
17-10-2010, 05:42 PM
|
 |
قلم فضي
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: في ارض المقاومه ....غزة الصمود والتحدي
الجنس :
المشاركات: 2,692
الدولة :
|
|
رد: اخر اخبار فلسطين الجريحه ليوم الاحد 17\10\2010
إقتصادية| 2010-10-17
في الضفة.. موسم زيتون مغمس بالدم
الضفة المحتلة – خاص الرسالة نت
بتجاعيدها المهمومة ويديْها الهزيلتين، تفرّق أغصان زيتونها باحثة بصعوبة عن ثمرة تزيل شيئاً من استيائها، ولكنها كلما نظرت إلى تكسّر الفروع عادت تكبت دموعها وتحبس القهر في روحها.
فلطالما تغنّت به أرواحهم وكبرت معه أجسادهم، لأن ثماره المباركة تخرج من أرض مباركة وتجنيها سواعدهم التي ما ملّت طعم التعب ولا حبات العرق تتساقط لترويَ المزيد من الغراس.. في الضفة هو حالهم، ولكنه معكر دوماً بقطعانٍ غريبة عن تراب الأرض وسوداءَ تخدش طبيعتها، لا يمر يومٌ في موسم جني الزيتون إلا وتتسلل أياديهم ناهبةً غادرةً سارقة.
تقول أم جميل مسعود من قرية عزموط شرق نابلس:" شجر الزيتون قاسٍ ولا يحمل الكثير من الثمار، كل ذلك بسبب المستوطنين، فهم يهاجموننا دوماً ويمنعوننا من الوصول إلى أراضينا ويحملون السلاح ليهددونا ويبعدونا عن الأشجار".
سياسة المغتصبين المتعطشةُ للنهب والعربدة تنتشر على كل أراضي الضفة الخضراء، فأمست مستوطناتهم تتوسع على حساب زيتون الأرض وتلتهم معظمه، أما أصحاب الأرض فممنوعون من الوصول إلى أشجارهم والعناية بها، والنتيجة أشجار يابسة وثمار قليلة وأرض محرمة على أبنائها.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل وبعد التعب المميت في جني الزيتون يقف المغتصبون بالمرصاد عند حدود الأرض مستعدين لسرقة الثمار من الأهالي الذين يُهددون ببنادق الجنود الحارسين، هناك دوماً معركةُ الدفاع عن الأرض وعن حبات خضراء سكنت النفسَ مذ غُرست جذورُها.
فيقول الحاج أبو عطا من قرية بورين جنوب نابلس لـ"الرسالة نت":" يومياً نتعرض لهجمات من المغتصبين الذين يحاولون سرقة ثمارنا بعد أن نجنيها، وكأنهم يراقبوننا ويرون متى ننتهي من القطف فيهجمون علينا ويسرقون الأكياس بحماية الجيش".
وفي كل قرى الضفة تقريباً شوهدت مجموعات من المغتصبين تهاجم المزارعين وتسلبهم ثمارهم تحت تهديد السلاح، كما يقومون باستغلال تواجد بعض الأطفال وحدهم أثناء عودتهم إلى منازلهم قبل أهاليهم ويسلبونهم المحاصيل التي بحوزتهم، في حين يقف جنود الاحتلال مستمتعين بفصول الإذلال هذه.
ويضيف أبو عطا:" في إحدى المرات عدنا إلى منزلنا وقت الغروب حاملين عشرة أكياس من الزيتون، ولكن المغتصبين وقفوا لنا بالقرب من الشارع الرئيسي وحاولوا سرقة الأكياس فتصدينا لهم وأبعدناهم عنا فقام الجنود بإطلاق النار في الهواء لتخويفنا وإرغامنا على التراجع، وعندما شكونا المغتصبين قام أحد الضباط بتقسيم الأكياس العشرة علينا وعلى المغتصبين لحل النزاع كما قالوا، وكأن لهم أي ثمرة فيه! فهل هذا عدل على أرضنا؟".
وفي بعض القرى تفشل مجموعات المغتصبين في سرقة محصول الزيتون بعد تصدي الأهالي ومقاومتهم، فيهربون مخذولين بجبنهم مكللين بحقدهم، ولكن ما إن ينتصر الحق على باطلهم حتى يبدأوا بحرق الأرض وما عليها قهراً وخوفاً وجبناً، وليست قرية تل ببعيدة عن إجرامهم الذي طال مئات الدونمات وحوّلها إلى سواد.
ويقول رئيس مجلس قروي تل غرب نابلس عمر اشتية لـ"الرسالة نت" إن مجموعات من المغتصبين قامت بمهاجمة المزارعين في الجهة الغربية للقرية يوم الجمعة الماضي، فتصدى الأهالي لها وأجبروها على الهروب نحو مستوطنة جلعاد المقامة على أراضي القرية، وبعدها بقليل فوجئ المواطنون بألسنة اللهب تشتعل من بعيد في الأشجار القريبة من المغتصبين وتمتد إلى مئات الدونمات.
ويتابع:" النيران طالت مئات الدونمات وامتدت إلى أراضي قرى مجاورة، ودوما يعتدي المغتصبون على محاصيلنا وأراضينا ويهددون المزارعين حتى بات الموسم ضعيفاً".
وحتى عند ذلك لا تتوقف اعتداءاتهم، فبات المغتصبون يسخّرون طرقاً أخرى تغطي جبنهم وخوفهم من الاقتراب من أراضي الفلسطينيين.
وتقول السيدة جميلة هديب من قرية مردا في سلفيت:" يقوم المغتصبون في أحيان كثيرة بإطلاق قطعان الخنازير البرية تجاه الحقول الأمر الذي يخيف الأهالي ويمنعهم من الوصول إلى أشجارهم، كما يطلقون الكلاب الشرسة ويبقونها في الأراضي فترة من الوقت حتى يتمكنون من سرقة الثمار".
ووصولاً إلى مقاطع الحجارة الأسمنتية التي تتلوى كالأفعى بين قرى الضفة، فلا يكاد يبدأ موسم الزيتون حتى تتفتح جروح المزارعين ممن منعهم الجدار العنصري من الوصول إلى أراضيهم، بل يقف عقبة أمامهم في الوصول إلى الأراضي القريبة منه.
ويوضح المزارع سعد سرور من قرية نعلين:" نحن كان لنا 300 دونم تقريباً في القرية وعندما شُيد الجدار تبقى لنا 40 فقط، وحتى هذه إذا أردنا الوصول إليها نتعرض للتنكيل من جنود الاحتلال ونُطرد من أرضنا.. كنا نبيع الزيت والآن نشتريه من الناس".
وبما أن الجدار يلتهم ثلث أرض الضفة تقريباً فيؤثر هذا سلباً على كميات إنتاج الزيتون في الضفة، والموسم الذي كانت تُضرب الأمثال بجوده وكثرة محصوله بات يئن تحت ظلم المغتصبين وسياسات الاحتلال، وإنتاجه قل إلى الثلث في ظل قيودٍ قاسية تكبّل زيتون الأرض وتحرم أصحابه من الوصول إليه أو تسلبهم حقهم فيه.
وفي هذا تشير الإحصائيات والتوقعات إلى إنتاج ما يقارب 24 ألف طن من الزيتون في معدل يقل كثيراً عن احتياجات السكان ومحددات التصدير، حتى وصل الحد بالمؤسسات الدولية إلى مطالبة الاحتلال برفع القيود عن إنتاج الزيتون الفلسطيني.
وفي هذا السياق دعت منظمة “أوكسفام” الإنسانية البريطانية الاحتلال إلى رفع القيود المفروضة على إنتاج زيت الزيتون في الضفة من أجل الإسهام في مضاعفة عائدات المزارعين الفلسطينيين، معتبرة أن جني الزيتون لا يمكن أن يؤتي ثماره طالما تواصل "إسرائيل" عرقلة وصول المزارعين الفلسطينيين إلى أراضيهم ووسائل عيشهم، وبالتالي إلى الأسواق الأجنبية.
وندد التقرير بوجود عدد كبير من المستوطنات وهجمات المستوطنين المتكررة على المزارعين لا سيما في موسم قطف الزيتون واقتلاع آلاف الأشجار وإتلاف جزء كبير من الثمار.
ويبقى لسان حال المزارعين على أرضهم أن ظلام الليل إلى زوال، فتقول الحاجة أم جميل مسعود:" رغم كل شيء لا يمكن أن نفكر يوما بأن نترك أرضنا أو نتوقف عن قطف الزيتون والاعتناء بأشجارنا.. هذه شجرة مباركة نبتت في أرض مباركة لا نتخلى عنها لو قتلونا".
__________________
اْرفع راْسك فاْنت مسلم فلسطيني مقاوم  فـلســـ ــــــــطين
|