السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"فلولا إدا بلغت الحلقوم وانتم حينئد تنظرون*ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون"

عند احتضار الانسان منا ياتيه ملك الموت ليقبض روحه اينما كان
فيراه ويسمعه ويكلمه لابعينيه ولا بادنيه ولا بلسانه..كيف؟
لست ادري..سوى انه بدأ يتحول الى عالم آخر..يرى ويسمع ويتكلم بمقاييس اخرى لا ندركها نحن الاحياء والامثلة على دلك كثيرة منها:

دكر ابن ابي الدنيا ان عمر بن عبد العزيز لما كان في يومه الدي مات فيه قال:
اجلسوني فاجلسوه فقال:انا الدي امرتني فقصرت ونهيتني فعصيت
قالها ثلاث مرات ولكن لا اله الا الله ثم رفع راسه فاحاط النظر
فقالوا انك لتنظر نظرا شديدا يا امير المؤمنين فقال:
اني ارى حضرة ماهم بانس ولا جن ثم قبض رحمه الله


وقال:فضالة بن دينار حضرت محمد بن واسع وقد سجى للموت فجعل يقول:مرحبا بملائكة ربي ولاحول ولا قوة الا بالله وشمت
رايحة طيبة لم اشم قط اطيب منها ثم شخص ببصره فمات

بعد قبض الروح ان كانت روحا طاهرة ولها اقارب في دار الاخرة فانهم ان كانوا من اهل الجنة يلقونها بلهفة وفرحة شديدة ويسالونها
عن احوال احيائهم في الدنيا وتصعد بها الملائكة من سماء الدنيا الى اخرى حتى تصل بين يدي الله سبحانه وتعالى ..ثم تاتي هده
الروح فتشاهد غسل البدن وتكفينه وحمله وتقول:
قدموني قدموني او الى اين تدهبون بي؟
ولا يسمع الناس دلك فادا وضع الميت في لحده فان الروح تعاد بين الجسد والكفن ليسأل وحينداك يسمع خفق نعال آخر المشيعين
ويكون قد سوى عليه التراب
ولن يحجب التراب وصول الملائكة اليه فقد جعل الله الحجارة والتراب للملائكة بمنزلة الهواءللطير واتساع القبر وانفساحه للروح بالدات والبدن تبعا فيكون البدن في لحد اضيق من دراع وقد فسح له مد بصره تبعا لروحه
وتفصيلا لكل ما سبق وتاكيدا له حديث الرسول عليه الصلاة والسلام إد قال:

إن العبد المؤمن ادا كان في إقبال من الاخرة وانقطاع من الدنيا
نزلت اليه ملائكة كأن وجوههم الشمس فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند راسه فيقول:ايتها النفس الطيبة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فئ السقاء فيا خدها فادا اخدها لم يدعها في يده طرفة
عين حتى ياخدوها فيجعلوها في دلك الكفن ودلك الحنوط
ويخرج منهاكاطيب نفحة مسك وجد على وجه الارض قال:
فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملا من الملائكة الا قالوا ما هدا
الروح الطيب؟ فيقولون:فلان ابن فلان باحسن اسمائه التي كانوا يسمونه في الدنيا حتى ينتهوا بها الىالسماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها الي السماء التي تليها
حتى ينتهي بها الى السماء التي فيها الله تعالى فيقول الله عز وجل
اكتبوا كتاب عبدي في عليين واعيدوه الى الارض فاني منها خلقتهم وفيها اعيدهم ومنها اخرجهم تارة اخرى قال:فتعاد روحه في جسده فياتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له :من ربك ؟فيقول ربي الله
فيقولان له ما دينك؟فيقول ديني الاسلام فيقولان له ما هدا الرجل الدي بعث فيكم؟فيقول هو رسول الله فينادي مناد من السماء او صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا له بابا من الجنة
قال:فياتيه من ريحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره
قال وياتيه رجل حسن الثياب طيب الريح فيقول: ابشر بالدي يسرك هدا يومك الدي كنت توعد فيقول له من انت؟ فوجهك الوجه الدي يجئ بالخير فيقول انا عملك الصالح فيقول ربي اقم الساعة
حتى ارجع الى اهلى ومالى قال:وان العبد الكافر ادا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند راسه فيقول ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى سخط من الله وغضب قال:فتتفرق في جسده فينتزعها كما
ينتزع السفود والسفود حديد يشوى عليه اللحم من الصوف
المبلول فياخدها فادا اخدها لم يدعها في يده طرفة عين حتى
يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كانتن ريح جيفة وجدت
على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملا من الملائكة الا قالوا ما هدا الريح الخبيث؟فيقولون فلان ابن فلان باقبح اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي به الى سماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
"لاتفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط"
فيقول الله اكتبوا كتابه في سجين في الارض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ
"ومن يشرك بالله فكانما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق"فتعاد روحه في جسده وياتيه ملكان فيقولان له من ربك ؟فيقول هاه هاه لا ادري فيقولان له ما هدا الرجل الدي بعث فيكم؟ فيقول هاه هاه لا ادري
فينادي مناد من السماء ان كدب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له بابا الى النار فياتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه فترة حتى تختلف فيه اضلاعه وياتيه رجل
قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول :ابشر بالدي يسوءك هدا يومك الدي
كنت توعد فيقول:من انت ؟
فوجهك الوجه الدي يجئ بالشر فيقول انا عملك الخبيث فيقول:رب لا تقم الساعة

قال تعالى في كتابه العزيز
"يثبت الله الدين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين
ويفعل الله مايشاء"

اللهم اني اسالك الثبات في الدنيا والاخرة