من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، الطيب، السيد)
من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى (الرفيق، الطيب، السيد) فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: فمن أسماء الله الحسنى: الرفيق، الطيب، السيد، وللسلف رحمهم الله أقوال في معاني هذه الأسماء، وبعض الفوائد المتعلقة بها، جمعت بعضًا منها، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع. الرفيق: قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وهو الرفيق يحب أهل الرفق بل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif يُعطيهم بالرفق فوق أمان https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قال العلامة السعدي رحمه الله: الله تعالى رفيق في أفعاله، خلق المخلوقات كلها بالتدرج شيئًا فشيئًا حسب حكمته ورفقه، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة، وفي لحظة واحدة، ومَنْ تدبَّر المخلوقات وتدبَّر الشرائع كيف يأتي بها شيئًا بعد شيء، شاهد من ذلك العجب العجاب. فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة ووقار، اتباعًا لسنن الله في الكون، واتباعًا لنبيِّه صلى الله عليه وسلم، فمن هذا هَدْيُه وطريقه تتيسَّر له الأمور، وبالأخص الذي يحتاج إلى أمر الناس ونهيهم وإرشادهم، فإنه مضطر للرفق واللين، وكذلك من آذاه الخلق بالأقوال البشعة وصان لسانه عن مشاتمتهم، ودافع عن نفسه برفق ولين، اندفع عنه من أذاهم ما لا يندفع بمقابلتهم بمثل مقالهم وفعالهم، ومع ذلك فقد كسب الراحة والطمأنينة والرزانة والحلم. قال العلامة العثيمين رحمه الله: الرفيق اسم من أسماء الله... وهو جل وعلا رفيق بعباده، ويُحِبُّ أهل الرفق، بل يُحِبُّ الرفق في الأمر كله، ويعطي الإنسان بالرفق فوق أمان؛ أي: فوق ما يتمناه، يعني: يعطيه فوق أمانيه. قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: من أسمائه تعالى الرفيق؛ ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله رفيق يحب الرفق))، والرفق خصلة حميدة ضد الشدة والعنف. ومن الرفق بالعباد: أن الله لا... يُحمِّلهم ما لا يطيقون لعلمه سبحانه أنهم لا يُطيقون؛ فلذلك لا يكلف نفسًا إلا وسعها. وهذا من رفقه سبحانه أنه جعل هذا الدين سمحًا يتماشى مع قدرة الإنسان ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16] ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، ومن رفقه أنه يشرع الشرائع الشاقَّة بالتدرُّج حتى يتمرَّنوا عليها. قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر: الرفيق...من الأسماء الحسنى الثابتة في السنة...عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)). ففي الحديث التصريح بتسمية الله بالرفيق، ووصفه بالرفق، وأن له من هذا الوصف أعلاه وأكمله وما يليق بجلاله وكماله سبحانه. والرفق: اللين والسهولة والتأني في الأمور، والتمَهُّل فيها، وضده العنف والتشديد، فهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأنِّي في الأمور والتدرُّج فيها، والله سبحانه رفيق في قدره وقضائه وأفعاله، رفيق في أوامره وأحكامه ودينه وشرعه. الطَّيِّب: قال العلامة ابن القيم رحمه الله: هو طيِّب، كلامه طيب، وأفعاله طيبة، وصفاته أطيب شيء، وأسماؤه أطيب الأسماء، واسمه الطَّيِّب، ولا يصدر عنه إلا طيب، ولا يصعد إليه إلا طيب، ولا يقرب منه إلا طيب، فكله طيب، ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ﴾ [فاطر: 10]، وفعله طيب، والعمل الطيب يعرج إليه. فالطيبات كلها له، ومضافة إليه، وصادرة عنه، ومنتهية إليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا))، ولا يجاوره من عباده إلا الطيبون، كما يُقال لأهل الجنة: ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73]. وقد حكم سبحانه بشرعه وقدره أن الطيبات للطيبين. قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر: الطيِّب ورد هذا الاسم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا...)). والمعنى: أنه تعالى مُقدَّس ومُنزَّه عن النقائص والعيوب كلها؛ لأن أصل الطيب الطهارة والسلامة من الخبث، والله جل وعلا لم يزل ولا يزال كاملًا بذاته وصفاته، وأفعاله وأقواله صادرة عن كماله. السيد: قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وهو الإله السيد الصمد الذي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif صمدت إليه الخلق بالإذعان https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قال العلامة العثيمين رحمه الله: من أسماء الله: السيد.... أي: ذو السيادة المطلقة من كل الوجوه. قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: من أسمائه السيد، والسيد هو الملك، فهو مالك الملك سبحانه وتعالى، فالسيادة المطلقة له سبحانه وتعالى. قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر: هو سبحانه السيد الذي له التصرف والتدبير في هذا الكون لا نِدَّ له، وهو سبحانه السيد الذي ينبغي أن تصرف له وحده الطاعة والذل والخضوع لا شريك له، فكما أنه السيد المتصرف في الكون لا نِدَّ له، فكذلك يجب أن يكون السيد المعبود لا شريك له. |
الساعة الآن : 11:21 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour