ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشعر والخواطر (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   عناية الشعراء الإسلاميين بالمرأة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=259081)

ابوالوليد المسلم 25-05-2021 03:20 AM

عناية الشعراء الإسلاميين بالمرأة
 
عناية الشعراء الإسلاميين بالمرأة


صدقي البيك








َشْغَل قضيَّة المرأة كثيرًا من الأَوْسَاط الفكرية والأدبية والاجتماعية، وفي كلِّ مجالٍ من هذه المجالات يَتراوَح المنشغِلون بها بين مَن يُرِيد لها أن تنحَرِف عن الصراط، وتَنحدِر إلى أسفِّ الأخلاق والعادات، وبين مَن يُرِيد لها أن تنغلق على نفسها، وتعيش بعيدًا عن أجواء الحياة العامَّة.














وبين هذا الإفراط وذاك التفريط يقف حمَلَة الفكر الإسلامي موقفًا وسطًا يُملِيه عليهم الإسلام، فيُنزِلون المرأة المنزلة التي بوَّأها إيَّاها ربُّ العالمين، ودعا إليها النساء شقائق الرجال.








وأعطوها الحقوق التي حدَّدها لها الكتاب والسنَّة، وطالَبُوها بالواجبات التي فرَضَها عليها الله - تعالى - أو سنَّها عليها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.








وهكذا سار على هذا النَّهْج أيضًا الشعراء الإسلاميون في العصر الحديث، واهتَمَّ بعضهم بها حتى خصَّها لا بقصيدة واحدة من قصائده؛ بل خصَّها بديوان من دواوينه، فهذا الشاعر الإسلامي الأخ أحمد محمد الصديق يُصدِر ديوانًا بعنوان "قصائد إلى الفتاة المسلمة"، ويعرض فيها اثنتين وعشرين قصيدة تدور كلها حول المرأة بنتًا وأختًا وزوجة وأُمًّا، حتى إنه عندما أهدى ديوانه هذا أهداه إلى ابنته هدى، فهو يقول لها في الإهداء:





لَكِ يَا ابْنَتِي مِنِّي تَحِيَّهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يَا وَرْدَةَ الْحُبِّ النَّدِيَّهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




هَذِي القَصَائِدُ بَاقَةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لَكِ يَا هُدَى مِنِّي هَدِيَّهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




فَتَقَبَّلِيهَا فَهْيَ مِنْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

رُوحِي أَزَاهِرُهَا زَكِيَّهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif












فما أجمَلَ هذا الإهداء وما أرقَّه وأعذَبَه!








وقد تراوَحَتْ قصائد الديوان بين التذكير بنماذج صالحة من النساء المسلمات اللاتي يَصلُحن أن يكنَّ قدوة لكلِّ فتاة، وبين الأناشيد التي يمكن أن تُرَدِّدها أُمًّا أو بنتًا أو في عُرْسٍ، وبين دعوتها إلى التحلِّي بالأخلاق الإسلامية، والحرص على العلم والتربية والدعوة.








فهناك قصيدة "الخنساء" التي يعرض فيها شِيَمَها وحُبَّها لأخوَيْها في الجاهلية وبكاءَها عليهما، وحُبَّها لأولادها في الإسلام واستبشارَها باستشهادهم في القادسية، ويختم قصيدته بما يُوحِي للقارئات أن يتَّخذنها قدوةً لهن، فيقول:





وَهَكَذَا يَصْنَعُ الْإِيمَانُ قَدْ مُلِئَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

بِهِ القُلُوبُ فَلَمْ تَضْعُفْ وَلَمْ تَهِمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وَهَكَذَا يَبْعَثُ الْإِسْلاَمُ أُمَّتَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

مِنَ الْحَضِيضِ إِلَى الْعَلْيَاءِ وَالْقِمَمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif












وكذلك يقول في قصيدة "خولة بنت الأزور":





أَخَوْلَةُ وَالْأَيَّامُ يَا أُخْتُ أَدْبَرَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَقَدْ جَلَّ فِي الدِّينِ الْحَنِيفِ مُصَابُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




أَلاَ لَيْتَهُمْ مِنْ نُورِ بَأْسِكَ أَوْقَدُوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قُلُوبًا فَزَالَتْ ظُلْمَةٌ وَضَبَابُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif












وفي قصيدته (أمَّهات فلسطين) يضرب بهنَّ المثل على مُقارَعة العدوِّ، وإنجاب الأبطال الشهداء، فيقول:





فَيَا مُنْجِبَاتِ البُطُولَةِ أَنْتُنْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

نَ دِفْءُ الْحَنَانِ وَرِيشُ الوَطَنْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif









فِلَسْطِينُ تَشْرَعُ لِلْخُلْدِ بَابًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يَضُمُّ الشَّهِيدَ وَرَاءَ الشَّهِيدْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




فَمَنْ مِثْلُكِ الْيَوْمَ بِالتَّضْحِيَاتِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يُوَقِّعُ مِيثَاقَ فَجْرٍ جَدِيدْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif












وفي معرض الحثِّ على التربية للأجيال القادمة والنشء الجديد، والدعوة إلى رسالة الإسلام يقول من قصيدة (في رحاب الدعوة) :





فِي الْبَيْتِ تَبْنِينَ النُّفُوسَ فَتَرْتَقِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فِي سَعْيِهَا وَتَفُوزُ بِالرِّضْوَانِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




فِي مَعْهَدٍ لِلنُّورِ بَيْنَ ظِلاَلِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تَزْكُو الثِّمَارُ شَهِيَّةَ الأَلْوَانِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


يتبع

ابوالوليد المسلم 25-05-2021 03:20 AM

رد: عناية الشعراء الإسلاميين بالمرأة
 
كما يدعوها إلى الأخذ بالعلم والآداب والأخلاق الكريمة، فيقول - في قصيدته في رياض العلم -:





شَرَفُ النَّفْسِ عِفَّةٌ وَصَلاَحٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَلُبَابٌ يُزْرِي بِزَيْفِ الْقُشُورِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




ذَكِّرِينَا بِالْمُؤْمِنَاتِ الْخَوَالِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يَتَنَافَسْنَ فِي مَعَالِي الْأُمُورِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




نَابِهَاتٌ إِذَا تَحَدَّثْنَ فَالْآ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ذَانُ تُصْغِي لَفَيْضِ عِلْمٍ غَزِيرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وَرِياضُ الْآدَابِ يَرْتَعْنَ فِيهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

كَجِنَانٍ مَسْكُونَةٍ بِالْحُورِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif












ويُبرِز لنا حريَّة المرأة من قُيُود التخلُّف، ومن شهوات الجنس، وكيف يكون التزامها بالأخلاق الإسلامية التي وصَفَها خالق البشر فيقول:





حُرَّةٌ أَنْتِ يَا ابْنَةَ الْإِسْلاَمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فِي إِطَارٍ مِنَ الشَّرِيعَةِ سَامِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




إِنَّ حُرِّيَّةً بِغَيْرِ قُيُودٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هِيَ فَوْضَى تَقُودُ نَحْوَ الصِّدَامِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وَالسَّعِيدُ السَّعِيدُ مَنْ أَلْزَمَ النَّفْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

سَ هُدَاهَا حُرًّا وَفِيَّ الذِّمَامِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif












وأخيرًا: ينصح الفتاة المسلمة بتوجيه "رسالة إلى الفتاة المسلمة"، يحذِّرها فيها من الانخداع بمعسول كلام العابِثين، ومن الانجرار وراء إغواءاتهم فيقول لها:





أَبُنَيَّتِي لَيْسَ التَّبَرْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

رُجُ وَالسُّفُورُ هُوَ الفّضِيلَهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




هَذَا ادِّعَاءُ الْعَابِثِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

نَ لِيَقْتُلُوا الأَخْلاَقَ غِيلَهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




لاَ تَخْدَعَنَّكِ دَعْوَةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هِيَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا دَخِيلَهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




شَرَفُ الفَتَاةِ وَحُسْنُهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أَلاَّ تَمِيلَ إِلَى الرَّذِيلَهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif












فهنيئًا للفتاة التي تقرأ هذا الديوان، فتتذوَّق ما فيه من بيان، وتتمثَّل ما فيه من أفكار سامية، وتتحلَّى بما فيه من أخلاق إسلامية كريمة يدعو إليها.


الساعة الآن : 12:16 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 23.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.58 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (0.57%)]