محمود سامي البارودي في شعره
محمود سامي البارودي في شعره (1) د. إيمان بقاعي ولد لأبوين مِن الشّراكسة[1]. ينتمي لعائلة ناورزقوه[2]، وكان أجداده يرقون بنسبهم إلى سلاطين مصر الشّراكسة؛ لذا كان "شديد الاعتداد بهذا النّسب في شعره وفي كل أعماله، فكان له أثر قوي في جميع أدوار حياته وفي المصير الّذي انتهى إليه"[3]. كان يجري في عروقه "دم الإمارة والمجد"[4]، فلم ينس "صورة أجداده المماليك يحكمون على ضفاف الوادي"[5]، ما جعلَه طموحًا "إلى المجد وإلى الفخر بماض مؤثل"[6]. كان المتفوق الّذي يعرف أنه متفوق، ويغذي بالتَّحسين هذا الشُّعور. لكن حركة المصريين في الجيش على أيام الخديوي توفيق أثَّرت تأثيرًا سلبيًّا على شاعرِنا وعلى الشّراكسة، فقد كانت مصر تريد أن يكون أمرها "لبنيها ولا تريد الأجنبي سلطانًا، فمن الحق أن تكون رياسة الجيش للمصريين وألا يكون لهؤلاء الأجانب ما لهم مِن سلطان"[7]. وهكذا، فقد اعتبر الضباط المصريون الشّراكسة "أجانب كغيرهم مِن الأجانب"[8]، و"لفقت الحركة العرابية التّهم العديدة للشَّراكسة"[9]، وكانت التهمة الموجهة للشَّراكسة بأنهم "عازمون على اغتيال عرابي وصحبه ليعيدوا حكم الشّراكسة إلى مصر"[10]، واستفلحت الحالة وتشنجت الأوضاع حين قرر عرابي باشا التّخلص ممن سماهم "الحزب الشّركسي"[11]. أراد البارودي أن يتلافى حركة الضّباط المصريين ضد الشّراكسة، وأن يقيم العدل والإصلاح في مصر "على أساس مِن مبادئ الثَّورة السّلمية الّتي انتشرت دعايتها في البلاد، لكن الأمور سارت على غير هواه"[12]، فاعتزل في مزارعه وحاول أن ينصح العرابيين بعدم المتابعة وإثارة الأمور حتى الوصول إلى نتائج لا تحمد عقباها إذ أحس الخطر في تدخل إنكلترا وفرنسا ورأى الحرب ماثلة أمام عينيه، فنصحهم وما سمعوا: نصحْتُ قومي وقلْتُ الحربَ مفجعةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وربما تاح أمرٌ غيرُ مظنونِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فخالفوني وشبوها مكابرة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكان أولى بقومي لو أطاعوني[13] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولكن، ورغم النّصيحة وعدم الإطاعة، التزم شاعرنا أخلاقيًّا بالرّفاق وربط مصيره بمصيرهم: أجبت إذ هتفوا باسمي ومِن شيمي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif صدق الولاء وتحقيقُ الأظانينِ[14] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ورغم أن النَّصيحة كانت هباء، فإنه لم يتخل عنهم، فحوكم معهم ونفي معهم. هناك، راجعته شركسيته وثار في عروقه دم الشّراكسة فعاد إلى "الفخر"[15] إلى جانب البكاء والحنين. كان شعره يحوي ذلك العبق المعتز أبدًا بالأصل والنّسب، فكان يعول على النَّسب في كل مناسبة وفي كل أمر حتى وصل به الأمر إلى علاقة الشّعر بالنّسب أو بالوراثة، فاعتبر الشّعر الجيد موهبة إلهية تحتاج إلى "كرم الشمائل وطهر النّفس"[16]. ليملك الشّاعر أعنة القلوب وينال مودة النّفوس. وكيف لا يعتبر شاعرنا الأخلاق مهمُّة في جودة الشّعر وهو يرى أنه إن لم يكن "ِمن حسنات الشّعر الحكيم إلا تهذيب النّفوس وتدريب الأفهام وتنبيه الخواطر إلى مكارم الأخلاق، لكان قد بلغ الغاية الّتي ليس وراءها لذي رغبة مسرح وارتبأ الصّهوة الّتي ليس دونها لذي همة مطمح"[17]. فإذا كان هذا رأي الشّاعر في الشّعر ومَن يقوله، فكيف يكون رأيه في أثر العراقة على منهج الحياة؟ قبل الخوض في سمات الأجداد والآباء، نتوقف عند إيمان الشّاعر بالتفاوت بين النّاس، فهو يؤمن أن في النّاس سادة ورعاء، ويعرف أنه من الطّبقة الأولى فيفخر بذلك ويعتز: لو لم يكنْ بينَ الرّجالِ تفاوتٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ما كان فيهم سادةٌ ورعاءُ[18] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويؤكد شاعرنا الشّركسي أن نسبه عظيم ومتأصل، بل متجذر في العراقة ومستمر باستمرار مسيرة الآباء والأجداد يحملها الأبناء عابقة بالمجد: نَماني إلى العلياءِ فرعٌ تأثلَتْ[19] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أرومتُهُ في المجدِ وافترَّ سعدُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وحسْبُ الفتى مجدًا إذا طالبَ العُلا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بما كان أوصاهُ أبوهُ وجدُّهُ[20] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويرى شاعرنا أن المجد لا يحمله الرّعاء، وأن عظيم الأمور يحتاج إلى عظماء الجدود: وقليلاً ما يصلُحُ المرءُ للج https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif دِّ إذا كانَ ساقطَ الأجدادِ[21] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif |
رد: محمود سامي البارودي في شعره
لذا، نراه لا يتورع عن الهجاء بسقوط الأجداد أو بعدم وجود محتد قديم، خاصة إن كان المهجوّ غير مشرف الأعمال: فليسَ لهم في سالفِ الدَّهرِ محتدٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قديم، ولا في المكرماتِ حديثُ[22] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ويرى شاعرنا في كرم المحتد أو كرم العنصر سياجًا أخلاقيًّا رادعًا وقت الضرورة، وحكمًا يميل إلى العدل، مغلبًا الأخلاق على المكاسب: صبرتُ على رَيْبِ هذا الزَّمانِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولولا المعاذِرُ لم أصْبِرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولكنَّني حين جدَّ الخصامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رجَعْتُ إلى كرم العُنْصُرِ[23] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإن فتشنا عن كرم العنصر، وجدنا صفات عديدة وجليلة تدل على الرّقي: أسيرُ على نهجِ الوفاء سجيَّةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكلُّ امرئٍ في النّاسِ يجري على الأصلِ[24] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فالوفاء موروث، وكذلك الحرية الّتي تعطي المرء اعتزازًا بالنفس وثقة وتدفع عنه الذل والمسكنة: لا عيبَ فيَّ سوى حريةٍ ملَكَتْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أعِنَّتِي عن قبولِ الذُّلِّ بالمالِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تبِعْتُ خطةَ آبائي فسِرْتُ بها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif على وتيرةِ آدابٍ وآسالِ[25] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكيف لا تكون هذه الصِّفات موروثة وليس هناك منَ يعرف باللّؤم أو بالكرم أو بالشَّجاعة أو بالخير أو بالشر عبر تاريخ سلالته: فاطلبْ لنفسِكَ غيري إنَّني رجلٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يأبى ليَ الغدرَ أخوالٌ وأعْمامُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif كلُّ امرئٍ تابعٌ أعراقَ نبعَتِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والخيرُ والشَّر أنسابٌ وأرحامُ[26] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فانْظُر لفعلِ الفتى تعرفْ مناسِبَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إنَّ الفعال لأصْلِ المَرْءِ إعلامُ[27] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إن كانت فعال خير دلت على نسب خير، وإن كانت فعال شر دلَّت على النّسبِ الشّرير. على أننا نجد، مع تكريس شاعرنا لنظرية النّسب والعراقة، تكريسه التلازم بين النّسب العريق والفعل المؤكد لهذا النّسب، أو نجد دعوته إلى الحفاظ على النّسب الكريم بالأفعال الكريمة، فعلى أهمية النّسب العريق، فإن على الأبناء الحفاظ على صورة زاهية ومشرقة للآباء: أنا ابنُ قولي وحسبي في الفَخَارِ به https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وإنْ غدوتُ كريمَ العمِّ والخالِ[28] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فهو يجمع المجد مِن طرفيه: فأنا ابنُ نفسي إنْ فخرْتُ وإن أكُنْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لأَغَرَّ مِن سلَفِ الأكارمِ أَنْتمي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif والفخرُ بالآباءِ ليسَ بنافعٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إن كانتِ الأبناءُ خُورَ الأَعْظُمِ[29] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif |
رد: محمود سامي البارودي في شعره
لذا، لم يكتف شاعرنا بالإرث التَّليد متغنيًا به، بل زاد إلى الإرث مجدَ السيف والقلم، فأكد أن "الفعال لأصل المرء إعلام": فإنْ سادَ غيري بالجدودِ فإنَني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بهم وبفضلي رِشْتُ سهْمي فما أَشْوى[30] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وليسَ علوُّ النَّفسِ بالجدِّ وحدَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وليس كمالُ المرءِ في شرفِ المَأوى[31] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif صحيح أن البارودي ورث موهبة الشّعر، وورث عن آبائه الشّراكسة "حدة في المزاج وشغفًا بحياة الفروسية، ونمى ذلك في نفسه انتظامه في المدرسة الحربية ثم في سلاح الفرسان، ثم كان ما كان من اشتراكه في الحروب بكريت والقرم والبلقان"[32] ثم مِن اشتراكه مع "المجاهدين الأحرار"[33] في مصر حتى تحول "مِن المشاعر الذّاتية الفردية إلى مشاعر الشّعب الوطنية"[34]، لكن وفيما يتعلق بهذا الارتباط القوي بالآباء والأجداد وهذا الفخر الّذي يتابعه بالسَّيف والقلم، فقد كان ابن مدرسة البيت الأولى: أمه. لقد أعلمته أمه أن جده لأمه: "علي آغا البارودي" قد قُتل في مذبحة المماليك بالقلعة عام 1811م، وأن جده لأبيه "عبد الله الشّركسي" قد قتل في المذبحة نفسِها[35]. وأعلمته أمه أن أجداده وصلوا إلى المناصب الكبرى من خلال شجاعتهم وقوتهم. وراحت تعده منذ الصغر "إعدادًا نفسيًّا وروحيًّا ليحتل المكانة الّتي تؤهله لميراثه مِن السيادة والعزة والمجد التَّليد، فأخذت تشحن عواطفه، وتعبئ روحه بالقيم والمعايير الّتي تؤهله _ في نظرها _ لمستقبل يصل به إلى طريق المجد: طريق آبائه مِن قبله"[36]. وأصغى الفارس الصَّغير، الّذي ورث الفروسية مذ ولد وورث سلاحين قلمًا وسيفًا لما أرادت أمه أن توصله إليه فـ "فتحت له صفحات مِن تاريخ قومه الّذين تسنموا ذروة الفخار، وحدثته عن أجداده الّذين بلغوا الغاية من العلى والسّيادة"[37]. فما يكاد الصَّغير يفرغ مِن دروسه كل يوم حتى يهرع إلى أمه طالبًا مزيدًا من قصص الآباء، فتتفجر فيه الأحلام الكبيرة "وتسجل بصورة ذاكرته اللاقطة أحاديث الأم، وتختزن نفسه انفعالاتها لتكون رصيدًا ضخمًا له في مستقبل حياته"[38]. تفتح أمه له صندوق حكاياتها، فيغرف الصَّغير بشغ، ويعيد رواية الحكايات كما تشبَّع بها، مضيفًا إليها حماسه. وبعد، كيف وصف البارودي أجداده وآباءه الشّراكسة؟ إنه يؤكد أنهم كرام أعزة لم يمروا بالأرض كأنهم ما مروا، بل أغنوا في مرورهم التّاريخ شرفًا ومجدًا: أنا مِن معشرٍ كِرامٍ على الدَّه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ر أفادُوهُ عزَّةً وصلاحًا[39] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وهم غالبون دائمًا منتصرون أبدًا: ترى كلَّ مشبوبِ الحَمِيَّةِ لم يَسِرْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إلى فئةٍ إلا وطائرُهُ يعلو[40] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وهم قوم كاملون مبرؤون مِن الخلل والضّعف والنّقص، فهم أهل للاعتزاز بالانتساب إليهم، فإن قوميتهم كاملة وعتادهم موفور ووطنهم منيع وواديهم خصب: أولئكَ قومي أيَّ قومٍ وَعُدَّةٍ[41] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلا ربعُهُمْ مَحْلٌ ولا ماؤهُمْ ضحْلُ[42] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif الشَّجاعة/السيف/الخيل/الحرب: وقوم الشّاعر معروفون بشجاعتهم الّتي بها وصلوا إلى قمة المجد وذروته: فرعوا بالقَنا[43] قِنَاَن[44] المَعالي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأعدّوا لِبابها مفْتَاحا[45] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif هذا المفتاح هو الشَّجاعة والإقدام: إنه استلال السّيف المضيء دجى اللّيالي وظلماتها وظلمها والفاصل بين الوصول إلى المجد أو اللاوصول: مِن النَّفَرِ الغُرِّ[46] الّذين سيوفُهُم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لها في حواشي كلِّ داجيةٍ فجْرُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا استلَّ منهُمْ سيِّدٌ غَرْبَ[47] سيفِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تفزَّعَتِ الأفلاكُ والتفتَ الدَّهرُ[48] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif [1] تقديم الديوان، ص6. [2] فيصل حبطوش خوت أبزاخ بعنوان: "الشّراكسة في مصر منذ عهد محمد علي باشا الكبير"، ص27. [3] تقديم الديوان، ص6. [4] تقديم الديوان، ص7. [5] نفسه، ص8. [6] نفسه، ص9. [7] نفسه، ص24. [8] نفسه، ص25. [9] فيصل حبطوش خوت أبزاخ، ع.س. [10] نفسه. [11] راسم رشدي، ع.س، ص210. [12] تقديم الديوان، ص21. [13] ديوان البارودي، التقديم (مصر: دار المعارف، 1971)، 1/27، وهناك نقص في الحواشي في التقديم في طبعة عودة في صفحة (21) وفي صفحة (22) إذ سقطت قصيدتان. [14] التقديم، ص27. [15] التقديم، ص23. [16] مقدمة الديوان بقلم البارودي، ص34. [17] نفسه، ص34. [18] الديوان، ص40. [19] تأثلث: تأصلت وعظمت. [20] الديوان، ص127. [21] الديوان، ص152. [22] الديوان، ص97. [23] الديوان، ص252. [24] الديوان، ص441. [25] الديوان، ص447. [26] وفي بيت له يقول: كذلك دأبي منذ أبصرت حجتي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وليدا وحب الخير من سمة النبل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif [الديوان، ص442]. [27] الديوان، ص577. [28] الديوان، ص454. [29] الديوان، ص589. [30] أي أعددت سهمي إعدادًا تامًّا للرماية فاستد وما أخطأ الهدف. [31] الديوان، ص713. [32] شوقي ضيف: البارودي رائد الشّعر الحديث، (القاهرة: دار المعارف بمصر، مكتبة الدراسات الأدبية، 37)، ط2: ص216. [33] نفسه، ص186. [34] نفسه، ص186. [35] علي محمد الحديدي، ع.س، 17 و19. [36] نفسه، ص26. [37] نفسه، ص26. [38] نفسه، ص27. [39] الديوان، ص117. [40] الديوان، ص427. [41] العدة: ما يعد لحوادث الدهر من مال وسلاح وغيرها. [42] نفسه، ص426. [43] القنا: ج قناة وهي السرمح. [44] القنان: ج قنة وهي أعلى الجبل. [45] الديوان، ص117. [46] الفر: ج الأعز وهو الشريف أو الكريم الفعال. [47] غرب السيف: حده. [48] الديوان، ص217. |
الساعة الآن : 07:20 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour