ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الإيمان من أجلّ النعم وأعظمها (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=313617)

ابوالوليد المسلم 23-04-2025 04:04 PM

الإيمان من أجلّ النعم وأعظمها
 
الإيمان من أجلّ النعم وأعظمها


إنَّ أجلّ النعم وأعظمها نعمةُ الإيمان؛ فهو من أجلّ المقاصد وأنبلها، وأعظم الأهداف وأرفعها، وبه ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة، ويظفر بنيل الجنَّة ورضى الله -عزَّوجلَّ-، وينجو من النار وسخط الجبار -سبحانه-، وثمار الإيمان وفوائده لا حصر لها ولا حدّ، ولا نهاية لها ولا عدّ، وهو منة الله على من يشاء من عباده قال الله -تعالى-: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين} (الحجرات:17)، ويقول الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} (النور:21) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
والإيمان هو الغاية التي خُلقنا لأجلها وأُوجدنا لتحقيقها، وفي ضوء تحقيق ذلك أو عدمه تكون السعادة في الدنيا والآخرة أو عدمها؛ فأهل الإيمان هم أهل السعادة، والناكلون عن الإيمان هم أهل الشقاء قال الله -تعالى-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل:97)، والخيرات كلها في الدنيا والآخرة ثمرة من ثمار الإيمان ونتيجة من نتائجه. والإيمان شجرة مباركة؛ لها أصل ثابت وفرع قائم وثمار متنوعات يقول الله -تعالى-: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} (إبراهيم:24-25). وشجرة الإيمان أصلها ثابت في قلب المؤمن بالعقائد الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وقد جمعها الله في قوله: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} (البقرة:177)، فهذه أصول الإيمان وقواعده العظام؛ وقد جمعها النبي -عليه الصلاة والسلام- في حديث جبريل عندما سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإيمان قال: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ».
شعب الإيمان
ثم إن الإيمان له شعب كثيرة، وأعمال وفيرة، وطاعات متنوعة، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ»، وقد دل هذا الحديث العظيم على أن من الإيمان ما يقوم بالقلب، ومنه ما يقوم باللسان، ومنه ما يقوم بالجوارح؛ فكلُّ واحد من هذه الثلاث لابد أن ينال نصيبه من الإيمان.
إيمان القلب والجوارح واللسان
  • فالقلب يؤمن: اعتقاداً، وبالأعمال الصالحة التي تكون في قلب المؤمن من حياء وخشية وإنابة وتوكل وحسن اعتماد والتجاء إلى الله، إلى غير ذلكم من أعمال القلوب.
  • واللسان يؤمن: بذكر الله وتلاوة القرآن وحمده -جل وعلا- والثناء عليه والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل ذلكم من أعمال الإيمان التي تكون في اللسان.
  • والجوارح تؤمن: بفعل الطاعات والقيام بالأوامر والتقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- بأنواع الأعمال الزاكيات.
وكما أنَّ الإيمان فعل للطاعة وامتثال للأمر، فإنه في الوقت نفسه تجنب للحرام وبعد عن الآثام، فكما أنَّ الصلاة إيمان، والصيام إيمان، والزكاة إيمان، والحج إيمان، فإنَّ تجنب المحرمات والبعد عنها طاعة لله إيمان، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ»، وهذا الحديث من الدلائل الواضحات على أن المعاصي والآثام تُنقص الإيمان وتُضعف الدين، فالإيمان يزيد بطاعة الله -جل وعلا- وحسن التقرب إليه، وينقص بفعل


اعداد: المحرر الشرعي







الساعة الآن : 03:05 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.79 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.19%)]