إن أعجبت بعلمك فاعلم أنه لا خصلة لك فيه
إن أعجبت بعلمك فاعلم أنه لا خصلة لك فيه أحمد قوشتي عبد الرحيم ولا تكاد تجد أحدا أعجب بما وهبه الله من علم ، أو حفظ ، أو ذكاء وحدة فهم ، أو جمال أسلوب ، أو قبول عند الخلق، فاختال في نفسه وتعاظم ، واستطال بعلمه على الخلق ، ونسي أنه محض فضل من الله وتكرم من لدنه سبحانه : إلا وخذل أحوج ما يكون لذلك العلم ، وسلب التوفيق الإلهي ، ووكله الله إلى نفسه ، ومحقت بركة علمه . ولابن حزم رحمه الله كلام جميل في هذا المعنى ، حيث قال " وإن أعجبت بعلمك فاعلم أنه لا خصلة لك فيه ، وأنه موهبة من الله مجردة وهبك إياها ربك تعالى ، فلا تقابلها بما يسخطه ، فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها ، تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت . ولقد أخبرني عبد الملك بن طريف - وهو من أهل العلم والذكاء واعتدال الأحوال وصحة البحث - أنه كان ذا حظ من الحفظ عظيم ، لا يكاد يمر على سمعه شيء يحتاج إلى استعادته ، وأنه ركب البحر فمر به فيه هول شديد أنساه أكثر ما كان يحفظ ، وأخل بقوة حفظه إخلالا شديدا ، لم يعاوده ذلك الذكاء بعد . وأنا أصابتني علة ، فأفقت منها وقد ذهب ما كنت أحفظ إلا ما لا قدر له ، فما عاودته إلا بعد أعوام " الأخلاق والسير ص 68 . |
الساعة الآن : 09:57 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour