ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الخواطر (الظن الكاذب) (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=303687)

ابوالوليد المسلم 26-04-2024 06:20 PM

الخواطر (الظن الكاذب)
 
الخواطر (الظن الكاذب)



قال تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} (الحجرات: 12).
وقال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث» متفق عليه.
الظن: خاطر ينقدح في الذهن من جراء موقف معين، أو نتيجة لتفسير ظواهر وأحداث معينة؛ وغالباً ما يتكشف ويؤول إلى وهم، وربما كان صحيحاً، أو قريباً من الصحة، حسب المعطيات وطريقة فهمها. وتبدو الخطورة حين يؤسس المرء موقفاً نفسياً أو إجراءً عملياً بناءً على ظن كاذب فيثمر الثمرات المرة الظالمة.
وتبدأ العملية حين يلقي الشيطان، أو النفس المعتلة، معنًى في ظل أجواء معينة، فينكت في القلب، ويتوسع، ويطول، ويعرض، ويرسخ، ويستجلب الشواهد القريبة والبعيدة، ويتحاشى ويتناسى أضدادها من اليقينيات الثابتة، فيغتال هذا الظن القلب، ويأسره، ويحكمه:
- فربما آذاه أذىً قاصراً أورثه الهمَّ والغمَّ، أو الحقد والكراهة.
- وربما دعاه إلى أذًى متعدٍّ بالقول أو الفعل.
وحتى حين ينجلي ويتبين، يعقبه ندم وحسرة على ما كسب قلبه في حق أخيه.
وتتفاوت النفوس في قابليتها للظن، وفي استرسالها فيه:
- فثم نفوس طيبة، بريئة، بسيطة سرعان ما تلفظ مادته، وتنبذه: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} (النور: 12).
- ومن النفوس من تشهق بالظن، وتشرب إياه، حتى تحيل الوهم حقيقة، والباطل حقاً.
وسائل دفع الظنون الكاذبة:
1 – اجتناب كثير منه: كما أمر الله بقوله: {اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ} (الحجرات: 12)، فعلى المؤمن أن يلزم نفسه منهجاً صارماً بنبذ الظن، والحكم بمقتضى الظاهر، والأخذ بالدلائل البينة فقط.
2 – أن يحسم مادة الظن بعدم التفتيش عن دلائل غير مواتية؛ ولهذا، والله أعلم، أتبع الله الأمر باجتناب الظن بالنهي عن التجسس الذي يذكي أواره، فقال: {وَلَا تَجَسَّسُوا} (الحجرات: 12).
3– حسن الظن بالمسلمين، وحمل الإخوان على أحسن المحامل، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم شراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً»، فحينئذ يريح المرء ويستريح. والله أعلم.

(*) قسم العقيدة – كلية الشريعة وأصول الدين – جامعة القصيم


اعداد: د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي






الساعة الآن : 05:02 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.33 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.46%)]