ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=81)
-   -   اليوم المشهود (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=278521)

ابوالوليد المسلم 30-06-2022 08:49 PM

اليوم المشهود
 
اليوم المشهود
وضاح سيف الجبزي



الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أحاط بكل شيء عِلمًا، وقهَر كلَّ مَخلوق عِزَّةً وحُكمًا، ووَسِع كل شيء رحمةً وعِلمًا؛ ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه: 110].

أَحْمَدُهُ وَالحَمْدُ غَايَةُ مَنْ شَكَرَ، وَأَذْكُرُهُ ذِكْرًا كَثِيرًا كَمَا أمَرَ، وَأسْتَغْفِرُهُ وَهُوَ أوْلَى مَنْ غَفَرَ، وَأُؤمِنُ بِهِ إرْغَامًا لِمَنْ جَحَدَ وَكَفَرَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ فَلَا شَرِيْكَ لَهُ، شَهَادَةً مُوَطَّدةً بِالإِيْمَانِ أرْكَانُهَا، مُشَيَّدًا بِالإِيْقَانِ بُنْيَانُهَا، مُهذَبًا مَذْهَبُهَا، صَافِيًا مَشْرَبُهَا، مُوَافِقَةً لِلإِخْلَاصِ، مُطَهَّرَةً مِنَ النِّفَاقِ، مُدَّخَرَةً لِيَوْمِ التَّلَاقِ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،أرْسَلَهُ الله وأمواجُ الفُجُوْرِ هَادِرَة، وَصَوَاعِقُ الشُّرُوْرِ هَامِرَة، وَحَنَادِسُ الضَّلَالِ دَاجِرَة، ودَوَائَرُ الشَّقاءِ دائَرَة، وَبِحَارُ الإِفْكِ زَاخِرَة، وَأعْوَانُ الشِّرْكِ مُتَظَاهِرَة، حِيْنَ اشْمَخَرَّ مِنَ الكُفْرِ طُغْيَانُهُ، وَالتَهَبَتْ فِي الخَافِقَيْنِ نِيْرَانُهُ، وَسَتَرَ شَمْسَ اليَقِيْنِ دُخَانُهُ، فَاقْتَحَمَ ،صلى الله عليه وسلم نَيْرَانَهُ، وَدَحَرَ شَيْطَانَهُ، وَلَمْ يَزَلْ يُطْفِئُ بِالإِيْمَانِ ضرَامَهُ، وَيُبْرِيءُ بِالقُرْآنِ سَقَامَهُ، وَيَجْلُو بِاليقِينِ قَتَامَهُ.

فصلواتُ ربي وسلامه على من يركدُ النسيمُ عند هوائه، وتنخفض الأرض عند سمائه.

صَلَّى عَلَيْهِ الله ذو الجلالِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مَا دَامَتِ الأَيْام والليالي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وآله وصَحْبهِ الْكِرَامِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
السَّادَةِ الأَئمَّةِ الأَعلامِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


عباد الله، السنون مراحل، والشهور فراسخ، وَالْأَيَّام أَمْيَال، والأنفاس خطوَات، والطاعات رؤوسُ أَمْوَال، والمعاصي قطاع الطَّرِيق، ومَنْ أَخَّرَ الْفُرْصَةَ عَنْ وَقْتِهَا، فَلْيَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ مِنْ فَوْتِهَا.

يقول سفيان: من لعب بعمره ضيَّع أيام حرثه، ومن ضيَّع أيام حرثه ندم أيام حصاده[1].

واللبيبُ - يا عباد الله - مَن فَطِنَلِنَوَائِبِدَهْرِهِ، وَتَحَفَّظَ مِنْ عَوَاقِبِ مَكْرِهِ، واغتنم ساعات عَشْرِه؛ فَكَانَتْ مَغَانِمُهُ مَذْخُورَةً، وَمَغَارِمُهُ مَخْبُورَةً.
اللهُ أكبرُ كمْ في العُمر مِنْ مِنَحٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وكمْ لهونا وضاعتْ تِلكُمُ الِمنَحُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
هذي هي العشرُ والرَّحمنُ فَضَّلَها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يا ويحَ مَنْ أدركُوها ثُم ما ربِحُوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


عنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ،صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أيامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، قَال: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُنَّ أَفْضَلُ أَمْ عِدَّتُهُنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللهِ»[2].
فالأجرُ فيها ليس يعدِلُه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أجرٌ سواهُ لصالِحِ العمل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ويفُوقُ فضلَ(القدرِ) (تاسِعُها) https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ببهائِهِ من سائِرِ السُّبُلِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فبها الملائكُ أُنزِلتْ وبهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يتنزَّل الرَّحمنُ خيرُ ولي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وإذا ليالي القدرِ خافيةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
(عرفاتُ) يومٌ واضحٌ وجلي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


يقول ،صلى الله عليه وسلم: «وَمَا مِنْ يوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ يوْمِ عَرَفَةَ يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ»[3].

وعَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -،صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟»[4].

ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلالُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يُباهِي بهمْ أمْلاكَه فهو أكرَمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يقولُ عِبادِي قدْ أتونِي مَحَبَّةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَإنِّي بهمْ بَرٌّ أجُودُ وأرْحَمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فأشْهِدُكُمْ أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأعْطيْتُهُمْ ما أمَّلوهُ وأنْعِمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يتبع

ابوالوليد المسلم 30-06-2022 08:52 PM

رد: اليوم المشهود
 
https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

قال ابن عبد البر: وهو يدُلُّ على أنَّهم مغفور لهم؛ لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب، إلا بعد التوبة والغفران، والله أعلم[5].


ومَا رُؤي الشَّيطانُ أغْيَظَ في الوَرَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأحقرَ منهُ عندهَا، وهو الأَمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَذَاكَ لأمْرٍ قد رآهُ فَغَاظَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فأقبل يَحثُو التُّربَ غَيظًا، وَيلطِمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ومَا عَاينَتْ عَينَاهُ من رَحْمَةٍ أَتَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَمغفرةٍ من عند ذِي العَرشِ تُقسَمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


يوم عرفة - يا عباد الله - يومٌ يرجى إجابةُ الدعاء فيه، قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»[6].

قيل لسُفْيَان بْنِ عُيَيْنَةَ: هَذَاثَنَاءٌوَلَيْسَبِدُعَاءٍ! فَقَالَ: أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَانِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
حَيَاؤُكَ إنَّ شِيمَتَكَ الْحَيَاءُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ الثَّنَاءُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فهذا مخلوق، واكتفى من مخلوق بالثناء عليه من سؤاله، فكيف بالخالق؟[7].
عن الحسن أن أبا الدرداء قال: جِدّوا بالدعاء؛ فإنه من يكثرْ قرع الأبواب يوشَكْ أن يفتحَ له[8].
ورأى سالم بن عبد الله سائلًا يسأل يوم عرفة فقال: يا عاجز، في هذا اليوم تسأل غير الله؟![9].

إِلهِيْ مَا رَفَعْتُ يَدَيَّ… إِلا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إِلَيْكَ فَأَنْتَ لِلداعِيْ قَرِيْبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يَخِيْبُ الظنُّ فِي كُل البَرَايَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَلَكِنْ فِيْكَ رَبيْ لَا يَخِيْبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إِذَا عَبْدٌ دَعَا يا رب صِدْقًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَإِنَّ فُؤَادَهُ الشَّاكِيْ يَطِيْبُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



قال ابن عقيل الحنبلي: وَمَنْاشْتَدَّتْفَاقَتُهُفَدَعَا، أَوْ اشْتَدَّ خَوْفُهُ فَبَكَى، فَذَلِكَ الْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَدْعُوَ فِيهِ فَإِنَّهُ سَاعَةُ إجَابَةٍ وَسَاعَةُ صِدْقٍ فِي الطَّلَبِ؛ وَمَا دَعَا صَادِقٌ إلَّا أُجِيبَ[10].

يامن مددتُمْ إلى الرَّحمنِ أيْدَيَكم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لقد وقفتمْ بمن لا يغلقُ البابا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ستبلغُون أمانِيَكُم بِقُدْرَتِه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
هذا هو الله! من ناداه ما خابَا! https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


ألا فاعلموا - عباد الله - أنكم قد علمتم ما سمعتم، ولقد أحسن من انتهى إلى ما سمع.

فاذكروا ربَّكم واستغفروه، وعظِّموا جلاله وكبِّروه، قلت ما سمعتم وأستغفر الله، فاستغفروه وتوبوا إليه، فيا فوز المستغفرين، ويا نجاة التائبين!


يتبع

ابوالوليد المسلم 30-06-2022 08:53 PM

رد: اليوم المشهود
 
الخطبة الثانية
الحمدُ لله حمدًا بالِغًا أمَدَ التمامِ ومُنتهَاه، حمدًا يقتَضِي رِضاه، ويُوجِبُ المَزِيدَ مِن زُلفاه، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهَ وحدَه لا شريك له شهادةً نرجُو بها عفوَ ربِّنا ورُحماه، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنَا محمدًا عبدُه ورسولُه، ونبيُّه وصفِيُّه ونجِيُّه وولِيُّه ورضِيُّه ومُجتبَاه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، ومَن استَنَّ بسُنَّته واهتَدَى بهُداه، أما بعد:
روى المروزي عن ميمون بن مهران، قال: أدركت الناس وإنهم ليكبِّرون في العشر، حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها، ويقول: إن النَّاس قد نقصوا في تركهم التكبير[11].
اللهُ أَكْبَرُ... مِلْءَ أَفْوَاهِ الوَرَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مَا جَنَّ لَيْلٌ أَوْ أَطَلَّ صَبَاحُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
اللهُ أَكْبَرُ مَا تَغَنَّى حَافِظٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لِخُشُوْعِهِ كَمْ تَخْشَعُ الأَرْوَاحُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
اللهُ أَكْبَرُ… مَا عَلَا صَوْتٌ بِهَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عِنْدَ الأَذَانِ… تَرَشَّفَتْهُ بِطَاحُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
اللهُ أَكْبَرُ... مَا بَكَتْ سُحُبٌ عَلَى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
خَدِّ الثَّرَى... فَانْسَابَتِ الأَفْرَاحُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
اللهُ أَكْبَرُ... مَا زَهَا رَوْضٌ... وَمَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لَثَمَ الغُصُوْنَ... عَبِيْرُهُ الفَوَّاح https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فأكثروا ذكر الله تعالى يذكركم، واجهروا به في مساجدكم وأسواقكم، وفي طُرقكم وعلى فُرشكم، وذكِّروا به أهلَكم وذويكم؛ فإن الجهر بالذكر في هذه الأيام شعيرة مبرورة، وسنة مأثورة، وخصلة مشكورة، وقد باتت في كثيرٍ من المجتمعات مهجورة، فتعاونوا على تجديدها.

هذا، ومما تجدرُ الإشارةُ إليه، وينبغي التنبيه عليه، ويلزم التذكير به - أن من أعظم القربات في يوم عرفة: الصيامَ، فقد قال - عليه الصلاة والسلام -: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»[12].


فَبادروا يا قَوْم، فمنْ وُفِّقَ لذلك فقد حقَّقَ الرَّوْم، وَمَنْ حَرمَ نفْسَهُ استَحقَّ التَقْريعَ واللَّوْم.
خَيْرُ يَوْمٍ فِي العَطَايَا عَرَفَةْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مَوْسِمٌ يَسْمُوْ بِهِ مَنْ عَرَفَهْ! https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يَا لَهُ مِنْ مَوْقِفٍ سَامٍ وَيَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لَيْتَ أَنِّيْ كُنْتُ مِمَّنْ وَقَفَهْ! https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فيا عباد الله! الغنيمة الغنيمة، بانتهاز الفرصة في هذهِ الأيام العظيمة، فما منها عِوضٌ ولا عنها بدلٌ أو قيمة.. والمُبادرة المبادرة بالعمل،والعجلالعجلقبلهجومِالأجل،قبلَأن يندمَ المُفرِّطُ على ما فعل،قبلَأن يَسألَ الرَّجعة ليعملَ صالِحًا فلا يُجابُ إلى ما سأل،قبلَأن يَحولَ الموتُ بينَ المُؤمِّل وبلوغِ الأمَل، قبلَأن يصيرَ المرْءُ مرتَهنًا في حفرتِهِ بما قدَّمَ مِن عمل..

عباد الله، مَنْ فَاتَهُ القِيَامُ بِـعَرَفَة؛فَلْيُقِمْللهِبحَقِّهِالذِّيعَرَفَه، ومَنْ عَجَزَ عَن المبيتِ بِـ (مُزْدَلفة)، فلْيبت عَزْمَه على طاعة الله وقَدْ قرَّبَه وأَزْلَفَه، ومَنْ لم يُمْكنه القِيَامَ بَأرْجَاءِ الخَيْف،فلْيقُمللهبحقِّ الرَّجاءِ والخَوْف، ومَنْ لم يَقْدِرْ على نَحْرِ هَدْيِهِ بـ (مِنَى)، فلَيَذْبَحْ هَوَاهُ هُنَا، لعلَّه يحقق الفوزَ ويبلغُ المنى.

عبد الله، اللَّيْلُ طَوِيلٌفَلَاتُقَصِّرْهُ بِمَنَامِك، وَالنَّهَارُمُضِيءفَلَاتُكَدِّرْهُبِآثَامِك، والمُوفَّق من اتَّقَى مَنْ خَلَقَه، وجادَ بما رَزَقَه، واختارَ مَن القولِ أصْدَقَه، وحسَّن في كُلِّ الأحوالِ خُلُقَه، فذاك الذي أنهَج إلى الكمال طُرُقَه.

اللهم أَعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرْنا ولا تَنصُر علينا، وامْكُر لنا ولا تَمكُر علينا، واهدنا ويسِّر الهدى لنا، وانصُرنا على مَن بغى علينا، ربَّنا اجعلنا لك شكَّارين، لك ذكَّارين، لك رهَّابين، لك مِطْواعين، لك مُخْبِتين، إليك أوَّاهين مُنيبين، ربنا تقَبَّل توبتَنا، واغْسِل حَوْبَتنا، وأجِبْ دعوتَنا، وثبِّتْ حُجَّتنا، وسدِّد ألسنتَنا، واهدِ قلوبنا، واسلُلْ سَخَائِمَ صدورنا.

[1] حفظ العمر لابن الجوزي(1/ 65).

[2] رواه ابن حبان في صحيحه، من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، باب ذكر رجاء العتق من النار لمن شهد عرفات يوم عرفة(9/ 164)، صححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب(2/ 32).

[3] المصدر نفسه.

[4] رواه مسلم في صحيحه، باب في فضل الحج والعمرة، ويوم عرفة(2/ 982).

[5] التمهيد لما في الموطأ (1/ 120).

[6] رواه الترمذي في سننه، من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، باب في دعاء يوم عرفة(6/ 180)، صححه الألباني، مشكاة المصابيح(2/ 797).

[7] مرعاة المفاتيح (9/ 140).

[8] مصنف ابن أبي شيبة (6/ 22).

[9] التمهيد لما في الموطأ (1/ 129).

[10] الآداب الشرعية والمنح المرعية (2/ 282).

[11] فتح الباري (9/ 9).

[12] رواه مسلم في صحيحه، من حديث أبي قتادة، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصوم يوم عرفة وعاشوراء، والاثنين والخميس (2/ 818).






الساعة الآن : 03:14 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 24.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.52 كيلو بايت... تم توفير 0.18 كيلو بايت...بمعدل (0.72%)]