ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   درر وفوائـد من كــلام السلف (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=311328)

ابوالوليد المسلم 31-01-2025 08:54 PM

درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف


من أغرب قصص الخوارج
قال ابن كثير رحمه الله تعالى!!!: «وكان من جملة من قتلوه -يعني الخوارج- عبد الله بن خباب رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسروه وامرأته معه وهي حامل.
فقالوا له: من أنت؟
فقال: أنا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأنتم قد روعتموني .
فقالوا: لا بأس عليك، حدثنا ما سمعت من أبيك .
فقال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي».
فقادوه بيده، فبينما هو يسير معهم إذ لقي بعضهم خنزيرا لبعض أهل الذمة فضربه بعضهم بسيفه فشق جلده، فقال له آخر: لم فعلت هذا وهو لذمي؟ فذهب إلى ذلك الذمي فاستحله وأرضاه. وبينما هو معهم إذ سقطت تمرة من نخلة فأخذها أحدهم فألقاها في فمه، فقال له آخر: بغير إذن ولا ثمن؟ فألقاها ذاك من فمه، ومع هذا قدموا عبد الله بن خباب فذبحوه، وجاؤوا إلى امرأته فقالت: إني امرأة حبلى ألا تتقون الله، عز وجل! فذبحوها وبقروا بطنها عن ولدها) اهـ .
(البداية والنهاية طبعة دار هجر (ج10 ص584) .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ إذ يقول عنهم: «يقتلون أهل الاسلام ويدَعون أهل الأوثان». (متفق عليه).

آثار السلف في التحذير من أهل البدع
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «لا تجالسوا أهل الأهواء؛ فإن مجالستهم ممرضة للقلوب» (أخرجه الآجري في الشريعة 1/453). قال أبو قلابة: «لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يَلْبِسوا عليكم في الدين بعض ما لَبَس عليهم» (أخرجه الآجري في الشريعة 1/453-436).
قال سلام بن أبي مُطيع: «إن رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني: يا أبا بكر، أسألك عن كلمة، فولى أيوب، وجعل يشير بإصبعه: ولا نصف كلمة» (أخرجه الآجري في الشريعة 1/440).
قال محمد بن النضر الحارثي: «من أصغى سمعه إلى صاحب وهو يعلم أنه صاحب بدعة؛ نزعت منه العصمة وَوُكِّلَ إلى نفسه» (أخرجه اللالكائي 1/153).
وقال عمرو بن قيس الملائي: «إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع فايئس منه، فإن الشاب على أول نشوئه» (أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص150).
قال يحيى بن أبي كثير: «إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره» (أخرجه الآجري في الشريعة 1/458).
قال الفضيل بن عياض: «أحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد. آكل عند يهودي ونصراني أَحبُّ إليَّ من صاحب بدعة. (أخرجه اللالكائي 2/638).
قال أبو الجوزاء: «لأن يجاورني القردة والخنازير في دار أَحبّ إليَّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء» (أخرجه ابن بطة في الكبرى 2/476).
قال أبو قلابة: «ما ابتدع الرجل بدعة إلا استحل السيف» (أخرجه الآجري في الشريعة 1/460).
قال أرطأة بن المنذر: «لأن يكون ابني فاسقا من الفساق أَحبّ إليَّ من أن يكون صاحب هوى» (أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص149).
قال عبد الله بن المبارك - رحمه الله -: «صاحب البدعة على وجهه الظلمة وإن ادَّهن كل يوم ثلاثين مرة» (أخرجه اللالكائي 1/159).
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: «من تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع» (أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص175).
قال سعيد بن عنبسة: «ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره على المسلمين، واختلجت منه الأمانة» (أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص152).
كان ابن طاووس جالسا فجاء رجل من المعتزلة، قال: فجعل يتكلم، قال: فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه قال: وقال لابنه: أي بني، أدخل إصبعيك في أذنيك واشدد ولا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف» (أخرجه اللالكائي 1/152).
عن ابن عمر- رضي الله عنهما -: «أنه جاءه رجل فقال: إن فلانا يقرأ عليك السلام، قال: بلغني أنه قد أحدث، فإن كان أحدث فلا تقرأ عليه السلام». (أخرجه الدارمي 1/68).
في ذلك قال الشاطبي رحمه الله: «ووجدنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده قد اختلفوا في أحكام الدين ولم يتفرقوا، ولا صاروا شيعا؛ لأنهم لم يفارقوا الدين، وإنما اختلفوا فيما أذن لهم من اجتهاد الرأي، والاستنباط من الكتاب والسنة فيما لم يجدوا فيه نصا، واختلفت في ذلك أقوالهم فصاروا محمودين؛ لأنهم اجتهدوا فيما أمروا به كاختلاف أبي بكر وعمر وعلي، وزيد في الجد مع الأم، وقول عمر وعلي في أمهات الأولاد، وخلافهم في الفريضة المشتركة، وخلافهم في الطلاق قبل النكاح، وفي البيوع وغير ذلك فقد اختلفوا فيه وكانوا مع هذا أهل مودة وتناصح، وأخوة الإسلام فيما بينهم قائمة، فلما حدثت الأهواء المردية، التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وظهرت العداوات وتحزب أهلها فصاروا شيعا، دل على أنه إنما حدث ذلك من المسائل المحدثة التي ألقاها الشيطان على أفواه أوليائه».
(الاعتصام صفحة 734)
قال الإمام ابن رجب الحنبليُّ رحمه الله: «ومِنْ علامات العلم النَّافع: أنَّ صاحبه لا يدَّعى العلم، ولا يفخر به على أحد، ولا ينسب غيره إلى الجهل إلاَّ من خالف السُّنة وأهلها؛ فإنَّهُ يتكلَّم فيه غضبًا للَّه لا غضبًا لنفسه ولا قصدًا لرفعتها على أحد، وأمَّا من علمه غير نافع: فليس له شغل سوى التَّكبر بعلمه على النَّاس وإظهار فضل علمه عليهم ونسبتهم إلى الجهل وتَنَقُّصهم ليرتفع بذلك عليهم، وهذا من أقبح الخصال وأرداها». اهـ
(فضل علم السَّلف على علم الخلف صفحة 8)


معنى قوله تعالى
{ظهر الفساد في البر والبحر} (الروم:41)

السؤال: فضيلة الشيخ، يقول الله -تعالى-: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (الروم:41)، هل تكون الآية معناها على ظاهرها، أو يكون البر اللسان، والبحر القلب كما في بعض التفاسير؟
الجواب: ظهر الفساد في البر والبحر على ظاهرها، البر اليابس من الأرض، والبحر هو المغطى بالماء، وأما تفسيره بالقلب واللسان فهذا غلط، ولا يحل أن تفسر الآية بذلك؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- يقول:{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿193﴾عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴿194﴾بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴿195﴾} (الشعراء:193-195)، واللسان العربي المبين يقتضي أن يكون البر هو اليابس من الأرض، والبحر هو المغطى بالماء، والفساد في البر ظاهر، يكون الفساد في البر بالجدب وعدم النبات، يكون بالرياح العاصفة، وكذلك في البحر يكون بفساد الهواء، بموت الأسماك وغير ذلك من المفاسد الواضحة.
المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح
لقاء الباب المفتوح (74)


اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس





ابوالوليد المسلم 13-02-2025 01:38 PM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف


الغيرة ومكارم الأخلاق من شيم الرجال
تقدمـت امـرأة إلـى مجلـس القاضـي موسـى بـن إسحـاق بمدينـة الـري سنـة 286هـ ..
فادعـى وكيلهـا بـأن لموكلتـه علـى زوجهـا خمسمائـة دينـار (مهرهـا)، فأنكـر الـزوج، فقـال القاضـي لوكيـل الزوجـة: شهـودك.
قـال: أحضرتهـم.
فطلـب بعـض الشهـود أن ينظـر إلـى المـرأة؛ ليشيـر إليهـا فـي شهادتـه ، فقـام الشاهـد وقـال للمـرأة: قومـي. فقـال الـزوج: تفعلـون مـاذا؟
قـال الوكيـل: ينظـرون إلـى امرأتـك وهـي سافـرة الوجـه؛ لتصـح عندهـم معرفتهـا (وذلـك للحاجـة).
قـال الـزوج: إنـي أشهـد القاضـي أن لهـا علـيّ هـذا المهـر الـذي تدعيـه ولا تسفـر عـن وجههـا.
فقالـت المـرأة: فإنـي أُشهِـد القاضـي أنـي وهبـت لـه هـذا المهـر وأبـرأتُ ذمتـه فـي الدنيـا والآخـرة.
فقـال القاضـي وقـد أعجـب بغيرتهمـا: يُكتـب هـذا فـي مكـارم الأخـلاق. (تاريـخ بغـداد 15/ 53 ، للخطيـب البغـدادي).

حال الحكام مع الناس وحال الناس مع الحكام
«كلام نفيس للإمام ابن القيم رحمه الله في بيان حال الحكام مع الناس وحال الناس مع الحكام»
قال ابن القيم رحمه الله في «مفتاح دار السعادة» (2/177-178):
«وتأمل حكمته - تعالى - في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم:
- فإن استقاموا؛ استقامت ملوكهم.
- وإن عدلوا؛ عدلت عليهم.
- وإن جاروا؛ جارت ملوكهم وولاتهم.
- وإن ظهر فيهم المكر والخديعة؛ فولاتهم كذلك.
- وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها؛ منعت ملوكهم وولاتهم مالهم عندهم من الحق، وبخلوا بها عليهم.
- وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم؛ أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه، وضربت عليهم الْمُكوس والوظائف، وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فَعُمَّالُهم ظهرت في صور أعمالهم.
وليس في الحكمة الإلهية أن يولَّى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم.
وَلَمَّا كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها؛ كانت ولاتهم كذلك، فلما شابوا شيبت لهم الولاة، فحكمة الله تأبى أن يولِّي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية، وعمر بن عبد العزيز، فضلاً عن مثل أبى بكر وعمر، بل ولاتنا على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم، وكلا الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها» اهـ.

اللطف في معاملة الناس
يقول ابن القيّم رحمه الله: فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف وحب الخير لهم، فإن معاملة الناس بذلك إما أجنبي فتكتسب مودّته ومحبته، وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومودّته، وإما عدوٌّ مبغض فتُطفئ بلطفك جمرته وتستكفي شره.
ومن حمل الناس على المحامل الطيبة وأحسن الظنّ بهم سلمت نيته وانشرح صدره وعوفي قلبه وحفظه الله من السّوء والمكاره. (مدارج السالكين 2/511).
قال الإمام الذهبي رحمه الله: «ولو أنَّ كلَّ من أخطأ في اجتهاده - مع صحَّة إيمانه وتوخِّيه لاتباع الحقِّ - أهدرناه وبدَّعناه، لقلَّ مَن يسلم من الأئمَّة معنا، رحم الله الجميعَ بمنِّه وكرمه». السير (14/376).
قال ابن تيمية رحمه الله : تارك الصلاة أشر من السارق والزاني وشارب الخمر وآكل الحشيشة. (مجموع الفتاوى 22/50).
قال ابن القيم-رحمه الله: ومن كانت قُرَّة عينه
في الصلاة لم يجد لها مشقة ولا كلفة.
(عدة الصابرين-84.)

ما حكم قول : (رمضان كريم)؟
قال ابن قدامة المقدسي-رحمه الله-: «من سلك غير طريق سلفه أفضت به إلى تلفه، ومن مال عن السّنّة فقد انحرف عن طريق الجنّة، فاتّقوا الله تعالى، وخافوا على أنفسكم، فإنّ الأمر صعب، وما بعد الجنّة إلا النّار، وما بعد الحقّ إلا الضّلال، ولا بعد السّنّة إلا البدعة». تحريم النّظر في كتب الكلام ص71.


الدعــوة السلفـيـة
هي الدعوة إلى ما بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم هي الدعوة إلى التمسك بالقرآن العظيم والسنة المطهرة، هذه هي الدعوة السلفية، الدعوة إلى السير على المنهج الذي درج عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ثم المدينة من إبلاغ الدعوة إلى المسلمين وغيرهم
ودور الدعوة هو توجيه الناس إلى الخير وتعليمهم ما بعث الله به نبيه من توحيد الله والإخلاص له، والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وترك الإشراك بالله -عز وجل- والقيام بما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، هذه الدعوة السلفية، وعليها درج أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم , فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ساروا على نهجه في الدعوة إلى توحيد الله وإنكار الشرك وتوجيه الناس إلى توحيد الله في أقوالهم وأعمالهم كما أمرهم الله بذلك في قوله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} (البقرة: 21). وفي قوله سبحانه: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}(النساء: 36). وفي قوله سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة: 5).
الإمام ابن باز رحمه الله-فتاوى نورعلى الدرب
هذه هي السلفية الحقة
قال الشيخ العلامة محمد الصالح بن عثيمين رحمه الله: السلفيَّة: هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأنهم سلفنا تقدموا علينا فاتِّباعهم هو السلفيَّة.
وأما اتِّخاذ السلفيَّة كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حقٍّ فلا شكَّ أن هذا تزييف يخالف السلفيَّة
فالسلف كلهم يدْعون إلى الإسلام والالتئام حول سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يضلِّلون مَن خالفهم عن تأويل، اللهم إلا في العقائد، فإنهم يرون من خالفهم فيها فهو ضال.
لكن بعض من انتهج وادعى السلفيَّة في عصرنا هذا صار يضلِّل كل من خالفه ولو كان الحق معه، واتَّخذها بعضهم منهجاً حزبيّاً كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى الإسلام، وهذا هو الذي يُنكَر ولا يُمكن إقراره، ويقال: انظروا إلى مذهب السلف الصالح ماذا كانوا يفعلون في طريقتهم وفي سعة صدورهم في الخلاف الذي يسوغ فيه الاجتهاد، حتى إنهم كانوا يختلفون في مسائل كبيرة، في مسائل عقديَّة، وفي مسائل علميَّة ، فتجد بعضَهم – مثلاً – يُنكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه، وبعضهم يقول بذلك، وبعضهم يقول: إن الذي يُوزن يوم القيامة هي الأعمال، وبعضهم يرى أن صحائف الأعمال هي التي تُوزن. وتراهم – أيضاً – في مسائل الفقه يختلفون في النكاح، وفي الفرائض، وفي العِدَد، وفي البيوع، وفي غيرها، ومع ذلك لا يُضلِّل بعضهم بعضاً.
فالسلفيَّة بمعنى أن تكون حزباً خاصّاً له مميزاته ويُضلِّل أفراده سواهم؛ فهؤلاء ليسوا من السلفيَّة في شيء.
وأما السلفيَّة التي هي اتباع منهج السلف عقيدة وقولاً وعملاً واختلافاً واتفاقاً وتراحماً وتوادّاً كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم : «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثَل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر».
فهذه هي السلفيَّة الحقَّة
(لقاءات الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى - السؤال رقم: 1322) .



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس







ابوالوليد المسلم 13-02-2025 08:17 PM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف



الحياة النافعة والحياة البهيمية
- قال ابن القيم رحمه الله: قاعدة جليلة قال الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}(الأنفال: 24).
فتضمنت هذه الآية أمورا: أحدها أن الحياة النافعة، إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله؛ فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات؛ فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا.
فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان؛ ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول؛ فإن كان ما دعا إليه ففيه الحياة، فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول صلى الله عليه وسلم .
(ص 85 من الفوائد).

العوائق
- قال ابن القيم رحمه الله: وأما العوائق فهي أنواع المخالفات ظاهرها وباطنها، فإنها تعوق القلب عن سيره إلى الله، وتقطع عليه طريقه وهي ثلاثة أمور: شرك، وبدعة، ومعصية. فيزول عائق الشرك بتجريد التوحيد، وعائق البدعة بتحقيق السنة، وعائق المعصية بتصحيح التوبة؛ وهذه العوائق لا تتبين للعبد يأخذ في أهبة السفر ويتحقق بالسير إلى الله والدار الآخرة؛ فحينئذ تظهر له هذه العوائق ويحسن بتعويقها له بحسب قوة سيره وتجرده للسفر، وإلا فما دام قاعدا لا يظهر له كوامنها وقواطعها.
(ص151 من الفوائد)
رقية لكل مسلم
رقية الرسول صلى الله عليه وسلم «تربة أرضنا بريقة بعضنا» هل المقصود تخصيص بعضنا دون الآخر؟
-ورد في (صحيح البخاري) عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض: بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يُشفى سقيمنا، بإذن ربنا. والسؤال: هل قوله: «بريقة بعضنا» تدل على تخصيص بعضنا دون الآخر؟ كما آمل من سماحتكم شرح الطريقة الصحيحة لتطبيق هذا الحديث عمليًّا.
- هذا الحديث على ظاهره، وهو أن يعمد الراقي إلى بلِّ أصبعه بريق نفسه، ثم يمس بها التراب، ثم يمسح بأصبعه على محل الوجع قائلاً هذا الدعاء.
وأكثر العلماء على أن هذه الصفة عامة لكل راقٍ ولكل أرض. وذهب بعضهم إلى أن ذلك مخصوص برسول الله وبأرض المدينة. والصحيح هو الأول لعدم المخصص. والله أعلم.
من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الفوائد الجليلة للإستغفار
-قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - رحمه الله:
الاستغفار يخرج العبد من الفعل المكروه إلى الفعل المحبوب من العمل الناقص إلى العمل التام، ويرفع العبد من المقام الأدنى إلى الأعلى منه والأكمل ; فإن العابد لله والعارف بالله في كل يوم بل في كل ساعة بل في كل لحظة يزداد علما بالله، وبصيرة في دينه وعبوديته؛ بحيث يجد ذلك في طعامه وشرابه ونومه ويقظته وقوله وفعله، ويرى تقصيره في حضور قلبه في المقامات العالية وإعطائها حقها، فهو يحتاج إلى الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار ; بل هو مضطر إليه دائما في الأقوال والأحوال في الغوائب والمشاهد لما فيه من المصالح وجلب الخيرات ودفع المضرات وطلب الزيادة في القوة في الأعمال القلبية والبدنية اليقينية الإيمانية.
وقد ثبتت: دائرة الاستغفار بين أهل التوحيد واقترانها بشهادة أن لا إله إلا الله من أولهم إلى آخرهم ومن آخرهم إلى أولهم ومن الأعلى إلى الأدنى. وشمول دائرة التوحيد والاستغفار للخلق كلهم وهم فيها درجات عند الله ولكل عامل مقام معلوم.
فشهادة أن لا إله إلا الله بصدق ويقين تذهب الشرك كله دقه وجله خطأه وعمده أوله وآخره; سره وعلانيته وتأتي على جميع صفاته وخفاياه ودقائقه، والاستغفار يمحو ما بقي من عثراته، ويمحو الذنب الذي هو من شعب الشرك؛ فإن الذنوب كلها من شعب الشرك.
فالتوحيد يُذهب أصل الشرك والاستغفار يمحو فروعه، فأبلغ الثناء قول: لا إله إلا الله، وأبلغ الدعاء قول: أستغفر الله. فأمره بالتوحيد والاستغفار لنفسه ولإخوانه من المؤمنين.


ذلة صاحب البدعة
قال سفيان بن عيينة -وحمه الله-: ليس في الأرض صاحب بدعة إلا وهو يجد ذلة تغشاه، قال: وهي في كتاب الله، قالوا: وأين هي من كتاب الله، قال: أما سمعتم قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}(الأعراف: 152)، قالوا: يا أبا محمد، هذه لأصحاب العجل خاصة.
قال: كلا اتلوا ما بعدها: {وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ}(الأعراف: 152)، فهي لكل مفتر. ،مبتدع إلى يوم القيامة.
شعب الإيمان (27/7)، حلية الأولياء: (280/7).
أساس كل خير
- قال ابن القيم رحمه الله: قاعدة أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه فتشكره عليها، وتتضرع إليه ألا يقطعها عنك، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها، ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك، وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكل شر فأصله خذلانه لعبده، وأجمعوا أن التوفيق ألا يكلك الله نفسك، وأن الخذلان أن يخلي بينك وبين نفسك، فإذا كان كل خير فأصله التوفيق وهو بيد الله إلى نفسك لا بيد العبد، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه.
(ص 94 من الفوائد).


العارف والجاهل
- قال ابن القيم رحمه الله: فالعارف همته تصحيح الأساس وإحكامه، الجاهل يرفع في البناء عن غير أساس؛ فلا يلبث بنيانه أن يسقط، قال تعالى {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ}(التوبة: 109).
فالأساس لبناء الأعمال كالقوة لبدن الإنسان؛ فإذا كانت القوة قوية حملت البدن ودفعت عنه كثيرا من الآفات، وإذا كانت القوة ضعيفة ضعف حملها للبدن وكانت الآفات إليه أسرع شيء، فاحمل بنيانك على قوة أساس الإيمان، فإذا تشعث شيء من أعالي البناء وسطحه، كان تداركه أسهل عليك من خراب الأساس؛ وهذا الأساس أمران: صحة المعرفة بالله وأمره وأسمائه وصفاته، والثاني تجريد الانقياد له ولرسوله صلى الله عليه وسلم دونما سواه؛ فهذا أوثق أساس أسس العبد عليه بنيانه.
(ص 153 من الفوائد).



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس






ابوالوليد المسلم 13-02-2025 08:35 PM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف


التوبة من أعظم الحسنات
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: التوبة من أعظم الحسنات، والحسنات كلها مشروط فيها الإخلاص لله وموافقة أمره باتباع رسوله والاستغفار من أكبر الحسنات وبابه واسع.
فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب قلبه: فعليه بالتوحيد والاستغفار ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص، وكذلك إذا وجد العبد تقصيرا في حقوق القرابة والأهل والأولاد والجيران والإخوان فعليه بالدعاء لهم والاستغفار.
قال حذيفة بن اليمان للنبي صلى الله عليه وسلم: «إن لي لسانا ذربا على أهلي».
فقال له: «أين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة» (حديث ضعيف السند).
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (11 /697 -698)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «فالنّظر داعية إلى فساد القلب، قال بعض السلف: النظر سهمُ سمٍّ إلى القلب»
(الفتاوى: 15/395).

الجهل بالطريق يوجب التعب وقلة الفائدة
قال ابن القيم رحمه الله: الجهل بالطريق وآفاتها والمقصود يوجب التعب لكثير مع الفائدة القليلة؛ فإن صاحبه إما أن يجتهد في نافلة مع إضاعة الفرض و في عمل بالجوارح لم يواطئه عمل القلب، أو عمل بالباطن والظاهر لم يتقيد بالاقتداء، أو همة إلى عمل لم ترق بصاحبها إلى ملاحظة المقصود، أو عمل لم يتحرز من آفاته المفسدة له حال العمل وبعده، أو عمل غفل فيه عن مشاهدة المنة فلم يتجرد عن مشاركة النفس فيه، أو عمل لم يشهد تقصيره فيه فيقوم بعده في مقام الاعتذار منه، أو عمل لم يوفه حقه من النصح والإحسان وهو يظن أنه وفاه فهذا كله مما ينقص الثمرة مع كثرة التعب.
(ص 168 من كتاب الفوائد)

حقيقة الصيام
قال ابن القيم رحمه الله: فإن الصائم لا يفعل شئياً، وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها إيثاراً لمحبة الله ومرضاته، وهو سر بين العبد وبين ربه، لا يطلع عليه سواه، والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة، وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده؛ فهو أمر لا يطلع عليه بشر، وذلك حقيقة الصيام.
في زاد المعاد (2 / 28-30)

التوسل وأقسامه
- يلاحظ جهل كثير من المحسوبين على الأمة الإسلامية بمعنى لا إله إلا الله وقد ترتب على ذلك الوقوع فيما ينافيها ويضادها أو ينقصها من الأقوال والأعمال فما معنى لا إله إلا الله؟ وما مقتضاها؟ وما شروطها؟
ما التوسل، وأيهما الجائز، وأيهما الممنوع، وما حكم الشرع -في نظركم سماحة الشيخ- في التوسل ببركة رمضان؟
- التوسل أقسام: توسل كفري، وهو أن يتوسل بدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، يقول للميت يسأله: أن يغيثه, أو أن ينصره, أو أن يقضي حاجته، أو يفرج كربته، هذا شرك ويسميه بعض الناس توسلا، يسمون شركهم توسلا, هذا شرك أكبر، إذا دعا الأموات, أو استغاث بالجن, أو بالأموات, أو بالغائبين يطلبهم الغوث, أو العون, أو النصر على الأعداء، هذا شرك أكبر، والتوسل الثاني: التوسل بجاههم وحقهم يقول اللهم إني أسألك بجاه فلان, أو بحق فلان، أو بفلان، فهذه بدعة من وسائل الشرك لا تجوز، التوسل الثالث: التوسل بالإيمان, أو بالعمل الصالح، أو بالأسماء والصفات، هذه سنة مطلوبة، اللهم إني أسألك بأنك الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى أن تغفر لي، اللهم إني أسألك بإيماني بك ومحبتي لك أن تغفر لي، اللهم إني أسألك ببر والدي وصلة رحمي أن تغفر لي، لا بأس كل هذا وسيلة شرعية، هذا توسل بالإيمان والتوحيد أو بالأعمال الصالحات كله طيب، كلها مشروع، ومن هذا الحديث: اللهم إني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت توسل شرعي، ومن هذا توسل أصحاب الغار لما انطبقت عليهم الصخرة، توسلوا إلى الله بأعمالهم الطيبة، أحدهم توسل ببره لوالديه، والثاني توسل بعفته عن الزنا، والثالث توسل بأدائه الأمانة ففرج الله عنهم الصخرة.
فتاوى نور على الدرب - للإمام ابن باز-رحمه الله

الدعاء يجمع الخير
قال مطرف بن عبدالله: «تذكرت ما جماع الخير؟ فإذا الخير: كثير الصوم، والصلاة، وإذا هو في يد الله عز و جل، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد الله -عز وجل- إلا أن تسأله فيعطيك، فإذا جماع الخير الدعاء».
(الزهد للإمام أحمد، ص 293).


الحذر من النظر في كتب الفلاسفة
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إياك والنظر في كتب أهل الفلسفة الذين يزعمون فيها أنه كلما قوي نور الحق وبرهانه في القلوب خفي عن المعرفة كما يبهر ضوء الشمس (عيون) الخفافيش بالنهار.
فاحذر مثل هؤلاء، وعليك بصحبة أتباع الرسل المؤيدين بنور الهدى وبراهين الإيمان أصحاب البصائر في الشبهات والشهوات، الفارقين بين الواردات الرحمانية والشيطانية العالمين العاملين {أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(المجادلة: 22).


أنفاس في طاعة الله
قال بن القيم رحمه الله:
السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل وإنما يكون الجداد يوم المعاد فعند
الجداد يتبين حلو الثمار من مرها، والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال، وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك.
والشرك والكذب والرياء شجرة في القلب ثمرها في الدنيا: الخوف، والهم، والغم، وضيق الصدر، وظلمة القلب وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم، وقد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة إبراهيم (آية 24 – 27).
من كتاب الفوائد- ص161



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس






ابوالوليد المسلم 14-02-2025 11:54 AM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف



العلم بأمور الدين

- السؤال: حفظكم الله السائل يقول: ما المسائل التي يجب تعلمها والعمل بها؟
- يجب أن يتعلم الإنسان كل ما يحتاج إليه في دينه دون حصر؛ فعلى الإنسان أن يتعلم كيف يتوضأ؟ كيف يصلي؟ كيف يصوم؟ كيف يحج? كيف يزكي إذا كان عنده مال؟ فكل ما يحتاج الإنسان إلى معرفته في الدين فإنه يجب عليه أن يتعلمه، هذه هي القاعدة وهي واضحة، وأما ما لا يحتاج إليه فطلب العلم فرض كفاية إذا اشتغل الإنسان به قام بفرض كفاية، وإن اكتفى بغيره من أهل العلم فذمته بريئة.
فتاوى نور على الدرب للإمام ابن عثيمين رحمه الله
كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد؟
- هذا سائل البرنامج يقول كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد؟
- الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، يعلمهم التوحيد كما يعلمهم غيره من أمور الدين، ومن أحسن ما يكون في هذا الباب: كتاب ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، إذا حفظوه عن ظهر قلب، وشرح لهم معناها على الوجه المناسب لأفهامهم وعقولهم صار في هذا خير كثير؛ لأنها مبنية على السؤال والجواب، وبعبارة واضحة سهلة ليس فيها تعقيد، ثم يريهم من آيات الله ليطبق ما ذكر في هذا الكتاب الصغير الشمس، يقول من الذي جاء بها القمر النجوم الليل النهار؟ ويقول لهم الشمس من الذي جاء بها؟ الله القمر؟ الله الليل؟ الله النهار؟ الله، كلها جاء بها الله -عز وجل- حتى يسقي بذلك شجرة الفطرة؛ لأن الإنسان بنفسه مفطور على توحيد الله -عز وجل- كما قال النبي[: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»؛ وكذلك يعلمهم كيف يتوضؤون بالفعل، فيقول الوضوء هكذا، ويتوضأ أمامهم؛ وكذلك الصلاة مع الاستعانة بالله تعالى وسؤاله -عز وجل- الهداية لهم، وأن يتجنب أمامهم كل قول مخالف للأخلاق، أو كل فعل محرم؛ فلا يعودهم الكذب، ولا الخيانة، ولا سفاسف الأخلاق، حتى وإن كان مبتلىً بها كما لو كان مبتلىً بشرب الدخان فلا يشربه أمامهم؛ لأنهم يتعودون ذلك ويهون عليهم، وليعلم أن كل صاحب بيت مسؤول عن أهل بيته لقوله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}(التحريم: 6)، ولا يكون وقايتنا إياهم النار إلا إذا عودناهم على الأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة، ورسول الله[ أكد ذلك في قوله: «الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته»، وليعلم الأب أن صلاحهم مصلحة له في الدنيا والآخرة، فإن أقرب الناس إلى أبائهم وأمهاتهم الأولاد الصالحون من ذكور وإناث، وإذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، نسأل الله -تعالى- أن يعيننا جميعاً على ما حملنا من الأمانة والمسؤولية.
فتاوى نور على الدرب للإمام ابن عثيمين رحمه الله

من نفائس العلاّمة ابن القيم فيما يخصّ قراءة القرآن
... طرح العلاّمة ابن القيم تساؤلا: أيهما أفضل الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أم سرعة القراءة مع كثرتها، وذلك في كتابه: (زاد المعاد في هدي خير العباد)، ثمّ سرد أقوال السلف في هذه المسألة فقال: «والصواب في المسألة أن يُقال‏:‏ إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفعُ قدراً، وثوابَ كثرة القراءة أكثرُ عدداً، فالأول‏:‏ كمن تصدَّق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبداً قيمتُه نفيسة جداً، والثاني‏:‏ كمن تصدَّق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عدداً من العبيد قيمتُهم رخيصة، وفي ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ عن قتادة قال‏:‏ سألت أنساً عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ ‏«‏كان يمدُّ مدًّا‏»‏‏.‏
وقال شعبة‏:‏ حدثنا أبو جمرة، قال‏:‏ قلت لابن عباس‏:‏ إني رجل سريعُ القِراءة، وربما قرأتُ القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابنُ عباس‏:‏ لأن أقرأ سورةَ واحدة أعجبُ إِلَيَّ من أن أفعل ذَلِكَ الذي تفعل، فإن كنت فاعلاً ولا بد، فاقرأ قِراءَةً تُسْمعُ أُذُنَيْك، وَيعيها قلبُك‏.‏
وقال إبراهيم‏:‏ قرأ علقمةُ على ابن مسعود، وكان حسنَ الصوت، فقال‏:‏ «رتِّل فِداك أبي وأمي، فإنه زينُ القرآن‏».‏
وقال ابن مسعود‏:‏ «لاَ تَهُذُّوا القُرْآنَ هَذَّ الشِّعْرِ، وَلاَ تَنْثُرُوه نَثْرَ الدَّقَل، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ القُلُوبَ، وَلاَ يَكُنْ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَة»ِ‏.‏
وقال عبد اللّه أيضاً‏:‏ «إذا سمعتَ اللّه يقول‏: {يا أيّها الذين آمنوا} فأصغِ لها سمعك، فإنه خيرٌ تُؤمر به، أو شرٌّ تُصرف عنه»‏.‏ وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى‏:‏ «دخلت عليَّ امرأة وأنا أقرأُ ‏(‏سورةَ هُود‏)‏ فقالت‏:‏ يا عبد الرحمن‏:‏ هكذا تقرأ سورة هود‏؟‏‏!‏ واللّه إني فيها منذ ستةِ أشهر وما فرغتُ مِن قراءتها»‏.
كتاب (زاد المعاد في هدي خير العباد) صفحة 327 طبعة مؤسسة الرسالة.

الورع
كلام يكتب بماء الذهب في الحذر من العجب بالعمل وازدراء المقصرين في الأعمال قال المروذي: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه وذكر أخلاق الورعين فقال أسأل الله ألا يمقتنا أين نحن من هؤلاء؟.
وقال المروذي أيضا: قلت لأبي عبد الله (أحمد بن حنبل) ما أكثر الداعين لك فتغرغرت عينه وقال أخاف أن يكون هذا استدراجا. (الورع للمروذي».
(كتاب-الورع).

قل هو من عند أنفسكم

قال الشيخ عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله : وما أجرى الله وابتلى به من الزعازع والمحن من أكبر أسبابه وأعظم موجباته مخالفة الأمر الشرعي وترك طاعة الله ورسوله والجهاد في سبيله؛ ولهذا يُسلّط العدو، وتُنزع المهابة من صدور أعدائكم، وتضربون بسوط الذل والمهانة، كما جاءت به الآثار وصحت به الأخبار وشهد له النظر والاعتبار.
مجموعة الرسايل والمسايل النجدية (198/3).


الحذر من إثارة الفتن بين الراعي والرعية

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: «ولا يحلّ لأحد أن يتخذ من خطأ ولاة الأمور إذا أخطؤوا - أعني: ولاة الأمور معرّضون للخطأ كغيرهم - كل بني آدم خطاء وخير الخطَّائين التوابون، ولكن لا يجوز لأحد أن يتّخذ من هذا الخطأِ سلّمًا للقدح فيهم ونشر عيوبهم بين النَّاس؛ فإن هذا يوجب التنفير عنهم وكراهتهم وكراهة ما يقومون به من أعمال ونظام، وإن كانت حقًّا ويوجب بالتالي التمرّد عليهم وعدم السمع والطاعة، وربّما يوجب الخروج عليهم كما جرى في صدر هذه الأمة.
ولا شك أن في هذا تفكيكًا للمجتمع وإحداثًا للفوضى والفساد؛ ولهذا جعل الله تعالى طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله، جعلها عبادة يتعبَّد الإنسان بها لله عزَّ وجل؛ لأن الله -تعالى- أمرَ بها، وكل شيء أمرَ الله به فإنه عبادة، سواء كان ذلك فيما يتعلَّق بمعاملة العبد مع خالقه أم بمعاملة العبد مع مخلوق آخر..».
(الخطب المنبرية - موقع العلامة ابن عثيمين رحمه الله على الإنترنت).



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس






ابوالوليد المسلم 14-02-2025 12:12 PM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف


أشرف أعمال الصالحين
عن مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَأْمُرُ نِسَاءَهُ وَخَدَمَهُ وَبَنَاتِهِ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، وَيَقُولُ: «صَلُّوا وَلَوْ رَكْعَتَيْنِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ؛ فَإِنَّ الصَّلاةَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ تَحُطُّ الأَوْزَارَ، وَهِيَ مِنْ أَشْرَفِ أَعْمَالِ الصَّالِحِينَ». (رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد وقيام الليل).
يقول ابن القيم رحمه الله:
«إذا فتح الله عليك في باب قيام الليل، فلا تنظر للنائمين نظرة ازدراء، وإذا فتح الله عليك في باب الصيام، فلا تنظر للمفطرين نظرة ازدراء، وإذا فتح الله عليك في باب الجهاد، فلا تنظر للقاعدين نظرة ازدراء، فرب نائم ومفطر وقاعد.. أقرب إلى الله منك».
وقال رحمه الله تعالى: «وإنك أن تبيت نائماً وتصبح نادماً خير من أن تبيت قائماً وتُصبح معجباً، فإنَّ المُعجَب لا يصعد له عمل.
(مدارج السالكين (1/177))


حديث عظيم في الحذر من الرياء وحظوظ النفس!
وحديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها؟! قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت؛ ولكنك قاتلت ليُقال: جريء، فقد قيل. ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار.
ورجل تعلّم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها فقال: فما عملت؟! قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت القرآن. قال: كذبت، ولكن تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال قارئ، فقد قيل. ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار.
ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من صنوف المال، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها. قال: فما عملت بها؟! قال: ما تركت من سبيل يحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: جواد، فقد قيل. ثم أمر به على وجهه حتى أُلقي في النار». (رواه مسلم).

عمت الفتن وعظمت المحن
قال القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسير قول الله - عز وجل -{ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله} (3/ 255):» هكذا يجب علينا نحن أن نفعل، لكن «الأعمال القبيحة والنيات الفاسدة» منعت من ذلك، حتى ينكسر العدد الكبير منا قُدّامَ اليسير من العدو، وذلك «بما كسبت أيدينا»، فالأعمال فاسدة، «والضعفاء مهمَلون»، والصبر قليل، والاعتماد ضعيف، و«التقوى زائلة»، فأسباب النصر وشروطه «معدومة عندنا غير موجودة فينا»، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أصابنا وحَلَّ بنا، بل لم يبق من الإسلام إلا ذكرُهُ، ولا من الدين إلا رسمُهُ، لظهور الفساد، ولكثرة الطغيان، و«قلة الرشاد» حتى استولى العدو شرقا وغربا، برا وبحرا، وعمت الفتن، وعظمت المحن، ولا عاصم إلا من رحم «اهـ. مختصر.

الخوارج الذين يكفرون بالمعاصي ويقتلون أهل الإسلام
قال الإمام ابن باز رحمه الله : هذه الدولة (المملكة العربيةالسعودية) بحمد الله لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها، وإنما الذي يستبيح الخروج على الدولة بالمعاصي هم الخوارج، الذين يكفرون المسلمين بالذنوب، ويقاتلون أهل الإسلام.
مسألة العذر بالجهل لمن وقع في الشرك ونحوه، وفهم دقيق راسخ للعلامة عبدالرزاق عفيفي.
سئل العلامة عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- «سؤال رقم 71»: عن قول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب كشف الشبهات في حديث ذات أنواط «فلم يعذرهم بالجهالة»، فقال الشيخ رحمه الله: بعد البيان قامت الحجة فلا يعذرون أما قبل البيان فيعذرون بجهلهم وقول ابن عبدالوهاب: لم يعذرهم بالجهالة أي لم يكن الجهل عذراً يمنع من التغليظ والإنكار عليهم؛ حيث غضب النبي صلى الله عليه وسلم وأنكر لكن لم يكفرهم.
«فتاوى الشيخ عبدالرزاق عفيفي ص 171».


درجـــات التوحيــد
يقول الشيخ السعدي رحمه الله:
والناس في التوحيد على درجات متفاوتة بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام بعبوديته،فأكملهم في هذا الباب من عرف من تفاصيل أسماء الله وصفاته وأفعاله وآلائه ومعانيها الثابتة في الكتاب والسنة وفهمها فهماً صحيحاً فامتلأ قلبه من معرفة الله وتعظيمه وإجلاله ومحبته والإنابة إليه وانجذاب جميع دواعي قلبه إلى الله -تعالى- متوجهاً إليه وحده لا شريك له.
ووقعت جميع حركاته وسكناته في كمال الإيمان والإخلاص التام الذي لا يشوبه شئ من الأغراض الفاسدة فاطمأن إلى الله معرفة وإنابة وفعلاً وتركاً وتكميلا لنفسه وتكميلاً لغيره بالدعوة إلى هذا الأصل العظيم، فنسأل الله من فضله وكرمه أن يتفضل علينا بذلك.
مختصر أصول العقائد الدينية (ص 7)


درر سلفية
قسما بالله إنه من أعظم الأعمال
قسما بالله العظيم إن إغاثة إخواننا المرابطين بغزة بالمال والدعاء من أعظم الجهاد في سبيل الله ضد أعدائهم اليهود المجرمين المعتدين الذين عاثوا في غزة والعالم كله الفساد كما قال تعالى: {ويسعون في الأرض فسادا والله لايحب المفسدين}(المائدة: 64).
فهناك عشرات القتلى ومئات الجرحى وهناك عشرات الأرامل والأيتام والفقراء بانتظار مساعدتك فلاتخذلهم؛ فأسهم بما تستطيع عن طريق اللجان الخيرية، وذكر غيرك؛ فيجتمع لك فضيلة الإنفاق في سبيل الله، وفضيلة شهر رمضان المبارك، وفضيلة الدعوة للخير والتذكير به، قال تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم}(البقرة: 261).



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس






ابوالوليد المسلم 16-02-2025 10:37 AM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف


إصابة طريق النبوة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «فمن بنى الكلام في العلم والأصول والفروع على الكتاب والسنة والآثار المأثورة عن السابقين فقد أصاب طريق النبوة».
مجموع الفتاوى (10/363).
التحذير من البدع
قيل للإمام أحمد: «الرجُل يصوم ويصلي و يعتكف أحب إليك، أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا صام و صلّى و اعتكف فإنّما هو لنفسه، و إذا تكلّم في أهل البدع فإنّما هو للمسلمين، هذا أفضل».
مجموع الفتاوى (231/2)
ضعف اليقين والبصيرة
قال شقيق بن إبراهيم - رحمه الله: أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء:
اشتغالهم بالنعمة عن شكرها، ورغبتهم في العلم وتركهم العمل، والمسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة، والاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بفعالهم، وإدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها، وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها.
وقال ابن القيم رحمه الله معلقا: وأصل ذلك عدم الرغبة والرهبة وأصله ضعف اليقين وأصله ضعف البصيرة وأصله مهانة النفس ودناءتها واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وإلا فلو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترض بالدون فأصل الخير كله بتوفيق الله ومشيئته وشرف النفس ونبلها وكبرها وأصل الشر خستها ودناءتها.
الفوائد (ص 173).

العلامة السعدي- رحمه الله:« يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر»
في 10 شعبان سنة 1371 هجري أي قبل أكثر من 64 سنه ختم الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي كتابه (بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار)
بشرح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الحديث التاسع والتسعون:
«يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر» فقال رحمه الله: وما أشبه هذا الزمان بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ، فإنه ما بقي من الإسلام إلا رسمه، إيمان ضعيفٌ، وقلوب متفرقةٌ، وحكوماتٌ متشتتةٌ ، وعداواتٌ وبغضاء باعدت بين المسلمين، وأعداء ظاهرون وباطنون، يعملون سراً وعلناً للقضاء على الدين، وإلحادٌ ومادياتٌ، جرفت بتيارها الخبيث، وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان، ودعاياتٌ إلى فساد الأخلاق ، والقضاء على بقية الرمق!!
ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا؛ بحيث كانت هي مبلغ علمهم، وأكبر همهم ، ولها يرضون ويغضبون، ودعاياتٌ خبيثة للتزهيد في الآخرة ، والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا وتدمير الدين، واحتقارٍ واستهزاءٍ بالدين وما ينسب إليه، وفخر وفخفخة، واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشرها وشررها قد شاهده العباد.
فمع هذه الشرور المتراكمة، والأمواج المتلاطمة، والمزعجات الملمة، والفتن الحاضرة والمستقبلة المهمة - مع هذه الأمور وغيرها - تجد مصداق هذا الحديث!!
ولكن مع ذلك: المؤمن لا يقنط من رحمة الله، ولا ييأس من روح الله، ولا يكون نظره مقصوراً على الأسباب الظاهرة، بل يكون ملتفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب، الكريم الوهاب، ويكون الفرج بين عينيه، ووعده الذي لا يخلفه، بأنه سيجعل الله بعد عسرٍ يسرًا ، و {إن مع العسر يسراً} (الشرح:6)، وأن الفرج مع الكرب، وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات.
نقلها من كتابه : مساعد السعدي.

المصارحة والمناصحة
قال ابن قدامة رحمه الله: وقد عز في هذا الزمان وجود صديق على هذه الصفة (المصارحة والمناصحة؛ لأنه قل في الأصدقاء من يترك المداهنة، فيخبر بالعيب ، وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم، ونحن الآن في الغالب أبغض الناس إلينا من يعرفنا عيوبنا، وهذا دليل على ضعف الإيمان.
المصدر: مختصر منهاج القاصدين ص147

الأخوة في الله:
قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
فأخوك من نصحك وذكرك ونبهك، وليس أخوك من غفل عنك وأعرض عنك وجاملك، ولكن أخاك في الحقيقة هو الذي ينصحك والذي يعظك ويذكرك، يدعوك إلى الله، يبين لك طريق النجاة حتى تسلكه، ويحذرك من طريق الهلاك، ويبين لك سوء عاقبته حتى تجتنبه .
المصدر : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (21/14) .

العلامة الألباني:ثمن الحب في الله
الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة
سأل سائل الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني-رحمه الله: الذي يحب في الله أيجب أن يقول له أحبك في الله؟
الشيخ: نعم، ولكن الحب في الله له ثمن باهظ، قَـلّ من يدفعه، أتدرون ما الثمن في الحب في الله؟ هل أحد منكم يعرف الثمن؟ من يعرف يعطينا الجواب؟
أحد الحضور: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله»، منهم رجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا على ذلك.
الشيخ : هذ كلام صحيح في نفسه ، ولكن ليس جواباً للسؤال، هذا تعريف للحب في الله تقريباً وليس بتعريف كامل ، أنا سؤالي ما الثمن الذي ينبغي أن يدفعه المتحابان في الله أحدهما للآخر، ولا أعني الأجر الأخروي، أريد أن أقول من السؤال ما الدليل العملي على الحب في الله بين اثنين متحابين ؟ فقد يكون رجلان متحابان، ولكن تحاببهما شكلي، وما هو حقيقي فما الدليل على الحب الحقيقي؟
أحد الحضور : «أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه».
الشيخ : هذا صفة الحب أو بعض صفات الحب.
أحد الحضور : قال تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} (آل عمران: 31).
الشيخ : هذا جواب صحيح لسؤال آخر.أحد الحضور :
الجواب قد يكون في الحديث الصحيح (ثلاث من كن فيه وجد في حلاوة الإيمان). من ضمنه الذين تحابا في الله.
الشيخ : هذا أثر المحبة في الله.
أحد الحضور: قال تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر}.
الشيخ: أحسنت، هذا هو الجواب، وشرح هذا إذا كنتُ أنا أحبك في الله فعلاً تابعتك بالنصيحة، كذلك أنت تقابلني بالمثل، ولذلك فهذه المتابعة في النصيحة قليلة جداً بين المدعين الحب في الله، والحب هذا قد يكون فيه شيء من الإخلاص، ولكن ما هو بكامل، وذلك لأن كل واحد منا يراعي الآخر، ويخاف من إنزعاجه وشردوه. إلى آخره، ومن هنا الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر دائماً وأبداً فهو له في نصحه أتبع له من ظله، ولذلك صح أنه كان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهما على الآخر {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر }.
المصدر: الحاوي من فتاوى الألباني . ص (165-166).



درر سلفية
موقف السلف من البدعة وأهلها
بقلم: حمد عبدالرحمن الكوس

الدين الإسلامي قائم على البراءة من الشرك والبدع والدعوة إلى التوحيد والسنة، قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}(البقرة: 256) فلا سبيل الى الاستقامة على المنهج النبوي القويم إلا بذلك لذا فقد أولى سلف الأمة من الصحابة -رضوان الله عليهم-والتابعين بهذا الجانب عناية كبيرة فقد حرصوا على الحفاظ على جناب التوحيد والسنة، ولم يسمحوا بأي انحراف، وحاربوا الشرك والبدعة دون هوادة ولا تقاعس، وكانوا يردون على المخالف، ولاسيما على أهل البدع، كما قال ابن القيم - رحمه الله - في (مدارج السالكين) (1/372) ما نصه: «واشتد نكير السلف والأئمة لها - البدعة - وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض، وحذروا من فتنتهم أشد التحذير، بالغوا في ذلك ما لَمْ يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان؛ إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتُها له أشد». اهـ
فالواجب على المسلم أن يسير على نحو ماسار عليه أولئك الأخيار ليصل إلى ماوصلوا إليه{أولئك الذين هداهم الله فبهداهم إقتده}



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس






ابوالوليد المسلم 17-02-2025 08:31 AM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف



الآ فات الخفية
قال بن القيم رحمه الله: من الآفات الخفية العامة أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له فيملها العبد ويطلب الانتقال منها، إلى ما يزعم لجهله أنه خير له منها وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه حتى إذا ضاق ذرعا بتلك النعمة وسخطها وتبرم بها واستحكم ملكه لها سلبه الله إياها فإذا انتقل إلى ما طلبه ورأى التفاوت بين ما كان فيه وما صار إليه اشتد قلقه وندمه وطلب العودة إلى ما كان فيه.
ص177- 178 من الفوائد

زمن الغربة
قال الإمام ابن باز-رحمه الله-: ونحن في زمن الغُربة، في القرن الخامس عشر أغلب البلاد وأغلب البقاع خَلَتْ من العلم النافع والعلماء الصالحين.
«حديث الصباح ص43»

ساعة الإجابة يوم الجمعة
- سئل الإمام ابن باز -رحمه الله- عن آخر ساعة من عصر الجمعة هل هي ساعة الإجابة، وهل يلزم المسلم أن يكون في المسجد في هذه الساعة، وكذلك النساء في المنازل؟
- فأجاب قائلا – رحمه الله: أرجح الأقوال في ساعة الإجابة يوم الجمعة قولان:
* أحدها: أنها بعد العصر إلى غروب الشمس في حق من جلس ينتظر صلاة المغرب، سواء أكان في المسجد أم في بيته يدعو ربه، وسواء أكان رجلا أم امرأة؛ فهو حري بالإجابة، لكن ليس للرجل أن يصلي في البيت صلاة المغرب ولا غيرها إلا بعذر شرعي، كما هو معلوم من الأدلة الشرعية.
* الثاني: أنها من حين يجلس الإمام على المنبر للخطبة يوم الجمعة، إلى أن تقضى الصلاة، فالدعاء في هذين الوقتين حري بالإجابة. وهذان الوقتان هما أحرى ساعات الإجابة يوم الجمعة لما ورد فيهما من الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك، وترجى هذه الساعة في بقية ساعات اليوم، وفضل الله واسع سبحانه وتعالى.
ومن أوقات الإجابة في جميع الصلوات فرضها ونفلها: حال السجود. لقوله صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» خرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وروى مسلم -رحمه الله- في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أما الركوع فعظم فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ أن يستجاب لكم»، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «فقَمِنٌ أن يستجاب لكم» أي حريّ.

مقامات الناس
قال تعالى : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } (سورة فاطر: 32)
قال أبو بكر الوراق : رتبهم هذا الترتيب على مقامات الناس؛ لأن أحوال العبد ثلاثة : معصية وغفلة، ثم توبة، ثم قربة، فإذا عصى دخل في حيز الظالمين، وإذا تاب دخل في جملة المقتصدين، وإذا صحت التوبة وكثرت العبادة والمجاهدة دخل في عداد السابقين .
(تفسير القرآن للبغوي رحمه الله)

اغتنم قبل الفوات
قال الخطيب البغدادي - رحمه الله: «ينبغي لمن اتسع وقته، وأصلح الله له جسمه، وحبب إليه الخروج عن طبقة الجاهلين، وألقى في قلبه العزيمة على التفقه في الدين أن يغتنم المبادرة إلى ذلك خوفا من حدوث أمر يقطعه عنه، و تجدد حال تمنعه منه، و ليستعمل الجد في أمره و إخلاص النية في قصده والرغبة إلى الله في أن يرزقه علما يوفقه فيه، ويعيذه من علم لا ينتفع به، وليحذر أن يكون قصده فيما يطلب المجادلة به و المماراة فيه، وصرف الهمم إليه و أخذ الأعواض عليه».
الفقيه و المتفقه (2/87) .

{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة}
{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} (المؤمنون: 60)!
القبول للأعمال من الله نعمة منه؛ لأن العامل قد يعتريه النقص والخلل والرفض من قبل الله - عز وجل - فلذا يجب على المسلم سؤال الله القبول دائما والحرص على أداء العمل وتجويده وتحسينه والإخلاص لله -عز وجل- وعدم العجب به واستكثاره والاستكبار على عباد الله وهذا والخوف من عدم القبول لايعني القنوط من رحمة الله وسوء الظن به ولكنها موازنة بين الخوف والرجاء لله الواحد القهار، قال الله الملك -جل جلاله- في سورة المؤمنون:{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} قال الحافظ ابن كثير رحمه الله أي يعطون العطاء وهم خائفون ألا يتقبل منهم، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء. وهذا من باب الإشفاق والاحتياط. كما روى الإمام أحمد -رحمه الله- عن عائشة رضي الله عنها; أنها قالت: يا رسول الله {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: «لا يا بنت أبي بكر، يا بنت الصديق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق، وهو يخاف الله عز وجل»، وفي رواية للترمذي رحمه الله «لا يابنت الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون، وهم يخافون ألا يقبل منهم» {أولئك يسارعون في الخيرات}. ا. هـ
فالخوف المشوب بالرجاء هو سبب مسابقة هؤلاء الصالحين للجنات والإكثار من الأعمال الصالحات والحرص على الإحسان والإتقان في الأعمال، فهؤلاء الذين جمعوا بين الخوف والرجاء في أعمالهم مع حبهم لله -عزوجل- قال عزوجل فيهم بعد الآية التي ذكرناها {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}(المؤمنون: 61).


عدم الاغترار بالنفس
الاغترار بالنفس دمار لها!، والعاقل من وقف وسطاً، بين الخوف والرجاء!
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: (على الإنسان ألا يغتر بنفسه ولا يعجب بعقيدته بل عليه أن يسأل الله دائما الثبات على الأمر؛ لأن القلب يعتريه شبهات ويعتريه شهوات، فأحيانا يكون الإنسان مؤمنا حقا ثم يلقي الشيطان في قلبه شبهة فيعمى - والعياذ بالله- ويضل).
(تفسير سورة الصافات/ ص192)


أنــواع اﻷصدقـــــــاء
قال العﻼمة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: عن اﻷصدقاء قسمهن إلى ثﻼث أصدقاء:
- اﻷول: صديق منفعة: وهو الذي يصادقك ما دام ينتفع منك بمال، أو جاه، أو بغير ذلك، فإذا انقطع اﻻنتفاع فهو عدوك ﻻ يعرفك وﻻتعرفه، وما أكثر هؤﻻء، وما أكثر الذين يلمزون في الصدقات: {وَمِنْهُممَّن يَلْمِزُكَ فِيالصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْيَسْخَطُونَ} (التوبة: 58) .
صديق لك حميم ترى أنه من أعز الناس عندك، وأنت من أعز الناس عنده يسألك يوماً من اﻷيام يقول: أعطني كتابك أقرأ فيه، فتقول: والله الكتاب أنا محتاج إياه غدًا، فينتفخ عليك ويعاديك، هل هذا صديق؟ هذا صديق منفعة .
- الثاني: صديق لذة : يعني ﻻ يصادقك إﻻ ﻷنه يتمتع بك في المحادثات والمؤانسات والمسامرات، ولكنه ﻻ ينفعك، وﻻ تنتفع منه، كل واحد منكم ﻻ ينفع اﻵخر، والعلاقة بينكما ضياع وقت فقط، هذا - أيضًا - احذر منه أن يضيع أوقاتك .
- الثالث: صديق فضيلة: يحملك على ما يزين وينهاك عما يشين، ويفتح لك أبواب الخير ويدلك عليه، وإذا زللت ينهاك على وجه ﻻ يخدش كرامتك، هذا هو صديق الفضيلة.
المصدر:(شرح حلية طالب العلم -102).



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس






ابوالوليد المسلم 01-03-2025 04:38 PM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر من كلام السلف



أثر وتعليق (الجهاد بﻼ‌ علم)
قال المروذي رحمه الله: «قِيلَ: لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَل رَجُلٌ لَهُ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ تَرَى أَنْ يَصْرِفَهُ فِي الْغَزْوِ وَالْجِهَادِ أَوْ يَطْلُبَ الْعِلْمَ قَالَ: إذَا كَانَ جَاهِلًا يَطْلُبُ الْعِلْمَ أَحَبَّ إلَيَّ». اﻵ‌داب الشرعية ﻻ‌بن مفلح (2/43).
قال الشيخ/د.عبدالرزاق البدر- حفظه الله -: كم من شاب من شباب اﻷ‌مة اندفع بﻼ‌ علم وراء ما يظنه جهادًا ونصرةً للدين، فكان ما ترتب على فعله من الفساد أعظم مما كان يظن أنَّه سيحققه ﻷ‌مته، ولو جلس يطلب العلم على أهله وحملته ﻷ‌بصر وسلم.
(منقول من موقع الشيخ)

التسبيح بدلاً من الغناء
قال العﻼ‌مة محب الدين الخطيب - رحمه الله تعالى - حدثني شاب فلسطيني متعلم قال: ركبتُ مع بدوي من قبيلة (حرب) بعيرا، سافرتُ عليه من مكة إلى المدينة، وفيما كنا نسري في الليل أخذتُ أغنّي!!
فقال له الجمّال: أليس خيرا لك لو أنك سبّحتَ الله بدﻻ‌ من هذا الغناء؟
قلت: بلى، ولكن النفس تشتهي أن يكون ذلك تارة وتارة.
فقال: ﻻ‌ تعط النفس هواها.
فقلت: من أي القبائل أنت؟
قال: من حرب، ومنازلنا هاهنا بين الحرمين الشريفين.
قلتُ: منذ كم صرت تؤثر التسبيحَ على الغناء؟
قال: منذ تعلمنا الخوفَ من الله، وصرنا نؤدي فرائض الله.
قلت: ومتى كان ذلك؟
قال: منذ جاء. (ابن سعود) إلى مكّة.
وكنا قبل ذلك نقتل الرجل إذا ظننا أن في جيبه رياﻻ‌، وقد نقتله ثم ﻻ‌ نجد الريال .
أما اﻵ‌ن فإننا نبصر الذهب ملقى على قارعة الطريق فﻼ‌ يمسه أحد منا إﻻ‌ أن يكون هو صاحبه.
(المرجع: المقاﻻ‌ت السلفية لفضيلة الشيخ محب الدين الخطيب. ص32)

صدر حديثا:
للمهتمين من طلاب العلم بشارة صدور شرح العلامة ابن عثيمين على صحيح مسلم بـ270 ريال.
يطلب من مؤسسة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله- المملكة العربية السعودية- القصيم - عنيزة
ص.ب.1929 الرمز البريدي 51911
هاتف رقم:063642107
فاكس رقم:063642009
جوال رقم:0553642107


كما تكونوا يولى عليكم
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُوْنَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوْا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّنْ دُوْنِهِ مِنْ وَالٍ.} (الرعد: 11).
يقول الإمامُ ابنُ القيِّم -رحمه الله-:
«وتأمَّل حكمته -تعالى- في أنْ جَعَل مُلوكَ العِبَادِ وأُمَرَاءَهُم ووُلاتهم مِنْ جنس أعمالهم، بل كأنَّ أعمالهم ظهرت في صور وُلاتهم ومُلوكهم! فإنِ اسْتَقاموا استقامت ملوكهم، وإن عَدَلُوا عدلوا عليهم، وإنْ جارُوا (يعني: ظَلَمُوا) جارَتْ مُلوكهم وَوُلاتهم، وإن ظَهَر فيهم المَكْرُ والخَدِيعة فَوُلاتهم كذلك، وإن منعوا حقوقَ الله لديهم وبَخِلُوا بها منعت مُلوكهم وَوُلاتهم ما لهم عندهم مِنَ الحق وبخلوا بها عليهم، وإن أخذوا ممّن يستضعفونه «كالخدم» ما لا يستحقونه في معاملاتهم، أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه، وضَرَبوا عليهم المُكوس والوظائف «كالضّرائب ونحوها»، وكل ما يستخرجونه مِنَ الضعيف يستخرجه المُلوك منهم بالقوة، فعُمَّالهم ظهرت في صور أعمالهم! وليس في الحكمة الإلهية أن يُوَلَّى على الأشرار الفجار إلا مَنْ يكون مِنْ جنسهم.
ولمّا كان الصّدر الأوّل خِيَارَ القُرون وأَبَرَّها كانت وُلاتهم كذلك، فلمّا شابوا «يعني خالَطَهُم ما يُعَكِّر صفاءَهُم» شِيبَت لهم الولاة.
فحكمة الله تَأْبَى أنْ يُوَلَّى علينا في هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز، فضلاً عن مثل أبي بكر وعمر، بل وُلاتنا على قَدْرِنا، وولاة مَنْ قبلنا على قدرهم، وكلٌّ من الأَمْرين مُوجَب الحكمة ومُقتَضَاها» .
(مفتاح دار السعادة، ص721،722 ط عالم الفوائد)

ثبات أهل الحديث
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «ومما يميز عن غيرهم ثباتهم على مبادئهم عند المحن والفتن فما يعلم أحد من علمائهم ولا صالح عامتهم رجع قط عن قوله واعتقاده، بل هم أعظم الناس صبراً على ذلك وإن امتحنوا بأنواع المحن، وفتنوا بأنواع الفتن، فالثبات والاستقرار في أهل الحديث والسنة أضعاف أضعاف أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة».
(مجموع الفتاوي4/51)


السكينة والتضرع
قال التّابِعِي الجليل الحسن البصري -رحمه الله-: «يا أيها الناس، إنَّهُ واللهِ ما سَلَّطَ اللهُ الحَجَّاجَ عليكم إلا عقوبة، فلا تُعَارِضُوا عقوبةَ اللهِ بالسّيف، ولكنْ عليكم بالسَّكِينةِ والتَّضَرُّع».
(الطبقات الكبرى لابن سعد، ج7 ص121 ط العلمية)


الفرق بين المتبع والمبتدع

قال الإمام الدارمي رحمه الله تعالى:
«إن الذي يريد الشذوذ عن الحق يتبع الشاذ من قول العلماء ويتعلق بزلاتهم -يشير إلى المبتدع.
والذي يؤم الحق في نفسه يتبع المشهور من قول جماعتهم وينقلب مع جمهورهم -يشير إلى المتبع.
فهما آيتان بينتان يستدل بهما على اتباع الرجل وعلى ابتداعه»

(الرد على الجهمية للدارمي 216).



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس



ابوالوليد المسلم 05-03-2025 09:47 PM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف



منهج سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في الرد على المخالفين

تقديم فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله
وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
اعتنى به ورتبه نايف بن ممدوح بن عبد العزيز آل سعود وفقه الله
يقول فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله في تقديمه للكتاب :
الحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فقد اطلعت على العمل الجليل الذي قام به الأخ الكريم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن ممدوح بن عبد العزيز زاده الله من الهدى واليقين والفقه في الدين، وهو انتقاء جملة من ردود شيخنا شيخ الإسلام وإمام أهل السنة في زمانه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز-رحمه الله- وإخراجها في كتاب خاص بغية تسهيل الوقوف عليها والاستفادة من منهجه -رحمه الله- في الرد على المخالفين، وهو منهج يتسم بالرفق والشفقة والحرص على سلامة المردود عليه ورجوعه إلى الصواب، ومن منهجه أيضاً- رحمه الله-أنه إذا رد على مخالف لم يشغل نفسه بمتابعته، ولم يهجره أو يدعو إلى هجره، بل عَدَّ نفسه أدى ما عليه من النصح وبيان الخطأ، واشتغل بما هو ديدنه من العلم والدعوة إلى الخير ونفع الناس بمختلف وجوه النفع، فرحمه الله، وأجزل له الأجر والثواب،وشكر الله لصاحب السمو الملكي الأمير نايف عنايته واهتمامه بإبراز هذه الردود التي يستفاد منها من جهتين:
إحداهما: معرفة الحق والهدى فيما اشتملت عليه ردوده.
والثانية: استفادة من يرد على غيره من منهحه -رحمه الله- في الرفق واللين والحرص على إفادة المردود عليه ورجوعه إلى الصواب.وأسأل الله -عزوجل- أن يثيب الأمير نايفاً على هذا العمل، ويجزل له الأجر والثواب، وأن ينفع به من يقف عليه، إنه سميع مجيب. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
- ويقول فضيلة الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في مقدمته للكتاب أيضا:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
و بعد: فقد اطلعت على المجموع الذي جمعه سمو الأمير/ نايف بن ممدوح بن عبد العزيز: بعنوان «منهج سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في الرد على المخالفين «فوجدته مجموعا مناسبا موضحا لمنهج الشيخ رحمه الله في التحقيق العلمي والأسلوب الرفيع المقنع، جزى الله سمو الأمير خيرا فيما قدم، وغفر للشيخ وأثابه فيما ترك من ثروة علميّة، تفيد الأمة، وتمد طلبة العلم بالعلم النافع والمنهج السليم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد وآله وصحبه».


النصيحة للأمراء


قال الإمام محمد بن صالح ابن عثيمين رحمه الله:
والنصيحة للأمراء تكون بأمور منها:
أولاً: اعتقاد إمامتهم وإمرتهم؛ فمن لم يعتقد أنهم أمراء فإنه لم ينصح لهم؛ لأنه إذا لم يعتقد أنهم أمراء فلن يمتثل أمرهم ولن ينتهي عما نهوا عنه، فلا بد أن تعتقد أنه إمام أو أنه أمير، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، ومن تولى أمر المسلمين ولو بالغلبة فهو إمام، سواء كان من قريش أومن غير قريش.
ثانياً: نشر محاسنهم في الرعية؛ لأن ذلك يؤدي إلى محبة الناس لهم، وإذا أحبهم الناس سهل انقيادهم لأوامرهم.
وهذا عكس ما يفعله بعض الناس؛ حيث ينشر المعايب ويخفي الحسنات، فإن هذا جورٌ وظلم.
فمثلاً يذكر خصلة واحدة مما يُعيب به على الأمراء وينسى خصالاً كثيرة مما قاموا به من الخير، وهذا هو الجور بعينه.
ثالثاً: امتثال ما أمروا به وما نهوا عنه، إلا إذا كان في معصية الله -عزّ وجل-؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وامتثال طاعتهم عبادة وليست مجرد سياسة، بدليل أن الله -تعالى- أمر بها فقال عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} (النساء:59)، فجعل ذلك من مأموراته عزّ وجل، وما أمر الله تعالى به فهو عبادة. ولا يشترط في طاعتهم ألاّ يعصوا الله،فأطعهم فيما أمروا به وإن عصوا الله؛ لأنك مأمور بطاعتهم وإن عصوا الله في أنفسهم.
رابعاً: ستر معايبهم مهما أمكن، وجه هذا: أنه ليس من النصيحة أن تقوم بنشر معايبهم، لما في ذلك من ملء القلوب غيظاً وحقداً وحنقاً على ولاة الأمور، وإذا امتلأت القلوب من ذلك حصل التمرّد وربما يحصل الخروج على الأمراء فيحصل بذلك من الشر والفساد ما الله به عليم.
وليس معنى قولنا: ستر المعايب أن نسكت عن المعايب، بل ننصح الأمير مباشرة إن تمكنا،وإلا فبواسطة من يتصل به من العلماء وأهل الفضل. ولهذا أنكر أسامة ابن زيد -رضي الله عنه- على قوم يقولون: أنت لم تفعل ولم تقل لفلان ولفلان يعنون الخليفة، فقال كلاماً معناه: «أتريدون أن أحدثكم بكل ما أحدث به الخليفة» فهذا لا يمكن.
فلا يمكن للإنسان أن يحدث بكل ما قال للأمير؛ لأنه إذا حدث بهذا فإما أن يكون الأمير نفذ ما قال، فيقول الناس: الأمير خضع وذل، وإما ألا ينفذ فيقول الناس: عصى وتمرّد.
ولذلك من الحكمة إذا نصحت ولاة الأمور ألا تبين ذلك للناس؛لأن في ذلك ضرراً عظيماً.
خامساً: عدم الخروج عليهم، وعدم المنابذة لهم، ولم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في منابذتهم إلا كما قال:
إلا أَنْ تَرَوا - أي رؤية عين، أو رؤية علم متيقنة.
كُفْرَاً بَوَاحَاً أي واضحاً بيّناً.
عِنْدَكُمْ فِيْهِ مِنَ اللهِ بُرْهَانٌ أي دليل قاطع.
ثم إذا جاز الخروج عليهم بهذه الشروط فهل يعني ذلك أن يخرج عليهم ؟ لأن هناك فرقاً بين جواز الخروج، وبين وجوب الخروج.
والجواب: لا نخرج حتى ولو رأينا كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان،إلا حيث يكون الخروج مصلحة،وليس من المصلحة أن تقوم فئة قليلة سلاحها قليل في وجه دولة بقوتها وسلاحها؛ لأن هذا يترتب عليه إراقة الدماء واستحلال الحرام دون ارتفاع المحذور الذي انتقدوا به الأمراء،كما هو مشاهد من عهد خروج الخوارج في زمن الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- إلى يومنا هذا؛ حيث يحصل من الشر والمفاسد ما لا يعلمه إلاربُّ العباد.
لكن بعض الناس تتوقد نار الغيرة في قلوبهم ثم يحدثون ما لا يحمد عقباه، وهذا غلط عظيم.
ثم إنا نقول: ما ميزان الكفر؟ فقد يرى البعض هذا كفراً و البعض لايراه كفراً، ولهذا قيد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله كُفْرَاً بَوَاحَاً ليس فيه احتمال،كما لو رأيته يسجد للصنم، أو سمعته يسب الله، أو رسوله أو ما أشبه ذلك.
شرح الأربعين النووية - الحديث السابع - للإمام ابن عثيمين رحمه الله



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس






ابوالوليد المسلم 15-03-2025 11:07 PM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف


اعتكاف القلب
قال ابن القيم رحمه الله: الإنابة هي عكوف القلب على الله -عز وجل- كاعتكاف البدن في المسجد لا يفارقه، وحقيقة ذلك عكوف القلب على محبته وذكره بالإجلال والتعظيم وعكوف الجوارح على طاعته بالإخلاص له والمتابعة لرسوله، ومن لم يعكف قلبه على الله وحده عكف على التماثيل المتنوعة، كما قال إمام الحنفاء لقومه {مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} (الأنبياء:52) فاقتسم هو وقومه حقيقة العكوف، فكان قومه العكوف على التماثيل، وكان حظه العكوف على الرب الجليل.
(ص193 من الفوائد)
العبد لا يزال في تقدم أو تأخر
قال ابن القيم رحمه الله: لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر وله عليه فيه نهي وله فيه نعمة وله به منفعة ولذة، فإن قام لله في ذلك العضو بأمره واجتنب فيه نهيه فقد أدى شكر نعمته عليه فيه وسعى في تكميل انتفاعه ولذته به وإن عطل أمر الله ونهيه فيه عطله الله من انتفاعه بذلك العضو وجعله من أكبر أسباب ألمه ومضرته وله عليه في كل وقت من أوقاته عبودية تقدمه إليه تقربه منه فإن شغل وقته بعبودية الوقت تقدم إلى ربه وإن شغله بهوى أرواحه وبطالة تأخر فالعبد لا يزال في التقدم أو تأخر، ولا وقوف في الطريق البتة قال تعالى لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر
(ص 190 من الفوائد)

فضل العطية
قال عبيد الله بن عباس رحمه الله:
إن أفضل العطية: ما أعطيت الرجل قبل المسألة. فإذا سألك: فإنما تعطيه ثمن وجهه حين بذله إليك.
موسوعة ابن أبي الدنيا (4/170)

قطيعة الرحم
قال الإمام الشعبي رحمه الله :
من زوج فاسقا: فقد قطع رحمه
موسوعة ابن أبي الدنيا (8/39)

التوحيد كالمرآة
قال ابن القيم رحمه الله: التوحيد أصلف شيء وأنزهه وأنظفه وأصفاه فأدنى شيء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه، فهو كأبيض ثوب يكون، يؤثر فيه أدنى أثر، وكالمرآة الصافية جدا أدنى شيء يؤثر فيها، ولهذا تشوشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية.
ص192 من الفوائد

عقوبة المبتدعة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وهو يتكلم عن أهل البدع:
«ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أوذبَّ عنهم، أوأثنى عليهم، أوعظَّم كتبهم، أو عُرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أوكره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يُدرى ما هو، أو مَنْ قال: إنه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل ومنافق، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون فى الأرض فسادًا، ويصدون عن سبيل الله، فضررهم فى الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم كقطاع الطريق، وكالتتار الذين يأخذون منهم الأموال ويبقون لهم دينهم ...» اهـ
(مجموع الفتاوى-2/132).

العلم ليس بكثرة الرواية ولكنه اتباع الكتاب والسنة
- قال الإمام البربهاري رحمه الله: «واعلم رحمك الله أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب إنما العالم من اتبع العلم والسنن وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير العلم والكتب.»
شرح السنة للبربهاري: 104 - 105

العبادة القلبية للأصنام
- قال ابن القيم رحمه الله: التماثيل جمع تمثال وهو الصور الممثلة فتعلق القلب بغير الله واشتغاله به والركون إليه عكوف منه على التماثيل التي قامت بقلبه وهو نظير العكوف على تماثيل الأصنام؛ ولهذا كان شرك عباد الأصنام بالعكوف بقلوبهم وهممهم وإرادتهم على تماثيلهم فإذا كان في القلب تماثيل قد ملكته واستعبدته؛ بحيث يكون عاكفا عليها فهو نظير عكوف الأصنام عليها ولهذا سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- عبدا لها، ودعا عليه بالتعس والنكس، فقال: تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش.
(ص193 من الفوائد)

لا تبدأ من حيث انتهى القوم!
قال الإمام ابن المبارك رحمه الله: أول العلم النية، ثم الاستماع، ثم الفهم، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر.
جامع بيان العلم وفضله (1/118)

عندما يكون للجهل فضل
قال العلامة ربيع بن هادي حفظه الله:
الجهل: أفضل من أخذ العلم عن أهل البدع.
المجموع (1/301)

بين الأمر والنهي
قال ابن القيم رحمه الله: أقام الله -سبحانه- هذا الخلق بين الأمر والنهي والعطاء والمنع فافترقوا فرقتين: فرقة قابلت أمره بالترك ونهيه بالارتكاب وعطاءه بالغفلة عن الشكر ومنعه بالسخط وهؤلاء أعداؤه وفيهم من العداوة بحسب ما فيهم من ذلك، وقسم قالوا إنما نحن عبيدك فإن أمرتنا سارعنا إلى الإجابة وإن نهيتنا أمسكنا نفوسنا، وكففناها عما نهيتنا عنه وإن أعطيتنا حمدناك وشكرناك، وان منعتنا تضرعنا إليك وذكرناك، فليس بين هؤلاء وبين الجنة إلا ستر الحياة الدنيا فإذا مزقه عليهم الموت صاروا إلى النعيم المقيم وقرة الأعين.
ص 191-192 من الفوائد



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس






ابوالوليد المسلم 20-04-2025 06:13 PM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 



https://al-forqan.net/wp-content/med...s/jpg_1713.jpg


درر وفوائـد من كــلام السلف


الإكثار من الإستغفار
يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: «يُكثر الإنسان من الاستغفار بعد نهاية المناسك، ويُكثر من ذكر الله عزوجل وشُكره والثناء عليه وتعظيمه، فإن العبادة تُتبع بالحمد والثناء، وتُتبع بذكر الله والاستغفار؛ لأن الاستغفار يَجبر ما يحصل من النقص».
قال الإمام ابنُ كثير رحمه الله:
«أبو نصر المروزي كان إماماً في القراءات، وله فيها المصنّفات، وسافر في ذلك كثيراً.
واتفق له أنه غرق في البحر في بعض أسفاره، فبينما الموج يرفعه ويضعه إذ نظر إلى الشمس قد زالت، فنوى الوضوء وانغمس في الماء ثم صعد، فإذا خشبةً فركبها وصلّى عليها، ورزقه الله السلامة ببركة امتثاله للأمر، واجتهاده على العمل، وعاش بعد ذلك دهراً» اهـ.
البداية والنهاية، ط. إحياء التراث 12 / 170
العمل ثمرة العلم
قال العلامة حمد بن عتيق، رحمه الله تعالى: العلم يحفظ بأمرين: تذاكر وفهم، ثم العمل به؛ فمن عمل بما علم حفظ عليه علمه وأثابه علماً آخر ما يعرفه، ﻷ‌ن التعطيل ينسي التحصيل، فإذا عمل اﻹ‌نسان بعلمه، بأن حافظ على فرائض الله، وﻻ‌زم السنن الرواتب والوتر وتﻼ‌وة القرآن، واﻻ‌ستغفار باﻷ‌سحار، وألزم نفسه ساعة يحبسها في المسجد للذكر، وأحسن ما يكون بعد صﻼ‌ة الصبح إلى طلوع الشمس، فقد ثبت العمل به. كذلك يجتنب مجالس اللغو والغفلة، ويعادي مجالس أهل الغيبة وساقط الكﻼ‌م، ويحفظ لسانه مما ﻻ‌ يعنيه. ثم أقبل على تذاكر العلم وقيَّده بالكتابة؛ وحرص على تحصيل الكتب والنسخ أعظم من حرص أهل الثمر عليه وقت الجذاذ، وأعظم من حرص أهل العيش على جمعه وقت الحصاد. فهذا يسمى طالب علم، وهو على سبيل نجاة، إذا كان مخلصاً في ذلك لله; وأكبر عﻼ‌مات ذلك أن يكون لصاحبه حال يتميز بها عن الناس، حتى يشهد حاله ويتميز ﻻ‌نفراده عن الناس، إﻻ‌ من دخل معه في طريقه.
وأما إذا تسمى اﻹ‌نسان بالقراءة، فإذا تأملت حاله إذا هو مثل أهل بﻼ‌ده، وﻻ‌ فيه خاصة عن أهل سوقه، فحاله عند الصلوات الخمس والرواتب مثل حالهم، وﻻ‌ محافظة على ذلك، قد نام جميع ليله و ضيع جميع نهاره، وصار له مع كل الناس مخالطة، وليس هناك إﻻ‌ أنه في بعض الأحيان يأخذ الكتاب ويقرأ في المجلس؛ ولو سألته عن بابه الذي قرأه ما عرفه، ولو طلبت منه مسألة مما يقرأ لم يجب عنها، وربع الريال أحب عنده من كتابين، قد خﻼ‌ منه المسجد وامتﻸ‌ت منه مجالس الغفلة.وعطل لسانه من الذكر، وسله في الخوض في أحوال الناس، وما يجري بينهم وتعرف دنياهم، فهذا من العلم النافع بعيد، وﻻ‌ يفيد وﻻ‌ يستفيد. من حكمة الرب سبحانه أن مثل هذا ﻻ‌ يوفق، وأدلة هذه اﻷ‌مور في كتاب الله وسنة رسوله وكﻼ‌م سلف اﻷ‌مة وأئمتها كثيرة معروفة، ومن تأمل أحوال العالم وجد ما يشهد لذلك؛ فتجد من يشب ويشيب وهو يقرأ ولم يحصل شيئاً، لمانع قام به وحائل من نفسه، ﻻ‌ من ربه،{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (الكهف: 49)، {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} (القمر: 5)
الدرر السنية 4/345.
إن الله يحب أهل الرفق
- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
«إذا كنت رفيقا نلت بذلك فائدتين عظيمتين، أولا: محبة الله عز وجل، فإن الله يحب الرفق وأهل الرفق. ثانيا: أنك تنال برفقك ما لا تنال بعنفك فلا تتعجل ولا تتسرع، لا تأخذك الغيرة والعاطفة على عدم الرفق، تأن في كل أمورك حتى في نفسك».
(شرح الكافية الشافية / ج3 / ص159).

التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله:
«كلما ازداد الإنسان تقربا إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه وإعاذته مما يستعيذ الله منه، لقوله تعالى في الحديث: «ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه».
شرح الأربعيين النووية للعثيمين

قوة الإيمان في القرآن
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «كلما قوي إيمان الإنسان بالقرآن فتح الله من أدلته من اليقين ما لا يجده في كتاب آخر، ولهذا أحثكم ونفسي على الحرص التام على القرآن تلاوة وتدبرا وعملا به، وجرِّب نفسك، وارجع إلى القرآن في هذه الأمور، وانظر ماذا يحصل لقلبك من الإيمان وانشراح الصدر ونور القلب ونور الوجه».
(شرح الكافية الشافية / ج4 / ص166).

من شروط إجابة الدعاء
- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
من شروط إجابة الدعاء أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمس الضرورة إلى الله سبحانه وتعالى، وأن الله -تعالى- وحده هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، أما أن يدعو الله -عز وجل- وهو يشعر بأنه مستغن عن الله -سبحانه وتعالى- وليس في ضرورة إليه وإنما يسأل هكذا عادة فقط فإن هذا ليس بحري بالإجابة.
(فتاوى أركان الإسلام / ص60).

يكفرون من خالفهم في بدعتهم
‏يقول: شيخ الإسلام ابن تيمية:
(والخوارج أول من كفر المسلمين يكفرون بالذنوب، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون دمه وماله).
الفتاوى3/ 279



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس










ابوالوليد المسلم 11-05-2025 11:06 PM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائد من كلام السلف


العقل السقيم
رد على من زعم أن أحاديث صوم عاشوراء تخالف العقل
كتبه: عبد العزيز بن محمد السعيد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن اهتدى بهداه. أما بعد فقد وصلني من بعض إخواني في الكويت مقطع، عليه شعار صحيفة المال، وفيه لقاء مع (محمد عبد الله نصر) أنكر فيه مشروعية صيام يوم عاشوراء، وذكر أن عاشوراء أكذوبة، وأن الحديث في صيامه مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد بنى هذا الإنكار على عقله المريض، وماذا نصنع به إن كان عقله هكذا؟! ولولا مخافة الاغترار به ممن لا يعرف السنن، ولا يعرف حال المذكور في العلم، لما كتبت هذا. فالله المستعان، وعليه التكلان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وإليك - أيها القارئ الكريم - بيان بطلان قوله على وجه الإيجاز:
- أولا: أحاديث صيام يوم عاشوراء ثابتة من وجوه كثير في الصحيحين وغيرهما؛ بل قد بلغت مبلغ التواتر، فقد خرجه البخاري ومسلم من: حديث عائشة، وابن عمر، وابن عباس، ومعاوية، وأبي موسى الأشعري، وابن مسعود، وسلمة بن الأكوع، والرّبيّع بنت معوذ، وأخرجه مسلم من حديث أبي قتادة، وجابر بن سمرة.
فهؤلاء عشرة من الصحابة رضي الله عنهم رووا صيامه، في أصح الكتب بعد كتاب الله! فضلا عما في السنن والمسانيد والمعاجم والمصنفات.
- ثانيا: وبناء على ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله، وترغيبه في صيامه بقوله، فقد اتفق العلماء - رحمهم الله - على مشروعية صيامه، كما حكاه: ابن عبد البر، وابن رشد، وابن هبيرة، والقاضي عياض، وغيرهم.
- ثالثا: بنى هذا القائل كلامه على أربعة أمور، دالة على جهله، وسفه عقله، وضعف بصيرته في الأدلة الشرعية رواية وفقها. وإليك هذه الأمور وردها:
1- زعم أن القول بهذه الأحاديث يعني جهله صلى الله عليه وسلم أن هذا اليوم يوم عيد عند اليهود، وأن هذا اليوم هو الذي نجّى الله فيه موسى من كيد فرعون، بدلالة سؤاله لهم عن صيامهم لهذا اليوم، كما في الصحيحين من حديث ابن عباس قال: «قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، فرأى اليهودَ تصومُ عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح، نَجَّى اللهُ فيه موسى وبني إِسرائيل من عدوِّهم، فصامه».
وجوابه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى اليهود تصومه فسألهم عن السبب أو الحال، ولم يسألهم عن الحكم؛ لأنه كان يعلمه قبلهم، والدليل على هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصومه قبل هجرته إلى المدينة، كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه».
2- زعمه أن القول بهذه الأحاديث معناه أنه صلى الله عليه وسلم أصبح تابعا لليهود وليس متبوعا لهم؛ إذ صامه معهم.
وجوابه: أن هذا كلام من لا يعرف ما يخرج من رأسه، فحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يكون تابعا لغيره، بل هو المتبوع شرعا لازما، وحُكما مُحكما، وقد تقدم في حديث عائشة ما يدل على بطلان هذا الزعم الفاسد، ويؤكد ذلك حديث ابن عباس - رضى الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم: «ما هذا اليوم الذى تصومونه؟». فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه، فقال صلى الله عليه وسلم : «فنحن أحق وأولى بموسى منكم». فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. متفق عليه واللفظ لمسلم. فهو تَبِع موسى - عليه السلام - في صيامه، وقد قال تعالى ـ لما ذكر جملة من الأنبياء ـ:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } (الأنعام: 90) ، وقد يكون ذلك من ملة إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام - المعلومة عنده - عليه الصلاة والسلام - كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن اليهود والنصارى كانوا يعظمونه. وقريش - كما سبق - كانت تعظمه.
3- زعم أن أول الحديث يتناقض مع آخره؛ إذ إن في أوله أنه سأل السؤال أول ما قدم المدينة، وقال: «لئن بقيت إلى قابل لأُصَومنّ التاسع»، فتوفي صلى الله عليه وسلم قبل العام القابل، وزعم أن الأخذ بذلك يفضي إلى أنه مكث في المدينة عاما واحدا فقط، وهذا خلاف المقطوع به من أنه بقي في المدينة أحد عشر عاما.
وجوابه: أن هذا جهل مركب؛ ذلك أن هذه الجملة «لئن بقيت إلى قابل لأُصَومنّ التاسع» ليس في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها حين قدم المدينة، مقترنة بسؤاله عن صيام اليهود ليوم عاشوراء، فمن أين جاء بهذا ابن نصر؟
فالرواية في صحيح مسلم من حديث أبي غطفان قال: سمعت عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - يقول: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع». قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومما يؤكد أنه صلى الله عليه وسلم لم يقل هذه الجملة أول ما قدم المدينة: أن الذين رووا الحديث من الصحابة لم يذكروها، وإنما جاء ذلك في حديث ابن عباس، مرة مجموعة كما في الرواية التي ذكرتها، ومرة مفردة كما في رواية عبد الله بن عمير في صحيح مسلم.
وما ذكرته هو الذي يوافق هديهصلى الله عليه وسلم ، الذي بينه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في قوله (الفتح 6/280): «وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ولاسيما إذا كان فيما يخالف فيه أهل الأوثان، فلما فتحت مكة، واشتهر أمر الإسلام، أحب مخالفة أهل الكتاب - أيضا - كما ثبت في الصحيح؛ فهذا من ذلك، فوافقهم أولا وقال: نحن أحق بموسى منكم، ثم أحب مخالفتهم؛ فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله ويوم بعده؛ خلافا لهم».
والحديث الذي أشار إليه هو في الصحيحين من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : «كان صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء..».
4- ما ذكروه أن اليهود خرجوا من المدينة بعد خمس سنوات من قدومه المدينة فكيف سألهم؟
وجوابه: أن السؤال كان في مقدمه للمدينة، وأما المخالفة فكانت في آخر حياته صلى الله عليه وسلم .
فهذا جواب مختصر عن هذا الكلام الساقط، الأجنبي عن العلم المفرط في الجهل، الذي لا يصدر إلا عن جهل مركب، وعقلٍ لا يعقل.
وأذكر القارئ الكريم بأن ما استنتجه هذا الجاهل يعني تسفيه عقول الأمة بعلمائها على مرّ هذه القرون المتطاولة،فقد رووا هذه الأحاديث ولم ينكروها، وعملوا بها، ودعوا إليها، كما يتضمن الطعن في أصح كتابين بعد كتاب الله، بإجماع العلماء: صحيح البخاري، وصحيح مسلم!
نسأل الله أن يصلح حالنا وحاله، ويفقهنا في الدين، ويعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس






ابوالوليد المسلم 22-05-2025 09:07 PM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف


وفاة الإمام أبو زرعة الرازي
- قال أبو جعفر محمد بن علي: حضرنا أبا زرعة عند وفاته وهو في السوق، وعنده أبو حاتم، وابن وارة، والمنذر بن شاذان، وغيرهم. فذكروا حديث التلقين «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله»، فاستحيوا من أبي زرعة أن يلقنوه. فقالوا: تعالوا نذكر الحديث. فقال ابن وارة: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وقال أبو حاتم: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر.
والباقون سكتوا. ففتح أبو زرعة عينيه وقال وهو يحتضر: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، دخل الجنة»، وخرجت روحه معه رحمه الله.
ترجمة أبي زرعة الرازي من تاريخ بغداد (12/47).


ومكانة أهل السنة في منزلتهم
1 - عن الحسن - رحمه الله - قال: «يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس». اللالكائي : 1/57/19
2 - قال أيوب – رحمه الله -: «إني أُخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي». اللالكائي : 1/60/29، وحلية الأولياء: 3/9.
3 - عن سفيان الثوري – رحمه الله - قال: «استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء». اللالكائي : 1/64/49.
4 - عن سفيان الثوري – رحمه الله - يقول: «إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب فابعث إليهما بالسلام وادع لهما ما أقل أهل السنة والجماعة». اللالكائي : 1/64/50.
5 - قال الإمام أحمد – رضي الله عنه – في آخر رسالته التي أرسلها للإمام مسدد بن مسرهد–رحمه الله-: «أحبوا أهل السنة على ما كان منهم، أماتنا الله وإياكم على السنة والجماعة، ورزقنا الله وإياكم اتباع العلم . ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه».
طبقات الحنابلة: 1/345.

مات على السنة
6 - عن معتمر بن سليمان
– رحمه الله - يقول: «دخلت على أبي وأنا منكسر فقال: مالك؟ قلت: مات صديق لي، قال: مات على السنة قلت: نعم قال: فلا تخف عليه». اللالكائي: 1/67/61.
7 - قال الإمام مالك- رحمه الله تعالى: «لو لقي الله رجل بملء الأرض ذنوباً ثم لقي الله بالسنة لكان في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً». ذم الكلام وأهله (5/76-77).
8 - قال الإمام أحمد: «مَنْ مَاتَ عَلَى الإِسْلاَمِ وَالسُّنَّةِ مَاتَ عَلَى الخَيْرِ كُلِّهِ».
سير أعلام النبلاء (11/296).


قصة خروج عمر إلى الشام
روى الحاكم في مستدركه قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، ثنا إسماعيل بن إسحق القاضي، ثنا علي بن المديني، ثنا سفيان، ثنا أيوب بن عائذ الطائي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال : خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن (ص: 237)، الجراح فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أأنت تفعل هذا، تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك ، وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك، فقال عمر: أوه لو يقول ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله .
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لاحتجاجهما جميعا بأيوب بن عائذ الطائي وسائر رواته، ولم يخرجاه. وله شاهد من حديث الأعمش، عن قيس بن مسلم .
مستدرك الحاكم ج1 ص237


الطهارة القلبية
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: يجب علينا أن نعتني بالطهارة القلبية أكثر مما نعتني بالطهارة الحسية؛ لأن الطهارة القلبية من كل رجس هي الأصل، سواء فيما يتعلق بمعاملة الخالق أم ما يتعلق بمعاملة المخلوق،
فالشرك رجس والنفاق رجس والشك رجس والكبر عن عبادة الله -تعالى- وعلى عباد الله رجس، أما الرجس في معاملة الخلق فالحسد والكراهة والبغضاء والحقد فالواجب أن نطهر القلب من ذلك كله.
(التعليق على صحيح مسلم / ج2 / ص6).


لا أحد يسلم من الأخطاء

قال شيخ القراءة والعربية الإمام الكسائي رحمه الله: صليت بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي، فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط، أردت أن أقول: «لعلهم يرجعون» فقلت: «لعلهم يرجعين» قال: فوالله ما اجترأ هارون أن يقول لي أخطأت، ولكنه لما سلمت قال لي: يا كسائي! أي لغة هذه؟ قلت يا أمير المؤمنين! قد يعثر الجواد، فقال: أما هذا فنعم.
علق الحافظ الذهبي في سير النبلاء (376/14) على الحكاية قائلاً: «من وعى عقله هذا الكلام علم أن العالم مهما علا كعبه، وبرز في العلم، إلا أنه لا يسلم من أخطاء وزلات، لا تقدح في علمه، ولا تحط من قدره، ولا تنقص منزلته، ومن حمل أخطاء أهل العلم والفضل على هذا السبيل حمدت طريقته، وشكر مسلكه، ووفق للصواب».


اللحية زينة للرجال

اللحية تزين الرجال، وتميزهم عن النساء، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «سبحان من زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب” أخرجه الحاكم؛ ولهذا تجد صاحب الطاعة وحسن الخلق والسماحة أكثر الناس طمأنينة؛ فاﻹيمان يذهب الهموم، ويزيلالغموم، وهو قرة عين الموحدين، وسلوة العابدين من أدام التسبيح انفرجت أساريره، ومن أدام الحمد تتابعت عليه الخيرات ومن أدام اﻻستغفار فتحت له المغاليق».
الداء والدواء (187، 188)



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس






ابوالوليد المسلم 22-05-2025 10:16 PM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائد من كلام السلف


الاختبار والابتلاء
قال الله تعالى: {الم ﴿1﴾أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}(العنكبوت: 1-3).
قال ابن القيم رحمه الله: فالناس إذا أرسل إليهم الرسل بين أمرين: إما أن يقول أحدهم آمنا وإما ألا يقول آمنا بل يستمر على عمل السيئات فمن قال آمنا امتحنه الرب -عز وجل- وابتلاه وألبسه الابتلاء والاختبار ليبين الصادق من الكاذب.
ص 204 من الفوائد

من أسباب الغفلة والنفاق
التحذير الشديد لمن يتخلف عن صلاة الجُمعة يختم على قلبه بالغفلة ويكتب منافقا، يطبع على قلبه والعياذ بالله:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ليَنتهِيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمعاتِ؛ أو لَيَختِمنَّ اللهُ على قلوبهم!! ثم ليَكونَنَّ من الغافلين!!» صحيح مسلم.
-قال النبي صلى الله عليه وسلم : «مَن ترك ثلاثَ جُمعاتٍ مِن غير عُذر؛ كُتِب من المنافقين!!» صحيح الجامع: 6144.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم : «مَن ترك ثلاثَ جُمَعٍ تهاوُنًا بها؛ طَبعَ اللهُ على قلبِه» صحيح الجامع: 6143.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «صلاة الجمعة» أي: الصلاة التي تجمع الخلق، وذلك أن المسلمين لهم اجتماعات متعددة، اجتماعات حي في الصلوات الخمس في مسجد الحي، واجتماعات بلد في الجمعة والعيدين، واجتماعات أقطار في الحج بمكة، هذه اجتماعات المسلمين صغرى وكبرى ومتوسط، كل هذا شرعه الله من أجل توطيد أواصر الألفة والمحبة بين المسلمين.
وليعلم أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، وما طلعت الشمس على يوم خير منه، وأن الله خصّ به هذه الأمة بعد أن أضل عنه الأمم السابقة، فإن اليهود اختلفوا فيه فصارت جمعتهم السبت، والنصارى أشد اختلافاً فصارت جمعتهم الأحد، فصاروا والحمد لله تبعاً لنا ونحن متأخرون عنهم زمناً لكنهم متأخرون عنا رتبة؛ لأن هذه الأمة أفضل أمة عند الله وأكرمها.
الشرح الممتع على زاد المستقنع، المجلد الخامس

مكانة أبي بكر عند الصحابة
قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : مـا رأيت مثـلك، قال عمر رضي الله عنه :رأيت أبا بكر ؟
قال الرجل: لا، قال:لو قلت نعم إني رأيته لأوجعتك ضرباً.
ابن أبي شيبة: 31933

أيهم أعظم شرا اليهود والنصارى أم الخوارج؟؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في الخوراج: «وما روي من أنهم شر قتلى تحت أديم السماء خير قتيل من قتلوه في الحديث الذي رواه أبو أمامة رواه الترمذي وغيره. أي أنهم شر على المسلمين من غيرهم فإنهم لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم لا اليهود ولا النصارى فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم مكفرين لهم وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة»!.
(المنهاج (5/248))


إخلاص النية في العمل
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إخلاص النية في العمل هو أن يتناسى الإنسان كل ما سوى الله -عز وجل- وأن يكون الحامل له على هذه العبادة امتثال أمر الله -عز وجل- وإرادة ثوابه وابتغاء وجهه -عز وجل- وأن يتناسى كل شيء يتعلق بالدنيا في هذه العبادة فلا يهتم بالناس أرأوه أم لم يروه.
(فتاوى نور على الدرب / ج1 / ص416).


موته ذهاب العلم
يقول يحيى بن جعفر: «لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل-أي البخاري-من عمري لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموته ذهاب العلم».
(تاريخ بغداد 2/24).

عقوبات الله الخفية
قال الإمام المُجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب: «إن الله -سبحانه- قد يُعاقب العبد إذا غضب عليه؛ بعقوبات باطنة في دينه وقلبه؛ لا يعرفها الناس»
الدُرر 175/13


أيهما أولى بالقتال آلمشركون أم الخوارج؟!

- أخرج ابن ابي شيبة عن عاصم بن شمخ قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول - ويداه هكذا، يعني ترتعشان من الكبر-: «لقتال الخوارج أحب إليَّ من قتال عدتهم من أهل الشرك».
قال ابن حجر رحمه الله: قال ابن هبيرة: وفي الحديث أن قتال الخوارج أولى من قتال المشركين، والحكمة فيه أن قتالهم حفظ رأس مال الإ-سلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح، وحفظ رأس المال أولى».
(فتح الباري (301/12))


الشرك المحبط للعمل
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
إذا أراد العبد بعبادته التقرب إلى غير الله -تعالى- ونيل الثناء عليها من المخلوقين فهذا يحبط العمل وهو من الشرك، وفي الصحيح أن النبي[ قال: قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه.
(فتاوى أركان الإسلام / ص64).


القواعد العظيمة
قال ابن تيمية:
من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين تأليف القلوب واجتماع الكلمة وصلاح ذات البين .
مجموع الفتاوى (28/ 51).



‏العبادة مع فساد المعتقد تغر الجاهل ولا تغر العالم!
فالخوارج مع عبادتهم الكبيرة لم ينتفعوا بها، وسماهم الرسول عليه الصلاة والسلام «كلاب أهل النار».



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس






ابوالوليد المسلم 12-07-2025 10:41 AM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف


بشرى للمؤذن المخلص
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة» رواه ابن ماجه (رقم 728) بسند صحيح.
قال الشيخ الألباني رحمه معلقًا: وإن مما يؤسف له أن هذه العبادة العظيمة، والشعيرة الإسلامية، قد انصرف أكثر علماء المسلمين عنها في بلادنا، فلا تكاد ترى أحدًا منهم يؤذن في مسجد ما, إلا ما شاء الله، بل ربما خجلوا من القيام بها، بينما تراهم يتهافتون على الإمامة، بل ويتخاصمون! فإلى الله المشتكى من غربة هذا الزمان.
(السلسلة الصحيحة 1-104)

قسوة القلب
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه:
فضيلة الشيخ، ما أسباب قسوة القلب؟ هل كثرة الطعام، والنوم من أسباب قسوة القلب؟
فأجاب رحمه الله: قسوة القلب أسبابها كثيرة، منها:
الإعراض عن ذكر الله، وكون الإنسان لا يذكر الله إلا قليلاً، تجده حتى في الصلاة المفروضة لا يذكر الله بقلبه، يقرأ، ويركع، ويسجد، ويسبح، ويدعو والقلب غافل، هذه من أسباب القسوة.
من أسباب قسوة القلب أيضاً: كثرة المزاح، واللعب، والتلهي بالأصدقاء والأهل؛ ولهذا قال بعض الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام: «إننا إذا كنا عندك فإننا نخشع حتى كأننا نشاهد الجنة والنار، وإذا ذهبنا فعافسنا الأهل والأولاد نسينا، قال: ساعة وساعة»
ومن أسباب قسوة القلب أيضاً: الانكباب على الدنيا، وتفضيلها على الآخرة، وألا يكون هم الإنسان إلا جمع المال، ولها أسباب كثيرة؛ فلهذا ينبغي للإنسان إذا رأى من قلبه قسوة أن يبادر بالعلاج، قبل أن يتحجر ويعجز عن علاجه.
السائل: الطعام؟
الشيخ: قد يكون هذا من أسباب قسوة القلب؛ لأن الإنسان لا يكون له هم إلا بطنه وقد لا يكون، أحياناً يشبع الإنسان ولا يجد من نفسه قسوة قلب.
(سلسلة لقاء الباب المفتوح 76)

كيف نعلم أبناءنا العقيدة الصحيحة؟
السؤال: كيف نعلم أبناءنا العقيدة الصحيحة؟
الجواب: تدريسهم كتب العقيدة الصحيحة وهي كثيرة -ولله الحمد- وميسورة، إن كنت من العلماء تدرسهم أنت إياها، وإن كنت لست من العلماء تختار لهم مدارس طيبة أو مدرسين طيبين يحفظونهم هذه العقائد ويشرحون لهم ويبينون لهم.
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان


ما شــروط الإســلام؟

الجواب: شروط الإسلام شرطان:
الشرط الأول: الإخلاص لله، وأن تقصد بإسلامك ودخولك في دين الله وأعمالك وجه الله عز وجل، هذا لا بد منه؛ لأن كل عمل تعمله وليس لوجه الله سواء كان صلاة أم صدقة أم صياماً أم غير هذا لا يكون نافعاً ولا مقبولاً، حتى الشهادتين لو فعلتهما رياءً أو نفاقاً لا تقبل ولا تنفعك وتكون من المنافقين.
فلا بد أن يكون قولك: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله صدقاً من قلبك، تؤمن بالله وحده وأنه المعبود بالحق، وأن محمداً رسول الله صادق، وأنه رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين، وأنه خاتم الأنبياء، فإذا كان ذلك منك صدقاً وإخلاصاً نفعك ذلك، وهكذا في صلاتك تعبد الله بها وحده، وهكذا صدقاتك، وهكذا قراءتك وتهليلك، وصومك، وحجك يكون لله وحده.
الشرط الثاني: الموافقة للشريعة فلا بد أن تكون أعمالك موافقة للشريعة، وليس من عند رأيك ولا من اجتهادك، بل لا بد أن تتحرى موافقة الشريعة فتصلي كما شرع الله، وتصوم كما شرع الله، وتزكي كما شرع الله، وتجاهد كما شرع الله، وتحج كما شرع الله، وهكذا.
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، والله يقول في كتابه العظيم: {أم لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا } (الشورى: 21)، يعيبهم سبحانه بهذا العمل.
ويقول سبحانه: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ(18) إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} (الجاثية: 18- 19).
فالواجب اتباع الشريعة التي شرعها الله على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعدم الخروج عنها في جميع العبادات التي تتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، وهذه هي شروط الإسلام، وهي شرطان: الأول: الإخلاص لله في العمل، والثاني: الموافقة للشريعة، هذا هو الذي به تنتفع بعباداتك، ويقبل الله منك عباداتك إذا كنت مسلماً.
( سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله ).


كلام مهم جدير بالتأمُّل

قال الإمام ابن القيِّم -رحمه الله-:
«وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}(الحجرات:2)، فإذا كان رَفْعُ أصواتِهِم فوقَ صوتِه سببًا لحبوطِ أعمالِهِم فكيف تقديمُ آرائِهِم وعقولِهِم وأذواقِهم وسياسَتِهم ومعارِفِهم على ما جاء بِه ورَفْعُها عليه؟ ألَيْسَ هذا أَوْلَى أنْ يكونَ مُحبِطًًا لأعمالهم؟».
(إعلام الموقِّعِين ج1 ص41)

التفقه في الدين
قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامةُ الخيرِ، قال صلى الله عليه وسلم : «من يرد الله به خيراً يفقه في الدين» رواه البخاري؛ وذلك لأنَّ التفقُّهَ في الدين يحصلُ به العلمُ النافعُ الذي يقوم عليه العملُ الصالحُ.. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ} (الفتح:28)، فالهدى هو: العلم النافع، ودين الحقِّ هو: العملُ الصالحُ.
وقد أمر اللهُ سبحانه نبيهَّ صلى الله عليه وسلم أن يسألهُ الزيادة من العلم: قال تعالى { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه: 114).
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: وقوله عزَّ وجل: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} واضحُ الدلالةِ في فضل العلم؛ لأن الله لم يأمرْ نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيءٍ إلاَّ من العلم. (فتح الباري 1 / 187).
وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المجالس التي يُتَعَلَّمُ فيها العلمُ النافعُ بـ (رياضِ الجنَّةِ)، وأَخبر أنَّ العلماء هم ورثةُ الأنبياء.
ولا شك أنَّ الإنسانَ قبل أن يُقدِم على أداء عملٍ ما، لا بدَّ أن يعرف الطريقةَ التي يؤدِّي بها ذلك العملَ على وجههَ الصحيح؛ حتى يكون هذا العمل صحيحاً، مؤدِّياً لنتيجتِه التي تُرجى من ورائه، فكيف يُقدِم الإنسانُ على عبادة ربه – التي تتوقَّفُ عليها نجاتُه من النار ودخولُه الجنةَ – كيف يُقدم على ذلك بدون علمٍ؟! انتهى
( المخلص الفقهي: ص7 – ص8 ).



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس






ابوالوليد المسلم 13-07-2025 06:54 PM

رد: درر وفوائـد من كــلام السلف
 
درر وفوائـد من كــلام السلف


دعاء القنوت
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا قلنا في دعاء القنوت: اللهم اهدنا فيمن هديت فإننا نسأل الله -تعالى- الهدايتين هداية العلم وهداية العمل، كما أن قوله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم يشمل الهدايتين هداية العلم وهداية العمل، فينبغي للقارئ أن يستحضر أنه يسأل الهدايتين هداية العلم وهداية العمل.
(شرح دعاء قنوت الوتر / ص7).


كيـف نواجـه الإلحـاد؟!
في ظل وجود بوادر لظاهرة الإلحاد في مجتمعاتنا الإسلامية، إليك محاضرة: (كيـف نواجـه الإلحـاد؟!) وهي محاضرة قيمة ومركزة في 22 دقيقة لفضيلة الشيخ / د. صالح سندي أستاذ العقيدة بالجامعة الإسلامية، ممكن الاستفادة منها لمواجهة التيارات الإلحادية، ويوضح الشيخ -حفظه الله- كيف نستطيع أن نحول بين الشباب وبين هذه النزعة النكراء، وإلى المحاضرة:


طرد الهم
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله-:
ومن أنفع الأمور لطرد الهم أن توطن نفسك على ألا تطلب الشكر إلا من الله، فإذا أحسنت إلى من له حق عليك أو من ليس له حق، فاعلم أن هذا معاملة منك مع الله. فلا تبال بشكر من أنعمت عليه، كما قال تعالى في حق خواص خلقه: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} (الإنسان:9).
(كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة).


الشفاء
قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الإسراء: 82).
قال ابن القيم -رحمه الله-: ومن «هنا لبيان الجنس لا للتبعيض فإن القرآن كله شفاء، فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب، فلم ينزل الله سبحانه من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أشجع في إزالة الداء من القرآن.
(ص 2 من كتاب-الداء و الدواء لابن القيم رحمه الله)


من إبداعات الحافظ الذهبي في وصف مراتب الرواة
قال الذهبي عن الرواة في كتابه ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (ص: 171) :
منهم هو العدل الحجة، كالشاب القوي المعافى , ومنهم من هو ثقة صدوق ، كالشاب الصحيح المتوسط في القوة, ومنهم من هو صدوق ، أو لا بأس به ، كالكهل المعافى, ومنهم الصدوق الذي فيه لين، كمن هو في عافية، لكن يوجعه رأسه أو به دمل .
ومنهم الضعيف الذي تحامل، ويشهد الجماعة محموما، ولا يرمي جنبه، ومنهم الضعيف الواهي ، كالرجل المريض في الفراش ، وبالتطبيب ترجى عافيته ، ومنهم الساقط المتروك، كصاحب المرض الحاد الخطر .
وآخر حاله كحال من سقطت قوته ، وأشرف على التلف, وآخر من الهالكين، كالمتحتضر الذي ينازع, وآخر من الكذابين الدجالين .


اجعل الكتاب والسنة عمدتك
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ينبغي لطالب العلم أن يركز على فهم كتاب الله عز وجل وسنة رسولهصلى الله عليه وسلم قبل كل شيء، وأن يستعين على فهمهما بكتب أهل العلم، يعني لا يطرح كتب أهل العلم جانبا ولا يعتمد عليها ويدع الكتاب والسنة، بل يأخذ من هذا وهذا، ويجعل العمدة الكتاب والسنة.
(شرح الكافية الشافية / ج2 / ص369).


كلام أرسطو وذويه
إن كلامه وكلام ذويه في الحساب والعدد ونحوه من الرياضيات مثل كلام بقية الناس، والغلط في ذلك قليل نادر، وكلامهم في الطبيعيات دون ذلك، غالبه جيد، وفيه باطل.
وأما كلامهم في الإلهيات ففي غاية الاضطراب مع قلته؛ فهو لحم جملٍ غث على رأسِ جبلٍ وعر، لا سهل فيُرتقى ولا سمين فينتقل.
(بيان تلبيس الجهمية (2/ 465))


تأثير الأدعية والأذكار

قال ابن القيم رحمه الله-» أن الأذكار والآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية ولكن تستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه فكذلك القلب إذا أخذ الرقى والتعاويذ بقبول تام وكان للراقي نفس فعالة وهمة مؤثرة في إزالة الداء.
(صفحة رقم 3 من كتاب الداء والدواء)



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس







الساعة الآن : 08:03 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 146.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 145.36 كيلو بايت... تم توفير 0.77 كيلو بايت...بمعدل (0.52%)]