ملتقى الشفاء الإسلامي - من مشاكل المراهقين

من مشاكل المراهقين
أ. سحر عبدالقادر اللبان

السؤال:

♦ الملخص:

شابٌّ يُعاني مِن وساوسَ ومخاوفَ، ويعيش حالةً من التوقعات السلبية السيئة في أي شيءٍ يقوم به، كما أنه ضعيف الثقة في نفسه، ولا يستطيع الدفاع عنها، ويظن أنَّ الناس يَسخرون منه.

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ عمري 16 سنة، أعاني من عدة مشكلات، أرجو منكم أن تُساعدوني فيها:
• المشكلة الأولى: أعاني مِن الوسواس؛ فمثلًا إذا افترضتُ أني سأُقدِّم عرضًا الأسبوع القادم، أو سأخرج مع أصدقائي للتنزُّه، فطول هذه المدة أظل أفكِّر في التوقُّعات السلبية التي مِن الممكن أن تحدث؛ مثل: ماذا لو انقطع التيار الكهربائي أثناء العرض؟ ماذا لو أني لم أُعجب المشاهدين؟ وأظل أَدُور في هذه الوساوس إلى حد التازُّم والقلق، فماذا أفعل للتخلص مِن هذا التوتُّر وهذه الوساوس؟ وكيف أكسب الثقة بالنفس؟ وكيف أُدرِّب نفسي على التوقع الإيجابي؟

• المشكلة الثانية: أخاف مِن الدفاع عن نفسي (بدنيًّا) في المواقف التي يجب عليَّ فيها استعمال القوة، ولا أعرِف ما سبب ذلك؛ لذا أريد منكم أن تَجدوا لي حلًّا يساعدني على اكتساب الشجاعة والتخلُّص من الخوف.

• المشكلة الثالثة: أعاني مِن الرهاب الاجتماعي، وأظن أن الناس يسخرون مني، وهذا مِن سوءِ ظني بهم، ولا أستطيع الحِفاظ على أصدقائي؛ لذا فإني أرى نفسي فاشلًا اجتماعيًّا، فماذا أفعل للتخلُّص من الرهاب الاجتماعي؟ وكيف أتخلص من سوء الظن بالآخرين؟

وماذا أفعل كيلا أهتم برأي الآخرين؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أُرحِّب بك أخي في شبكة الألوكة، وبعدُ:
أخي الكريم، أولًا: عليك عرض مشكلتك على طبيب نفسي متخصِّص.
ثانيًا: عليك أن تسعى للتغلُّب على وساوسك بإرغام نفسك على الابتعاد عن التفكير فيها، وملء وقتك بالأشياء المفيدة؛ كيلا يكون عندك وقتٌ للتفكير في وساوسك، ثم عليك العمل على إثبات ذاتك وتقوية شخصيتك، وذلك بالالتحاق بنادٍ رياضيٍّ تكسب فيه مُرونةَ جسدك، وتقوية عضلاتك، وتتعلم فنون الدفاع عن النفس، حينها ستشعر أنك قويٌّ، ولم تَعُدْ تخاف مِن الدفاع عن نفسك بدنيًّا، وبالرياضة أيضًا يُمكنك إبعاد الطاقة السلبية عنك، واكتساب طاقة إيجابية تُساعدك كثيرًا في حلِّ مشكلتك.

وعليك الإكثار مِن سماع القرآن الكريم، وجعْل أحدٍ مِن أهلك يَرقيك بالرُّقية الشرعية، وأشدِّد على أن يكونَ الراقي واحدًا مِن أهلك، ولا تَلجأ إلى المشعوذين والدجَّالين.

قوِّ ثقتك بنفسك مِن خلال الاهتمام بالدراسة والتركيز عليها، والعبادات والقيام بها على أتمِّ وجهٍ، والمطالعة والاهتمام بهواية مفيدة؛ كل هذا مِن شأنه تعزيز ثقتك بنفسك، فيذهب عنك الشعورُ بأنك أقلُّ من الآخرين، وعندما تحترم نفسك وقدراتك، سيحترمك الآخرون وسيُقدِّرونك؛ فمن لا يُكرِم نفسه لا يُكرَم.

ابحثْ أخي الكريم عن صُحبةٍ صالحةٍ تكون لك عونًا في مشوار بناء الثقة بالنفس، وأعْلِمهم بمشكلتك، واطلُبْ منهم المساعدة، وذلك بالحث على إنجاز أمور العبادة، وأمور الدراسة، والأمور الأخرى على أفضل وجهٍ.

وأخيرًا عليك الإكثار من الدعاء لله تعالى أن يكون لك عونًا، ويساعدك في تَخطِّي هذه الأزمة، واحرِص على الجزء الأخير من الليل؛ فهو مِن الأوقات التي يُستحبُّ فيها الدُّعاء؛ إذ إنَّ الدعاء فيها يكون مُجابًا.

والله الموفِّق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته