تعريف الإسلام
تعريف الإسلام فواز بن علي بن عباس السليماني قال المصَنِّفُ: وقول الله تعالى: ﴿ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ﴾ [آل عمران: 20]. قوله: (باب تفسير الإسلام): تعريف الاسلام: الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك والبدع وأهلهما. انظر للبسط: "مقدمة كتاب دروس مفرغة على نواقض الإسلام"؛ للعلامة الفوزان حفظه الله. معنى قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لله وَمَنِ اتَّبَعَنِ ﴾: قال ابن كثير في "تفسيره" (2/26): ثم قال تعالى: ﴿ فَإِنْ حَاجُّوكَ ﴾؛ أي: جادلوك في التوحيد، ﴿ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لله وَمَنِ اتَّبَعَنِ ﴾؛ أي: فقل: أخلصتُ عبادتي لله وحده، لا شريك له ولا ندَّ له، ولا ولدَ ولا صاحبة له، ﴿ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ﴾ على ديني، يقول كمقالتي، كما قال تعالى:﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾[ يوسف:108]؛ اهـ. لطيفة في قوله تبارك وتعالى: ﴿ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لله ﴾ [آل عمران:20]: قال العلامة صالح آل الشيخ - وفَّقه الله في شرحه لهذه الرسالة -: وعبَّر هنا بالوجه في قوله:﴿ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ ﴾؛ لأن الوجه هو أشرفُ الأعضاء، والعرب تُطلق الوجهَ وتُريد جميعَ الجوارح وجميع الأعضاء في الإنسان، إذا قال: ﴿ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ ﴾، فيكون المراد هنا﴿ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ ﴾؛ يعني أسلمت الوجه والقلب والجوارح، والإرادة والقصد لله جل وعلا وحده، ﴿ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ﴾ كذلك، فقد أسلم. فإذًا يكون هنا مطلق الوجه لشرفه، والمراد إسلام جميع الأعضاء والإيرادات والقلب إلى آخره. ولهذا في غير ما آية في القرآن ذُكر إسلام الوجه لله، وأُثنِيَ على مَن يُسلم وجهه لله وهو محسن؛ كقوله جل وعلا: ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله ﴾ [البقرة:112]، وكقوله: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى الله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ ﴾ [لقمان:22]، وغير ذلك من الآيات؛ كقوله الله جل وعلا: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾ [النساء:125]. وإسلام الوجه لله جل وعلا فيه فائدة - يعني التعبير بالوجه - فيه فائدة، أن من أسلم الوجه، فإنه لا يلتفت عمن توجَّه إليه أيَّ التفات؛ لأن الوجه هو محلُّ التركيز ومحل الآلات ومحل الحواس، فإذا أسلم الوجه وتوجَّه به، فإنه لا يلتفت ببدنه ولا بقلبه ولا بإرادته وقصده عن الله جل وعلا؛ اهـ. ذكر بعض ما حاج الله به أهل الكتاب وبيَّن فيه باطلهم: قال الله تعالى: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [آل عمران: 65 - 67]. وقال الله تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 111، 112]. وقال: ﴿ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ الآيات إلى قوله: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 135 ـ 141]، وغيرها من الأدلة، والله المستعان. بعض ما في قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لله وَمَنِ اتَّبَعَنِ ﴾ من الفوائد: الأولى: أهمية الاستسلام التام لله تعالى فيما شرع. الثانية: الإخلاص لله جل وعلا في كل حياة المسلم. الثالثة: إظهار المسلم لدينه قولًا وعملًا، وأن ذلك سببٌ لنشر هذا الدين القويم. الرابعة: دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام، وإلا تحقيق الشهادتين، لمن قدر على ذلك. الخامسة: محاجة أهل الكتاب وَفْقَ ما ذكر القرآن الكريم. |
الساعة الآن : 05:58 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour