من مكتبة التراث .. مشروع طباعة المصحف الشريف
من مكتبة التراث .. مشروع طباعة المصحف الشريف منذ أن أشرقت رسالة جمعية إحياء التراث الإسلامي، حملت رسالةً نبيلة في دعوة الناس إلى الله -تعالى- بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن تدلّهم على منابع الهداية، وتُحيي في النفوس حبّ التراث الإسلامي الأصيل، وتشجّع العلماء والباحثين على نشر علومهم وبحوثهم، لتبقى راية الإسلام عالية خفّاقة، ومن هنا، عملت الجمعية على نشر كنوز المكتبة الإسلامية؛ من كتبٍ ورسائل وكتيّباتٍ هادفة، تحمل العقيدة الصافية، والمنهج القويم؛ لذا كانت هذه الزاوية نافذةً مشرقة نطلّ منها على بعض تلك الإصدارات المباركة. مشروع المصحف الشريف انطلقت جمعية إحياء التراث الإسلامي في مشروعٍ طباعة المصحف الشريف، خدمة لكتاب الله -تعالى- ولأهله العاملين به؛ فالقرآن الكريم وصية الله لعباده، ودستور حياتهم، ومعجزة نبيّهم الخالدة، به تحيا القلوب وتستنير العقول، وبه تحفظ الأمم كرامتها وهويتها، قال الله -تعالى-: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء: 9)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن هذا القرآن يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة»، وقال أيضًا - صلى الله عليه وسلم -: «لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف». جودة وإتقان ومن هنا، طرحت الجمعية هذا المشروع المبارك؛ ليكون وقفًا دائمًا للنور والهداية؛ فاعتنت بطباعة المصحف وفق أدقّ المواصفات وأجمل الإخراجات الفنية، على غرار مصحف مجمع الملك فهد، بقياس: (14×20)، وقد امتاز المصحف بتجليد فاخرٍ وفنّيٍ بديعٍ بلونين مريحين للعين، كما طُبعت الملزمة الأولى بأربعة ألوان جميلة، وجُعلت كل صفحةٍ تنتهي بآية لتيسير الحفظ، واختير له ورقٌ من نوع (الشمواه الأصفر) الطبي الفاخر بوزن 60 جم، وهو من أجود الأنواع التي تراعي راحة القارئ ونقاء البصر، ثم جُعلت لكل نسخةٍ عُبوة أنيقة تحمل اسم المتبرع وعدد النسخ المطبوعة، ليبقى أثر الإحسان ماثلاً يشهد لصاحبه. وقف دائم وبركةٌ لا تنقطع وقد تجاوز عدد النسخ المطبوعة والموزعة من هذا المصحف المبارك أكثر من مليون نسخة، تتزايد عامًا بعد عام، لتصل أنوار القرآن إلى بيوتٍ وقلوبٍ في شتى بقاع الأرض، ولضمان دوام هذا الخير، أنشأت الجمعية وقف طباعة المصحف الشريف، ليكون ريعُه مخصصًا حصريا لطباعة القرآن الكريم، وحددت الجمعية قيمة المشاركة في هذا الوقف بـ(120) دينارًا كويتيا؛ بحيث يُحفظ أصل المبلغ وقفا للمتبرع، ويُطبع من ريعه سنويا نحو عشرة مصاحف باسمه، ويمكن مضاعفة المبلغ لمن أراد زيادة الأجر والمثوبة. وسامُ شرفٍ لأهل الخير إنه لمبعث فخرٍ واعتزازٍ لجمعية إحياء التراث الإسلامي؛ أن نالت شرف طباعة كلام الله -تعالى- وتوزيعه؛ لتكون شريكًا في حمل الرسالة التي تغيّر حياة الناس، وتضيء دروبهم، نسأل الله -عزوجل- أن يبارك في هذا العمل المبارك، وأن يرزق القائمين عليه والإخوة المتبرعين الأجر الجزيل والثواب العظيم، وأن يجعل ما ينفقونه في موازين حسناتهم، {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}. اعداد: ناصر نعمه العنيزان |
| الساعة الآن : 01:54 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour