ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   رمضانيات (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=23)
-   -   وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=289647)

ابوالوليد المسلم 04-03-2023 09:17 AM

وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله
 
وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة



(1)


تحدث الشيخ -حفظه الله- عن بعض الأمور التي يحتاجها الصائم، فوقف ثلاثين وقفة في مطلع شهر رمضان بين فيها فضل هذا الشهر الكريم وأهمية التزود من فضائله ونفحاته، لأن تزكية النفس في شهر رمضان مطلب كل مسلم لا سيما أن للقرآن فيه طعماً خاصاً ولذة قاهرة ومعاني أصلية، ويعيش المرء فيه مع الله.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

وقفة مع آية الصيام
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعــد:
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

هذا هو المجلس السابع في سلسلة الدروس العلمية العامة، وينعقد في ليلة الإثنين، التاسع والعشرين من شهر شعبان لعام ألف وأربعمائة وعشرة للهجرة، ومن المحتمل أن تكون هذه الليلة هي آخر ليلة في شهر شعبان، فنسأل الله عز وجل أن يوفقنا للصيام والقيام، وأن يوفقنا للتوبة النصوح، وأن يجعل ما نستقبل من أيامنا خيراً مما استدبرنا، إنه على كل شيءٍ قدير.
أيها الإخوة الأكارم: درسنا هذه الليلة درسٌ جديدٌ تحت عنوان: (عشر وقفات في مطلع شهر رمضان) فاعتباراً من هذه الليلة، وعلى مدى شهر رمضان المبارك، فسوف تكون الدروس -إن شاء الله- دروساً أو جلسات رمضانية، نتحدث عن بعض الأمور التي يحتاجها الصائم، وفي هذه الليلة لنا عشر وقفات في مطلع هذا الشهر، وبإذنه تبارك وتعالى
في الأسبوع القادم لنا عشر وقفات أخرى، فالوقفات في الأصل عشرون لكن نأخذ منها الليلة عشراً، وسيكون موعد الدرس -إن شاء الله- بعد صلاة التراويح في هذا المسجد في ليلة الإثنين، أي في مثل هذه الليلة من كل أسبوعٍ إن شاء الله تعالى.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

الوقفة الأولى -أيها الإخوة- هي وقفة مع النص القرآني.
الأصل في وجوب صيام رمضان
يقول تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:183-184] فهذه الآية أصل في وجوب صيام رمضان، ولذلك أجمع أهل العلم كافةً على أنه يجب على كل مسلم أن يصوم شهر رمضان، ومن أنكر وجوبه أو جحده فهو كافر مرتد؛ إلا أن يكون جاهلاً حديث عهد بإسلام فيعلَّم، فإن أصر على جحوده فإنه يكون كافراً؛ وذلك لأنه ثابت بنص القرآن http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifكُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:183] أي: فرض وأوجب وألزم عليكم.
الصيام فرض على من كان قبلنا
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

قال الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifكَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:183] وفي هذا تسلية للمؤمنين، وإشعارٌ لهم بأن الله عز وجل قد فرض هذا الفرض على من كان قبلهم من الأمم الكتابية السابقة، فلكم فيهم أسوةٌ وقدوة، فلستم أول من فرض عليه الصيام، وفي هذا من تخفيف وطأة الصوم ما فيه، فإن الإنسان إذا عرف أن هذا درب سلكه قبله الصالحون من الأنبياء وأتباعهم عبر القرون؛ فإنه يفرح بذلك ولا يستثقله.
العلة من الصيام
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ثم قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلَعَلَّكُمْ تَتَّقُون http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:183] إشارة إلى العلة والحكمة من مشروعية الصيام، وهي تحقيق التقوى للصائم http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifأَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184] فهي قليلة بالقياس إلى السنة، فإنها شهر من السنة فهي أياماً معدودة قليلة ليس فيها على الإنسان مشقة ولا ثقل،... إلى آخر الآيات.

الفتاوى الرمضانية

http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

الإفطار على الجماع http://audio.islamweb.net/audio/images/arrow4.png
السؤال: يقول: إذا راقب رجلٌ الشمس، فلما غربت أراد أن يفطر وليس عنده شيءٌ يفطر عليه، فهل له أن يفطر على جماع أهله؟
الجواب: لا حرج في هذا ما دام أنه أمر أباحه الله.

كيفية قضاء رمضان

السؤال: امرأةٌ أدركها النفاس في جميع رمضان؟
هل يلزمها قضاؤه متتابعاً أم لا؟

الجواب: لا يلزم القضاء متتابعاً، لأن قضاء رمضان يجوز فيه التتابع ويجوز فيه الإفراد، فلها أن تصوم يوماً وتفطر، ثم تصوم وتفطر كما تشاء، المهم أن لا يأتيها رمضان الآخر إلا وقد قضت ما عليها.
نوابٌ الشيطان!
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

http://audio.islamweb.net/audio/images/arrow4.png
السؤال: ورد في الحديث أن مردة الشياطين في رمضان تصفد، ولكن العجيب أن هناك مجموعةً من الناس يكثر فسادهم في رمضان؟
الجواب: لأن هؤلاء الذين تسأل عنهم هم نواب عن الشيطان، وهم يقومون بالمهمة عنه في حال غيابه.

http://img02.arabsh.com/uploads/imag...424b6cf600.png


ابوالوليد المسلم 04-03-2023 09:17 AM

رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله
 
وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة


(2)

أصناف الناس في رمضان



الوقفة الثانية: أصناف الناس في رمضان.

والناس في استقبالهم لرمضان على صنفين:
أناس فرحون

http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


الصنف الأول من الناس: من يفرحون بهذا الشهر، ويسرون بقدومه، وذلك لأسباب:


أولاً: لأنهم عودوا أنفسهم على الصيام، ولهذا تجدون في السنة النبوية -مثلاً- استحباب صيام أيامٍ كثيرة، كالإثنين والخميس وأيام البيض ويوم عرفة لغير الحاج، ويوم عاشوراء مع يوم قبله أو يوم بعده، وصيام شعبان، وغير ذلك من الأشياء التي شرعها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته؛ حتى يعتادوا الصيام ولا يصبح الصيام غريباً عليهم.
ولذلك تجدون أن الذي يصوم النفل، وعلى الأقل يصوم أيام البيض -مثلاً- لا يستثقل صيام رمضان، بل يعتبر صيام رمضان بالنسبة له أمراً طبيعياً لا تكلف فيه ولا ثقل، لكن الإنسان الذي لا يصوم، لا ستاً من شوال ولا الأيام البيض ولا غيرها؛ فإنه يحسب لرمضان حساباً ويجد فيه شيئاً من الثقل والمشقة؛ لأنه لم يعود نفسه على الصيام.
ولذلك ينقل عن السلف رضي الله عنهم من ذلك شيء عجيب.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

يروى أن قوماً من السلف باعوا جارية لهم فاشتراها رجل، فلما أقبل رمضان بدأ يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال شهر رمضان -كما يصنع الناس في هذا الزمان- فقالت لهم: لماذا تصنعون هذا؟! قالوا: نصنعه لاستقبال رمضان.

قالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان! والله لقد جئت من عند قومٍ السنة عندهم كأنها رمضان، لا حاجة لي إليكم ردوني إليهم. فرجعت إلى سيدها الأول.

ويروى أن الحسن بن صالح وكان من الزهاد العباد الورعين الأتقياء، كان يقوم الليل هو وأخوه وأمه أثلاثاً، يقوم ثلثاً ويقوم أخوه ثلثاً آخر وتقوم أمه الثلث الباقي، فلما ماتت أمه تناصف هو وأخوه الليل، فصار يقوم نصفه ويقوم أخوه النصف الآخر، فلما مات أخوه نقل عنه أنه كان يقوم الليل كله.

قيل: إن الحسن بن صالح هذا باع أمةً له، فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد، قامت في وسط الدار وصاحت: يا قوم، الصلاة الصلاة، فقاموا فزعين، وقالوا: هل طلع الفجر؟! قالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة!! فلما أصبحت رجعت إلى سيدها، وقالت: لقد بعتني على قوم سوء، بعتني على قومٍ لا يصلون إلا الفريضة، ولا يصومون إلا الفريضة، لا حاجة لي إليهم ردوني ردوني، فردها.

إذاً: إذا اعتاد الإنسان على الصيام لم يجد في صيام رمضان ثقلاً ولا مشقةً، وهذا من أسباب فرح المؤمنين بشهر الصوم، حيث يصومون فيه شهراً كاملاً، ويوافقهم الناس كلهم على صيام هذا الشهر.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

الأمر الثاني من أسباب رغبتهم فيه وفرحهم به: أنهم يعرفون أن الامتناع من اللذات في هذه الدنيا سببٌ لحصولها في الدار الآخرة، فإن امتناع الصائم عن الأكل والشرب والجماع، وسائر المفطرات في نهار رمضان طاعةً لله عز وجل، يكون سبباً في حصوله على ألوان الملذات في الجنة، فلقوة يقينهم بذلك يفرحون بهذا الشهر الكريم، والعكس بالعكس، فإن الإنسان الذي يقبل على الملذات المحرمة في الدنيا يكون هذا سبباً في حرمانه منها يوم القيامة.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: {من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة} وإنما لم يشرب الخمر في الآخرة -أي وإن دخل الجنة- عقاباً له على تمتعه بخمرة الدنيا، وهي خمرةٌ محرمة حرم الله على عباده المؤمنين أن يتعاطوها، وقد ورد في حديث آخر أيضا: {من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة}.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

السبب الثالث: أنهم يدركون أن هذا الشهر من أعظم مواسم الطاعات والتنافس في القربات: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[المطففين:26] ويعلمون أن الله عز وجل يجري فيه من الأجور ما لا يجري في غيره من الشهور، ولذلك يفرحون بقدومه فرح الغائب بقدوم غائبه وحبيبه، وهؤلاء لا شك همُ المؤمنون الصادقون، نسأل الله أن يجعلنا منهم.



وفي مقابل ذلك تجد طائفةً أخرى من الناس يستثقلون هذا الشهر الكريم، ويستعظمون نـزوله بهم إذا نـزل، فهو كالضيف الثقيل، ثم يعدون أيامه وساعاته ولياليه، وهم يعيشون على أعصابهم، ويفرحون بكل يومٍ يمضي وليلة تفوت، حتى إذا قرب العيد بدأت قلوبهم ترفرف فرحاً بقرب خروج هذا الشهر، وذلك لأنهم لم يقدروه حق قدره؛ لأنهم أولاً: اعتادوا على اللذات، والشهوات، من التوسع في المأكل والمشرب والملبس والمنكح، وغيرها.... فضلاً عن اللذات المحرمة، فوجدوا في هذا الشهر مانعاً وقيداً يحبسهم ويحول بينهم وبين لذاتهم؛ فاستثقلوه واستطالوا أيامه ولياليه.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


ثانياً: لأنهم قومٌ عظم تقصيرهم في الطاعات، حتى إن منهم من لا يؤدي الصلاة، ومنهم من يقصر كثيراً في حقوق الله، فإذا جاء هذا الشهر التزموا ببعض العبادات، فوجدتَ كثيراً من الناكثين القاسطين المقصرين بدءوا يترددون على المساجد، ويشهدون الجمع والجماعات إلى غير ذلك، فيستثقلون هذا الشهر؛ لأنهم يلتزمون فيه ببعض الطاعات التي قصروا فيها في غيره.
لذلك يذكر المؤرخون -كـابن رجب وغيره- أن ولداً لـهارون الرشيد كان غلاماً سفيهاً، فلما أقبل رمضان ضاق به ذرعاً وبدأ يقول:
دعاني شهر الصوم لا كان من شهر ولا صمت شهراً بعده آخر الدهر


فلو كان يعديني الأنام بقوة على الشهر لاستعديت قومي على الشهر
فهو يدعو على رمضان ويقول: عسى ألا أصوم شهراً بعده آخر الدهر، ولو كان يمكن أن أستعين بالناس على هذا الشهر لأتغلب عليه لاستعنت بهم، قال: فأصيب بمرض الصرع، فكان يصرع في اليوم عدةَ مرات، وما زال كذلك حتى مات قبل أن يصوم رمضان الآخر بعد ما قال ما قال.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

وهكذا الذين يستثقلون رمضان لأنهم سيفارقون فيه مألوفهم من الشهوات، ويلتزمون ببعض العبادات، إضافةً إلى ضعف يقينهم بما أعد الله تبارك وتعالى للمؤمنين، فإنهم لا يدركون فضل هذا الشهر ولا يتصورون عظمة الأجر المكتوب لهم، فيه فلا يجدون فيه من اللذة والفرح والسرور ما يجده أصحاب الإيمان.
الصراع بين الحق والباطل


السؤال: يقول: مثل ما ينشط الصائمون في رمضان، ينشط أعداء الدين لإفساد الصيام على المسلمين، عن طريق الوسائل المتنوعة التي أصبح -للأسف- زمامها في أيديهم، فما هو العمل تجاه هذه القضية؟
الجواب: الصراع بين الحق والباطل لا ينتهي قال الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الأنعام:312] فالصراع لا ينتهي، والحرب لا تنتهي؛ ولكن على أهل الخير أن يضاعفوا جهودهم، ويعملوا على الاستفادة من وجود الناس في رمضان، خاصةً وقت تجمعهم في المساجد رجالاً ونساءً في صلاة التراويح والقيام.
الوتر مع الإمام في التراويح
السؤال: أيهما أفضل الوتر مع الإمام في التراويح أم آخر الليل؟
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

الجواب: الذي أرى أن يوتر مع الإمام في التراويح، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي رواه أهل السنن عن أبي ذر: {من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة }.
http://img02.arabsh.com/uploads/imag...424b6cf600.png




ابوالوليد المسلم 04-03-2023 09:18 AM

رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله
 
وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة


(3)
من معاني الصيام

http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


الوقفة الثالثة: من معاني الصيام.
وللصيام -أيها الإخوة- معانٍ ومقاصد عظيمة لو تأملناها لطال عجبنا منها:
ارتباط الصيام بالإيمان الحق بالله سبحانه

http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


أولاً: من معاني الصيام: أنه مرتبط بالإيمان الحق بالله جل وعلا. ولذلك جاء أن الصوم عبادة السر، لأن الإنسان بإمكانه ألا يصوم لو شاء، حتى لو لم يأكل ولم يشرب، فمجرد فقد النية يكفي في ألا يصوم الإنسان، فإن من شرط الصوم -خاصةً صوم الفرض كما سيأتي-: النية. فلو لم ينو الإنسان الصيام حتى لو ظل ممسكاً طيلة نهاره فإنه ليس بصائم، فالصيام قضية قلبية بين العبد وبين ربه، فكون الإنسان يمتنع عن الأكل والشرب وسائر المفطرات، على رغم أنه يستطيع أن يصل إليها في خلوة وبعد عن أعين الناس، دليل على أنه يتعامل مع ربٍ يؤمن به، ويعلم أنه مطلع على سرائره وخفاياه ولذلك يمتنع، ففي هذا تربية لقوة الإيمان بالله جل وعلا.
وقل مثل ذلك في سائر العبادات، انظر -مثلاً- إلى الوضوء أمر إلى الغسل، فكون الإنسان يتعمد أن يتوضأ ويغتسل ليرفع حدثه الأصغر والأكبر، فلولا إيمانه بالله جل وعلا، وأن الله رقيبٌ عليه؛ لما كان يفعل ذلك. وانظر إلى الصلاة، فكون العبد يقول وهو قائم: " الحمد لله رب العالمين "، أو يقول وهو راكع: سبحان ربي العظيم، أو يقول وهو ساجد: سبحان ربي الأعلى، أو يقول بين السجدتين: رب اغفر لي، أو يقول في التشهد: التحيات لله، والرجل الذي إلى جواره لا يسمعه، فلو لم يكن مؤمناً بإله يراقبه ويعلم حتى همسات لسانه ووساوس قلبه وخواطره، فلو لم يكن مؤمناً بهذا الرب؛ لما دعا وذكر الله عز وجل سراً، في حين أن جاره في الصلاة قد لا يسمع همساته وكلماته.
إذاً فالصوم من أعظم معانيه: تربية الإيمان بالله العليم الخبير المطلع على العبد في سره ونجواه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[طه:7].
التربية على التطلع إلى الدار الآخرة
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif
المعنى الثاني من معاني الصيام: أنه يربى العبد على التطلع إلى الدار الآخرة، وذلك لأن الناس موازينهم دنيوية في الغالب، فإذا أراد الإنسان -مثلاً- أن يشتري صفقة أو يبيع؛ فإنه يجري عملية حسابية لينظر هل هذه الصفقة رابحة أو خاسرة، وبناءً على ذلك يتصرف على حسب ما تصل إليه حساباته، فهم يقيسون بالأمور الدنيوية البحتة؛ لكن المؤمن عنده مقياس آخر وهو أنه يدرك أن هناك داراً آخرة فيها حساب، ولذلك قد يتخلى عن بعض الأشياء الدنيوية تطلعاً إلى ما عند الله.
فمثلاً: بمقياس الماديين فإن الأكل يقوي الجسم، وفيه تحصيل للذة، والشبع، والسعادة، والشرب كذلك، وإتيان النساء كذلك، لكن المؤمن عنده مقياس آخر: أن هذه الأشياء وإن كانت تحقق بعض ما ذكر، إلا أن هناك مقياساً آخر وهو مقياس الآخرة.
فإذاً من الممكن أن يترك المؤمن -مثلاً- الأكل لأنه ينتظر أن يجازى على هذا الترك في الآخرة وليس في الدنيا، ويترك الشرب لذلك ويترك المحرمات لذلك، فيتربى في قلبه الإيمان بالدار الآخرة، التي هي في الحقيقة دار الجزاء والحساب. أما ما يلقاه المؤمن في هذه الدنيا من النعيم بسبب الطاعة، فإنما هو عربونٌ فقط، فما تجده -مثلاً- من أثر الصوم في الدنيا، من الصحة والسعادة، والفرح، … إلى آخره، إنما هو عربون، والجزاء الحقيقي والثمن الحقيقي لهذا العمل إنما تجده في الدار الآخرة، فيربي الصوم الإنسان على التطلع إلى الدار الآخرة التي فيها الجزاء الحقيقي، وفيها نهاية المطاف، وليست نهاية المطاف في هذه الدار الدنيا.
الاستسلام والاستشعار للعبودية
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


المعنى الثالث من معاني الصيام: الاستسلام لله تعالى. وذلك بأن تشعر بأنك عبد فعلاً، والعبودية لله هي كمال الحرية، ولذلك يقول عياض رحمه الله:
ومما زادني شرفاً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا
فهو يعتبر أن من أعظم الشرف أنه مخاطبٌ بقول الله تعالى: يا عبادي.
ويقول الآخر:
أطعت مطامعي فاستعبدتني ولو أني قنعت لكنت حرا
إذاً: كمال الحرية في كمال العبودية لله جل وعلا، والصوم يربي العبد على العبودية، وانظر كيف، يقول لك الله عز وجل: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:187] فيكون في هذا أمر لك بالأكل، فتجد أن من العبادة أن تأكل، ولذلك يستحب للإنسان أن يأكل -مثلاً- عند السحور وعند الإفطار كما هو معروف، ويكره له الوصال؛ بحيث يواصل الإنسان يوماً أو يومين فلا يفطر بينهما، فتكون العبادة حينئذٍ بأن تأكل وتشبع شهوتك من الأكل والشرب، وفي وقتٍ آخر يأمرك الله عز وجل بضد ذلك فيقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:187] فتمسك من طلوع الفجر إلى الليل، عن الأكل والشرب وسائر المفطرات طاعة لله عز وجل، فتتربى حينئذٍ على العبودية الحقيقية لله، إذا قال لك: كل فإنك تأكل، وإذا قال لك: اشرب فإنك تشرب، وإذا قال لك: صم وأمسك؛ فإنك تصوم وتمسك. ففي هذا يتربى العبد على أن القضية ليست مجرد أذواق وشهوات وأمزجة يتعاطاها؛ بل هي طاعة لله عز وجل، فإن أمرنا بالأكل أكلنا وإن أمرنا بالإمساك أمسكنا.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ولذلك تجد العبد -مثلاً- في صلاته أحياناً يقف، وأحياناً يركع، وأحياناً يسجد، وأحياناً يقعد، لأن هذا هو الأمر الذي أراده الله، وهذا هو التعليل.
وفي الإحرام مثلاً حين يحرم الإنسان ليس منهياً عن الأكل ولا عن الشرب، ولكنه منهيٌ عن الجماع ودواعيه، ومنهيٌ عن تغطية الرأس، وعن الطيب وعن تقليم الأظافر، وعن قص الشعر، وعن جميع ألوان الترفه، فيمتنع عن جميع هذه الأشياء ما دام محرماً؛ لأن الله تعالى هكذا أراد منا إرادة شرعية، لكن له أن يأكل، ولو امتنع المحرم عن الأكل والشرب لأنه محرم لكان مبتدعاً في ذلك.
فإذا انتهى إحرامه يقال له: مطلوبٌ منك الآن -وجوباً- أن تحلق أو تقصر رأسك، ومطلوبٌ منك أن تقلم أظفارك، وأن تتزين وتتطيب وتغتسل قال الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الحج:29].
فهذه تربيةً على العبودية الحقيقية لله جل وعلا، يأمرك بالشيء فتمتثل ويأمرك بنقيضه فتمتثل أيضاً، وليس من الضروري أن ندرك علة أو حكمةً لهذا الأمر أو لذاك النهي، فالعلة والحكمة تتلخص في أن الله تعالى أمر فأطعنا وامتثلنا، ونهى فانتهينا وامتثلنا، وهذا هو معنى العبودية الحقيقية.
تربية المجتمع


http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif



المعنى الرابع من معاني الصيام: تربية المجتمع.
ربما يكون الكثير منا -بل لعل الجميع- صام يوماً من الأيام نفلاً، إما أيام البيض أو يوم عاشوراء أو يوم عرفة، أو ما أشبه ذلك.
فما هي المقارنة بين صوم النفل وصوم الفرض؟
صوم النفل يتعب فيه الإنسان بعض الشيء ويجد شيئاً من المشقة، أما صوم الفرض فإن الإنسان يقول فيه: سبحان الله! كيف يسر الله تبارك وتعالى لنا الصوم، والله ما كأننا صائمين. هكذا لسان الجميع، ما هو السبب؟
لا شك أن الله تعالى يعين العبد في فرض الصيام ونفله، وإن كانت الإعانة في الفرض أكثر، لكن الإعانة موجودة في الجميع، وإنما من أهم الأسباب -في نظري-: أن الله تعالى جعل صوم رمضان فرضاً على الجميع، ولذلك كلما تلفت الإنسان وجد أن المجتمع صائم، فأنت تخرج للسوق فتجد الناس صائمين، وتذهب لسوق الخضار فتجد الناس صائمين، وتدخل البيت فتجد أهل البيت صائمين، وتذهب إلى المدرسة فتجد زملاءك صائمين، وتذهب للعمل فتجدهم صائمين، فالكل صائم.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ولذلك يحس الإنسان بأن الأمر الذي يفعله هو أمر يفعله الجميع، وهذا لا شك مما يجعل الموضوع غير ثقيل على النفس، ولهذا فالإخوة الذين يصومون في مجتمعاتٍ مفطرة، كما يقع لبعض الذين يعيشون في بلاد الغرب، إما لمرض -عافانا الله وإياكم- أو لحاجة أو لضرورة، فإنهم يجدون مشقة عظيمة في صيام رمضان؛ لأن الناس مفطرون هناك، فهو يجد الناس يأكلون في كل مكان، ولا يراعى أن يكون صائماً، فهو مطالب بأن يعمل كما يعمل غيره، ويخرج كما يخرج غيره، ويدخل كما يدخل غيره، من غير مراعاة لكونه صائماً، فيجد في ذلك مشقةً عظيمة، كما حدثنا الإخوة الذين عاشوا هناك في شهر الصيام، لكن في المجتمعات المسلمة الصائمة لا يجد الإنسان هذه المشقة، وفي هذا تربيةٌ للمجتمع.
ولذلك رأينا -أيها الإخوة- بأعيننا أن الإنسان حين يذهب في شهر الصيام حتى للمجتمعات المنهمكة في الفساد، ولكن عليها آثار الإسلام وفيها بقايا الإسلام؛ يجد دخول الشهر الكريم مميز تماماً، فإذا دخل الشهر وجدت آثار رمضان ظاهرة على الجميع، حتى الفساق يظهر عليهم آثار الشهر الكريم، ففي ذلك تربية للمجتمع.
ولهذا تلاحظون دائماً أن الإسلام يُعنى عنايةً كبيرةً بإصلاح المجتمعات من الفساد -مثلاً- كحادثة فردية، فإن هذه الأخطاء الفردية واقعة في كل مجتمع لا بد منها، حتى المجتمع النبوي مجتمع الصحابة، وقع فيه حالات من الانحراف، وجد إنسان زنا وآخر سرق وثالث شرب الخمر مثلاً، لكن المشكلة حين تتحول هذه المنكرات إلى منكرات معلنة موجودة على الملأ، فتتلوث البيئة العامة، ويصبح الإنسان الذي يريد الخير قد لا يهتدي لأن المجتمع يضغط عليه، ولهذا -أيضاً- تلاحظون أن أعداء الإسلام حريصون على إفساد المجتمع وتلويث البيئة.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ولعلكم سمعتم -مثلاً- بما يسمى بالبث المباشر، وكثيراً من تُحدِثَ عن هذا الموضوع، وهو محاولة الدول الغربية أن ترسل بثاً تلفزيونياً إلى البلاد الإسلامية يكون مثل قنوات الراديو -تقريباً- بحيث يكون من الممكن في التلفاز أن يشاهد الإنسان أي محطة، وهذا ليس -كما يتصور البعض- أنه أمر قاب قوسين أو أدنى، لا شك أنه أمر فيه صعوبة وأمامه عقبات، لكنه أمر متوقع، فهم حين يفعلون ذلك وغيره كثير، يحاولون أن يلوثوا البيئة العامة حتى تفسد وتنحرف؛ بحيث أن الذي يريد الصلاح لا يصلح لأن المجتمع يعارضه، فهو إن صلح يصبح ضد التيار كما يقال.
وهذا من أعظم مقاصد الصيام، أن الله عز وجل يربي المجتمع الإسلامي بالصيام، بحيث يتحول إلى مجتمعٍ صائم، ولذلك تجد الصغار عندنا يصومون، وتجد الفساق يستترون، وتجد الكفار لا يستطيعون أن يعلنوا الأكل والشرب في الأسواق وعلى الملأ، لأن المجتمع يفرض عليهم هذا الأمر.
النوم بعد صلاة التراويح





السؤال: أيهما أفضل أن ينام الشخص في الليل بعد التراويح، أو ينام بعد الفجر إلى الساعة التاسعة -مثلاً- إذا كان طالب علم يدرس؟
الجواب: هذا حسب الظرف الذي يعيشه الطالب، ولا شك أن الأفضل أن ينام الإنسان بعد صلاة التراويح، لكن إذا كان عنده ظرفٌ مثل أن يكون محتاجاً للتأخر في الليل، فهذا يقدر بقدره، وقد سبق الكلام عن السهر وحكمه في دروس بلوغ المرام، فالسهر في العلم والعبادة والذكر ومسامرة الضيف والأهل والمصلحة لا حرج فيه.
استعمال حبوب منع الحمل لأجل الصيام والقيام


http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


السؤال: هل يجوز للمرأة أن تستعمل الحبوب إذا كان مقصدها صلاة التراويح؟
الجواب: حبوب منع الحمل فيها ضرر على المرأة في غالب الأحيان، ولذلك إن ثبت أن في استخدام الحبوب ضرر على المرأة، فلا يجوز أن تستخدمها لا في رمضان ولا في غيره.
لكن إذا ثبت أنه ليس هناك ضرر عليها بعد استشارة طبيب مثلاً، فهل يجوز لها أن تستخدمها في رمضان حتى تصوم وتصلي مع الناس؟
الذي يظهر لي أنه يجوز، لكن الأولى أن لا تفعله، فإن هذا أمرٌ كتبه الله على بنات آدم ولا حرج عليها، إذا جاءت العادة أن تفطر ثم تقضي فيما بعد.
ولكن إذا ثبت أنه ليس هناك ضرر عليها بعد استشارة طبيب مثلاً، فهل يجوز لها أن تستخدمها في رمضان مثلاً، حتى تصوم مع الناس وتصلي مع الناس؟
الجواب: الذي يظهر لي أنه يجوز، لكن الأولى أن لا تفعله، بل هذا أمرٌ كتبه الله على بنات آدم ولا حرج عليها، وإذا جاءت العادة أفطرت ثم تقضي فيما بعد.
http://img02.arabsh.com/uploads/imag...424b6cf600.png


ابوالوليد المسلم 04-03-2023 09:20 AM

رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله
 
وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة


(4)

فضائل الصيام
الوقفة الرابعة: فضائل الصيام.
الصوم جنةٌ من النار
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


أولاً: الصيام جنةٌ من النار.
كما جاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الصوم جنة يستجن بها العبد من النار} وفي الحديث المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً}.
إذاً: فالصوم جنة ووقاية من النار، وكلما صام العبد بعد عن النار، فإذا كان من صام يوماً أبعد سبعين خريفاً -أي سبعين عاماً- فما بالك بمن يصوم شهراً، وما بالك بمن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وما بالك بمن يصوم أكثر من ذلك! لا شك أنه أبعد ما يكون عن النار.
الصوم جنةٌ عن الشهوات
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif
ثانياً: الصوم جنة عن الشهوات.
ولذلك جاء في الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء} فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الشباب بالزواج، وإذا لم يستطيعوا أرشدهم إلى الصيام، وبين عليه الصلاة والسلام أن الصوم وجاء يمنع الشهوة أن تتحرك وتبلغ مبلغها في الإنسان.
فإلى الشباب الذين يشتكون من الشهوات -وهم كثيرٌ خاصة في هذا العصر المليء بالمغريات، فالشاب -مثلاً- يشتكي أنه إن خرج إلى السوق وجد النساء المتبرجات، وإن دخل البقالة وجد المجلات التي فيها صور النساء الكاسيات العاريات، وإن ركب في السيارة سمع الغناء، وإن ركب الطائرة كذلك، وإن ذهب أو دخل أو خرج وجد الشهوة والفتنة تلاحقه في كل مكان، مع ما جبل عليه وركب من الشهوة الغريزية التي تتحرك في نفس كل إنسان، ومع ضعف الرادع والوازع عند الكثيرين- إلى هؤلاء الشباب نهدي هذه النصيحة النبوية: {ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء} وهذا طب نبوي للذين يشتكون من الشبق وشدة الشهوة، وقد جرب هذا الطب فوجد أنه علاج ناجع ودواءٌ نافع، وهو كافٍ عن غيره من العلاجات والأدوية المادية، إضافة إلى أدوية أخرى شرعية في هذا المجال.
الصوم سبيل إلى الجنة
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

الفضيلة الثالثة: إن الصوم سبيل إلى الجنة.
ولذلك روى النسائي بسند صحيح عن أبي أمامة رضي الله عنه، أنه قال: {يا رسول الله دلني على عملٍ يقربني من الجنة ويباعدني من النار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: عليك بالصوم فإنه لا مثل له} فبين أنه لا شيء يقرب العبد من الجنة ويباعده من النار مثل الصيام.
بل إن في الجنة باباً خاصاً للصائمين، كما في الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن في الجنة باباً يقال له الريان } ولاحظ اسم الباب، فإنه يتناسب مع صفة الصائم، فإن الصائم يصيبه العطش والجوع في سبيل الله؛ فجوزي بأن يدخل من باب الريان، والجزاء من جنس العمل: {إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد غيرهم} فهذا جزاء الصائمين.
الصوم شافع مشفع

الفضيلة الرابعة: أن الصوم شافع مشفع في الصائم.
ولذلك روى الإمام أحمد والحاكم بسند حسن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: يا رب منعته الطعام والشراب فشفعني فيه. ويقول القرآن: يا رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال عليه الصلاة والسلام: فيشفعان}.
فالأعمال التي يعملها العبد في هذه الدنيا لا مانع أن تكون يوم القيامة أشياءً حسية تشفع للعبد، وتتكلم وتوزن إلى غير ذلك مما ورد في النصوص الشرعية، وهاهنا أثبت النبي صلى الله عليه وسلم أن الصوم يكون ذاتاً يوم القيامة يتكلم ويقول: يا رب منعته الطعام والشراب والشهوة فشفعني فيه، فيشفع الصوم في صاحبه، سواء أكان صوم فرضٍ أم كان صوم نفل.
الصوم كفارةٌ للذنوب
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ومن فضائله: أنه كفارةٌ للذنوب ومغفرة.
ولذلك قال الله عز وجل: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[هود:114] فالصوم فيه حسنات كثيرة، والحسنات تذهب السيئات، فكل عمل صالح فهو سببٌ في مغفرة الذنوب وستر العيوب وتجاوز الله تبارك وتعالى عن العبد، ولكن ورد في الصوم خاصةً أحاديث كثيرة:
منها: حديث حذيفة المتفق عليه، بل رواه الستة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة} أي: أن ما يحدث منك من أخطاء، سواء أكانت كلمة نابية، أم اعتداءً أم إيذاءً لأهلك أم خطأ عليهم، أم في مالك، أم في جيرانك، أو ما أشبه ذلك من الصغائر، تكفرها الصلاة والصوم والصدقة.
وفي الحديث المتفق عليه -أيضاً- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} أي: إيماناً بالله عز وجل، واحتساباً لأجر الصوم، ومعرفة بما أعد الله تبارك وتعالى للصائمين، فهو يصوم ويتوقع الأجر الذي سيعطاه على هذا الصيام، غفر له ما تقدم من ذنبه.
وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة أيضاً، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر}.
فالصوم مكفر لما قبله بشرط اجتناب الكبائر، فإن جمهور علماء أهل السنة وجمهور علماء السلف على أن الكبائر لا تكفر إلا بالتوبة؛ وإنما الصوم والصلاة وغيرها تكفر صغائر الذنوب، ولذلك قال الله عز وجل (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النساء:31].
ومن فضائله: أنه كفارةٌ للذنوب ومغفرة.
ولذلك قال الله عز وجل: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[هود:114] فالصوم فيه حسنات كثيرة، والحسنات تذهب السيئات، فكل عمل صالح فهو سببٌ في مغفرة الذنوب وستر العيوب وتجاوز الله تبارك وتعالى عن العبد، ولكن ورد في الصوم خاصةً أحاديث كثيرة:
منها: حديث حذيفة المتفق عليه، بل رواه الستة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة} أي: أن ما يحدث منك من أخطاء، سواء أكانت كلمة نابية، أم اعتداءً أم إيذاءً لأهلك أم خطأ عليهم، أم في مالك، أم في جيرانك، أو ما أشبه ذلك من الصغائر، تكفرها الصلاة والصوم والصدقة.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

وفي الحديث المتفق عليه -أيضاً- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} أي: إيماناً بالله عز وجل، واحتساباً لأجر الصوم، ومعرفة بما أعد الله تبارك وتعالى للصائمين، فهو يصوم ويتوقع الأجر الذي سيعطاه على هذا الصيام، غفر له ما تقدم من ذنبه.
وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة أيضاً، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر}.
فالصوم مكفر لما قبله بشرط اجتناب الكبائر، فإن جمهور علماء أهل السنة وجمهور علماء السلف على أن الكبائر لا تكفر إلا بالتوبة؛ وإنما الصوم والصلاة وغيرها تكفر صغائر الذنوب، ولذلك قال الله عز وجل (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النساء:31].
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ومن فضائله: أنه كفارةٌ للذنوب ومغفرة.
ولذلك قال الله عز وجل: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[هود:114] فالصوم فيه حسنات كثيرة، والحسنات تذهب السيئات، فكل عمل صالح فهو سببٌ في مغفرة الذنوب وستر العيوب وتجاوز الله تبارك وتعالى عن العبد، ولكن ورد في الصوم خاصةً أحاديث كثيرة:
منها: حديث حذيفة المتفق عليه، بل رواه الستة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة} أي: أن ما يحدث منك من أخطاء، سواء أكانت كلمة نابية، أم اعتداءً أم إيذاءً لأهلك أم خطأ عليهم، أم في مالك، أم في جيرانك، أو ما أشبه ذلك من الصغائر، تكفرها الصلاة والصوم والصدقة.
وفي الحديث المتفق عليه -أيضاً- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} أي: إيماناً بالله عز وجل، واحتساباً لأجر الصوم، ومعرفة بما أعد الله تبارك وتعالى للصائمين، فهو يصوم ويتوقع الأجر الذي سيعطاه على هذا الصيام، غفر له ما تقدم من ذنبه.
وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة أيضاً، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر}.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

فالصوم مكفر لما قبله بشرط اجتناب الكبائر، فإن جمهور علماء أهل السنة وجمهور علماء السلف على أن الكبائر لا تكفر إلا بالتوبة؛ وإنما الصوم والصلاة وغيرها تكفر صغائر الذنوب، ولذلك قال الله عز وجل (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النساء:31].
ومن فضائله: أنه كفارةٌ للذنوب ومغفرة.
ولذلك قال الله عز وجل: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [هود:114] فالصوم فيه حسنات كثيرة، والحسنات تذهب السيئات، فكل عمل صالح فهو سببٌ في مغفرة الذنوب وستر العيوب وتجاوز الله تبارك وتعالى عن العبد، ولكن ورد في الصوم خاصةً أحاديث كثيرة:
منها: حديث حذيفة المتفق عليه، بل رواه الستة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة} أي: أن ما يحدث منك من أخطاء، سواء أكانت كلمة نابية، أم اعتداءً أم إيذاءً لأهلك أم خطأ عليهم، أم في مالك، أم في جيرانك، أو ما أشبه ذلك من الصغائر، تكفرها الصلاة والصوم والصدقة.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


وفي الحديث المتفق عليه -أيضاً- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} أي: إيماناً بالله عز وجل، واحتساباً لأجر الصوم، ومعرفة بما أعد الله تبارك وتعالى للصائمين، فهو يصوم ويتوقع الأجر الذي سيعطاه على هذا الصيام، غفر له ما تقدم من ذنبه.
وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة أيضاً، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر}.
فالصوم مكفر لما قبله بشرط اجتناب الكبائر، فإن جمهور علماء أهل السنة وجمهور علماء السلف على أن الكبائر لا تكفر إلا بالتوبة؛ وإنما الصوم والصلاة وغيرها تكفر صغائر الذنوب، ولذلك قال الله عز وجل (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النساء:31].

الصوم سبب للسعادة في الدارين
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


ومن فضائل الصوم: أنه سبب للسعادة في الدارين.
ولذلك جاء في الحديث المتفق عليه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فطره وفرحةٌ عند لقاء ربه} أما فرحة الصائم عند فطره فهي فرحةٌ دنيوية وفرحةٌ عاجلة، وهي سعادة لأن السعادة في الحقيقة هي فرح القلب، فالذين يبحثون عن السعادة لا يجدونها إلا في طاعة الله تعالى وتقواه، وهذا نموذج للسعادة.
فالذي يفطر يفرح عند فطره، وفرحه يكون من وجهين:
الأول: فرحه بأن الله تعالى أباح له الأكل والشرب، والنفس مجبولة على حب الأكل والشرب، ولذلك تعبدنا الله تبارك وتعالى بتركهما، كما يترك الإنسان الجماع، مع أنه يرغبه وقد ركب في طبعه وجبلته، فيتركه طاعة لله تعالى، فإذا أذن له في ذلك فرح بأنه سوف يأكل ويشرب.
والأمر الآخر الذي يفرح به، وهذا فرح أعلى وأسمى من الفرح الأول: أنه يفرح لأن الله تعالى وفقه لإتمام صيام ذلك اليوم، فيفرح بإكمال هذه العبادة وإتمامها على الوجه المطلوب، فهو فرح من الوجهين.

خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


ومن فضائل الصوم: أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك.
وخلوف فم الصائم هي الرائحة التي تخرج من الفم، وهي في الواقع من المعدة، لكن تخرج عن طريق الفم في آخر النهار، بسبب خلو المعدة من الطعام، وهي رائحة مكروهة للخلق؛ لكنها محبوبةٌ للخالق، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: {ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك} وفي صحيح مسلم: {أطيب عند الله تعالى يوم القيامة من ريح المسك} وفي هذا دليل على أنه لا بأس أن يتسوك الإنسان بعد الزوال.
وهذا هو الرأي الراجح والصحيح في المسألة؛ بل يستحب للإنسان أن يستاك بعد الزوال ولو كان صائماً، فيستاك عند الصلاة وعند الوضوء، ويستاك عند دخول المنـزل، وعند الاستيقاظ من النوم.. إلى غير ذلك من المواضع التي يستحب فيها السواك، لأن الخلوف هذا -أولاً- ليس من الفم وإنما هو من المعدة، وثانياً: أنه أطيب عند الله تعالى يوم القيامة من ريح المسك.
وقد ورد في أثر إسرائيلي: إن الله عز وجل لما أمر موسى أن يأتي إليه، أمره أن يصوم ثلاثين يوماً فصام ثلاثين يوماً، فلما انتهى منها وجد رائحة الخلوف في فمه فكأنه أفطر أو استاك، فأمره الله عز وجل أن يصوم عشرة أيام بعدها، وقال له: يا موسى، أما علمت أن خلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك. فأتمها الله تعالى عشرة أيام، فتم ميقات ربه أربعين ليلة.
المهم أن من فضائل الصوم: أن خلوف فم الصائم -وهو أمر مكروه للخلق- أطيب عند الله تبارك وتعالى من ريح المسك، وهكذا جاء في الحديث عن دم الشهيد - مع أن الدم بحد ذاته أمر مستقبح مستقذر، بل هو نجس عند أكثر الفقهاء، لكن قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {إن الشهيد يأتي يوم القيامة وجرحه يدمي، اللون لون الدم والريح ريح المسك}.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ولذلك فإن بكاء المذنبين بين يدي الله عز وجل، هو من أعظم السرور لهم والقربى إلى الله عز وجل، وربما يكون-أحياناً- خيراً من كثير من العبادات والطاعات التي يدل بها العبد ويستعظمها، ويعتبر أنه فعل من جرائها شيئاً عظيماً، بخلاف المنكسرين الباكين بين يدي ربهم، فإن قلوبهم منكسرة، ولذلك ورد في أثرٍ -وإن كان ليس بالقوي- أن الله عز وجل قال لبعض رسله وأنبيائه حين قالوا: أين تكون يارب؟
قال: عند المنكسرة قلوبهم من أجلي.
ولهذا لا أعظم من الدعاء؛ لأن الدعاء يتحقق فيه انكسار العبد، وافتقاره إلى الله جل وعلا، وخاصةً إذا كان دعاءً عن ضرورةٍ وعن اضطرار: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifأَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النمل:62].
تقبيل المرأة ونزول المذي
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

السؤال: هذا يسأل عن نـزول المذي هل يفطر أم لا؟
وكذلك يسأل عن تقبيل المرأة؟
الجواب: بالنسبة لنـزول المذي عند الجمهور أنه لا يفطر وهو الراجح.
أما بالنسبة للتقبيل، فقد ورد في حديثٍ صحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، وكان أملككم لأربه، أي: لحاجته، فهو يملك نفسه، فإذا كان الإنسان يملك نفسه، كالشيخ الكبير أو الشاب الذي يملك نفسه؛ فلا حرج عليه في ذلك، أما إن كان لا يملك نفسه أو يعلم أن الأمر قد يتمادى به إلى ما هو أشد من ذلك، فإنه يمنع منه من باب سد الذريعة.
وقت الدعاء في الصيام

السؤال: هل الدعاء قبل الإفطار أم بعده؟
الجواب: الدعاء عند الإفطار.
معجون الأسنان أثناء الصوم

السؤال: هل يجوز استخدام معجون الأسنان، لأن رائحة الفم كريهة؟
أو ما أشبه ذلك؟
الجواب: لا شك أن الشيء الذي يفطر هو الذي يصل إلى الجوف، ولذلك المضمضة لا تفطر، فمعجون الأسنان إذا كان لمجرد غسل الأسنان به، ثم أخرجه ولم يصل إلى جوفه فلا شك أنه لا يفطر، أما إن وصل إلى جوفه شيءٌ منه أو من غيره فهذا هو الذي يفطر.
http://img02.arabsh.com/uploads/imag...424b6cf600.png

ابوالوليد المسلم 04-03-2023 09:20 AM

رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله
 
وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة


(5)

فضائل شهر رمضان
الوقفة الخامسة: فضائل الشهر الكريم، شهر رمضان.

وما سبق إنما هو فضائل الصيام فرضاً أو نفلاً، أما فضائل رمضان فهي:
رمضان شهر القرآن
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

أولاً: رمضان شهر القرآن قال الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifشَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:185] وإنـزال القرآن فيه، يحتمل أن يكون المعنى إنـزاله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، كما جاء عن ابن عباس، ويحتمل أن يكون المعنى أنه ابتدأ فيه إنـزال القرآن، إذ إن القرآن أول ما أنـزل في ليلة تقابل ليلة القدر، وليلة القدر من رمضان، وقيل إن قوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifشَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:185] يعني أنـزل القرآن في مدحه وفضله والثناء عليه ووجوب صيامه، لكن القول الأول أقوى.
رمضان شهر الصبر


ثانياً: رمضان شهر الصبر. فإن الصوم نصف الصبر، والصبر جزاؤه الجنة، وكما قال الله عز وجل في القرآن: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifإِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الزمر:10] فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، حيث يحبس الإنسان نفسه عن الأكل والشرب والجماع وغيرها، طيلة هذا الشهر الكريم.
تغلق فيه أبواب النيران
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


ثالثاً: من فضائل شهر رمضان: أنه تغلق فيه أبواب النيران، وتفتح فيه أبواب الجنان، وتصفد فيه الشياطين ومردة الجن، كما جاء في الحديث المتفق عليه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا جاء رمضان غلقت أبواب النيران وفتحت أبواب الجنة وصفدت الشياطين} وفي لفظ: {وسلسلت الشياطين} أي: جعلت في الأصفاد والسلاسل، بحيث لا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره.
ولذلك تجدون أن وسوسة الشيطان وكيده وتلبيسه على الناس في رمضان أقل منه في غيره، بل إن الشيطان يخاف من رمضان كما يخاف من الأذان والإقامة فيولي، ولهذا تلاحظون -أيضاً- أنه قبل أن يدخل رمضان يبدأ الناس العصاة يستعدون للتوبة، وكثيراً ما يسأل الناس فيقول أحدهم -مثلاً-: أنا عندي مظلمة وأريد أن أخرج منها، أو عندي مال حرام وأريد أن أتخلص منه، أو عندي أمور لا ترضي الله أريد أن أتوب منها. يقولون هذا قبل رمضان، ومعنى ذلك أن الشيطان يخاف من قدوم رمضان فيضعف كيده وتأثيره، فما بالك إذا دخل رمضان، وسلسل الشيطان وصفد بالأغلال، فإنه لا يكاد يصل إلى الناس إلا في أقل القليل من الذنوب والآثام.
إلا أن هناك أناسٌ أصبحت نفوسهم شريرةٌ؛ بسبب تقبلها لوسوسة الشيطان، فحتى حين يضعف تأثير الشيطان عليها فإنه يكون فيها شرٌ بذاتها، ولذلك لا تعجب أن تجد والعياذ بالله من الناس من يكون انحرافه في رمضان، فقد وقفت على أقوامٍ كان انحرافهم في رمضان، بل وربما في ليلة القدر ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، وربما اجتمع فيها أقوامٌ على لهو وشرب وغناء وزنا -عافانا الله وإياكم من ذلك- وهذا من مسخ القلوب وانسلاخها.
يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن<
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ليلة القدر
ومن فضائل هذا الشهر الكريم: أن فيه ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر قال الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[القدر:3] وقد حسب بعض أهل العلم ألف شهر، فوجدوها تزيد على ثلاث وثمانين سنة، وقد ورد في موطأ مالك بسند مرسل، أن النبي صلى الله عليه وسلم أُري أعمار أمته فكأنه تقالها بالنسبة إلى أعمار الأمم الأخرى، فأعطي ليلة القدر، وهي خيرٌ من ألف شهر؛ تعويضاً عن قصر أعمار أمته عليه الصلاة والسلام، فإذا أدرك العبد ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، فمعنى ذلك أنه أدرك فضل ثلاث وثمانين سنة، وهذا فضل عظيم لا يقدر قدره إلا الله جلا وعلا.
في رمضان دعاء مستجاب
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


ومن فضائل شهر رمضان: أن فيه دعاءً مستجاباً.
ولذلك روى الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه بسند جيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لكل مسلمٍ دعوة مستجابة يدعو بها في رمضان}.
وقد ورد في أحاديث عديدة أن هذه الدعوة عند الإفطار، فليحرص العبد عند إفطاره على أن يستجمع جوامع الدعاء ويدعو بها، وسأتحدث -إن شاء الله- عن جوامع الدعاء في الوقفات القادمة بإذنه تعالى.
قدوم المسافر قبل الغروب

http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

السؤال: إذا قدم المسافر قبل الغروب فهل يبقى على فطره؟
الجواب: هذا اليوم ليس محسوباً له ولا بد أن يقضيه، لكن لا يفطر علناً؛ لأن الناس قد يجهلون سبب فطره، وبعض العلماء يأمره بالإمساك لأن سبب الفطر قد زال.
العلم بدخول الشهر قبل الغروب
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

السؤال: من لم يعلم بدخول الشهر إلا قبل الغروب فهل يمسك؟
الجواب: لو لم يعلم بدخول الشهر إلا قبل الغروب فيمسك.



ابوالوليد المسلم 04-03-2023 09:21 AM

رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله
 
وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة

http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

(6)

من أحكام الصيام

الوقفة السادسة: وقفة سريعة على بعض أحكام الصيام.

ولا شك أن الكلام عن أحكام الصيام يطول بل فيه مصنفاتٌ خاصة، ولذلك سأتحدث باختصارٍ وبسرعةٍ -أيضاً- عن بعض هذه الأحكام.
كيف يثبت دخول رمضان

أولاً: لا يثبت رمضان إلا بإكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً، أو برؤية هلال رمضان، كما قال عليه الصلاة والسلام: {إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له} وفي لفظ: {فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً} ولا يتم بغير ذلك، ولهذا لا يعتمد -مثلاً- على الرؤى.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

وقد ذكر العراقي في طرح التثريب، أن القاضي حسين وهو من فقهاء الشافعية، جاءه رجل فقال له: يا إمام أنا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام، فقال لي: إن الليلة من رمضان. -انظروا تلبيس الشيطان، وانظروا كيف يكون الفقه- فقال له القاضي حسين: الذي تزعم أنك رأيته في المنام، رآه أصحابه في اليقظة وقال لهم: {صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته} إي: فلا عبرة بهذا الذي رأيته في المنام، ولم يأتك رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن لبس عليك.
كذلك لا يجوز للإنسان أن يصوم احتياطاً لرمضان، فمن صام آخر يومٍ من شعبان احتياطاً لرمضان فهذا لا يجوز على الراجح، أما من صامه لأنه وافق يوماً كان يصومه، فلا حرج في ذلك، كما إذا صامه لأنه يوم الإثنين -مثلاً- أو أنه يصوم يوماً ويفطر يوماً فوافق يوم صومه، فلا حرج في هذا.
النية

لا بد من النية في صوم الفرض، ولذلك روى أصحاب السنن، وابن خزيمة بسند صحيح، عن حفصة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل}.
فلا بد أن يبيت الإنسان الصوم من الليل، أي ينوي صوم الفرض من الليل، أما النفل فيجوز بنيةٍ من الليل أو النهار، فلو استيقظت بعد طلوع الشمس -مثلاً- ثم نويت صيام اليوم، فلا بأس بذلك إذا كان نفلاً، لكن الفرض لا بد له من نية من الليل.
وهاهنا أنبه إلى أمور: بعض الناس يوسوسون في النية، والوسواس في النية من أردأ وأحط أنواع الوساوس، فأنت مسلم عرفت أنه دخل رمضان، واستقر عندك نية أنك سوف تصوم جميع رمضان، وهذا يكفي.
التنبيه الآخر: إن قولنا من الليل، يمتد حتى طلوع الفجر، فلو فرض أن الإنسان نام ليلةً من الليالي ولم يعلم أن الليلة من رمضان، ثم استيقظ قبل الفجر بدقائق، وعلم أن الليلة من رمضان فشرب جرعة من ماءٍ ثم صام فإن هذا يكفي، وليس معنى تبييت النية أن ينام وفي نيته أن يصوم كما يتوهمه بعض الجهال.
السحور
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

السحور أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث المتفق عليه عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {تسحروا فإن في السحور بركة} وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر} أي: أن اليهود والنصارى كانوا لا يتسحرون، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بأن يتسحروا لمخالفة أهل الكتاب في ذلك.
فينبغي للإنسان أن يتسحر، ولو على شربةٍ من ماء إذا لم يجد غيرها أو لم يتمكن من غيرها.
الفطور

يستحب للإنسان أن يؤخر السحور ويعجل الفطر، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح، الذي جاء من طرق عن العباس وغيره: {لا تزال أمتي بخيرٍ ما عجلوا الفطر وأخروا السحور} ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {إن الله تعالى يقول: أحب عبادي إلى أعجلهم فطراً} وفي صحيح مسلم [[أن عائشة سئلت عن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أحدهما يؤخر الفطور ويؤخر الصلاة، والآخر يعجل الفطور ويعجل الصلاة، أيهما أفضل؟
فقالت: الذي يعجل الفطور ويعجل الصلاة أفضل]].
فيستحب للعبد أن يعجل الإفطار بمجرد ما يتيقن غروب الشمس، ويفطر على رطب، فإن لم يجد أفطر على تمر، فإن لم يجد حسا حسواتٍ من ماء، كما ذكره أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: {أنه كان يفطر على رطبات، فإن لم يجد فعلى تمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء} والحديث رواه أبو داود، وأحمد، وابن خزيمة، والترمذي، وسنده صحيح.
ويستحب عند الإفطار أن يقول الصائم: الحمد لله، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى. وهذا هو أصح ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الإفطار، فقد رواه أبو داود والدارقطني، وقال الدارقطني: إسناده حسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: {الحمد لله، ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى} ولا يثبت في أدعية الإفطار إلا هذا، لكن للإنسان أن يدعو بما أحب من خير الدنيا والآخرة.
المفطرات
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


والمفطرات هي:
أولاً: الأكل والشرب والجماع.

فإذا تعمد الصائم شيئاً من هذه الأشياء فإنه يفطر بإجماع أهل العلم، وهي مذكورة في القرآن الكريم، ولذلك قال الله عز وجل: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifعَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:187] -أي: النساء بالجماع- http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:187] فأجمع أهل العلم على أن الأكل والشرب والجماع، هي من المفطرات إذا تعمد الإنسان شيئاً منها، من غير إكراهٍ ولا نسيان.
ثانياً: من المفطرات -أيضاً-: القيء عمداً.
إفإذا استقاء الإنسان وتعمد أن يستفرغ ما في بطنه فإنه يفطر بذلك، وهذا لقوله صلى الله عليه وسلم: {من استقاء عامداً فليقض، ومن ذرعه القيء فلا قضاء عليه} والحديث رواه أبو داود والترمذي، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتاب حقيقة الصيام: إنه حديث صحيح.
ومعنى الحديث: أن من تقيأ من غير إرادةٍ فخرج منه القيء من غير قصد فهذا لا قضاء عليه، لكن لو تعمد كأن أدخل أصبعه أو شم شيئاً عن عمدٍ ليتقيأ فإن عليه القضاء، كما أفتى بذلك الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ثالثاً: ومن المفطرات بالإجماع -أيضاً-: الحيض والنفاس، فإن المرأة إذا حاضت أو نفست فإنه لا يصح منها الصوم، ولذلك جاء في حديث عائشة: {كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة} فدل على أن الحائض لا تصوم ولا يصح منها ذلك.
هذه هي المفطرات المشهورة، ويدخل فيها ما كان في معناها، فمثلاً: يدخل في الأكل الإبر المغذية التي يستغني بها الإنسان عن الأكل والشرب، ويدخل في الجماع -من حيث أنه مفطر- الاستمناء عمداً بأي وسيلةٍ كانت فإنه يفطر ولا شك في هذا، ولا ينبغي أن يكون في هذا خلاف.
ومن أفطر، فإن كان إفطاره بالجماع في نهار رمضان؛ فإن عليه أربعة أمور:
الأول: أن يمسك بقية اليوم؛ لأن هذا الفطر غير مشروع، فيمسك بقية اليوم فلا يأكل ولا يشرب شيئاً.
الثاني: التوبة لأن هذا إثمٌ عظيم، فهذا العمل كبيرة من الكبائر يجب التوبة منه.
الثالث: أن يقضي يوماً مكان اليوم الذي أفسده.
الرابع: الكفارة، وهي عتق رقبة فإن لم يجد صام شهرين متتابعين، فإن لم يجد أطعم ستين مسكيناً، فإن لم يجد سقطت عنه الكفارة.
أما إن كان فطره بغير الجماع، بأكلٍ أو شربٍ؛ فإن عليه التوبة والاستغفار، وأن يقضي يوماً مكانه على الراجح من أقوال أهل العلم.
الإفطار بالنية


السؤال: إذا حان وقت آذان المغرب وأنا في سيارتي ومن المحتمل أن أصل بعد خمس دقائق، فهل يجوز الإفطار بالنية فقط؟
الجواب: ينوي الإفطار لكن إذا كان لديه شيءٌ يفطر عليه أفطر، وإلا فخمس دقائق لا تضر ما دام أنه سوف يفطر قبل صلاة المغرب.
الأمور تقدر بقدرها
الفتاوى
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

السؤال: كثيراً ما نسمع بعض الدعاة يقولون: خذوا من العلماء وناصحوهم وزوروهم، ومع ذلك نسمع بعضهم يضرب الأمثال على أن العالم لا يقدر أن يعطيك موعداً إلا بعد أشهر، وقال أحدهم بعد سنة فما رأيك؟
الجواب: لعل الأخ يقصدني، والواقع أن ما قاله صحيح لأن الله عز وجل قال في آخر سورة البقرة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:286] والكثير من المشايخ، خاصةً المشايخ الكبار المشهورين، عندهم أعمال أمثال الجبال، وربما الواحد منهم لا يجد وقتاً ليأكل أو يشرب أو يجلس مع أهله وأطفاله، فالواقع أنهم معذورون في ذلك، لكن الأمور تقدر بقدرها.
صوم المسافر
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

السؤال: نريد الذهاب إلى العمرة في رمضان -إن شاء الله تعالى- ونستطيع الصيام، وليس هناك مشقة أو عناء في السفر أو جوع أو عطش، فهل نصوم أو نفطر؟
الجواب: بالنسبة لصوم المسافر وفطره، المسألة فيها كلام، ولكن الأقوى من الأقوال: أنه إن كان الصوم يضر المسافر فإنه يحرم عليه الصيام، وإن كان يشق عليه ولا يضره، فإن الأفضل في حقه أن يفطر ويجوز له الصوم، وإن لم يكن ليس عليه مشقة ولا ضرر، فالأفضل في حقه أن يصوم؛ إدراكاً لفضيلة الشهر وموافقةً للناس وتعجلاً في إبراء الذمة.

http://img02.arabsh.com/uploads/imag...424b6cf600.png

ابوالوليد المسلم 05-03-2023 10:39 AM

رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله
 
وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة


(7)

رخص الصوم
الوقفة السابعة: رخص الصوم.

فإن في الصوم رخصٌ عديدة رخص الله تبارك وتعالى فيها لنا، منها:
الأكل والشرب نسياناً

من أكل أو شرب ناسياً، كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة: {من أكل أو شرب ناسياً فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه} والراجح عند جمهور العلماء، أن من أكل أو شرب ناسياً فصومه صحيح ولا قضاء عليه، خلافاً لـمالك رحمه الله؛ لكن ينبغي أن ينتبه إلى أنه لو فطن وفي فمه شيء فإنه ينبغي أن يلفظه ولا يتمه، فبعض الناس من العوام يتناقلون قصة الرجل الذي كان معه شيء من العنب فأكله وهو صائم ناسياً، فلما بقي له حبة تذكر أنه صائم فقال: إذا لم يفطرَّ هذا الكثير فهذه الحبة الواحدة لن تفطَّر فأكلها.
وهذا المسألة اختلف فيها أهل العلم، فبعضهم قال: أفطر بها، وبعضهم قال: لم يفطر لأنه جاهل. والصحيح أنه يفطر بذلك، فإذا تذكر وفي فمه شيء وجب أن يلفظه، وكذلك إذا رآه إنسانٌ يجب عليه أن يعلمه؛ لأن هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا رأيت من يأكل أو يشربُ في نهار رمضان ناسياً، فقل له: أنت صائم أو نحن في رمضان.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

صحة صيام الجنب


ومن الرخص -أيضاً-: أن من أصبح جنباً فإنه يصوم ولا شيء عليه.
فمن أتى أهله أو احتلم في الليل، ثم طلع عليه الفجر قبل أن يغتسل، فالصحيح في ذلك أنه لا شيء عليه، ويصوم ويغتسل بعد ذلك، وينوي الصيام وهو جنب ولا حرج في هذا؛ خلافاً لما أفتى به أبو هريرة أول الأمر، فإن هذا كان ثم نسخ.
السواك بعد الزوال والمضمضة والاستنشاق
من الرخص: السواك بعد الزوال -كما أسلفت- بل هو مستحب في مواضعه، ومن ذلك أيضاً المضمضة، والاستنشاق للصائم، ولكن يستحب ألا يبالغ فيها، لحديث لقيط بن صبرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: {وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً} وفي بعض الروايات: {وبالغ في المضمضة والاستنشاق إلا أن تكون صائماً} فيتمضمض الصائم ويستنشق للوضوء ولغيره، لكن لا يبالغ فيهما خشية أن يصل شيء من الماء إلى حلقه فيفطر بذلك.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

جواز الفطر في السفر
ومن الرخص: أن المسافر له أن يتمتع برخصة الله تعالى له في الفطر، فإن كان الصوم يشق عليه فالفطر أفضل له، حتى ولو كان مسافراً في سيارة مكيفة، أو مسافراً في طائرةٍ -مثلاً- أو غير ذلك، فإنه يجوز له أن يترخص برخص السفر.
النية في صيام رمضان
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


السؤال: ذكرت في مسألة النية أنه يكفي نيةً واحدة للشهر، وقد سمعت أن أحد المشايخ يقول أنه يجب النية لكل يومٍ من رمضان، فما تعليقكم على ذلك؟
الجواب: صحيح أنه لا بد من النية لكل يوم، لكن قصدي أن مجرد كونك علمت أن الشهر دخل فنويت صيام هذا الشهر كله فهذا يكفي، فكل ليلةٍ أنت تنوي أن تصوم غداً، ولا يحتاج أن تجدد النية أو تستحضر شيئاً في قلبك، فالنية موجودة أصلاً، إلا إذا قطعها الإنسان لأي سبب، كأن قطع نية الصيام ونوى ألا يصوم, فنقول: لا بد له إن أمسك ذلك اليوم أن يجدد نية له ولما بعده.
الدخول على الخادمة في المنزل
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

السؤال: ما هو الموقف العادل النافع الذي توجهونه لمن في بيت أبيه خادمة، ما حكم دخوله البيت وهي فيه وبياته في البيت وهي فيه، وهو ليس محصناً متزوجاً؟
الجواب: على الولد أن ينصح والده، ويبين الأضرار المترتبة على وجود هذه المرأة الأجنبية في بيته، وهي امرأةٌ تأتي بدون محرم من مسافاتٍ بعيدة، وربما تكون فتاةً في قلبها من الشهوة مثل ما في قلب غيرها، وخاصةً مع وجود شباب في البيت، ولا شك أن هذا خطرٌ عظيم، وهو كمن يوقد النار ويجعل البنـزين قريباً منها، وعلى الشاب:
أولاً: أن يناصح والديه.
وثانياً: أن يبتعد عن هذه المرأة ويحرص على أن لا يراها ولا يقترب منها، فضلاً عن أن يخلو بها فهذا لا يجوز.
وثالثاً: عليه إذا شعر بالخطر أن يسعى في إنقاذ نفسه ونجاتها، ولو ترتب على الأمر أن يبتعد عن البيت.
http://img02.arabsh.com/uploads/imag...424b6cf600.png



ابوالوليد المسلم 05-03-2023 10:40 AM

رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله
 
وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة

(8)
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif


أخطاء الصائمين
الوقفة الثامنة: أخطاء الصائمين ومثالبهم. ولا شك أن الصائمين من أفضل العباد، لكن مع ذلك لا بد من التنبيه على بعض الأخطاء التي يقع فيها الصائمون:
الإقبال على العبادة في رمضان وتركها فيما سواه
فمن ذلك أن كثيراً من الناس يقبلون على العبادة في رمضان ويدعونها في غيره، ولذلك تمتلئ المساجد في رمضان، بل من المؤسف جداً أن المساجد تمتلئ في وقت المغرب خاصةً، ثم يقلون حتى إن آخر رمضان يصبح مثل غيره من الشهور تقريباً، وهذا أمر خطير ويجب على الأئمة والدعاة والوعاظ أن ينبهوا الناس إليه، ويستغلوا فرصة خروجهم من بيوتهم ومخابئهم إلى المسجد؛ لينبهوهم إلى خطورة مثل هذا العمل وفداحة أمر التهاون بالصلاة، التي قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر} فمن الأخطاء أن بعض الناس لا يعرفون الله إلا في رمضان، ويهجرون العبادات في غير هذا الشهر الكريم.
الصوم عما أحل الله والفطر على ما حرم الله
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

من الأخطاء: أن بعض الناس يصومون عما أحل الله ويفطرون على ما حرم الله، فيصومون عن الأكل والشرب والجماع، لكنهم يرتكبون أشياء محرمةً، مثل الغيبة والنميمة وشهادة الزور والكذب، والسب والشتم... وغيرها من المحرمات، سواء أكانت قوليةً أم فعلية. وهذا لا شك أنه انتكاس في مفهوم الصيام؛ لأن الصوم تربية، وليس من المعقول أن يربيك الله تعالى على ترك بعض المباح، ثم تذهب لترتكب أشياءً محرمةً في الصوم.
ولذلك ذهب بعضهم إلى أنه يفطر بذلك؛ لكن الصحيح أنه لا يفطر بذلك، والحديث الوارد في هذا ضعيف، وهو قصة المرأتين اللتين غلبهما الصيام فجيء بهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهما: {قيئا فقاءتا قيحاً ودماً عبيطاً، فقال عليه الصلاة والسلام: إن هاتين أفطرتا على ما حرم الله وصامتا عما أحل الله} هذا الحديث لا يصح، وقد احتج به ابن حزم وغيره على أن الغيبة والنميمة تفطر وهو حديث ضعيف.
التركيز على الفوائد الدنيوية
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ومن الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس، خاصةً المتحدثين عن الصيام: أنهم يركزون في حديثهم على الفوائد الدنيوية للصوم، فيتكلمون -مثلاً- عن أثر الصوم في حفظ الصحة، ويأتون بالحديث الضعيف: {صوموا تصحوا} أو أثر الصيام في حفظ الجسم وفي الحمية، أو أثر الصيام في تحقيق سعادة دنيوية، وينسون ضرورة تنبيه الناس إلى أثر الصيام في الدار الآخرة، وضرورة أن يعلم الناس أن الصوم عبادة، سواء أكانت تضرك أم تنفعك، فأنت ينبغي أن تصوم حتى لو فرض جدلاً أن الصوم يضرك، فتصوم طاعةً لله جل وعلا.
ولذلك إذا كان الإنسان يخوض المعركة وقد تذهب روحه في سبيل الله تعالى ولا يفطر؛ لأن هذه طاعة وعبادة وقربة، فليس المقصود أن الإنسان يصوم حتى يصح جسمه، أو يسلم من الأمراض والآفات والعاهات، أو يحصل على سعادة عاجلة، وإن كانت هذه الأمور كلها تأتي تبعاً، لكنه يصوم طاعة لله عز وجل.
سوء الخلق
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ومن مثالب الصوام: سوء الخلق.
فإن كثيراً من الصائمين يصبح عنده سوء في خلقه بسبب امتناعه عن الأكل والشرب، فيغلظ على أهله ويقسو عليهم، وكذلك إن كان موظفاً يغلظ ويقسو على من يليه، ويعاملهم بأسلوبٍ فظٍ غليظ، ويستخدم ألفاظاً نابية لا تليق.
والرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا، كما في الحديث المتفق عليه: {الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم} فأرشدك إذا كنت صائماً إذا سبك أحدٌ أو شتمك ألا ترد عليه، بل تقول له: إني صائم.
فما بال بعض الناس إذا صاموا عكسوا القضية، فربما يكون الواحد منهم في غير الصوم هادئاً وديعاً خلوقاً، لكن إذا صام اشتدت أعصابه وتوترت، وأصبح يرمي بالعبارات النابية الغليظة هنا وهناك، لأهله وأولاده وجيرانه وزملائه إلى غير ذلك.
اتخاذ رمضان فرصة للكسل
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ومن مثالب الصوام: أن بعضهم يتخذ رمضان فرصةً للكسل والخمول ويحتج بأنه صائم.
ونحن نجد أن المسلمين الأُول كانوا عكس ذلك، فكثير من المعارك الإسلامية الشهيرة كانت في رمضان، ولم يكن الصيام فرصةً للنوم، وبعضهم يحتجون في ذلك بأحاديث ضعيفة مثل: {نوم الصائم عبادة} ولو فرض أنه صحيح فإنه لا يدل على ما ذهبوا إليه، فالحقيقة أن الصائم ينبغي أن يعود نفسه على النشاط والإقدام والقيام بالأعمال الصالحة.
المبالغة في تناول الأطعمة
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

وأخيراً: من مثالب الصائمين: المبالغة في تناول الأطعمة.
فإننا نجد أن كثيراً من الناس يستعدون لاستقبال رمضان بألوان المطعومات والمشروبات، ويعدون لسحورهم وفطورهم وعشائهم، من أطايب الطعام ما لا يعرفه الناس في غير رمضان، وهذا لا شك أنه يتنافى مع الحكمة الأساسية من مشروعية الصيام، ولذلك تعجبني كلمة ذكرها أحد المصنفين وهو يوبخ الناس، فيقول لهم: "إنكم تأكلون الأرطال، وتشربون الأسطال، وتنامون بالليل ولو طال، وتزعمون أنكم أبطال".
وهذا في الواقع حكاية الحال التي يعيشها كثير من الجهال فالإنسان عليه أن يكون مقتصداً في أكله وشربه في رمضان.
رؤية الرسول في المنام

http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

السؤال: ذكرت في بداية هذه الدروس من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام فقد رآه حقاً، ثم ذكرت قصة الرجل الذي رأى الرسول وكذبه القاضي، فما الجمع بينهما؟
الجواب: الجمع أن هذا خيل إليه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فالواقع أن الشخص الذي رآه ليس هو النبي صلى الله عليه وسلم.
الكتب التي تقرأ في رمضان


السؤال: ما هي الكتب التي تنصح بقراءتها على جماعة المسجد بعد صلاة العصر، وقبل صلاة العشاء في رمضان؟

الجواب: في الواقع هناك كتب عديدة منها: كتاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين مجالس شهر رمضان، وهو كتابٌ مفيد في النواحي الفقهية، ومنها كتاب لـابن رجب الحنبلي، وعنوانه: لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف فيه حوالي ثلاثة فصول، أو أربعة عن رمضان، وهو مفيدٌ وإن كان فيه أشياء ينبغي حذفها، ومنها كتب للشيخ عبد العزيز السلمان مفيدة، ومنها كتاب للشيخ عائض القرني عنوانه: ثلاثون درساً للصائمين وهناك كتاب يسعى الإخوة القائمون على الإفتاء في هذا البلد إلى طباعته -إن شاء الله- وهو كتاب جيد، إذا خرج سوف يسد فراغاً، لكن -إن شاء الله- لعله لا يتأخر عن العام القادم، أما هذه السنة فلا أظن أنه يمكن الاستفادة منه.
http://img02.arabsh.com/uploads/imag...424b6cf600.png

ابوالوليد المسلم 05-03-2023 10:41 AM

رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله
 
وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة(9)

وقفة مع بعض الأحاديث الضعيفة
الوقفة التاسعة: وقفة مع بعض الأحاديث الضعيفة التي يتداولها الناس في رمضان.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

نوم الصائم عبادة
فمن هذه الأحاديث حديث: {نوم الصائم عبادة} وقد رواه ابن مندة عن ابن عمر، ورواه البيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى، وهو حديث ضعيف ضعفه الحافظ العراقي في تخريج إحياء علوم الدين، فهو حديث لا يصح.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

من أفطر يوماً من رمضان بغير عذر
ومن الأحاديث الضعيفة -أيضاً- حديث: {من أفطر يوماً من رمضان بغير عذرٍ لم يجزه صيام الدهر كله ولو صامه} وهذا حديث مشهور على الألسنة، رواه البخاري تعليقاً، ورواه الأربعة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، من طريق أبي المطوس عن أبيه عن أبي هريرة، وهو حديثٌ ضعيف فيه ثلاث علل: الأولى: أبو المطوس مجهول، الثانية: احتمال الانقطاع بينه وبين أبي هريرة، الثالثة: فيه اضطراب. فالحديث ضعيف.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

صوموا تصحوا
ومن الأحاديث الضعيفة حديث {صوموا تصحوا} فإن هذا الحديث -أيضاً- لا يصح، رواه ابن عدي والطبراني في معجمه الأوسط، وهو حديثٌ ضعيف، بل لعله ضعيف جداً.

حديث سلمان في استقبال رمضان

ومن أكثر الأحاديث شهرة، وهي أحاديثٌ لا تصح: حديث سلمان الفارسي المشهور، الذي يقرأ به الناس في الدروس والكتب، وهو حديثٌ طويلٌ في استقبال شهر رمضان، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: {أتاكم شهر رمضان.. إلى قوله: قد أظلكم شهر عظيمٌ مبارك، جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً، من أتى فيه بخصلةٍ من الخير كان كمن أدى فريضةً فيما سواه، ومن أدى فريضةً فيه كان كمن أدى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهرٌ أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار . إلى آخره} فهذا الحديث -أيضاً- لا يصح، بل هو ضعيف في سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، بل قال أبو حاتم: هذا حديث منكر.

وكذلك نقل غيره تضعيفه عن أئمة آخرين.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

الفتاوى
التبرع بالدم وأخذ الحقن في أثناء الصيام

http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

السؤال: هل التبرع بالدم وأخذ الحقن تفطر أم لا؟

الجواب: سبق أن ذكرت الحقن.

أما موضوع الدم، فإنه السائل يقصد إخراج الدم، فنقول: مسألة الحجامة فيها خلاف، فمنهم من يقول إنها تفطر، لحديث: {أفطر الحاجم والمحجوم} ومنهم من يقول: إنها لا تفطر لحديث {أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم} والذي يترجح عندي أن الحجامة لا تفطر، وأن القول بتفطيرها منسوخ.
ختم القرآن



السؤال: الناس يهتمون بالختمة، فنرجو أن تقول ما يفيد عفا الله عنا وعنكم جميعاً؟
الجواب: إن اعتقاد بعض الناس أن الختمة سنة لدرجة أن بعض الناس في المسجد يدعون في الليلة الواحدة مرتين، فيختم في الركعة الأخيرة من التراويح ويدعو، ثم يقوم ويشفع ويوتر ثم يدعو في الوتر، فلا شك أن هذا مخالف للسنة، ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن السلف.
أما كون بعض الناس يدعو عند انتهائه من قراءة القرآن، ويطيل في الدعاء في الوتر كما يقع الآن في الحرم، سواءً قبل الركوع أو بعده، فهذا لا حرج فيه -إن شاء الله- لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: كما في الترمذي: {اقرءوا القرآن وادعوا الله به} وقد ورد عن أنس [[أنه كان يجمع أهله ويختم بهم]] ولكن لم يكن هذا في الصلاة، بل يجمعهم في المنـزل.
فنقول: الختمة فيها تفصيل؛ فإذا كان الإمام يختم في الوتر أي: يطيل الدعاء، فلا داعي -مثلاً- لأن يقرأ هذه الختمات الموجودة، التي تتحول إلى نصيحة وموعظة، والتي لا تجوز، بل قد تبطل الصلاة أحياناً، مثل بعض العبارات التي يكون فيها خطاب للمصلين، ويطول فيها بذكر الآخرة والجنة والنار والقبر ومنكر ونكير، فالختمة ليست موعظة، وإنما هي دعاء، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو بجوامع الدعاء.
http://img02.arabsh.com/uploads/imag...424b6cf600.png

ابوالوليد المسلم 05-03-2023 10:41 AM

رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله
 
وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(10)

http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif



فضل قراءة القرآن
الوقفة العاشرة هي مع قول الله عز وجل: http://audio.islamweb.net/audio/sqoos.gifشَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ http://audio.islamweb.net/audio/eqoos.gif[البقرة:185].

فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من قرأ القرآن فله بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، أما إني لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف} رواه الترمذي وهو حديث صحيح.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه}رواه مسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران}.

وقد أمر الله عز وجل بتلاوة كتابه، وبين أن هذا دأب الصالحين السابقين، فقال سبحانه: http://audio.islamweb.net/audio/sqoos.gifإِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ http://audio.islamweb.net/audio/eqoos.gif[فاطر:29-30].
أسباب اعتناء الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان بالقرآن
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif



قراءة القرآن الكريم هي التجارة الرابحة التي لا تبور، وهذا في جميع الدهور وعلى مدى الأيام والشهور؛ لكنه في رمضان خاصة له وضع آخر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتني بالقرآن في رمضان أكثر مما يعتني به في بقية شهور العام، وذلك لأسباب:أولها: أن ابتداء نـزول القرآن كان في رمضان، أي أن الليلة التي نـزل فيها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[العلق:1-4] كانت في رمضان، في الشهر الذي هو في الحقيقة شهر رمضان، وقد جاءت قصة نـزول جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها: {أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما بدئ به من الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء الليالي ذوات العدد يتحنث -وهو التعبد- قبل أن ينـزع إلى أهله، ثم ينـزع إلى أهله ويتزود لمثلها، حتى جاءه الملك فقال له: اقرأ.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

فقال: ما أنا بقارئ، قال عليه الصلاة والسلام: فأخذني فغتني أو فغطني -يعني ضغطه- حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ، -أي: أنا لا أحسن القراءة، لأنه كان أمياً عليه الصلاة والسلام- ثم فعل به ذلك ثلاثاً، ثم أرسله فقال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[العلق:1].
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة ترجف بوادره، يقول: زملوني زملوني، فزملوه وغطوه حتى سكن ما به، ثم أخبرها الخبر وقال: لقد خشيت على نفسي. فقالت له: {أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق}. ثم انطلقت به إلى ورقة بن نوفل وكان امرءاً تنصر في الجاهلية، فهو يقرأ من الإنجيل بالعبرانية، ويكتب ما شاء الله أن يكتب، فأخبره الخبر، فقال: هذا الناموس الذي كان يأتي موسى، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

قال: أو مخرجي هم؟
قال: نعم، لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزرا. ثم لم يلبث ورقة أن مات، وفتر الوحي فترة } فهذه الحادثة كانت في رمضان على ما ذكره ابن إسحاق، وأبو سليمان الدمشقي، كما نقله ابن الجوزي في كتابه: زاد المسير في علم التفسير.

إذاً: فأول آيات أنـزلت من القرآن الكريم كانت في رمضان، وعلى هذا حمل بعض أهل العلم قوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifشَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:185] أي: ابتدأ إنـزاله، ويحتمل -أيضاً- أن يكون هذا هو معنى قوله عز وجل: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifإِنَّا أَنـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[القدر:1] وفي الآية الأخرى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifإِنَّا أَنـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الدخان:3] فهي ليلة القدر وهي من رمضان.
السبب الثاني: في أن عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن في رمضان تتضاعف: أن رمضان هو الذي أنـزل فيه القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، كما جاء ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه وأطبق عليه السلف، أن الله تبارك وتعالى أنـزل القرآن من اللوح المحفوظ، إلى بيت العزة في السماء الدنيا في رمضان، وفي ليلة القدر، ثم كان ينـزل على الرسول صلى الله عليه وسلم منجماً بحسب الوقائع والأحوال والملابسات، كما هو معروف في أسباب النـزول، ولذلك جاء عن جابر رضي الله عنه أنه قال: [[إن صحف إبراهيم أنـزلت في أول يوم من رمضان، وإن التوراة أنـزلت على موسى بعد مضي ستة أيام من رمضان، وإن الزبور أنـزل على داود بعد مضي اثني عشر يوماً من رمضان، وإن الإنجيل أنـزل على عيسى بعد مضي ثمانية عشر يوماً من رمضان، وإن القرآن أو الفرقان أنـزل على محمد صلى الله عليه وسلم بعد مضي أربعة وعشرين يوماً من رمضان]] وقد نقل هذا المعنى عن جماهة من الصحابة، كـواثلة بن الأسقع، وعائشة رضي الله عنهما وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً وموقوفاً، ونقل أيضاً أن الحسن بن علي رضي الله عنه، لما قتل أبوه رضي الله عنه قال: [[لقد قتلتم رجلاً في ليلة أنـزل فيها القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم، ورفع فيها عيسى إلى السماء، وقتل فيها يوشع بن نون، وتيب فيها على بني إسرائيل]] والآثار في ذلك عن السلف كثيرة جداً، خلاصتها أن القرآن الكريم أنـزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر في رمضان.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

السبب الثالث: -لتضاعف اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن في رمضان-: أن جبريل كان يأتيه في رمضان فيدارسه القرآن كل ليلة، كما في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان يلقاه في كل ليلة، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة، وفي العام الذي توفي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل بالقرآن مرتين} فقد خصص جبريل عليه السلام شهر رمضان من الحول؛ لينـزل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ليلة فيتدارس معه ما أنـزل من القرآن، أي من الحول إلى الحول، فكان رمضان فرصةً لمراجعة ما سبق نـزوله من رمضان الماضي إلى رمضان الحاضر مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن فيقرأ النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل يستمع إليه، ويتم من خلال هذه العرضة إثبات ما أمر الله بإثباته، ونسخ ما أمر الله بنسخه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَاب http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الرعد:39].


كما أنه قد يكون من ضمن ذلك شرح معاني القرآن ومدارستها بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين جبريل، ومن هذا أخذ أهل العلم مشروعية ختم القرآن في رمضان، لأن جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم كانا ينهيان ما سبق نـزوله من القرآن الكريم، وفي آخر سنة تم ختم القرآن مرتين من خلال المعارضة والمدارسة بين جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم، فهذا دليل على أنه يستحب للمسلم أن يقرأ القرآن الكريم في رمضان مرةً أو أكثر، بل إن السنة للإنسان أن يختم القرآن في كل شهر مرة، بل إن استطاع في كل أسبوع مرة، بل لو استطاع أن يختم القرآن في كل ثلاث ليال لكان مستحباً له ذلك، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولذلك كان السلف رضي الله عنهم يخصصون جزءاً كبيراً من رمضان لقراءة القرآن، حتى قال الزهري رحمه الله: إذا دخل رمضان فإنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام، وكان الإمام مالك رحمه الله إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث، وأقبل على قراءة القرآن الكريم من المصحف.
http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

ونقل عن جماعة من السلف كـالنخعي، والأسود وغيرهم، أنهم كانوا يختمون القرآن في كل ثلاث ليال مرة، فإذا دخل رمضان ختموه في كل ليلتين مرة، فإذا كان في العشر الأواخر ختموه في كل ليلة.

النوم في نهار رمضان
السؤال: إن من الشائع لدى بعض الشباب المتوسم فيه الخير، السهر طول الليل مع اللعب والمرح، ويزعمون أن نوم بعض الليل صعب وثقيل، أرجو بيان وجه الحق في هذه القضية؟
الجواب:
لا شك أن ما يقع فيه اليوم كثير من الناس ويتحول ليلهم في رمضان إلى نهار، ويتحول نهارهم إلى ليل، حتى إن منهم من ينام النهار كله وربما نام عن الصلوات، لا شك أن هذا فيه من فوات المصالح الشيء الكثير، أما من يفوت الصلاة فهذا أمره آخر، لكن حتى الذي يصلي مع الجماعة ثم ينام، فهذا ما تحقق في حقه المقصود من الصيام، من استشعار الجوع والعطش، بل الأولى إذا كانت ظروف الإنسان مواتية أن ينام من الليل ولو بعضه، وينام من النهار ولو بعضه، ويحرص على أن يكون معتدلاً في ذلك.
صيام يوم قبل رمضان
الجواب: لا يجوز وصل شعبان برمضان على سبيل الاحتياط والتقديم بين يدي الشهر، أما إذا كان كما جاء في الحديث الصحيح: {إلا رجل كان يصوم صومه فليصمه} وفي لفظ: {إلا أن يوافق يوماً كان يصومه أحدكم} فلا بأس.

http://forums.imageslove.net/photos/...944635_302.gif

السؤال:
ورد في مجمل حديثكم أنه يجوز صيام اليوم الذي قبل رمضان إذا كان يوافق عادة للمرء، إلا أن من المفهوم أنه لا يجوز وصل شعبان برمضان؟
الجواب: لا يجوز وصل شعبان برمضان على سبيل الاحتياط والتقديم بين يدي الشهر، أما إذا كان كما جاء في الحديث الصحيح: {إلا رجل كان يصوم صومه فليصمه} وفي لفظ: {إلا أن يوافق يوماً كان يصومه أحدكم} فلا بأس.
http://img02.arabsh.com/uploads/imag...424b6cf600.png


الساعة الآن : 11:20 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 145.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 145.37 كيلو بايت... تم توفير 0.51 كيلو بايت...بمعدل (0.35%)]