أسرار العربية
بسم الله الرحمن الرحيم لغتنا العربية لغة غنية بأسرارها ، ومعانيها وسحر بيانها ، فهي لغةٌ لكل العصور لا تبلى ، ولا تشيخ. فلغتنا لغة الحضارة والرقي ، ويكفيها فخرا أنها لغة القرآن تعالوا معي لنسبر أغوارها ونتعرف على أسرارها، وذلك بدروس مبسطة يسيرة ، من كتاب " أسرار العربية" الكلِم والكلام: الكلِم:اسم جنس واحدة كلمة ،كقولك لبنة ولبن أما الكلام:ما كان من الحروف دالًّا بتأليفه على معنى يحسن السكوت عليه. الفرق بين الكلم والكلام: الكلم ينطلق على المفيد وغير المفيد، أما الكلام فلا ينطلق إلا على المفيد خاصة. أقسام الكلام: ثلاثة لا رابع لهما: اسم وفعل وحرف. أولا: الاسم: لِمَ سُمِيَ الاسم اسمًا؟ لأنه سمي على مسماه وعلا على ما تحته من معناه فسمي اسما لذلك . حدُّ الاسم: كل لفظة دلت على معنى غير مقترن بزمان محصل. وقيل ما دل على معنى وكان ذلك المعنى شخصا أو غير شخص وقيل ما استحق الإعراب في أول وضعه. علامات الاسم: علامات الاسم كثيرة منها: الألف واللام نحو الرجل التنوين نحو رجلٌ حرف الجر نحو من زيد التثنية نحو الزيدان الجمع نحو الزيدون النداء نحو يا زيد الترخيم نحو يا مال في ترخيم مالك التصغير نحو زييد في تصغير زيد النسب نحو زيدي في النسب إلى زيد الوصف نحو زيد العاقل أن يكون فاعلا أو مفعولا نحو ضرب زيد عمرا أن يكون مضافا أو مضافا إليه نحو ثوب خز أن يكون مخبرا عنه وهذه معظم علامات الاسم ثانيًا : الفعل لِمَ سُمِيَّ الفعل فعلا؟ لأنه يدل على الفعل الحقيقي ألا ترى أنك إذا قلت ضرَب دل على نفس الضرْب الذي هو الفعل في الحقيقة. حد الفعل: حد الفعل كل لفظة دلت على معنى تحتها مقترن بزمان محصل. علامات الفعل: علامات الفعل كثيرة منها: قد والسين وسوف نحو قد قام وسيقوم وسوف يقوم تاء الضمير وألفه و واوه نحو قمت و قاما وقاموا تاء التأنيث الساكنة نحو قامت أن الخفيفة المصدرية نحو أريد أن تفعل إن الخفيفة الشرطية نحو إن تفعل أفعل لم نحو لم يفعل التصرف نحو فعل يفعل و كل الأفعال تتصرف إلا ستة أفعال و هي: نعم و بئس و عسى و ليس وفعل التعجب و حبذا ثالثًا: الحرف. لِمَ سُمِيَّ الحرف حرفًا؟ لأن الحرف في اللغة هو الطرف ومنه يقال حرف الجبل أي طرفه فسمي حرفا لأنه يأتي في طرف الكلام حد الحرف: حده ما جاء لمعنى في غيره أقسام الحرف: ينقسم الحرف إلى قسمين: معمل ومهمل فالمعمل هو الحرف المختص كحرف الجر وحرف الجزم والمهمل غير المختص كحرف الاستفهام وحرف العطف سبب تقديم الاسم على الفعل وتقديم الفعل على الحرف في اللغة: إنما قدم الاسم على الفعل لأنه الأصل ويستغني بنفسه عن الفعل. نحو قولك زيد قائم وقدم الفعل على الحرف لأن الفعل يفيد مع اسم واحد نحو قام زيد . وأُخِّر الحرف عن الفعل لأنه لا يفيد مع اسم واحد فإنك لو قلت بزيد أو لزيد من غير أن تعلق الحرف بشيء لم يكن مفيدا فلما كان الفعل يفيد مع اسم واحد والحرف لا يفيد مع اسم واحد كان الفعل مقدما عليه . انتهى درس اليوم في أمان الله |
رد: أسرار العربية
جزاكِ الله خيرًا
مقدمة ممتعة، سأتابع معكِ بإذن الله. بارك الله كلَّ مساعيكِ. |
رد: أسرار العربية
جزاك الله خير
استفدنا مما كتبتِ جعله الله في ميزان حسناتك . |
رد: أسرار العربية
مشرفنا الفاضل وليد نوح أختي الكريمة عبدة القدوس شكرا لمروركما الكريم حياكما الله |
رد: أسرار العربية
ثانيًا : المعرب والمبني ماذا نقصد بالمعرب والمبني؟ المُعْرب: هو ما تغير آخره بتغير العامل فيه لفظا أو تقديرا وهو على ضربين: اسم متمكن وفعل مضارع الاسم المتمكن: ما لم يشابه الحرف ولم يتضمن معناه. الفعل المضارع: الفعل المضارع: ما كانت في أوله إحدى الزوائد الأربع و هي : الهمزة والنون والتاء والياء التحقيق في ترتيب هذه الأحرف: أن تقدم الهمزة ثم النون ثم التاء ثم الياء وذلك لأن الهمزة للمتكلم وحده، والنون للمتكلم ولمن معه، والتاء للمخاطب ،والياء للغائب. والأصل أن يخبر الإنسان عن نفسه ،ثم عن نفسه وعمن معه ،ثم المخاطب ،ثم الغائب ،وهذا هو التحقيق في ترتيب هذه الأحرف في أول الفعل المضارع . لماذا يلزم المضارع معظم أوجه الإعراب الرفع والنصب والجزم: أما الرفع : فيرفع لأنه يقوم مقام الاسم،ولسلامته من العوامل الناصبة والجازمة وينصب:لدخول عوامل النصب " أن ، لن ، كي ، إذن، لام التعليل"عليه. ويجزم: لدخول علامات الجزم " لم، لما، لا الناهية، لام الأمر" عليه. المبني: ضد المعرب وهو ما لم يتغير آخره بتغير العامل فيه وهو نوعان: الاسم غير المتمكن: نحو من وكم وقبل وبعد وأين كيف وأمس وهؤلاء. وبنيت هذه الأسماء لأنها أشبهت الحروف أو تضمنت معناها. الفعل غير المضارع: وهو على ضربين : الفعل الماضي والفعل الأمر. الفعل الماضي لِمَ بُنِيَ الفعل الماضي على الفتحة؟ أولا :لأن الأصل في الأفعال البناء وبني على حركة تفضيلا له على فعل الأمر وكانت حركة بنائه الفتحة لوجهين: الأولى:أنه لا يخلو إما أن يبنى على الكسر أو على الضم أو على الفتح . الثانية: إن الفتحة أخف الحركات فلما وجب بناؤه على حركة وجب أن يبنى على أخف الحركات. الفعل الأمر: لِمَ بُنِيَ على السكون؟ لأن فعل النهي معرب مجزوم نحو لا تقم ولا تذهب فكذلك فعل الأمر نحو قم واذهب ولأن النهي ضد الأمر وهم يحملون الشيء على ضده كما يحملونه على نظيره والدليل على أنه مجزوم: أنك تقول في المعتل اغز وارم واخش فتحذف الواو والياء والألف كما تقول لم يغز ولم يرم ولم يخش فدل على أنه مجزوم بأداة جزمٍ مقدرة . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
رد: أسرار العربية
يبدو أن أسرار العربية كثيرة، وليست سهلة.
متابعون معك إن شاء الله. شكرَ الله لكِ |
رد: أسرار العربية
بحوث ضرورية بارك الله لك |
رد: أسرار العربية
أخوايَ الفاضلان بارك الله بمروركما الطيب حياكما الله |
رد: أسرار العربية
ثالثا: إعراب الاسم. الاسم المفرد على ضربين: صحيح ومعتل أولاً: الصحيح:ما لم يكن آخره ألفا ولا ياء قبلها كسرة نحو " رجل" و " فرس" وهو على ضربين: منصرف وغير منصرف المنصرف:مادخله الحركات الثلاثة مع التنوين نحو "هذا زيدٌ" و" رأيتُ زيدًا" و " مررت بزيدٍ" وهذا الضرب يسمى الأمكن ، وقد يسمى متمكنًا لِمَ جُعِل التنوين علامة للصرف دون غيره؟ لأن أولى ما يزاد حروف المد واللين إلا أنهم عدلوا عن زيادتها إلى التنوين لما يلزم من اعتلالها وانتقالها وكان التنوين أولى من غيره لأنه خفيف يضارع حروف العلة . لماذا دخل التنوين الكلام؟ ذهب بعض النحويين إلى أنه دخل فرقا بين الفعل والاسم، وذهب آخرون إلى أنه دخل فرقا بين ما ينصرف وما لا ينصرف. غير المنصرف:هو مالم يدخله الكسر ولا التنوين نحو : مررت بأحمدَ وابراهيمَ لِمَ منعت هذه الأسماء من الكسر والتنوين؟ لأنه أشبه الفعل والفعل لا يدخله جر ولا تنوين فكذلك ما أشبهه وهذا الضرب يسمى المتمكن ولا يسمى أمكن و كل أمكن متمكن وليس كل متمكن أمكن ثانيًا : المعتل: ما كان آخره ألفا أو ياء قبلها كسرة وهو على ضربين: منقوص و مقصور المنقوص: ما كان في آخره ياء خفيفة قبلها كسرة وذلك نحو القاضي و الداعي. لِمَ سُمِيَّ منقوصًا؟ لأنه نقص في الرفع والجر تقول هذا قاض ومررت بقاض والأصل هذا قاضي ومررت بقاضي إلا أنهم استثقلوا الضمة والكسرة على الياء فحذفوهما فبقيت الياء ساكنة والتنوين ساكن فحذفوا الياء لالتقاء الساكنين. وأما إذا كان منصوبا فهو بمنزلة الصحيح لخفة الفتحة . وكان حذف الياء أولى من حذف التنوين لوجهين: أحدهما: أن الياء إذا حذفت بقي في اللفظ ما يدل عليها وهي الكسرة، بخلاف التنوين فإنه لو حذف لم يبق في اللفظ ما يدل على حذفه . و الثاني: أن التنوين دخل لمعنى وهو الصرف وأما الياء فليست كذلك. أما المقصور: فهو المختص بألف مفردة في آخره نحو الهدى والدنيا . لِمَ سُمِيَّ مقصورا؟ سمي مقصورا لأن حركات الإعراب قصرت عنه أي حبست . وهو على ضربين: منصرف وغير منصرف فالمنصرف: مادخله التنوين نحو رأيتُ رحىً وعصًا وهدىً وغير المنصرف: مالم يلحقه التنوين وتثبت فيه الألف وقفا ووصلا نحو بشرى وليلى لِمَ أُعربت الأسماء الخمسة المعتلَّة بالحروف وهي أسماء مفردة؟ توطئة لما يأتي من باب التثنية والجمع فإن قيل فلم كانت هذه الأسماء أولى بالتوطئة من غيرها؟ قيل لأن هذه الأسماء منها ما تغلب عليه الإضافة ومنها ما تلزمه الإضافة فما تغلب عليه الإضافة: أبوك و أخوك وحموك . وما تلزمه الإضافة: فوك وذو مال والإضافة فرع على الإفراد كما أن التثنية والجمع فرع على المفرد ولما وجب أن تعرب بالحروف لهذه المشابهة أقاموا كل حرف مقام ما يجانسه من الحركات: فجعلوا الواو علامة للرفع والألف علامة للنصب والياء علامة للجر انتهى درس اليوم في أمان الله |
رد: أسرار العربية
جزاكِ الله خيرًا، وبارك بجهودك.
هذا الدرس أوله سهل، وآخره صعب، فقد أرهقتني السطور الأخيرة. شكرَ الله لكِ |
رد: أسرار العربية
اقتباس:
وجزاك الله خيرا أي السطور التي أرهقتك؟ بين لي الجزء المبهم من الدرس لأشرحه لك :) في أمان الله |
رد: أسرار العربية
اقتباس:
بارك الله بكِ، سأتعبكِ هكذا. هذه السطور التي أرهقتني: اقتباس:
أعتقد أن إضافة بعض الأمثلة يحلُّ المشكلة، فبالمثال يتضح المقال. |
رد: أسرار العربية
السلام عليكم أهلا بك أخي سأحاول أن أوضح لك ما فهمته من المؤلف، وتذكر أني لست أستاذة في اللغة العربية إنما مثلي مثلك:) لِمَ أُعربت الأسماء الخمسة المعتلَّة بالحروف وهي أسماء مفردة؟ توطئة لما يأتي من باب التثنية والجمع أي لأنها تحمل علامات إعراب المثنى " الألف والياء" والجمع - السالم- " الواو الياء" في نفس الوقت، على الرغم من أنها مفردة ، ولكن هذه العلامات نشأت من إشباع الحركات مثال: رأيْتُ أباك كان أصلها رأيتُ أبَوَك تحركت الواو وانفتح ما قبلها ، فكان من الأخف على اللسان نطقها " أباك"وقس عليها الباقي فإن قيل فلم كانت هذه الأسماء أولى بالتوطئة من غيرها؟ قيل لأن هذه الأسماء منها ما تغلب عليه الإضافة ومنها ما تلزمه الإضافة فما تغلب عليه الإضافة: أبوك و أخوك وحموك . وما تلزمه الإضافة: فوك وذو مال المقصود بماتغلب عليه الإضافة أي أنه يكون مضافا غالبا وهذا لا يمنع أن يأتي بغير الإضافة مثال : أبو المكرمات " هنا أضيف أبو إلى المكرمات" ولكن من الممكن أن تأتي أبو بغير صيغة المضاف مثال: هذا أبٌ رحيمٌ أما فو وذو فلا يمكن أن تأتيا بغير صيغة الإضافة أبدا جرب وسترى ذلك بنفسك والإضافة فرع على الإفراد سأكتب مافهمته من هذه الجملة مافهمته أنه يجوز إضافة الأسماء الخمسة إلى ضمير أو اسم على الرغم من أنها مفردة وتحمل علامات المثنى والجمع لأن الاسم المفرد يقبل الإضافة وهذا لا يعني أن الجمع والمثنى لا يقبلا الإضافة كما أن التثنية والجمع فرع على المفرد دائما في اللغة العربية المفرد هو الأصل ومنه نشتق باقي الأقسام المثنى والجمع ، اختصارا للتكرار الذي هو أصل المثنى والجمع لا تستعجل الموضوع فالدرس القادم سيتحدث عن المثنى والجمع لا أعرف إن كنت قد وضحت لك ما فهمته من هذه الجمل أم زدت الأمر سوءا في رعاية الله |
رد: أسرار العربية
جزاكِ الله خيرًا
جهد طيب، وشرح مفيد. وبانتظار الدرس القادم حتى تكتمل الصورة. شكرَ الله لكِ |
رد: أسرار العربية
بسم الله الرحمن الرحيم رابعا: التثنية والجمع ماهي التثنية؟ التثنية صيغة مبنية للدلالة على الاثنين وأصل التثنية العطف تقول قام الزيدان وذهب العمران والأصل فيه قام زيد وزيد وذهب عمرو وعمرو إلا أنهم حذفوا أحدهما وزادوا على الآخر زيادة دالة على التثنية طلبا للإيجاز والاختصار . ما الدليل على أن الأصل هو العطف؟ الذي يدل على أن الأصل هو العطف أنهم يفكون التثنية في حال الاضطرار ويعدلون عنها إلى التكرار كقولنا: ليثٌ وليث.. بيتٌ وبيت.. الخ ماهو الجمع؟ صيغة مبنية للدلالة على العدد الزائد على الاثنين والأصل فيه أيضا العطف كالتثنية إلا أنهم لما عدلوا عن التكرار في التثنية طلبا للاختصار كان ذلك في الجمع أولى . لماذا كان إعراب التثنية والجمع بالحروف دون الحركات؟ لأن المفرد هو الأصل والتثنية والجمع فرع على المفرد،والإعراب بالحركات هو الأصل والحروف فرعٌ عليها. فكما أعرب المفرد الذي هو الأصل بالحركات التي هي الأصل أيضا،فكذلك أعرب التثنية والجمع -اللذان هما فرع -بالحروف التي هي فرع. فأعطي الفرع الفرع كما أعطي الأصل الأصل لماذا الألف والواو والياء؟ كانت الألف والواو والياء أولى من غيرها لأنها أشبه الحروف بالحركات . لم خصوا التثنية في حال الرفع بالألف والجمع السالم بالواو وأشركوا بينهما في الجر والنصب ؟ 1-لأن التثنية أكثر من الجمع 2-لأنها تدخل على من يعقل وعلى ما لا يعقل وعلى الحيوان وعلى غير الحيوان من الجماد والنبات بخلاف الجمع السالم فإنه في الأصل لأولي العلم خاصة . فلما كانت التثنية أكثر والجمع أقل جعلوا الأخف وهو الألف للأكثر والأثقل وهو الواو للأقل. لماذا؟ ليعادلوا بين التثنية والجمع و أشركوا بينهما في النصب والجر : لأن التثنية والجمع لهما ستة أحوال - رفع وجر ونصب لكليهما-و ليس إلا ثلاثة أحرف فوقعت الشركة ضرورة . هل النصب محمول على الجر أو الجر محمول على النصب؟ النصب محمول على الجر لأن دلالة الياء على الجر أشبه من دلالتها على النصب لأن الياء من جنس الكسرة والكسرة في الأصل تدل على الجر . لم حمل النصب على الجر دون الرفع؟ لستة أوجه: 1-أن الجر ألزم للأسماء من الرفع لأنه لا يدخل على الفعل 2-أنهما يقعان في الكلام فضلة ألا ترى أنك تقول مررت فلا يفتقر إلى أن تقول بزيد. 3-أنهما يشتركان في الكتابة نحو رأيتك و مررت بك. 4-أنهما يشتركان في المعنى تقول مررت بزيد فيكون في معنى جُزت زيدا . 5-أن الجر أخف من الرفع فلما أرادوا الحمل على أحدهما كان الحمل على الأخف أولى من الحمل على الأثقل . 6-أن النصب من أقصى الحلق والجر من وسط الفم والرفع من الشفتين فكان النصب إلى الجر اقرب من الرفع لأن أقصى الحلق اقرب إلى وسط الفم من الشفتين . ماهي حروف الإعراب في التثنية والجمع؟ الألف والياء للمثنى ، والواو والياء لجمع المذكر السالم. لم فتحوا ما قبل ياء التثنية دون ياء الجمع؟ مثال : مُخْلِصَيْن:منصوبا ومجرورا في التثنية. مُخْلِصِين: منصوبا ومجرورا في جمع المذكر السالم وذلك لثلاثة أوجه: 1-أن التثنية أكثر من الجمع والجمع أقل أعطوا الأكثر الحركة الخفيفة وهي الفتحة والأقل الحركة الثقيلة وهي الكسرة. 2- أن حرف التثنية لما زيد على الواحد للدلالة على التثنية أشبه تاء التأنيث التي تزاد على الواحد للدلالة على التأنيث وتاء التأنيث يفتح ما قبلها . وكانت التثنية أولى بالفتح لهذا المعنى من الجمع لأنها قبل الجمع . 3-أن بعض علامات التثنية الألف والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا ففتحوا ما قبل الياء منعا للاختلاف. لم أدخلت النون في التثنية والجمع؟ ذهب سيبويه إلى أنها بدل من الحركة والتنوين. وذهب بعض النحويين إلى أنها تكون على ثلاثة أضرب: فتارة تكون بدلا من الحركة والتنوين نحو رجلان وفرسان وتارة تكون بدلا من الحركة دون التنوين نحو الرجلان والفرسان وتارة تكون بدلا من التنوين دون الحركة نحو رحيَان وعصوَان. لم كسروا نون التثنية وفتحوا نون الجمع؟ للفرق بينهما مع تباين صيغتيهما لأنهم لو لم يكسروا نون المثنى ويفتحوا نون الجمع لالتبس جمع المقصور في حالة الجر والنصب بتثنية الصحيح. ألا ترى أنك تقول في جمع مصطفى رأيت مصطفينَ قا تعالى : { وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفـَيْنَ الْأَخْيَارِ} فلفظ مصطفينَ كلفظ زيدينِ فلو لم يكسروا نون التثنية ويفتحوا نون الجمع لالتبس هذا الجمع بهذه التثنية . فهلا عكسوا ففتحوا نون المثنية وكسروا نون الجمع وكان الفرق حاصلا: وذلك لأن نون التثنية تقع بعد ألف أو ياء مفتوح ما قبلها فلم يستثقلوا فيها الكسرة . وأما نون الجمع فإنها تقع بعد واو مضموم ما قبلها أو ياء مكسور ما قبلها فاختاروا لها الفتحة لتعادل خفة الفتحة ثقل الواو والضمة والياء والكسرة . و لو عكسوا ذلك لأدى ذلك إلى الاستثقال لتوالي الأجناس. لِمَ كان الأصل في الجمع السالم أن يكون لمن يعقل؟ فضيلا لهم لأنهم المقدمون على سائر المخلوقات بتكريم الله تعالى لهم وتفضيله إياهم. فلم أُلحِق بهذا الجمع الأعداد من العشرين إلى التسعين؟ لأن الأعداد لما كانت تقع على من يعقل نحو عشرون رجلا وعلى ما لا يعقل نحو عشرون ثوبا ؛غلب جانب من يعقل على ما لا يعقل كما يغلب جانب المذكر على المؤنث في نحو أخواك هند وعمرو وما أشبه ذلك . لِمَ ألحق به أرضون وسنون؟ لأن الأصل في أرض أرضة بدليل قولهم في التصغير أريضة وكان القياس يقتضي أن تجمع بالألف والتاء إلا أنهم لما حذفوا التاء من أرض جمعوه بالواو والنون تعويضا من حذف التاء وتخصيصا له بشيء لا يكون في سائر أخواته . وهذا التعويض تعويض جواز لا تعويض وجوب لأنهم لا يقولون في جمع شمس شمسون ،ولا في جمع غد غدون. ولهذا لما كان هذا الجمع في أرض وسنة على خلاف الأصل ادخل فيه ضرب من التكسير ففتحت الراء من أرضون و كسرت السين من سنون إشعارا بأنه جُمِعَ جَمْعَ السلامة على خلاف الأصل. انتهى الدرس الدرس القادم عن جمع المؤنث السالم في أمان الله |
رد: أسرار العربية
لطيف هذا الدرس.
جزاكِ الله خيرًا |
رد: أسرار العربية
زادك الله علما.
موضوع رائع |
رد: أسرار العربية
اقتباس:
وزادك الله علما وفضلا أهلا بك بيننا أخي الكريم حياك الله |
الساعة الآن : 05:58 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour