ملتقى الشفاء الإسلامي - موقف طريف ...!!!

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على منْ لا نبي بعده، أمابعد:

فهذه قصة طريفة أنقلها لكم من كتب الأدب، وهي من باب الطرائف التي يتناقلهاالرواة، وذلك للمشاركة في فرحة العيد، والترويح عن القلوب بما هو مباح وصحيح، وصاحب هذه القصة رجل مشهور بالدعابة، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

يقول الهيثم: قدِم تميمُ الداري من الشام وكان تاجراً، فأتاه نعيمان وقال له:
هل لك في غلامٍ تاجرٍ له فضل ودين؟قال: وكيف لي به؟قال: إنه إنْ علم ببيعنا إياه لم تنتفع به، ولكن انطلق معي حتى أريكه، فإنه عندنا بمنزلةالولد.
قال: فأدخله المسجد، وأراه سويبط بن عبد العزى، فنظر إليه فأعجبه.
فقال: بكم؟ قال: بمائة دينار.
قال: هي لك، فأخذ منه المائةدينار.
فلما حضر شخوصه أتى نعيمان، فقال: الغلام! فمضى معه إلى المسجد، وقال: دونك الغلام.
فجاء تميم وسويبط يصلي إلى جانبه ركعتين، ثم قال له: خَفَّف، فخفف،وقال له: ما حاجتك؟قال: قد باعَك أهلُك مني.
قال: وأي أهلي؟فارتفع الكلام بينهما حتى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: ما شأنكم؟قال تميم: يارسول الله باعنيه أهله.
فقال صلى الله عليه وسلم: إني لأظن أن نعيمان صاحبه! عليَّ به.
فلما جاء قال له: ويحك ما هذا؟قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! تزوجتُ امرأةً ولم يكن عندي نفقة ولا صداق أدفعه إليها، ولم أجدْ إلا مارأيت!
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لتميم: هي لك عندنا.
وختاماً أتمنى أن يكون في مثل هذه المواقف الطريفة الترويح عن النفس، وبعث البهجة في القلوب، وعسى أن أكون وفقت في اختيارها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته