ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   قِمَّة المَحَبَّة والوَفاء والعَفْو ! تعالى لتبكى !! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=90048)

fathyatta 28-12-2009 08:20 PM

قِمَّة المَحَبَّة والوَفاء والعَفْو ! تعالى لتبكى !!
 

http://www.3deeel.com/vb/images/bsm.gif


قِمَّة المَحَبَّة والوَفاء والعَفْو !



تعالى لتبكى !!



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

صلى الله عليه وسلم


( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

(آل عمران:104)


جيل لن يتكرر

أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه
أمامه

‏قال عمر: ما هذا

‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا

‏قال: أقتلت أباهم ؟‏قال: نعم قتلته

‏قال : كيف قتلتَه ؟

‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته، فلم ينزجر،

فأرسلت عليه ‏حجراً، وقع على رأسه فمات...

‏قال عمر : القصاص .... ‏الإعدام.. قرار لم يكتب ...

وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ،

لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل

هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟‏ما مركزه

في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه

لا‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب

شرع الله ، ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..

‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به

السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي

وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك‏سوف تقتلني ، ثم أعود

إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا

قال عمر : من يكفلك

أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟

‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ،

ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة

ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ،

إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..

‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع

عنده ؟ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت

الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه‏وقع في حيرة ، هل يُقدم

فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه

فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،

ونكّس عمر‏رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟

‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..

‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!

‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته

وزهده ، وصدقه ،وقال: ‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله

‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!

‏قال: أتعرفه ؟

‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟

‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ،

وسيأتي إن شاء‏الله

‏قال عمر : يا أبا ذرّ ،

أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!

‏قال: الله المستعان يا أمير

المؤمنين ...

‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه،

ويُودع‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ،

ليقتص منه لأنه قتل ....

‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،

وفي العصر‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء

الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر‏وجلس أمام عمر ،

قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!

‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير

عادتها، وسكت‏الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا

يعلمه إلا الله.

‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من

جسمه إذا أراد‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه

أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج

لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى

أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...

‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر

،وكبّر المسلمون‏معه

‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما

شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!

‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من

الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت

أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ

لأُقتل..

وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس

فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟

فقال أبو ذر :

خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس

‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟

‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..

وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !

‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ..... ‏

جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله

خيراً يا أبا ‏ذرّ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله

خيراً أيها الرجل‏لصدقك ووفائك ... ‏وجزاك الله خيراً يا

أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....

‏قال أحد المحدثين :

والذي نفسي بيده ،


لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفان عمر!!.


ATTAــــــ FATHY

نور من الله 28-12-2009 10:04 PM

رد: قِمَّة المَحَبَّة والوَفاء والعَفْو ! تعالى لتبكى !!
 
السلام عليكم
شكرا لك على موضوعك الطيب
بارك الله لك
وبالتوفيق


الساعة الآن : 01:54 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 16.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.71 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (0.81%)]