ذكر الله سبب من أسباب صلاة الله عليك
ذكر الله سبب من أسباب صلاة الله عليك وصلاة الملائكة أيضا د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني قال تعالي: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 41 - 43]. تفسير الآية: يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين بكثرة ذكرهم لربهم تعالى، المنعم عليهم بأنواع النعم وأصناف المنن؛ لما لهم في ذلك من جزيل الثواب، وجميل المآب، ﴿ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ أي: عند الصباح والمساء،﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ ﴾ هذا تهييج إلى الذكر، أي: إنه سبحانه يذكركم فاذكروه أنتم، والصلاة من الله ثناؤه على العبد عند الملائكة، وأما الصلاة من الملائكة، فبمعنى الدعاء للناس والاستغفار؛ ﴿ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ أي: بسبب رحمته بكم وثنائه عليكم، ودعاء ملائكته لكم، يخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهدى واليقين، ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾أي: في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا: فإنه هداهم إلى الحق الذي جهله غيرهم، وبصرهم الطريق الذي ضل عنه، وحاد عنه من سواهم من الدعاة إلى الكفر أو البدعة وأشياعهم، وأما رحمته بهم في الآخرة: فآمنهم من الفزع الأكبر، وأمر ملائكته يتلقونهم بالبشارة بالفوز بالجنة والنجاة من النار، وما ذاك إلا لمحبته لهم، ورأفته بهم[1]. ما يستفاد من الآية: 1- الحض على ذكر الله تعالى ذكرا كثيرا. 2- استحباب التسبيح ليلا ونهارا. 3- إثبات صفة الرحمة الخاصة بالمؤمنين لله جل وعلا. 4- دعاء الملائكة للعبد الذاكر لربه جل وعلا. [1] انظر: تفسير ابن كثير (6 /431 - 436). |
الساعة الآن : 12:08 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour