المجتمع ماهو إلا مجموعة اسر تلتف حول عائلها ومعيلها فكل أسرة تختلف عن الأخرى, كل واحدة تتبع نظاما خاصا بها, تتبع سلوكا يتماشى مع أخلاقياتها التي ترعرعت عليها, إلا نرى إن هذا البيت الصغير هو مدرسة لأجيال قد يكونوا في قمة العطاءان كانت مناهج تعليمهم سليمة فيه وقد يكونوا عكس ذلك إن كان تقاعس تام أو تربية غير سليمة مبنية على بنية هشة تنهار فور اصطدامها بأي سلوك مخالف لها, ومن هنا نقدم للمجتمع رجلا أو امرأة غير صالحين لنفع نفسيهما قبل ان ينفعا الآخرين.
فتحركهم عشوائي خال من أي بصمة ايجابية وبذلك يكون تطاحن بين البشرية مما يولد النفور من التوحد وعوض أن ينصهر الكل في تكتل عام يتولد شقاق غريب تتفشى فيه العنصرية القومية أو الأسرية أو الصداقية حتى نرى من النادر وجود ثنائي صامد متحد دون أي خلاف يشتت هذا الانصهار الأثري الذي توارثناه عن أجدادنا ولم نصنه ولم نحافظ عليه مما خلف لنا هذه الهزة العنيفة التي اودت برصيد مهم من المبادئ والقيم الجليلة إلى نهاية لا حدود لها.
فالأسرة دفئ وحنان وحوار تقوم على الصدق في بنائها والجهاد والصبر لحماية أفرادها من الوقوع في خنادق ملغومة بمغريات كثيرة تصيب كل من يقع فيها بزلزال تام في سلوكياته التي تعهد عليها, ومنه فان مسؤولية الأسرة ليست بالسهلة ولا المريحة فمن خلالها يحقق المرء ذاته من جديد في شخصيات أبناءه بميزات مختلفة كما أنهم فلذات من أنفسنا وجب الحرص عليها ورعايتها رعاية تليق بمقامها فأولادنا أكبادنا تمشي على الأرض فان وصلوا وصلنا وان تراجعوا تراجعنا.
إلا أن هذه الأم الأولى أغفلنا العناية بها فحري بالأمر قبل أن يبدأ الإنسان في تأسيس هذه المملكة أن يكون نفسه تكوينا يليق برب أسرة أو ربة فهذا التكوين ضروري لان من خلاله يتعرف المرء مسؤولياته تجاه جذر هذه الخلية وهما الزوجان, فلا بد لكليهما أن يراعي منصب السلطة الموكلة إليه من معاشرة بالمعروف ومن الإخلاص فيها من مودة ورحمة وسلوكيات تتعدى البيت ومعاملات مختلفة تقوم على تأسيس هذا العش المقدس على أساس متين يقاوم أعاصير المشاكل التي قد تقودها الأيام لا محالة, كما يساعد هذا التكوين من بسط يد العون للفروع التي تأتي فيما بعد فالأبناء لا بد لهم من رقابة تامة, لا يجب أن يغفل عنها الأبوان, وهذا امتحان لذالك التكوين, فكلما كان الاجتهاد كان النجاح وكلما كان السهر كانت النتائج مرضية.

فأرضية الأبناء كالحقول ان كانت العناية بها كان نتاجها وافرا.
إن التضحية واجبة والمقاومة والعزم كانتا أهم لإكمال هذا المشوار, فكيف بحال امرئ زرع بذرة ولم يصبر على نموها وتفتح ألوانها وحرم نفسه شم نسيمها قبل تفتحها ومات محروما من بصمة تطبع له اجر ولد صالح يدعو له.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

جزاك الله خيرا اختي الفاضلة على هذا الموضوع القيم

بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك

السلام عليكم لكل من خط فى حق مقالى شهادة طيبة جزاكم الله كل خير ودمتم للمنتدى اوفياء ونسال الله ان نكون ممن يسمع القول ويتبع احسنه