الركن القيم لـ روائع ابن القيم "
http://s3udy.net/pic/salam_kalam001_files/5.gif http://s3udy.net/pic/salam_kalam001_files/6.gif http://s3udy.net/pic/decoration001_files/1.gif الاحبة في الله تعالى ان شاء الله تعالى سوف اجعلها صفحة مفتوحة لابن القيم رحمه الله تعالى * * "الركن القيم لـ روائع ابن القيم " * * * من فوائد ابن القيم رحمه الله (1) ماجد بن محمد الجهني الظهران ( يا عجبا لك أيها الإنسان) من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه ، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة ، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره ، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له ، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لاتطلب الأنس بطاعته ، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ، ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته ، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ، ولاتهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه ، وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه ، وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض ، وفيما يبعدك عنه راغب. ( في جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق ) جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق لأن تقوى الله يصلح مابين العبد وبين ربه وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه ، فتقوى الله توجب له محبة الله ، وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته. ( في الطريق إلى الله تعالى ) بين العبد وبين الله والجنة قنطرة تقطع بخطوتين خطوة عن نفسه وخطوة عن الخلق ، فيسقط نفسه ويلغيها فيما بينه وبين الناس ، ويسقط الناس ويلغيهم فيما بينه وبين الله فلا يلتفت إلا إلى من دله على الله وعلى الطريق الموصلة إليه. صاح بالصحابة واعظُ ( اقترب للناس حسابهم )- الأنبياء17- فجزعت للخوف قلوبهم فجرت من الحذر العيون (فسالت أوديةٌ بقدرها)-الرعد17- تزينت الدنيا لعلي ، فقال : أنت طالقٌ ثلاثاً لارجعة لي فيك ، وكانت تكفيه واحدة للسنة، لكنه جمع الثلاث لئلا يتصور الهوى جواز المراجعة ، ودينه الصحيح وطبعه السليم يأنفان من المحلل ، كيف وهو أحد رواة حديث " لعن الله المحلل ". مافي هذه الدار موضع خلوة فاتخذه في نفسك ، لابد أن تجذبك الجواذب فاعرفها وكن منها على حذر، لا تضرك الشواغل إذا خلوت منها وأنت فيها ، نور الحق أضوأ من الشمس فيحق لخفافيش البصائر أن تعشو عنه ، الطريق إلى الله خال من أهل الشك ومن الذين يتبعون الشهوات ، وهو معمور بأهل اليقين والصب ، وهم على الطريق كالأعلام ( وجعلنا منهم أئمةً يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) – السجدة 24 -. ( في قوله صلى الله عليه وسلم "فاتقوا الله وأجملوا في الطلب" ) جمع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " بين مصالح الدنيا والآخرة ونعيمها ولذاتها ، إنما ينال بتقوى الله وراحة القلب والبدن وترك الاهتمام والحرص الشديد والتعب والعناد والكد والشقاء في طلب الدنيا إنما ينال بالإجمال في الطلب ، فمن اتقى الله فاز بلذة الآخرة ونعيمها ، ومن أجمل في الطلب استراح من نكد الدنيا وهمومها فالله المستعان. قد نادت الدنيا على نفسها***لوكان في ذا الخلق من يسمـعُ كم واثق بالعيش أهلكتــه***وجامع فرقت مايـــجمـــــــــعُ ( معنى قوله تعالى " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" ) قال تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)- العنكبوت 69- علق سبحانه الهداية بالجهاد ، فأكملُ الناس هدايةً أعظمهم جهاداً ، وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا ، فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى حنته ، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ماعطل من الجهاد. قال الجنيد : " والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لتهدينهم سبل الإخلاص ، ولايتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطناً ، فمن نصر عليها نصره على عدوه ، ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه". { قاعدةٌ جليلةٌ } ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه) من اشتغل بالله عن نفسه ، كفاه الله مؤونة نفسه ، ومن اشتغل بالله عن الناس ، كفاه الله مؤونة الناس ، ومن اشتغل بنفسه عن الله ، وكله الله إلى نفسه ، ومن اشتغل بالناس عن الله ، وكله الله إليهم . ( في علامة صحة الإرادة) علامة صحة الإرادة : أن يكون هم المريد رضى ربه ، واستعداده للقائه ، وحزنه على وقت مر في غير مرضاته وأسفه على قربه والأنس به . وجماع ذلك أن يصبح ويمسي وليس له هم غيره. ( من عجائب أحوال الخلق) قال يحيى بن معاذ : عجبت من ثلاث : رجلٌ يرائي بعمله مخلوقاً مثله ويترك أن يعمله لله ، ورجلٌ يبخل بماله وربه يستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئاً ، ورجلٌ يرغب في صحبة المخلوقين ومودتهم ، والله يدعوه إلى صحبته ومودته. ( للعبد بين يدي ربه موقفان ) للعبد بين يدي الله موقفان : موقفٌ بين يديه في الصلاة ، وموقفٌ بين يديه يوم لقائه . فمن قام بحق الموقف الأول ، هون عليه الموقف الآخر ، ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه ، شُدد عليه ذلك الموقف . قال تعالى ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلاً**إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً). ( من لطائف دعاء أيوب عليه السلام ) قوله تعالى : " وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"- الأنبياء83- جمع في هذا الدعاء بين : حقيقة التوحيد ، وإظهار الفقر والفاقة إلى ربه ، ووجود طعم المحبة في التملق له ، والإقرار له بصفة الرحمة ، وأنه أرحم الراحمين ، والتوسل إليه بصفاته سبحانه ، وشدة حاجته هو وفقره. ومتى وجد المبتلى هذا كُشفت بلواه. وقد جُرب أنه من قالها سبع مرات ولاسيما مع هذه المعرفة كشف الله ضره. --------------- (1)- الفوائد لابن القيم رحمه الله/ الطبعة الأولى عام1422هـ دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع بالرياض. منقول من موقع صيد الفوائد http://www.alfrasha.com/up/8655766181586935795.gif اخي .. اختي هل ارسلت يوما رسالة لصديقك ؟؟ بالتاكيد نعم.. هل تذكر نصها ؟؟ حاول .. تذكر .. لا عليك كل ما عليكم ان تقفوا للتفكر والتدبر هنا ولو دقائق خمس فقط اقرؤا احبتي رسالة ابن القيم لاحد اخوانه لحظة من فضلكم .. لاتبكوا على ما فات ولكن حاولوا استدراكه فقط فيما هو آت : * * * رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ~*¤ô§ô¤*~بسم الله الرحمن الرحيم ~*¤ô§ô¤*~ الله المسؤول المرجو الإجابة أن يحسن إلى الأخ علاء الدين في الدنيا والآخرة وينفع به ويجعله مباركا أينما كان فإن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل ونصحه لكل من اجتمع به قال الله تعالى إخبارا عن المسيح ( وجعلني مباركا أين ما كنت ) أي معلما للخير داعيا إلى الله مذكرا به مرغبا في طاعته فهذا من بركة الرجل ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة ومحقت بركة لقائه والاجتماع به بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به فإنه يضيع الوقت في الماجريات ويفسد القلب وكل آفة تدخل على العبد فسببها ضياع الوقت وفساد القلب وتعود بضياع حظه من الله ونقصان درجته ومنزلته عنده ولهذا وصى بعض الشيوخ فقال احذروا مخالطة من تضيع مخالطته الوقت وتفسد القلب فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها وكان ممن قال الله فيه ( ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) ومن تأمل حال هذا الخلق وجدهم كلهم إلا أقل القليل ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى واتبعوا أهواءهم وصارت أمورهم ومصالحهم ( فرطا ) أي فرطوا فيما ينفعهم ويعود بصلاحهم واشتغلوا بما لا ينفعهم بل يعود بضررهم عاجلا وآجلا وهؤلاء قد أمر الله سبحانه رسوله ألا يطيعهم فطاعة الرسول لاتتم إلا بعدم طاعة هؤلاء فإنهم إنما يدعون إلى ما يشاكلهم من اتباع الهوى والغفلة عن ذكر الله والغفلة عن الله والدار الآخرة متى تزوجت باتباع الهوى تولد ما بينهما كل شر وكثيرا ما يقترن أحدهما بالآخرة ولا يفارقه ومن تأمل فساد أحوال العالم عموما وخصوصا وجده ناشئا عن هذين الأصلين فالغفلة تحول بين العبد وبين تصور الحق ومعرفته والعلم به فيكون من الضالين واتباع الهوى يصده عن قصد الحق وإرادته واتباعه فيكون من المغضوب عليهم وأما المنعم عليهم فهم الذين من الله عليهم بمعرفة الحق علما وبالانقياد إليه وإيثاره على ما سواه عملا وهؤلاء هم الذين على سبيل النجاة ومن سواهم على سبيل الهلاك ولهذا أمرنا الله سبحانه أن نقول كل يوم وليلة عدة مرات ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فإن العبد مضطر كل الاضطرار إلى أن يكون عارفا بما ينفعه في معاشه ومعاده وأن يكون مؤثرا مريدا لما ينفعه مجتنبا لما يضره فبمجموع هذين يكون قد هدي إلى الصراط المستقيم فإن فاته معرفة ذلك سلك سبيل الضالين وإن فاته قصده واتباعه سلك سبيل المغضوب عليهم وبهذا يعرف قدر هذا الدعاء العظيم وشدة الحاجة إليه وتوقف سعادة الدنيا والآخرة عليه والعبد مفتقر إلى الهداية في كل لحظة ونفس في جميع ما يأتيه ويذره فإنه بين أمور لا ينفك عنها أحدها أمور قد أتاها على غير وجه الهداية جهلا فهو محتاج إلى أن يطلب الهداية إلى الحق فيها أو يكون عارفا بالهداية فيها فأتاها على غير وجهها عمدا فهو محتاج إلى التوبة منها أو أمور لم يعرف وجه الهداية فيها علما ولا عملا ففاتته الهداية إلى علمها ومعرفتها وإلى قصدها وإرادتها وعملها أو أمور قد هدي إليها من وجه دون وجه فهو محتاج إلى تمام الهداية فيها أو أمور قد هدي إلى أصلها دون تفاصيلها فهو محتاج إلى هداية التفصيل أو طريق قد هدي أليها وهو محتاج إلى هداية أخرى فيها فالهداية إلى الطريق شيء والهداية في نفس الطريق شيء آخر ألا ترى أن الرجل يعرف أن طريق البلد الفلاني هو طريق كذا وكذا ولكن لا يحسن أن يسلكه فإن سلوكه يحتاج إلى هداية خاصة في نفس السلوك كالسير في وقت كذا دون وقت كذا وأخذ الماء في مفازة كذا مقدار كذا والنزول في موضع كذا دون كذا فهذه هداية في نفس السير قد يهملها من هو عارف بأن الطريق هي هذه فيهلك وينقطع عن المقصود وكذلك أيضا ثم أمور هو محتاج إلى أن يحصل له فيها من الهداية في المستقبل مثل ما حصل له في الماضي وأمور هو خال عن اعتقاد حق أو باطل فيها فهو محتاج إلى هداية الصواب فيها وأمور يعتقد أنه فيها على هدى وهو على ضلالة ولا يشعر فهو محتاج إلى انتقاله عن ذلك الاعتقاد بهداية من الله وأمور قد فعلها على وجه الهداية وهو محتاج إلى أن يهدي غيره إليها ويرشده وينصحه فإهماله ذلك يفوت عليه من الهداية بحسبه كما أن هدايته للغير وتعليمه ونصحه يفتح له باب الهداية فإن الجزاء من جنس العمل فكلما هدى غيره وعلمه هداه الله وعلمه فيصير هاديا مهديا كما في دعاء النبي الذي رواه الترمذي وغيره اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين سلما لأوليائك حربا لأعدائك نحب بحبك من أحبك ونعادي بعداوتك من خالفك وقد أثنى الله سبحانه على عباده المؤمنين الذين يسألونه أن يجعلهم أئمة يهتدى بهم فقال تعالى في صفات عباده ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ) قال ابن عباس يهتدى بنا في الخير وقال أبو صالح يقتدى بهدانا وقال مكحول أئمة في التقوى يقتدي بنا المتقون وقال مجاهد اجعلنا مؤتمين بالمتقين مقتدين بهم وأشكل هذا التفسير على من لم يعرف قدر فهم السلف وعمق علمهم وقال يجب أن تكون الآية على هذا القول من باب المقلوب على تقدير واجعل المتقين لنا أئمة ومعاذ الله أن يكون شيء مقلوبا على وجهه وهذا من تمام فهم مجاهد رحمه الله فإنه لا يكون الرجل إماما للمتقين حتى يأتم بالمتقين فنبه مجاهد على هذا الوجه الذي ينالون به هذا المطلوب وهو اقتداؤهم بالسلف المتقين من قبلهم فيجعلهم الله وقال الفراء إنما قال ( إماما ) ولم يقل أئمة على نحو قوله ( إنا رسول رب العالمين ) ولم يقل رسولا وهو من الواحد المراد به الجمع لقول الشاعر ( يا عاذلاتي لا تردن ملامتي % إن العواذل ليس لي بأمير ) أي ليس لي بأمراء وهذا أحسن الأقوال غير أنه يحتاج إلى مزيد بيان وهو أن المتقين كلهم على طريق واحد ومعبودهم واحد وأتباع كتاب واحد ونبي واحد وعبيد رب واحد فدينهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد ومعبودهم واحد فكأنهم كلهم إمام واحد لمن بعدهم ليسو كالأئمة المختلفين الذين قد اختلفت طرائقهم ومذاهبهم وعقائدهم فالائتمام إنما هو بماهم عليه وهو شيء واحد وهو الإمام في الحقيقة http://www.alfrasha.com/up/8655766181586935795.gif |
وكما أنه سبحانه علق الإمامة في الدين بالصبر واليقين فالآية متضمنة لأصلين آخرين أحدهما الدعوة إلى الله وهداية خلقه الثاني هدايتهم بما أمر به على لسان رسوله لا بمقتضى عقولهم وآرائهم وسياساتهم وأذواقهم وتقليد أسلافهم بغير برهان من الله لأنه قال ( يهدون بأمرنا . . . . ) فهذه أربعة أصول تضمنتها هذه الآية أحدها الصبر وهو حبس النفس عن محارم الله وحبسها على فرائضه وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره الثاني اليقين وهو الإيمان الجازم الثابت الذي لا ريب فيه ولا تردد ولا شك ولا شبهة بخمسة أصول ذكرها سبحانه في قوله تعالى ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر والنبيين ) وفي قوله ( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا ) وفي قوله ( ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) والإيمان بالله واليوم الآخر داخل في الإيمان بالكتب والرسل وجمع بينهما النبي في حديث عمر في قوله الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فهذه الأصول الخمس من لم يؤمن بها فليس بمؤمن واليقين أن يقوم الإيمان بها حتى تصير كأنها معاينة للقلب مشاهدة له نسبتها إلى البصيرة كنسبة الشمس والقمر إلى البصر ولهذا قال من قال من السلف اليقين الإيمان كله .. http://www.alfrasha.com/up/8655766181586935795.gif الثالث هداية الخلق ودعوتهم إلى الله ورسوله قال تعالى ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلي الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) قال الحسن البصري هذا حبيب الله هذا ولي الله أسلم لله وعمل بطاعته ودعا الخلق إليه فهذا النوع أفضل أنواع الإنسان وأعلاهم درجة عند الله يوم القيامة وهم ثنية الله سبحانه من الخاسرين قال تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) فأقسم سبحانه على خسران نوع الإنسان إلا من كمل نفسه بالإيمان والعمل الصالح وكمل غيره بوصيته له بهما ولهذا قال الشافعي رحمه الله لو فكر الناس كلهم في سورة العصر لكفتهم ولا يكون من أتباع الرسول على الحقيقة إلا من دعا إلى الله على بصيرة قال الله تعالى ( قل هذه سبيلي أدعوا إلي الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) فقوله ( ادعوا إلى الله ) تفسير لسبيله التي هو عليها فسبيله وسبيل أتباعه الدعوة إلى الله فمن لم يدع إلى الله فليس على سبيله وقوله ( على بصيرة ) قال ابن الأعرابي البصيرة الثبات في الدين وقيل البصيرة العبرة كما يقال أليس لك في كذا بصيرة أي عبرة قال الشاعر ( في الذاهبين الأولين % من القرون لنا بصائر ) والتحقيق العبرة ثمرة البصيرة فإذا تبصر اعتبر فمن عدم العبرة فكأنه لا بصيرة له وأصل اللفظ من الظهور والبيان فالقرآن بصائر أي أدلة وهدى وبيان يقود إلى الحق ويهدي إلى الرشد ولهذا يقال للطريقة من الدم التي يستدل بها على الرمية بصيرة فدلت الآية أيضا على أن من لم يكن على بصيرة فليس من أتباع الرسول وأن أتباعه هم أولو البصائر ولهذا قال ( أنا ومن اتبعني ) فإن كان المعنى أدعوا إلى الله أنا ومن اتبعني ويكون ( من اتبعني ) معطوفا على الضمير المرفوع في ( أدعوا ) وحسن العطف لأجل الفصل فهو دليل على أن أتباع الرسول هم الذين يدعون إلى الله وإلى رسوله وإن كان معطوفا على الضمير المجرور في سبيلي أي هذه سبيلي وسبيل من اتبعني فكذلك وعلى التقديرين فسبيله وسبيل أتباعه الدعوة إلى الله الأصل الرابع قوله ( يهدون بأمرنا ) وفي ذلك دليل على اتباعهم ما أنزل الله على رسوله وهدايتهم به وحده دون غيره من الأقوال والآراء والنحل والمذاهب بل لا يهدون إلا بأمره خاصة فحصل من هذا أن أئمة الدين الذين يقتدون بهم هم الذين جمعوا بين الصبر واليقين والدعوة إلى الله بالسنة والوحي لا بالآراء وبالبدع فهؤلاء خلفاء الرسول في أمته وهم خاصته وأولياؤه ومن عاداهم أو حاربهم فقد عادى الله سبحانه وآذنه بالحرب قال الإمام أحمد رحمه الله في خطبة كتابه في الرد على الجهمية الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم يختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين http://www.alfrasha.com/up/8655766181586935795.gif |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكي حبيتبي في الله جزاك الله خيرا |
جزاك الله خيرا اختي على اتحافنا بهذه الدرر القيمة بارك الله فيك وفي انتظار فبساتكم من روائع ابن القيم نسأل الله لنا ولكم أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا وأن يزدنا علما. |
اشكركم جميعا على المرور الجميل واشكر اختى الفاضلة نسمة على تثبيت الموضوع وان شاء الله اكون عند حسن ظنكم بى فى الافاده الصالحة للجميع.......
|
بارك الله فيك اختي الفاضلة على هذا الركن القيم لأبن القيم رحمه الله اقواله وأفعاله كلها مواعظ وعبر نسال الله أن ينفعنا بها وينفع المسلمون ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه |
جزاك الله خير
|
ابن القيم رحمه الله :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صلي وسلم على اشرف المرسلين محمد الصادق الامين اما بعد هذه نصايح للشيخ ابن القيم اتمنى ان يستفيد منها الجميع قال ابن القيم رحمه الله : قال ابن القيم رحمه الله : أربعة أشياء تُمرض الجسم الكلام الكثير * النوم الكثير * والأكل الكثير * الجماع الكثير وأربعة تهدم البدن الهم * والحزن * والجوع * والسهر وأربعة تيبّس الوجه وتذهب ماءه وبهجته الكذب * والوقاحة * والكثرة السؤال عن غير علم * وكثرة الفجور وأربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته التقوى * والوفاء * والكرم * والمروءة وأربعة تجلب الرزق قيام الليل * وكثرة الاستغفار بالأسحار * وتعاهد الصدقة * والذكر أول النهار وآخرة وأربعة تمنع الرزق نوم الصبحة * وقلة الصلاة * والكسل * والخيانة |
http://www.moq3.com/img/up112007/3pQ10248.gif
قال ابن القيم رحمه الله إن في القلب شعث : لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن : لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات : لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب ، وفيه فاقة: لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا!! http://www.moq3.com/img/up112007/kEb17864.jpg "من أعجب الاشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه وأن تسمع داعيه (الاّذان) ثم تتاخر عن الاجابة, وان تعرف قدر الربح فى معاملته ثم تعامل غيره ,وان تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له, وان تذوق ألم الوحشة فى معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته, وان تذوق عصرة القلب عند الخوض فى غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق الى انشراح الصدر بذكره ومناجاته, وان تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه الى نعيم الاقبال عليه والانابة اليه http://www.moq3.com/img/up112007/kEb17864.jpg " لله درُّ أقوامٍ هجروا لذيذ المـنام و تنصّلوا لما نصبوا له الأقدام ، و انتصبوا للنّـصب في الظلام ، يــطلبون نصيباً من الإنعام ، إذا جـنّ اللـيلُ سهروا و إذا جاء النـهارُ اعتبروا و إذا نظروا في عـُيوبهم استغفروا و إذا تفـكّروا في ذنوبهم بـكَواْ و انكـسَـروا http://www.moq3.com/img/up112007/kEb17864.jpg إن من نتائج المعصية قلة التوفيق وفساد الرأى , وخفاء الحق , وفساد القلب ,وخمول الذكر , وإضاعة الوقت , ونفرة الخلق , ومنع إجابة الدعاء , وقسوة القلب , ومحق البركة فى الرزق والعمر , وضنك المعيشة... http://www.moq3.com/img/up112007/kEb17864.jpg |
بسم الله الرحمن الرحيم :-
لما كانت العين رائدا والقلب باعثا وطالبا وهذه لها لذة الرؤية وهذا له لذة الظفر كانا في الهوى شريكي عنان ولما وقعا في العناء واشتركا في البلاء أقبل كل منهما يلوم صاحبه ويعاتبه فقال القلب للعين:- أنت التي سقتني إلى موارد الهلكات وأوقعتني في الحسرات بمتابعتك اللحظات ونزهت طرفك في تلك الرياض وطلبت الشفاء من الحدق المراض وخالفت قول أحكم الحاكمين قل للمؤمنين وقول رسوله النظر إلى المرأة سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركه من خوف الله عز وجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه رواه الإمام أحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( نظر الرجل في محاسن المرأة سهم مسموم من سهام إبليس مسموم فمن أعرض عن ذلك السهم أعقبه الله عبادة تسره ) فمن الملوم سوى من رمى صاحبه بالسهم المسموم أو ما علمت أنه ليس شيء أضر على الإنسان من العين واللسان فما عطب أكثر من عطب إلا بهما وما هلك أكثر من هلك إلا بسببهما فلله كم من مورد هلكة أورداه ومصدر ردى عنه أصدراه فمن أحب أن يحيا سعيدا أو يعيش حميدا فليغض من عنان طرفه ولسانه ليسلم من الضرر فإنه كامن في فضول الكلام وفضول النظر وقد صرح الصادق المصدوق بأن العينين تزنيان وهما أصل زنى الفرج فإنهما له رائدان وإليه داعيان وقد سئل رسول الله عن نظرة الفجأة فأمر السائل أن يصرف بصره فأرشده إلى ما ينفعه ويدفع عنه ضرره وقال لابن عمه علي رضي الله عنه محذرا له مما يوقع في الفتنة ويورث الحسرة لا تتبع النظرة النظرة أوما سمعت قول العقلاء من سرح ناظره أتعب خاطره ومن كثرت لحظاته دامت حسراته وضاعت عليه أوقاته وفاضت عبراته وقول الناظم نظر العيون إلى العيون هو الذي % جعل الهلاك إلى الفؤاد سبيلا ما زالت اللحظات تغزو قلبه % حتى تشحط فيهن قتيلا وقال آخر تمتعتما يا مقلتي بنظرة % وأوردتما قلبي أمر الموارد أعيني كفا عن فؤادي فإنه % من الظلم سعى اثنين في قتل واحد ردت العين على القلب :- ظلمتني أولا وآخرا وبؤت بإثمي باطنا وظاهرا وما أنا إلا رسولك الداعي إليك ورائدك الدال عليك :- وإذا بعثت برائد نحو الذي % تهوى وتعتبه ظلمت الرائدا فأنت الملك المطاع ونحن الجنود والأتباع أركبتني في حاجتك خيل البريد ثم أقبلت علي بالتهديد والوعيد فلو أمرتني أن أغلق علي بابي وأرخي علي حجابي لسمعت وأطعت0 ولما رعيت في الحمى ورتعت أرسلتني لصيد قد نصيت لك حبائله وأشراكه واستدارت حولك فخاخه وشباكه فغدوت أسيرا بعد أن كنت أميرا وأصبحت مملوكا بعد أن كنت مليكا هذا وقد حكم لي عليك سيد الأنام وأعدل الحكام حيث يقول :- ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب) وقال أبو هريرة رضي الله عنه :- ( القلب ملك والأعضاء جنوده فإن طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث الملك خبثت جنوده) ولو أنعمت النظر لعلمت أن فساد رعيتك بفسادك وصلاحها ورشدها برشادك ولكنك هلكت وأهلكت رعيتك وحملت على العين الضعيفة خطيئتك وأصل بليتك أنه خلا منك حب الله وحب ذكره وكلامه وأسمائه وصفاته وأقبلت على غيره وأعرضت عنه وتعوضت بحب من سواه والرغبة فيه منه هذا وقد سمعت ما قص عليك من إنكاره سبحانه على بني إسرائيل استبدالهم طعاما بطعام أدنى منه فذمهم على ذلك ونعاه عليهم وقال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير فكيف بمن استبدل بمحبة خالقه وفاطره ووليه ومالك أمره الذي لا صلاح له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور ولا فرحة ولا نجاة إلا بأن يوحده في الحب ويكون أحب إليه مما سواه فانظر بالله بمن استبدلت وبمحبة من تعوضت رضيت لنفسك بالحبس في الحش وقلوب محبيه تجول حول العرش فلو أقبلت عليه وأعرضت عمن سواه لرأيت العجائب ولأمنت من المتالف والمعاطب أوما علمت أنه خص بالفوز والنعيم من أتاه بقلب سليم أي سليم مما سواه ليس فيه غير حبه واتباع رضاه ؟ قالت وبين ذنبي وذنبك عند الناس كما بين عماي وعماك في القياس وقد قال من بيده أزمة الأمور فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمىالقلوب التي في الصدور فلما سمعت الكبد تحاورهما الكلام وتناولهما الخصام قالت أنتما على هلاكي تساعدتما وعلى قتلي تعاونتما ولقد أنصف من حكى مناظرتكما وعلى لساني متظلما منكما :- يقول طرفي لقلبي هجت لي سقما % والعين تزعم أن القلب أنكاها والجسم يشهد أن العين كاذبة % وهي التي هيجت للقلب بلواها لولا العيون وما يجنين من سقم % ما كنت مطرحا من بعض قتلاها فقالت الكبد المظلومة اتئدا % قطعتماني وما راقبتما الله وقال آخر يقول قلبي لطرفي أن بكى جزعا % تبكي وأنت الذي حملتني الوجعا فقال طرفي له فيما يعاتبه % بل أنت حملتني الآمال والطمعا حتى إذا ما خلا كل بصاحبه % كلاهما بطويل السقم قد قنعا نادتهما كبدي لا تبعدا فلقد % قطعتماني بما لاقيتما قطعا وقال آخر عاتبت قلبي لما % رأيت جسمي نحيلا فألزم القلب طرفي % وقال كنت الرسولا فقال طرفي لقلبي % بل كنت أنت الدليلا فقلت كفا جميعا % تركتماني قتيلا ثم قالت أنا أتولى الحكم بينكما أنتما في البلية شريكا عنان كما أنكما في اللذة والمسرة فرسا رهان فالعين تلتذ والقلب يتمنى ويشتهي ولهذا قال فيكما القائل ولما سلوت الحب بشر ناظري % لقلبي فقال القلب لي ولك الهنا تخلصت من إحياء ليلك ساهرا % وخلصتني من لوعة الهجر والضنا كلانا مهنا بالبقاء فإن تعد % فلا أنت يبقيك الغرام ولا أنا وإن لم تدرككما عناية مقلب القلوب والأبصار وإلا فما لك من قرة ولا للقلب من قرار قال الشاعر فوالله ما أدري أنفسي ألومها % على الحب أم عيني المشومة أم قلبي فإن لمت قلبي قال لي العين أبصرت % وإن لمت عيني قالت الذنب للقلب فعيني وقلبي قد تقاسمتما دمي % فيا رب كن عونا على العين والقلب قالت هذه ولما سقيت القلب ماء المحبة بكؤوسك أوقدت عليه نار الشوق فارتفع إليك البخار فتقاطر منك فشرقت بشربه أولا وشرقت بحر ناره ثانيا قال خذي بيدي ثم اكشفي الثوب فانظري % ضنى جسدي لكنني أتستر وليس الذي يجري من العين ماؤها % ولكنها روح تذوب فتقطر قالت والحاكم بينكما الذي يحكم بين الروح والجسد إذا اختصما بين يديه فإن في الأثر المشهور لا تزال الخصومة يوم القيامة بين الخلائق حتى تختصم الروح والجسد فيقول الجسد للروح :- أنت الذي حركتني وأمرتني وصرفتني وإلا فأنا لم أكن أتحرك ولا أفعل بدونك فتقول الروح له :- وأنت ألذي أكلت وشربت وباشرت وتنعمت فأنت الذي تستحق العقوبة فيرسل الله سبحانه إليهما ملكا يحكم بينهما فيقول مثلكما مثل مقعد بصير وأعمى يمشي دخلا بستانا فقال المقعد للأعمى أنا أرى ما فيه من الثمار ولكن لا أستطيع القيام وقال الأعمى أنا أستطيع القيام ولكن لا أبصر شيئا فقال له المقعد تعال فاحملني فأنت تمشي وأنا أتناول فعلى من تكون العقوبة فيقول عليهما قال فكذلك أنتما وبالله التوفيق 0 من كتاب ((روضة المحبين ونزهة المشتاقين)) للامام ابن القيم رحمه الله نقلها لكم |
الساعة الآن : 03:06 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour