عندما تفقد الأم صفة الحنان
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~السلام عليكم و رحمة الله~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~ مشاهد أليمة و أحداث متكررة يذكر بعضها بعضاً مما لا يسع الآباء و الأمهات جهله أن للأبناء عليهم حقوقاً كما أن لهم على الأبناء حق البر و الطاعة في المعروف ، و لكن أكثرهم لا يعلمون . لقد هالني كل الهول ما أراه من تلك المشاهد المتكررة التي تدمي القلب في مجتمعاتنا كلها خاصة الشعبية منها من نماذج قسوة الآباء و الأمهات مع أولادهم الصغار الذين لم يبلغوا الحلم و لم يناهزوه ، فهذا يلطم ابنه على وجهه ، و هذه تنهال على ابنتها الصغيرة ضرباً بكل وحشية و تقذفها ببعض الآلات الحادة ، و أخرى تضرب ابنها بالعصا و لا تضع العصا عن عاتقها حتى يأتي الجيران فينتزعوه منها نزعاً من بين أيديها ، و آخر يصعق ابنته الصغيرة بالكهرباء لمجرد أنها أخذت بعض الأموال من محفظته دون إذنه ، كل هذه مشاهد رأيتها بأم عيني . ناهيكم عن تلك الحوادث التي سمعناها و شاهدناها على صفحات الجرائد لأولئك الآباء و الأمهات الذين قتلوا أولادهم جهلاً و ظلماً و عدواناً ، إحداهن تكتم نفس ابنتها بالمخدة لمجرد بكائها و لا تفارقها حتى تفارق الأخرى الحياة و تلفظ أنفاسها الأخيرة أمامها ، و أخرى تصب الجاز على رأس ابنتها لتداويها من مرض انتشار بعض الحشرات في رأسها فتموت في الحال .... إلى آخر ما نشاهده و نقرأه فهذا قليل من كثير . و العجب كل العجب أن أكثر هذه المشاهد وجدتها مع الأمهات و ليس الآباء الأمهات اللاتي جبلهم الله تعالى على صفات الرحمة و العطف و الحنان فمن أين جاؤوا بهذه القسوة ؟ الله أعلم ! أنا لا أعمم القضية ، بل أعلم جيداً أن أكثر النساء - و الحمد لله - على ما جبلهم الله عليه من الرحمة و الحنان ، لكن هذا ما أراه و أسمعه . و الذي دعاني لكتابة هذا الموضوع هو أني تذكرت موقفاً حدث منذ زمن بعيد و لكن لا زلت أذكره بحذافيره و إليكم القصة : كنت في مكان العمل - أحد مراكز الاتصالات - إذ دخلت علىّ إحدى النساء من زبائن العمل و معها ابنتها الصغيرة ، تبدو على الأم ملامح الشدة و العنف ، و الغلظة ملء وجهها ، و بعد أن أجرت الأم مكالمتها التليفونية طلبت البنت الصغيرة - على استحياءٍ و خوف - من أمها أن تجرى هى الأخرى مكالمة بإحدى صديقاتها و قالت لها : ( صحبتي فلانة نفسي أكلمها بقالي كتيير أوي مكلمتهاش ممكن يا ماما أكلمها ؟ ) فأجابتها الأم بكل شدة و بصوتٍ عالٍ : ( لأه طبعاً صحبتك ايه و زفت ايه ؟ ) و بعد تحايلٍ شديد من البنت و استعطاف وافقت الأم ، و والله لم تمض على المكالمة 20 ثانية حتى تضايقت الأم و أخذت تنهر ابنتها نهراً أمام أعين الجميع ثم فوجئت بأنها تضربها و تنغزها بكوعها في صدرها و البنت لا زالت تتحدث مع صديقتها ثم انتزعت الأم الهاتف من يد ابنتها و قالت : ( بتقولي ايه كل ده ؟ ) و أعطتني الهاتف و قالت أغلق الخط ، فأمسكت به و إذا بمدة المكالمة لم تكمل الدقيقة ! لقد ذهلتُ كثيراً مما رأيت حتى أنني من فرط ذهولي لم أتكلم بشيئ في أول الأمر حتى ترادّت إلىّ نفسي ، و لم تنته الأم من سلسلة اللوم و التوبيخ مع ابنتها حتى قاطعتها بشدة قائلاً : ( هى عملتلِك ايه عشان تعملي معاها كل ده ؟! ) و بدأت البنت تدافع عن نفسها شيئاً فشيئاً ، و قد لفت انتباهي قول الأم لها أثناء النقاش تسألها عن البر : ( مبتسمعيش كلامي خالص فين بأه البر ؟ ) ، سمعتها مرة و لكنها أخذت تتردد في ذهني و على لساني مرات حتى بعد أن غادرا المركز ، ثم أجرى الله على لساني هذا البيت و كأني أرد به على مقولة تلك المرأة الفظة الغليظة بلسان ابنتها : تبدّلتم حنانكمــو جفـــاءً **** فأوليناكمــو منا العقوقـــا أعلم أن هذا البيت لا يحمل على عمومه هكذا و لكني أعتقد أن ما مررت به من التجربة الشعرية الصادقة في هذا الموقف هو الذي جعلني أرتجل بيتاً كهذا . و الشيئ المؤسف أن هذا البيت حفظه معظم شباب عائلتي ؛ فصار كل واحدٍ منهم إذا حدث بينه و بينه أمه شجار و ذكرتْ له البر رد عليها بهذا البيت ، فترجع بعد ذلك جميع الأمهات علىّ باللوم بسبب تأليف ذالك البيت ، لكنهم يفعلون ذلك من باب الممازحة فقط معي . و ختاماً أذكركم بحديث النبي - صلى الله عليه و سلم - : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا ) ، و قال أيضاً : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) فالرحمةَ الرحمةَ عباد الله |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خير مشرفتنا الكريمة رنا رسلان صحيح توجد نماذج للأسف على شاكلة هذه الام غير الحنونة ! صفة الحنان والعطف مرتبطة بالام فاذا تخلت الام عنها يكون الامر فظيعا سبحان الله بل وصل الحد في بعض الامهات الى ان يعتبرن أن إرضاع أطفالهن مضيعة للوقت !!:confused: لا أدري هل السبب في ذلك هو سيطرة الماديات وعلى حياتنا بهذا الشكل حتى جردت بعض الامهات من فطرتهن الانسانية واورثت بدلا منها الجفاء و القسوة لابنائهن الله المستعان جزاك الله خير أختي الكريمة ونسال الله تعالى الهداية لنا جميعا بارك الله فيك |
الساعة الآن : 01:59 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour