السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
أرجو أن تفسروا لي ما رأيت في منامي إن لم يكن في ذلك مشقّة،
فقد كان ذلك في ليلة من أواخر ليالي شهر رمضان أو بعده مباشرة
و إلى حدّ الساعة لا أقدر على ربط ما في ذلك المنام بحياتي و لا فهم ما فيه.
رأيت نفسي دخلت إلى مسجد (بقصد الصلاة) جدّ واسع جدرانه بيضاء و لا زخرفة عليها
و زرابيه جدّ كبيرة رائعة حمراء مزخرفة و وجدت جدّي يصلّي و خالي ( اسمه توفيق كان امام مسجد بدولة عربية)
معه ممدد عند رجليه، فنظرت إليه مستغربة حاله ، كيف أنّه ممد و جدّي يصلي مع انّ الجميع
يستعد لإقام الصلاة بعد ثوان و قلت : " رياض ماذا تفعل؟" ساءلة خالي، مع أنّ " رياض"
ليس اسمه ، فأشار إليّ أنّه ينتظر جدّي، ثمّ قال " دائما أسأل نفسي عن معنى رياض لكن...، أعلم أنّه جمع لكن!!!"
فأجبته " ألا تعلم أنّ في الجنّة كلّ مكان له اسم تماما كما في الدنيا
( قصدت أسماء الأحياء) فرياض اسم مكان في الجنّة"
( مع أنّي أعلم أنّه جمع روضة).
واصلت مشيي بهذا المسجد الشاسع متقدّمة نحو الصفوف الأولى فإذا بحلقة أخوات يتأهبنّ للصلاة
و معهنّ رجل فهت أنّه من سيقيم الصلاة، دنت منّي إحداهنّ في استحياء و كانت صغيرة السنّ ( فتاة)
و أفهمتني أنّها معجبة بذلك الشاب الذّي سيقيم الصلاة
فنصحتها بأن تتقدم و تصلي أمامه، ثمّ افتقدت أثرها،
وجدت نفسي مع مجموعة أخوات يفهمننّي أنّ ذلك الإمام المقيم يهمّه أمري و يريدني أمامه،
فأزعجني الأمر جدّا، و لم أحبّ ذلك كوني ما دخلت المسجد إلاّ للصلاة
و ما كنت أرغب في شيء سوى ذلك، لكنّهنّ دفعنّ بي إلى الصف الأوّل،
فإذا بذلك الشاب على يساري فتحرجت إحراجا شديدا، خصوصا
و أنّ إحدى أخواتي أعجبت به و من شدّة الحرج كوني على يمين الشاب
وضعنت بيني و بينه أختا أو اثنتين حتى لا أكون بجنبه، و رأيت أنّنا كنّا نصطف
على شرفة فهمت أنّه الطابق العلوي للحرم المّكي،
ثمّ و لا ادري كيف قيل لن تقام الصلاة الآن بل بعد قليل، فانفض من كان في الصف
و درت أنا لأتراجع كذلك إلى حين إقام الصلاة، فرايت نفسي بجلباب أخضر واسع
( كما تمنيته دوما) لكنّ قدماي كانتا مكشوفتين و ظهرتا بيضاء بياضا شديدا فاستحيت من ذلك
و تعجبت كوني عادة أسترهما فكيف لم أفعل ذلك اليوم، ثمّ فكرت و انتبهت لأنّ ذلك الشاب
يراني الآن و أنّه يرى وجهي و أنّ فكرة التخلف هذه ما كانت إلاّ كيدا كدنه الأخوات
ليرى الشاب وجهي و أنا في دوامة هذا التفكير جاءني رجلان أحدهما أسمر ملتحي ملامح
شديد سواد الشعر و العينين لم يكلّمني و الثاني الذي معه
أشهب شعره أصفر و غير ملتحي أبيض البشرة مائل إلى الحمرة و هذا كلّمني و قال
" نريدك أن تكوني أمامه حتّى تسمعي من هم بالخلف ما يقول،
فإذا قال السلام عليكم قولي السلام عليكم..." ي أن أبقى بجانب ذلك الإمام لأبلغ
من هم بالخلف ما يقول، أردد ما يقول، ثمّ انصرف الرّجلان عنّي، و بقي مشهد مخيف،
فكأنّ المسجد مسّه زلزال و النّاس يتعلّقون بجذوع شجر معلقة في سقف المسجد
و يهرعون في الإتجاه الّذي أنا واقفة به
و أنا أنظر إليهم من دون خوف و كأنّني في مأمن ممّا هم فيه،
و قلت في نفسي، كيف يهربون بهذا الشكل لو كنت أنا مكانهم لفكرت في أهلي،
و لبحثت عنهم، ثمّ قلت هذا من هول ما هم فيه،
كلّ واحد يفكر في نفسه لا لوم.،
و أنا أشاهد هذا المنظر وقف بجنبي خالي،
ذاك الّذي رأيته عند دخولي المسجد ( الإمام) و قال : أترين هذا؟ هذا عرفة.