||ஃ المصــــــــائب في حياتنا ஃ||
:: :: لابد لنا أن نعرف أولاً عن ماهي المصيبة ؟.. إذا ذكرت لك كلمة مصيبة فدائماً ما تعتقد أنها : حريق .. حادث ..موت ...الخ.. ولكن المصيبة عرفها العلماء بأنها كل ما يؤذي المؤمن ويكدر عليه صفوه ... استيقظت يوماً صباحاً وأنت مرتاح البال ... جاءك ابنك ..أخيك الأصغر ..أمك .زوجتك... أي شخص كان.. وبدأوا يصرخون عليك أو ينكدون عليك لأي سبب من الأسباب ( والأسباب كثيرة !!)... وأنت تقول في نفسك : لماذا تنكدون علي دائماً... ودائماً ما توجه الخطاب للآخرين ولم توجهه لنفسك يوماً... لماذا يحصل لي هذا؟!!.. ماالذي فعلته حتى يحصل هذا؟!!... الأسباب سأذكرها لك الآن .. أو قد تستنبطها من سياق المعنى... عليك أولاً أن تعرف أن هدف كل مصيبة (بمعناها الحقيقي) هو الرجوع إلى الله: فليس لله حاجة إلى إصابة عبده بما يكره ... يقول سبحانه:" وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون "... والشعور بالذنب هو بداية الرجوع إلى الله... قال تعالى : " أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير "... وقال تعالى :" وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير".... فتأمل اخي واختي؟؟ ولهذا لابد من الرجوع إلى الله عند حدوث المصيبة وكثرة الاستغفار ...فليس هناك ما يخفف وقع المصيبة مثل الاستغفار... بل إن للاستغفار فرج من كثير من الأزمات في حياتنا والتي هي بمعنى المصيبة ... وإليكم قصص في هذا الصدد... إمرأة سافر زوجها ولم يكن أحد عندها في البيت إلا ولدها الرضيع .... في وقت متأخر من الليل ..فجأة قام ولدها يصرخ ويصيح من ألم في أذنه ( ولا أحد يعلم تأثير هذا الألم على الأطفال إلا الأمهات ) ... حاولت الأم بشتى الطرق أن تسكته لكن الابن كان على صوت وصياح واحد.. ماذا تفعل ؟ وهي وحيدة ليس عندها أحد حتى تنقله إلى المستشفى .. وزوجها مسافر والوقت متأخر... ما العمل؟!!... فكرت الأم .. والله إن هذا الأمر بذنب فعلته ... فبدأت تستغفر وهي تحمل الرضيع ... وفجأة ..إذا بالطفل يهدأ وينام على يديها .!!!... سبحان الله .. قصة أخرى.. طالبة في الجامعة ... لتوها خرجت من محاضرة في القضاء والقدر ... وقد كانت على موعد مع نشاط على المسرح الجامعي ... وقد وكل إليها بأن تحافظ على البروجكتر ( جهاز ضوئي يعرض على شاشة ما على شاشة الكمبيوتر )... طلب منها أن تأتي بالبروجكتر حتى تكتمل تجهيزات العرض... وإذ بها تنسى أين وضعت الجهاز!!.. يا إلهي .. أين ذهب؟!.. حاولت أن تبحث عنه في كل مكان .. ولكنها لم تفلح ... فكرت فيما قيل في المحاضرة ...وإذ بها تطبق واقعياً ماقيل فيها ... وإذ بها تتضرع إلى الله وتستغفر وتقول يارب اغفرلي .. اللهم إني أعلم أني قد أذنبت ذنباًَ عظيماً ... فاغفرلي يا الله .. ومازالت تستغفر وتدعو الله ..وإذ بالفرج من الله ينزل ... لقد تذكرت مكان البروجكتر ... سبحا ن الله... وهذا قليل من فضل الاستغفار... إذن.. فكل ما يصيب الإنسان من مصيبة في نفسه وولده وماله وكل ما ينزل به إنما هو ناتج عن مخالفته لله تعالى من كل أمرو نهي ..ولكن الله لا يؤاخذه بكل ما يقترف وهو يعلم ضعفه وما ركب في فطرته من دوافع تغلبه في أكثر الأحيان .. قال صلى الله عليه وسلم لما نزلت آية " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ": ( والذي نفس محمد بيده ما من خدش عود ولا اختلاج عرق ولاعثرة قدم إلا بذنب وما يعفو عنه الله أكثر )... قال علي ابن أبي طالب: " ما نزل بلاء إلا بذنب ولارفع إلا بتوبة "... بعض حال السلف.. - محمد بن سيرين رحمه الله لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال: إني لأعرف هذا الغم .. هذا ذنب أصبت به منذ أربعين سنة قلت لرجل منذ ذلك الوقت يامفلس... يقول الشيخ سعود الشريم حفظه الله تعليقاً على هذا القول : قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون ..وكثرت ذنوبنا فلم نعرف من أين نؤتى.. - أحد السلف قال : " إني لأذنب الذنب فأرى ذلك في دابتي وولدي وحتى في فأر بيتي "... - أحد السلف شتمه رجل فوضع خده على الأرض وقال: اللهم اغفر لي الذنب الذي سلطت هذا به عليّ... فلا بد إذن من الاستغفار والتوبة... للتخفيف عن المصيبة ... - حتى نتذوق الرضا بالبلاء يجب أن تعلم أنه كان بحسن اختيار من رب العالمين لك جرى بمقتضى حكمته ورحمته وأنه دليل على حب الله تعالى لك ...قال صلى الله عليه وسلم :" إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم "... - أن تتحسس نعم الله عليك.. كما قال تعالى " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "...فإن سلب منك نعمة وهي ملكه فقد أسبغ عليك نعم كثيرة ... - استشعر حقيقة الملك لله عز وجل وأن العباد مستخلفين لله في الأرض وأنهم لا يملكون شيئاً إلا بتمليك الله لهم ... - استشعر أجر الصبر عند المصيبة ، قال تعالى: " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ".. قال أحد السلف : لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس ... في قصة جميلة : - استشعر أن الكل مصاب .. روى ابن الجوزي: ( إن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها وبلغ أرض بابل مرض مرضاً شديداً فلما أحس بقرب الموت فيه كتب إلى أمه : " يا أماه اصنعي طعاماً واجمعي من قدرت عليه ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة واعلمي هل وجدت لشيء قراراً باقياً وخيالاًدائماً .. إني قد علمت يقيناً أن الذي أذهب إليه خير من مكاني ..".. قال : فلما وصل كتابه صنعت طعاماً ، وجمعت الناس وقالت: لا يأكل هذا من أصيب بمصيبة ..فلم يأكلوا .. فعلمت ما اراد ..فقالت: من يبلغك عني أنك وعظتني فاتعظت وعزيتني فتعزيت فعليك السلام حياً وميتاً ..).. : منقول http://www.n9wn9.com/vb/images/avatars/psd0144.gif |
الساعة الآن : 09:39 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour