[أم عبد الله]

رفضتني صغيرة.
تخلَّيت عنِّي كبيرة.

لِمَ لم أشعر بوجودك؟!
لمَ ضَنِنتَ عليَّ بذلك؟!
ما الجَرِيرة التي ارتكبتُها؟!

سجن الفكر في الزوايا..
الصحراء المُوحِشة..
الكهوف المُظلِمة..
كانت المَصِير..

أرجوك.. وضِّح لي.. فسِّر..
قُل شيئًا..
تعلَّمت في المَدارِس أنَّك خيمة تَحمِي الجميع!!

نبْع العَطاء الفيَّاض..
منجم الحَنان..
إنَّك.. وإنَّك.. وإنَّك.
معانٍ كثيرةٌ.. لكن..
كفَرت بذلك..

هجرتُ المدارس.. الكتب..
تعلَّقت بالأَوْهام أنسج منها التِّمثال..
نعم، لن أكذِب، أحبَبتُ تمثالي
رسمتُ فيه كلَّ أحلامي..

يغدق عليَّ ألوان الحب.. العطف.. الحنان
أحيانًا يَقسُو عليَّ.
هو يَراني إنسانًا.
إنسانًا يستحقُّ الحياة.
قُل عنِّي ما شئت.

فقدتُك في كلِّ حالاتي.
شعرتُ باليتم.
غرقتُ في بحرِه فلم تنقذني.
لا تطلب من الأشلاء.. البقايا.. التراب..
أنْ يعود كما كان.. يُشكِّل إنسانًا..

فاتَ الأوان..
نعم، فاتَ..


الكاتبة مريم الهادي