قصه السمكه
قصه يرويها الامام الجليل احمد ابن مسكين فقيه بغداد
يقول الامام احمد ابن مسكين حصلت القصه وهو في مدينه بلخ بخرسان وكان أمام بلخ هو ابو عبد الرحمن في تلك الفترة وكان يلقبونة الناس لقمان الامة لشدة علمه واطلاعه وكان لهذا الامام أبو عبد الرحمن مجلس وعظ يعظ بة الناس فيقول الامام احمد ذهبت الى مجلس لقمان الامه وقد اضطر الشيخ الى التأخر فأنتظروة فقال الناس من يحدثنا الى ان يحضر لقمان الامة فقام احد تلاميذ شيخ الامة وأمسك بيد الامام احمد ابن مسكين واجلسة على كرسي الشيخ وقال امام الناس انت فقية بغداد وانت التقيت مع احمد ابن حنبل والتقيت مع بشر الحافي امام الزهد والورع فقال حدث الناس بما سمعت من هذين الرجلين . فجلس فلما هدئت نفسه قال لهم هذه القصه يقول رئيت رؤية وانا عندكم في بلخ وهذه الرؤيه ذكرتني بقصه حدثت لي منذ زمن وانا في بغداد فاحببت ان احدثكم بالحادثه والرؤية التي رئيت يقول كنت في بغداد وكنت ان ذاك فقير فقر شديد ضاقت بي الدنيا وكنت متزوج ولي طفل صغير ووصل بي الامر ان ليس عندي ما اطعم بة اولادي وجاء يوم صحراوي وكأن الشمس خرجت من الرمال وليس من الغيوم وأخذت زوجتي تبكي من شدة الجوع واخذ ابني يبكي من شدة الجوع يقول فزاد ألمي وحري وجوعي من دموع زوجتي وابني فبحثت عن شيء اطعمهم فما وجدت شيئا فقلت في نفسي اذا لم تأكل الخشب والحجارة فلا اقل من تأخد ثمن الخشب والحجارة فقررت ان أبيع البيت وأشتري بثمن البيت ما يطعم بة أهلي من شدة ما ضاقت بة الدنيا هكذا وصل به الفقر والجوع أن يبيع بيته يقول فبتنا ببطون جائعه انا وزوجتي وابني فما استطاع ان ينام من شدة التفكير من سيشتري بيتا ليس به شيئا فالبيت قديم فنشغل بهذا الهم الشديد الى ان كان اخر الليل فقلت اذهب للمسجد واصلي لعل الله سبحانة وتعالى يرزقني فخرج الى المسجد وبدأ يصلي ويدعوا الله سبحانة وتعالى وبقى على هذا الحال الى صلاة الفجر وصلى مع الناس وهو يدعوا ربه ان يرزقه وأطال الجلوس بالمسجد وهو بشدة الهم والانشغال خرج الناس وخرج معهم وبينما هو يفكر في همة خارج المسجد وجد صديق له وهو صياد وكان يعرفة منذ زمن قديم وقال له انا اريد ان ابيع بيتي فهل تعرف احد يستطيع ان يشتري بيتي فقال الصياد أوصل بك الحال الى هذا الامر؟؟؟ قال نعم فقال الصياد خذ هذا المنديل ففتحتة واذا بة خبزتين ورقاقتين وبينهم قطعت حلوى اطعم اهلك وانا ابحث لك عمن يقرضك او يشتري بيتك فوللهي ان بهاتين الرقاقتين لبركه الشيخ فستغرب احمد من الصياد من قولة ان بهما لبركة الشيخ فقال ما قصدك بركة الشيخ فقال الصياد يا احمد ابن مسكين انا كنت مثلك لم يكن عندي شيء وقطع مني الرزق فلما صليت الجمعة وخرجت من المسجد رأني امام بغداد بشر الحافي بهم شديد وسئلني عما بي فقلت لا يوجد عندي شيء يؤكل او شيء استطيع ان اسد به جوعي وجوع اهلي فقال الامام بشر الحافي الله المستعان تعال وخذ شبكتك تعال معي الى الخندق وهو مكان بالنهر يصطادون به فذهب معة ولما وصلوا للخندق قال لي توضئ فقال لة الامام صلي ركعتين واخذ يدعوا بالحاح شديد ثم قال ارمي شبكتك فقال رميت الشبكة فما ان رميتها حتى احسست ان بها شيء فأخذت اجرها فما استطعت واخذت اجر فما استطعت فقلت يا شيخ ساعدني فقام وساعدة وسحب الشبكة فإذا بها سمكه ضخمه كبيرة ما رئيت مثلها من قبل فحمد الله الصياد فأتى يحملها على ظهرة فما استطاع فساعدة الشيخ في حملها فلما وصل السوق والسمكة على كتفة ليبيعها وعلى باب السوق فإذا باحد التجار يقول اتبيعها قال نعم قال بكم فقال بثمن غالي فأشتراها فحمد الله واخذ المال واطعم اهلة حلوى وخبز فبقي بعض من الحلوى والخبز الزائد فاخذتة في لفافه الى الشيخ وطرقت الباب فقال من قلت الصياد وقال ادخل فدخلت فقال اذا معك حاجة ضعها على الباب فوضعت الفافة عند الباب ودخلت على الشيخ وقلت لة ان معي لفافة بها من الخبز