بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإذا ألقينا نظرة على أحوال المسلمين في هذه الايام فلابد أن نصاب بالخزي لما سنشاهده من تفرقهم وتكالب الامم عليهم من كل مكان , والمسلمون كالريشة في مهب الريح , وكالغنم المتفرقة في الليلة الشاتية , بأسهم بينهم , وعداوتهم بينهم , يقتل أحدهم أمام عين أخيه وأخوه لايحرك ساكنآ ‘ انتشر بينهم الحقد والغل والحسد , تفرقوا شذر مذر ‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘ هذا واقع ماله من دافع ‘ ولكن ما السبب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماذا حدث ؟ بعد أن كنا ملوك الارض‘ بعدما كان فى أجدادنا من يقول لملك الروم حينما أسر امرأة مسلمة : ( يا كلب الروم أطلق سراحها والا أتيتك بجيش أوله عندك وآخره عندي ) , ولكن ان كان هؤلاء أجدادنا فبئس ما ولدوا ‘ خلفوا أجيالا أساءت للاسلام , خضعت لابناء القردة والخنازير , ولكن نرجع الى السؤال : ما السبب ؟؟؟؟؟ احتار كثير من الناس في الاجابة ‘ وسمعنا آراء كثيرة فدعونا من هذه الاراء , وهيا بنا نسمع رأي المصطفى صلى الله عليه وسلم ‘ وأنت عندما تقرأ هذا الحديث لن تملك الا أن تجدد شهادة التوحيد . فالنبى صلى الله عليه وسلم يصف لنا حالنا منذ أكثر من أربعة عشر قرنآ من الزمان وكأنه صلى الله عليه وسلم يعيش بيننا الان .
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر المهاجرين : خمس خصال اذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن :
* لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها الا فشا فيهم الطاعون والاوجاع التى لم تكن مضت فى أسلافهم الذين مضوا.
* ولم ينقصوا المكيال والميزان الا أخذوا بالسنين, وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم .
* ولم يمنعوا زكاة أموالهم الا منعوا القطر من السماء ‘ ولولا البهائم لم يمطروا .
* ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوآ من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم .
* وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى ويتخيروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم _ أى عداوتهم وبغضهم _ ) . رواه ابن ماجه ( 4019) والحاكم ( 4 / 540 ) وصححه ‘ عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعآ .
عرفنا إذآ يا مسلمون ما هو السبب فى تسلط اليهود علينا ؛ أننا نقضنا عهد الله وعهد رسول الله , ولم نعمل بشرع الله , وسرنا خلف القوانين الوضعية وتركنا حكم أحكم الحاكمين عز وجل .
وعرفنا لماذا انتشر البغض والحسد والكره والعداء بين المسلمين ؛ لان حكامنا لم يحكموا بشرع الله .
وعرفنا لماذا انتشرت الامراض بيننا ؛ لانا الزنا والعري والتبرج والمجون والسفور انتشر فى مجتمعنا .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا تبايعتم بالعينة / نوع من أنواع البيوع المحرمة / وأخذتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلآ لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) , وقال صلى الله عليه وسلم : ( يوشك أن تداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة إلى قصعتها , قالوا : أومن قلة نحن يؤمئذ يا رسول الله ؟ قال : لا إنكم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) .
فإذا عرفنا أن هذا هو الداء فالدواء هو الرجوع الى الكتاب والسنة , والعمل بطاعة الله جل وعلا , وترك المعاصى فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة , فما نحن فيه بما جنت أيدينا والعلاج أيضآ في أيدينا ,,,,, اللهم وفقنا للتوبة وتقبلها منا , اللهم ردنا إلى دينك ردآ جميلا , اللهم انصرنا على أعداءنا , اللهم هيأ لهذه الامة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك , وآ خر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
( اللهم احفظ حكومة فلسطين وابعد عنها كل الفاسدين )