذ القرارات الصحيحة، ويقلل من نسبة الهدر في المخصصات المالية والجهود المبذولة؛ لذلك، ينبغي للمهنيين والمؤسسات العمل على تعزيز الوعي بأهمية الأخلاقيات المهنية وتشجيع الالتزام بها، من خلال وضع سياسات وإجراءات تشجع على تلك الممارسات الأخلاقية، وتعزز التدريب عليها والتوعية بها.
ضرورة قصوى
ولا شك أن تحقيق ذلك في العمل الخيري والدعوي له ضرورة قصوى، وأولوية مقدمة، لأن التزام الحوكمة والشفافية وتحقيق العدالة والمصداقية، وحمل الأمانة أصل في الشريعة، ومطلب رباني، كان وسيظل من أعظم أسرار تفوق هذه الأمة وخيريتها إلى قيام الساعة.

أهداف أخلاقيات المهنة وغاياتها
من أبرز أهداف أخلاقيات المهنة -بحسب علمي الإدارة والاجتماع- ما يلي:
- تحديد ما هو الصواب والخطأ، وما يجب أن يكون عليه سلوك الموظف.
- ضمان تصرف الموظف في الشؤون العامة تصرفا موضوعيا ونزيها وغير متحيز، وذلك عن طريق التوفيق بين مفهومي السلطة والمسؤولية؛ حيث إن الأخلاق هي جزء من المفهوم الواسع للمسؤولية، وأحد الضوابط التي تحول دون التعسف أو إساءة استعمال السلطة.
- مساعدة الجمهور في توضيح حق الموظف وما يجب عليه في أدائه لعمله عند تقديم الخدمات لهم؛ مما يسهل عليهم محاسبته عند الانحراف عن هذه الحدود الأخلاقية.
- ضبط السلوك المهني الشخصي بما يحقق المصلحة العامة.
- فهم الواجبات المهنية والتذكير بنظام الجزاءات الإيجابية والسلبية بوصفها وسيلة من الوسائل الناجحة؛ لتفادي بعض المظاهر السلوكية المحظورة.
- ضمان تحقيق التوازن بين الأحكام الأخلاقية وضرورة المحافظة على حريات الموظفين وحقوقهم.
- إزالة الطابع التسلطي الذي يمكن أن تتصف به إدارة ما .
- تحقيق الطمأنينة والتماسك والنظام والتقدم والحضارة للمجتمع، ومحاربة الفوضى وتقليل المشكلات بين الأفراد.


اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 03-10-2023 05:41 PM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (2)

المسارات الأساسية لتطوير الشباب


نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
تعدّ مرحلة الشباب من أهم المراحل التي يمر بها الفرد في حياته؛ حيث تبدأ شخصيته بالتبلور، وتنضج معالم هذه الشخصية من خلال ما يكتسبه الفرد من مهارات ومعارف، ومن خلال النضوج الجسماني والعقلي، والعلاقات الاجتماعية التي يستطيع الفرد تكوينها ضمن اختياره الحر.
أهمية الشباب
إن للشباب دورا أساسيا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويقصد بالتنمية العمل الواعي الموجه، الذي يقوم على المشاركة بين أفراد المجتمع والجماعات، كما أنها تستهدف -في المقام الأول- إحداث التغيير والتطوير من خلال تنظيم جهود الأفراد وقدراتهم، كما أن التنمية تحدث تغيرات هيكلية وجذرية إيجابية في المجتمعات، وتسهم في بناء الأمم. ويتمتع الشباب بالقوة الجسدية، والنضارة الفكرية، ما يجعلهم أكثر عطاء ونشاطا من غيرهم، كما أن لديهم الطموح والأمل؛ مما يساعد على النهضة والتطوير المستمر.
مسارات التطوير
ويمكن لنا أن نحدد ثلاثة مسارات أساسية، تمثل حاجاتٍ ملحّة للشباب، علينا أن نلبيها لهم، وهي باختصار كما يلي:
أولا: المسار المعرفي
فالمعرفة الصحيحة، وتكوين العقل على نحو يفعِّل طاقاته ولا يكبتها أو يحرفها عن مسارها، هما الأساس في أي عملية إصلاح وتنمية للفرد والمجتمع؛ لأن أزمة مجتمعاتنا هي أزمة المعرفة وغياب العقل النقدي.
ومتى كانت النوافذ التثقيفية والتربوية تصب في بناء معرفة صحيحة عميقة، وفي تكوين عقل ناضج فعّال؛ فإن مسيرة المجتمع تصبح في مأمن من التعطل أو الانحراف، ولا سيما مع فضاءات المعرفة المفتوحة على مصراعيها.
ويعني ذلك -باختصار- العمل على إيجاد نظام تعليمي يلتقي مع الإمكانات العقلية التي تتميز بها مرحلة الشباب من التفتح والوعي، والقدرة على الاستيعاب والابتكار، وليس على الحشو والتلقين، وإنما على غرس قواعد التفكير السليم، وتنمية القدرة على مواصلة البحث والاكتشاف، بما يساعد على تفتح أذهانهم، وتنمية قدراتهم، وصقل مواهبهم، ورعاية ميولهم العلمية والعقلية؛ ليكونوا في مستوى التحدي العلمي والحضاري.
هذا إلى جانب تعزيز الهوية لدى الشباب، وتقديم وجبة دسمة له من الثقافة الإسلامية؛ بحيث تتكون لديه أرضية صلبة من الوعي بذاته الحضارية، وبتراثه، وبغايته ورسالته في الوجود، وبانتمائه للعالم الإسلامي.
ثانيا: المسار الاجتماعي
ونقصد به ضرورة المشاركة الإيجابية والتفاعل مع المجتمع؛ حتى لا يتقوقع الشباب ويعيشوا في عزلة بسبب عدم قدرتهم على التكيفِ معه، والانخراطِ في علاقات متوازنة ولا سيما مع جيل كبار السن.
ولا شك هنا أن للتربية الأسرية، ومناهج التعليم، والمحاضن التثقيفية والتربوية الأخرى، دوراً فاعلاً في ذلك كما أن الفضاء الإلكتروني الذي انتشر وتعمّق في مجتمعاتنا، وصار بديلاً عن التواصل الواقعي، قد زاد من عزلة الشباب وعزوفهم عن مخالطة الآخرين.
ومن هنا، لا بد من التفكير بإيجاد المحاضن النظيفة، كالروابط والنوادي الرياضية والثقافية، ومراكز رعاية الشباب، وجمعيات البر والخدمات العامة، والذهاب بالشباب إلى أماكن الكوارث والنكبات لممارسة أعمال الإغاثة، والتطوع والمشاركة الإيجابية في القضايا الوطنية، وتنمية الحس بالمسؤولية.
إننا نريد لشبابنا أن يتصالح مع مجتمعه، ويتفاعل معه، وأن يقود زمام المجتمع؛ فيتكامل مع حكمة الشيوخ وخبراتهم التي توارثوها من تراكم السنين والتجارب.
وهكذا كان منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في صناعة قيادات الشباب، بالنصح والتوجيه، وبإسناد مسؤوليات كبيرة لهم، كما في إسناد قيادة الجيش لأسامة بن زيد لقتال الروم، وتحت إمرته كبار الصحابة، وهو لم يزل في الثامنة عشرة من عمره.
ثالثا: المسار المهاري
حيث يفتقد كثير من شبابنا إلى المهارات اللازمة لانخراطهم في سوق العمل؛ ولذا فهم يفضلون العمل الإداري والمكتبي، لا العمل الإبداعي، فضلاً عن العمل اليدوي، وهذا الوضع لا يقيم حضارة، ولا ينشئ نهضة.
فلا يمكن أن تحدث نقلة نوعية بينما غاية الشباب تنحصر في وظيفة مريحة براتب كبير! فالمجتمعات لا تتقدم هكذا، والإنتاج الحقيقي لا يكون بهذه العقلية التي يمكن أن نصفها بالاتكالية.
ومن المؤكد أن ضعف الجانب المهاري عند الشباب إنما هو بسبب الأنظمة التعليمية التي تولي الأهمية الكبرى للجانب النظري، حتى في العلوم التطبيقية، وبسبب عدم العناية بالتعليم الفني، الذي يحظى بمكانة راسخة في الدول المتقدمة كما نتذكر هنا أن ضعف الميزانيات المخصصة للتعليم في مجتمعاتنا سبب رئيس في ذلك.
ومن ثم لا بد من تنمية المهارات العملية لدى الشباب؛ لنتيح لهم فرصة أكبر عند الانخراط في سوق العمل، حتى نقلل الفجوة الحاصلة بينهم وبين المجتمع، ويكونوا شركاء حقيقيين في التنمية والحراك الاجتماعي.
وختاما:
فإن للشباب مهمة في تنمية اقتصاد الدّول، وفي جميع القطاعات، ويمكن من خلال تحفيزهم على الإبداع في المجالات المُختلفة الحصول على أفكار إبداعية خلاّقة، وزيادة الإنتاج والدّخل لهم وللعاملين في تلك المجالات، ما يضمن النجاح والتقدم للمجتمع بمُختلف قطاعاته.



اعداد: ذياب عبد الكريم





ابوالوليد المسلم 04-10-2023 11:04 AM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (3)

توظيف التقنيات في الدعوة إلى الله والعمل الخيري


نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)؛ لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
يعيش العالم في عصر التكنولوجيا الرقمية؛ حيث يمتلك الجميع هواتف ذكية وأجهزة كمبيوتر واتصالات إنترنت سريعة، وفي هذا السياق، يصبح استخدام التكنولوجيا في الدعوة إلى الله والعمل الخيري أمرًا ضروريًا ومهما؛ ذلك أن توظيف التقنية في هذه الأعمال يعزز القدرة على نشر الخير والمساهمة في بناء مجتمعات أكثر تواصلاً وتعاونًا.
فرصٌ لا حصر لها
وقد أصبحت الوسائل التكنولوجية تؤدي دورًا حيويا في العديد من المجالات؛ وذلك بفضل التقدم التكنولوجي الهائل في العصر الحديث، ويدخل في ذلك - بلا شك- الدعوة إلى الله؛ فقد أتاحت التكنولوجيا لنا فرصًا لا حصر لها للوصول إلى الملايين من الناس حول العالم، وتبادل الرسائل الإسلامية والدعوية والإعلانات بطرائق جديدة ومبتكرة، ومنها على سبيل المثال ما يلي:
إنشاء المحتوى والتعريف بالإسلام
يمكن للأفراد إنشاء محتوى ديني ذي قيمة على الإنترنت، كما يمكن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في ذلك، إلى جانب كتابة المقالات، وإنشاء المدونات، وإنتاج الفيديوهات والمقاطع المرئية والبث المباشر، ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست والمنصات الرقمية، وتطبيقات الهواتف الذكية، وغيرها، ويمكن أن يصل هذا المحتوى إلى جمهور واسع من الناس في جميع أنحاء العالم؛ مما يمنح الفرصة للأشخاص للتعرف على الدين الإسلامي وتفهمه بطريقة أفضل، كما يمكننا من محاربة التطرف والإرهاب ونشر الوسطية والخيرية عبر وسائل الإعلام المختلفة.
التدخل في الأزمات
يمكن استخدام التقنية لتوفير المساعدة والدعم للأفراد الذين يحتاجون إليها، وذلك من خلال الشبكات الاجتماعية والتطبيقات المحمولة، ويمكن للمؤسسات الخيرية والمتطوعين التواصل مع الأشخاص الذين يعانون الفقر أو الأمراض أو الكوارث، وتقديم المساعدة المالية أو الطبية أو التعليمية أو النفسية لهم.
التسويق الإلكتروني
كما يمكن للتقنية أن تسهل عملية جمع التبرعات وإدارتها؛ حيث يمكن للأشخاص التبرع عبر الإنترنت بسهولة وأمان عبر المواقع الخيرية للجمعيات والمؤسسات الموثوقة.
وتعد التقنية أيضًا وسيلة فعالة لتعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات الخيرية والمجتمعات المحلية من خلال البرامج والتطبيقات الخاصة بالعمل الخيري، كما يمكن للمنظمات تحديد الاحتياجات وتنسيق الجهود وتتبع مراحل التقدم، وقياس مؤشرات الأداء من خلال البرامج والتطبيقات، كما يمكن للمجتمعات المحلية التواصل بطريقة أفضل مع المؤسسات الخيرية، وتقديم الدعم والمساهمة في الأعمال الخيرية المحلية، بما يحقق مزيدا من الشفافية ومد جسور التعاون بين جمعيات النفع العام ومؤسسات الدولة المختلفة.
التفاعل والتواصل والتكامل
يمكن استخدام التقنية لتعزيز التفاعل والتواصل بين المجتمعات المسلمة وبين مختلف الثقافات. ويعدّ الإنترنت والشبكات الاجتماعية فضاءً حيويًا لنشر الإسلام والتعريف بمبادئة السمحة، والتبادل الثقافي، وتعزيز التعاون المشترك في المشروعات الإنسانية والاجتماعية عن طريق تقديم المحتوى الإعلامي المناسب المعبر عن قيم وثقافة الدين الإسلامي إلى العالم الخارجي بطريقة مبتكرة وملهمة لتحقيق السلم الاجتماعي ومحاربة الجريمة والتطرف ونشر الإيجابية والعدالة.
الوسائل والغايات
ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن التكنولوجيا ليست الهدف النهائي، بل هي وسيلة لتحقيق الغايات الدعوية والخيرية.
وعندما يتعلق الأمر بالدعوة إلى الله، فإن استخدام التقنية بطريقة فعالة يمكن أن يكون وسيلة قوية لنشر الخير وتبليغ الرسالة الربانية.
وفي المقابل ينبغي أن تكون لدينا رؤية واضحة للأهداف التي نريد تحقيقها وكذلك الاستراتيجيات المناسبة لتحقيقها باستخدام التقنيات المختلفة.
خلاصة القول
باختصار: يمثل التوظيف الفعال للتقنية في الدعوة إلى الله والعمل الخيري، فرصة مهمة للمسلمين للوصول إلى جمهور أوسع، وتعزيز القيم الإسلامية، وتحقيق التغيير الاجتماعي الإيجابي. ويتطلب الأمر الاستفادة من الوسائل الحديثة للتواصل والتكنولوجيا لتعزيز التعاون والتضامن وبناء جسور التفاهم مع الآخرين؛ لبناء مجتمعات أكثر تكاملاً وأكثر نضجا؛ حيث يمكن للجميع أن يسهم بما لديه لخدمة الآخرين ونشر الخير في العالم، دون الالتزام بقيود الزمان والمكان، وما هذا المقال سوى نواة لعمل أفضل.



اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 06-10-2023 11:52 AM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (٤)

قوة القراءة في توسيع المعارف وتنمية الذات والمجتمعات


نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
تعد القراءة من أهم الأدوات التي تسهم في توسيع المعرفة وتعزيز التطور الشخصي، وتنمية الذات؛ فالقراءة ليست مجرد هواية أو تسلية، بل هي مفتاح أبواب المعرفة والتفكير العميق، ونقدم لكم من خلال هذه المقالة أدلة مقنعة وأرقاما ملموسة؛ لإظهار القوة الحقيقية للقراءة في تحقيق التطور الشخصي والمعرفي، واسمحوا لي على الإطالة؛ نظرا لأهمية الموضوع للشباب والدعاة وأولياء الأمور وعامة الناس.
توسيع المعرفة
أكد تقرير صادر عن منظمة اليونسكو أن هناك أكثر من 750 مليون شخص في العالم أميين لا يستطيعون القراءة والكتابة، في حين توصل الباحثون في جامعة نيويورك إلى أن الأشخاص الذين يقرؤون بانتظام، يمتلكون معرفة أوسع وأعمق في مجموعة متنوعة من المواضيع، مقارنة بأولئك الذين لا يقرؤون بانتظام؛ فانظر إلى هذه المفارقة واحكم بنفسك.
تطوير المهارات اللغوية
بحسب دراسة أجريت في جامعة كامبريدج، تبين أن الأطفال الذين يقرؤون كثيرًا يمتلكون مهارات لغوية أفضل وأقدر على التعبير عن أفكارهم بوضوح ودقة، ويشير تقرير صادر عن المنظمة العالمية للصحة إلى أن القراءة المنتظمة تسهم في تطوير الذاكرة، وتعزيز القدرة على التركيز والتحليل العقلي.
تعزيز التفكير النقدي
وتشير دراسة -نُشرت بمجلة (العقل واللغة)- إلى أن القراءة النشطة تعزز التفكير النقدي، وتطور القدرة على التمييز بين الأفكار المختلفة، وتقييمها بناءً على الأدلة المتاحة.
ووفقًا لتقرير صادر عن الجمعية الأمريكية لتعليم اللغة الإنجليزية، يعدّ (القراء) المتمرسون قادرين على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً واستنادًا إلى معرفة أعمق وفهم أوسع للعالم من حولهم.
القراءة والإبداع
- تعزز القراءة من القدرة على التخيل والإبداع، ما يسهم في تشجيع الابتكار والاختراع لدى النابغين والموهوبين؛ حيث تُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يمارسون القراءة بانتظام يكونون عادةً أكثر قدرة على حل المشكلات وابتكار الحلول الجديدة.
- وعند قراءة الكتب والمواد المكتوبة، يتعرض الشباب لمجموعة متنوعة من الأساليب اللغوية والأدبية، ويتعلمون كيفية التعبير عن أفكارهم بطريقة دقيقة وإبداعية، وهذا يساهم في تطوير مهاراتهم اللغوية وتنمية قدرتهم على التعبير عن أنفسهم.
- كما يتيح لهم الوصول إلى مصادر متعددة للمعرفة والمعلومات؛ حيث تطالعهم القصص والروايات والمقالات والكتب غير التقليدية والثقافات المختلفة، ما يؤدي إلى توسيع آفاقهم وتحفيزهم على التفكير بطرائق مبتكرة.
- وتسهم القراءة في تنمية خيالهم وقدرتهم على التفكير خارج الصندوق؛ وبذلك يتعلمون كيفية إبداع القصص والأفكار الخاصة بهم وتجسيد رؤيتهم في الحياة.
تأثير القراءة على التعليم
- وجدت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن الطلاب الذين يقرؤون بانتظام خارج الصف الدراسي يظهرون تحسنًا في مستوى القراءة بنسبة 50٪ أكثر من الطلاب الذين لا يقرؤون بانتظام.
- تشير دراسات أجريت في العديد من البلدان إلى أن الطلاب الذين يقرؤون بانتظام يظهرون أداءً أفضل في الامتحانات ويتفوقون في الدروس على غيرهم.
- تعزز القراءة الفهم والحوار مع الثقافات المختلفة، وتسهم في تحطيم الحواجز الثقافية بين الأفراد والشعوب، ولا سيما لدى الأجيال الناشئة، في ظل ثورة الاتصالات التي نشهدها.
- وفقًا لدراسة نُشِرت في مجلة (social science research) في عام 2016، وجد الباحثون أن الطلاب الذين يقرؤون كثيرا يحققون نتائج أفضل في الاختبارات المعيارية.
- دراسة أجريت في الولايات المتحدة ونُشِرت في مجلة (child development) في عام 2010، أظهرت أن الأطفال الذين قرؤوا لمدة 30 دقيقة في اليوم كانوا أكثر نجاحًا في المدرسة، وتحصلوا على درجات أفضل في الاختبارات.
القراءة النشطة
يشير مصطلح (القراءة النشطة) إلى أنها عملية تفاعلية ومبتكرة تنطوي على مشاركة القارئ بنشاط مع المادة المقروءة، ويشمل هذا المفهوم استخدام مجموعة متنوعة من المهارات والاستراتيجيات لفهم النصوص وتحليلها واستيعاب المعلومات استيعابا أكثر تفصيلاً وتطبيقها على الحياة العملية.
ويعدّ القارئ النشط مشاركًا في توجيه معرفته وتوظيفها وفهمه القرائي للتفاعل مع النصوص بنهج نقدي وإبداعي.
ويستخدم القارئ النشط استراتيجيات، مثل التساؤل والاستنتاج والتوقعات والملخصات والربط بين المعلومات والتحليل النقدي للأفكار والمواضيع المطروحة في النص.
وتستهدف القراءة النشطة تعزيز التفكير النقدي والإبداعي للقارئ، وتطوير قدراته في تحليل النصوص واستخلاص المعلومات الرئيسية وتطبيقها في سياقات مختلفة.
كما تعزز القراءة النشطة المهارات اللغوية والثقافية وتوسع آفاق المعرفة والتفاهم.
تحديات القراء
تواجه العديد من الدول العربية تحديات في تعزيز القراءة، وتشمل هذه التحديات عوامل مثل ارتفاع معدلات الأمية في بعض المناطق، أو قلة الموارد المخصصة لتعزيز القراءة ونشر الكتب، أو نقص الثقافة القرائية والتحفيز لدى الشباب.
كما تعد قضية الترجمة إحدى التحديات في المجال القرائي في العالم العربي؛ حيث يعاني القراء في الدول العربية من نقص ترجمة الكتب من العربية وإليها، ما يقيد وصولهم إلى مجموعة أوسع من الأعمال الأدبية والمعرفة من خلال الكتب المترجمة.
مبادرات وفعاليات
وعلى الرغم من ذلك فإن هناك جهودًا مستمرة لرفع الوعي بأهمية القراءة في العالم العربي؛ حيث تنظم العديد من المؤسسات والمبادرات الثقافية فعاليات ومهرجانات لتعزيز القراءة وتشجيع الأفراد على استكشاف الكتب والمعرفة.
وهناك العديد من المبادرات التي تستهدف تعزيز القراءة في العالم العربي، وتشمل إنشاء المكتبات العامة والمدارس القرائية، وتنظيم الحملات والفعاليات القرائية، وتوفير الكتب والموارد التعليمية عبر الإنترنت، ولعل من أهم المبادرات في ذلك ما يلي:
- «مبادرة القراءة العربية» (arab reading challenge): تعد مبادرة رائدة تستهدف تحفيز القراءة وتعزيز ثقافة الكتاب في العالم العربي، وتشمل المبادرة تحدي القراءة العربي الذي يشارك فيه طلاب المدارس في جميع أنحاء العالم العربي.
ومن أهم توصيات المبادرة تعزيز ثقافة القراءة في المجتمع، وتوفير المكتبات المدرسية المجهزة، وتطوير برامج تعليم القراءة وتدريب المعلمين، وقد أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في مستوى القراءة لدى الطلاب المشاركين.
- «مبادرة تعزيز القراءة في العالم العربي (reading for all): وهي مبادرة قطرية تستهدف تشجيع القراءة ونشر الثقافة القرائية في العالم العربي، ومن أبرز توصياتها تعزيز ثقافة القراءة في المدارس والمجتمعات، وتوفير المكتبات العامة والمدرسية المتنوعة، وتنظيم فعاليات وأنشطة قرائية متنوعة، وقد أحدثت المبادرة تغييرًا إيجابيا في سلوك القراءة والاهتمام بالكتب في العديد من البلدان العربية.
- (مبادرة مليون كتاب) (million book initiative): وتستهدف المبادرة توزيع مليون كتاب في الدول العربية، ولا سيما في المناطق ذات الظروف الصعبة؛ بحيث توزع الكتب في المدارس والمكتبات العامة والمستشفيات والمؤسسات التعليمية الأخرى، وتعمل المبادرة على تعزيز ثقافة القراءة وتوفير الوصول المجاني إلى المواد القرائية.
- ومن الجدير بالذكر هنا أن بعض الدول العربية تقدمت في مجال القراءة للأطفال، وذلك وفقًا لتقرير مؤسسة (القراءة والمعرفة) في الإمارات العربية المتحدة في عام 2016؛ حيث يبلغ معدل القراءة للأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة 92٪، فيما يبلغ معدل القراءة للأطفال في المملكة العربية السعودية حوالي 80٪.

حقائق صادمة

- وفقًا لمنظمة اليونسكو، وجد في عام 2018 أن نصف سكان الدولة العربية لا يقرؤون أي كتاب خلال العام.
- وفقًا لتقرير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وجد أن معدل قراءة الكتب في العالم العربي منخفض، وتشير الأرقام إلى أن الشخص العربي يقرأ حوالي 1.5 كتاب في السنة، وهذا يعد أقل من المتوسط العالمي.
- ووفقًا لتقرير اليونسكو الإقليمي للتعليم في الدول العربية، فإن هناك تحديات كبيرة تواجه الأطفال في العالم العربي فيما يتعلق بالقراءة؛ حيث يشير التقرير إلى أن نحو 22 مليون طفل في العالم العربي في سن الدراسة لا يتلقون تعليماً ولا يعرفون القراءة أو الكتابة بطريقة جيدة.
- وفي المقابل أوضح تقرير نشره مركز القراءة الأمريكي في عام 2018، أن 43٪ من الأمريكيين البالغين يقرؤون على الأقل بشكل شبه يومي.



اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 06-10-2023 11:54 AM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (٥)

طرائق تطوير الذات وتنمية المهارات


  • ركز على ما تريد ولا تبدّد طاقتك في الحيثيات البسيطة والهموم اليومية بل اجعل نظرك منصبا على هدفك وكن واثقا وقويا ولا تستمع إلى كلام المثبطين والسلبيين ويكفيك شرف المحاولة
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
لا يتوقف تطوير الذات على تحصيل المراتب العلمية والشهادات الأكاديمية، أو بلوغ أعلى درجات السلم الوظيفي، بل قد يكون في قراءة كتاب أو سؤال خبير أو مصادقة الناجحين. فالإنسان الذي لا يطور نفسه، ويحسن من أدائه وسلوكياته وأقواله وأفعاله يموت - ليس إكلينيكيا وإنما- نمائيا وواقعيا؛ لأنه لن يشعر بلذة التطور، وألق النجاح، ومتعة المعرفة، وستصبح حياته رتيبة مملة! وكل شاب بحاجة إلى تطوير مهاراته من خلال اتباع بعض الطرائق التي تساعد في توسيع دائرة معارفه والارتقاء بمستواه العلمي والاجتماعي والعملي والاقتصادي.
ضرورة ملحّة لا شك أن لكل شخص طريقته المناسبة في تطوير ذاته وتحسين مهاراته؛ للوصول إلى أهدافه وتحقيق المزيد من النجاحات. وقد أصبحت مهارات تطوير الذات وتقوية الشخصية من المهارات الأساسية للنجاح في حياتنا المعاصرة -ولا سيما الشباب- وذلك نظرا لارتفاع معدلات التنافسية؛ بسبب كثرة المخرجات الأكاديمية وتناقص الفرص الوظيفية في ظل التباطؤ الاقتصادي الذي يشهده العالم، ودخول عالم الذكاء الاصطناعي وأدواته المتزايده. وهناك جانب إيجابي مهم في تحصيل المزيد من المعارف واكتساب المزيد من المهارات لتحقيق الأهداف المشروعة، وهي أن تلك النجاحات المتحصلة من شأنها أن ترتقي وتعود بالنفع على المجتمعات والبشرية جمعاء، ولن تقتصر على تطوير الفرد وتنمية الذات.
التغيير من الداخل هناك قاعدة مهمة في هذا السياق تنص على أن (التغيير يبدأ من الداخل) وكما قال -تعالى- : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} ومن ثم فإن أي توجه للتطوير والتحسين لا بد أن يأخذ حظه ووقوده من الاستعداد النفسي والروحي من خلال استحضار النية الخيّرة، واحتساب الأجر من الله، وأخذ النفس بمزيد من المثابرة والالتزام والمصابرة مع ضرورة التوجه لأهل الذِكر، بسؤال أهل الخبرة والمعرفة والناجحين في كل مجال لتقصير الطريق وتحصيل الخبرة المناسبة، وليس الغوص في متاهات الدورات والكورسات الطويلة والكتب المعقدة، وأنصح -في هذا الإطار- بمحاولة أخذ فكرة عامة عن متعلقات المهارة وفنونها ومحاورها، أو العلم الذي تحاول اكتسابه وتعلمه قبل الغوص في أعماقه والتخصص في مجال واحد منه؛ فالنظرة الإجمالية المبدئية توسع من مداركك وتنمي وعيك تجاه تلك العلوم والمعارف والمهارات.
نقاط الضعف والقوة لعل من أشهر نماذج قياس نقاط القوة والضعف نموذج (سوات) الرباعي القائم على قياس عوامل القوة والضعف وتحديدها، والفرص والتحديات، وهناك أكثر من منهجية في البحث عن الأسلوب الأمثل لتطوير الذات ؛ فبعضهم ينصح بالتوسع في نقاط القوة لديك، وبعضهم ينصح بمعالجة نقاط الضعف ولا قاعدة مضطردة في ذلك، ولكنها اجتهادات وتحديد للأولويات بحسب ما تراه مناسبا لحياتك وعملك وشخصيتك ومستقبلك؛ فقد تطرأ لك مشكلة وتبحث عن حل لها، ومن ثم تتوجه لأخذ دورة او استشارة مختص، وقد تنوي الارتقاء في السلم الوظيفي من خلال تقوية معارفك ومهاراتك؛ فاحرص على اكتشاف ذاتك ومواطن قوتك وضعفك، وتأمل وفكر ثم اعمل وطور نفسك.
التخطيط للنجاح اعلم أن هنالك ارتباطا وثيقا بين التخطيط والنجاح في الحياة ؛ فمن فاتته فرصة التخطيط وفشل فيها، فإنه بذلك قد خطط للفشل، ومن يعمل دون تخطيط، فإنه قد يتخبط ويسير نحو هدفه دون رؤية واضحة. والشاهد من ذلك أهمية التخطيط لتطوير الذات ووضع جدول للمرحلة القادمة لترتيب الأنشطة وتحديد الدورات التأهيلية والتدريبية والكتب.. الخ. مع ترتيبها بحسب أولوياتها والتسلسل المنطقي لها؛ فالخبرات والمعارف تراكمية. فالأمر ليس ردود أفعال، ولكنها إرادة نجاح وخطة عمل، وبعد ذلك لا بد من تفعيل ما يتم اكتسابه من معلومات ومراجعته وممارسته، وتحفيز الذات لمواصلة التقدم باتجاه الهدف من خلال الرؤية الواضحة والهدف.
خطورة منطقة الراحة يقضي معظم الناس حياتهم داخل منطقة راحتهم، ولا يكلفون أنفسهم الانطلاق نحو الإنجاز وبذل الجهد والحركة، حرصا منهم على الشعور بالأمان والراحة، وهذا أمر لا يصلح أن يستمر مع الشاب ولا سيما لفترات طويلة؛ لأنه يحرم المرء من التطور الذاتي وتنمية المهارات والقدرات ويبقيه مكانه؛ بحيث لا يتقدم إلى الأمام، بل ربما يتراجع إلى الخلف قليلا. وأفضل طريقة لبدء رحلتك لتحسين الذات هو الخروج من منطقة الرّاحة -على الأقل- مرّة واحدة في اليوم، والحرص على اتخاذ خطوات صغيرة وعادات جديدة خارج روتينك اليوميّ، حتى تنجح في توسيع منطقة الرّاحة وتحقيق التطور المطلوب. فليس هناك ما هو أكثر تدميرًا لموهبة الشخص وقدراته كالفراغ، وإضاعة الوقت دون جدوى، وتأجيل المهام والتسويف. وتذكر أن اكتساب العادات الحسنة سيحولها -تدريجيا- إلى نمط حياة سعيدة، وسيقود نحو مستقبل أفضل.
القدوة الحسنة من أفضل أساليب تنمية الذات اتخاذ القدوة الحسنة وتقليد الناجحين والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم وأسرار نجاحهم، واتخاذ أصدقاء الخير والنجاح؛ فهذا من المعينات الحقيقية مع الحرص على الابتعاد عن الأشخاص السلبيين، مع التفاؤل وحسن الظن بالله، والإيمان بقدراتك واستحقاقك لأفضل النتائج بعد العمل بالأسباب والتوكل على الله. ومن المفيد هنا أن تقتدي بأحد يدفعك للتطوّر ويلهمك ويحفزّك، ويمكنك فعل هذا من خلال قضاء وقت مع أشخاص يمنحونك الإلهام ويسعون للهدف نفس؛ فهذا كفيل بمنحك حافزاً للمضيّ قدماً.
عينك على المستقبل لا تبق حبيس الماضي واجترار قصص الفشل، بل اجعلها محطات مؤقتة وتحديات قابله للحل والتجاوز؛ فالتمسّك بالأحداث غير السّعيدة أو المزعجة يمكن أن يمنعك من المضي قدماً في حياتك. اغفر لنفسك وللآخرين على الأحداث الماضية؛ لتمضي قدماً نحو أحلامك وطموحاتك، واعلم أن تطوير الذّات ليس أمرا سهلاً، ولكنها مسيرة حياة، وإرادة تغيير؛ فاجعل عينك على المستقبل المشرق وروح التفاؤل.
مزايا تطوير الذات تخيل نفسك بعد التدريب والتطوير في مكان ومكانة أفضل؛ فالتنمية الذاتيّة تساعدك على تحديد رؤيتك وأهداف حياتك بشكل أوضح. فعندما تضع أهدافاً لنفسك، يصبح من الأسهل وضع خطة والعمل من أجل تحقيق تلك الأهداف، ومن ثم تحقيق المزيد من السعادة والرفاهية والشعور بالأمان والاطمئنان. كما أنها تمنحك القدرة للسّيطرة على الأمور المحيطة بك، ومن ثم الشعور بمزيد من الثّقة والحماس وزيادة الإنتاجية. اعمل وتعلم بحب ورغبة، وابحث عن السعادة والمتعة في كل ما تقوم به من أجل تحسين مستقبلك وتطويره.
كن مرنًا وعمليا كُن عمليًا ومرنًا في طريقة تعاملك مع الأمور ومواجهتك لها، واستمع إلى قصص الناجحين، وابحث عن عاداتهم الحسنة، وتقبل التغيير الإيجابي؛ فليس هناك وصفة فريدة للتنمية، بل قد تجد في رحلة تطوير الذات أكثر من أسلوب وطريقة.
اقرأ وتعلم اجعل القراءة عادةً يومية بذات أهمية تناول الطعام والنوم، وخصص ثلث أو نصف ساعة يوميا للقراءة، وسوف تغير حياتك إلى الأفضل، ولا شك أن الذين يقرؤون هم الأفضل؛ لأنهم يكتسبون بذلك خلاصة تجربة المؤلف والكاتب وخبرتهما بما يفيدهم في كثير من الفرص المستقبلية، فالحكمة المتراكمة من تلك الرحلات العقلية في حياة أشخاص آخرين لا تُقدّر بثمن كما يقولون. والقراءة القراءة تعيد تشكيلك، وتضيف إلى شخصيتك ؛ فكن مغرمًا بالتعلم مهما كان عمرك ومستواك الحالي، فإنه يمكنك أن تخصص للتعلم مساحة في حياتك.
اهتم بصحتك وغذائك اهتم بصحتك وغذائك الصحي، ومارس الرياضة بانتظام أسبوعيا؛ فإن العقل السليم في الجسم السليم، واحرص على تحقيق التوازن بين متطلبات الروح والجسد، وانعم بقسط مناسب من النوم والراحة والترفيه، وكافئ نفسك على النجاحات التي تحققها، وتصالح مع ذاتك، ولا تسمح للمشتتات والمعيقات والتحديات والمشكلات أن تدمر حياتك وطموحك. ركز على ما تريد، ولا تبدّد طاقتك في الحيثيات البسيطة والهموم اليومية، بل اجعل نظرك منصبا على هدفك، وكن واثقا وقويا ولا تستمع إلى كلام المثبطين والسلبيين، ويكفيك شرف المحاولة، وتمتع بمحطات مسيرة النجاح، واصنع ذكرياتك الجميلة حتى تجعل لحياتك معنى وقيمة.
اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 06-10-2023 06:42 PM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (6)

التننمية المستدامة.. الدلالة والأبعاد الاستراتيجية


  • الإسلام أول من دعا إلى تطبيق مفهوم التنمية المستدامة قبل أكثر من 1400 عام بل إن مفهوم التنمية المستدامة في الإسلام أكثر شمولاً
  • أهم مقوم في الإسلام لنجاح عملية التنمية المستدامة هو الإيمان والعمل الصالح
  • يعدّ نظام الوقف الإسلامي آلية عظيمة من آليات تحقيق التنمية المستدامة وقد نشأ نتيجة لحث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة الجارية
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
التعريف والدلالة
يمكن تعريف التنمية المستدامة بأنها تلك التنمية التي تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والبيئية، إلى جانب الأبعاد الاقتصادية؛ لحسن استغلال الموارد المتاحة لتلبية حاجيات الأفراد، مع الاحتفاظ بحق الأجيال القادمة من تلك الموارد، ومن ثم فإن الهدف الأكبر للتنمية المستدامة تحسين ظروف المعيشة للأفراد جميعهم، دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية إلى ما يتجاوز قدرة كوكب الأرض على التحمل.
الأبعاد الاستراتيجية
يشكل الإنسان محور تلك التنمية من خلال تحسين مستوى الرعاية الصحية والتعليم والرفاه الاجتماعي، في جو يسوده العدل والمساواة، ووفق تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية: «ينبغي أن يكون الرجال والنساء والأطفال محور الاهتمام، فتنسج التنمية حول الناس، وليس الناس حول التنمية، وذلك للأجيال الحاضرة والقادمة»، ومن الأبعاد المهمة للتنمية المستدامة التنمية الاجتماعية، وذلك نظرا لكون جميع شعوب العالم بحاجة إلى العمل والغذاء والتعليم والطاقة والرعاية الصحية والماء، وتقوم التنمية المستدامة على ركائز ثلاث: الكفاءة الاقتصادية، والكفاءة الاجتماعية، والكفاءة البيئية.
الإسلام ومفهوم التنمية
ومن الجدير بالذكر أن الإسلام كان أول من دعا إلى تطبيق مفهوم التنمية المستدامة قبل أكثر من 1400 عام، بل إن مفهوم التنمية المستدامة في الإسلام أكثر شمولاً، فالنظرة الإسلامية توجب ألا تتم هذه التنمية بمعزل عن الضوابط الدينية والأخلاقية، فلا تقتصر التنمية المستدامة على الأنشطة المرتبطة بالحياة الدنيا وحدها، وإنما تمتد إلى الحياة الآخرة، ومن هنا فإن التنمية المستدامة في المنظور الإسلامي لا تجعل الإنسان ندا للطبيعة، ولا متسلطاً عليها، بل تجعله أميناً عليها، محسناً لها، رفيقاً بها وبعناصرها، يأخذ منها بقدر حاجته وحاجة من يعولهم، دون إفراط ولا تفريط.
الأدلة الشرعية
ومما ورد من الأدلة الشرعية في التوجيه إلى مبادئ التنمية المستدامة ما يلي:
  • {مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}
قال -تعالى-: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} (الحديد 7)، ومما جاء في تفسير القرطبي عن معنى {مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}: «دليل على أن أصل الملك لله -سبحانه-، وأن العبد ليس له فيه إلا التصرف الذي يرضي الله فيثيبه على ذلك بالجنة، وقال الحسن: «{مستخلفين فيه} بوراثتكم إياه عمن كان قبلكم»، وهذا يدل على أنها ليست بأموالكم في الحقيقة، وما أنتم فيها إلا بمنزلة النواب والوكلاء، فاغتنموا الفرصة فيها بإقامة الحق قبل أن تزال عنكم إلى من بعدكم»، وفي كل ذلك إقرار بأن الموارد تنتقل بالتوريث بين الأجيال، ومن ثم يلزم على كل جيل -عند الانتفاع من هذه الوريثة- أن يحرص على صيانتها لتكون نافعة للجيل الذي يليه.
  • {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}
وقال -تعالى-: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} (هود 61)، ومعنى استعمركم فيها طلب منكم أن تعمروها، وعمارة الأرض إنما تتم بالزراعة والبناء والإحياء والإصلاح والبعد عن كل فساد، وبالجمع بين الاستخلاف والإعمار يتضح بقوة مفهوم الاستدامة.
  • النهي عن الإسراف
نهى الإسلام عن الإسراف والفساد وجعله محرما في القرآن الكريم، جاء في قوله -سبحانه وتعالى-: {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (القصص 77)، ويعدّ ذلك من المقومات الأساسية للحفاظ على استدامة الموارد وسبل العيش.
الحث على إحياء المَوَات
حث الإسلام على إحياء المَوَات، وفي هذا دافع قوي نحو تحقيق التنمية المستدامة؛ لما تضمنته من تحفيز الأفراد على العمل على إحياء الأرض الموات؛ وذلك من خلال منح الحوافز الدنيوية والأخروية. ومن أمثلتها: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ»، و»مَنْ أَعْمَرَ أَرْضًا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ فَهُوَ أَحَقّ بها».
«إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ!»
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمضيفه الأنصاري الذي أراد إكرامه بذبح شاة: «إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ!»، أي نهى النبي مضيفه أن يعمد إلى شاة ينتفع بدرِّها ولبنها، فيذبحها، وهنا نجد الحرص على استمرارية الانتفاع من لبن الحلوب بأكبر قدر ممكن، وحفظ النسل والثروة الحيوانية.
الوقف الإسلامي نظام تنموي
يعدّ نظام الوقف الإسلامي آلية عظيمة من آليات تحقيق التنمية المستدامة، وقد نشأ نتيجة لحث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصدقة الجارية، وقد كانت من أوائل الأوقاف التي أنشئت في الإسلام في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - تلك الأوقاف ذات الطابع البيئي المستدام، وهو السبعة حوائط (بساتين)، التي أوصى بها مخيريق اليهودي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن يضعها حيث يشاء، فجعلها - صلى الله عليه وسلم - صدقة في سبيل الله. ولا شك أن وقف هذه البساتين للفقراء والمساكين يعني الاستمرار في الحفاظ على خصوبتها، والاعتناء بأشجارها وثمارها، إلى جانب توفير الأمن الغذائي لفقراء المسلمين، وهناك قصة بئر رُومَةَ بالمدينة المنورة، التي اشتراها عثمان بن عفان - رضي الله عنه - من حرّ ماله، وتصدق بها على السابلة، نتيجة لحث النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، ومثل هذا النوع من الوقف لا يخفى دوره في توفير الأمن المائي.
علاج الفقر
كما جعل في الزكاة والصدقات طهرة للمال وأجرا للمسلم، ووقاية للمجتمع من الفقر والحاجة، ومواساة للفقراء والمحتاجين، وإشاعة لروح المحبة والتعاون والتكافل بين الناس، وحث على إطعام الطعام وإقراض المعسر وإمهاله، كما في قوله -تعالى-: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} (الإنسان 8-9)، وقوله -تعالى-: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} (الحج 28)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَام»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَام». ويكفي لإدراك أهمية تطبيق مثل تلك التعاليم الإسلامية، والتوجيهات الربانية، في إصلاح البشرية أن نعلم أن التقديرات العالمية تشير إلى أن أكثر من 700 مليون شخص أو 10% من سكان العالم، ما زالوا يعيشون في فقر مدقع، ويكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية مثل الصحة والتعليم والحصول على المياه والصرف الصحي، ومن المتوقع أن يعاني مليارا شخص من نقص التغذية بحلول عام 2050.
عمارة الأرض وتسخير الكون
ولعل أهم مقوم في الإسلام لنجاح عملية التنمية المستدامة هو الإيمان والعمل الصالح، وذلك استناداً لقول الله -عز وجل-: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (الأعراف 96)، وقوله -جل في علاه-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (النحل 97)، وقوله -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ} (المائدة 66)؛ وبذلك نعلم أن مفهوم التنمية في الإسلام، ينطلق من مبدأ تسخير الكون للإنسان ليعمر الأرض، وفق مبادئ الحكمة الإلهية بما يحقق الاستخلاف في الأرض، مع الحفاظ على حسن أداء الأمانة فيها، وهو مفهوم شامل لنواحي التعمير في الحياة كافة. ونستنج من ذلك كله، أن التنمية في الإسلام جزء لا يتجزأ من الشريعة الإسلامية، والقيم الإسلامية المستوحاة من الكتاب والسنة، وهي فريضة فرضها الإسلام على الأفراد والجماعات لضمان سعادة الفرد والمجتمع.

اعداد: ذياب أبو سارة






ابوالوليد المسلم 09-10-2023 02:55 PM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (7)

مهارات حل المشكلات ودورها في التنمية


  • الإبداع لا يأتي من العدم بل يأتي من التمرين المستمر والتجربة والمرونة في التفكير وهو مفتاح لتحقيق التغيير والتطوير في مختلف جوانب الحياة سواء في بيئة العمل أم في تطوير الذات
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
  • تعدّ التحديات (المشكلات) جزءَا أساسيا من حياتنا اليومية، سواء على المستوى الشخصي أم المهني، ولذلك فإنه من المهم أن نكتسب مجموعة من الطرائق للتعامل مع تلك المشكلات التي نواجهها، ويمكن للإبداع أن يؤدي دورًا مهما في تطوير الحلول الفعالة والمبتكرة والمساهمة في تذليل الصعوبات وتجاوز التحديات.
  • وتأتي أهمية حل المشكلات في تحقيق التنمية والتطوير على المستوى الشخصي والعملي كون تلك التحديات تعيق مسيرتك، وتؤخر تحقيق أهدافك المنشودة والوصول إلى مزيد من النجاحات.
طرائق حل المشكلات
  • تعبّر مهارات حل المشكلات -كما يشير إليها اسمها- عن القدرة على إيجاد الحلول الفعّالة لمختلف المشكلات التي تواجهنا في الحياة العملية أو الخاصة، وفي الوقت المناسب الذي يضمن تفادي الخسائر أو تقليلها قدر الإمكان، ويتضمّن ذلك خطوات رئيسية عدّة لابد من اتباعها.
المهارات الأساسية والمساندة
  • هنالك بلا شك العديد من المهارات ذات الصلة بحل المشكلات، وعلى رأسها مهارات التفكير النقدي والاستقرائي والاستراتيجي والتقويمي: وذلك من خلال التركيز على السؤال، وتحليل الجدليات، وتوجيه أسئلة توضيحية والإجابة عنها، والحكم على موثوقية مصدر المعلومة، واستيعاب الرسومات البيانية والرياضية، واستيعاب تقارير الملاحظات والحكم عليها، مع تطبيق المعرفة المكتسبة، والحكم على الافتراضات التي لا أساس لها، وتحديد علاقات السبب والنتيجة، إضافة إلى القدرة على الاستنتاج، وتحديد المعلومات المرتبطة بالقضية المطروحة، وتكوين شبكة علاقات بأطراف الموضوع، إلى جانب استخدام المنطق لتحديد التناقضات في القضية المطروحة، والعمل على تحديد جوهر القضية، وتوقع النتائج، مع وضع خطط احتياطية، وفصل الآراء عن الحقائق، والتثبت من مصداقية مصدر المعلومات التي تحدد حقيقة المشكلة ومتعلقاتها.
  • هذا إلى جانب مهارات الاستماع الفعال، وربما أحيانا الحاجة إلى تطوير مهارات إدارة الغضب وإتقان فن الرد، ومهارات تعدد المهام، والكتابة والتواصل، ومهارات العمل الجماعي، ومهارات الذكاء العاطفي التي يتميز بها الناجحون في علاقاتهم، ومهارات اتخاذ القرار وتعزيز الثقة بالنفس، وأحيانا تدريب العقل للمحافظة على قدراته من خلال ممارسة بعض الألعاب الذهنية.
خطوات حل المشكلة
تتضمّن عملية حل المشكلات الخطوات الآتية: 1- تعريف المشكلة وتحديدها. 2- البحث عن حلول بديلة. 3- تقييم الحلول المناسبة لحلّ المشكلة واختيار أنسبها. 4- تطبيق الحلّ المناسب على أرض الواقع. 5- الحصول على تغذية راجعة والتجاوب معها بالأسلوب المناسب.
الوعي بوجود مشكلة
  • لا شك أن إدراك وجود مشكلة في حد ذاته يعد أمرا مهما في التشخيص والبحث عن الحلول لعلاجها، كما ينبغي تحديد تلك المشكلة وتصنيفها؛ من حيث حجمها وأهميتها وأولويتها في الحل، فهناك مشكلة يسيرة وأخرى معقدة ومركبة، وهناك مشكلة مركزية وأخرى فوضوية.
  • وهنا يأتي دور التخطيط والقياس من خلال دراسة الإيجابيات والسلبيات ووضع مؤشرات الأداء بناء على تحديد المعايير ووضع المرجعية في السعي نحو تحقيق الأهداف وتنفيذ المشاريع.
جمع المعلومات والبحث عن الحلول
  • ويكون ذلك من خلال سؤال المختصين والاستعانة بمحركات البحث وأدوات الذكاء للبحث عن الحلول؛ فالمعلومات الدقيقة تبدد الظنون، وتوفر أرضية صلبة لاتخاذ القرار المناسب، بما يزيل المخاوف والشكوك التي تكتنف المشكلات.
  • ولا بد هنا من تحديد القضايا الأساسية في المشكلة، والمسائل الفرعية وإدراك الاهتمامات وتحديد الأهداف المطلوبة..
  • وقد تكون الحلول مؤقتة وتدريجية أو نهائية وجذرية، ولذا كن منفتحا على الحلول التي قد تنجح في حل المشكلة بدلا من الحكم المتسرع عليها بناء على خبرات قليلة ومعلومات غير دقيقة.
العصف الذهني
  • يمكن في الأمور الكبيرة التي تكون بحاجة إلى تحديد استراتيجية معينة أو القيام بمشروع معين اللجوء إلى تقنية العصف الذهني، وهي وسيلة فعالة لتوليد الأفكار المبتكرة، واستكشاف حلول مختلفة للمشكلة، كل ما عليك أن تقوم بجمع فريق صغير من الأشخاص ذوي الصلة بالمشروع، ويفضل أن يكون لديهم حس الإبداع والابتكار، واستخدموا جلسة عصف ذهني لتوليد الأفكار، ولا تقيدوا أنفسكم بالتفكير فيما هو واقعي أو ممكن، ولا تحكموا على تلك الأفكار في بدايتها بالصواب والخطأ؛ بل دعوا الأفكار تتدفق بحرية ثم انتقوا منها ما يمكن تطبيقه، وما أجمل أن يكون ذلك بروح فريق العمل!
تحليل الجذور لتفكيك المشكلة
  • قد تبدو بعض المشكلات معقدة وضخمة للغاية لأول وهلة، ولكن من خلال تحليل الجذور وتفكيك المشكلة إلى مكوناتها الأصغر، يمكن أن تبدأ في فهم أعمق للتحديات التي تواجهها؛ ولذلك ابدأ بتحليل السبب الرئيس للمشكلة، ومن ثم تقسيمها إلى عناصر فرعية؛ فهذا بلا شك سيساعدك في التركيز على إيجاد حل تدريجي لكل جزء من المشكلة، ومن ثم تفتيتها إلى مكونات أصغر.
تغيير زاوية التفكير
  • قد يكون الحل التقليدي للمشكلات محدودًا بالأساليب المعتادة والمألوفة، ولكن من خلال التفكير الجانبي، يمكننا النظر إلى المشكلة من زاوية غير تقليدية؛ لذلك ابحث عن تصورات مختلفة وغير متوقعة للمشكلة، على سبيل المثال، اسأل نفسك: ماذا سيحدث إذا قمت بالعمل بالاتجاه المعاكس؟ أو هل يمكن أن نستفيد من مشكلة معينة بدلاً من محاولة حلها؟
كن واضحا ودقيقا
  • كن واضحا في شرح المشكلة وتحليل أبعادها ومنطلقاتها حتى لا تفسر بشكل مختلف، وحتى لا تدخل الانطباعات النفسية في الحكم عليها، ولا سيما إذا كان هناك شركاء في تلك المشكلة فقد يكون سوء الفهم أو ضبابية التفكير سببا في تفاقم المشكلة وعدم حلها.
ولا بد هنا من التحكم في انفعالاتك في أثناء مواجهة الصعاب ومحاولة إقناع الأطراف ذات الصلة بوجهة نظرك لحل المشكلة.
اختبار الحلول والتعلم منها
  • لا يمكننا -دائمًا- التنبؤ عن أي حل سيكون ناجحًا دون تجربته؛ ولذلك قد يكون استخدام المبدأ التجريبي كفيلا بتأكيد أحد الحلول واستبعاد آخر؛ حيث تقوم بتجربة حل معين وتقييم نتائجه، وإذا فشلت الطريقة، لا تعدها فشلاً بل درسًا قيمًا، استفد من الخطأ بالتعلم وضبط الحلول بناءً على الخبرات المكتسبة.
وينبغي هنا البحث عن الخيارات والبدائل ودراسة وزنها النسبي، ويلحق بذلك تحديد الأولويات واختيار الأوقات المناسبة، ومن ثم وضع خطة زمنية مناسبة.
قاعدة 80/20
  • كن متفائلا واستخدم 80% من وقتك لإيجاد حل للمشكلة، و20% من الوقت للمراجعة مع النفس والتفكر، قد يبدو ذلك صعبا لمن هو تحت وطأة المشكلة، لكن تركيز الجهد والطاقة والتفكير في التحرك العملي لحل المشكلة أكثر نفعا وجدوى من هدر الوقت في الشكوى والإحباط والانشغال الذهني برسم سيناريوهات الآثار الأسوأ لاستمرار المشكلة.


اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 10-10-2023 03:41 PM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (8)

دور القيم الإسلامية في توجيه عجلة التنمية


  • الأمة الإسلامية أولى من غيرها بحماية فكرها وثقافتها وهويتها من الاضمحلال والذوبان أمام هجمات الغزو الفكري والثقافي الذي تعددت أساليبه وتعددت أنواعه
  • القيم الإسلامية هي صمام الأمان لكل مصالح البشـرية في مختلف مجالات الحياة باعتبار قيم الإسلام مجسدة لأوامر الله العليم الحكيم
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
مطالب الروح والجسد
خلق الله الإنسان وزوده بالعقل والحواس، ومكنه من طرائق التفكير للقيام بمهام الاستخلاف، وجعل من تلك الأوامر ما هو كوني فطري لضمان استمرار حياته على مستوى الجسد، وجعل له منهجا تعبديا تشريعيا ليكون مناط الثواب والعقاب، وجعل له إرادة وحرية منضبطة لتدور منظومة الحياة في ظل هذا التفاعل الإيجابي أو السلبي مع تلك القوانين الفطرية والكونية والتشريعية، وفق قانون السماء القائم على العدالة المطلقة كما قال -تعالى-: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.
العلاقة بين قدرة الله وإرادة الإنسان
وإننا بالنظر إلى طبيعة العلاقة بين قدرة الله وإرادة الإنسان في الفعل الحضاري، نجد أن الكون كله مسخر للإنسان لتحقيق أفضل النتائج وترك أجمل بصمة وأثر في هذه الحياة على كوكب الأرض، وإذا كان الإنسان هو غاية التنمية وجوهرها، بالنظر إلى الجانب الاقتصادي، أو البيئي، أو الاجتماعي، فإن المقصد النهائي من التنمية في مآلاتها تنمية الإنسان في ذاته؛ من حيث قيمه وفكره وسلوكياته وعاداته تحقيقا لمراد الله له في هذه الحياة.
القيم وعجلة التنمية
يقصد بالقيم المعايير والمبادئ التي يعدها الفرد أو المجتمع مهمة وجوهرية، في توجيه سلوكيات البشر واختياراتهم، وتبرز أهمية القيم في توجيه السلوك، وتعزيز الهوية، وتحقيق الرضا الذاتي والتفاعل الاجتماعي وتوجيه المرء نحو أهدافه، وتتميز القيم بالثبات والفاعلية والتكاملية في المنظومة الأخلاقية وتتفاعل معا؛ ولذلك فإن كل إخلال بقيمة منها، يؤدي حتمًا إلى تصدع المنظومة برمتها ويعرضها للانهيار.
منظومة القيم الإسلامية
يحفل القرآن الكريم والسنة النبوية بكم هائل من التوجيهات والقيم الكفيلة بتحقيق التنمية على مستوى الأفراد والمجتمعات، بما يحقق عمارة الأرض وحفظ الثروات ومبدأ الاستخلاف في الأرض، ولعل من أبرز القيم الواجب للمسلم استصحابها في سلوكه وتعامله مع هذا الكون ومكوناته ما يلي: 1- التعاون والتضامن لتحقيق الأمن وضمان الحقوق، وهو من أسمى مقاصد الشريعة بحفظ الدين، والنفس، والمال، والعقل، والعرض بغض النظر عن الدين والجنسية، واللون بهدف التعايش السلمي والمشاركة المجتمعية. 2- الرفق والرحمة؛ فالرحمة سر انتشار المودة وسبب استيعاب الآخرين ولا سيما حال عدم التوافق، وهي اللمسة الحانية. 3- الصدق؛ فالصدق أس كل فضيلة، فلذا مدحه الله في مواطن كثيرة جليلة منها: قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}(التوبة: 119). 4- الأمانة والعدالة؛ فاستشعار الأمانة والمسؤولية كفيل بمواصلة العمل لتحقيق الأهداف السامية؛ كما إن العدل أساس العزة والقوة والمنعة، وإذا ضاع العدل كانت الخسارة والدمار الذي توعد الله به الظالمين: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (النساء:58). 5- الاقتصاد والاعتدال في الإنفاق حفاظا على الموارد الطبيعية ومقدرات الأمة {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف:31)
السبل الكفيلة بتعزيز القيم الإيجابية
ولعل من أبرز التوصيات الواجب اتخاذها لتعزيز القيم في المجتمعات ما يلي:
  • إشاعة الوعي بأهمية مصادر تلقي الأفكار والقيم في المجتمع، وذلك من خلال توضيح المصادر الصحيحة التي يجب أن يستقي الناس منها معارفهم، والتحذير من المصادر غير المعتبرة، مع الحرص على نشـر العلم الـشرعي القائم على الكتاب والسنة.
  • إبراز القيم الاجتماعية في المناهج والكتب التعليمية، من أجل غرسها في نفوس النشء، وبيان أهميتها في إصلاح المجتمع، ولا شك أن التنشئة القيمية لها أدوار متعددة، إذا تم استعمالها فيها كانتْ سدا منيعا للمجتمع والفرد من أي انحراف فكري.
  • العناية بالمدرسة والمؤسسات التعليمية كونها محاضن تربوية معنية بغرس القيم والاتجاهات والمفاهيم التي يبتغيها المجتمع.
  • الاهتمام بالأسرة والطفولة؛ فالأسرة تمثل خط الدفاع الأول ضد الانحراف بمختلف أنواعه، مع الحرص على قيامها بدور التوجيه والتربية، والإرشاد لأبنائها.
  • إعداد الحملات التربوية والإعلامية؛ لترسيخ القيم الاجتماعية، ومواجهة الظواهر السلبية، والحذر من البرامج والمواد الإعلامية، التي تعمل على هدم القيم الأصيلة في المجتمع.
  • العمل على تحديث محتوى المناهج وإدماج القيم الاجتماعية؛ بحيث يرتبط التعليم بسائر مقومات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية؛ وحتى تتلاءم المخرجات، مع سوق العمل، وضرورة الاهتمام بجانب التدريب العملي وتنمية المهارات، من أجل التمكين وتحقيق الاعتمادية المناسبة من خلال التمسك بالقيم الأخلاقية وعدم الحاجة إلى الانجرار بسبب الحاجة وراء المصالح الشخصية والمادية البحتة.
  • أهمية العناية بالبيئة المحيطة، وضرورة مساهمة المؤسسات الصناعية، والتجارية، والتكنولوجية في القضاء على المشكلات البيئية، وذلك حفاظا عليها وعلى صحة الإنسان.
  • العناية بالدراسات والبحوث المتعلقة بالقيم بشتى أنواعها: القيم العليا، القيم الحضارية، القيم الأخلاقية، القيم الاقتصادية، القيم البيئية.. الخ.
  • أهمية العناية بالشباب وحمايتهم من مخاطر الفساد والجريمة والإدمان؛ كونهم ثروة الأمة وعماد نهضتها، مع ضرورة تشجيع الأبناء على المشاركة الاجتماعية الإيجابية مع الآخرين وتنمية الحوار وثقافة التعايش الإيجابي، وتعزيز العلاقات والأنشطة الاجتماعية.
  • توجيه التغير الاجتماعي نحو التقدم، بغرس القيم الاتجاهات الصحيحة والمهارات والمعارف في نفوس أفراد المجتمع؛ لمواجهة التغيرات التي تحدث؛ بحيث يتقبل الأفراد التغيرات الجديدة دون صراع أو مقاومة شديدة.
  • تربية الأبناء على الاعتدال والأخذ بمبدأ الوسطية في كل أمر يتعلق بأمور الدين والدنيا، والبعد عما يناقض ذلك من الغلو والتشدد أو التفريط.
حماية فكر الأمة وثقافتها وهويتها
وختاما: فإن الأمة الإسلامية أولى من غيرها بحماية فكرها وثقافتها وهويتها من الاضمحلال والذوبان أمام هجمات الغزو الفكري والثقافي الذي تعددت أساليبه وتنوعت أشكاله، ولن يتحقق ذلك إلا بتعزيز القيم والسلوكيات والأفكار المنضبطة وفق العقيدة السليمة والأخلاق الفاضلة لتحقيق الطمأنينة الروحية والنفسية والاجتماعية، ويشيع الأمن والاستقرار في المجتمع.
تأثير القيم على الإنسان والمجتمع
  • تشكل القيم رموزا ثقافية تحدد ما هو مرغوب فيه وما هو مرغوب عنه، هذا إلى جانب أنها تؤدي دور المحددات التي توجه السلوك.
  • القيم الإسلامية هي صمام الأمان لكل مصالح البشـرية في مختلف مجالات الحياة، باعتبار قيم الإسلام مجسدة لأوامر الله العليم الحكيم.
  • تمثل القيم حلقة الوصل بين الأنساق الثلاثة للمجتمع (نسق الثقافة، ونسق الشخصية، والنسق الاجتماعي).
  • تعد القيم الموجه الأساسي لسلوكيات الفرد، ففقدانها أو ضياع الإحساس بها وعدم التعرف عليها يجعل الفرد يقوم بأعمال عشوائية، ويسيطر عليه الإحباط لعدم إدراکه جدوى ما يقوم به من أعمال، فالقيم تمثل قدرة الفرد على إيجاد معنى لحياته.
  • تبرز أهمية القيم بوصفها من القضايا الجوهرية في ميادين الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، نظرا لأنها تمس العلاقات الإنسانية بصورها كافة، فهي ضرورة اجتماعية، ومعايير تتغلغل في الأفراد على شكل اتجاهات ودوافع وتطلعات، وتظهر في السلوك الشعوري واللاشعوري.
  • وبالتالي فإن القيم هي الطريق الأصوب والحل المثالي لمعالجة تلك السلوكيات، فالفكر يعالج بالفكر، وكلما ارتفعتْ القيم وتمثلتْ في الإنسان، أضحى الإنسان أكثر فهما وعمقا وتحليلا للأمور التي تدور حوله، وأجدر بامتلاك المعارف والمهارات التي تجعله يتصدى للأفكار الهدامة، والأفكار المنحرفة.


اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 24-10-2023 05:36 PM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (9)
التعلّم الذاتي نافذتك إلى التطوير المستمر


  • أصبحت مهارات التعلم الذاتي من أكثر المهارات المطلوبة حتى أضحت هذه العملية فعالة إلى أقصى درجة ممكنة
  • من الشروط والقواعد المهمة للتعلم الذاتي النضج المعرفي والسلوكي والأخلاقي وإيجابيته ودافعيته نحو التعلم
  • النجاح والاستمرار في التعلم يحتاج إلى الكثير من الجهد والمهارات من أجل تعزيز قدرتك على التعامل مع مجريات الحياة المتغيرة
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
يقصد بالتعلّم الذاتي سعي الفرد إلى تنمية معارفه ومهاراته بنفسه، وذلك من خلال البحث في المصادر المختلفة في المكتبات والمواقع الإلكترونية والمعامل والمراكز العلمية والبحثية وغيرها، ومن شأن التعلم الذاتي أن يساعد على تحسين الذات، وصقل الخبرات والمعارف، واكتساب مهارات جديدة، وهي العوامل التي تمكن صاحبها من امتلاك الكفاءة ليحصل على وظيفة مناسبة براتب لائق.
التعلّم المستمر
في السابق كان التعلم يقتصر على الانتظام في المدرسة أو الجامعة في فترات عمرية معينة؛ إلا إن هذا المفهوم اختلف مع التطور الهائل في المعارف والعلوم وطرائق التدريس والتعليم وتطور وسائل التواصل والاتصال والبحث وبرامج الكمبيوتر وشبكات الإنترنت، والحقيقة أنه لا يوجد حد للعمر لتعلم أشياء جديدة، سواء للنجاح في حياتنا المهنية أم الشخصية؛ فالتحدي الحقيقي هنا هو تنمية الدافع والشغف اللذين سيبقينا نتعلم طوال حياتنا دون ملل، وسيحقق لنا أفضل النتائج -بإذن الله.
شروط التعلّم
هناك العديد من الشروط والقواعد المهمة التي تساعد على التعلم ومن أهمها: النضج المعرفي والسلوكي والأخلاقي عند المتعلم، وإيجابيته ودافعيته نحو التعلم، واستعداده النفسي والعقلي والجسدي، مع حرصه على تطوير مهارات التعلم إلى جانب جودة المادة العلمية ووضوحها، ووجود أهداف محددة مع توفر المصادر العلمية والظروف المناسبة للتعلم والتعليم.
التعلّم عن بعد
التعليم عن بعد مبني أساسًا على الاستقلالية في طريقة استقبال المعلومة وطرحها؛ بحيث يتمتع المعلمون بالحرية التامة في طريقة صنع محتوياتهم، ويتمتع الطلبة بحرية اختيار مسارهم التعليمي وتكوينه بما يتوافق معهم، وعلى كل الأطراف المشاركة في هذا النظام من معلمين وصناع محتوى وطلبة أن يغيروا نظرتهم للبيئة التعليمية، وهذا يستلزم تطوير مهارات جديدة تخول الاندماج في نظام التعليم عن بعد والتخلص من البرمجة الذهنية السابقة التي ورثناها عن نظام التعليم التقليدي.
مهارات التعلّم الذاتي
يرى أصحاب العمل ومديرو الموارد البشرية أن من أبرز مهارات التعلّم التي ينبغي أن يتقنها الموظفون المحتملون: التخطيط والتفكير النقدي والقدرة على حل المشكلات والإبداع والابتكار والتواصل والتعاون والمرونة الإدراكية، ومهارات اتخاذ القرار، والتفاوض وإدارة الأفراد وتوجيه الخدمة والذكاء العاطفي، وذلك من أجل النجاح في العمل ومواكبة المستقبل وعدم التخلف عنه. ومن هذا المنطلق أصبحت مهارات التعلم الذاتي من أكثر المهارات المطلوبة، حتى أصبحت هذه العملية فعالة إلى أقصى درجة ممكنة، فالثورة المعلوماتية التي يعيشها العالم في الوقت الحالي، أثرت بشدة على مختلف المجالات، وفتحت الباب لتغيير الطريقة التقليدية في تلقي العلم من خلال الأساتذة والكتب، إلى الاعتماد على النفس بطريقة كاملة خلال هذه الرحلة نحو النجاح.
التخطيط والشعور بالمسؤولية
لعل من أهم الدوافع التي تخلق الرغبة في خوض تجربة التعلم الذاتي، شعور المتعلم بالمسؤولية الذاتية، وهذه المهارة تجعل المتعلم يراقب ذاته خلال رحلة تعلمه، دون الحاجة إلى رقيب، فيلتزم بالجدول الزمني الذي يضعه لنفسه خلال هذه الرحلة، كما يقوم بتقييم نفسه بعد كل مرحلة، للتأكد من أنه يسير إلى هدفه على النحو الأمثل.
التفكير النقدي ومهارات البحث
كما أن مهارة التفكير النقدي تُعد من أهم المهارات المطلوبة حتى تحقق عملية التعلم الذاتي هدفها المنشود، وهي المهارة التي تعني عدم تصديق كل ما يُقرأ تصديقا مطلقا، بل يجب التأكد من صحة المعلومات المقروءة قبل التسليم بها، وتحتاج عملية التعلم الذاتي إلى اكتساب المتعلم مهارة البحث؛ إذ يتعلم -من خلال هذه الوسيلة- كيف يمكنه الوصول إلى المصادر الصحيحة للتعلم الذاتي والحصول منها على المعلومات؟
التنظيم وإدارة الوقت
ولن تنجح عملية التعلم الذاتي، إذا لم يمتلك المتعلم مهارة إدارة الوقت، التي من خلالها يستطيع تحديد أنسب طريقة للتعلم؛ ولذلك يجب على المتعلم أن يضع جدولًا زمينا، ويُفضل أن يكون أسبوعيا، يتضمن عدد الجلسات والموضوعات المُقرر دراستها، وتساعد مهارة إدارة الوقت على التعلم بطريقة أفضل، وتقليل القلق والتوتر.
التعاون والتواصل الفعال
غالبا ما يتم تكوين مجموعات صغيرة في المدرسة أو الجامعة للعمل على مشروع محدد، أو مواجهة مهمة مليئة بالتحديات معًا كفريق، وكذلك في أماكن العمل؛ لذلك فإن التواصل الفعال من المهارات الضرورية للتعلم النشط والجماعي، وتحقيق النجاح، وتحسين الصحة النفسية، وزيادة الإنتاجية في العمل، وبناء العلاقات.
التعلّم التفاعلي
ويقصد به النظام التفاعلي الالكتروني الذي يقوم على استخدام المنصات الإلكترونية ووسائل الاتصال في التعليم، وذلك من أجل تطوير مهارات الفرد وقدراته الإبداعية، ولا بد في ذلك من إتقان المهارات الأساسية للحاسب الآلي، واستخدام البرامج المكتبية، وتُعد الدورات التدريبية المتوفرة عبر الإنترنت، واحدة من أفضل وسائل التعلم الذاتي؛ إذ يختار منها المتعلم ما يناسبه، ويستطيع دراسته في الوقت الملائم لظروف عمله أو دراسته ويناسب حياته اليومية عموما.
تحسين التعلم الذاتي
من أهم وسائل تطوير التعليم الذاتي وتحسينه ما يلي: دمج التعليم الذاتي والنظامي، وتنويع وسائل التعليم والتعلّم، والتحفيز المستمر ووجود الدافعية، واستخدام أساليب جديدة في التعلم كالتعلم النشط والتعليم الإلكتروني وغيرها، والتشجيع على الإبداع والأساليب الجديدة في التعلم. ولا بد لمن يمارس التعلم الذاتي أن يحدد طريقته المفضلة للتعلم حتى يسهل عليه تحديد نطاق البحث عبر الإنترنت والمنصات الإلكترونية؛ فهناك من يحب سماع الحلقات الصوتية، وهناك من يفضل متابعة الفيديوهات وغيرها، فلا بد من التنويع وتجريب أشياء جديدة بانتظام لإبقاء عقلك متحفزًا ولديه القدرة على التطوير المستمر، مع الحرص على طرح الأسئلة ورسم الخرائط الذهنية ومناقشة الأفكار عبر جلسات العصف الذهني وغيرها، ومن المفيد لتطوير قدراتك العقلية وزيادة خبراتك اختيار مهنة تشجعك على التعلم المستمر، لتعلم أشياء جديدة، كما أن تعلُم هوايات جديدة سيفتح لك آفاقًا من المعرفة والاستعداد الذهني والنفسي والجسدي.
الخلاصة
إن عملية التعلم الذاتي أصبحت ضرورة لا غنى عنها، من أجل تطوير الذات، في ظل اشتداد المنافسة للالتحاق بأفضل وظائف المستقبل المتاحة في سوق العمل، كما أن النجاح والاستمرار في التعلم يحتاج إلى الكثير من الجهد والمهارات، من أجل تعزيز قدرتك على التعامل مع مجريات الحياة المتغيرة، وبما يضمن لك التحسين المستمر.

اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 06-12-2023 12:23 PM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (10)

– آفـاق الإبـداع فـي بيئـة التعليم


  • يعدّ التفكير الإبداعي من أهم القدرات التي ينبغي على الأنظمة التربوية توجيه عناية خاصة بها للقيام بالدور المنوط بها في عمليات التنمية والتطوير
  • يتمتع المعلم المبدع بصفات شخصية وعقلية ونفسية متنوعة من أهمها حب الاستطلاع والحماس المستمر والمثابرة في حل المشكلات
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
تقع مسؤولية تنمية العقول المفكرة على عاتق مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسات التعليمية، وذلك من خلال تطوير المناهج الدراسية المختلفة داخل المؤسسات التعليمية؛ بحيث تسهم في تنمية التفكير والقدرة على حل المشكلات لدى الطلاب، وتسهم في زيادة قدراتهم في أنواع التفكير المختلفة إذا توفر لتدريسها الإمكانات اللازمة، وقد خاطب القرآن الكريم الإنسان وأمره بالتفكر في الكون والتدبر في كثير من المواضع بقوله -تعالى- : {لقوم يعقلون}، {أفلا يتدبرون}، {لقوم يتفكرون}، كما جعل العلم من أسمى الأعمال، وحث على القراءة والاستزادة من العلم والمعرفة بقوله -عز وجل- : {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن سلَك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له طريقًا إلى الجنَّة، وإنَّ الملائكة لَتضعُ أجنحتها رضًا لطالب العلم..». ويعدّ التفكير الإبداعي من أهم القدرات التي ينبغي على الأنظمة التربوية توجيه عناية خاصة بها للقيام بالدور المنوط بها في عمليات التنمية والتطوير، ولا سيما في ظل تزايد حدة التنافس والصراع من أجل البقاء وإثبات الوجود. ومن الجدير بالذكر أن مهارات التفكير قابلة للتعلم والاكتساب بما يزيد من مستويات الذكاء، ولا شك أن التربية السليمة هل السبيل الأمثل لتحقيق ذلك؛ ذلك أن الطفل الذي يجد الرعاية الكافية والمناسبـة في سنواته الأولى، يكون مهيأً أكثر للإبداع في واحدة أو أكثر من مجالات الإبداع المختلفة خلال مراحل حياته.
تطوير البيئة التعليمية
تتعدد آفاق الإبداع في بيئة التعليم بوصفها عملية تفاعلية بين المعلم والمتعلم، وهي تسمح بتطوير ممارسات تعليمية أكثر فاعلية وجاذبية، وذلك من خلال استخدام تقنيات التعلم الحديثة باستخدام وسائل التكنولوجيا من قبل المعلمين والمتعلمين على حد سواء، إلى جانب التعلم القائم على المشاريع التعليمية والعملية من خلال ورش العمل والزيارات الميدانية، بما يعزز من إبداعاتهم ومهاراتهم، ويسهم في تطوير التطبيقات والبرمجيات والمواقع الإلكترونية وغيرها. كما أن من أفضل الوسائل استخدام التعلم التعاوني والتفكير النقدي لتشجيع الطلاب على التعاون وتبادل الأفكار والآراء، بما يسهم في تطوير مهارات التفكير النقدي وتوليد الأفكار الإبداعية بتنظيم المناقشات الجماعية وغيرها.
دور المعلم المبدع
يتمتع المعلم المبدع بصفات شخصية وعقلية ونفسية متنوعة، من أهمها حب الاستطلاع والحماس المستمر والمثابرة في حل المشكلات، إلى جانب الدافعية والانتماء الحقيقي للتدريس واعتباره رسالة ومهنة، مع الإيمان بتميز الطلاب وتفردهم والاهتمام بمراعاة الفروق الفردية، مع البراعة وسرعة البديهة وتعدد الأفكار والإجابات، مع احترام أراء الطلاب وأفكارهم مع ضرورة الإلمام بالأساليب والطرائق التربوية والتعليمية المختلفة والمتجددة، مع التحلي بالمرونة والاستيعاب.
كيف تكون مدرسا مبدعا؟
  • استخرج من طلابك أفضل ما لديهم من أفكار، وحثهم على إيجاد حلول مبتكرة، وأظهر لهم مدى قدرتك ومساعدتك على تنمية تلك الأفكار لديهم وإخراجها لهم بالمستوى المطلوب عن طريق التوجيه والنصح والإرشاد.
  • حاذر من أن تفرض عليهم نمطا معينا من أنماط التفكير، أو أن تقدم لهم حلولا جاهزة لمشكلاتهم.
  • شجع طلابك من خلال تقدير إنجازاتهم، وساعدهم في معرفة المصادر الكفيلة بتطوير معارفهم والطرائق المناسبة لتطوير مهاراتهم باستخدام الحاسب الآلي وشبكة الإنترنت والالتحاق بالدورات التدريبية المناسبة.
دور المعلم في البيئة التعليمية
  • تعليم مهارات التفكير الإبداعي
  • الإدارة الفاعلة: فالمعلم يضبط البيئة الصفية ويدير الحوار والعملية التعليمية بطريقه تتيح المجال للأفكار الإبداعية للظهور.
  • العرض المبتكر: عرض المادة التعليمية بطريقة منظمة ومشوقة ومبتكرة تستدعي استجابة المتعلمين
  • الأسئلة المفتوحة: وذلك من خلال طرح أسئلة تثير تفكير المتعلمين وتمكنهم من رصد البدائل وعدم التوقف عند الأسئلة المغلقة.
  • التصميم الإبداعي: فالتصميم الشامل والمتنوع للدرس يجعل التعلم منتبها، من خلال ما قد يتضمنه من معلومات وأفكار ووسائط سمعية وبصرية.
  • الأنشطة التحفيزية: وذلك من خلال تزويد المتعلمين بأنشطة متنوعة ومشوقة لإزالة الملل وتحقيق الجذب والاهتمام، وبما ينشط عملية التفكير وحل المشكلات.
عناصر التربية الإبداعية
  • تأهيل المعلم: التربية الإبداعية تحتاج إلى معلم معدٍّ إعدادًا جيدًا، ويستمر تدريبه بطريقة منظمة مخططة؛ ليكون باستمرار ملما بالمادة العلمية التي يدرسها، وبما يستحدث في مجال التربية وعلم النفس فضلا عن قوة الشخصية وتفاعله مع طلبته بطريقة تفاعلية تضمن هامشا من الحرية المنضبطة، وذلك بعيدا عن التسلط وفي مناخ تربوي سليم.
  • تطوير المناهج الدراسية: المنهاج الدراسي في التربية الإبداعية يجب أن يكون منظما تنظيما رأسيا مع ما سبقه في المستويات الأدنى ومنظما تنظيما أفقيا مع غيره من المواد الدراسية في المستوى الواحد، وأن يكون متماشيا مع متطلبات المجتمع وفلسفته زمانيا ومكانيا وأن يكون في مستوى الطلبة وأن يتضمن ثلاثة جوانب هي:
1- الجانب المعرفي المتمثل في المعلومات التي يجب أن تكون متسقة فيما بينها، وتتضمن في طبيعتها تنمية القدرات والمواهب والعوامل المختلفة التي تشجع على التفكير الإبداعي، وتنمية الروح الاستقلالية ولطلاقة الفكرية التي تتيح للطلبة التخيل والتصور بإنتاج الكثير من الأفكار في وحدة زمنية محددة وتمكينهم من المرونة في الأفكار بتغيير زاوية التفكير والقدرة على تقييم ما يقومون به من نشاط. 2- الممارسة والتدريب على المهارات المختلفة التي يقوم عليها التعليم الإبداعي وذلك من خلال إمداد الطلبة بخبرات مختلفة في مواقف الممارسة والتدرب ومن خلال إتاحة الإيجابية لدى الطلاب نحو تقبل هذا الأسلوب. 3- دعم الاتجاهات الإيجابية نحو التفكير البناء وأنماط النشاط الإبداعية لدى الطلاب بإثارة دافعية الطلاب على المثابرة على الأداء العقلي، وما يقوي ثقتهم بأنفسهم وبما يملكون من مواهب وقدرات وطاقات تمكنهم من التفكير العلمي والاستبصار والمبادرة.
  • تحفيز الطلاب: لكونهم العنصر الأساس الذي تسخر له جميع العناصر من أجل إعدادهم وفقا لمتطلبات التنمية المجتمعية المستدامة.
  • البيئة المدرسية: تتوقف فاعلية التربية الإبداعية على التفاعل الإيجابي بين المعلم والطلاب والمنهاج في مناخ علمي يسوده الحب والتقدير وحسن الإدارة والتعامل بصورة تمكن الطالب من تدعيم ثقته بنفسه وبقدرته على الإبداع والتفكير الخلاق.
والأهم من ذلك، أنها تهيئ الفرد للتكيف مـع المتغيرات الضروريـة للانخراط في العمل والحياة داخل مجتمعه الخاص والمجتمع الإنساني، على حد سواء، كمـا تُهيئه للقيام بالأدوار القيادية والنجاح فيها، وتُساعده على التفكير المستقل، وعلى السرعة في التفكير، وعلى استقبال أفكار الآخرين وفهمها وتقبلها أو مناقشتهـا بطريقـة علميّـة ومنطقية؛ بحيث يتقبلها الآخرون بعقول متفتحة.

اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 08-12-2023 11:10 AM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (11)

دور القيم الإسلامية في دفع عجلة التنمية


  • تبرز أهمية القيم والمبادئ المنظمة لشؤون الفرد والجماعات بوصفها مشتركا إنسانيا عاما ولا خلاف عليها بين ذوي النظرة السوية والأهداف النبيلة
  • الأمة الإسلامية أولى من غيرها بحماية فكرها وثقافتها وهويتها من الذوبان أمام هجمات الغزو الفكري والثقافي الذي تعددت أساليبه
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
إذا كان الإنسان هو غاية التنمية - بالنظر إلى الجانب الاقتصادي، أو البيئي، أوالاجتماعي- فإن المقصد النهائي من التنمية في جوهرها ومآلاتها إنما يكون بتنمية الإنسان في ذاته؛ من حيث قيمه وفكره وسلوكياته وعاداته تحقيقا لمراد الله له في هذه الحياة.
القيم وعجلة التنمية
يقصد بالقيم المعايير والمبادئ التي يعدها الفرد أو المجتمع مهمة وجوهرية، في توجيه سلوكيات البشر واختياراتهم، وتبرز أهمية القيم في توجيه السلوك، وتعزيز الهوية، وتحقيق الرضا الذاتي والتفاعل الاجتماعي وتوجيه المرء نحو أهدافه، وتتميز القيم بالثبات والفاعلية والتكاملية في المنظومة الأخلاقية وتتفاعل معا؛ ولذلك فإن أي إخلال بقيمة منها، يؤدي حتما إلى تصدع المنظومة برمتها ويعرضها للانهيار.
أهمية القيم والمبادئ
وتبرز أهمية القيم والمبادئ المنظمة لشؤون الفرد والجماعات بوصفها مشتركا إنسانيا عاما، ولا خلاف عليها بين ذوي النظرة السوية والأهداف النبيلة لتحقيق المصلحة العامة، بغض النظر عن تنوع الدين والجنس واللون، ولا ينفي هذا بالطبع وجود مساحة من الخصوصية في تلك القيم؛ فلكل أمة خصائصها، وثقافتها المميزة لها.
تأثير القيم على الإنسان والمجتمع
ويلخص علماء الاجتماع تأثير القيم على الإنسان والمجتمع منْ خلال الأمور الآتية:
  • تشكل القيم رموزا ثقافية تحدد ما هو مرغوب فيه وما هو مرغوب عنه، هذا إلى جانب أنها تؤدي دور المحددات التي توجه السلوك.
  • القيم الإسلامية هي صمام الأمان لكل مصالح البشـرية في مختلف مجالات الحياة، وذلك باعتبارها مجسدة لأوامر الله العليم الحكيم.
  • تمثل القيم حلقة الوصل بين الأنساق الثلاثة للمجتمع (نسق الثقافة، نسق الشخصية، والنسق الاجتماعي).
  • تعد القيم الموجه الأساس لسلوكيات الفرد، وبضياعها يقوم بأعمال عشوائية، ويسيطر عليه الإحباط لعدم إدراکه جدوى ما يقوم به من أعمال؛ فالقيم تمثل قدرة الفرد على إيجاد معنى لحياته.
  • تبرز أهمية القيم بوصفها من القضايا الجوهرية في ميادين الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية؛ نظرا لأنها تمس العلاقات الإنسانية بأنواعها كافة، فهي ضرورة اجتماعية، ومعايير تتغلغل في الأفراد على شكل اتجاهات ودوافع وتطلعات، وتظهر في السلوك الشعوري واللاشعوري.
ومن ثم فإن القيم هي الطريق الأصوب والحل الأمثل لضبط السلوكيات والانفعالات، والسبيل الأنسب لامتلاك المعارف والمهارات التي تجعله يتصدى للأفكار الهدامة، والأفكار المنحرفة.
منظومة القيم الإسلامية
يحفل القرآن الكريم والسنة النبوية بكم هائل من التوجيهات والقيم الكفيلة بتحقيق التنمية على مستوى الأفراد والمجتمعات بما يحقق عمارة الأرض وحفظ الثروات ومبدأ الاستخلاف في الأرض، ولعل من أبرز القيم الواجب للمسلم استصحابها في سلوكه وتعامله مع هذا الكون ومكوناته ما يلي: 1- التعاون والتضامن لتحقيق الأمن وضمان الحقوق، وهو من أسمى مقاصد الشريعة بحفظ الدين، والنفس، والمال، والعقل، والعرض بغض النظر عن الدين والجنسية، واللون بهدف التعايش السلمي والمشاركة المجتمعية {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. 2- الرفق والرحمة ؛ فالرحمة سر انتشار المودة وسبب استيعاب الآخرين ولا سيما حال عدم التوافق، وهي اللمسة الحانية. 3- الصدق ؛ فالصدق أساس كل فضيلة، وقد مدحه الله في مواطن كثيرة كما في قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}(التوبة: 119). 4- الأمانة والعدالة؛ فاستشعار الأمانة والمسؤولية كفيل بمواصلة العمل لتحقيق الأهداف السامية، كما أن العدل أساس العزة والقوة والمنعة، وإذا ضاع العدل كانت الخسارة والدمار الذي توعد الله به الظالمين: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}. 5- الاقتصاد والاعتدال في الإنفاق حفاظا على الموارد الطبيعية ومقدرات الأمة {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.
السبل الكفيلة بتعزيز القيم الإيجابية
ولعل من أبرز التوصيات الواجب اتخاذها لتعزيز القيم في مجتمعاتنا ما يلي:
  • إشاعة الوعي بأهمية مصادر تلقي الأفكار والقيم في المجتمع، من خلال توضيح المصادر الصحيحة، والتحذير من المصادر غير المعتبرة، مع الحرص على نشـر العلم الـشرعي القائم على الكتاب والسنة.
  • إبراز القيم الاجتماعية في المناهج والكتب التعليمية، من أجل غرسها في نفوس النشء، وبيان أهميتها في إصلاح المجتمع، لتكون سدا منيعا للمجتمع والفرد من أي انحراف فكري.
  • العناية بالمدرسة والمؤسسات التعليمية كونها محاضن تربوية معنية بغرس القيم والاتجاهات والمفاهيم لدى الأبناء من خلال الأنشطة المدرسية المختلفة، ومراعاة خصائص النمو العقلية والانفعالية والاجتماعية والدينية التي يمرون بها؛ لحمايتهم من الانحرافات والسلبيات.
  • الاهتمام بالأسرة والطفولة؛ فالأسرة تمثل خط الدفاع الأول ضد الانحراف بمختلف أنواعه، مع الحرص على قيامها بدور التوجيه والتربية، والإرشاد لأبنائها، لتعويدهم على القيم الفاضلة، ومراقبة ما يتعرضون له من تأثيرات وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والظواهر والعادات الطارئة والوافدة.
  • إعداد الحملات التربوية والإعلامية؛ لترسيخ القيم الاجتماعية، ومواجهة الظواهر السلبية، والحذر من البرامج والمواد الإعلامية، التي تعمل على هدم القيم الأصيلة في المجتمع.
  • العمل على تحديث محتوى المناهج وإدماج القيم الاجتماعية؛ بحيث يرتبط التعليم بسائر مقومات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وحتى تتلاءم المخرجات، مع سوق العمل، وضرورة الاهتمام بجانب التدريب العملي وتنمية المهارات.
  • أهمية العناية بالبيئة المحيطة، وضرورة مساهمة المؤسسات الصناعية، والتجارية، والتكنولوجية في القضاء على المشكلات البيئية، وذلك حفاظا عليها وعلى صحة الإنسان.
  • العناية بالدراسات والبحوث المتعلقة بالقيم بشتى أنواعها: القيم العليا، والقيم الحضارية، والقيم الأخلاقية، والقيم الاقتصادية، والقيم البيئية.. الخ.
  • أهمية العناية بالشباب وحمايتهم من مخاطر الفساد والجريمة والإدمان؛ كونهم ثروة الأمة وعماد نهضتها، مع ضرورة تشجيع الأبناء على المشاركة الاجتماعية الإيجابية مع الآخرين وتنمية الحوار وثقافة التعايش الإيجابي، وتعزيز العلاقات والأنشطة الاجتماعية.
  • توجيه التغير الاجتماعي نحو التقدم، بغرس القيم والاتجاهات الصحيحة والمهارات والمعارف في نفوس أفراد المجتمع؛ لمواجهة التغيرات التي تحدث؛ بحيث يتقبل الأفراد التغيرات الجديدة دون صراع أو مقاومة شديدة.
  • تربية الأبناء على الاعتدال والأخذ بمبدأ الوسطية في كل ما يتعلق بأمور الدين والدنيا، والبعد عما يناقض ذلك من الغلو والتشدد أو التفريط.
حماية الفكر والثقافة والهوية
وختاما: فإن الأمة الإسلامية أولى من غيرها بحماية فكرها وثقافتها وهويتها من الذوبان أمام هجمات الغزو الفكري والثقافي الذي تعددت أساليبه وتنوعت أشكاله ولا سيما مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتحول العالم إلى قرية كونية واحدة، ولن يتحقق ذلك إلا بتعزيز القيم والسلوكيات والأفكار المنضبطة وفق العقيدة السليمة والأخلاق الفاضلة لتحقيق الطمأنينة الروحية والنفسية والاجتماعية، حتى يشيع الأمن والاستقرار في المجتمع.


اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 20-12-2023 11:24 AM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (12) مفاتيح الإبداع في بيئة العمل


  • الكفاءة في إدارة الأعمال في حد ذاتها نوع من أنواع الإبداع ويتضح ذلك جليا في مراقبة إنتاجية الموظفين ومراقبة مؤشرات الأداء
  • ثقافة الإبداع لا تأتي بمفردها بل يجب على الإدارة أن تخلقها في جو العمل وأن تضع السياسات والمعايير والوسائل التي تضمن استمراريتها
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
لا شك أن الكفاءة في إدارة الأعمال في حد ذاتها نوع من أنواع الإبداع، ويتضح ذلك جليا في مراقبة إنتاجية الموظفين ومراقبة مؤشرات الأداء، فهنالك من يؤدي عمله بطريقة آلية، دون أن يبحث عن طرائق لتطوير العمل أو ابتكار ما هو جديد لتقديم العمل بنمط جيد، وهنالك من يخرج من التقليدية والرتابة ويحقق لمؤسسته النجاح والتميز وهذا الذي نبحث عنه. فالإبداع هو الذي يفرق بين العمل العادي والمتميز، والمبدع هو الذي يأتينا بالأفكار والنظريات والأعمال الجديدة والخارجة عن المألوف، ومن ثم التفكير خارج الصندوق.
من أهم محفزات الإبداع
ولعل من أهم محفزات الإبداع في العمل ما يأتي:
خلق ثقافة الإبداع
ثقافة الإبداع لا تأتي بمفردها، بل يجب على الإدارة أن تخلقها في جو العمل، وأن تضع السياسات والمعايير والوسائل التي تضمن استمراريتها، فكم مرةٍ أتى خريج جامعي جديد بفكرة إبداعية، ثم يقال له: ليست هناك ميزانية لهذه الفكرة، أو لا يوجد وقت لتنفيذها! وكم من مرة قيل له -بسخرية-: إنه صغير ولا يمكن أن يكون مبدعاً ولا يملك الخبرة الكافية!
تنويع الخبرات
عندما تكون مديرا وتُكوِّن فرقاء العمل في مشروع ما، تأكد من أن كل فريق يتكون من أعضاء ذوي خبرات وثقافات مختلفة؛ حيث إن ذلك سيضيف الإبداع إلى المشروع، فكل عضو من أعضاء الفريق سيدلي بدلوه من وجهة نظره وعلى حسب الخبرة التي يحملها، ومن ثم فإن النتائج ستكون مزيجاً إبداعيا مميزاً.
المشاركة الإيجابية
سواء كنت تدير شركة كبيرة أو صغيرة فمن المهم المشاركة في الأفكار، نحن نرى الكثير من الشركات تركز على المشاركة في إدارة المشاريع، كالمشاركة في المستندات، ولكنها لا تركز على المشاركة في الأفكار التي هي في الحقيقة أحد أهم عناصر المشروع.
هامش الخطأ
يجب أن يتاح للموظفين الحرية في التفكير خارج الصندوق وتجريب أفكارهم دون مخاوف من الفشل؛ فالتشجيع على التفكير أمر ضروري، فشجع فريقك وأصحاب الأفكار الإبداعية، وقيِّم خطوات التنفيذ معهم، وشاركهم بما تعلمته من هذه الأخطاء.
الترجمة والتنفيذ
تنفيذ الأفكار الإبداعية وترجمتها إلى واقع، هو العنصر الضروري في العملية الإبداعية؛ فالفكرة الإبداعية وحدها لا تكفي؛ لذلك يجب عليك وضع العمليات والسياسات اللازمة التي تضمن تنفيذ الأفكار الإبداعية الجيدة؛ وذلك لأنه إن قل الاهتمام من الإدارة، سيقل اهتمام الأفراد بطرح أفكارهم.
التعلم والتدريب المستمر
لعل من أهم الأمور في تنمية الذات وتطوير العمل، توفير الفرص للموظفين للتعلم وتطوير مهاراتهم بما يشجع على الإبداع، عندما يتعلم الموظفون دائمًا ووفق جدول من الدورات خلال السنة، فإنهم يطورون أنفسهم، ويصبحون أكثر قدرة على التفكير إبداعيا.
استراتيجيات العمل الإبداعي
حتى تنجح أي مؤسسة في إدارة العملية الإبداعية لابد لها أن تلتفت إلى خمس استراتيجيات هي:
  • عدُّ الإبداع أحد الموارد الرئيسية التي ينبغي أن تدار من قبل الإدارة.
  • الاعتقاد بأن جميع الأفراد لديهم القدرة على الإبداع.
  • جعل عملية الإبداع عملية واضحة وسهلة للأفراد مع ضرورة إقناعهم بقدرتهم على الإبداع وتدريبهم على ذلك.
  • توجيه العملية الإبداعية لتكون إحدى الحاجات الرئيسية والاستراتيجية للعمل.
  • إحداث بيئة ثقافية ترفع من قيمة الإبداع في المؤسسة.
مكافأة الإبداع
إذا كنت ترغب في الحصول على موظفين يفكّرون بخيالٍ واسع خارج منطقة العمل، فتحتاج لتحفيزهم بأي نوع من أنواع المكافآت، وعلاوةً على ذلك يجب أن تؤخذ الاقتراحات على محمل الجد حتى يكون الموظفون على استعدادٍ للتوصل إلى طرائق أكثر إبداعاً في تحسين مكان العمل.
فريق الإبداع
الطريقة الأكثر منهجية لتعزيز الإبداع في مكان العمل، هي تكوين فريق الإبداع؛ وذلك من أجل التوصّل إلى أفكارٍ حول كيفية تحسين مسار العمل وابتكار منتجات وخدمات إبداعية، وعندما يوظّف هذا الأمر بنهج صحيح، سيكون في ذلك مؤشر للجميع بأن هذه المؤسسة تقدّر الإبداع، ويحقق لها ميزة تنافسية إضافية.
البيئة الإيجابية
أحيانًا يمكن للعقليات الجدية جدا أن تعيق الإبداع، بينما المرونة وإتاحة المجال للهو أحيانا في أثناء وقت العمل، يسمح للشخص بأن يرتاح وأن يحصل على مصدر إلهام وأفكارٍ رائعة، وغني عن القول بأن بيئة العمل المجهدة أو التي تؤدي إلى الاكتئاب لا تعطي للإنسان مزاجا للتفكير الإبداعي، ومن ثم تجد الموظف ينتظر -بفارغ الصبر- نهاية يوم العمل.
التميز في خدمة العملاء
ولابد هنا من الإشارة إلى أهمية الاستماع إلى ملاحظات العملاء واحتياجاتهم بما يشجع على تطوير منتجات وخدمات جديدة وحل مشكلاتهم بأساليب إبداعية، ومن ثم تحقيق رضا العملاء، وجذب المزيد منهم، من خلال تحسين العمليات وسرعة الاستجابة.
نصائح ذهبية
  • تحملِ المسؤولية وخطط لمستقبلك وسعادتك، ولا تظل أسير كلام الآخرين.
  • احرص على التطوير في بيئة العمل، وأن تقدم الأفكار الإبداعية والمميزة لمديرك.
  • احرص على الإخلاص في عملك؛ فقد حث ديننا الحنيف على إتقان العمل بقوله -صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، وتذكر أن آباءك وأجدادك من العلماء والفاتحين لم يركنوا إلى الدنيا، ولم ينتظروا تحسن الظروف، بل حققوا إنجازات كانت مثار اهتمام العالم وإعجابه.
  • كن شخصاً مبدعاً، ولا تلتفت إلى ما يقولون عنك من تعليقات سلبية ومثبطة، وانظر إلى عملك نظرة إيجابية، واحرص أن يكون لديك شغف بما تقوم به من عمل.
  • فكر في حياتك الشخصية، وعالج عيوبك، وتغلب على مخاوفك، وحاول أن تبدع ولو قليلاً في كل مجال، واجعل التفاؤل والأمل ينير عقلك، واعلم أن التغيير الإيجابي يبدأ من الداخل، وإذا عزمت فتوكل على الله.


اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 13-03-2024 09:02 PM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
https://al-forqan.net/wp-content/upl...1/afaaq-99.jpg


آفاق التنمية والتطوير (13)

المنطلقات الجوهرية لتطوير العمل المؤسسي


  • عندما تحرص المؤسسات على زيادة الثقة وبناء السمعة الجيدة فإنها تؤدي بذلك دورًا حاسمًا في نجاح العمل المؤسسي
  • أي عمل يتوفر فيه الإخلاص في النية وقصد الإصلاح وإتقان العمل حليفه النجاح «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ»
  • التزام الجودة والكفاءة له أهمية كبيرة في نجاح العمل المؤسسي وذلك لما يتسبب به من تحسين الأداء وتحقيق الأهداف
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
تطوير العمل المؤسسي عملية متعددة الأبعاد، تستهدف تحسين أداء المؤسسة وكفاءتها وزيادة قدرتها على تحقيق أهدافها، وتعتمد هذه العملية على مجموعة من المنطلقات التي تشكل الأساس لتطوير العمل المؤسسي بنجاح، ولا شك أن أي عمل يتوفر فيه الإخلاص في النية وقصد الإصلاح وإتقان العمل حليفه النجاح «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ»، وقد وعد الله المحسنين بالتوفيق والسداد، سواء على المستوى الفردي أم الجماعي، {والله يحب المحسنين}، ومن المنطلقات المهمة في ذلك ما يلي:
(1) وضوح الرؤية والأهداف
تبرز أهمية وضوح الرؤية بطريقة كبيرة في توجيه جهود الفريق والموظفين نحو تحقيق الأهداف المنشودة للمؤسسة، وإلى تحفيز أعضاء الفريق بما يتوفر لهم من رؤية ملهمة وأهداف محددة، كما يسهمان في ضبط الاستراتيجية واتخاذ القرارات المناسبة إلى جانب تحقيق الاستقرار داخل المؤسسة، ومنع الارتباك والتشويش. وقد أجرت مجلة (Harvard Business Review) استبيانًا؛ حيث شارك فيه قادة الشركات، وجد الاستبيان أن 89% من القادة يرون وضوح الرؤية والأهداف عاملا مهما جدا في تحقيق النجاح للشركة، كما وجدت دراسة أخرى أن الشركات التي تعتمد على رؤية واضحة للقيادة تكون أكثر نجاحًا في جذب المواهب القيادية والاحتفاظ بها.
(2) التزام القيادة
وهو عامل حاسم في تحقيق النجاح والاستدامة للمؤسسة؛ حيث يؤدي القادة دورًا حاسمًا في تحديد الرؤية والأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، كما يؤدي القادة دورا مهما في إلهام الموظفين وتحفيزهم من خلال ما يظهرونه -دوما- من التزام وشغف بالأهداف والقيم المؤسسية، بما يزيد من التفاني والمشاركة والحرص على تحقيق الكفاءة في العمل، ومن ثم التغيير نحو الأفضل، وتقديم الدعم الكامل لذلك، ويقع على القادة أيضا واجب بناء السمعة المؤسسية من خلال ما يتم تبنيه من قيم وأخلاقيات وتوجهات نحو التنمية المستدامة تجاه العملاء والمجتمع، ولديهم القدرة على مواجهة التحديات والتغيرات في البيئة الخارجية والسوق بما يحقق استجابة سريعة وفاعلة لتوجيه المؤسسة نحو المسار الصحيح، وتعدّ القيادة الحكيمة حجر الزاوية لتطوير العمل المؤسسي، وتشير إحدى الدراسات إلى أن 81٪ من التزام القيادة هو أهم عامل نجاح في التطوير المؤسسي.
(3) تخصيص الموارد
تخصيص الموارد يساعد في تحديد الأولويات والتركيز على المشاريع والمبادرات الأكثر أهمية لتحقيق أهداف التطوير المؤسسي، وهذا بدوره يسمح بالاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، وقد تتطلب مشاريع التطوير المؤسسي استثمارات في التكنولوجيا وتحسين البنية التحتية، ومن ثم تخصيص الموارد اللازمة لتحقيق التحسينات المطلوبة، كما يمكن استخدام الموارد لتطوير مهارات الموظفين وقدراتهم.
(4) خدمة العملاء
تؤدي جودة خدمة العملاء إلى تحقيق رضا العملاء، كما يؤدي إلى زيادة الولاء وتحقيق قدر أكبر من الإيرادات، كما يسهم في بناء السمعة الإيجابية للشركة، إضافة إلى تحسين التفاعل الاجتماعي، من خلال مشاركة تجاربهم الإيجابية مع زملائهم وأقاربهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهذا من أفضل أنواع التسويق والترويج لتلك الشركات، وعندما تكون لديك خدمة عملاء فعالة، يمكنك التعامل مع مشكلات العملاء بسرعة وكفاءة، وهذا يمنع تفاقم المشكلات ويحافظ على علاقات جيدة مع العملاء، كما يحقق التميز التنافسي وتعزيز ثقة المستهلكين في ذلك العمل المؤسسي.
(5) تقييم الأداء والمراقبة
يسمح تقييم الأداء بقياس التقدم نحو أهداف التطوير المؤسسي وتحقيقها، ويمكن استخدام تقييم الأداء لرصد أداء الموظفين على مستوى الفرد والفريق، وذلك وفق مبدأ الثواب والعقاب، كما يمكن للمراقبة غير المباشرة والمستمرة أن تساعد في تحليل العمليات والأنشطة المؤسسية بنهج دقيق، بما يمكن من تحديد المشكلات والاختناقات وإجراء التحسينات الممكنة من خلال تحليل البيانات والمعلومات المجمعة. كما أن تلك التقارير من شأنها أن تزوّد القادة بالبيانات والمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية وتحديد الأولويات، كما يحقق الشفافية والحوكمة لأعمال المؤسسة بما يؤثر إيجابيا على مستويات الأداء والتنفيذ، كما يعزز الثقة في قدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها والتحسين المستمر، ووفقًا لمنظمة الإدارة الدولية، يجب تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية وقياسها بانتظام لضمان استمرار العمل المؤسسي ونجاحه.
(6) التزام الجودة والكفاءة
التزام الجودة والكفاءة له أهمية كبيرة في نجاح العمل المؤسسي، وذلك لما يتسبب به من تحسين الأداء وتحقيق الأهداف عبر تحسين العمليات وزيادة جودة المنتجات والخدمات المقدمة، كما يحقق الكفاءة في استغلال الموارد بطريقة أفضل؛ مما يقلل من الهدر ويزيد من إنتاجية المؤسسة وقدرتها على تحقيق أهدافها، كما يعمل على زيادة رضا العملاء، ويزيد من فرص الاحتفاظ بالزبائن وجذب عملاء جدد، كما يسهم في بناء السمعة الإيجابية للمؤسسة ويحقق الامتثال للمعايير والتشريعات المحلية والدولية، ويقلل من مخاطر التعرض للعقوبات القانونية والمشكلات المحتملة.
(7) تعزيز الثقة وبناء السمعة
عندما تحرص المؤسسات على زيادة الثقة وبناء السمعة الجيدة، فإنها تؤدي بذلك دورًا حاسمًا في نجاح العمل المؤسسي؛ حيث تؤثر على العلاقات مع العملاء والشركاء والمستثمرين والموظفين، وتعزز من مكانة المؤسسة في السوق، وتلك العوامل مجتمعة تمنحها قاعدة قوية لتحقيق النجاح والنمو المستدام. فبناء السمعة الجيدة من شأنه أن يزيد من ولاء العملاء واستقطاب عملاء جدد، كما يمنح المؤسسة ميزة تنافسية، ويجذب شركاء الأعمال ويحقق استثمارات أفضل، كما يحقق الاستدامة للعمل المؤسسي.
(8) المشاركة والتواصل
وهما جزء أساسي من نجاح العمل المؤسسي، من خلال تعزيز التفاعل والتعاون بين موظفي الشركة وبين الأقسام المختلفة؛ بما يشجع على التعاون وتبادل الأفكار والمعلومات، ويسهم في حل المشكلات وتحقيق الأهداف بفاعلية؛ فعندما يشعر الموظفون بأنهم يتمتعون بمشاركة في صنع القرار وتوجيه الشركة، فإنهم يصبحون أكثر ملاءمة للالتزام بأهداف الشركة والمساهمة بجهدهم ووقتهم بعد شعورهم بالولاء؛ ما يؤدي -بالضرورة- إلى تحسين بيئة العمل، ومن ثم إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية وتحقيق التعاون والتكامل، وإلى فهم أفضل لاحتياجات العملاء من خلال التواصل الجيد معهم والاستماع إلى ملاحظاتهم بما يلبي تلك الاحتياجات بطريقة أفضل، كما يسهم في تحقيق التكيف الإيجابي مع المتغيرات في السوق والصناعة وتعزيز النجاح في العمل المؤسسي، وقد أظهرت دراسة لـ( PwC )أن 86٪ من المديرين التنفيذيين يعتقدون أن التواصل الجيد مع موظفيهم يساعد في تحقيق النجاح التنظيمي.


اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 13-03-2024 09:04 PM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
https://al-forqan.net/wp-content/upl...1/afaaq-99.jpg


آفاق التنمية والتطوير (14)

المحاور الأساسية لتحقيق التنمية والتطوير الشخصي


  • يرتبط مفهوما التنمية الذاتية والتطوير الشخصي بتحسين الأفكار والمعتقدات عن الذات إلى جانب تطوير قدرات الفرد ومهاراته لتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية
  • يجب على الأفراد الالتزام بالأخلاقيات في قراراتهم وتفاعلاتهم مع الآخرين ولا شك أن الشريعة الإسلامية حافلة بمثل هذه المحاور والتعليمات التي تصلح الفرد والمجتمع
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
يرتبط مفهوما التنمية الذاتية والتطوير الشخصي بتحسين الأفكار والمعتقدات عن الذات، إلى جانب تطوير قدرات ومهارات الفرد لتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية، وهنالك العديد من المحاور الأساسية التي تؤدي دورًا مهمًا في عملية التنمية الذاتية والتطوير المستمر، ومن أبرزها:
1- التوعية بالذات
وذلك من خلال فهم طبيعة الذات وتحليل القيم والمعتقدات الشخصية، إلى جانب التفكير بعمق حول نفسك وفهم مشاعرك واحتياجاتك وكما قال -تعالى-: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}؛ حيث أظهرت دراسة أجريت في عام 2018 في جامعة كاليفورنيا أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من التوعية بالذات يكونون أكثر نجاحًا في مجموعة متنوعة من المجالات الشخصية والمهنية.
2- تطوير الأهداف
ينبغي على كل إنسان أن يحرص على وضع أهداف واضحة ومحددة زمنياً للنجاح في مختلف جوانب الحياة، ويلزم ذلك بلا شك حسن التخطيط والعمل على تحديد الخطوات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف، ووفقًا لدراسة نشرتها جامعة هارفارد في عام 1979، تبين أن 3٪ فقط من طلاب الدراسة الجامعية لديهم أهداف محددة ومكتوبة، ولكن هؤلاء الطلاب حققوا أداءً أفضل بنسبة 10 مرات من الطلاب الآخرين.
3- صقل المهارات الشخصية
ويقصد بها تطوير المهارات الحياتية مثل التفكير النقدي، وإدارة الوقت، وحل المشكلات، إلى جانب تعلم مهارات التواصل والقيادة، ووفقًا لدراسة أجريت من قبل (The National Association of Colleges and Employers)، تم الوصول إلى أن العمال الذين يمتلكون مهارات جيدة في إدارة الوقت يكونون أكثر إنتاجية ورضاً عن عملهم.
4- تعزيز الثقة بالنفس
ويتم بناء الثقة بالنفس من خلال تحقيق النجاحات الصغيرة والكبيرة، والتفكير إيجابيا والتغلب على الشكوك والتوتر، ومواصلة العمل لمستقبل أفضل وليكن نصب عينيك قوله -تعالى-: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}، ووفقًا لاستطلاع أجرته (Forbes) في عام 2019، ازدادت فرص النجاح في الحصول على وظائف عالية الأجر للأشخاص الذين يتمتعون بثقة عالية بأنفسهم.
5- إدارة الضغوط والتوتر
كثيرا ما تواجهنا الضغوط والتحديات في حياتنا الدراسية والمهنية، ومن ثم يجب علينا أن تعلم كيفية التعامل مع الضغوط اليومية ومسببات التوتر والتحكم فيها، إلى جانب استخدام تقنيات الاسترخاء والتأمل والتمارين الرياضية المناسبة، ولا شك أن الاستعانة بالله -عز وجل- والاستعاذة به من عوامل التغلب على مثل تلك الضغوط، ووفقًا للمعهد الأمريكي للإجهاد، يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى العديد من المشكلات الصحية، مثل زيادة ضغط الدم والأمراض القلبية.
6- تطوير العلاقات الاجتماعية
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ومن هنا لا بد من تعلم مهارات التواصل الفعّال مع الآخرين، والحرص على بناء وتعزيز العلاقات الإيجابية، وقد أشارت دراسة أجرتها جامعة (هارفارد) في عام 2019 إلى أن العلاقات الاجتماعية القوية تزيد من متوسط العمر وتحسن الصحة العقلية.
7- التطوير المهني والعلمي
ويتم ذلك من خلال تحسين المهارات المعرفية والمهنية، والتخطيط لمسار مهني أفضل، وتطوير القدرات اللازمة لتحقيق النجاح في العمل والدراسة. وهنا لا بد من مراعاة التحولات المهنية التي يمكن أن تطرأ وتطوير المرونة المهنية والاستعداد للانتقال إلى مجالات جديدة إذا كان ذلك ضروريا.
8- الوعي الصحي
الإنسان جسد وروح، ومن هنا لا بد من تحقيق التوازن والعناية بهما جميعا، ويتم الاهتمام بالصحة الجسدية والعقلية من خلال ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي والراحة الكافية، وأخذ القسط المناسب من ساعات النوم ليلا، مع الحرص على الأغذية ذات القيمة الجيدة والبعد عن العادات اليومية الغذائية السلبية، إلى جانب الاهتمام بالعوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على والعافية والصحة العامة، وقد حث النبي -[- على ذلك بقوله: «وإن لجسدك عليك حقا».
9- التفكير الإيجابي
للتفكير الإيجابي أهمية كبيرة في حياة الفرد ويؤثر بشكل كبير على جودة حياته ونجاحه في مختلف المجالات، ويؤدي إلى تحسين الصحة العقلية والنفسية بتخفيض مستويات التوتر والقلق، والشعور بالسعادة والرضا عن الذات، وإلى زيادة الإنتاجية والإبداع، والنجاح في العلاقات الاجتماعية ؛ فالأشخاص الإيجابيون يكونون أكثر تفاؤلاً بشكل عام، وهذا يساعدهم على رؤية الفرص في المواقف الصعبة والتحفيز للاستفادة منها، كما يزيد من قدرة الفرد على التكيف مع التغييرات والصمود أمام الصعوبات، ما يسهم في تحقيق النجاح في الظروف المتغيرة.
10- التعلم المستدام
كما ذكرنا من قبل لا يتوقف التعلم عند حد معين ولا عند سن محددة، لا سيما وأننا في عصر التكنولوجيا والتغيير المستمر، وبالتالي يجب أن يكون التعلم جزءًا من نمط حياة الفرد، وقد يسر الله لنا تقنيات معاصرة وعلى رأسها الكمبيوتر والإنترنت للبحث والتطوير، وبالتالي يمكن استخدام منصات التعلم عبر الإنترنت والدورات التعليمية لتطوير مهارات جديدة ومتابعة التحديثات في مجالات الاهتمام، وبحسب تقرير من شركة Deloitte، أظهر أن 94٪ من الشركات الرائدة في مجالها تعتبر التعلم المستمر أمرًا ضروريا لنجاح الأعمال.
11- الاستدامة البيئية والاجتماعية
يمكن للتوجه نحو الاستدامة أن يلعب دورًا مهما في تطوير الذات؛ حيث يمكن للأفراد أن يسهموا في مساعدة البيئة والمجتمع من خلال اتخاذ إجراءات مستدامة، ودعم الممارسات الإيجابية ومساندة البحوث والدراسات وابتكار الطرائق والأفكار المناسبة لذلك.
12- مهارات القيادة والإدارة
تطوير مهارات القيادة والعمل على تحقيق التفوق الشخصي عوامل أساسية لمواكبة المستقبل، ويمكن للأفراد البحث عن فرص للتدريب والتطوير في هذه المجالات، مع ضرورة العمل على إتقان مهارات الإدارة والقيادة ولا سيما في مواطن العمل الجماعي والمؤسسي.
13- مراعاة التنوع والشمولية
يجب على الأفراد أن يكونوا منفتحين على فهم واحترام التنوع والشمولية في المجتمع ومكان العمل، ما يعزز التواصل الفعّال ويحقق التعاون والتكامل، ويحقق المزيد من المرونة في التعامل الإيجابي من أجل تحقيق المصلحة العليا، واستيعاب سنن التنوع والاختلاف، ومن شأن ذلك أن يحقق التفاهم والعدالة الاجتماعية ويعزز التسامح والاحترام، كما يسهم في توسيع آفاق التفكير.
14- التكنولوجيا والتحسين الذاتي
يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيز عمليات التنمية الذاتية، مثل تطبيقات الصحة واللياقة وتطبيقات التعلم والتطوير الشخصي، ومن المهم أن يتعلم الأفراد كيفية التعامل مع التكنولوجيا المتقدمة والتفاعل معها بفعالية، ولا سيما التقنيات الجديدة مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي بحسب حاجته وإمكاناته.
15- التوجه القيمي والأخلاقي
يجب على الأفراد تطوير توجههم الأخلاقي والقيمي والالتزام بالأخلاقيات في قراراتهم وتفاعلاتهم مع الآخرين، ولا شك أن الشريعة الإسلامية حافلة بمثل هذه المحاور والتعليمات التي تصلح الفرد والمجتمع، وتشكل حافزا قويا ودافعا مهما في توجيه السلوكيات نحو ما فيه النفع وإزالة الضرر، فمن القواعد الفقهية الأصيلة أن (الضرر يزال) وقد مدح الله -عز وجل- رسوله بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. هذه هي أبرز المحاور الرئيسية للتنمية الذاتية والتطوير الشخصي، ويمكن للأفراد تناول هذه المحاور بشكل شامل أو اختيار محور معين يلبي احتياجاتهم الشخصية والمهنية، والعمل على تحقيقه ومن ثم الانتقال إلى الذي يليه، وفق خطة زمنية محددة.


اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 20-03-2024 09:15 AM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
https://al-forqan.net/wp-content/upl...1/afaaq-99.jpg


آفاق التنمية والتطوير (15) دور الشباب في تطوير العمل الخيري


  • يمكن للشباب أن يسهموا في بناء شراكات التعاون مع المؤسسات والشركات والجهات الحكومية لتعزيز العمل الخيري وتوفير الموارد والدعم اللازم
الشباب ثروة الأمة الحقيقية، وسر نجاحها، وهم الطاقة الكبرى في زماننا هذا، وهم جيل المستقبل، ويحملون الطاقة والشغف والإبداع اللازمين لإحداث التغيير الإيجابي في المجتمع، ويكفي أن نعلم أنه يوجد 1.2 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، يمثلون 16 % من سكان العالم.
وإليكم أعزاءنا القراء بعض الأدوار التي يؤديها الشباب في تطوير العمل الخيري:
1- التطوير والإبداع
يتمتع الشباب برؤى جديدة وأفكار مبتكرة، ويمكنهم تقديم الأفكار والحلول الجديدة للتحديات التي تواجه المجتمع، كما يمكنهم استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور أوسع، وتعزيز الوعي بالقضايا الاجتماعية وجمع التبرعات بما يسهم في استدامة العمل الخيري.
2- العمل الميداني
يمكن للشباب (من الجنسين) المشاركة بنشاط في العمل الميداني للمؤسسات الخيرية والمنظمات غير الحكومية، كما يمكنهم المساهمة في تنظيم الفعاليات الخيرية والحملات والمشاريع الاجتماعية المختلفة، إلى جانب التطوع للمشاركة في الأعمال التطوعية، مثل: توزيع الطعام على المحتاجين، أو العمل مع الأطفال في دور الرعاية.
3- التوعية والتعليم
يمكن للشباب أن يؤدوا دورًا مهما في التوعية والتعليم والتدريب حول القضايا الاجتماعية والدينية المختلفة، وذلك من خلال تنظيم ورش العمل والمحاضرات، وتوفير المعلومات الصحيحة والموثوقة للجمهور، كما يمكنهم استخدام وسائل الإعلام الحديثة، والشبكات الاجتماعية لنشر الوعي والمعرفة بالقضايا المختلفة، وتعزيز الشفافية والحوكمة في العمل الخيري.
4- الابتكار في التمويل
يمكن للشباب تطوير طرائق جديدة لجمع التبرعات وتمويل المشاريع الخيرية من خلال استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال المتاحة؛ حيث يمكنهم استخدام منصات التمويل الجماعي والتكنولوجيا المالية للوصول إلى جمهور أوسع وزيادة التبرعات والدعم المالي للمشاريع الخيرية.
5- ريادة الأعمال الاجتماعية
يمكن للشباب تطوير مشاريع خيرية خاصة بهم، وصياغة رؤى مستدامة لتحقيق الأهداف الاجتماعية والبيئية، كما يمكنهم استخدام المفهوم الريادي والابتكاري للتأثير الإيجابي وتحقيق التغييرالمنشود لخدمة أوطانهم. كما يمكن للشباب أن يتحلوا بالقيادة والتأثير الإيجابي على المجتمع من خلال توظيف استراتيجيات الإدارة الحديثة، والعمل على تحفيز الآخرين، وتوجيه الجهود نحو تحقيق الأهداف الخيرية، وتنمية المجتمع بما يحقق المصلحة العامة، وتوجيه الشباب نحو المواطنة الصالحة، وبث روح الإيجابية والعطاء.
6- التعاون وبناء الشراكات
يمكن للشباب أن يسهموا في بناء شراكات التعاون مع المؤسسات والشركات والجهات الحكومية؛ لتعزيز العمل الخيري وتوفير الموارد والدعم، كما يمكنهم أيضًا تبادل الخبرات والمعارف مع الجهات الأخرى لتعزيز التعاون وتعميق الأثر الاجتماعي والدعوي. باختصار؛ فإن الشباب هم الركيزة الأساسية في تطوير العمل الخيري وتحقيق التغيير الإيجابي، وينبغي تشجيعهم ودعمهم وتمكينهم للمشاركة الإبداعية الفاعلة باتجاه العالمية لتحقيق أفضل النتائج والإنجازات، وبناء عالم أفضل للجميع، ومن هذا المنطلق ينبغي على قادة العمل الخيري أن يولوا الشباب أهمية كبرى، وأن يستمعوا إليهم من خلال جلسات العصف الذهني، والحوار الإيجابي للمواءمة بين أصالة المنهج وحداثة وسائل العمل الدعوي، بما يطور من مستوى العمل الخيري والدعوي؛ في سبيل رفعة هذه الأمة وتحقيق التغيير الإيجابي والتنمية المستدامة.


اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 03-04-2024 12:50 PM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير (16)

دور التفكير الإبداعي في تنمية الذات

https://al-forqan.net/wp-content/upl...024/01/056.jpg
  • الابداع هو عملية ذهنية مصحوبة بتوتر وانفعال صادق ينظم بها العقل خبرات الإنسان ومعلوماته بطريقة خلاقة تمكنه من الوصول إلى ما هو جديد ومفيد
  • حث الإسلام على إعمال العقل والفكر وعلى الإبداع من خلال النظر في المسائل المستجدة لاستخراج الأحكام الشرعية والفتاوى المناسبة لفقه الواقع
  • من العوامل المؤثرة في الإبداع: الصفات الشخصية للفرد: كالمرونة والمبادرة والحساسية والدافعية والمزاجية والاستقلالية وتأكيد الذات.
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
التعريف والاصطلاح
لا يوجد تعريف جامع لمفهوم الإبداع، وقد يرجع ذلك الى أن الإبداع ظاهرة متعددة الجوانب، وكذلك إلى اختلاف وجهات نظر الباحثين للإبداع باختلاف مدارسهم الفكرية ومنطلقاتهم النظرية، ومن أبسط التعريفات للإبداع أنه استعداد ذهني لدى الفرد هيأته بيئته لأن ينتج شيئًا جديدًا غير معروف سلفا؛ تلبية لمتطلبات الواقع الاجتماعي، كما يعني القدرة على إنتاج الأفكار الأصيلة والحلول باستخدام التخيلات والتصورات، مثلما يشير إلى القدرة على اكتشاف ما هو جديد وإعطاء معاني للأفكار -بحسب (كورت)- ومن أجمل التعريفات للإبداع أنه عملية ذهنية مصحوبة بتوتر وانفعال صادق ينظم بها العقل خبرات الإنسان ومعلوماته بطريقة خلاقة، تمكنه من الوصول إلى ما هو جديد ومفيد.
الإسلام والإبداع
وقد حث الإسلام على إعمال العقل والفكر، وإلى الإبداع من خلال النظر في المسائل المستجدة على سبيل المثال؛ لاستخراج الأحكام الشرعية والفتاوى المناسبة لفقه الواقع، كما حث على التدبر في الكون والسماء والأرض والنظر في خلق الإنسان؛ لتتفتح المدارك وتسمو العقول كما في قوله -سبحانه وتعالى-: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}، وقوله -سبحانه-: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} وغيرها من الأيات الكريمة.
العوامل المؤثرة في الإبداع
  • الصفات الشخصية للفرد: كالمرونة والمبادرة والحساسية والدافعية والمزاجية والاستقلالية وتأكيد الذات.
  • المحاكاة: وهو عامل سلبي لأن تقليد الآخرين يحد من قدرة الفرد على الإبداع، بينما الاستقلالية عن الآخرين، وعدم الاكتراث بآرائهم، يسهم في تطوير السلوك الإبداعي.
  • الرقابة: حيث تحدّ طرائق التنشئة الاجتماعية القاسية من قدرة الأفراد على التفكير الإبداعي؛ حيث النقد والسخرية والتسلط والقمع، وذلك على عكس من لديهم الفرص لأن يعيشوا في أسرة تشجع الاستقلالية والمرونة، وحرية التعبير والدعم المعنوي والعاطفي.
  • أساليب التربية والتعليم: حيث نجد أن أساليب التعليم التي تعتمد على التلقين وحشو أدمغة الطلبة بالمعلومات لا تفسح أمام الطلبة لأن يقدحوا زناد فكرهم وتسخيرها للتفكير الإبداعي، بينما الأساليب التربوية غير المقيدة تفسح المجال للتفكير الحر.
عوامل تنمية التفكير الإبداعي
  • البيئة الغنية: والمقصود بذلك أن تكون بيئة الأسرة مليئة بالميزات التي تقود الفرد إلى خبرات معرفية متراكمة خلال مراحل حياته، وهذا لا ينفي خروج مبدعين من أسر غير غنية ثقافيا وعلميا وتقنيا؛ فالمجتمع يعوض النقص في الأسرة أحيانا.
  • الدافعية: ويقصد بذلك دافعية الفرد نحو التعلم، وهي محركات داخلية للسلوك وظيفتها تحريك السلوك نحو تحقيق الهدف المنشود.
  • مخزون الذاكرة: تزيد سعة المخزون اللغوي من عمليات التفكير؛ حيث نستطيع الحصول على حقائق دون التفكير، لكن لا نستطيع التفكير دون حقائق.
  • طبيعة التفاعل الاجتماعي: وقد يكون عامل تنمية أو معيقًا؛ فهناك أثر لبيئة العمل أو المدرسة ورفاق العمل والمدرسة والضغوطات الاجتماعية المتمثلة في بعض العادات والتقاليد.
  • ممارسة النقد البناء: فإذا امتلك الفرد مخزوناً جيدا من المعارف والخبرات والمهارات والاستراتيجيات والقدرة على التفكير، فإنه سيكون قادراً على ممارسة النقد البناء، ومن ثم حل المشكلات وتقديم البدائل المناسبة.
صفات المبدعين
هذه بعض صفات المبدعين، التي يمكن أن تتعود عليها وتغرسها في نفسك، وحاول أن تعود الآخرين عليها من حولك: - يبحثون عن الطرائق والحلول البديلة ولا يكتفون بحل أو طريقة واحدة. - لديهم تصميم وإرادة قوية. - لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها. - يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية. - لا يخشون الفشل (أديسون جرب 1800 تجربة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي). - يبتكرون ولا يحبون الروتين. - يبادرون ولا يجمدون. - إيجابيون ومتفائلون. وإذا لم تتوافر فيك هذه الصفات لا تظن بأنك غير مبدع، بل يمكنك أن تكتسب هذه الصفات وتصبح تلك عادات متأصلة لديك، تدفعك إلى الإبداع والابتكار وحل المشكلات.
أساليب تنمية الابداع
لعل من أشهر الأساليب لتنمية عملية الإبداع وأكثرها شيوعاً ما يلي:
  • العصف الذهني.
  • القبعات الست لتحسين التفكير (نموذج دي بونو).
  • الأدوار أو الشخصيات الأربع (نموذج روجر).
  • الاسترخاء الذهني والبدني.
  • التركيز العقلي.
  • الأسئلة الذكية.
أهم معززات الإبداع
كما إن هناك عوامل تعزز الإبداع منها ما يلي:
  • الرغبة لقوية: وهي الوقود الذي يحرك الأحاسيس ويعطي قوة للسلوك، ويحفزك للتغيير الإيجابي.
  • القرار القاطع: فالقرار الذي يتخذه الشخص يجب أن يكون قراراً قاطعاً مهما كانت الظروف أو التحديات أو المؤثرات الداخلية أو الخارجية.
  • تحمل المسؤولية كاملة: عندما تأخذ مسؤولية في حياتك فإنك بذلك تركز كل أفكارك وطاقتك نحو تحقيق تلك الأهداف.
  • الإدراك الواعي: كن مدركاً لما تفكر فيه، وقرر أن تتحكم في التفكير السلبي وتحوله لصالحك، لأن التغيير الحقيقي يبدأ في الأفكار.
  • تحديد الأهداف: فالأهداف من أهم عوامل التفكير الإيجابي، لأنها تجعلك تركز على ما تريد، وليس على ما لا تريد. والأهداف تجعل لحياتك معنى؛ وكن على يقين أنك عندما تعرف أهدافك، وتخطط لحياتك، لن تكون حياتك كما كانت بل سيصبح لها معنى آخر.
  • التوكيدات المتضامنة: فالبرمجة الأولية في حياتنا تعدّ أقوى برمجة تعودنا عليها، ثم نضيف عليها من العالم الخارجي، فاحذر أن تؤثر عليك أراء الناس وأقوالهم فيك؛ لأنها تعبر عنهم وليس عنك، واجعل التوكيدات الذاتية عاملا محفزا نحو النجاح والإيجابية في حياتك.
  • التنمية الذاتية: وقد أصبحت من أهم متطلبات العمل في الشركات والمؤسسات اليوم؛ فقد تكون حاصلا على شهادات عليا من جامعات عالمية ولكنك لا تجيد التعامل مع الآخرين؛ ولذلك احرص على النمو في الأركان السبعة (الركن الروحي، والصحي، والشخصي، والعائلي، والمهني، والمادي).
  • الهدوء والاطمئنان النفسي: وذلك من خلال التحكم في ردة الفعل والانفعالات، والاستعانة بالصلاة والخشوع والتدبر والتأمل لتحقيق الطمأنينة النفسية، لقوله -سبحانه وتعالى-: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
  • الاهتمامات الشخصية والنشاطات اليومية: فالهوايات لها قوة علاجية رائعة، فهي تبعدك عن ضغوط الحياة اليومية وتأخذك إلى الراحة والسعادة والإبداع.


اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 24-04-2024 01:05 PM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
https://al-forqan.net/wp-content/upl...3/09/afaaq.jpg


آفاق التنمية والتطوير – ركائز العمل الخيري والدعوي ومفاتيح النجاح والتطوير (1-4)


  • يعد العمل الخيري والدعوي ركيزة أساسية من ركائز المجتمع الإسلامي ومسؤولية تقع على عاتق كل مسلم من أجل إصلاح المجتمع وتحقيق التكاتف والتعاون بين المسلمين
  • ينبغي للعمل الخيري والدعوي أن يناله نصيب وافر من التنمية والتطوير لتحقيق الاستدامة وبقاء الأثر الإيجابي
  • القائد الناجح ينبغي أن يتسم بالموسوعية من حيث المعنى الثقافي العام وأن يتخصص في مجاله الخيري والدعوي ومن ثم تصبح معارفه وخبراته تراكمية بما يثري العمل ويسهم في تطويره
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
ركيزة أساسية
يعد العمل الخيري والدعوي ركيزة أساسية من ركائز المجتمع الإسلامي، ومسؤولية تقع على عاتق كل مسلم؛ من أجل إصلاح المجتمع ونشر الفضيلة وتحقيق التكاتف والتعاون بين المسلمين، وتحقيق الأخوة الصادقة، ومساعدة المحتاجين، وحفظ الضرورات الخمس التي جعلها الإسلام مداراً لأحكامه وتشريعاته لتحقيق عمارة الأرض وتحقيق الخيرية لهذه الأمة المباركة.
التلازم بين العمل الخيري والدعوي
وقد يظنّ بعض الناس أنّ هذين العملين منفصلان عن بعضهما، بينما يؤكد الإسلام أنّ هذين العملين متلازمان لا ينفكّ أحدهما عن الآخر، ويرتبطان بوحدة الهدف وسمو المقاصد؛ حيث يستهدف كل من العمل الخيري والدعوي تحقيق الخير والصلاح للمجتمع، وإعلاء كلمة الله -تعالى-، ونشر القيم الإسلامية السمحة. ولعل من أبرز الأمثلة على التلازم بين العمل الخير والدعوي بناء المساجد - الذي يعدّ من أبرز الأعمال الخيرية، وهو في نفس الوقت من أهمّ وسائل الدعوة إلى الإسلام، إلى جانب كون المساجد مكانًا للعبادة وتعليم الدين ونشر القيم الإسلامية. وكذا الحال في كفالة الأيتام على سبيل المثال أيضا؛ حيث تُعدّ كفالة الأيتام من الأعمال الخيرية، وهي في الوقت نفسه من مظاهر الرحمة والبرّ التي تُحبّب الإسلام إلى الناس، وتسهم في تنشئة جيل متدين وأخلاقي، كما يساعد العمل الدعوي على توعية الناس بأهمية العمل الخيري، وحثّهم على المشاركة فيه، وما أجمل العمل الخيري الذي ينجح في تأليف القلوب وجذب الناس إلى الإسلام، وجعلهم أكثر تقبّلًا للدعوة الإسلامية، والدخول في دين الله أفواجا!.
سمو المقاصد
وتتجلى روعة العمل الخيري والدعوي في سمو المقاصد الشرعية والمنطلقات الإنسانية النابعة من الفقه الحقيقي لمعنى الدعوة الإسلامية والعمل الخيري والعطاء الإنساني، والواجب المنوط بالخليفة في الأرض من خلال ما يلي: 1- الإخلاص لله -تعالى حيث ينبغي أن يكون الدافع وراء العمل الخيري والدعوي وجه الله -تعالى- وابتغاء مرضاته، والعمل على نشر دينه لإنقاذ البشرية من النيران والفوز بالجنان، ولا يجوز أن يكون الدافع السمعة أو المال أو الشهرة والمنافع الشخصية. 2- تحقيق المنفعة للعباد يجب أن يسعى العمل الخيري والدعوي إلى تحقيق المنفعة العامة للعباد، وإصلاح أحوالهم، وتحسين حياتهم، ولا سيما الفقراء والمساكين ومصارف الزكاة والصدقات، ولا يجوز أن يكون الهدف من ذلك إلحاق الأذى بالآخرين أو استغلالهم.
أهمية التقويم والنقد الذاتي
يقول المثل الصيني: «إن آخر من يعلم أن السمك يسبح في الماء هو السمكة نفسها»؛ فهي غارقة في محيطها، لا ترى ولا تعرف سواه، ومثلها أي إنسان جاد يستغرقه عمله ومحيطه، وإنه لمعذور ومشكور، ولكن الأشخاص الذين يقودون العمل المؤسسي ولا سيما الخيري والدعوي بحاجة ماسة إلى أن يعرفوا بحورا غير بحورهم، وأن يعرفوا قضايا أكثر مما تعودوا. فالقائد الناجح ينبغي أن يتسم بالموسوعية؛ من حيث المعنى الثقافي العام، وأن يتخصص في مجاله الخيري والدعوي، ومن ثم تصبح معارفه وخبراته تراكمية بما يثري العمل ويسهم في تطويره ويؤدي إلى تحقيق قفزات نوعية لصالح الإسلام والمسلمين، وهكذا يتحقق التميز الإداري والمعرفي وتنشأ الممارسات الرشيدة والنماذج الناجحة والقدوات الحسنة. وبما أنه يصعب على رؤساء العمل في المؤسسات الخيرية والدعوية وجود مستشارين لدى المؤسسة الواحدة في كل موضوع؛ فليس أمامه إلا أن يشارك في ندوات ودورات متعددة وقراءات واسعة، ويعرّض عقله لعقول غيره، ثم يفتح للموظفين في مؤسسته أن يدرك بعضهم عمل بعض، ويسافر بعضهم لتغطية مشروع مختلف؛ فإدارة المؤسسات الخيرية ليست زعامة بل مشاركة ومسؤولية.
تعزيز السمعة المؤسسة المشرفة
ومن هذا المنطلق ينبغي أن تحرص المؤسسات الخيرية والدعوية على تعزيز السمعة المؤسسة المشرفة والإيجابية للعمل الخيري من خلال الممارسات الحكيمة والنظيفة، وأن تجعله مثالا يحتذى على قائمة القيم والمعارف والأخلاق التي يتجه لها المجتمع، إلى جانب المساهمة في صناعة القدوات الحسنة وصناعة الشخصيات النافذة والمؤثرة في مجال العمل الخيري والدعوي، مع الاهتمام بحقوق الإنسان، والعمل الإنساني عموما.
حجم الإنفاق الخيري
بلغ حجم الإنفاق الخيري في العالم الإسلامي عام 2021 حوالي 300 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الإسلامية، ومن المتوقع أن يصل حجم الإنفاق إلى 400 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، ويقدر عدد المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي بأكثر من 100 ألف مؤسسة، وتوظف هذه المؤسسات أكثر من 10 ملايين شخص. وتأتي التبرعات الفردية على رأس مصادر تمويل العمل الخيري، بنسبة 60% من إجمالي التمويل؛ فيما تشكل التبرعات من المؤسسات والشركات 30% من إجمالي التمويل، بينما تأتي الزكاة والهبات والإيرادات من المشاريع الاستثمارية بباقي النسبة. ومن هذا المنطلق ينبغي للعمل الخيري والدعوي أن يناله نصيب وافر من التنمية والتطوير لتحقيق الاستدامة وبقاء الأثر الإيجابي، وتقع المسؤولية في ذلك بالدرجة الأولى على أصحاب القرار في تلك المؤسسات والقائمين على إدارتها.


اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 01-05-2024 02:01 PM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
https://al-forqan.net/wp-content/upl...1/afaaq-99.jpg


آفاق التنمية والتطوير – دور القيم الإسلامية في توجيه عجلة التنمية (2)


  • تنبع أهمية العمل الخيري والدعوي من الإيمان الراسخ لدى المسلمين بضرورة مساعدة ملايين البشر من المحتاجين ونشر الخير في المجتمعات
  • زيادة ثقافة الوعي بأهمية العمل الخيري مما ساهم في تعزيزه وتوفير المزيد من الكوادر البشرية المؤمنة بسمو رسالته
  • غياب مفهوم الاستدامة أدى إلى التضحية بعدد من المبادئ والقيم مثل الصدق والعدالة والأمانة إلى جانب المخاطرة بالصحة والسلامة من أجل تحقيق أهداف سريعة
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قياما بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة، ونستكمل في هذا العدد ما بدأناه في الحديث عن ركائز العمل الخيري والدعوي ومفاتيح النجاح والتطوير، بالحديث عن نقاط القوة ونقاط الضعف والتحديات التي تواجه العمل الخيري.
أولاً: نقاط القوة
  • ينبغي لنا - بوصفنا منصفين - عند توصيف واقع العمل الخيري والدعوي النظر إلى الإيجابيات ونقاط القوة، قبل النظر إلى جوانب الضعف والتحديات، والنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس كما يقولون، ولعل من أبرز نقاط القوة في ذلك ما يلي:
1- انتشار المؤسسات الخيرية والدعوية شهدت السنوات الأخيرة ازديادًا ملحوظًا في عدد المؤسسات الخيرية والجمعيات الدعوية في مختلف أنحاء العالم، وقد أسهم هذا الانتشار في تنوع مجالات العمل الخيري والدعوي وتوسيع نطاقه ليصل إلى مختلف فئات المجتمع وإلى شتى بقاع العالم.
2- زيادة حجم التبرعات ارتفع حجم التبرعات المُقدمة للعمل الخيري والدعوي ارتفاعا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وقد أسهم ذلك -بفضل الله- في تنامي معدلات تمويل العديد من المشاريع والبرامج الخيرية والإغاثية حول العالم، ومن ثم تخفيف معاناة الفئات المحرومة والضعيفة والفقيرة، وتحسين ظروف اللاجئين والنازحين ولو بطريقة نسبية ومحدودة.
3- التطور التكنولوجي حيث أدى تطور التكنولوجيا إلى تسهيل عمل المؤسسات الخيرية والجمعيات الدعوية، وقد أسهمت منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية على التواصل مع الجمهور وجمع التبرعات بطريقة أكثر فعالية، وإلى نجاح الحملات التسويقية واتساع نطاقها، ومن ثم إلى زيادة الإيرادات والنجاح في تمويل المشروعات.
4- تنامي الروح الإيمانية تنبع أهمية العمل الخيري والدعوي من الإيمان الراسخ لدى المسلمين بضرورة مساعدة ملايين البشر من المحتاجين ونشر الخير في المجتمعات، وتعظيم قيمة البذل والعطاء؛ امتثالا لأوامر الشريعة الإسلامية، وتُعد هذه الروح الإيمانية دافعًا قويا لاستمرار العمل الخيري والدعوي ونمائه، ولا سيما في الجانب الوقفي منه، كما تسهم القيم الدينية في تحفيز المسلمين لتوفير الموارد اللازمة للعمل الخيري والدعوي، وتُظهر الإحصائيات ارتفاع حجم التبرعات المُقدمة للعمل الخيري والدعوي بطريقة ملحوظة في السنوات الأخيرة.
5- انتشار ثقافة العمل التطوعي ازدادت ثقافة الوعي بأهمية العمل الخيري والدعوي، والإقبال على العمل التطوعي بين المسلمين في السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي أسهم في تعزيز العمل الخيري والدعوي، وتوفير المزيد من الكوادر البشرية المؤمنة بسمو رسالته؛ حيث يُشارك العديد من المتطوعين في مختلف المشاريع والبرامج الخيرية والإغاثية حول العالم.
ثانيًا: التحديات ونقاط الضعف
  • تبرز على السطح الكثير من التحديات التي تعيق مسيرة العمل الخيري، ولا بد من تسليط الضوء عليها ونحن في معرض التشخيص من أجل البحث عن سبل العلاج وطرائق التطوير، ويمكن تقسيمها إلى تحديات داخلية وأخرى خارجية (باعتبار الموقع الجغرافي والحيز المكاني ونطاق التأثير)، ونظرا لتداخل تلك التحديات وتأثيراتها الإيجابية والسلبية فإننا نوجزها معا فيما يلي:
1- غياب التخطيط الاستراتيجي قد لا تمتلك بعض المؤسسات خططًا استراتيجية واضحة تحدد أهدافها واحتياجاتها ومواردها، ما يؤثر على كفاءة عملها وتحقيق أهدافها، والأخطر من ذلك أن تكون بعض الخطط الاستراتيجية مجرد حبر على ورق ومتطلب إداري شكلي!
2- ضعف الإدارة والحوكمة تفتقر بعض المؤسسات الخيرية والجمعيات الدعوية إلى الخبرات الإدارية والمهارات اللازمة لإدارة مشاريعها وبرامجها بطريقة فعالة وشفافة، ووفق أطر علمية ومعايير قياسية حتى تتحول تلك المؤسسات إلى ما يشبه الديوانية أو المؤسسة العائلية الصغيرة في اتخاذ القرارات.
3- ضبابية التقييم والمتابعة قد لا تقوم بعض المؤسسات بتقييم مشاريعها وبرامجها دوريا، ما يؤثر على قدرتها على تحسين أدائها وتطوير خدماتها، ومن هنا تبرز أهمية التقارير الدورية والموسمية والسنوية، وضرورة تلبيتها واحتوائها على جميع متطلبات التقارير الناجحة حتى تسهم في توصيف الواقع بوضوح، وم ثم تشخيص نقاط القوة والضعف.
4- ضعف مهارات التواصل قد لا تجيد بعض المؤسسات التواصل مع الجمهور بطريقة فعالة؛ ما يؤثر على قدرتها على جمع التبرعات والترويج لأنشطتها ومشاريعها، وتبرز أهمية مهارات التواصل في كونها مفتاح بناء الثقة وتحسين السمعة المؤسسية وتعظيم المكتسبات المجتمعية.
5- التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية قد تواجه بعض المؤسسات صعوبة في مواكبة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية ولا سيما لدى المؤسسات العاملة في النطاقين الإقليمي والدولي في ظل عالمنا المتسارع؛ ما يؤثر على قدرتها في التفاعل الإيجابي وتعزيز المكانة وتطوير الأداء.
6- التحديات الإعلامية قد لا تحظى بعض المؤسسات بتغطية إعلامية كافية؛ ما يؤثر على قدرتها في الوصول إلى جمهور أوسع، وتبرز هنا أهمية استثمار وسائل التواصل الاجتماعي، ومنابر الإعلام والتوجيه، ووسائل نشر الوعي المجتمعي.
7- التحديات الأمنية قد تواجه بعض المؤسسات صعوبات في العمل في بعض المناطق، بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة؛ ما يؤدي إلى تعذر تنفيذ بعض المشاريع الخيرية والدعوية، وربما يتسبب في عدم ثباتها واستمرارها في بقاع محددة من العالم.
8- ضعف الموارد المالية تعتمد معظم المؤسسات الخيرية والدعوية على التبرعات؛ ما يشكل تحديًا كبيرًا لضمان استدامة عملها، وتكمن مشكلة التمويل الخيري والدعوي في نقص التبرعات بالدرجة الأولى؛ حيث تعاني بعض المؤسسات الخيرية من نقص التبرعات؛ ممّا يُعيق قدرتها على تنفيذ مشاريعها وبرامجها.
9- ضعف القدرات حيث تفتقر بعض المؤسسات الخيرية والدعوية إلى الكفاءات المهنية اللازمة لإدارة عملها بطريقة فعالة.
10 -التحديات البيروقراطية قد تواجه بعض المؤسسات الخيرية والدعوية صعوبات في الحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة لممارسة عملها، وقد يعاني بعضها من الترهل الإداري والتسلط من قبل بعض المتنفذين، أو الشخصانية والمصلحية التي من شأنها أن تدمر العمل الخيري والدعوي.
11- غياب التنسيق والتكامل قد تفتقر بعض المؤسسات الخيرية والدعوية إلى التنسيق فيما بينها، ما يؤدي إلى تداخل الجهود وتضاربها، وتكرارها، وهنا يأتي دور الجهات الحكومية في دعم التنمية والتطوير في العمل الخيري والدعوي، وذلك من خلال وضع الأنظمة واللوائح التي تنظم عمل تلك المؤسسات، وتعزيز التنسيق بين المؤسسات الخيرية والدعوية، من خلال إنشاء مجالس أو لجان مشتركة.
12- غياب مفهوم الاستدامة وما يترتب على ذلك من التضحية بالمبادئ والقيم مثل: الصدق والعدالة والأمانة، إلى جانب المخاطرة بالصحة والسلامة من أجل تحقيق أهداف سريعة، وقد يتعدى ذلك إلى إلحاق الضرر بالآخرين، من خلال استغلالهم أو خداعهم، ولعل الخطر الأكبر يكمن في فقدان الثقة مع مرور الوقت.
التحديات المستقبلية التي تواجه العمل الخيري
  • ازدياد الحاجة إلى العمل الخيري.
  • نقص الموارد الطبيعية والمادية.
  • تسارع التغيرات المناخية.
  • تنامي الصراعات والنزاعات.
  • استهداف المؤسسات الخيرية.



اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 08-05-2024 07:38 AM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
https://al-forqan.net/wp-content/upl...05/afaaq-0.jpg


آفاق التنمية والتطوير – ركائز العمل الخيري والدعوي ومفاتيح النجاح والتطوير (2)


  • من أبرز التحديات التي تواجه مؤسسات العمل الخيري غياب التخطيط الاستراتيجي وضعف الإدارة والحوكمة وضبابية التقييم والمتابعة
  • سيظل العمل الخيري في الكويت تاجا على الرؤوس ليجسد تلاحم الشعب الكويتي والقيادة الحكيمة في خدمة الإنسانية جمعاء
  • يجب الاستثمار في بناء قدرات العاملين في المجال الخيري والدعوي من خلال توفير برامج وخطط تدريبية متخصصة وتشجيعهم على المشاركة في المؤتمرات والندوات وتبادل الخبرات مع المؤسسات الأخرى
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قياما بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
ذكرنا سابقًا أن العمل الخيري والدعوي ركيزة أساسية من ركائز المجتمع الإسلامي، ومسؤولية تقع على عاتق كل مسلم من أجل إصلاح المجتمع ونشر الفضيلة وتحقيق التكاتف والتعاون بين المسلمين وتحقيق الأخوة الصادقة، ومساعدة المحتاجين، وحفظ الضرورات الخمس التي جعلها الإسلام مداراً لأحكامه وتشريعاته التي من شأنها تحقيق عمارة الأرض وتحقيق الخيرية لهذه الأمة المباركة، واستعرضنا أهم التحديات التي تواجه العمل الخيري والدعوي - بوصفهما عملين متآزرين متكاملين، مع تأكيد أهمية الإخلاص لله -تعالى- وإيثار المنفعة العامة للعباد.
خلاصة التحديات
وكان من أبرز تلك التحديات غياب التخطيط الاستراتيجي، وضعف الإدارة والحوكمة، وضبابية التقييم والمتابعة، وضعف مهارات التواصل، والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، والتحديات الإعلامية، والأمنية، وضعف الموارد المالية، والقدرات البشرية، والتحديات البيروقراطية، وغياب التنسيق والتكامل، وغياب مفهوم الاستدامة.. هذا إلى جانب التحديات المستقبلية المتمثلة في ازدياد الحاجة إلى العمل الخيري والتطوعي؛ بسبب ازدياد عدد السكان وارتفاع معدلات الفقر، ونقص الموارد الطبيعية والمادية، وتسارع التغيرات المناخية، وتنامي الصراعات والنزاعات الإقليمية والدولية، واستهداف المؤسسات الخيرية. وسنحاول من خلال السطور التالية إيجاز أهم سبل العلاج للتغلب على تلك التحديات، والنجاح في تحقيق الأهداف المنشودة الكفيلة باستدامة العمل الخيري والدعوي في إطار العمل المؤسسي.
سمو المكانة وشرف الميدان
لعلي غفلت في الحلقة الماضية - بسبب تركيزي الشديد على الجانب التطويري والتقويمي- عن ذكر فضائل العمل الخيري والدعوي وسمو مكانتهما وشرف مجالاتهما، وحسبنا في ذلك أن نستدرك ما فات بإيراد بعض الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية في بيان ذلك حتى يكتمل الأمر، ويثبت الدليل الشرعي، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الحج77)، وقال -عز من قائل-: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (الأنبياء73)، وقال -سبحانه-: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (الأنبياء90)، وقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: «إذا كانت أول ليلة من رمضان صُفِّدَتِ الشياطين ومردة الجن، وَغُلِّقَتْ أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أَقْصِرْ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة «.
مجالات العمل الخيري والدعوي
ولا شك أن مجالات العمل الخيري والدعوي كثيرة جدا، وهي تدخل في باب الإحسان، ومما جاء في ذلك من كتاب الله -عز وجل-: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (البقرة177)، وتجدر الإشارة هنا إلى أن النصوص الشرعية عن العمل الخيري والدعوي وما يحث منها على النفع المتعدي والإحسان والاستدامة يعدّ ثروة إدارية وقانونية في تشريعات الصدقات والتأصيل للبعد الإنساني في البذل والعطاء.
تاج على الرؤوس
ولا يفوتنا هنا التنويه بالدور الخيري والريادي والدعوي الكبير الذي تقوم به دولة الكويت حكومة وشعبا تجاه الضعفاء والمحتاجين على مستوى القارات الست فلم تعق المسافات ولا الطبيعة الجغرافية من وصول أيادي الخير الكويتية لمستحقيها لإخوانهم في الإنسانية في شتى بقاع العالم؛ حتى أصبح العمل الخيري من أبرز صادرات دولة الكويت للعالم الخارجي، وسيظل العمل الخيري في الكويت تاجا على الرؤوس؛ ليجسد تلاحم الشعب الكويتي والقيادة الحكيمة في خدمة الإنسانية جمعاء.
مفاتيح النجاح
هناك مفاتيح عدة للنجاح، نذكر منها ما يلي: 1- وضع الخطط الاستراتيجية المناسبة يجب وضع خطة استراتيجية واضحة تحدد أهداف العمل الخيري والدعوي، وخطوات تحقيقها، والموارد اللازمة لذلك، مع فحصها وتطويرها تطويرا دوريا سنويا، وإجراء التعديلات المناسبة من أجل تحقيق المزيد من الإنجاز واستدامة الأثر، مع الحرص على تطبيق منهجية فعّالة لإدارة المشاريع الخيرية والدعوية، من التخطيط والتنفيذ إلى المتابعة والتقييم.
2- تطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة وذلك من خلال تعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة والمشاركة، وتطبيق معايير الجودة، ويقصد بها مطابقة المتطلبات للنظم والمعايير؛ من حيث الوقاية من الأخطاء، واتباع سياسات واضحة، إلى جانب اعتماد المهنية والمنهجية في إطار المهارات المتخصصة، وأدوات القياس، وتحديد نطاق الحقوق والمسؤوليات والصلاحيات، وتطبيق العدالة والموضوعية من خلال الإنصاف والتنزه عن المصالح الشخصية والتحيز غير المسوغ؛ مع الحرص على تكوين مجالس إدارة تضمّ خبراء من مختلف المجالات، وتوفير التدريب اللازم لأعضائها، واعتماد أنظمة فعّالة وحقيقية للرقابة الداخلية والتدقيق الخارجي، بما يحقق المزيد من الموثوقية، كما ينبغي قياس أثر العمل الخيري والدعوي دوريا، من خلال تحديد المؤشرات المناسبة، وتحليل البيانات، وتقييم النتائج.
3- بناء القدرات وتبادل الخبرات يجب الاستثمار في بناء قدرات العاملين في المجال الخيري والدعوي، من خلال توفير برامج وخطط تدريبية متخصصة، وتشجيعهم على المشاركة في المؤتمرات والندوات، وتبادل الخبرات مع المؤسسات الأخرى؛ من أجل إتقان الأعمال المختلفة، كما ينبغي الاستثمار في بناء قدرات الموظفين والمتطوعين، وتدريبهم على تطبيق مبادئ الاستدامة في عملهم، لتحقيق أفضل النتائج وترك الأثر الإيجابي.
4- تطوير آليات العمل وذلك بما يتماشى مع أفضل الممارسات المالية والإدارية، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في مختلف مراحلها، وإعداد التقارير الدورية، كما يمكن للمؤسسات الخيرية والدعوية الاستفادة من التجارب لتجنب تكرار الأخطاء، واعتماد بعض التقنيات والإجراءات التي من شأنها أن تحدث التحسين المستمر.
5- دراسة الوضع القائم وتقييم الاحتياجات يجب على المؤسسات الخيرية والدعوية البدء بتقييم احتياجاتها بدقة، بما في ذلك احتياجات المستفيدين وأصحاب المصلحة، واحتياجات العاملين، واحتياجات المؤسسة ذاتها، كما ينبغي العمل على تطوير البنى التحتية، من خلال بناء مقراتها وتجهيزها، وتوفير الأدوات والمعدات اللازمة لعملها، كما يمكن الاستعانة ببعض مؤسسات القطاع الخاص في تحقيق ذلك.
6- تنويع المصادر وتنمية الموارد وذلك من خلال تنويع مصادر التمويل، وتطوير برامج جمع التبرعات، وتعزيز الشراكات مع القطاعين العام والخاص من أجل توفير الموارد المالية اللازمة لتنفيذ خطط التنمية والتطوير؛ كما يجب على المؤسسات الخيرية والدعوية إدارة مواردها المالية بطريقة فعّالة، وضمان استخدامها بشكل كفء ورشيد. إضافة إلى تحقيق الكفاءة في إدارة الموارد المالية، وتنويع مصادر التمويل، بما في ذلك التبرعات والزكاة والهبات وعوائد المشاريع الاستثمارية، والوقفية مع الالتزام بأعلى معايير الشفافية، ووضع خطط مالية واقعية قابلة للتحقيق والقياس.


اعداد: ذياب أبو سارة





ابوالوليد المسلم 22-05-2024 06:33 PM

رد: آفاق التنمية والتطوير
 
آفاق التنمية والتطوير – ركائز العمل الخيري والدعوي ومفاتيح النجاح والتطوير (4)


  • يجب التواصل بطريقة فعالة مع الجهات المعنية لتعريفهم بأهداف العمل الخيري والدعوي وإنجازاته واحتياجاته
  • يُعدّ الوقف الإسلامي من أهمّ أدوات ضمان استدامة العمل الخيري والدعوي والإغاثي
  • ينبغي تأهيل الصف الثاني من خلال العمل على إلحاق المميزين منهم بالجامعات وبرامج الدراسات العليا في التخصصات المهمة
  • يُعدّ التسويق الرقمي أداة قوية يمكن للمؤسسات الخيرية والدعوية استخدامها لتطوير عملها وتعزيز الأثر والتغذية الراجعة
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قياما بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
ما زال حديثنا مستمرا حول ركائز العمل الخيري والدعوي ومفاتيح النجاح والتطوير، وكنا قد بدأنا في استعراض أهم مفاتيح النجاح في مؤسسات العمل الخيري، وذكرنا منها ستة مفاتيح، وهي: وضع الخطط الاستراتيجية المناسبة، وتطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة، وبناء القدرات وتبادل الخبرات، وتطوير آليات العمل، ودراسة الوضع القائم وتقييم الاحتياجات، وتنويع المصادر وتنمية الموارد، واليوم نكمل الحديث عن هذه المفاتيح.
7- تعزيز الشراكات والتحالفات
وذلك من خلال إقامة الشراكات مع مختلف الجهات ذات الصلة بالعمل الخيري والدعوي والإغاثي؛ من أجل تبادل الخبرات والتعاون في تنفيذ المشاريع المستدامة، وتحقيق التكامل، وتلاقي الأفكار، ولا سيما في المجالات التخصصية بالاستعانة ببعض المؤسسات في القطاع الخاص والعام على سبيل المثال.
8- تفعيل المسؤولية الاجتماعية
وذلك من خلال دمج مبادئ المسؤولية الاجتماعية في عملها، والاهتمام بحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، وخدمة المجتمع والمساهمة في تخفيف المعاناة وتحمل أعباء الخدمات العامة، ورعاية الفئات الأكثر احتياجا.
9- الإعلام ونشر الوعي والثقافة
يجب التواصل بطريقة فعالة مع المستفيدين، والجمهور، والجهات المعنية، لتعريفهم بأهداف العمل الخيري والدعوي، وإنجازاته، واحتياجاته، واستثمار التغذية الراجعة في ذلك، مع تطوير وسائل التواصل وفق المعطيات المعاصرة من وسائل التواصل الاجتماعية وغيرها؛ ما يعني الحرص على الوصول إلى شرائح جديدة من المستفيدين، وتقديم خدمات متنوعة تلبي احتياجاتهم، مع التطوير النوعي للخدمات والمنتجات المقدمة لجذب المزيد من العملاء وتحقيق رضا أهل الخير والإحسان، كما يسهم الإعلام الإسلامي في نشر الوعي بأهمية العمل الخيري والدعوي، من خلال نشر المقالات والبرامج التلفزيونية والإذاعية التي تُسلّط الضوء على إنجازات المؤسسات الخيرية والجمعيات الدينية.
10- التسويق الفعال
وذلك من خلال ابتكار الحملات التسويقية الفعّالة وتطويرها؛ لجذب المزيد من الدعم، باستخدام قنوات التواصل المختلفة للترويج للعمل الخيري والدعوي، مثل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، كما يمكن استهداف الإعلانات بناءً على العمر، والجنس، والموقع الجغرافي، والاهتمامات، وغيرها من العوامل. ويُعدّ التسويق الرقمي أداة قوية يمكن للمؤسسات الخيرية والدعوية استخدامها لتطوير عملها وتعزيز الأثر والتغذية الراجعة، وينبغي التركيز في صياغة المحتوى على تطوير رسائل مقنعة تخاطب عقول وقلوب الجمهور المستهدف مع تعزيز دور القيم الإنسانية والأخلاقية في توجيه التبرعات والتركيز على أثرها في تحسين واقع المحتاجين.
11- مواكبة التطورات وتوظيف التكنولوجيا
وذلك من خلال توظيف التقنيات الحديثة وأتمتة المعلومات ورقمنتها وأدوات الذكاء الاصطناعي في العمل الخيري والدعوي، بما يُعزّز كفاءة الأداء ويُوسّع نطاق التأثير الإيجابي لخدمة الفرد والمجتمع، كما يمكن استخدام التكنولوجيا لجمع التبرعات استخداما أكثر فعالية، من خلال المنصات الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية، كما يمكن استخدامها في تقديم الخدمات للمستفيدين بطريقة أفضل، مثل التعليم عن بعد والرعاية الصحية الإلكترونية، هذا إلى جانب استثمارها في الإعلان والتسويق الرقمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الويب، وإدارة البيانات والمعلومات، بما يسهم في اتخاذ قرارات أفضل، وتوفير الوقت والجهد والمال.
12- الدقة في اختيار الكوادر البشرية
وذلك وفق معايير الكفاءة بعيدا عن الواسطة والمحسوبية، ورفع كفاءة العاملين في المؤسسات الخيرية والدعوية، بما يُؤدّي إلى زيادة فاعلية مبادراتها وبرامجها، وتحقيق أثر أكبر على المستفيدين، والسعي إلى زيادة الفاعلية من خلال توظيف الموارد البشرية بنظام أفضل، وتوفير بيئة عمل مناسبة تُحفّز على الإبداع والإنتاجية.
13- دعم الموهوبين ورواد الأعمال
ينبغي تأهيل الصف الثاني في المؤسسات الخيرية والدعوية، وذلك من خلال العمل على إلحاق المميزين والموثوقين بالجامعات وبرامج الدراسات العليا في التخصصات المهمة، وذلك تمهيدا للاستفادة منهم وتوظيفهم لاحقا، كما تعمل العديد من المؤسسات الخيرية على دعم رواد الأعمال من خلال تقديم القروض والمنح والتدريب في المجالات والتخصصات التي من شأنها أن تصب في صالح العمل الخيري والدعوي.
14- تشجيع ثقافة الابتكار والإبداع
والتفكير خارج الصندوق، وفتح المجال أمام المبادرات الطموحة والأفكار والمشاريع المبتكرة، وبناء علاقات قوية مع مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك المستفيدين والجهات المانحة والحكومات، والحرص على توسيع نطاق تحالفات القوة والنظرة التكاملية، وبناء الوحدات المتخصصة لتقديم أفضل الخدمات والمنتجات الدعوية والخيرية.
15- التوسع أفقياً ورأسيا في العمل الخيري والدعوي
بحيث تنشأ جمعيات لا ربحية متخصصة لمكافحة السرطان، وحماية المستهلكين، وللتعليم المستمر، وحماية الحياة الفطرية، ومساعدة المرضى المحتاجين، وتعليم المهن للعاطلين وتمكين المحتاجين ولا سيما النساء، ورعاية المسنين، ورعاية المعاقين، والتبرع بالدم، وخدمة الحجيج وغير ذلك من الخدمات والمشاريع التنموية والإغاثية.
16- الوقف الإسلامي.. الرافد المستدام
يُعدّ الوقف الإسلامي من أهمّ أدوات ضمان استدامة العمل الخيري والدعوي والإغاثي؛ وذلك لأنّ منافع الوقف تستمرّ في الصرف على الجهة التي أوقفه عليها الواقف على مرّ الأجيال، ما يُؤدّي إلى استمرارية العمل الخيري ودعم المحتاجين باستمرار، مع الإبقاء على الأصل والصرف من الريع، وتتنوع مجالات الوقف الإسلامي، مثل بناء المدارس والمستشفيات والمساجد ودور الأيتام، ودعم الفقراء والمحتاجين، ونشر الوعي الديني والثقافي.
17- ربط العمل الخيري والدعوي بمفهوم الاستدامة
تُشير الاستدامة في هذا السياق إلى ضمان استمرار العمل الخيري والدعوي والإغاثي بشكل فاعل على المدى الطويل دون إلحاق الضرر بالبيئة أو الموارد الطبيعية؛ كما أن ربط العمل الخيري والدعوي والإغاثي بمفهوم الاستدامة يُسهم في تقليل التأثير البيئي لهذا العمل، وحماية البيئة من التلوث، وفي هذا المجال بالتحديد يجدر ذكر النقاط التالية: نشر الوعي بأهمية التطوع، استخدام الطاقة المتجددة، بناء مشاريع صديقة للبيئة، دعم برامج التوعية البيئية.

اعداد: ذياب أبو سارة






الساعة الآن : 05:25 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 188.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 187.15 كيلو بايت... تم توفير 0.89 كيلو بايت...بمعدل (0.47%)]