عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-12-2010, 05:01 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
047 خليل الرحمن نموذج الصبر على طاعة الكريم المنان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام اخواتي الفاضلات
يسرنا ضمن "حملة وبشر الصابرين"
أن نترككم في رحاب قصة الصبر والفداء
مع مقالة جديدة تحت عنوان:

خليل الرحمن نموذج الصبر على طاعة الكريم المنان

لقد زخرت آيات القرآن الكريم بنماذج فريدة من صبر الأنبياء والمرسلين وثباتهم على دعوتهم، حتى نتأسى بهم ونستنير بهديهم.
وفي قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، صبر فريد عجيب أخبرنا به الله عز وجل في سورة الصافات، فلنعش معهما قصتهما ولنتدبر معا الآيات:
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) سورة الصافات.
ولنبدأ رحلة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع الصبر، من أولها حتى نفهم ونعتبر.
فقد ابتلي الخليل في قومه، عندما دعاهم إلى ترك عبادة الأصنام والأوثان، والكواكب والنجوم، فلم يجد منهم آذانا صاغية، مع أنه استنفذ معهم كل طرق الدعوة، واستعمل معهم الحجة، وبرهن لهم على صدق رسالته ودعوته بأساليب شتى، ومع ذلك كذبوا وأبوا، بل أوقدوا له نارا عظيمة وألقوه فيها، فلم يجزع ولم يفزع حتى جعلها الله عليه بردا وسلاما.
ثم ها هو إبراهيم عليه السلام الذي حرم الولد لسنوات طوال ثم رزقه على كبر،
يأمره الله عز وجل أن يضع ولده-وهو ما زال طفلا رضيعا- وأمه في واد غير ذي زرع، لا أنيس فيه غير الله تعالى فيستجيب لأمر ربه صابرا محتسبا، ويدعو ربه عز وجل:
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) سورة إبراهيم.
ثم لما كبر الغلام وشب وتعلق قلب إبراهيم به،كيف لا؟ والله يصف ذلك الغلام بأنه حليم قال تعالى:
{ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ }
فما كاد يأنس به ويشب ويترعرع أمام عينه، حتى رأى في منامه أنه يذبحه،
فيدرك أنها إشارة من ربه بالتضحية، إنه الابتلاء والامتحان.. فهل تردد أو توانى!!
أبدا والله.. ولم يأت في قلبه إلا الشعور بالطاعة ،
ولم يخطر بباله إلا التسليم والاستسلام لربّ العالمين.
ويقص سيدنا إبراهيم عليه السلام على ابنه الرؤيا في رضا وهدوء وطمانينة...
يظهر ذلك في كلامه لابنه وهو يعرض عليه الأمر الهائل:{ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى } كلمات المتمالك لأعصابه المطمئن لأمر الله الواثق بأداء الواجب، كلمات مؤمن صادق..ها هو يعرض عليه الأمر وكأنه أمر مألوف
فالأب مبتلى بفعل الأمر، والابن مبتلى بالسمع والطاعة.
فيقول الابن مستمعا مجيبا:
{ يَا أَبَتِ افْعَلْ مِا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِين }
.
ليضربا لنا مثلا خالدا في الصبر على البلاء والطاعة لرب العالمين في استسلام ورضا ويقين.
ولنتأمل معا في قول الابن{ يَا أَبَتِ} في كل أدب ومودة ..فالذبح لا يخيفه ولا يزعجه ولا يفقده أدبه { افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ }.. فهو يعلم أن الرؤيا إشارة من ربَّ العالمين ثم يعلمنا سيدنا إسماعيل عليه السلام أنه لن يحتمل ذلك شجاعة وقوة، ولكن أدباً مع ربه واستعانة بالله: { سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِين} أدب وروعة في الإيمان ، وعظمة في الاستسلام.
ثم بعد الحوار، يبدأ التنفيذ{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ} وكبه على وجهه واستسلم الأب للأمر.. واستسلم الابن للذبح.. هذه هي حقيقة الإسلام. ووضع السكين وأعملها في رقبته فلا السكين قطعت ولا الغلام جزع..
وحينئذ يأتي النداء الإلهي:
{ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) }
لقد حققت الرؤيا وسلَّمت واستسلمت .. فلا ابن ولا مال أعز وأغلى من الله وحده .. فلا ابن ولا مال أعز وأغلى من أمر من أوامر الله وحده ..
نعم يا إبراهيم لقد فعلت وجدت وأعطيت أعز شيء في هدوء ورضا واطمئنان ولم يبقَ إلا اللحم والدم وهذا ينوب عنه ذبح عظيم .. فنحن لا نريد دم اسماعيل ولا لحمه ولكن نريد منكما الإسلام والاستسلام ، والصبر على القضاء والثقة واليقين.

جعلنا الله وإياكم من الصابرين المحتسبين
الراضين الواثقين الموقنين.
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.80 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]