ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=81)
-   -   ذكرالله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=234645)

ابوالوليد المسلم 14-06-2020 03:46 AM

ذكرالله
 
ذكرالله 1




أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد






الحمد لله القائل: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام الذاكرين، وسيد الخلق أجمعين.


عباد الله:

إن التاجر الناجح هو الذي يحرص على البضائع التي توفر له ربحاً مجزياً، وإن عمل الإنسان في هذه الحياة الدنيا هو تجارة مع المولى سبحانه وتعالى، فلابد أن يعرف المتاجر مع ربه أن هناك فرائض وواجبات لابد له من القيام بها وعدم إهمالها، وأن هناك محرمات يجب عليه البعد عنها والتوبة مما وقع فيه منها، وهناك أمور ومستحبات تزيد من قربه من المولى - سبحانه وتعالى - على قدر قيامه بها.

ففي الحديث القدسي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللَّهَ تعالى قالَ: مَنْ عادَى لِي وَلِيّاً فقد آذَنْتُهُ بالحَرْب، وما تقرَّبَ إليَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أفضل من أداء ما افترضته عليه،
وما يزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّه، فإذا أحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الّتي يَبْطِشُ بِها، وَرجْلَهُ الّتي يَمْشِي بِها، وإنْ سأَلَنِي لأُعْطِينّهُ، وإن اسْتَعاذَنِي لأُعِيذَنّهُ...))، الحديث؛ رواه البخاري.

ومجال النوافل يا عباد الله واسعٌ، ومن أعظمها وأكثرها أجراً: ذكرُ الله سبحانه وتعالى، فهو عملٌ يسير، وأجر وفير.


فمن ذَكَرَ اللهَ ذَكَرَهُ الله، قال الله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منهم، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُهُ هرولة))؛ رواه البخاري، ورواه أحمد بنحوه من طريق أنس، ورجاله رجال الصحيح.


فهنيئاً لمن ذكره مولاه.


إضافة إلى أن الذاكر لله تهدأ نفسه ويطمئن قلبه، قال تبارك وتعالى: ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].


وها هو سيد الخلق وأقربهم إلى مولاه تحدَّث عنه عائشة رضي الله عنها فتقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه؛ رواه مسلم.


نعم إنه يعرف قيمة الذكر ومحبة الله للذكر فلا يغفل عنه في جميع أحيانه، في قيامه وقعوده، وفي نومه واستيقاظه، وفي أكله وشربه، وفي دخوله وخروجه، وفي شأنه كله - عليه الصلاة والسلام -.


وها هو عليه الصلاة والسلام يُوصِي صحابته الكرام بذلك، فعن عبدالله بن بسر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت فأنبئني بشيٍ أتشبث به، قال: ((لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله))؛ رواه الترمذي، وقال: حديثٌ حسن.


وأخرج الطبراني وغيرُهُ من حديث معاذ بن جبل قال: آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت له: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله))؛ ورواه البزار بإسناد حسن بلفظ: أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله.


وعن أبى هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمرَّ على جبل يقال له: جمدان، فقال: ((سيروا هذا جمدان سبق المفردون))، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: ((الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات))؛ رواه مسلم.


و
ذكرُ الله يا عباد الله يقدم أهله على غيرهم من أصحاب العبادات، أخرج الطبراني عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رجلاً سأله فقال: أي المجاهدين أعظم أجرًا؟ قال: ((أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرًا))، قال: فأي الصائمين أعظم أجرًا؟ قال: ((أكثرهم لله ذكرًا))، ثم ذكر لنا الصلاة والزكاة والحج والصدقة، كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرًا))، فقال أبوبكر الصديق لعمر رضي الله عنهما: يا أبا حفص! ذهب الذاكرون الله بكل خير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أجل)).

ويُبيِّنُ عليه الصلاة والسلام لأمته عِظَم أجرِ الذكر، فعن أبى الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟))، قالوا: بلى، قال: ((ذكر الله تعالى))؛ رواه الترمذي والحاكم، وقال: إسناده صحيح، ورواه أحمد بإسناد حسن.

وعن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من النار من ذكر الله - عز وجل))، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا أن تضرب بسيفك حتى ينقطع، ثم تضرب به حتى ينقطع))، قالها ثلاثًا.

فاجتهدوا رحمكم الله، وأكثِرُوا من ذكر الله، واعلموا أن المداومة على ذكر الله من دأب الصالحين وسيما المفلحين، أكثروا من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار وغير ذلك من الأذكار في جميع أوقاتكم من الليل والنهار، وعلى جميع أحوالكم، وكونوا من الذين قال الله فيهم: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191].



الخطبة الثانية


عباد الله:

الحذر الحذر من أن تستولي عليكم الغفلة ويصدنكم الشيطان الذكر فذلك خسران مبين ومشابهة للمنافقين، عن أبى موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت))؛ متفق عليه.


وتأملوا في في ذلك المضروب لقوم جلسوا مجلساً لم يذروا الله فيه، عن أبى هريرة رضي الله عنه: ((ما جلس قومٌ مجلسًا فتفرَّقوا عن غير ذكر الله إلا تفرَّقوا عن مثل جيفة حمار، وكان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة))؛ رواه أحمد.


ابوالوليد المسلم 14-06-2020 03:47 AM

رد: ذكرالله
 
ذكرالله 2




أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


الحمد لله ...

هل نقرأ آية الكرسي دبر كل صلاة؟



ذكر النسائي في (السنن الكبير) من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله: ((من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)).

وهناك كلمات سهلة عظيمة الأجر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم))؛ متفق عليه.

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسِي ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجلٌ عمِلَ أكثر منه))، وقال: ((من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر))؛ متفق عليه.

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟))، فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنة؟ قال: ((يُسبِّحُ مائةَ تسبيحة، فيُكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة))؛ رواه مسلم.

وها هُم الصحابة الكرام الحريصون على الخير يسألونه، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم؛ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحُجُّون، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصَدَّقون، فقال: ((ألا أعلمكم شيئًا تُدرِكُون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((تُسبِّحُون، وتحمدون، وتُكبِّرون خلف كل صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين)). فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)).

وفي رواية لمسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سَبَّحَ الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحَمِدَ الله ثلاثًا وثلاثين، وكبَّرَ الله ثلاثًا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير غُفِرَت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر))؛ رواه مسلم.

ويدلّهم على غراس الجنة وكنزها، عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقيت إبراهيم صلى الله عليه وسلم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد أَقرِئ أمَّتَك مني السلام، وأخبِرهم أن الجنة طيّبة التربة، عذبة الماء، وأنها قِيعَان، وأن غِرَاسَهَا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟))، فقلت: بلى يا رسول الله، قال: ((لا حول ولا قوة إلا بالله))؛ متفق عليه.









الخطبة الثانية

وهناك الكثير من الأدعية التي تقال في أوقات وأحوال كثيرة منها على سبيل المثال ما يقال عند النوم، عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة رضي الله عنهما: ((إذا أويتما إلى فراشكما، أو إذا أخذتما مضاجعكما فكبِّرا ثلاثًا وثلاثين، وسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين))، وفي رواية: التسبيح أربعًا وثلاثين، وفي رواية: التكبير أربعًا وثلاثين؛ متفق عليه.





عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو مُوقِنٌ بها فمات قبل أن يُصبِح فهو من أهل الجنة))؛ رواه البخاري.


لا شك يا عباد الله أن كلاً منا يحرص على القرب من ربه سبحانه وتعالى وابتغاء رضوانه ، والخوف من عن أبى الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم))؟ قالوا: بلى، قال: ((ذكر الله تعالى))؛ رواه الترمذي.

ها هو عليه الصلاة والسلام يوصي صحابته الكرام بذلك، فعن عبدالله بن بسر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثُرَت فأنبئني بشيءٍ أتشبَّثُ به، قال: ((لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

هل نحرص على سيد الاستغفار؟





الساعة الآن : 08:10 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 17.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.49 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (0.77%)]