مَا بَالُ قَوْمِي نَسُوا وُدِّي وَمَا حَفِظُوا **عَهْدِي وَمَا سَمِعُوا نُصْحِي وَإِرْشَادِي؟!
 
أَغَرَّهُمْ مَا افْتَرَاهُ النَّاعِبُونَ بِلاَ ** عَقْلٍ وَمَا قَالَ أَعْدَائِي وَحُسَّادِي؟!
 
 
أَصَدَّقُوا مَا يُشِيعُ الْمُرْجِفُونَ وَهُمْ ** لاَ يَرْتَجُونَ سِوَى وَأْدِي وَإِبْعَادِي؟!
 
 
ثَارُوا عَلَى أَدَبِي وَاسْتَهْجَنُوهُ وَمَا ** جَاؤُوا بِغَيْرِ هَجِينٍ قُبْحُهُ بَادِي
 
 
 
فَالشِّعْرُ يَهْذِي هُذَاءَ السُّكْرِ لاَ طَرَبٌ ** فِيهِ وَلاَ لِلْمَعَانِي مِنْهُ مِنْ زَادِ
 
 
شِعْرُ (الْحَدَاثَةِ) هَلاَّ مِنْهُ أُغْنِيَةٌ ** يَشْدُو بِهَا قَرَوِيٌّ يَحْرُثُ الْوَادِي!
 
 
تَهَتُّكٌ كُلُّ مَا يَدْعُونَهُ (أَدَبًا) ** مِدَادُهُ رَاعِفٌ مِنْ كَفِّ أَحْقَادِ
 
 
كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى عَصْرٍ تَقَرُّ بِهِ ** عَيْنِي وَأُحْيِي بِهِ مَجْدِي وَأَعْيَادِي
 
 
إِنِّي هُنَا لاَ أُطِيقُ الْعَيْشَ يَلْمِزُنِي ** قَوْمٌ وَقَدْ جَهَّزُوا رَمْسِي وَأَعْوَادِي
 
 
إِنِّي وَإِنْ هَانَ قَوْمِي وَارْتَضَوْا نُزُلاً ** دُونَ الثَّرَى لَمْ يَزَلْ فِي الْمَجْدِ مِيعَادِي
 
 
وَلاَ تَزَالُ كُنُوزِي فِي مَخَابِئِهَا ** يَفْنَى الزَّمَانُ وَتَبْقَى رَوْعَةُ الضَّادِ
 
 
وَقَدْ كَفَانِيَ أَنِّي صِرْتُ مُعْجِزَةً ** تَسْمُو بِنُورِ الْهُدَى وَالْوَحْيِ أَطْوَادِي
 
 
وَلاَ يَزَالُ كِتَابُ اللَّهِ تَذْكِرَةً ** لَوْلاَهُ لاَنْتَزَعَ الأَعْدَاءُ أَوْتَادِي
 
 
وَسَوْفَ أَحْيَا بِهِ فِي الْكَوْنِ خَالِدَةً ** كَأَنَّنِي فِي صَفَائِي يَوْمَ مِيلاَدِي