ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الأمومة والطفل (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=16)
-   -   الخلافات العائلية داخل المنزل.. تزداد صيفاً! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=303208)

ابوالوليد المسلم 14-04-2024 11:10 PM

الخلافات العائلية داخل المنزل.. تزداد صيفاً!
 
الخلافات العائلية داخل المنزل.. تزداد صيفاً!



كَّد عدد من المختصين في الشأن الاجتماعي أن غالب الخلافات الأسرية في العطلة الصيفية مدارها حول الأمور المادية كمكان قضاء الإجازة أو ما يتعلق بتكلفة حضور المناسبات الاجتماعية التي تكثر خلال هذه الفترة من السنة، كذلك يلاحظ ازدياد الخلافات بين الأبناء والوالدين فيما يختص بالطريقة المثلى لقضاء وقت الفراغ منوهين بغياب الحوار المباشر والسليم بين الطرفين لترتيب عملية التخطيط الصحيح لعلاج مثل هذه المشكلة.
وجانب آخر يتمثَّل في شكوى النساء من هجر أزواجهن لهن واتجاههم للسياحة في الخارج دون اصطحابهن مما يشكِّل قلقاً لهن عندما يلقي الرجل بكافة مسؤولياته والتزاماته نحو أبنائه على كاهل المرأة التي هي الأخرى في أمس الحاجة للراحة والاستجمام والترويح عن النفس، البعض يتفهمن وضعيات أزواجهن ويتقبلن سفرهم للسياحة وفق منظومة تحقق التوازن بين حاجات الزوج ومتطلبات الأسرة.
تطرقنا لهذه القضايا والأسباب التي تقف وراءها والعلاج المناسب لها مع نخبة من المختصين في الشأن الأسري.
إقامة طويلة
بداية كشف مدير مركز التنمية الأسرية في الأحساء الدكتور خالد الحليبي عن زيادة عدد المشكلات الأسرية، بين الأزواج في العطلة الصيفية.
وقال: إن «المركز يتلقى نحو 80 اتصالاً يومياً، ما اضطره إلى زيادة الفترة الزمنية لتلقي الاتصالات بنسبة 20٪»، وأوضح أن «المركز يتلقى الاتصالات حالياً من الساعة الخامسة إلى العاشرة مساء»، مرجعاً سبب زيادة المشكلات إلى «تواجد الزوج ساعات أطول في المنزل، ما يتيح فرصة أكبر لنشوب الخلافات»، مشدداً على أن «من السيدات من تعتقد أن من صالحها وجود الرجل باستمرار في المنزل، في حين أن من الأفضل أن يبقى ساعات أقل إلى جوارها، ويمضي بقية الوقت في الخارج طلباً للرزق، والترفيه مع زملائه»، موضحاً أن «وجود الرجل في المنزل يتسبب في احتقانه، ما يدفعه إلى التدخل في شؤون لا تعنيه».
وقال الحليبي: «رغبة الزوجة في السفر في الإجازة، بسبب غيرتها من الأخريات، أحد أسباب حدوث المشكلات»، إضافة إلى «ما يتسبب فيه سفر الزوج بمفرده، والذي هو مشبوه بالنسبة للزوجة، ويولّد لديها الكثير من الشكوك، والإشكالات النفسية»، لافتاً إلى عامل آخر «هو وجود الأبناء ساعات إضافية في المنزل، ما تنشأ عنه مشكلات فيما بينهم، تمتد أحياناً إلى الآباء».
الملل الزوجي
واعتبر أن من أبرز المشكلات التي تعاني منها الأسر السعودية، «غياب الحوار الهادئ بين الزوجين»، و«اللجوء للسحر»، معرباً عن أسفه لأن «الأخير يمثل نسبة سيئة جداً؛ إذ يلجأ كل من أهل الزوج لسحر الزوجة، وأهل الزوجة لسحر الزوج، وبخاصة في ظل وجود زوجة ثانية، فيعمل الأهل على الاستعانة بالسحر لجذب الزوج إلى ابنتهم»، مشيراً أيضاً إلى زيادة «معاكسة الزوج للفتيات»، إضافة إلى بروز مشكلة «معاكسة الزوجة للرجال»، وعزا السبب إلى «توافر وسائل الاتصال الحديثة، وبرامج المحادثة»، و«الملل الزوجي، إذ إن 80٪ من الأزواج يعيشون حياة رسمية وجافة»، إضافة إلى «غياب الفهم لحاجات الطرف الآخر».
سرية تامة
وفي جدة احتلت المشكلات الزوجية المرتبة الأولى في قائمة القضايا الواردة إلى جمعية الشقائق الخيرية في جدة خلال فترة الصيف عبر الاتصالات الهاتفية تلتها المشكلات المتعلقة بتربية الأبناء، فيما جاءت المشكلات الاجتماعية في المرتبة الثالثة، وقال مدير الجمعية عثمان رمضان: إن قسم الاستشارات الهاتفية في الجمعية يستقبل عدداً كبيراً من المكالمات الهاتفية النسائية خلال فترة الصيف في كل عام، مشيراً إلى أن نخبة من الإخصائيات والاستشاريات في علم النفس والاجتماع والصحة العامة يتولين الرد عليها في سرية تامة.
السهر ضار
ومما يتعلق بالإجازة خاصة السهر خارج المنزل يعلق الدكتور إبراهيم بن حمد النقيثان المستشار بمركز واعي للاستشارة الاجتماعية قائلاً: إن للسهر آثاراً اجتماعية على الأسرة منها: الإساءة النفسية إلى الزوجة حينما يسهر زوجها خارج بيته إلى ساعة متأخرة من الليل، واختلال نظام الأسرة، ويصبح الأب القدوة قدوة سيئة لأبنائه خصوصاً حين يكون في المنزل أبناء في مرحلة المراهقة وضياع أمور القوامة مما يسند كثيراً من الأمور إلى السائق، أو إلى أهل الزوجة ونحو ذلك، والتقصير في الوظائف العامة اليومية، ولا سيما فيما يتعلق بالآخرين، حيث تجد الموظف السهران، فاسد المزاج، سيئ المعاملة، مقصراً في أداء عمله قد لا يأتي إلا متأخراً، ولا ينجز في عمله ويكون تعامله مع المراجعين صعباً!!
أبرز المشاكل
من جانبه حذَّر الدكتور ناصر بن صالح العود مستشار العلاج الأسري المجتمع من ازدياد حجم المشكلات الأسرية بشكل عام والزوجية على وجه الخصوص خلال فترة الإجازة الصيفية.
المشكلات المادية
وأوضح أنه من الملاحظ خلال العام الماضي وكذلك من خلال حجم المكالمات الواردة للوحدة خلال الأيام الماضية أن هناك ازدياداً في حجم المكالمات الواردة فيما يختص بالمشكلات الزوجية وخصوصاً تلك المتعلقة بالخلاف حول الأمور المادية وحول مكان قضاء الإجازة، أو ما يتعلق بتكلفة حضور المناسبات الاجتماعية التي تكثر خلال هذه الفترة من السنة، كذلك يلاحظ ازدياد الخلافات بين الأبناء والوالدين فيما يختص بالطريقة المثلى لقضاء وقت الفراغ، حيث يلاحظ غياب الحوار المباشر والسليم بين الطرفين لترتيب عملية التخطيط الصحيح لعلاج مثل هذه المشكلة.
التخطيط السليم
وأشار د. العود إلى أن كثرة المشكلات في هذا الوقت من العام أمر غير مستغرب ومتوقع بناء على القراءة الاجتماعية للتغيرات المتسارعة التي تمر بها المجتمعات الخليجية بشكل عام والسعودي بشكل خاص ولاسيما تلك المتعلقة بالمتطلبات الحياتية الجديدة التي من أبرزها التغيير الكلي في مفهوم قضاء الإجازة الصيفية والذي كان في السابق ينظر إليه كشيء ثانوي بينما الآن أصبح من الأولويات في حياة الأسرة.
اكتئاب وملل
من ناحيتها حذرت الإخصائية النفسية الدكتورة عفت ياسين من غفلة الأب عن الإجازة الصيفية بحيث لا يقدم لأسرته شيئاً، مشيرةً إلى أنه بذلك يقتل جانباً من الفرحة الداخلية لديهم والتي لا يلحظها الا من قام بعمل برنامج أو رحلات ترفيهية لأبنائه خلال الإجازة.
وأشارت إلى أن وجود أفراد الأسرة باستمرار في المنزل خلال الإجازة الصيفية بدون وجود ترفيه، يصيبهم بالملل والاكتئاب؛ مما ينعكس في سلوكياتهم التي قد تصل إلى نشوب خلافات ومشاجرات مع بعضهم البعض ومع الوالدين أحيانًا، والأسباب في غالب الأحيان تكون تافهة ؛ وهذا يعود للأحمال والأعباء التي لحقت بهم خلال عام دراسي شاق، وعندما يجدون أنهم يجلسون في البيت دون أي تغير حدث على روتينهم اليومي فإن ذلك سيزيد من العبء النفسي والضغط العصبي، وهذا الكبت ينتظر صاحبه أي لحظة حتى وإن كانت صغيرة الحجم ليفجره من خلال سلوكيات معينة.
أنانية الأزواج
د. علي بن عبدالله البكر أستاذ الإرشاد والعلاج النفسي المساعد في جامعة الملك سعود - كلية التربية قال: إن سفر الزوج بصحبة زوجته حصانة له من الفتن التي يتعرض لها في كثير من المواقع التي فيها مخالفات، وأضاف: لا شك أن الإنسان الذي يبني سعادته على تعاسة الآخرين شخص أناني لا يحب إلا نفسه ولا ينظر إلا لذاته، وهذا ينطبق على حال الأزواج الذين يسافرون ويتركون زوجاتهم يعانين دون رحمة أو شفقة، فالشكاوى المتكررة من النساء تعد ظاهرة خطيرة وتعكس عدم توافر الأساس المطلوب لإقامة العلاقة الزوجية الصحيحة التي تقوم على المودة والرحمة، كما يؤكِّد عدم النظر لدور المرأة بشكل صحيح فكأنها تعيش بلا مشاعر ولا أحاسيس وليس لها متطللبات، وهي في الواقع لا تختلف عن الرجل في جميع متطلباتها وإن اختلفت الآلية لتحقيق تلك المتطلبات، والعجب كل العجب أن تطلب من المرأة أن تقوم بدورها نحو المنزل ونحو أبنائها بأكمل وجه، وأنت لم توفر البيئة المناسبة لها فالآلة وهي الآلة إذا لم تحطها بما يجب ليتم عملها تقف، فما بالك ببني البشر الذين يحتاجون إلى طاقة نفسية وعضوية ودعم اجتماعي وإحساس بالأمن والتقدير؟! وهذا لا يكون إلا بعلاقة ناضجة صحيحة بين الزوجين يتشاركان فيها في أوقات الرخاء والشدة وفي السراء والضراء، فـ«لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وهذا في حق البعيد فما بالك بحق القريب، بل أقربهم وهي الزوجة؟!
وهنا تجدر الإشارة إلى أن اصطحاب الزوجة والأولاد في السفر فيه تحصين للزوج من الوقوع في بعض المحظورات التي قد يتعرض لها نتيجة للمظاهر والإغراءات في كثير من المواقع التي يقصدها، ولعل سفر الأسرة معه كذلك يجعله يفكر في اختيار جهات أكثر انضباطاً من الناحية الأخلاقية وأكثر إشباعاً لحاجة الأسرة، وهذا يسهم في الحفاظ على الدين والأخلاق ويحقق جانب الترفيه المطلوب.
الإجازة مكافأة
من جانبه قال د. منصور بن عبدالرحمن العسكر أستاذ علم الاجتماع: إن قضاء وقت الإجازة والاستمتاع بها يعد من الأمور الجديدة في المجتمعات المعاصرة، فهي بمثابة المكافأة للأسرة من عناء التعب في العام الدراسي الحافل بمتابعة الأبناء في الدراسة والاختبارات وما إلى ذلك، فالأصل في قضاء الإجازة أن يكون السفر معاً لجميع أفراد الأسرة، الزوج والزوجة والأبناء، وكذلك الوالدان، ونركز بالأخص على الزوجة، وأتصور أن عدم ذهاب الزوج بزوجته معه لقضاء وقت الإجازة في السفر ينعكس سلباً على حياتهم الاجتماعية بالإضافة إلى الآثار التي قد يجنيها الزوج بالسفر وحده دون اصطحاب عائلته معه من آثام وأمور جسام قد يقترفها بدون عائلته معه، كما أرى أن عدم اصطحاب الزوج زوجته معه في السفر وقت الإجازة يعود لأمور عدة أهمها الفارق في السن بين الزوجين، فقد يكون هناك تفاوت في السن بين الزوجين يجعل الزوج لا يفضل اصطحاب زوجته معه، أو قد يعود للفارق في المستوى التعليمي بينهما، فقد يكون الزوج متعلماً تعليماً عالياً وزوجته ليست متعلمة فيرى أن باصطحابه لزوجته نوعاً من الانتقاص والحرج الذي سيلحقه في السفر، وهذا بلا شك خلل يعاني منه من لا يصطحب زوجته وأبناءه معه في السفر.



اعداد: معاوية بن أحمد الأنصاري






الساعة الآن : 03:31 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 14.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.46 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.64%)]