من أسوأ الخصال التي تهلك المشتغلين بالعلم الشرعي
من أسوأ الخصال التي تهلك المشتغلين بالعلم الشرعي أحمد قوشتي عبد الرحيم من أسوأ الخصال التي تهلك المشتغلين بالعلم الشرعي : العجب والغرور ، وكثرة الدعاوى ، والاستطالة على الخلق ، والإسراف في مدح النفس ، وحب العلو في الأرض ، والولع بثناء الناس ، وتطلبه بكل طريق ممكن ، وكلها أمراض فتاكة ، تهلك صاحبها ، وتجعل علمه حجة عليه لا له . ولا تكاد تجد أحدا أعجب بما وهبه الله من علم ، أو حفظ ، أو ذكاء وحدة فهم ، أو جمال أسلوب ، أو قبول عند الخلق، فاختال في نفسه وتعاظم ، واستطال بعلمه على الخلق ، ونسي أنه محض فضل من الله وتكرم من لدنه سبحانه : إلا وخذل أحوج ما يكون لذلك العلم ، وسلب التوفيق الإلهي ، ووكله الله إلى نفسه ، ومحقت بركة علمه . ولابن حزم رحمه الله كلام جميل في هذا المعنى ، حيث قال " وإن أعجبت بعلمك فاعلم أنه لا خصلة لك فيه ، وأنه موهبة من الله مجردة وهبك إياها ربك تعالى ، فلا تقابلها بما يسخطه ، فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها ، تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت . ولقد أخبرني عبد الملك بن طريف - وهو من أهل العلم والذكاء واعتدال الأحوال وصحة البحث - أنه كان ذا حظ من الحفظ عظيم ، لا يكاد يمر على سمعه شيء يحتاج إلى استعادته ، وأنه ركب البحر فمر به فيه هول شديد أنساه أكثر ما كان يحفظ ، وأخل بقوة حفظه إخلالا شديدا ، لم يعاوده ذلك الذكاء بعد . وأنا أصابتني علة ، فأفقت منها وقد ذهب ما كنت أحفظ إلا ما لا قدر له ، فما عاودته إلا بعد أعوام " الأخلاق والسير ص 68 . |
| الساعة الآن : 06:46 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour