السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية إلى الصديق الدائم والوفي أبو محمود السوري ..
قلت:ـ
أما جاد الباطل وابن بطوطه فلا اعرف ماذا تقصد بذلك هل هو استهزاء بشيخ الازهر جادالحق رحمه الله مثلاً (لاأعرف!!!!!!!!!!!!)
سامحك الله أخي أبا محمود!
لا أدري ما الذي قرأته في كلامي فدفعك إلى التسرع وذكر الاستهزاء؟
كنت أعتقد أنك بعد هذه المدة التي قضيناها معا في هذا القسم قد تعرفت على أفكاري وتوجهاتي خاصة وأنك تقرأ تقريبا كل ما أكتبه .
وأنا أعتقد أن الاستهزاء بأي شخص حرام شرعا , فكيف بشيخ ؟!
فكيف بشيخ الأزهر !؟ إنها لإحدى الكُـــبر !!
أوما علمت أن الاستهزاء بشيوخ الدين يعتبر استهزاء بالدين نفسه ؟ وأن الاستهزاء بالدين كفر صريح .
هل قرأت القصة التى وردت فيها هذه الآية:
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}
كما أذكر أنك كتبت يوما موضوعا عنوانه :
" من قدك المايك بيدك " وذكرتُ لك هناك مهنتي ومستواي ومقر سكناي ........
فهل من كان مثلي يحق له الاستهزاء بالآخرين ؟
ولكن لماذا انتقلتَ إلى
فتوى لفضيلةالشيخ السيد أبو عجور وتركت فتوى جاد الحق ؟!
علما بأن هذه الفتوى الأخيرة ـ من وجهة نظري ـ سليمة , ومطابقة لأحكام الإسلام وأهدافه .
قلتَ:ـ
وخلاصة كلامي يا أخي أنه يجوز للرجل أن يتزوج من ثانيه دون اخبار زوجته إن لم يكنهناك من شرط ولكني أعتبر ذلك جبناً....
أما أنا فأرى أنه قد يكون جبنا وقد يكون حكمة !
فالنساء عندنا هنا لسن كالشاميات عندكم . فإذا قرر أحد معاودة الزواج فليستعد لحرب ضروس !
أما قولك :ـ
للرجل أن يتزوج من ثانيه دون اخبار زوجته إن لم يكنهناك من شرط
لكن أسألك الآن : إن كان هناك شرط ؟
أقصد إن كان هناك شرط هل يُمنع وقتها الرجل من الزواج؟؟
هذا هو السؤال المحوري بالنسبة لي والذي ـ حقا ـ أود معرفة جوابه .
قلتَ:ـ
أن الزوج إذا أراد الزواج بعد ذلك فللزوجة أن تطلب الطلاق واستيفاء كل حقوقها طالماأنها اشترطت على الزوج في العقد ألا يتزوج عليها.
أرى أن هذا الكلام غير منضبط أو غير سليم , تأمله جيدا وسترى ما فيه!
أقصد هل تفقد المرأة حقوقها إذا لم تشترط ؟
فيا أخي إني أرى أن حقوق المرأة مكفولة ومضمونة بأصل الإسلام وليس باشتراط المرأة لها .
فالله عز وجل يحافظ عليك وعلى حقوقك أكثر مما تحافظ أنت على نفسك وعلى حقوقك .
قال الله عز وجل:
يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ
فهل يوجد هناك أحد يُشفق على ابنك أو ابنتك و يهتم بها ويراعي مصالحها وحقوقها أكثر منك ؟
نعم يوجد !
إنه الله : أرحم بها وأحرص على مصالحها منك , ولذلك يوصيك بها فيقول:
يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ.
الله الكريم الرحيم يوصي الأب بأبنائه ويوصي الشخص بنفسه فيقول :ـ
(وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)
ويقول:ـ
(وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)
لذلك فأنا أعتقد أن هذا الرب الكريم لن يضيع حقوق المرأة حتى وإن هي نسيَــتها أو جهلتـْها أو خافت أو استحيت من ذكرها أو طلبها .
أعتقد أن الكثير من النساء وحتى الرجال يجهلون أو يجهلن حقوقهن وواجباتهن الشرعية والقانونية , فهل ستضيع ؟
أما قصة رفض النبي صلى الله عليه وسلم لزواج علي رضي الله عن على ابنته فاطمة . فلدي حولها كلام كثير وكثير جدا .وسوف نناقشه مستقبلا إن أذنتَ , ولكن الآن أود أن أسألك :
1)هل تعتقد أن الرجل عندما يتزوج على امرأته يكون قد ظلمها ؟
2)أغلب الصحابة والصحابيات كانت آباءهم كافرة بل هناك أنبياء مثل إبراهيم الخليل عليه السلام كان أبوه عدوا لله فهل أثر ذلك فيهم أو نقص من قيمتهم أو حط من شأنهم ؟ فلماذا هذه المرأة وحدها لوحظ أن أباها كافرا وعدوا لله ؟
أولم يكن أبو سفيان كافرا وكانت ابنته أم حبيبة زوجة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وقد قرأت اليوم قصة في هذا المجال ذكرها ابن كثير, فقال :
{دخل أبو سفيان على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته، فقال: يا بنية ما أدرى أرغبت بى عن هذا الفراش أو رغبت به عنى ؟ فقالت: هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت مشرك نجس، فلم أحب أن تجلس على فراشه.
فقال: يا بنية والله لقد أصابك بعدى شر !..................}[1]
3) هل يحق لي أن أطلب من زوج ابنتي أن يطلقها قبل معاودة الزواج , علما بأننا لم نشترط عليه أن لا يتزوج عليها ؟
قبل أن أنهي كلامي أود أن أسأل هل مناقشتي هذه تعتبر من النقد الحاد؟
أخشى أن تكون كذلك !
دمت في رعاية الله وحفظه .
والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
[1] ) زاد المعاد لابن القيم , والرحيق المختوم للمباركفوري والسيرة لابن كثير وغيرهم