ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   الفرق بين قوله تعالى في أبواب الجنة: {وفتحت}، وقوله في أبواب النار: {فتحت} بغير واو (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=315731)

ابوالوليد المسلم 06-07-2025 09:04 AM

الفرق بين قوله تعالى في أبواب الجنة: {وفتحت}، وقوله في أبواب النار: {فتحت} بغير واو
 
الفرق بين قوله تعالى في أبواب الجنة: ﴿ وَفُتِحَتْ ،

وقوله في أبواب النار: ﴿ فُتِحَتْ بغير واو

غازي أحمد محمد

ما السرُّ في تفريقه تعالى في سورة (الزمر) بين أهل النار وأهل الجنة؛ حيث قال عن النار: ﴿ فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾ [الزمر: 71]، وقال عن الجنة: ﴿ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾ [الزمر: 73]؟

أولًا: قال تعالى في الكفار: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾ [الزمر: 71].

وجملة ﴿ فُتِحَتْ ﴾ من غير الواو في الآية نعربها في محل جواب الشرط ﴿ إِذَا جَاءُوهَا ﴾[1].

ثانيًا: قال في المؤمنين: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾ [الزمر: 73].

وجملة ﴿ وفُتِحَتْ ﴾ نعربها في محلِّ نصب على الحال؛ أي: إذا جاؤوها وقد فتحت أبوابها وشرعت قبل مجيئهم، ويكون جواب الشرط مقدرًا: والمعنى: إذا جاؤوها وكانت قد فتحت أبوابها وسلم عليهم الملائكة: (اطمأنوا بها) أو (سعدوا بها)[2].

[1] فالمتأمل في سياق الآية الأولى يجد أنَّ الكفار إذا جاؤوا النار فتحت أبوابها، ويقررهم خزنة النار على أنفسهم بالكفر واستحقاق النار، قبل الدخول إليها، قالت الملائكة: ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 71].

ثم يؤمرون بدخولها بعد ذلك؛ قالت الملائكة: ﴿ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 72].

[2] والمتأمل في سياق الآية الثانية يجد أن المؤمنين إذا جاؤوا الجنة لم يسألهم خزنة الجنة شيئًا، ولا يسألون عما ارتكبوه من ذنوب سابقة، فإنهم يطهرون قبل ذلك؛ إما بعفو الله عنهم أو بالقنطرة أو بدخولهم المؤقت للنار.

وحين مجيئهم تكون أبواب الجنة مشرعة مفتوحة، ثم يدخلونها، ومع دخولهم يسلم عليهم الملائكة حال دخول أبوابها، فيطمئنُّون ويسعدون بذلك بخلاف الكفار.

وفي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "آتي بابَ الجَنَّةِ يَومَ القِيامَةِ فأسْتفْتِحُ، فيَقولُ الخازِنُ: مَن أنْتَ؟ فأقُولُ: مُحَمَّدٌ، فيَقولُ: بكَ أُمِرْتُ لا أفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ".

فأبواب الجنة الثمانية تفتح مع استفتاح النبي صلى الله عليه وسلم، بيُسْر وسهولة، وباقي الأمة تدخلها بعده (عليه السلام)، مع كونها مفتوحة لأتباعه حال دخولهم وترحيب الملائكة بهم.

فتأمل- يا رعاك الله- كيف أضافت زيادة حرف واحد هذا الإكرام والإنعام على أهل الجنة، ونحته عن أهل النار.

والله أعلم.

[1] ينظر: الدر المصون للسمين الحلبي.

[2] ينظر: روح المعاني.







الساعة الآن : 02:45 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.06 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.31%)]