رواية لم تكتمل ...
في صباح ذلك اليوم المشرق والجميل
وعلى أنغام ضحكات الأطفال وغناء العصافير
قررت أن اروي حكاية تمتد عبر الزمان
حكاية أم لازمتها الجراح
سمعت صوت أنينها ... نعم ، فأنينها لم يكن كصوت طفل بكى من شدة الألم
بل كان اشد على أذني من صوت أم بكت في وسط الظلام على فقد ابنها
أتدركون ما الذي يعنيه بكاء أم !!! .
عجبا أي أم تلك التي اسمع أنينها الدنيا
فبكت السماء لبكائها وارتجت الأرض عندما تساقط دمعها
الدمع ملأ مقلتيها ولم يكن دمعا كالذي نعرف
بل كان دما تساقط من عمق الجراح .. فما الذي حدث ويحدث ؟؟؟
يا الله أي أم تلك وأي أم تكون
أي أم هذه التي تساقط دمها من العيون
وأي خطب ذاك الذي أبكاها بحرقة المحزون
أما سمعتم أنينها يا مخلصون
أما شاهدتم دمعها يا مسلمون
إني محدثكم فاسمعون :
بداية القصة كانت قبل أعوام مديدة ... لتبدأ معاناة أم حنون
نكبة ثم نكسة لم تنتهي ... والأم تخفي دمعها كي لا نهون
في قلبها قد أشعل الباغي حقده ... وبدمعها قد أطفأت نار المنون
في حجرها دم الأبناء لاذ ليختفي ... فلعله يجد الحنان المختفي
صاح الكبير مع الصغير بصوتهم ... أمـــــاه يا أمــــــــاه أين أحبتي
أمــــــــاه أين الأهل والأصحاب ... أين إخواني يواسوا غربتي
وفجأة ...
إذ بالصمت يخيم على المكان
وشمس ذاك اليوم المشرق أخذت تتلاشى هربا من شدة الموقف وهول الرواية
فالشمس تدرك أنها وبرغم إشراقها كل يوم
لتضيء شيئا من الظلام وتخفي قليلا من معاناة تلك الأم
إلا أنها تدرك أن المأساة كبيرة
نعم غابت شمس ذاك اليوم وغابت معها كلماتي
والصمت خيم من جديد على المكان
ضحكات الأطفال غابت وغناء العصافير انقطع
ومأساة تلك الأم مستمرة ومتجددة
نعم فهي أمي وأمكم " فلسطين "
فهل هناك داع لإكمال الرواية ... ؟