مفهوم أهل الأثر في اللغة والاصطلاح
مفهوم أهل الأثر في اللغة والاصطلاح الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي ورد في اللسان: الأثر: " الجمع آثار وأثور، وخرجت في إثره وفي أثره أي بعده، واتثرته وتأثرته: تتبَّعت أثرَه، عن الفارسي، ويقال: آثر كذا وكذا بكذا وكذا؛ أي اتبعه إياه، ومنه قول متمم بن نويرة يصف الغيث: وآثرَ سُيْلَ الوَادِيَيْنِ بِدِيمَةٍ تُرَشِّحُ وَسْمِيًّا منَ النَّبْتِ خِرْوَعَا أي: أتبع مطرًا تقدم بديمة بعده "[1]. ويُطلق الأَثَرُ في اللغة على بقِيَّةِ الشَّيْءِ وعلامتِه، وجمعُه آثارٌ[2]. وورد في القاموس المحيط: "نقل الحديث وروايته، كالإثارة والأثرة، بالضم يأثره ويأثره وإكثار الفحل من ضراب الناقة، وبالضم: أثر الجراح يبقى بعد البرء، وماء الوجه، وأثر على أصحابه كفرح، فعل ذلك"[3]. ثانيًا: مفهوم الأثر في الاصطلاح: الأثر في الاصطلاح: مرادف للخبر، فيُطلق على المرفوع والموقوف، وفقهاء خراسان يُسمُّون الموقوفَ بالأثر، والمرفوعَ بالخبر[4]، والأثر: أي: السنة المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم[5]، ولقب "أهل الأثر" مرادف للقب "أهل الحديث". قال السفاريني (ت: 1188هـ) - رحمه الله - في وصف أهل الأثر بأنهم: "الذين إنما يأخذون عقيدتَهم من المأثور عن الله - جل شأنه - في كتابه، أو في سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، أو ما ثبت وصحَّ عن السلف الصالح من الصحابة الكرام، والتابعين لهم الفخام[6]. قال العلامة الفقيه شيخنا ابن عثيمين (ت: 1421هـ) - رحمه الله -في تعريفهم: هم الذين اتبعوا الآثار، اتبعوا الكتاب السنة وأقوال الصحابة - رضي الله عنهم - وهذا لا يتأتى في أي فرقة من الفرق إلا على السلفيين الذين التزموا طريق السلف[7]. [1] لسان العرب، لابن منظور: (4/5 - 6). [2] يُنظر: المحكم والمحيط الأعظم، (10/ 173). [3] القاموس المحيط، للفيروز آبادي: (ص: 341). [4] توجيه النظر إلى أصول الأثر، لطاهر الجزائري (1/ 40)، ويُنظر: تدريب الراوي، (1/ 184). [5] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، هبة الله بن الحسن بن منصور: (1/ 20). شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة المؤلف: أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي (المتوفى: 418هـ) تحقيق: أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي الناشر: دار طيبة - السعودية الطبعة: الثامنة، 1423هـ / 2003م - عدد الأجزاء: 9 أجزاء (4 مجلدات( . [6] لوامع الأنوار البهية: (1/ 64). [7] الشرح الصوتي للعقيدة السفارينية، الشريط الأول. |
الساعة الآن : 08:29 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour