ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى حراس الفضيلة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=103)
-   -   الإيثار من صفات المفلحين (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=311904)

ابوالوليد المسلم 18-02-2025 09:26 AM

الإيثار من صفات المفلحين
 
الإيثار من صفات المفلحين

د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

قال تعالى: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].

تفسير الآية:
قوله: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ يعني: حاجة، أي: يقدمون المحاويج على حاجة أنفسهم، ويبدؤون بالناس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك، ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أي: من سلم من الشح فقد أفلح، وأنجح[1].

في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي مَجْهُودٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ: لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ، فَقَالَ: «مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللهُ؟»، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا، إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، قَالَ: فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ، فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئِ السِّرَاجَ، وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ، فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ، فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ، قَالَ: فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «قَدْ عَجِبَ اللهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ»[2].

معاني المفردات:
إِنِّي مَجْهُودٌ:أي أصابني التعب، والجوع.
مَنْيُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللهُ: أي أسأل الله له الرحمة.
إِلَى رَحْلِهِ: أي منزله.
قُوتُ صِبْيَانِي: أي طعام أطفالي.
فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ: أي اشغليهم عن طلب الطعام حتى يناموا.
فَأَطْفِئِ السِّرَاجَ: أي المصباح؛ ليقع الظلام فلا يطلع على امتناعنا من أكل الطعام.
فَقَعَدُوا: أي جميعا.
الضَّيْفُ: المراد به من أتى زائرا من بلدة أخرى، أما الزائر المقيم فيسمى زائرا وليس ضيفا.
عَجِبَاللهُ: أي عجبا حقيقيا يليق به عز وجل، لا يشبه عَجَب المخلوقين.

ما يستفاد من الآية، والحديث:
1- استحباب الإيثار على النفس ولو كان محتاجا، وكذلك على العيال إذا لم يضرهم.

2- وجوب إكرام الضيف.

[1] انظر:تفسير ابن كثير (8 /70-71).

[2] متفق عليه:رواه البخاري (3798)، ومسلم (2054)، واللفظ له.







الساعة الآن : 04:29 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.11 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.30%)]