والحلوى هي هديه مني لك على ما فعلتة معي وعلى دعائك لي فقال يا صياد لو اطعمنا انفسنا هذا ما خرجت السمكة فقال الشيخ خذ الفافة واطعمها لاهلك فبينما انا راجع من عند الشيخ وجدتك فأنت بحاجة لها فأطعمها لاهلك وانا سأبحث عمن يشتري بيتك ففرحت لاني وجدت ما اطعم به اهلي وانا اقول في نفسي لعن الله الدنيا وبينما هو في طريقة الى بيته اذ توقفة امرأة ومعها طفل صغير وهي تنظر الى الفافة التي بيدة وتقول له هذا الطفل يتيم وجائع لا اهل له فأطعمه شيئا يرحمك الله فحرك الطفل قلب احمد ابن مسكين وتذكر امرأته وابنة وهما جائعان ايضا وبدأ يفكر ويقول اذا اطعمت اهلى فأن فية اجر وان صبرت واطعمت الطفل وامة اخد خمسه اجور اجر الصبر وصبر زوجتي وابني وفرجت المرأة وولدها فقال اصبر على الجوع ولو ايام واصبر زوجتي واهلي وقال للمسكينة خذي واطعمي ابنك فبكت المرأة وفرح ابنها فرح شديد وقرر ان لا يذهب الى البيت وقرب الظهر ومال الى حائط يفكر وبينما هو بهمة اذ سمع بصوت ينادي يا احمد ابن مسكين وكان صوت الصياد فقال ما بالك قال ما يجلسك هنا وفي بيتك الخير فقال ومن اين خرجت السمكة يا صياد اي من اين هذا الخير يا صياد فقال عندما تركتك استطعت الحصول على قرض لك وبعض الطعام وذهبت لبيتك لاوصل لك الطعام وظننت انك بالبيت وانا في الطريق اذ رجل ينادي من يعرف مسكين البصري وما كان الناس يعرفون ان احمد بن مسكين هو البصري وعندما سكن بغداد سمي البغدادي فقال الصياد انا اعرفة فقال ماذا تريد منه قال انا تاجر من البصرة ابو احمد ترك عندي مال من ثلاثون سنة فأفلست وما استطعت ان ارد المال فأستأذنته ان اسافر وعندما يصبح عندي مال اعيدة لك فوافق فسافر التاجر حتى ذهب لخرسان فأصلح الله حاله وايسر عليه وكنت ابحث عن طريقة اعيد اليه الاموال الى ابو احمد الى ان يسر الله له الان واخذ الاموال وكان قد تاجر باموال ابو احمد ففتح الله علية وعاد بقافلة كبيرة هي لمسكين البصري فذهبت بالاموال للبصرة لاعطيها لصاحبي فقالوا انتقل لبغداد وها انا ابحث عنة فذهبوا لدار وتركوا القافة عند اهلة وشبعوا فقال احمد ابن مسكين سبحان الله لو اطعمنا انفسنا هذا ما خرجت السمكه وذهبت للبيت فاذا بالناس تجتمع عند بيتي وعند بيتي قافلة كبيرة فأخذت اتصدق على الناس كنت فقيرا وسبحان الله اصبحت الان من كبار التجار قال اما الرؤيه فأني رئيت كأن يوم القيامة قام وجيئ بي لتوزن اعمالي وجعلت سيئاتي وكانت قليلة في كفة وحسناتي وكأنها جبال بكفة ولكن كفه السيئات ارجح وتعجبت فجائوا واخذوا حسنة من الحسنات واذ تحتها دابه الرياء والغرور فهذا الغرور اكل وزن الحسنات وجائوا بحسنات الصدقات فأذا بداخلها الرياء كلما جائوا بحسنة وجدوا تحتها رياء وغرور حتى الصلوات جميعها ورائها غرور ورياء ما بقى له شيء واذ بالميزان خالي فنادى منادي الم يبقى لة شيء نضعة بالميزان واذا بواحد ينادي من بعيد بقى هذا بقى هذا فاذا معه لفافة بها خبزتين وبداخلها حلوة فقلت لنفسي واللهي انني هالك وأخذت انظر فقالوا لابد من وزتها ووضعت الرقاقتين والحلوى وقبل ان تصل للميزان واذا بأحد ينادي فقالوا نصف الاجر لصياد فأخذت نصفين ووضع نصف بالميزان واخذت تثقل الكفه وتثقل وتثقل حتى اقترب من النزول ومازالت كفت السيئات اثقل بقليل فكانت هذه مخلصة ما بها رياء وقالوا ما بقي شيء فاذا بجوع زوجتى واهلى ووضع بالميزان يثقل حتى صارت كفت الحسنات قريبة من السيئات فأيقنت بالهلاك وكادوا يأخذوني لنار قالوا هل بقى شيء قالوا دمعة المرأة التي بكت فرحا عندما اطعمت ولدها فأخذت الدمعة ووضعت بالميزان فاذا بالدمعة تكبر حتى صارت كالبحر وتخرج سمكة كبيرة تخرج من داخلها ويقولون لقد نجى لقد نجى واستيقظت وانا اقول من اين خرجت السمكة لو اطعمنا انفسنا هذا ما خرجت السمكة |
الساعة الآن : 08:42 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour