حسرة العربي
حسرة العربي حيدر الغدير https://dl.dropbox.com/u/63580683/f108.png في ظاهر غرناطة مكان يسمى إلى اليوم ((حسرة العربي)) يُروى أن أبا عبد الله الصغير وقف عليه وألقى منه النظرة الأخيرة على الحمراء وبكى، فقالت له أمه: ابك كالنساء مُلكاً لم تحافظ عليه كالرجال. https://dl.dropbox.com/u/63580683/f108.png بكى حينما حان الوداعُ وأُسْدِلت *** ستورٌ على الحمراءِ حمراءُ كالدمِ وغاب أذان طالما ملأ الدُّنا *** وأقبل هول الموت في موكب عم ورنّتْ نواقيس الكنائس تزدهي *** وأسفر عن أحقاده كل مجرم وأقفرت الساحات من كل راكع *** وتالٍ كتاب الله في جوف مظلم https://dl.dropbox.com/u/63580683/f108.png وهُتِّكَت الأستار عن كل حُرَّةٍ *** وأُغْمِدت الأسياف من كل مسلم وصاحت عجوز مزَّقَ الدهر عمرَها *** وناحت فتاة في صباها المُحَطّم وعريت الأفراس من كل ماجدٍ *** سريعٍ إلى الُجلّى وفاد وضيغم وجاء عميد الغالبين يؤزُّه *** صليبٌ وقسيسٌ لثاراته ظم https://dl.dropbox.com/u/63580683/f108.png وقال أتينا ظافرين أعزّةً *** إلى راية الإنجيل نهفو وننتمي أتينا تسدُّ الشمسَ منا زحوفُنا ** وجئنا كسهم من قضاء محتَّم فسلم لنا سيفاً وتاجاً وراية *** وغادرْ ربا الحمراء عجلانَ تسلم وقالت له أمٌّ حَصانٌ أبيةٌ *** وفي قلبها حزن مرير كعلقم https://dl.dropbox.com/u/63580683/f108.png حرامٌ عليَّ الدمع فالعربُ أمتي *** ودمعيَ كالعنقاءِ والصبر ملهمي أنا الفارس المفجوع فيما صنعته *** وأنت كعاب في إزارٍ منعَّم ألا فابك مثل الغيد ملكاً أضعته *** وما صنته عن عفة وتكرُّم ألا كنت مثل الليث في حومة الوغى *** يصول إذا يرمي ويشدو إذا رمي وخضت إلى الفردوس بحراً من اللظى *** وكنت الأبي الحرَّ والفارسَ الكَمي وموتك في الحمراء عرس وفرحة *** وغُنْمٌ جليلٌ دونه كل مَغْنَم ولو مُتَّ مقداماً لعشتَ مخلّداً *** وصرتَ نشيداً كالأغاريد في الفم وخُلِّدت بين المسلمين كحمزةٍ *** وكفنت في برد من المجد والدم |
الساعة الآن : 10:37 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour