إنـمــا يـســأل ربــه
إنـمــا يـســأل ربــه سالم الناشي - من أعظم ما يطلبه المؤمنون ولا سيما في أوقات المحن والمصاعب من ربهم -جل وعلا- الرحمة، وجاء في القرآن قوله -تعالى-: {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً}، وهذه الرحمة عظيمة؛ ذلك أنها من لدن رب كريم ورحيم وعظيم، وهذا يقتضي كمال العناية والإحسان من الخالق. - والمؤمنون يسألون الله التيسير في الأمور كلها؛ لذا يقولون: {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} أي يسِّر لنا و سهِّل علينا الوصول إلى طريق الهداية والرشاد في الأقوال والأفعال في أمر ديننا و دنيانا. - فجعل اللَّه لهم مخرجاً، ورزقهم من حيث لا يحتسبون، وهي سُنّة اللَّه -تعالى- التي لا تتبدل مع المتقين الصادقين، قال -تعالى-: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}. - إنّ الدّعاء ينبغي أن يُستجمع معه بذل الأسباب، وأن الجزاء من جنس العمل، فهم حفظوا إيمانهم فحفظهم اللَّه -تعالى- في دينهم وأبدانهم. - والدعاء وظيفة المؤمن في كل مهماته في حياته. - والإكثار من دعاء اللَّه -تعالى- بسؤال الرحمة والرشد فيه الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة. - ثم إن تعظيم الرغبة في الدعاء أفاده سؤالهم: {رَحْمَةً} بالتنوين التي تدلّ على التعظيم . - إنّ الأدعية الشرعية جمعت وحوت كلّ ما يرجوه العبد في دينه ودنياه. - الدعاء يشعر بعظمة الله -تعالى- وقدرته على تسيير الأمور بحكمته المتجلية؛ ما يجعل العبد يتضرع إلى الله -تعالى- أن يرزقه حسن التوكل عليه. - والنبي - صلى الله عليه وسلم - حذر من عدم دعاء الله -تعالى- والتضرع إليه ؛ فقال: «إنه من لم يسأل الله يغضب عليه». - والله يحب الملحين في الدعاء ، قال ابن القيم: «إن الله لا يتبرم بإلحاح الملحين». - وروت عائشة -رضي الله عنها- عن النبي - صلىالله عليه وسلم - أنه قال: «إذا تمنى أحدكم فليكثر؛ فإنما يسأل ربه -عز وجل». |
الساعة الآن : 11:13 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour