مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
بسم الله الرحمن الرحيم أكثر ما يميز لغتنا العربية عن غيرها من لغات العالم الثراء اللغوي فهي لغة غنية بالمرادفات والمسميّات والكُنى وكذلك بالأمثال ولمحبتي الشديدة للأمثال العربية أحببت أن أنقل لكم في هذه الصفحة مجموعة من الأمثال التي انتقيتها لكم من كتاب مجمع الأمثال لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني وهو كتاب مكون من أربعة مجلدات تضم بين طياتها ما قد قيل من أمثال عربية أصيلة وهو من أجمل الكتب الذي أحتفظ به منذ سنوات واليوم يسعدني أن أكتب ما اخترته منه 1- يداك أوْكتا وفوك نفخ قال الفضل : أصله أن رجلا كان في جزيرة من جزائر البحر ، فأراد أن يعبر على شيء يشبه الزورق نفخ فيه ولم يحسن إحكامه ، حتى إذا توسط البحر خرجت منه الريح فغرق ، فلما غشيه الموت استغاث برجل ، فقال له ( يداك أوكتا وفوك نفخ ) يضرب لمن يجني على نفسه الحيْن *** 2- وافق شنٌ طبقة قال الشرقي بن القطامي : كان رجل من دهاة العرب يقال له شنّ ، قال : والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها ، فبينما هو في بعض مسيره إذ وافقه رجل في الطريق ، فسأله شنّ : أين تريد ؟ فقال : موقع كذا ، يريد القرية التي يقصدها شنّ ، فرافقه حتى إذا أخذا في مسيرهما قال له شن : أتحملني أم أحملك ؟ فقال الرجل : يا جاهل أنا راكب وأنت راكب ! وسارا حتى إذا قربا من القرية إذا بزرع قد استحصد ، فقال شنّ : أترى هذا الزرع أُكِل أم لا ؟ فقال له الرجل : يا جاهل ، ترى نبتا مستحصدا فتقول أُكِل أم لا ! فسكت عنه شنّ ،حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جِنازة فقال شنّ : أترى صاحب النعش حياً أم ميتاً فقال الرجل : ما رأيت أجهل منك ! ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي ، فسكت عنه شنّ ، وأراد مفارقته فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله ، فمضى معه . فكان للرجل بنتٌ يقال لها طبقة فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه ، فأخبرها بمرافقته إياه ، وشكا إليها جهله ، وحدثها بحديثه فقالت : يا أبت ِ ما هذا بجاهل !أما قوله( أتحملني أم أحملك ) فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا وأما قوله ( أترى هذا الزرع أُكِل أم لا ) فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا وأما قوله في الجنازة ، فأراد هل ترك عقِبا يحيا ذكره أم لا . فخرج الرجل فقعد مع شنّ فحادثه ساعة ، ثم قال : أتحب أن أفسِّر لك ما سألتني عنه ؟ قال نعم فسِّرْه لي ، ففسره قال شنّ : ما هذا من كلامك ، فأخبرني عن صاحبه ، قال : ابنة لي ، فخطبها إليه ، فزوَّجه إياها وحملها إلى أهله ، فلما رأوها قالوا : ( وافق شنٌّ طبقة ) فذهب مثلا يضرب للمتوافقين *** 3- نفس عصام سوّدتْ عصاما قيل : إنه عصام بن شهير حاجب النعمان بن المنذر الذي قال له النابغة الذبياني حين حجب عن عيادة النعمان من قصيدة له : فإني لا ألومك في دخول ** ولكن ما وراءك يا عصام يضرب في نباهة الرجل من غير قديم ، وهو الذي تسميه العرب ( الخارجي ) بمعنى أنه خرج بنفسه من غير أوليّة كانت له ، وفي المثل ( كن عصاميا ولا تكن عظاميا ) ومعناه إعتمد على نفسك في الوصول إلى العلا ولا تفتخر بنسبك ومنزلة آبائك وتصعد بهم وقيل : نفس عصام سودت عصاما ** وعلّمتْه الكرّ والإقداما * وصيّرتْه ملكا هُماما* |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
بسم الله الرحمن الرحيم 3- لما اشتدّ ساعده رماني قال الشاعر: فيا عجبا لمن ربيْتُ طفلا **أُلقِّمُهُ بأطراف البنان أعلِّمُهُ الرماية كل يومٍ ** فلما اشتد ساعده رماني وكم علَّمْتُه نظْم القوافي ** فلما قال قافية هجاني أُعلِّمُهُ الفُتُوَّة كل وقت ** فلما طّرّ شاربه جفاني يضرب لمن يُسيء إليك وقد أحسنْتَ إليه *** 5-لكل مقام مقال يراد أن لكل أمرٍ أو فعلٍ أو كلامٍ موضعاً لا يوضع في غيره ، أنشد ابن الأعرابيّ تَحَنَّنْ عليّ هَدَاكَ المليك ** فإنّ لكل مقامٍ مقالاً قال : معناه أحسن إليَّ حتى أذكرك في كل مقام بحُسْن فعلك *** 6- قد حميَ الوطيس قال الأصمعي وغيره : الوطيس حجارة مدوَّرة ، فإذا حميت لم يمكن أحدا أن يطأ عليها ويضرب للأمر إذا اشتد *** 7- أنا ابن جَلاَ يضرب لمن هو مشهور بين الناس ، وهو من قول سُحيْم : أنا ابن جلاَ وطلاَّع الثنايا ** متى أضع العمامة تعرفوني وتمثّل به الحجاج على منبر الكوفة قال بعضهم : ابن جلا النهار وتقديره أنا ابن الذي يقال له جَلاَ الأمور وكشفها **** اكتفي بهذا القدر وسأكمل في وقت لاحق إن شاء الله ومن كان لديه مثل عربيّ فصيح لا يعرف معناه أو المناسبة التي قيل فيها فليكتبه وسأبحث عنه إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
السلام عليكم
جهد طيب مبارك جميلة المعلومات القصيرة المركزة ممتعة، و لا يسأمها القارئ سيكون موضوعًا مميزًا بإذن الله بارك الله فيك و أثابك. |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
أهلا بك أستاذنا الفاضل يسعدني مرورك على الموضوع وأنا متابعة بإذن الله |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
يداك أوكتا وفوك نفخ وافق شن طبقة :) أحبها جدددا وأستعملها كثييييييرا وخصوصا الأولى :ppu فلما اشتد ساعده رماني أحب هذا المثل جدا ، وقد قمتُ بكتابة أبياتٍ شعرية مستوحاه منه :) بارك الله بأناملك الكاتبة واصلي متابعة معك وربي يكتب أجرك دمتِ بحفظه ورعايته |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
فراشتنا المتألقة يسعدني إعجابك بالموضوع وأنا كذلك أحب الأمثال العربية التي تذكرنا بلغتنا الأصيلة دمت بخير وفقك الله |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
يداك أوكتا وفوك نفخ عفوا أخت مامعنى الكلمة بالأحمر جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع والمميز |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
أخي الفاضل / مصطفى لم أشأ أن أشرح لك الكلمة من اجتهادي الشخصي لذلك عدت إلى معجم القاموس المحيط لأنقل لك معنى هذه الكلمة الوكاء :رباط القربة أو ما حمل صاحب المثل (الزورق ) وكل ما شد رأسه من وعاء يسمى وكاء أوكى : بخل استوكى :أي امتلأ أي أنه لم يملأه بالهواء اللازم ولم يحكم اغلاقه أتمنى أن أكون قد أفدتك بالتوفيق |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
مشكورة أختي الكريمة حب ربي ملأ قلبي |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
اقتباس:
الأخت الفراشة المتألقة أم تحسبين أن أعضاء ملتقى العربية باستطاعتهم أن يكتبوا ما يشاؤون ثم يمضون؟ أنت مطالبة بالاعتراف بهذه الأبيات التي كتبتِها بالسرعة الممكنة، و القاضي صاحبة الموضوع أختنا "حب ربي ملأ قلبي" :):) جزاك الله خيرًا |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
والله فاتني االموضوع أنضم إلى صوت أستاذنا الدكتور وليد نوح وأطالب فراشتنا المتألقة بالأبيات التي كتبتها أظن أن كرسي الإعتراف انتقل إلى هنا!!! |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
عدت لأكمل لكم الأمثال بسم الله الرحمن الرحيم عند جُهَيْنة الخبر اليقين قال هشام الكلبي : أن حُصيْن بن عمرو بن كلاب خرج ومعه رجل يقال له الأخنس بن كعب من جُهَينة ويذكر أنه خرج هاربا من قومه ، فلقيه الحُصيْن وتعاقدا على السلب والنهب !! فلقيا رجلا فسلباه ، فقال لهما : هل لكما أن تردا علي بعض ما أخذتما مني وأدلكما على مغنم ؟ قالا نعم فقال : هذا رجل من لخم ، قد قدم من عند بعض الملوك بمغنم كثير ، وهو خلفي في موضع كذا وكذا فردا عليه بعض ماله وطلبا اللخمي فوجداه نازلا في ظل شجرة وأمامه طعام وشراب ، فحيياه وحيّاهما ، وعرض عليهما الطعام فأكلا وشربا مع اللخمي ثم إنّ الأخنس الجُهني ذهب لبعض شأنه ، فرجع واللخمي يتشحّط في دمه فقال الأخنس الجهني - وسلّ سيفه لأنّ سيف صاحبه كان مسلولا- : ويحك فتكت برجل قد تحرمنا بطعامه وشرابه فقال : اقعد يا أخا جُهَينة فلهذا وشبهه خرجنا. فوضع الجُهَني بادرة السيف في نحره ، واحتوى على متاعه ومتاع اللخمي وانصرف راجعا إلى قومه فمّر ببطنين من قيس يقال لهما : مَراح وأنْمار ؛ فإذا بامرأة تنشد الحُصيْن ، فقال لها من أنت : فقالت : أنا صخرة امرأة الحصين فقال : أنا قتلته !! فقالت : كذبت ما مثلك يقتل مثله ، أما لو لم يكن الحيّ خلوا ما تكلمت بهذا فجاء القوم ووقف حيث يُسْمِعهم، وقال : تُسائِلُ عن حُصَيْنٍ كل رَكْبٍ ** وعند جُهَيْنة الخبر اليقين فمن يَكُ سائلا عنه فعندي ** لِصاحبه البيان المستبين قال : فسألوا جُهَيْنة فأخبرهم خبر القتيل يضرب في معرفة الشيء حقيقة *** عند الصباح يحمد القوم السُّرى قال المفضّل : إنّ أول من قال ذلك خالد بن الوليد لما بعث إليه أبو بكرٍ رضي الله عنهما وهو في اليمامة : أنْ سِرْ إلى العراق ، فأراد سُلوك المَفَازة ، فقال له رافع الطائي : قد سلكتها في الجاهلية ، وهي خِمْسٌ للإبل الواردة ، ولا أظنك تقدر عليها إلا أن تحمل من الماء ، فاشترى مئة شارف ( الناقة المسنة الهرمة) فعطشها ، ثم سقاها الماء حتى رَوِيَتْ ، ثم كمم أفواهها . وسلك المفازة حتى إذا مضى يومان ، وخاف العطش على الناس والخيل ، وخشي أنْ يذهب ما في بطون الإبل نحر الإبل ، واستخرج ما في بطونها من ماء ، فسقى الناس والخيل ومضى. فلما كان في الليلة الرابعة قال رافع : انظروا هل ترَوْن سِدْرا عِظاما ؟ فإن رأيتموها وإلا فهو الهلاك ، فنظر الناس فرأوا السدر ، فأخبروه ، فكبَّر وكبَّر الناس ؛ ثم هجموا على الماء فقال خالد : لله در رافع أنّى اهتدى **فوز من قُراقِر إلى سُوى خِمْساً إذا سار به الجيش بكى ** ما سارها من قبل إنسٌ يُرى عند الصباح يَحْمد القوم السُرى** وتنجلي عنهم غيابات الكَرَى يضرب للشخص يحتمل المشقة رجاء الراحة *** إن كنت كذوبا فكن ذكورا يضرب للرجل يكذب ثم ينسى ، فيحدث بخلاف ذلك *** إنما أُكِلْتُ يوم أُكِل الثور الأبيض يروى أنّ أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال : إنما مثلي ومثل عثمان كمثل أثوار ثلاثة كُنّ في أجَمَة : أبيض وأسود وأحمر ، ومعهن فيها أسد ، فكان لا يقدر منهن على شيء لاجتماعهن عليه ، فقال للثور الأسود والثور الأحمر : لا يدُّل علينا في أجمتنا إلا الثور الأبيض فإن لونه مشهور ولوني على لونكما ، فلو ترياني آكله صَفَتْ لنا الأجمة . فقالا : دونك فكلْه ، فأكله . ثم قال للأحمر : لوني على لونك ، فدعني آكل الأسود لتصفو لنا الأجَمَة ، فقال : دونك فكُلْه ، فأكله ثم قال للأحمر : إني آكلك لامحالة ، فقال : دعني أنادي ثلاثا ، فقال : افعل فنادى : ألا إني أُكِلْتُ يوم أُكِل الثور الأبيض، ثم قال عليّ رضي الله عنه : ألا إني هنْتُ - وفي رواية وَهَنْتُ- يوم قُتِل عثمان ، يرفع بها صوته يضربه الرجل يُرْزَأُ بأخيه *** إلى هنا أكتفي ولي عودة مرة أخرى إن شاء الله مع مجموعة من الأمثال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
جزاك الله خيرا |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
وجوزيت بالمثل أخ مصطفى |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
نحن بانتظار فراشتنا المتألقة لتعترف بالأبيات الشعرية موفقة أختي الغالية |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
بسم الله السلام عليكم أشكورك أختي حب ربي ملاقلبي والله موضوع مميز أشكرك شكرا جزيلاً على إهتمامك تحياتي لكي بالتوفيق |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
عند جُهَيْنة الخبر اليقين أيام دراستي بالمرحلة المتوسطة ، عندما يتجادل البنات حول موضوعٍ ما ، في نهاية الأمر يقولون ... عند جهينة الخبر اليقين ... ويأتوا إلي مسرعين - بكوني عريفة الفصل ، المنصب الملازم لي منذ نعومة أظفاري - ويسألوني عما أُشكل عليهم أحيانا يجدوا الجواب وأحيانا أخرى أدلهم على مصدر نتأكد منه بارك الله بكِ يا حبيبة واصلي وأنا متابعة معك ================== أما أن يكون كرسي التعارف انتقل إلى هنا فهذه كارثة ، ما زلت حرة طليقة ولم تقبض علي الريحانة بعد سأعترف لكم فلا داعي لتكبيل اليدين والرجلين:confused: =================== |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
جزى الله خيرًا أختنا "حب ربي ملأ قلبي" على ما تتحفنا به.
و أختنا "الفراشة المتألقة" على استسلامها للإرادة الشعبية حقنـًا للدماء. في حفظ الله و رعايته |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
أشكر فراشتنا المتألقة دائما للباقة ردها ونحن في انتظار الأبيات وشكرا لأخي وليد نوح نورتما الصفحة في حفظ الله والشكر موصول للأخ يقهرهم حمادة |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
بسم الله الرحمن الرحيم إنّ غدا لناظره قريب أي لمنتظره، وأول من قال ذلك قُراع بن أجدع يُروى أنّ النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليحموم ، فأجراه على أثر عير ، فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه ، وانفرد عن أصحابه ، وأمطرت السماء ، فطلب ملجأ يلجأ إليه ، فذهب إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له حنظلة ومعه امرأة له ، فقال لهما : هل من مأوى ؟ فقال حنظلة : نعم ، فخرج إليه فأنزله ولم يكن للطائي غير شاة وهو لا يعرف النعمان ، فقال لامرأته : أرى رجلا ذا هيئة ، وما أخلقة أن يكون شريفا ، فما الحيلة ؟ قالت : عندي شيء من طحين كنت أدخرته ، فاذبح الشاة لأتخذ من الطحين ملّة ( خبز الملة والملّة الرماد الحار ) قال : فأخرجت المرأة الدقيق فخبزت منه ملّة ، وقام الطائيّ إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها ، فاتخذ من لحمها مرقة مضيرة ( مرقة تطبخ باللبن ) وأطعمه من لحمها ، وسقاه من لبنها ، وجعل يحدثه بقية يومه . فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ، ثم قال : يا أخا طيّء اطلب ثوابك ، أنا الملك النعمان قال : أفعل إن شاء الله ، ثم لحق الخيل فمضى نحو الحيرة ومكث الطائي بعد ذلك زمانا حتى أصابته نكبة وجهد وساءت حاله ، فقالت له امرأته : لو أتيت الملك لأحسن إليك ، فأقبل حتى انتهى إلى الحيرة فوافق يوم بؤس النعمان ، فإذا هو واقف في خيْله في السلاح ، فلما نظر إليه النعمان عرفه ، وساءه مكانه . فوقف الطائي المنزول به بين يدي النعمان ، فقال له : أنت الطائي المنزول به ؟ قال : نعم قال : أفلا جئت في غير هذا اليوم ؟ قال : وما كان علمي بهذا اليوم ؟ قال : والله لو سنح لي في هذا اليوم قابوس ابني لم أجد بُدا من قتله ، فاطلب حاجتك من الدنيا وسل ما بدا لك فإنك مقتول قال : وما أصنع بالدنيا بعد نفسي ! قال النعمان : إنه لا سبيل إليها قال : فإن كان لا بد فأجّلْني حتى أُلِم بأهلي فأوصي إليهم وأُهيّء حالهم ثم انصرف إليك قال النعمان : فأقم لي كفيلا بموافاتك فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو ابن قيس من بني شيبان وكان صاحب الردافة ( وهو رديف الملك أي ولي عهده الذي ينوب مكانه في غيابه ) فقال له : يا شريكا يابن عمرو هل من الموت محاله يا أخا كل مُضاف يا أخا من لا أخا له يا أخا النعمان فّك اليوم ضيفا قد أتى له طالما عالج كُرَب الموت لا ينعم باله فأبى شُريْك أن يتكفل به ، فوثب رجل من كلب ، يقال له : قُراد بن أجدع ، فقال للنعمان : هو عليّ قال النعمان : أفعلت ؟ قال : نعم فضمّنه إياه ثم أمر للطائي بخمسمئة ناقة . فمضى الطائي إلى أهله ، وجعل الأجل حولا من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليوم من قابل ، فلما حال عليه الحول وبقي يوم قال النعمان لقُراد : فإن يك صَدْر هذا اليوم ولّى** فإنّ غداً لناظره قريب فلما أصبح النعمان ركب في خيله متسلحا كما كان يفعل حتى إذا أتى الغَرِيَّيْن فوقف بينهما ، وأخرج معه قُرادا ، وأمر بقتله ، فقال له وزراؤه : ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه ، فتركه وكان النعمان يشتهي أن يقتل قُرادا ليفلت الطائي من القتل ، فلما كادت الشمس تغيب وقُراد قائم مُجّرد في إزار على النطع ، والسياف إلى جنبه أقبلت امرأته وهي تقول : أيا عين بكى لي قراد بن أجدعا ** رهينا لقتل ٍ لا رهينا مودعا أتته المنايا بغتةً دون قومه ** فأمسى أسيرا حاضر البيت أضرعا فبينماهم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد ، وقد أمر النعمان بقتل قُراد ، فقيل له : ليس لك أن تقتله ، حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو . فكفّ حتى انتهى إليهم الرجل ، فإذا هو الطائي ، فلما نظر إليه النعمان شقّ عليه مجيئه ، فقال له : ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل ؟ قال : الوفاء قال : وما دعاك إلى الوفاء ؟ قال : ديني قال النعمان : وما دينك ؟ قال : النصرانية ( الديانة في هذه الحقبة فهي قبل الإسلام ) قال النعمان : فاعرضهاعليّ، فعرضها عليه فتنصّر النعمان وأهل الحيرة أجمعون وكان قبل ذلك على دين الوثنية ، فترك القتل منذ ذلك اليوم ، وأبطل تلك السُّنه وأمر بهدم الغريين ( بناءان مشهوران بالكوفة ، والغرى بالأصل هو البناء الحسن ) ، وعفا عن قُراد والطائي ، وقال : والله ما أدري أيهما أوفى وأكرم ، أهذا الذي نجا من القتل فعاد ، أم هذا الذي ضمنه ؟ والله لا أكون ألأم الثلاثة ثم أنشد الطائي يقول ما كنت أُخلف ظنّه بعد الذي ** أسدى إلي من الفعال الخالي ولقد دعتني للخلاف ضلالتي ** فأبيت غير تمجدي وفعالي إني امرؤ مني الوفاء سجيّة ** وجزاء كل مكارم بذالِ وقال أيضا يمدح قُراد ألا إنما يسمو إالى المجد والعلا ** مخاريق أمثال القراد بن أجدعا مخاريق أمثال القراد وأهله ** فإنهم الأخيار من رهط تُبّعا |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
جزاك الله خيرًا
قصة ممتعة و أرجو إن وجدت عندك تفصيلاً لسبب قولهم "إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم" أن تثبتيه، و لك الشكر. لا أدري لماذا تعجبني هذه الشتيمة؟ بارك الله فيك و في جهودك معنا. |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
أستاذي الفاضل / وليد نوح بحثت كثيرا حتى وصلت إلى قصة هذا المثل ما حكاه ابن رشيق القيرواني في كتاب الأنموذج وهو أن عبد الله بن إبراهيم بن المثنى الطوسي المعروف بابن المؤدب المهدوي الأصل القيرواني البلد الشاعر المشهور كان مغرى بالسياحة وطلب الكيمياء والأحجار وكان محروما مقترا عليه متلافا إذا أفاد شيئا فخرج مرة يريد جزيرة صقلية فأسره الروم في البحر وأقام مدة طويلة إلى أن هادن ثقة الدولة يوسف بن عبد الله بن محمد بن أبي الحسين القضاعي صاحب صقلية الروم وبعث إليه بالأسرى فكان عبد الله المذكور فيمن بعث فامتدح عبد الله المذكور ثقةالدولة بقصيدة شكره فيها على صنعه ورجا صلته فلم يصله بشيء أرضاه وكانت فيه رغبة فتكلم وطلب طلبا شديدا وهو مستخف عند بعض من يعرف من أهل صناعته وطالت المدة فخرج يشتري نقلا فما شعر إلا وقد أخذ وحمله صاحب الشرطة حتى أدخله على ثقة الدولة فقال له ما الذي بلغني يا بائس قال المحال أيد الله سيدنا الأمير فتنمر ساعة ثم أمر له بمائة رباعي وأخرجه من المدينة كراهية أن تقوم عليه نفسه فيعاقبه بعد أن عفا عنه فخرج منها ومدح ثقة الدولة بهذه الأبيات: أبيت أراعي النجم فـي دار غـربةٍ *** وفي القلب مني نار حزن مـضـرم أرى كل نجم في السمـاء مـحـلـه *** ونجمي أراه في النجوم الـمـنـجـم سأحمل نفسي في لظى الحرب جملة *** تبلغها من خطبهـا كـل مـعـظـم فإن سلمت عاشت بعز وإن تـمـت *** إلى حيث ألقت رحلهـا أم قـشـعـم مشرفي الفاضل هذا ما وصلت إليه بعد جهد وعناء فكتاب مجمع الأمثال لأبي الفضل الميداني ذكر أمثال قيلت في الجاهلية وفي صدر الإسلام لأنه عاش في القرن الرابع أما هذا البيت فقد قيل في عهد ثقة الدولة في القرن السادس أتمنى أن أكون قد وفقت في النقل وهو من كتاب وفيات الأعيان لابن خالكان بالتوفيق |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
جزاك الله خيرًا و أثابك، و عوضك عن جهدك و عنائك خيرًا
أنا شديد الامتنان لك. يكفيني أن البيت اكتمل، و عرفت قصته. في حفظ الله. |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
شكر الله تواضعك مشرفنا الفاضل يكفي أنك وجدت ما كنت تبحث عنه لأكون قد نسيت التعب والعناء مع العلم أني اختصرت القصة كثيرا فالقصة بها الكثير من الكلام الغير لائق بالتوفيق |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
إخوتي الأفاضل .. أخواتي العزيزات .. عدت مرة أخرى في صفحة الأمثال لأقُصّ عليكم أمثالا جديدة وقصصًا ممتعة، كونوا معي إنّ البلاء موكّل بالمنطق قال المفضّل : يقال إن أول من قال ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه فيما ذكره ابن العباس ، قال : حدّثني عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : لما أُمِر رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يعرض الإسلام على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر ، فَدُفِعْنا إلى مجلس من مجالس العرب ، فتقَدّم أبو بكر - وكان نسابة( لديه علم بالأنساب )- فسلّم فردوا عليه السلام ، فقال : ممن القوم ؟ قالوا : من ربيعة . قال : أمِنْ هامتها أم مِنْ لهازِمها (اللهزم الرجل الأكول وجمعه لهازم) ؟ قالوا : من هامتها العظمى . قال : فأيُّ هامتها العظمى أنتم ؟ قالوا : ذُهْلٌ الأكبر ، قال : أفمنكم عوف الذي يقال له لا حُرّ بوادي عوف ؟ قالوا : لا ، قال : أفمنكم بسطام ذو اللواء ومنتهى الأحياء؟ قالوا : لا ، قال : أفمنكم جسّاس بن مُرة حامي الذِّمار ومانع الجار ؟ قالوا :لا ، أفمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها ؟ قالوا : لا ، قال : أفأنتم أخوال الملك من سِنْدة ؟ قالوا : لا ، قال : فلستم ذُهْلا الأكبر، أنتم ذُهْل الأصغر فقام إليه غلام يقال له دغْفل فقال : إن على سائلنا أن نسأله .... والعبءلا تعرفه أو تحمله ياهذا ، إنّك قد سألتنا فلم نكتُمْك شيئا فمن الرجل أنت ؟ قال : رجل من قريش ، قال : بخ بخ أهل الشرف والرياسة ! فمن أي قريش أنت ؟ قال : من تيّم بن مُرّة ، قال : أمْكَنْتَ والله الرامي من صفاء ( وسط ) الثغرة ( هزمة ينحر منها البعير ) -والمقصود أنه تمكن منه- أفمنكم قصيّ بن كلاب الذي جمع القبائل من فِهْر وكان يُدعى مُجَمِّعا؟ قال : لا قال : أفمنكم هاشم الذي هشّم الثريد لقومه ورجال مكّة مُسْتِنون ( أصابتهم الجدب ) عجاف ( هزال) ؟ قال : لا قال : أفمن المفيضين بالناس أنت ؟ قال : لا ، أفمن أهل الندوة أنت ؟ قال : لا ، أفمن أهل الرفادة أنت ؟ قال : لا ، أفمن أهل السقاية أنت ؟ قال :لا واجتذب أبو بكر زِمام ناقته ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دغفل : صادف دَرْء السيْل درءا يصدعُهُ، أما والله لو ثبتَّ لأخبرتك أنك من زمعات قريش (أي : لَسْتَ من أَشْرَافِها) قال : فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عليّ : قلت لأبي بكر : لقد وقعْت من الأعرابي على باقِعة ، قال : أجل وإن لكل طامة طامة ، وإنّ البلاء موكَّل بالمنطق **** أنت تَئِقٌ ، وأنا مَئِقٌ ، فمتى نتّفِق؟ قال أبو عبيدة : التّئِق السريع إلى الشر ، والمَئِق السريع إلى البكاء ، وقال الأصمعي : هو الحديد ، قال الشاعر يصف كلبا : أصمعُ الكعبين مَهْضوم الحشا ..... سرطم اللحيين مُعاج تئِق والمأق بالتحريك : شبيه الفُواق يأخذ الإنسان عند البكاء والنشيج ، كأنّه نفس يقْلعه من صدره، والتأق : الامتلاء من الغضب يضرب للمختلفين أخلاقا **** إنّك لا تجني من الشوك العنب المثل من قول أكثم ، يقال : أراد إذا ظُلمت فاحذر الانتصار ، فإن الظلم لايكسبك إلا مثل فعلك أي لا تجد عند ذي المنبت السوء جميلا **** إذا قلت له زِنْ ، طأطأ راسه وحزِن يضرب للرجل البخيل **** إنّ إطلاعا قبل إيناس أنشد ابن الأعرابي : وأن أتاك امرؤ يسعى بكذبتِهِ .... فانظر فإنّ اطِّلاعا قبل إيناس الاطلاع : النظر ، والإيناس : التيقُن يضرب في ترك الثقة بما يورد المنهي دون الوقوف على صحته **** وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
جزاك الله خيرًا
بانتظار المزيد من القصص الممتعة. أحسن الله إليك |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
وأحسن إليك مشرفنا الفاضل سررت بمتابعتك بالتوفيق |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
السلام عليكم ورحمة الله
هذا حديث لرسول الله _صلى الله علي وسلم_بعد الكشف عنه فى ملتقى السيرة النبوية 77213 - (الآن حمى الوطيس) الراوي: العباس و جابر بن عبدالله و شيبة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2752 خلاصة الدرجة: صحيح |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
اقتباس:
بالفعل قرأت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى غزواته عندما قال الآن حمي الوطيس كناية عن اشتداد المعركة وهنا كان تفسير الأصمعي لها 6- قد حميَ الوطيس قال الأصمعي وغيره : الوطيس حجارة مدوَّرة ، فإذا حميت لم يمكن أحدا أن يطأ عليها ويضرب للأمر إذا اشتد ولا أرى تناقضا وأظنك سألت كيف سيضرب مثلا وهو من قول نبينا الكريم سأجيبك بأن نبينا أبلغ وأفصح البشر على وجه الأرض ومن الناحية الشرعية أنا لا أفتي في الموضوع لأنه ليس من اختصاصي آمل أن يُنْظر الموضوع من قبل أصحاب العلم والاختصاص وإن كان هناك ماهو محظور فسنحذف هذا القول ولا مشكلة أنا مجرد ناقلة لا أكثر أنتظر ردك في الموضوع لنقوم بعمل ما يلزم بالتوفيق |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :Lloroso: ماشاء الله موضوع مميز مثلك سلمت يداكِ اختي الكريمة :cool:بشرى فلسطين:cool: ومبارك الإسم الجديد والتميز الذي تستحقينه بكل جدارة :_11: أسأل الله أن يزيدكِ من فضله ويوفقكِ دومًا لما يحبه ويرضاه ويبارك فيكِ ..اللهم آمين .. :Lloroso: إحترامي وتقديري لشخصكِ المميز :o وفقكِ الله |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
أختي المتميزة دوما / قرنفل أشكرك على مديحك الذي هو نابع من ذوقك الرفيع وكم أسعدني مرورك تقبلي فائق احترامي وتحياتي |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
بسم الله الرحمن الرحيم جمعت لكم اليوم مجموعة من الأمثال اخترتها لكم ابقوا معي كُــلُّ فتاةٍ بأبيـها معجبة أوَّل من قال ذلك العجفاء بنت علقمة السعديّ ، وذلك أنها وثلاث نسوة من قومها خرجن فقعدن بروضة يتحدَّثْـن فيها ، فوافيْـن بها ليلا في قمر زاهر ، وليلة ساكنة ، وروضة مُعْشبة ، فلما جلسْن قُلن : ما رأينا كالليلة ليلة، ولا كهذه الروضة روضة ، أطيب ريحـًا ولا أنضر . ثم أفضْن في الحديث فقلْن :أيُّ النساء أفضل ؟ قالت إحداهن : الخَرود الودود الولود ، قالت الأخرى : خيرهن ذات الغناء ، وطيب الثناء ، وشدَّة الحياء ، قالت الثالثة : خيرهن السموع الجموع النفوع ، غير المنوع ، قالت الرابعة : خيرهن الجامعة لأهلها ، الوادعة الرافعة ، لا الواضعة . قُلْنَ : فأيّ الرجال أفضل ؟ قالت إحداهن : خيرهم الحظِيُّ الرَّضِيُّ غير الحِظال ( البخيل المحاسب لأهله ) ، قالت الثانية : خيرهم السيِّد الكريم ، ذو الحسب العميم ، والمجد القديم ، قالت الثالثة : خيرهم السخِيُّ الوفِيُّ الذي لا يُغِير الحُرَّة ، ولا يتَّـخِـذ الضُرة ، قالت الرابعة : إن في أبي لنعْتكن : كرم الأخلاق ، والصدق عند التلاق ، والنصر عند السباق ، ويحمده أهل الرفاق . قالت العجفاء عند ذلك : كل فتاة بأبيها معجبة يُضرب في عُـجْب الرجل بأهله وعشيرته *** كَــمجيرٍ أمُّ عامر يحكى أن قومًا خرجوا للصيْد في يوم حار ، فعرضَتْ لهم أمُّ عامر ، وهي الضبع ، فطردوها ، وأتبعتهم حتى اختبأت في خِباء أعرابيّ ، فخرج إليهم الأعرابيّ ، وقال : ما شأنكم ؟ قالوا : صيْدنا وطريدتنا . فقال : كلا ، والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي . فرجعوا وتركوه ، فقام إلى لِقْحةٍ فحلبها وجاء بماءٍ فقرّبه منها ، فأقبلت تلِغُ مرة في هذا ومرَّة في هذا حتى عاشت واستراحت . فبينا الأعرابيّ نائم في جَوْف بيته إذ وثبت عليه فبقرت بطنه ، وشربت دمه وتركته . فجاء ابن عم له يطلبه فإذا هو بقير في بيته ، فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها ، فقال : صاحبتي والله ! فأخذ قوسه وكنانته وأتْبعها ، حتى أدركها فقتلها ، وأنشأ يقول : ومن يصنع المعروف في غير أهله ... يُلاق الذي لاقى مجير أم عامر أدام لها حين استجارت بقُرْبِه ... لها محْضُ ألبان اللقاح الدرائر وأسمنها حتى إذا ما تكاملت ... فرتْه بأنياب لها وأظافر فقُل لذوي المعروف هذا جزاء من ... بدا يصنع المعروف في غير شاكر *** كيف أعاودك وهذا أثر فأسك يحكى أن أخوين كانا في إبل لهما فأجْدبت بلادهما ، وكان بالقرب منهما وادٍ خصيب وفيه حيّة تحميه من كل أحد . فقال أحدهما للآخر : يافلان ، لو أني أتيْت هذا الوادي المُكْلِيء فرعيْتُ فيه إبلي وأصلحتها . فقال له أخوه : إني أخاف عليك الحيّة ، ألا ترى أن أحدا لا يهبط ذلك الوادي إلا أهلكتْه ، فقال : فوالله لأفْعلّن ، فهبط الوادي ورعى إبله زمانا ، ثم إن الحيّة نهشته فقتلته . فقال أخوه : والله ما في الحياة بعد أخي خيْر ، فلأطْلُبنّ الحيّة ولأقتُلنّها أو لأتبعنّ أخي . فهبط ذلك الوادي وطلب الحيّة ليقتلها ، فقالت الحيّة له : ألست ترى أني قتلت أخاك ؟ فهل لك في الصُلح فأدعك بهذا الوادي تكون فيه وأعطيك كل يومٍ ديناراً ما بقيت ؟ قال : أوفاعلة أنتِ ؟ قالت : نعم ، قال : إني أفعل . فحلف لها وأعطاها المواثيق لا يضرها ، وجعلت تُعطيه كل يوم ديناراً ، فكثُر ماله حتى صار من أحسن الناس حالاً ، ثم إنه تذكّر أخاه فقال :كيف ينفعني العيش وأنا أنظر إلى قاتل أخي ؟ فعمد إلى فأسٍ فأخذها ثم قعد لها فمرّتْ به فتبعها وضربها فأخطأها ودخلت الجُحر ، ووقع الفأس في الجبل فوق جُحرها فأثرت فيه ، فلما رأت ما فعل قطعت عنه الدينار ، فخاف الرجل شرّها وندم ، فقال لها : هل لك في أن نتوافق ونعود إلى ما كنا عليه ؟ فقالت : كيف أعاودك وهذا أثر فأسك ! يُضْرب لمن لا يفي بالعهد *** كُسَيْر وعُوَيْر وكلُّ غَيْرٍ خَيْرٌ أول من قال ذلك أُمامة بنت نُشْبة ، كان تزوجها رجل من غطفان أعور يُقال له خلف بن رواحة ، فمكثت عنده زمانًا ، حتى ولدت له خمسة ، ثم لم تصبر عليه ، فطلقها . ثم إن أباها وأخاها خرجا في سفر لهما ، فلقيَهما رجل من بني سُليْم يُقال له الحارث بن مُرة ، فخطب أُمامة ، وأحسن العطِيَّة ، فزوجاها منه ، وكان أعرج مكسور الفخذ ، فلما رأته محطوم الفخذ قالت ( كُسَيْرٌ وعُوَيْرٌ وكل غَيْرٍ خِيْرٌ ) قال الشاعر : أيدخُل من يشاء بغير إذن ... وكلهم كُسيْرٌ أو عُويْر يضرب في الشيء يُكره ويُذّم من وجهين لا خير فيه البتّة *** كأنّما ألقمَهُ الحجر يُضرب لمن تكلّم فأُجيب بمُسْكِته *** وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
جزاك الله خيرًا
هذه زوجتي التي هي بأبيها معجبة، حتى أنها كانت تدعو الله أن يرزقها زوجًا كأبيها، فشابهتـُهُ في كثير من الصفات، فإذا انتقدَتـْنِي في شيءٍ قلتُ لها "ألستِ من دعا أن يكون زوجك كأبيك؟!" فأنا كذلك.:) شكرَ الله لك. |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
أخي وليد ضحكت من كلامك عن زوجتك ولكن لتعلم أن أي فتاة بأبيها معجبة وذلك لأنه أول رجل في حياتها فلن ترى له مثيل بارك الله فيك بالتوفيق |
رد: مجمع الأمثال هنا بين أيديكم
بسم الله الرحمن الرحيم سأقص عليكم اليوم أمثالا جديدة كونوا معي لا مخْبَأ لِعِطْرٍ بعد عروس ويروى " لا عطر بعد عروس " قال المفضّل : أول من قال ذلك امرأة من عُذْرة يقال لها أسماء بنت عبد الله ، وكان لها زوج من بني عمها يُقال له عروس ، فمات عنها ، فتزوجها رجل من غير قومها يقال له نوفل ، وكان أعسر أبْخر بخيلا دميمًا ، فلما أراد أن يظعن بها قالت : لو أذنت لي فرثَيْتُ ابن عمي وبكيْت عند رمسِه ، فقال : افعلي . فقالت : أبكيك يا عروس الأعراس ، يا ثعلبًا في أهله وأسدًا عند الباس ، مع أشياء ليس يعلمها الناس . قال : وما تلك الأشياء ؟ قالت : كان عن الهمّة غير نعَّاس ، ويُعْمِل السيْف صبيحات الباس . ثم قالت : يا عروس الأغّر الأزهر ، الطيّب الخِيم الكريم المخْبر ، مع أشياء له لا تُذْكر ! قال : وما تلك الأشياء ؟ قالت : كان عيوفًا للخنا والمنكر ، طيِّب النكهة غير أبخر ، أيسر غير أعسر . فعرف الزوج أنها تُعرِّض به ، فلما رحل بها قال : ضُمِّي إليك عطرك ، وقد نظر إلى وعاء عطره مطروح ، فقالت : لا عطر بعد عروس، فذهبت مثلا يضرب لمن لا يُدَّخر عنه نفيس *** لا يُحسِن العبد الكرَّ إلاَّ الحلْب والصَّر يُقال : إنّ شدادًا العبْسيّ قال لابْنه عنترة في يوم لقاء ورآه يتقاعس عن الحرب وقد حميت فقال : كرّ عنتر ، فقال عنتر : لا يُحسِن العبد الكر إلا الحلب والصّر " وكانت أمّه حبشيّة " ، فقال له : كر وأنت حُر ، فكرّ وأبلى ، فزوّجه أبوه عبلة ابنة عمه يُضرب لمن يُكلّف ما لا يطيق *** مِلْحُهُ على رُكْبته هذا مثل يُضرب للذي يغْضب من كل شيءٍ سريعًا ، ويكون سيّء الخُلُق . أي أدنى شيء ينفِّره ، كما أن الملح إذا كان على الركبة أدنى شيء يفرِّقـُه . ويُقال الملح هاهنا اللبن ، والملح الرَّضاع ، أي لا يُحافظ على حُرْمة ولا يرعى حقـًا ، كما أن واضع اللبن على ركبته لا قـُدرة له على حفظه ، وهو أجود الوجوه قال مسكين الدارمي في امرأته : لا تلُمْها إنّها من نِسْوةٍ ... مِلْحُها موضوعة فوق الرُكب كشموس الخيْل يبدو شغْبها ... كلما قيل لها هابِ وهَب أراد بالشَّغب القتال والخروج عن الطاعة ، وهاب وهب ضربان من زجر الخيْل . وقال ابن فارس : العرب تسمي الشحم ملحًا أيضًا ، وتقول أملحت القِدر إذا جعلت فيها شيئًا من شحم ، ثم قال : وعليْه فُسر قوله " لا تلمها .." البيت يعني أنّ همّها السمن والشحم قال ابن الأعرابي : "فلان ملحه على ركبته " إذا كان قليل الوفاء وقال أبو سعيد : هذا كقولهم : إنما ملحه ما دام معك جالسًا ، فإذا قام نفضها فذهبت . ويُضرب المثل أيضًا لمن لا يطمح إلى معالي الأمور ، بل يُسِفُّ على سِفافها *** ما يوم حليمة بسِرٍّ هي حليمة بن الحارث بن أبي أشمر ، وكان أبوها وجَّه جيْشًا إلى المنذر بن ماء السماء . وذكر عبد الرحمن بن المفضّل عن أبيه قال : لما غزا المنذر بن ماء السماء التي قُتل فيها ،وكان الحارث بن جَبَلَة الأكبر ملك غسان يخاف ، وكان في جيش المنذر رجل من بني حنيفة يقال له شمر بن عمرو ، وكانت أمه من غسان ، فخرج يتوصّل بجيش المنذر يريد أن يلحق بالحارث ، فلما تدانوا سار حتى لحق بالحارث ، فقال : أتاك ما لا تُطيق ، فلما رأى ذلك الحارث ندب من أصحابه مئة رجل اختارهم رجلا رجلا . فقال : انطلقوا إلى عسكر المنذر فأخبروه أنّا ندين له ونُعطيه حاجته ، فإذا رأيتم منه غِرَّةً فاحملوا عليه ، ثم أمر ابنته حليمة فأخرجت لهم مِرْكَئًا فيه خلوق فقال : خَلِّقيهم ، فجعلت تُخَلِّقهم ، فضايقها أحد الفتيان ، فذهبت لأبيها تبكي ، فقال لها : ويلك اسكتي عنه فهو أرجاهم عندي ذكاء وفطنة ومضى القوم ومعهم شمر بن عمرو الحنفي حتى أتوا المنذر فقالوا له : أتيْناك من عند صاحبنا وهو يدين لك ويعطيك حاجتك ، فتباشر أهل عسكر المنذر بذلك ، وغفلوا بعض غفلة ، فحملوا على المنذر فقتلوه فقيل : " ليس يوم حليمة بسر " فذهبت مثلا قال المبرّد : هو أشهر أيام العرب ويقال : ارتفع في هذا اليوم من العجاج ما غطى عين الشمس يُضرب في كل أمر مُتعالم مشهور *** أنْدم من الكُسَعِيّ قال حمزة : هو رجل من كُسَع واسمه محارب بن قيْس، وقيل غامد بن قيْس ومن حديثه أنّه كان يرعى إبلا له بوادٍ معشب ، فبينما هو كذلك إذ أبصر نبْعة في صخرة ، فأعجبته ، فقال : ينبغي أن تكون هذه قوسًا ، فجعل يتعهّدها حتى إذا أدركت قطعها وجففها ، فلما جفَّتْ اتّخذ منها قوسًا وأنشأ يقول : يا رب وفـِّقـْني لِنحْت قوسي .. فإنها من لذَّتي لنفْسي وانْفع بقوسي ولدي وعرسي .. أنتها صفراء مثل الوَرْس * صفراء ليست كقسي النِّكس * ثم دهنها وخطمها بوَتَر ، ثم عمد إلى ما كان من بُرايتها فجعل منها خمسة أسهم ، وجعل يُقلِّبها في كفِّه ويقول : هُنَّ وربي أسهم حِسان .. تلذُّ للرامي بها البنان كأنما قوامها ميزان .. فأبشِروا بالخِصْب يا صِبيان * إن لم يَعُقني الشُؤْم والحرمان * ثم خرج حتى أتى قٌتْرة على موارد حُمُر فكمِن فيها ، فمرَّ قطيع منها فرمى عيرًا فأمخطه السهم ، وأصاب الجبل وظن أنه أخطأ فأنشأ يقول : أعوذ بالله العزيز الرحمن .. من نكد الجدِّ معًا والحرمان مالي رأيت السهم بين الصوان .. يوري شرارًا مثل لون العقيان * فأخلف اليوم رجاء الصبيان * ثم مكث على حاله فمرَّ قطيع آخر ، فرمى منها عيرًا فأمخطه السهم ، وصنع صنيع الأول ، فأنشأ يقول : لا بارك الله في رمْي القتر .. أعوذ بالله من سوء القدر أأمخط السهم لإرهاق البصر .. أم ذاك من سوء احتيال ونظر ثم مكث على حاله فمرّ قطيع آخر ، فرمى منها عيرًا فأمخطه السهم ، فصنع صنيع الثاني ، فأنشأ يقول : ما بال سهمي يُوقِدُ الحُباحِبا .. قد كنت أرجو أن يكون صائبا وأمكن العيرُ وولّى جانبا.. فصار رأيي فيه رأيًا خائبا ثم مكث مكانه فمرّ به قطيع آخر ، فرمى عيرًا منها، فصنع صنيع الثالث ، فأنشأ يقول : يا أسفى للشُؤْم والجِدّ النَّكِد .. أخْلف ما أرجو لأهلٍ وولد ثم مرّ به قطيع آخر ، فرمى عيرًا منها ، فصنع صنيع الرابع ، فأنشأ يقول : أبعْد خمسٍ قد حفظْتُ عدَّها .. أحْمل قوسي وأريد وِرْدها أخزى الإله لينَها وشدَّها .. والله لا تسلم عندي بعدها * ولا أُرْجِي ما حيِيْتُ رِفْدها * ثم عمد إلى قوسه فضرب بها حجرًا فكسرها ، ثم بات ، فلما أصبح نظر فإذا الحُمُر مطروحة حوله مصرعة ، وأسهمه بالدم مضرّجة ، فندم على كسر القوس ، فشدّ على إبهامه فقطعها ، وأنشأ يقول : ندمْتُ ندامةً لو أنّ نفسي .. تُطاوعني إذًا لقطعْتُ خَمسي تبيّن لي سِفاه الرأي مني .. لَعَمْرُ أبيك حين كسرْتُ قوسِي وقال الفرزدق حين أبان النوار زوجته : ندِمْتُ ندامة الكُسَعِيّ لما .. غدت مني مطلّقة نوار وكانت جنّتي فخرجْتُ منها .. كآدم حين لجّ به الضِّرار ولو ضَنَّتْ بها نفسي وكفِّي .. لكان عليّ للقدر اختيار *** والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
الساعة الآن : 12:10 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour