ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   فتاوى وأحكام منوعة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=109)
-   -   من أخطاء المصلين (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=320429)

ابوالوليد المسلم 29-10-2025 06:07 PM

من أخطاء المصلين
 
من أخْطاءِ المُصلِّينَ (1)

تركي بن إبراهيم الخنيزان

تحدَّثْنَا فِي الدرسِ الماضِي عن صفةِ الصلاةِ، ونتحدَّثُ فِي هذَا الدرس عن أخْطاءٍ يقَعُ فيها بعضُ المُصلِّينَ؛ فنَذكُرُها علَى سبيلِ الإيجازِ والاختِصارِ؛ لنتجنَّبَها، ونُنبِّهَ غيرَنا، فمن تلك الأخْطاءِ:
الجَهرُ بالنيَّةِ عندَ ابتِداءِ الصلاةِ، وهو بِدعةٌ، لم يَفعَلْه رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابُه، والنيَّةُ مكانُها القلبُ ولا يُشرَعُ التلفُّظُ بها.

ومنَ الأخْطاءِ: أنَّ بعضَ الناسِ إذا دخَلَ المسجِدَ والإمامُ راكعٌ، كبَّرَ تكبيرةَ الإحْرامِ وهو مُنْحَنٍ للركوعِ، وهذَا مُبطِلٌ للصلاةِ؛ لأنَّ تَكبيرةَ الإحْرامِ يجِبُ أنْ يأْتيَ بها قائمًا، ثم يكبِّرَ للركوعِ ويركَعَ. ولوِ استعجَلَ فترَكَ تكبيرةَ الركوعِ واكْتَفَى بتكبيرةِ الإحْرامِ وهو قائمٌ؛ أجْزَأتْه صلاتُه.

ومنَ الأخْطاءِ: الإسْراعُ عندَ سماعِ الإقامةِ، أو خَشيةَ فواتِ الركعةِ، وقد قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْإِقَامَةَ، فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، وَلَا تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ، فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» [رواه البخاري]، فالسُّنَّةُ أنْ يَمشيَ متأنِّيًا كَمَشيِه المُعتادِ.

ومنَ الأخْطاءِ: عدمُ تَسويةِ الصفوفِ، وقد قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ» [رواه البخاري ومسلم]، والمُعتَبَرُ فِي تَسويةِ الصفِّ: مُحاذاةُ المناكِبِ (وهيَ الأكتُفُ) فِي أعْلَى البَدَنِ، والأكعُبُ فِي أسفَلِ البَدَنِ، (والكعبُ هوَ المَفصِلُ الَّذي يربِطُ الساقَ بالقدَمِ).

ومنَ الأخْطاءِ: إتْيانُ المسجِدِ بعدَ أكْلِ الثُّومِ أوِ البصلِ؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ قَالَ: فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ» [متفق عليه] ويُلْحَقُ به مَا له رائحةٌ كريهةٌ تؤْذِي المُصلِّينَ كالدُّخانِ، فهو مُنكَرٌ فِي ذاتِهِ، وأَذيَّةُ المُصلِّينَ برائحتِهِ مُنكَرٌ آخَرُ.

ومنَ الأخْطاءِ: تَشبيكُ الأصابِعِ فِي الصلاةِ أو عندَ الخروجِ إلى المسجِدِ، وهو مَكروهٌ؛ لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ فِي صَلاةٍ» [رواه أبو داود وصححه الألباني].

حَمَانَا اللهُ منَ الخطأِ والزَّلَلِ، وعَفَا عن تَقصيرِنَا، نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونُكمِلُ الحديثَ -بمشيئةِ اللهِ- فِي الدرسِ القادِمِ.




ابوالوليد المسلم 06-11-2025 09:26 PM

رد: من أخطاء المصلين
 
من أخْطاءِ المُصلِّينَ (2)

تركي بن إبراهيم الخنيزان






نواصِلُ حديثَنَا الَّذي بدَأْنَاه فِي الدرسِ الماضِي، عن أخْطاءِ بعضِ المُصلِّينَ:
فمن تلك الأخْطاءِ: تَركُ التزيُّنِ للصلاةِ، فبعضُ الناسِ يَحضُرونَ إلى الصلاةِ -وخاصَّةً صلاةَ الفَجرِ- بملابسِ النومِ أو بملابسَ رديئةٍ لا يَلبَسونَها فِي مكانِ عملِهم أو مُناسباتِهم، وقد قالَ اللهُ عز وجل: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31].

ومنَ الأخْطاءِ: الاستِنادُ إلى جِدارٍ أو عمودٍ أثناءَ القيامِ فِي صلاةِ الفريضة، من غيرِ عُذرٍ، وهذَا مُبطِلٌ للصلاةِ، وذلكَ لأنَّ القيامَ معَ القُدرةِ رُكنٌ من أرْكانِ الصلاةِ.

ومنَ الأخْطاءِ: رَفعُ البصرِ إلى السماءِ أثْناءَ الصلاةِ، وقد نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلكَ؛ فعن أنسٍ رضي الله عنه: قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ -فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ-: لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ» [رواه البخاري].

ومنَ الأخْطاءِ: قولُ بعضِ المأْمومينَ عندَ قراءةِ الإمامِ: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُاستعَنَّا باللهِ، وهذَا مخالفٌ للسُّنَّةِ وعدَّهُ الإمامُ النوويُّ -رحمَهُ اللهُ- منَ البِدَعِ.

ومنَ الأخْطاءِ: رفعُ المأمومِ صوتَه بالقرآنِ والأذْكارِ فِي صلاةِ الفريضةِ، فيُشوِّشُ علَى مَن بجانِبِه منَ المُصلِّينَ، وقد قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ فَلا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ فتُؤْذوا المؤمِنينَ» [صححه الألباني].


ومنَ الأخْطاءِ: عدمُ تأمينِ بعضِ المأْمومينَ معَ الإمامِ، وقد قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنوا؛ فإنَّه مَن وافقَ تأمينُه تأمينَ الملائكةِ، غُفِرَ له مَا تقدَّمَ من ذنبِه». وقالَ ابنُ شهابٍ: وكان الرسولُ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «آمينَ» [رواه البخاري].

رزَقَنَا اللهُ الفقهَ فِي الدِّينِ، واتِّباعَ سُنَّةِ سيدِ المُرسَلينَ صلى الله عليه وسلم، نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونُكمِلُ الحديثَ -بمشيئةِ اللهِ- فِي الدرسِ القادِمِ.




الساعة الآن : 07:54 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 9.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 9.37 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (1.43%)]